منتديات حروف العشق © عالم الأبداع والتميز

منتديات حروف العشق © عالم الأبداع والتميز (https://www.z2z2.net/vb/index.php)
-   حروف الرويات .! (https://www.z2z2.net/vb/forumdisplay.php?f=61)
-   -   رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح (https://www.z2z2.net/vb/showthread.php?t=100709)

همس الحرف 05-Dec-2018 04:31 AM

رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
http://idata.over-blog.com/2/42/61/4...----------.gif

ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح


https://e.top4top.net/p_1068o77en1.png


في ليله ظلماء يبكي القمر الشهيد على اطلال الحزن و اليأس الذي يغمر قلب وحيد صدعه
الاسى و الحرمان و اهلكه جوع الروح و خواء المشاعر لم تكن وحيده بل اجتمعت القلوب حولها لكنها
فارغه من الشعور و الاحساس المدرك لحقيقه الالم و الجرح النازف ..
وحيده بين مئات البشر و لا ترى سوى اجساد هالكه .. لا تملك سوى قلم و بعض وريقات قد احرقتها
السنون الماضيه و دموع لم تلبث حتى تنهمر مرة اخرى لتجف وحدها دون ان يمس احد كيوننتها .
ارتمت على سريرها و هي تنشج بالبكاء و النحيب على حالها البائس..الوحده تنهش في روحها البريئه
و الالم يد بارده تغتالها بكل هدوء .
نداء من الخارج يطرق عالمها الصغير : ليلى قومي الله يهديك ..جدي يبيك ضروري في المجلس .
امتدت يدها نحو صوره قديمه بالكاد تتضح و ضمتها الى صدرها و انتحبت بكتمان و صمت و ارتعاشات تهز جسدها
الغض قبلت الصوره بعنفوان و مسحت دموعها بكل بساطه و قامت من مكانها و هي ترسم ابتسامه صغيره و تمرن
عضلات وجهها الحزين و كأن شيئا لم يكن .
دخلت المجلس بطولها الفارع و جسدها الرشيق و هاله الجمال و الطيبه التى ارتسمت على وجهها و ابتسامه الحياة التي
تمد الاخرين بالطاقه و تسحب طاقه هائله من جسدها .

ليلى بإبتسامتها الهادئه : سم يبه قالوا لي انك تبيني
جدها ذلك الرجل ذو الثمانين من عمره الشامخ بكبريائه المعهود و سطوته الكبيره لسنين قضاها شيخ و كبير و سيد قبيلته
و رجل عائله لاتهزه المشاعر و تخضعه القوانين الصارمه و تهلكه ألسن العادات و التقاليد..

قال بصوت واثق : لا يؤثر فيك كلام الناس و انا جدك و لاتهزك القيل و القال ..ما حنا مرخصينك لانك يتيمه و لا بعثرنا
في حياتك و انتي اغلى ما عندي من عيال و احفاد مير ان اللي يجي في الوجه مردود و ..و انا مو باقي لك على هالدنيا .
يا بنتي اعطيتهم ردي ..خيره لك.
دنقت رأسها و كأنها تفكر و عيناها تلمعان بلغه متنقاضه من الفخر والحزن و قامت من مكانها تنفض العجز و الذل:
و انا بنتك اللي ربيتها ما ارخصك ياابوي و لا اوطي راسك بين الرجال. الله يخليك لي يارب ويحفظك دوم.
و طبعت قبله حاره بمشاعر الحب و الاحترام على رأس جدها و خرجت من المجلس قبل ان تنطق الاحزان بلغه غريبه .
ابتسم الجد و هو يمسح دمعه قد سقطت سهوا في خلوته المعتادة .
.................
البدايه-- التعريف بالشخصيات بحسب تواجدها في القصه

الجد / عزيز السلطان كبير العائله و شيخ القبيله رجل حكم السنين التي مضت عليه بحكمه عقله و سلاسه تفكيره و صلابه قلبه
اب محب و زوج مخلص و قائد محنك .
الجده / ضبيه الزوجه ذات الشخصيه القويه التي تخفي تحتها قلب كبير محب و معطاء .

لهما من الابناء ثلاثه :
1- محمد الابن الكبير الطموح يعمل دكتورا في الجامعه في احدى جامعات الرياض ..شخصيه مجده و مجتهده و علاقاته عمليه
زوجته / جواهر ربه منزل غير متعلمه جميله و شخصيه طيبه و متسامحه شغوفه بحب زوجها واولادها .
الابناء : *زياد / الابن الاكبر 26 عاما مهندس معماري شخصيه هادئه و كتومه .. ذكي و متفاني في عمله وسيم و ملامحه جديه و عاطفي .
* ريهام/ 24 اخر سنه في الجامعه ..رومانسيه و مدللــه و طلباتها اوامر ..تحب تمتلك كل ما تعشقه دون اهميه للعواقب.
*ريم / 21سنه في ثاني جامعه قسم رياضيات .. ذكيه و فاتنه تحب التميز و التفوق دايما لقبها في البيت انشتاين .دمها خفيف و مزاجيه .
* عزيز / 18سنه اخر سنه ثانوي عقدته المدرسه والمذاكره ..عشقه الاول والاخير الهلال و السيارات .

2-احمد الابن الاصغركان يعمل في التجاره توفي في حادث سياره تزوج مرتين
الاولى ثريا / زوجته جميله نساء القريه تطلقت بسبب فاطمه بنعرف التفاصيل اثناء سرد الروايه .
الابناء /* سعود ..الابن الاكبر 26سنه كان الصديق الوحيد له سلطان لكن بحكم انتقالهم بعد وفاه ابوهم للقريه انقطعت الاتصالات
بينهم .شخصيه جاده و حنون يحب مساعده الناس يعمل كمدرس في احدى مدراس القرى القريبه من قريته .. نقطه ضعفه الوحيده
اخته الوحيده ليلى .
* ليلى /23سنه لم تكمل تعليمها الجامعي لان نسبتها ما دخلتها ..
حسناء بكل ما تحمل الكلمه من معنى لطيفه مع الجميع هادئه جدا خلوقه و شغفها جديها و اخيها الاكبر.
ليلى وسعود بعد وفاة ابوهم رجعوا يعيشون مع جدهم ..

الزوجه الثانيه / فاطمه شخصيه ماكره و حقوده لا يهمها سوى مصلحتها و مصلحه بناتها.
* سلوى / 22 سنه متوسطه الجمال و جسمها ممتلىء شخصيتها مرحه و تحب الضحك علاقتها بأختها متينه بغض النظر من
تحذيرات والدتها تحب الطبخ و الاختراع في الاكلات تركت المدرسه بمحض ارادتها بعد الثانويه
* هند/ 18سنه مدلله و سطحيه التفكير سيطره والدتها واضحه عليها و على شخصيتها تحب لفت النظر و التباهي .

3- غاليه
زوجها :حسان صاحب معرض سيارات
عندها *ولد واحد اسمه سلطان عمره 27سنه يعمل مع والده.. عصبي و عنيد .
*رغد 23سنه جميله و ..طموحه و هادئه و تحب الكتابه .. تدرس جامعه قسم عربي

وبعض الشخصيات تظهر اثناء السرد

في قريه .. تبعد الكثير عن معالم الازدهار في مدينه الرياض ..جميله ببساطه تلك البيوت التي رست على ارضها
لم يصلها الكثيرمن معالم الحياة العصريه التي استمرت بدونها دهورا ..تعلو هبيتم تلك الحصون التي ترمز لهم ولانتمائهم لارضهم
تختلف بنائها من قريه لقريه و تختلف تلك الاحجار المنحوته ..و كأن مايكل انجلو عاش دهرا من الزمن فيها ..
مهدت الطرق اليها و انتصبت اعمده الكهرباء
على جوانبها..منهم من تقبلها بصدر رحب فسيح و البعض الاخر تجنبها كمنوال و طريقه عيش لم يعتد عليها..
ساكنوها ..شامخون بكبرياء غير مبالون بالحياة في الجهه الاخرى ..يعيشون حياتهم كما لم يعيشها اخرون في بقعتهم الصغيره
فخورون بقداسه ارضهم و جوده ما تعطيه لهم ..تمتزج حبات عرقهم بحبات التراب ..و يغنون لها كي تعشقهم و تعطيهم مما تجود
بكل خير و كرامه ... و يمنون بمراعيهم و يأمنون بأن الاخذ والعطاء متبادل ...لا يمدون يدا الا و يكون الجزيل الوفير موجود..

:81::81:

همس الحرف 05-Dec-2018 04:34 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
(البارت الاول )

صرخه دوت بإنفعال في المنزل الذي يخلو من الرجال في وقت الضحى : ليلى ياعل عساك الصمخ وينك؟
خرجت ليلى و هي ترتب شعرها الطويل الساقط على كتفيها : خير ياعمه كنت اصلي الضحى
تخصرت فاطمه و هي تخزها بنظرات حاقده : ما شاءا لله اعذارك جاهزه ادري عن حركاتك.. يالله امشي قدامي و اطبخي اللحم
و سوى الغدى شوي و يأذن الظهر
هزت رأسها بموافقه و هي تدرك ان المماطله في الحديث مع عمتها هو مجرد مضيعه للوقت
سمعت الانفاس المحترقه خلفها وادركت ان عمتها قد و صلت حدها ابتسمت ليلى و كأنها ادركت انها قد اشعلت فتيل الانفجار للتو
دخلت المطبخ وهي تشمر عن ساعديها ضحكت فجأه وهي تخرج من ممر صغير و تتوجه لنهايته و قد طرقت نافذه خشبيه صغيره
لتطل من خلفها فتاه سمراء جميله .
ليلى بإبتسامه : صباح الخير يا كسوله اليوم ماسمعت صوتك وانتي تطاردين بعارينك
نجمه بإستخفاف : هه ها هو بايخه زي وجهك.. صباح الخير اولا و ثانيا و اشفيها الساحره الشمطاء صوتها اليوم واصل اخر الديره.
همست ليلى و هي تضحك : شكلها مكوبسه اليوم ماعليك منها .. و شرايك تجين اليوم عندي
- ما ادري والله تعرفين مثلث الشر مايخلوني اخرج بسهوله الا قبلها تحقيقات . لكن احاول اذا ما قدرت و يش رايك انتي تجيني
فكرت ليلى شوي وقالت و هي تطالع خلفها : خلاص انتي اعطيني خبر قبلها عن راي اخوانك وانا اشوف جدتي و جدي
و الحين اقلبي وجهك عندي طبخه على النار .



ودعتها نجمه و ليلى بدت شغلها المعتاد و هي تبتسم لذكرى مرت عليها او ذكريات جمعتها مع صديقه عمرها نجمه
كانت ايام الطفوله اللي قضتها معها قبل تسافر للرياض اجمل ايام حياتها .. حب المغامره و الاكتشاف كانت الهوايه المفضله
لنجمه ما كانت تخاف من احد رغم انها دائما كانت تنضرب و تنال عقاب محترم من عقال ابوها او اخوانها لكن عمرها ما استسلمت
بالعكس كانت تعاند و كانت ليلى هي ذراعها اليمين بالرغم ان شخصيتها هادئه و مسالمه.

ضحكت بخفه و هي تحس ببروده في جسدها لذكرى ما قدرت نسيانها في يوم بارد و ممطر هز القريه كانت بدايته عاديه خرجت ليلى و نجمه
لجولتهم في القريه الاعتياديه رغم ان الجو كان ينذر بالمطر لكن مااهتموا مشوا حتى حدود جبل شامخ طلعت نجمه و ليلى الخائفه من المرتفعات
خلفها
ليلى بخوف :نجمه الله يخليك خلينا ننزل و الله خايفه و مو قادره اطلع اكثرمن كذا
اقتربت نجمه بشعرها الاشعث و عيناها الحاده : ليلى الله يهديك لاتكوني خوافه .. ما سمعت الابله شو قالت لنا اليوم التغلب على المصاعب
و تحدي المخاوف يالله وهذي جات لعندك توكلي على الله و اطلعي معي .
جلست ليلى على صخره : روحي انتي و انا ابقعد انتظرك
نفخت نجمه وهي تطالع ليلى بيأس : خلاص شوي وانا جايتك مادام طلعت من البيت لازم اسوي اللي براسي لا تتحركين من مكانك
هزت ليلى رأسها بهدوء و صمت و طالعت نجمه و هي تطلع الجبل .
تأخرت نجمه و الجو بدا يعتم و خوف ليلى بدا يزداد .. قررت تطلع الجبل و تتحدى خوفها لان شكوكها راحت لاشياء تدفعها للصعود
ممكن صار شي لنجمه و ما احد يدري عنها .
طلعت و هي ترتعش مع كل صوت رعد او وميض برق خاطف دموعها تجمعت مع كل خطوه .. لكن قوتها انهارت كما انهارت الصخور
تحتها فجأه ما شعرت الا بجسدها المتهالك و طعم الدم في فمها و هي تحاول توقف لكن رجلها ما حملتها
وقتها عرفت الدموع طريقها على خدها مع رشات المطر المتزايده و هي تأن بألم صامت تو تنتحب وسط الظلام و المطر الشديد
سحبت نفسها لمكان يحميها من المطر و صوتها يعلو بالصراخ و البكاء .ضمت نفسها و ألم رجلها يزيد عليها
سمعت صوت خطوات تقترب منها ابتسمت بأمل و خوف : نجمه نجمه انا هنا تعالي الله يخليك
لكن الطول الفارع و الجسد الهائل الماثل امامها ماكان لنجمه وقتها حست بقيمه تحذيرات جدتها و تخوف اخوها سعود و رجعت القصص
القديمه المخيفه تنهال على اعصاب دماغها الصغير و دموعها تزيد و ارتجافها للغريب المترقب بحذر وخوف
الغريب : ليش قاعده هنا في هالمطر ؟ انتي مجنونه
ليلى لا كلام و الخوف هو الشعور الوحيد الذي شل لسانها
الغريب اقترب و يده على عيونه يحميها من المطر الشديد : يا بنت فيك شي ؟
ليلى و انفاسها المتلاحقه و دموعها المنهمره
الغريب و عيونه الحاده كعيون صقر يبحث عن جواب او حل : بسم الله الرحمن الرحيم لاتكونين جنيه
ابتسمت وسط دموعها لكن لما لاحظت النظرات المتفحصه مسحت الابتسامه و حاولت تتكلم لكن اقترابه منها بدد كل الكلمات اللي
حاولت تقولها كلي اللي سوته انها رفعت يديها على وجهها و هي تبكي بصوت عالي .
تراجع بخوف و هو يلاحظ تلون وجهها و تركزت نظراته على الدم النازف من رجلها
الغريب بصوت واثق و مطمئن : انتي تنزفين ؟ خليني اشوف جرحك و الا قولي اسمك و خليني اشوف واحد من أهلك
وقتها تكلمت وهي تتذكرتهديدات اخوها : لا الله يخليك لاتقول لاحد
جلس و هو يبسط يده للمطر : خلاص ماراح اسوي لك شي خليني اشوف جرحك ... شوفي المطر كيف صار قوي
هزت رأسها بخوف و هو يحاول يقترب بحرص ويحاول يرفع طرف جلابيتها و يكشف عن جرح طويل في ساقها عميق ينزف
عقد حواجبه و هو يطالع ليلى و عيونها مليانه دموع اخذ الشيله من على راسها بدون استئذان فتناثر شعرها فحطت يدها على شعرها
تغطيه و تراقب عمله بصمت كان يلف الشيله على جرحها بهدوء
لما انتهى وقف بصمت و طالع حوله بدا المطر يهدا و طالعها بحده و قال بتوبيخ - ثاني مره قبل ما تخرجين من بيتكم شوفي الجو شلون
صاير مو كذا على عماك . وين اهلك انتي ما يدرون عنك
قالت بصوت باكي : انت روح خلاص اذا شافك احد اكيد بيقول لاخوي .. الله يخليك روح
وبدت تبكي بصمت و هو يراقبها و بعده مشى من عندها و هو مصمم ما يرجع و لا يلتفتت للمكان اللي قاعد فيه هي كلامها صحيح
لو شافها اي واحد ما راح يكون نهايته اونهايتها مبشرة .
توقف المطر و بدت نسمات عليله تهب على الجبل و اصوات السيول الهادره من بعيد بدت المخاوف في عقلها تزيد والتخيلات تتعب تفكيرها..

تسندت على الصخور جنبها و كلام نجمه الناقمه عليها واللي ودها تذبحها في هاللحظه عن تحدي المخاوف و التغلب على المصاعب
يجيب فائده .. مع ان الصخور زلقه و الطريق صعب لرجلها النازفه جلست شوي و هي تراقب المكان لعلها تشوف نجمه
تنفست بعمق و مسحت دموعها و نزلت ببطء لكن لما اقتربت من النزول جلست بخوف و هي تناظر قدامها للسيل الهادر المنجرف
و اللي ما يقدر عليه احد .بكت و هي تجول بنظراتها في كل مكان لعل و عسى تلقى مكان تمشي منه .لكن لا جدوى
و ما انتبهت للشخص الواقف خلفها و يراقبها بصمت .. تنحنح و هو يقترب منها و هي ترتجف من شده خوفها
قال لها و هو يطالع لقوه السيل : ما تقدري تمري من هنا هذا صعب عليك
قالت بين دموعها : ويش اسوي و الله اخوي يذبحني لو تأخرت
تجهم وجهه و هو يربط طرف قميصه على خاصرته و و ابتعد يدور على شيء و لما رجع كان يحمل معه عصاه اقترب منها و هويعطيها
ظهره و يقول بنبره امره : لفي يديك حول رقبتي و تمسكي كويس لاني بأشيلك ......
اطلقت صرخه رفض و هو يطالعها بإستنكار وهي تهز رأسها بخجل و خوف
التفت لها و هو يقول بصرامه : يا بنت الناس خلصيني ما تقدرين ترجعين لاهلك اليوم لو انتظرتي السيل يخف او حتى يتوقف
لا تخافين راح احملك حتى نعبر الجهه الثانيه و بعدها روحي في حال سبيلك .
رجع اعطاها ظهره و قلبه يتخبط بين ضلوعه و قشعريره تهز اطرافه غمض عيونه ينتظر قرارها و مناه تكون هالبنت الصغيره تكون
اعقل منه بمليون مرة لكن حركه يديها الصغيره حول رقبته نفت كل هواجسه .. غمض عيونه وهو يتعوذ من الشيطان رفع جسمها على ظهره و ثبت
نفسه و هو يخطو بحذر بداخل السيل .. في كل خطوه يحاول يثبت قدمه حتى لا تزل او تنجرف مع التيار القوي و ليلى في عالم اخر
تعلقت فيه بقوه حتى كادت تخنقه قال محاول ان ينسيها خوفها :انتي تدرسين ؟
انفاسها الحاره تلهب عنقه اجابت بصوت خافت يكاد يسمع :ايه ادرس
سكتت وهي تلاحظ تركيزه و سألته بعدم انتباه : و انت تدرس
ابتسم و هو يخطو بثبات : و انتي ويش رايك ؟
ضحكت و قالت بشفافيه : شكلك تدرس مع اخوي هو في الثانويه لكنك ما شاء الله عليك طويل اطول منه هو يقول لي دايما اني قزمه
و هو اطول مني لكن الحين شفت اللي اطول منه .
ابتسم و هو بالكاد وصل للطرف الثاني دنق يحاول ينزلها لكن ما نزلت التفت براسه اللي ارتطمت بجبهتها و تراجع و قال بغضب :
يالله انزلي بسرعه و روحي بيتكم لا اشوفك مره ثانيه في هالمكان و لا اقول لاخوك .
نزلت و عيونها تتساءل عن تغيره المفاجىء ناولها العصا و مشى بسرعه و هي تتابعه بنظراتها حتى اختفى .


: ليلى اللي ماخذ عقلك يتهنى فيه ان شاء الله
رجعت ليلى من غفوتها و هي تناظر في عيون سوداء صغيره برموش كثيفه و شعر ناعم يصل الى حدود الكتفين يلتف حول وجه مستدير ابيض
ابتسمت لملامح اختها سلوى وكأنها تدور على شي ضايع في وجهها...
سلوى بضحكه : وشفيها امي صحتني من سابع نومه .. الله يهديها كنت في حلم ويش زينه كنت يالله بمد يدي ...
- وشو تمدين يدك .. و لمين؟ اكملت بإبتسامه : لا يكون لفارس الاحلام علشان يأخذك معه على حصانه الابيض
ضحكت سلوى و قالت و هي ترفع يدها .. ياليت و لكن حلمت بكيكه فراوله وتوي باخذ قطعه إلا امي تنط لي في الحلم
ضحكت ليلى و هي تخرج من المطبخ و سلوى تلحقها لغرفتها :عمتي الله يهديها دايما اعصابها فايره ما ادري اشفيها
سلوى بتوسل و هي تمسك يدها - لا تاخذين على خاطرك منها و الله هي طيبه
- مرة من كثر طيبها غرقت فيه .. يا شيخه ما عليك جدي و جدتي و اخوي هم اللي يهموني
سلوى بإستنكار : يا سلام و نحن لنا الله ..مالت عليك و بس يا قليله الادب
جات تخرج من غرفتها و لحقتها ليلى و هي تقول بفرحه : ان شاء الله نجمه راح تزورنا العصريه
اكتست سلوى بإحمرار خفي لاحظته ليلى و هي تركز في نظرات اختها الضايعه و تقول بصوت هادي : صدق ..تنحتحت تسترجع صوتها
- الله يعيننا ان شاء الله على هذرتها اللي ما توقف و مشت بسرعه
ابتسمت ليلى لفكره جات في بالها و هي تستند على باب غرفتها .


في الرياض

زياد و هو يسوق سيارته بتركيز و عينه على الطريق و مهمش جواله اللي كان يدق لكن المتصل ما يأس حتى رد زياد عليه
- هلا و الله بأبو زياد ...ههههه ما عليه يا ابوي السموحه لكن مااحب ارد و انا اسوق سيارتي
اعذرني يا ابوي لكن ما اقدر ..خلاص خلاص انا على وصول بأكلمك في البيت .. مع السلامه
حط الجوال في حضنه و هو يتأفف وهو يفكر في الموضوع اللي فتحه ابوه معه .
دخل فلتهم الفخمه في احد ضواحي الرياض العريقه و وقف سيارته في موقفه الخاص و مشى و هو يعدل شماغه و يهز سلسله مفاتيح سيارته
لما وصل فتح الباب و استقبله عزيز و هو لابس شال الهلال .. اعترض زياد طريقه و هو يرفع حواجبه لما شاف اخوه
- على وين العزم ان شاء الله ؟
عزيز بإستعجال _ وخر يازياد عندنا اليوم مباراه لازم احضرها مع الشباب
- الله يا شباب كلكم على بعضكم بزارين .. خليك من الهذره و اركد في البيت و شوف المباراه على التلفزيون
عزيز بتوسل - الله يخليك يا زياد لا تعترض بالكاد وزاره الداخليه اعطتني تصريح
بحلق زياد فيه و ضربه على كتفه و هو يقول - وشو وزاره الداخليه احترم اهلك يا ولد
ابتسم عزيز وهو يحاول يتملص من اخوه لكنه قال قبل يروح - ماعليه امسحها في وجهي يا وزاره الخارجيه و ضحك و انطلق خارج الفيلا
ابتسم زياد و دخل و هوينادي على امه
- هلا يمه زياد انا هنا في المجلس
ابتسم و هو يشوف ابتسامه امه المحببه عنده قرب منها وباس راسها و قال - مساك الله بالخير و النور
- هلا يا حبيبي مساك الله بالسعاده و السرور يا قلب امك
حط يده على قلبه و هو يقول بشكل درامي - لا مااقدر اروح ملح .. ابوي بيطق عرق الغيره عنده
ضحكت امه و هي تمسح على ظهره و تقول بود - عن الكلام الزايد .. تغديت يمه ولا اقول للشغالات يجهزون لك الغدا
باس يدها و هو يوقف - لا يمه متغدي بروح انام ..صحيني على صلاه العصر عندي شغل ضروري
وقبل ما يخرج - يمه وين رقيه وسكينه ؟ ما اسمع لهم صوت
- ريهام في المرسم اظن و ريم جات من المدرسه ونامت على طول .
خرج من المجلس و راح على طول على المرسم اللي كان متصل بالملحق علشان الهدوء
دخل بهدوء و عيونه تدور على الغرفه ..
كانت لابسه بنطلون جينز و تيشرت ابيض طويل وبقع الالوان عليه واقفه بقامتها المديده و رشاقتها و هي تشرب من كوبها المفضل و تناظر لوحتها بتمعن
- حيلك حيلك يا حرم دافنشي ..
نفخت في صدرها في حركه دلت على خوفها : يااخي انت ما تعرف تدخل زي العالم و الناس خوفتني .
جلس على الكرسي و هويطالع في اللوحه اللي راسمتها ابتسم وقال - لوحه حلوه .. متعوب عليها
ابتسمت وبان صف من اللولو الناصع و هي تهز شعرها بغرور ..: يا حبيبي اكيد مادام اللي رسمتها ريهام بنت احمد السلطان اكيد راح تكون حلوه
كشر في وجهها وقال : من تواضع لله رفعه .. ما سمعتي فيها
نفخت وهي ترجع و تمسك فرشاتها : اخلص علي ليه جاي عندي اكيد وراك شي مهم
طالعته و غمزت بعينها : انت ما تتعب نفسك في هالوقت الا يكون عندك حاجه ملحه
ابتسم لكن امحت ابتسامته بسرعه وقال - ابوي تكلم معي بخصوص وحده من بنات عمي احمد الله يرحمه
شهقت و هي تطالع فيه بعيون غير مصدقه ..واكتفت بالصمت لحظات طويله.

في مكان اخر ( عائله الغانم )
اريام : سمر اخرجي بسرعه شوفي من جاء عندنا
سمر و هي تفتح الباب و تخرج بلقافتها المعهوده و تراقب ست عيون تراقبها : يالبي ها الوجوه و الله
ضحكواالصغار و هم يلتفون حولها
وفاء : سمر الله يعطيك العافيه تعبوني هالبنات خذيهم بعيد عن البيت شوي .. اخوهم نايف عنده مذاكره و هم قالبين البيت
ام وفاء : الله يوفقه ان شاء الله و يقر به عينك ويعوضك خيران شاء الله .
ابتسمت اريام و هي تمد لاختها الكبيره فنجان القهوه :اللي يسمعك يقول ولا شهاده الدكتوراه.
سمر :الا سلطان فديته هذا ساعدي الايمن مادام هو معي انا ما اخاف الرسوب .
وفاء بتكشيره : الله و اكبر عليك اذكري الله لا تصيبه عينك .
سمر بضحكه وهي تمشي : لا اله الا الله محمد رسول الله
اريام و هي تقرب من امها و تبوس يدها : يمه فديتك خليني اروح عند فاتن و الله طفشانه .
الام : و الله يا بنتي انا ما عندي ما نع كلمي اخوك مطلق و استأذني منه .
زفرت اريام بقهر : طيب ليه خلاص انتي كلميه تعرفين يقعد يسألني وين وليه و متى تجين
وفاء : عيب يا اريام تعرفين ان اخوك هو المسؤؤل عنك و ما يقول هاالكلام الا يحبك و يخاف عليك .
تأففت اريام و خرجت بدون رد
ناظرت ام وفاء وفي بنتها بحزن :الله يهديها ما تدري انه ضحى بحياته علشانهم و هم ما يحسون فيه .. انا اللي احس فيه
يراكض في هالدنيا علشان غيره و لا شاف حياته كلما قلت له تزوج قال لي بدري و ما هو وقته و اخرها يقول فاتني وقت الزواج
ما يدري ان كل كلمه يقولها تحز بخاطري و تقطع قلبي عليه .
مسحت دموعها بطرف شيلتها وعيناها ككل ام جسدت معاناه اولادها بجروح قد غرست في قلبها .
وفاء وهي تمسك يد امها : خلاص يمه لا تقطعين قلبي انا بأكلمه و اقول له
الام : قولي له ياامي لو يبي فاتن بنت خاله اخطبها له و لا اشوف غيرها
ابتسمت وفاء و طمنت والدتها و هي اكثر المتشاءمين في حاله اخوها الكبير و سندها الوحيد في الحياة .

عائله الغانم :
ام مطلق حسنه ارمله ضحت بالكثير في حياتها لم تنجب سوى ثلاث بنات و ولد واحد
مطلق :30سنه همه الوحيد امه و خواته رجل اعمال ناجح.. بنتعرف على شخصيته اكثر خلال الروايه
وفاء : الكبرى متزوجه و لها ثلاث بنات تؤام (رنا -رؤى -ريما )عمرهم ثلاث سنوات و نايف في الثانويه العامه
اريام :23سنه في الجامعه همها الوحيد الازياء و المكياج ..صديقه ريهام في الجامعه..وفيها برود غير طبيعي ..
سمر :17سنه شقيه و مرحه تحب الاطفال موت و مثالها في الحياه اخوها الكبير مطلق و اللي تعتبره ابوها اللي ما شافته .

في واحده من شركات الغانم الكبرى
بثوبه العودي و شماغه المهيب يجلس على كرسي المدير العام لشركات الغانم ..تحتد نظراته على الاخطاء الصغيره و ينقض على التقصير
كالصقر لا رحمه في تصريحاته و لا عقابه ...بعيونه السوداء لا يسبر غورها احد عميقه و مخيفه تظللها حاجبان مرسومان بحده
و جمال سبحان من صورها وانف طويل يشبه كالسيف على طول وجهه المنحوت بإبداع .. رأس يحمله جسد هائل بقوه عضليه و عرض رجولي فتاك تظهر من خلال تفاصيل طوله المهيب و ثنيات ثوبه الفاخر .
مطلق بهدوء : طلال ممكن تجي لحظه
طلال السكرتير الخاص : نعم استاذ
- انا ألاحظ ان كل الاوقات اللي تسجل فيها الصفقات متأخره بالمره ..مين المسؤؤل بالتحديد و كمان عندك الحسابات فيها تجاوزات
طلال : استاذ هذي مسؤليات نائب المدير و مدير الحسابات
ضرب بيده على المكتب : الحين استدعى لي الاثنين في اجتماع ضروري وبدون تأخير .
تنفس بعمق وهو يدق على امه للمره الثانيه
و بمزاج ثاني -مساءا لخير يا احلى ام افي الدينا
ههههه الله يعطيك العافيه شو هالكلام ..لا والله ما تغديت ساعه بالكثير ان شاء الله و اكون موجود في البيت
ناقص شيء ... صدق والله قولي لوفاء لا تروح حتى اجي انا
خلاص يالغاليه في امان الله .
التفت للجهه الثانيه ورجعت حواجبه للالتقاء و شخصيه مارده تطل من عيونه .


في القريه
سلوى :يمه ضبيه يا عيوني انتي يالغاليه قولي لجدك يرخص لنا و نروح عند نجمه و الله زمان عنها
ليلى بتوسل و هي تغمز رجليها : ايه والله فديتك يالغاليه قولي له
الجده : و انا اقول و شفيكن فوق راسي مو محبتن فيني لابارك الله فيكن قمن انقلعن من عندي
سلوى : يمه دخيلك و الله ساعه و احنا راجعين و تعالي معنا انتي عند ام صالح
ليلى : و الله فكره خليني نوسع صدورنا و الله سوالفها حلوه و تضحك
ضحكت سلوى فجأه و هي تحط يدها على فمها
ليلى : ضحكت من سرك ان شاء الله وشفيك فاضين لك عاد
سلوى بصوت ضاحك : تذكرين يوم نطحها التيس و طاحت مسكينه
ليلى و وجهها احمر : لا تطرين هذي السالفه كلما اتذكرها احزن عليها مسكينه
الجده بإبتسامه : ايه والله مسكينه ام صالح وقتها ماقامت من الفراش اسبوع كامل
ليلى بتوسل : يمه الله يخليك خلينا نروح .
تدخلت فاطمه :وين تروحين انتي وياها
سلوى :نروح عند نجمه شوي و نرجع
امها بنرفزه : لا والله و انا حيطه هبيطه عندك انتي وياها تدخلون و تخرجون على كيفكم بدون شوري
ليلى :لكن يا عمه
فاطمه و هي تقاطعها : عمت عينك قولي امين .. انتي اللي علمتي بناتي ما ياخذون حتى شوري
الجده : فاطمه لا تدعين على بنتي و شور بناتك ماهو عندك الا عند جدها و اخوها الكبير فهمتي ..
فاطمه بنرفزه :بناتي ما يخرجون من البيت سمعتي ياعمه و قولي لبنتك تبعد عنهم احسن لها .
ردت ليلى بكبرياء :و الله بناتك انا اصير لهم اختهم الكبيره و لا تقدرين تفرقين بيننا و اذا كنت رافضه انها تروح معي خلاص مو مشلكه
كلامك عليهم هما مو علي .
فاطمه بعصبيه زايده :كبر راسك علي يا بنت ثريا .
ليلى بانفعال : لا تجيبي اسم امي على لسانك
كملت فاطمه :طالعه مثل امك ما تبي الا كلامها هو اللي يصير ..لكن شوفي وينها الحين ..
ابتسمت فاطمه بخبث و خرجت من الصاله بعدما اعطت نظره لسلوى فهمتها على طول .
ليلى وهي تحط يدها على صدرها و الضيقه ترجع لها .
الجده :ما عليك منها يمه تراها صغيره عقل ما تفكر ..
روحي يمه عند نجمه و لا عليك منها شورك عندي انا وجدك .
ابتسمت ليلى وهي تخفي الما قد ظهر مجددا على سطح حياتها .

انا عايش مع العالم وكل الهم في صدري

واحاول اخفي دموعي عن اللي يحبوني

اشيل الهم عن غيري حتى لو قسى دهري

واسعد من يحبوني لو الحساد لاموني


:165::165:

همس الحرف 05-Dec-2018 04:36 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الثاني :




في الرياض
زياد بترجي :يبه الله يخليك لاتجبرني على شي انا رافضه كفكره من الاساس
ابو زياد :ليه تعتبر كلامي لك اجبار ..انت رجل فاهم و عاقل لو انت مكاني شو تسوي
لف حول المكتب و قرب من ولده و كمل كلامه :لو اخوك قبل ما يموت وصاك على بناته شو راح تسوي قولي بسرعه
زياد و عيونه كلها رجاء :لكن يبه رغباتي انا وين مكانها في تخطيطاتك لبنات اخوك ..
ابو زياد بعصبيه : ما توقعت تخذلني وانت ولدي الكبير اللي حطيت عليه كل امالي
بتوسل : يبه لا تقول كذا انا ولدك اللي ربيته و لا يمكن اخذلك اللي تبيه راح يصير مادام فيه رضاك
ابو زياد بفرحه : الله يسعدك يا ولدي دنيا و اخره و يريح بالك زي ما ريحت بالي .
زياد بإبتسامه مصطنعه : الله يخليك يا بوي .. الحين ارخص لي عندي موعد مهم
خرج بسرعه بدون يسمع رد ابوه و اخذ مفتاح سيارته و محفظته و نزل الدرج بسرعه خلته ما ينتبه لريم اللي تراجعت للخلف
بسرعه وسط اندفاع زياد
ريم : بسم الله زياد وشفيك صاير شي
زياد :مافي شي خليك في حالك
صفق باب بقوه وراه و هو يركض لسيارته و يشغلها بسرعه و ا نفاسه الغاضبه تحتدم مع الهواء ما يدري شو يسوي
زاد من سرعته لكن فجأه توقف ...ضرب على المقود بيده و تجاهل رنين الجوال المزعج بالنسبه له
طالع في الشاشه ابتسم بمرارة و هو يشوف حرم دافنشي المسجل لاخته ريهام تجاهل الرد عليه و حطه سايلنت و كمل سواقته بمهل
و كل باله باللي خذ عقله من زمان ...
قبل سنتين ..

واقفه على المسبح بفستانها الازرق المفصل بعنايه على غصنها الريان الرشيق بانحناءات انثى فاتنه ..
اللي زاد من توهج بياضها و شعرها كاليل الحالك ينسدل على ظهرها ..مبسمها سحر هالك لامحاله
و عيونها سهم جارح يخترق القلب بدون استئذان ..
تعلقت عيونهم لفتره و نبض القلب يعزف سمفونيه تغيب فيها الحياة من حوله
غاب عن الكل و نطق لسانه بدون وعيه ..

عذبة أنت كالطفولة كالأحلام كاللحن كالصبح الجديد
كالسماء الضحوك كالليلة القمراء كالورد كابتسام الوليد
يالها من وداعة وجمال وشباب منعم أملود
يالها من طهارة تبعث التقديس
في مهجة الشقي العنيد
يالها من رقة تكاد يرف الورد
منها في الصخرة الجلمود
أي شيء تراك ؟ هل أنت فينوس
تهادت بين الورى من جديد
لتعيد الشباب والفرح المعسول للعالم التعيس العميد
أم ملاك الفردوس جاء إلى الأرض ليحيي روح السلام العهيد
أنت .. ما أنت رسم جميل عبقري من فن هذا الوجود
فيه ما فيه من غموض وعمق
وجمال مقدس معبود
أنت .ما أنت .. أنت فجر من السحر
تجلى لقلبي المعمود
فأراه الحياة في مونق الحسن
وجلى له خفايا الخلود
أنت روح الربيع تختال في الدنيا فتهتز رائعات الورود
تهب الحياة سكرى من العطر ويدوي الوجود بالتغريد
كلما أبصرتك عيناي تمشين
بخطو موقع كالنشيد
خفق القلب للحياة ورف الزهر
في حقل عمري المجرود
وانتشت روحي الكئيبة بالحب
وغنت كالبلبل الغريد............ لابو القاسم الشابي

سلطان : يا عيني يا عيني على الرومنسيه
ضحك زياد بفرحه غريبه :يا شيخ اي رومنسيه انا وين و الرومنسيه وين ؟ قصيده جات في بالي وقلتها ..
في باله( اه يا قلبي اهدأ ... لا تفضح مشاعرك ..حوريتي قلبت موازيني ..اهدا يازياد اهدا )
سلطان بمكر : و الله واضح .. اقول اعلم جدي اقوله الولد غرقان لشوشته اخطب له واحده من بنات القريه
زياد و هو يسحب عقاله : اقول امش قدامي احسن لك لادبغك بهالعقال اللي معي .
ضحك سلطان من قلب و هو يشوف تقلبات صديقه المفضل :افااااا يا ولد الخال و اهون عليك
زياد :خلاص يا رجال تمشي بسرعه لا يفضحونا الجماعه و بعدها نعلق معهم في دوامه شباب اليوم و شباب الامس .
ضحك الاثنين و هم يمشون بسرعه لمواقف السيارات و قلب زياد تعلق بحوريه صورتها كامله في ذهنه اغمض عليها في عيونه
و حفظها في صميم مشاعره اليقظه .

*****************************
في فيلا الغانم ..

النسيم البارد يعبث بشعره المظلم الغزير و عيونه تضيق و تتسع مع كل فكره او كلمه يقراها ..و هدوءه عالم منفرد بأفكاره الخصبه
و خيالاته البعيده .. استند على ذراع الكرسي مسح وجهه و توقف يده على عنقه للحظه ابتسم و كأنه تذكر شي ..لكن هز راسه
و انتفضت غرائزه و رجع لنفس حالته جامد ..رجل لا تهزمه الفرضيات ولا يقع فريسه للطموح العابث احلامه الشخصيه ابراج مشيده
على ارض الواقع ..و مشاعره تابوت في مقبره قديمه ..خنوعه لخالقه الواحد الاحد ..وانهزامه لبني جنسه حلم يتهاوى لهم في الظلام .
خرج من شروده و امه تجلس بجنبه و تمسح على شعره لتهدي ثورته

ام مطلق :وشفيك يا الغالي ؟سرحان وشايل الهم على راسك
مطلق بإبتسامه :ما فيني الا العافيه لكن شويه مشاكل في الشركه
ام مطلق بحزن :اه يا ولدي العمر يخلص و المشاكل عمرها ما تخلص ..متى ترتاح يمه وتريحني معك ؟
قرب من امه و باس يديها الثنتين وضمهم لصدره : راحتك مناي يا اغلى الغوالي
- متى ياولدي تتزوج و تريح بالي .. انام واصحى وانا شايله همك ؟منى عيني ياولدي اشوف عيالك قبل ما اموت .
- بعيد الشر عنك يمه .. عسى يومي قبل يومك ..لكن سالفه الزواج اجليها شوي عندي كم مشروع مجرد ما اخلص منهم
انا بنفسي اجيك واقول اخطبي لي ..
ابتسمت ام مطلق و هي تمسح على شعره من جديد :الله يقدم اللي فيه الخير .. انا كنت افكر في بنت خالك فاتن جمال و مال و دلال
ماشاء الله عليها ويش رايك فيها .
مطلق برفض واضح :الله يخليك يمه ..لا فاتن و لاغيرها الحين ماهو وقته
ام مطلق :خلاص يمه لا تضيق خاطرك ..لكن خلك على الوعد ياولد غانم اذا نسيت انت تراني ماانسى ابدا
ضحك مطلق و هو يراقب والدته بخطاها الوتيده و اشراقه وجهها السموح
قطع تفكيره رنين هاتفه
رد بثقه :هلا طلال بكره تأجل كل المواعيد و تحجز لي على لندن بسرعه
لا لا راسلني على البريد في اي اشياء مهمه و الصلاحيه بيد الاستاذ نجيب
يعطيك العافيه طلال .مع السلامه

غمض عيونه و تنفس بإرتياح و عالم العمل ينزوي و يترك فراغ مايشغله شاغل ..وردد بشاعريه

هم الالم و هم الجراح من يسكته و يعلل فؤادك بالامل
اطلق سراحك يالهوى و اذكر تعابير مضت
لا تبكي يا قلب الحزين و قل حظ و غاب
و اطفي لهيب الشوق في نار الوداد

*************************

في القريه

هند بصراخ :يمااااااااااااااااااااااه
فاطمه بخوف :وشفيك يابنت ؟خوفتيني
هند بإنزعاج :يمه شوفي سلوى وسخت كل ملابسي
فاطمه بصراخ :سلوى انتي متى بتكبرين و تصيري عاقله
سلوى ببرود :انا ماسويت شي هي بنتك وسخه تلبس و تركن على بالها البيت مليان خدم علشانها
هند :وانتي و يش تسوين انتي و ست الحسن والجمال سوين عمله ننتفع واركن مو اكل و مرعى و قله صنعه
سلوى :و الله يا حبيبتي ياخشبه انا اغسل كل ملابس اهل البيت الا ملابسك اذا شفتها ركنتها على جنب
فاطمه : خلاص انتي وياها لابارك الله فيكن اركدن ..سلوى مادام انتي فاضيه اغسلي ملابس اختك هي عندها اختبارات
سلوى تدخل سريرها وتتلحف :والله ما انا فاضيه عندي نومه طويله
تأففت فاطمه و خرجت بسرعه و تركتهم
هند بقهر : طيب با دبه و الله لأردها لك ..انا عارفه كل من ورا الهانم اللي قاعده بغرفه لحالها و انا ربي بلاني بالقعده معك .
سلوى و هي ترفع حواجبها : موتي قهر يا خشبه
سعود دخل الغرفه : السلام عليكم
سلوى قامت بإحترام و باست راسه :و عليكم السلام ورحمه الله .. اخبارك يا خوي
سعود رد و هو يناظر هند اللي ما قامت سلمت عليه : طيب والحمدلله انتم اخباركم
سلوى لاحظت نظراته و قالت و هي تمسك يده :انا تمام التمام لكن اختك الخشبه تبغى غرفه لحالها علشان كذا ماده بوزها شبرين
ضحك سعود و هو يجلس جنب هند و يمسح على راسها :ما عليه يا هند ما عندك الا حل واحد مضمون بإذن الله
هند بفرحه :وشو قلي عليه بسرعه
سعود و هو يكتم ضحكته : ادعي ان واحده من اللي عندك يجي نصيبها و تذلف عن وجهك .
كشرت هند لكن رجعت ورفعت يديها وقالت بصوت مرتفع :يارب ان ليلى تتزوج عن قريب
تدخلت سلوى بإندفاع :ياسلام ويش معنى ليلى هي اللي دعيتي لها ؟
هند بإبتسامه :و الله انتي فرصتك ضئيله بالمره ..دبه و ثقيله دم و ما فيها من الزين نتفه
سلوى :الله واكبر عاد من زينك ..مطيح نص شباب الديره ...اقول يا الخفسه لا يكثر ..
تدخل سعود ووقف وبصوت جهوري :خلاص عاد ماصارت حشا مو بنات الا اذاعه اف ام و س ان ان ..حشموني شوي ولا اقول
خلوني اروح عند اختي الهاديه لو اقعد شوي عندكن كان اكلتوني بجلدي
خرج سعود و تعالت الاصوات من وراه و هز راسه على حاله اخواته المعتاده
دخل الغرفه كانت مظلمه وبارده .. استغرب اخته ما تنام في هالوقت اقترب من سريرها بعدما فتح النور
- ليلى ..ليلى انتي مريضه ؟
رفعت اللحاف عن راسها و طلت فيه بإبتسامه باهته :هلا ياخوي متى رجعت ؟
سعود بشك وهويطالع عيونها المنفخه وخشمها الاحمر : من ساعة ..انتي وشفيك تعبانه ؟
- لا ابد ياخوي مافيني الا العافيه
ارخت راسها و هي تهزه بهدوء : تطمن ياخوي
رفع راسها و هو يجلس جنبها :على اخوك يا قلب سعود ..انا الوحيد اللي افهم سبب هالنظره و سبب الحزن اللي كسى وجهك
دفنت راسها في صدره و نشجت بالبكاء :آآآآآآآه يا سعود
حضنها بقوه و حذر :سلامتك من الاه ياقلب سعود ..وشفيك قولي لي لا تشيلين في صدرك مو زين عليك ؟
رفعت راسها على كتفه و مسحت دموعها :تذكرت امي يا سعود ..هالايام ما تروح عن بالي ..احساسي يقول ان فيها شي ؟
طالعت فيه و نظراتها ضائعه :ودي اعرف عن حالها وعن صحتها ..امي يا سعود .ماهي بخير
سعود بطمأنينه :تفاءلي خير و انا اخوك .. مافيها الا الخير اكيد ..
رجعت تبكي من جديد و سعود يراقبها بحزن و كله الم و خوف يبدد الامل جواه .
سعود :خلاص يالغاليه ابشري ..بكره بعد الدوام بمر بيتها ان شاءالله رغم اني ما اواطن زوجها لكن ما عليه ..علشان خاطرك
ارخى راسه و كمل :حتى انا و الله مشتاق لها .
مسكت يده :فديتك يا خوي خذني معك خليني اشوفها
- لو بيدى كنت اخذتك لكن تعرفين جدك ؟
ابتسمت وسط دموعها و مسحتها وقامت بسرعه - الله يهديه انشاء الله ...الا تعشيت و لا احضر لك العشى ؟
سعود يعمل نفسه زعلان :وين اتعشى كان زمان اول..رحت عند ريا وسكينه و شكلهم هما اللي كانوا بيتعشون فيني .
و انتي قلبتيها مناحه
ضحكت ليلى -خلاص ياعيون ليلى انا كم سعود عندي ؟
رفع اصبعه السبابه و هو يبتسم و ضحك لما شاف ان البسمه رجعت لوجهها و راقبها لمى طلعت ..و عبس بينه وبين نفسه
حزن و الم و غربه طفوله ...و بالاخص لفتاه كان عمرها 12سنه تتطلق امها و تعيش بعيد عنها ..و بعدها بثلاث سنوات
يموت ابوها ..طفله تعلمت كيف تعيش علشان غيرها ...
اااااااااه ياسعود كم قلبك تحمل لحاله ؟ فكيف بطفله صغيره ما تعرف من الحياة غير الحزن و الجروح .

اسألي دمي
وسعادتي وهمي
اسألي التوفيق
والقدر والضيق
اسألي الدعاء اللي في صلاتي
والدموع اللي في سجودي
اسألي دمي
عن حبك يا أمي
****************************

فيلا حسان الواكد

سلطان ينزل الدرج و هو ماسك الجوال بيد واليد الثانيه يمسك بلوزته البيضاء
-الو هلا ماجد اسمع اليوم عندي موعد مهم غطي مكاني حتى ارجع
اقول بلا كلام زايد ..ما بعزمك لا على غدا و لا عشى
خلاص اوكيه نلتقي ..مع السلامه
جلس على الطاوله و هو لسى ما لبس بلوزته ..يعني الاخ يستعرض عضلاته
رغد بإنزعاج واضح :سلطان الله يهديك البس بلوزتك لو تشوفك امي تقطعك
التفت وراه و هو يمثل انه خايف و لبس بلوزته و هو يضحك
ابتسم في وجه اخته بحنان :كم باقي لك و تخلصين الاختبارات
رغد بهدوء:اسبوعين و نصف بالتمام و الكمال
سلطان التفت حوله :وين امي وابوي مو عوايدهم يصحون متأخر
رغد:ابوي صحي بدري يقول عنده شحنه سيارات جديده و امي اظن في المطبخ
ام سلطان : انا هنا
سلطان يقوم ويبوس راس امه :صبحك الله بالخير ياام سلطان
ام سلطان بحنان :صباح النور والعافيه .. عسى ما شر ان شاء الله وشفيك يمه اشوفك اليوم مبطي على شغلك
سلطان و يشرب قهوته : عندي موعد مهم ..اقضيه ان شاء الله و اروح بعدها الشغل .
حط كوبه الفاضي و رفع راسه بإبتسامه :ها يمه تامريني على شي انا ماشي
ام سلطان :لا يمه انتبه لنفسك
هز راسه بإيجاب و شد شعر اخته المنهمكه في قراءه كتاب : وانتي رغوده شدي حيلك ..
رغد :خلاص طيب مع السلامه
سلطان :حلوه تصرفيني .. انا اللي غلطان خايف عليك
رغد تقوم و تبوس خده برقه :يا عيوني انت ..تسلم لي يارب انتبه لنفسك و لا تسوي لي فيها جيمس بوند
-ههههههه الله يرجك ..اثاريك ما انتي بهينه ..جيمس بوند مره واحده
رفع يده بحركه سريعه :يالله مع السلامه اشوفكم بعدين .
رغد تكلم امها :يمه شو رايك بعد الاختبارات نسوي حفل نعزم فيه عيال عمي احمد و وعمي محمد و الله وناسه ...
ام سلطان بفرحه :و الله فكره يا بنتي جبتيها في وقتها والله اني مشتاقه لامي و ابوي الله يطول في اعمارهم
خلاص ان شاء الله بعد هالاسبوعين بأعزم خالتك فاطمه و خالتك الجوهره عندنا .والله فكره يا بنتي ..

قامت بسرعه و كأن تحضيرات العزومه بدأت عندها ..و انغمست رغد في مذاكرتها .و ما انتبهوا للشخص الواقف على عتبه الباب
و هو يسمع اقتراح رغد ..بدا قلبه يحن لذكرى مضت ..لكن بعدها في اوج الحنين تطرق باب العودة يستطرد كل لحن و كل ذكرى
هامسه في اذن المحب العاشق الولهان ..برمز الحروف الحارقه على سطح الورق ..ما للنسيان في قاموسه معنى و حبه غدى
هاجس حلو مر المذاق .ينتظر امل يداعب الحلم و يصبح حقيقه واقعه ..طفله صغيره كانت رفيقته ..همسه رقيقه تداعبه وابتسامه تروق له كلما رأها .
رشف من الصبر كاسات الالم و الدرب الطويل ..اصبر يا قلبي اصبر فرجك قريب ..فرجك قريب ..

لا يعرف الحزن إلا من عشقا ... وليس من قال إني عاشق صدقا
للعاشقين نحول يعرفون به ... من طول ما حالفوا الأحزان والأرقا

أما واعدتني يا قلب أني ... إذا ما تبت عن ليلى تتوب
فها أنا تائب عن حب ليلى ... فما لك كلما ذكرت تذوب

أمر على الديار ديار ليلى ... أقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي ... ولكن حب من سكن الديارا

أشارت بطرف العين خيفة أهلها ... إشارة مذعور ولم تتكلم
فأيقنت أن الطرف قد قال : مرحبا ... وأهلا وسهلا بالحبيب المتيم

يموت الهوى مني إذا ما لقيتها ... ويحيا إذا فارقتها فيعود

وما في الأرض أشقى من محب ... وإن وجد الهوى حلو المذاق
تراه باكيا في كل حين ... مخافة فرقة أو لاشتياق

نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ... ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ... وحنينه أبدا لأول منزل.......مجنون ليلى

******************************
في الرياض :

ريهام :زياد افتح الباب ابغى اتكلم معك
زياد بصوت ناعس :بعدين يا ريهام مو فاضي لك الحين فيني نوم
ريهام بإصرار :اقول افتح بسرعه
فتح زياد الباب ورجع لسريره و هو لابس بيجامه سماوي
ريهام بحده :زياد الكلام اللي يقوله ابوي صحيح
قربت من سريره و هزت كتفه و هي تعيد :زياد اصحى ما هو وقت النوم
زياد بصرخه : خير و شفيك ..؟كلام ابويه ايه صحيح عندك اي مداخله تفضلي قوليها و اطلعي برا
ريهام بيأس :يعني وافقت تتزوج ليلى ..بكل بساطه
تجاهل النظر في عيونها و رجع و استلقى على سريره
رجعت و عادت عليه السؤال :طيب و حبك اللي شلته كل هالسنين نسيته بسهوله
زياد بحزن :انتي ما تفهمين يا ريهام
جلست ريهام جنبه و عيونها تحمل نظرات غريبه :افهم ايش يا زياد ..؟ العادات و التقاليد انك لازم تتزوج بنت عمك بقناعه او بدون
و كل هذا ليش ..و تتوقع بعدها انك تحبها و تعيش معها حياة سعيده ..نسيت الفرق بينك و بينها هي خريجه ثانويه و انت مهندس
مثقف و تعليمك عالي ..
وقف زياد :خلاص يا ريهام لا تحاولين معي لانه ما ينفع الكلام ..يعني انتهينا
ريهام بعصبيه :لا ما انتهينا ..انت لاتتوقع مني اني اوافق عليها
اقترب زياد منها و مسك كتوفها :انا نفسي اعرف ايش الاسباب اللي تخليك تكرهينها ..انا اللي بتزوجها و اعيش معها
حركت ريهام نفسها و هي تتنفس بصعوبه
- انا ما اكرهها من قالك اني اكرهها كل المسأله كلها اني .........
- ريهام انا ماعندي حل ثاني ...يعني سلمي بالامر و اقتنعي فيه .
ريهام بتحدي :مو انا اللي استسلم بسهوله
خرجت من الغرفه بهدوء و معركه محتدمه ما بين قلبها و عقلها
استغرب زياد من تصرفها و رجع انسدح و عيونه معلقه في السقف و يفكر في ليلى و حبيبته الغائبه الحاضره
و اغمض عيونه بقوة لعله ينسى النار اللي تحترق بجوفه .و أمنيه اصبحت صعبه التحقيق في واقعه الحالي .


دفنـت صوت الحب بأعماق صـدري
وشربت كاس المــــر وأخفيت عبـــــرات

ومع كل ونـــة قلب قــدمت شكــــــــري
للجـرح والدنــيا ودرب المتـاهـات

*******************************
في القريه

ليلى بإشراقه تصاحب اشراقه شمس يوم جديد :صباح الخير يا جدي
الجد :صباح النور و السرور
جلست جنبه بصحن الفطور و بدت تصب له الحليب طبعا حليب الغنم المغلي المفضل عند جدها و ناولته بيدها
طالعها بنظره سريعه متفحصه و تنحنح :سعود قال لي انه بيروح يزور امه ..و ما منعته هو رجال و حر نفسه..
ارخت راسها و مسحت على شعرها متشاغله و اكتفت بالصمت
:اسمعي و انا ابوك ما ودي اقطعك عن امك لكن صارت لها حياة و عندها زوج و عيال ..واللي صار بيننا حكم فيه الزمن ..واللي انكسرما يتصلح ابد ..
ليلى و الصمت و الكتمان هو حلها الوحيد
الجد :وشفيك و انا جدك تكلمي
تكلمت اخيرا بصوت مخنوق :اللي تشوفه يا جدي
مضى الجد في يومه و ليلى اختنقت بغصه الالم و الحزن و ماقدرت تعبر بكلمات عن حاجتها لامها
الجدة و هي اللي كانت تراقب بصمت في حضره زوجها و ما قدرت تقول كلمه لانه معه في قراره زوج امها انسان صعب المعشر
الجده بحنان كبير تخفي المها على حفيدتها :خلاص يمه اخوك مابيقصر بيجيب اخبار طيبه ان شاء الله عنها .
:ما عليه يمه عشت 10سنوات بعيده عنها ..عادي اعيش 10سنوات زياده من غيرها
قامت بسرعه تخفي دموعها و حزنها الشديد
دخلت غرفتها و قفلت الباب و استندت عليه ..تسللت الدموع اخيرا على وجنتها معلنه انهزامها و رضخت للامر الواقع
بكت دموع الحزن والفراق الصعب ..كيف يهون على الناس تسهيل مراره الالم و اعتباره امر عادي
نشجت بالبكاء بصمت مخنوق و ارتعاشه اسى تسري في جسدها ..
جلست على سريرها و طلعت مذكرتها ..
و عنونت احزانها ... وحيده في الظلام

وحيده حيث اعيش بينهم
اتقاسم الامل و الافراح معهم و ارشف سم الالم بمفردي
هينه هي الاحزان عندما تتوالى ..يعتقدون هم
سهله هي الدموع عندما تنهمر ...و يسمحونها ببساطه
هي حاجه في نفسي ان اسد فراغات حياتي و استمر
متمردة هي الحياة
و قاسيه هي القوانين البشريه
قلبي قد اصبح فارغا او قد كان فارغا من قبل
ام الان فهو ممتلى بالاسى
كم حاجتي ان اشعر بالرضا ولو قليلا على حالي
فأنا حزينه يا أمي
حزينه حقا .......
و قلبي يبحث عن حنانك و التفافه عطفك فأين انتي ؟


حاله ابطالنا في تخبط ما بين ما يريدون ويريده الاخرون و ما تتطلبه الحياة و ما يجب ان يكون
سعود ..و خوفه على اخته ؟و تجاهله لحياته و رغباته الشخصيه ..الى متى ؟

ليلى تعيش حاله تمزق منفرد و تخفي احزانها بهاله من اللامبالاه و البرود ...متى سترى امها و تطفي احزانها ؟ و ماسبب رفض الجد ؟

زياد ...ما زال مستمرا في الهروب منتشيا بحلم حوريه سلبت لب عقله و قلبه .كيف سيمضى في قراره الجديد ؟

ريهام ..و سرها الخفي و السبب الكامن خلف رفضها لليلى ما سببه ؟

مطلق ..غائب عن الحياة في الخوض في غمارها ما لجديد في حياته الراكده ؟

سلطان عابث في هوى الحب متقلبا على ناره بمفرده بدون كلمه او احساس يصف شوقه القديم ..من هي من املكها مشاعره ؟
و الاخرون قادمون

:165::165:

همس الحرف 05-Dec-2018 04:38 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الثالث :




شد على عصاه ..و تنهد بقهر سنين مضت عليه ..و مانسي ابد ..
ولده الصغير ..هزم كلمته الحاسمه و انثنى على رأيه..
كيف هذا وهو الرجل ..المعروف بصرامته..وقوه قلبه ..
شيخ قبليته ..ما كسب احترام الناس من فراغ ..
صعبه تفقد كل شيء بسبب تمرد فتى ما عرف كيف تسير الحياة..
بسبب نزوه مشاعر انهدمت كل اللي بناه علشانه ..
ولده خيب امله ... افقده عزه نفسه الشامخه و سلب صلابته المعهوده..
قال يحبها ..شافها في قريه ثانيه..وحبها ...اخذها من غير شوره...و تجاهل رفضه
رفض ياخذ بنت عمه..و عصى امري..
ضرب بعصاه في الارض ...و الوجع يعاود له بنفس المرارة ..
تركه و تزوجها ..المرأه عندما تكون جميله تستعبد عقول الرجال .
و فضل البعد عن قرب اهله ..
و بعدها صار اللي صار ...
مابيلوم نفسه ابد..كل شيء كان يجب كما يكون .. وفي النهايه شاء القدر ..

*********************
بعد ثلاثه اسابيع
هند بفرحه :يمه يمه طلعت النتيجه
وقفت سلوى على عتبه باب المطبخ و هي تاكل خيار:الله واكبر عاد اللي يسمعك يقول و لا شهاده الدكتوراه الحين التقدير جيد و على
حافه الرسوب .
:ها ها بايخه زي وجهك ..لا يا حبيبتي تقديري ممتاز و نسبتي 94و الحمد لله خرجت من مجموعه الفشله .
دخلت ليلى بسله الملابس و وقفت جنت هند :مبروك ياهند ..لكل مجتهد نصيب يا اختي احمدي ربك ..قبل كل شيء
طالعه لاخوك سعود ماشاء الله عليه .
ضحكت سلوى : شوف وجه العنز واحلب لبن ..هذي بالله طالعه للصقر سعود .قولي غيرها
عصبت هند و هي تقرب من سلوى : سلوى احترمي نفسك ..خلاص عاد زودتيها ..
دخلت ليلى بينهم تحاول تهدي الوضع :هدووا يابنات وشفيكم ..سلوى باركي لاختك واتركي طول اللسان ..و وزعي الحلا اللي سويتيه علشانها
هند بتعجب و هي تناظر في الثنتين و سلوى قامت و هي تناظر في ليلى بقهر و ووجهت لها نظرات ناريه فهمتها ليلى على طول و ا بتسمت
و راحت بسرعه ... ليلى تكلم هند :هنودة عمتي راحت مع جدتي ..يزورون جارتنا ام سعد
روحي قولي لجدي هو في المجلس اكيد بيفرح لك ..
دخلت ليلى المطبخ و شافت سلوى تقطع في البصل و وجهها احمر وعرفت انها كانت تبكي :سلوى ..ليه البكا الحين ..؟
سلوى بدون اهتمام :من قالك اني ابكي ..البصل مأثر على عيوني .
وقفت ليلى جنبها وقالت بحنان :ليه تكابرين ..عاجبك علاقتك مع اختك لازم تتنازلين شوي لانك اختها الكبيره
سلوى رمت بالسكين وقالت بعصبيه : هي ما تستاهل ..ما تحترمني تحسب نفسها احسن مني في كل شيء ..
:هي اختك الصغيره ..تتأثر بسهوله باللي تسوينه فيها ..
مسحت ليلى على شعر سلوى المبعثر و كملت كلامها :و الله يا سلوى مافي زي الاخت تكون جنبك ..و خاصه هي صغيره لازم تكون
علاقتكم اقوىمن كذا .
سلوى :احاول ..و تراني اقولك من هالوقت اذا ذبحتها لا تلوميني .
ليلى بضحكه :تونا نتكلم على السلام قلبتيها حرب .
سكتوا فجأه لما سمعوا صوت احجار صغيره تضرب في شباك المطبخ ..طالعوا في بعض و ضحكوا ..خرجت ليلى بسرعه
وفتحت الشباك و طلت نجمه بقامتها القصيره وبشرتها السمراء و عيونها الفاتنه
نجمه تتأفف :الحمد لله ..شوي و كنت برسل عليك قنابلي الذريه .. و طلعت البصله في يدها و ضحكت فجاه
ليلى :اجل الحمدلله ..كفايه على الاخت اللي في المطبخ و ريحتها الخايسه ..تزيدينها علي .المهم خير وش عندك
نجمه :خير يا زوجه اخي المستقبلي
ضحكت ليلى و هي تعرف قصد نجمه : عاد ما لقيت الا صلوح راعي الغنم اتزوجه
حمقت نجمه : وشفيه ..عيني عليه شخطه رجال طول في عرض فديته ..خلوق و متوظف وراعي بيت .
ليلى : امزح معك وشفيك صالح و النعم فيه و الله ..يستاهل اللي تحبه و تغليه
نجمه بمكر : عندك خبرها هذي اللي تحبه .. و الله لو قوله ليطلع السماء و لا يرجع لنا دخيلك ..
ليلى : الله يرزقنا جميع باللي يحبنا ..ما هو هذا اللي تبينه .
تنهدت نجمه و غمضت عيونها :الله يحنن قلبه علي شوي ..و يحس باللي في قلبي
ليلى : اووووووه تطورات قمنا نحب ..من ورايه ويش هالخيانه ..كنت قولي لي علشان احب معك مالت عليك
نجمه بذكاء :انتي ماخذ عقلك ابو كشه .
ليلى و تحاول تصل لشعرها من فتحه الشباك الصغيره : يا قليله الادب ..ما وعدتيني ما تجيبن طاريه ..القصه صارت لها
عشر سنين وا نتي باقي مانسيت السالفه ..يعني واحد ساعد بنت صغيره عملتي منها قصه حب .
رفعت نجمه حواجبها بغيظ : هذا اذا نسيت انتي اولا .و ثانيا انتي ليش محموقه يا ختي
تأففت ليلى :نجمه لا تجيبين طاري الموضوع والله لو سمعتك عمتي لتألف علي ميه قصه ..
نجمه : اسفه و الله ما اجيب طاريه مره ثانيه .. المهم نسيتني ياعلي فدى عيون الغزال .
ليلى : اخلصي علي ادري وراك مصلحه قوليها بسرعه .
نجمه بتوسل :قولي لسلوى تطبخ لي كم طبق حلو ..صالح عنده ضيوف و انا ما اعرف للحلويات صراحه و خايفه يتفشل قدام اصحابه .
ليلى : افااا عليك ما طلبت ..اكيد سلوى بتفرح و هي حبها الطبخ ..طيب متى تحتاجينها
نجمه :اليوم بعد المغرب
ليلى :خلاص ابشري ..كم عندي نجمه
نجمه بضحكه ..و الله واجد تلقينها في الليل فوق راسك
ضحكت ليلى و بعدها ودعتها ...و تركوا بعض لما سمعت صوت عمتها في المطبخ
ليلى قالت لسلوى طلب نجمه ..طبعا سلوى فرحت في داخلها و تفانت في طبخها ..
هند خبرت الجميع بنسبتها ..و فرحوا الكل لها ..

سعود في طريقه للبيت يسوق سيارته بتركيز و هو يزفر براحه انتهى اخيرا فصل طويل و متعب من الدراسه
ابتسم و هو يوزع نتايج الطلاب و فرحتهم المرسومه عليهم ..بقدوم الاجازه اخيرا
لكن رنين جهازه الخاص ..جعله يقلل من سرعه سيارته
سعود بإيتسامه عريضه :ياهلا و الله بالقاطع
تعالى الضحك في الجهه الثانيه : يا هلا فيك يا ابو سلطان
سعود بلهجه ساخره : من هذا ابو سلطان ..شكلك تحلم اسمي ولدي اللي بعده ما جا بإسمك
سلطان :احمد ربك لو اخذ اسمي بس .
سعود : المهم اخبارك و اخبار الاهل ..خالتي اشلونها و عمي شخباره ؟
سلطان بإبتسامه :ول ول شوي علي ..كلهم بخير ويسلمون عليك .و انتم كيف حالكم جميع ؟
سعود :الحمدلله يسرك حالهم ..ها منتم ناوين تنزلون عندنا هالاجازه ..؟
سلطان بفرحه غامره سكنت صدره : كيف عاد كله و لا ارض الاجداد ..ياني اشتقت لها ..و لا يمكن انتم اللي تنزلون عندنا.
سعود بسخريه :الله و اكبر عاد ..من متى هالمحبه اللي جات على غفله ؟
: اقولك اخلص علي انت ووجهك ..ما دام المدرسه خلصت ..الوالد والوالده عازمينكم عندنا مسوين عزيمه عائليه ..
سعود : ان شاء الله راح ابلغهم ..
سلطان :.اه .المهم لاتنسى تقول لجدي و جدتي و طبعا الاهل عندك خلاص .ما اطول عليك يا ابوسلطان
عندي شغل ..سلم على الاهل و لاتنسى تخبرهم .. الاسبوع الجاي . يالله في امان الله
: مع السلامه
ابتسم سعود و هو يهز راسه على صاحبه ..صحيح ان صداقتهم تأثرت ببعد المسافه ..لكن في اشخاص مهما بعدت بينهم
المسافه و تقطعت بهم الدروب يحافظون على جوهر العلاقه مهما قست الظروف ..و سلطان واحد من اللي عرفهم سعود في
طفولتهم ...صداقتهم اكبر من صله الدم ..


في الرياض :

اريام بضحكه عاليه :ريهام ..و اقسم بالله اول مره اشوف واحده زيك .يعني تاعبه اعصابها علشان غيرها ..يا بنت خليه
يتزوجها .
ريهام بحرقه اعصاب :يا اريام انتي ما تفهمين .... تنفست بعمق ..و كملت كلامها ...زياد ما يهمه الا رضا ابويه
و الا هو يحب واحده ثانيه انا اعرفها و كنت ناويه اقول لامي عنها ..لكن الوقت كان قصير
اريام بتفهم :اها قولي كذا من قبل ..طيب وشفيها البنت اللي يبيها .
صرخت ريهام و رجعت هدت اعصابها :يا بنت ما فيها شي لكن ما تناسب اخوي ...اخوي متعلم و متحضر و وده بوحده زيه .وقبل كل شيء يحب وحده..
اريام و هي تحاول تفهم سبب غضبها :و الله انك غريبه ..كل اللي قلتيه مو سبب يخليك تكرهينها .
ريهام و صبرها بدا ينفذ :انا ما اكرهها لكن ابغى الافضل لاخوي ..ليه ما احد راضي يفهمني .
اريام :خلاص ..فهمتك ...اصطفلي منك لاخوك و انا مالي .. المهم تمشين معي رايحه السوق بعد المغرب .
ريهام و تفكيرها مشتت :ما ادري ..اشوف ريم و اكلمك عندنا حفل بعد يومين عند خالتي .ولازم اشتري شي جديد .
اريام بإبتسامه :ادري فيك تحبي تكوني دوم متألقه .
ضحكت ريهام و قالت بغرور : اكيد يا حلوه ..تراني ريهام بنت السلطان مو حي الله
اريام بإبتسامه ما وصلت لعيونها و هي تهز راسها بسخريه : اكيد ..خلاص اعطيني ردك على روحه السوق ...
ريهام :اوكي بيننا اتصال ...باي
اريام :باي


في شركه الغانم :

جلس على كرسيه بإرتياح بعد جوله في ميدان الشركات طلب قهوته السادة المعتادة ..و ريح راسه و هو مغمض عيونه
و هو يسمع صوت سكرتيره يدخل و يحط كوبه على المكتب ..تبعته لحظات قبل ما يتكلم بعمق
:خير ياطلال فيه شيء ؟
ابتسم طلال ليقظه مديره و تنبهه الدائم : فيه واحد اسمه حسان الوافي اتصل و انت مو موجود ..و قال اتصل عليه ضروري .
رفع راسه و هو يمسح عيونه و بعدها طالع في ساعته السويسريه الفاخره :اتصل عليه و حوله لي .
تناول كوبه و رشف منه قبل ما ينظر قعره ..سواده لايخالطه لون و لا يتذوق حلاوه تتمزج بمرارة ...فك زر ياقته و هو يمسك تلفونه
و يبتسم و كأنه يحاول ان تمتزج ابتسامته بكلماته للشخص المعني .و كأنه واجب محتم عليه ان تتبين الصدق بين مفرداته لشخص يكن
له الاحترام و التقدير ..كان رفيقا ذا زمن بعيد لكيان والده الفقير قبل ان تشمخ الحياة له و تفتح الابواب له و تريه من الرغد الوفير
مايكفي العيش فيه براحه البال و الضمير مع عائلته ..للحظه تذوق طعما مريرا وكأن الحياة تجرعه قهوته السادة .و عاد مجددا للواقع
مطلق بصوته القوي العميق: السلام عليكم ..كيف حالك ابو سلطان
.........


*************************

في القريه:
الجميع كانوا قاعدين في حوش البيت ..الجو جميل و نسائم هادئه تخلق جو من الراحه النفسيه و الجسديه ..
سعود جنب جدته اللي تحلت الجو و نامت بهدوء يراقب الوضع بصمت و بعده تنحنح :اقولكم عندي لكم خبريه حلوه ...بما ان اختي الصغيره هنودة ..رفعت راس
اخوها ..بننزل الرياض
هند بفرحه :فديتك ياخوي احلى خبريه سمعتها ..الله يخليك لي ان شاء الله
ضحكت سلوى فجأه و قالت :الله و اكبر عاد اللي يسمعك يقول بيوديك باريس و لا لندن
سعود بحنق و هو يرمي سلوى بصحن و هي تمسكه بحرص و عيونها مفنجله بفزع وقال :وشفيها الرياض ..اذا ما عجبتك لا اشوف خشتك ذي معنا .
سلوى تناظر لليلى تطلب عونها بينما ليلى اكتفت بالابتسام لكن سلوى قالت بهدوء :فديت دار ابو متعب يا اغلى اخ في الدنيا ...
وشفيك ترا المدرسه خلصت ..خذ راحتك شوي ..يعني فلها وربك يحلها .
ضحك سعود و اكتفى بالصمت و التفت نحو جده الصامت و قال بصوت رخيم :عسى ما شر يا جدي
التفت الجد و تنحنح بصوت قوي : خير ..لكن فيه امور شاغلتني في المزرعه .
سعود :اها ..طيب ويش رايك في اللي قلته ؟
الجد :خلاص ياولدي شورك وهدايه الله مادام حنا وعدنا لازم نوفي ..بكره ولا بعده شدوا عزمكم و توكلوا على الله .
و وجه سعود نفس السؤال بلهجه الاحترام لعمته و اللي جاوبته بهيبه مدعيه :والله يا ولدي ما لي شور بعد شور جدك و هي فرصه نشوف خالتك و عيال عمك .
اطلقت سلوى صرخه فرحه و احتضنت ليلى و شاركتهم هند ...و ليلى بينهم ..تحاول تفك نفسها من حشرتهم
اقترب سعود و خلص ليلى : ابعدوا عن اختي لابارك الله فيكن ريا وسكينه شكلكم ناوين عليها مسكينه . ودفع ليلى الضاحكه بلطف ...و كمل كلامه بتعنيف هادي
وانتي عاجبك حالك كذا ..بياكلونك حية المتوحشات
ليلى و لاول مره تتكلم :شو اسوي ..مالي شدة عليهن ماشاء الله ..
سعود ولاحظ نبرة الضعف والتعب في صوتها و لوى عليها يحيط كتفها بذراعيه يحسسها بوجوده و حاجته علشان ترجع بحيويتها المعتادة
سلوى تلكز هند : شوفي جرايندايزر مسوي فيها حامي الحمى ..اقول سعود ...ترا حتى انا اخواتك ولنا مالها
ابتسم لصراحتها و فتح ذراعيه يستقبل وجودهن في احضانه ....و هو يضحك


ليلى بوهن و ضيقه صدر اتعبتها الهموم و البرود اللي يسري في حياتها ...
ابتعدت عن مكان تجمعهم محاوله التملص من نظرات اخوها الفاحصه حطت يدها على صدرها و تنفست بعمق اشتد عليها السعال و تعالى صراخ اشبه بصفير داخل جسدها
..الوهن والبرود سرى بين عضامها و تنفسها يزيد ضيقا وصعوبه ..جلست محاوله جمع انفاسها بهدوء وكأن الهواء قد سحب خلسه منها ...
احاطتها غلاله ضبابيه و دموع زخرت بها عينيها و ركعت على ركبتها و صوتها يخرج مخنوقا ما بين اضلعها ..همسها لم يصل لمسامعها حتى ..
فتهاوت مدركه بأنه الالم و التعب و قد نفذ الى حياتها من كل منفذ .

اليوم ليس يوما متفردا من ايامي
بل من جمله ايام اعيشها بكل احاسيسي
توهان و غربه و حزن غريب و عيون شارده
لحظات بصيره و فقدان بصر
سكون مشاعر في فراغ كبير
هروب من امور معقده و تساؤل مُلِح
احلام في مهب الريح
و انتظار للوهج الساطع لينير دروبي المعتمه و يخيف اشباح الظلام التي تسكن جنبات حياتي
ترقب و حذر و ألسن لا تعرف الصمت حلا او وسيله .
امال مشيده على رمال متحركه و قسوه زمن لا يعرف للحلم دربا من دروب الواقع المحققه
سعاده مؤجله و سكوت آسر يجمد نبض الحياة
وحده تأسرني في احضانها الشائكه و رهبه من القادم الصعب
غربه مشاعر و تبلد غريب
كتاب في يدي و صوره و تحديق مستمر في لا شيء
و علامات فارقه في شرودي الطويل
رحله في سراب
و عدم وضوح الرؤيه في عالم افتراضي من صنع عقلي الباطن ..............بقلمي


لم يعلم ان صرخه اخته الصغيره كانت اشبه بناقوس الخطر ..كالذي في عقله ذاك الذي انذره عندما دارت انظاره على ملامح اخته
و ادرك ان زهرته الغاليه قد اصابها الذبول فجأه ..استحال الى تمثال جامد و هو يرى جسدها الصغير ملقى على الارض دون حراك
وكأن روحها قد سلبت منها للتو ..هل تلك الوخزات التي شعر بها في عينيه كانت دما او دموعا .. امانه صغيره اسكنت بين يديه في
ايام ماضيه و سكنت روحه و جسده كطفلته ..ايعلم اي ألم واي سم زعاف بث في عروقها لتنشف بسهوله و تذهب علامات الحياة فجأه
اي مارد ذلك الذي سكنك يا اخيه و حولك الى شبح تطارد الحياة وعكس صوره للموت .....

هَبت نَسايم غِيبتك وبداخلي مَشهد أخير ..
سُؤال مَات مِن الظما يُطرد سَراب الأجُوبة ..
مِن قّطع أورَاق الهَوى وأخفَى مَلفَاتِ الحنين..
ومِن هو سَرق عَهد اللِقا قبِل الحَقِيقَة تِكتبه ..
ومِن هو سَرق ضِحكة أَمل مِن مَبسَمِ الطِفلِ الصَغير ..
وأهَداهْ لِعبه لِـ الأسَف فيِها مَلامِح مُرعِبه !!

جلس على سريرها و انفاسها عادت منتظمه رتيبه و اللون عاد الى وجهها بعدما سرق الشحوب نضاره بشرتها و سرق حيويتها
اهي حالتها هكذا منذ الصغر ..نعم هي هكذا ..الاتذكر ياسعود قلبها الصغير الناضح بهموم لاتوازي عمرها الطفولي
وعقلها الذي يحتمل ضغط الاعصاب طالته الهموم تمردا و هيجانا ...موت والدها و فراق والدتها و سجنها الانفرادي بعدها عزلت
فيه نفسها عن عالم البشر الهائم على محطات حياتها دون اهتمام ..
لما ذلك الالم يعتلي قلبك الان ؟ او ليست بخير نعم هي كذلك لقد اصبحت بخير ربما اليوم لكن غدا و بعد غد مالعمل
مسك يدها و ضغط عليها برقه و مسح دمعه متمردة مرت على وجنته الخشنه
ادار ظهره للدخيل على خلوته مع اخته يداري حزنه و دموع رجل لا تسكب الا على من غلاه القلب
سلوى :سعود خلاص هي الحين طيبه ..روح نام انت ؟
سعود بصوت يحاول يكون فيه عادي : جهزوا نفسكم بكره ..لازم نسافر !!
سلوى بهمس :مايمدينا يا سعود نجهز اغراضنا
طالعها بنظرات قويه :انا قلت جهزوا الاغراض اذا كنتم تبون تسافرون ..لو ما تبون بسافر انا و ليلى لوحدنا
تنهدت سلوى بعد خوفها من نظراته و قالت :اللي تامر فيه يا خوي ..
وقف بعدها و ناظر ليلى شوي و خرج بسرعه .

هَمّ | غَمّ | جَرحّ | ضـيـقه
عيد ترتيب ال حقيقه ..
ضيقة | جرح | غَمّ | هـمممم
نفسهآ .. ووش صآر يعني ؟؟
لو ترتبهآ تنآزل أو ترتبهآ تصآعد ,
موووت بنفسس الطريقه

:165::165:

همس الحرف 05-Dec-2018 04:39 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الرابع :





ليلى بعيون شارده نظراتها توزعها ما بين جدتها التي اصخبتها بموشح عن الاكل و المرض و خوف امومي اعتادته منها
و جدها الذي اكتفي بمؤازرة جدتها ...سلوى التي غطت في النوم فور دخولنا في الجيمس الملكي كما تسميه و الذي يكفينا
كعائله ..و هند تتابع الطريق و سماعات تصدح بالاغاني داخل اذنيها ..
و سعود وعيونه الساهمه و كأن صخره جاثمه على قلبه اغارت عينيه عمقاً و صراعا خفيا ..
الجدال احتد بينهما في زياره المستشفى ..لكنها بإصرار رفضت بحجه تعب عادي ....استسلم رغم خططه من اجلها ..كانت خلفه و لم يراقبها بنظراته
مثل العاده لم يعهد مقاطعتها بنظراته الحنونه وهمساته الابويه الحذرة ....اكل هذا من اجل انها انهارت البارحه وقطعت حبل
تواصلهم العائلي ..اتعرف هذا نوعا من العقاب ..ام الحرص المؤلم ..اصبحت عادة منذ صغرها كاهل نفسي يخنقها في زاويه
ويصرعها مريضه و الكل يجزم انها ضعيفه جسديا..ألم يكن ذلك الذي اقعدها عن مواصله الدراسه ..
لم تجد تلك التي تسندها في طفولتها ..و تهتم بها ..لم يكن وعيها قد اتضح ..ففراق امها وصم في حياتها بصمت ..وهدوء
كعادتها ..تقبلته مجبره ..و انهزاميه بدون احتجاج..كل الذي فعلته هو تلويحه في الهواء ووداع اخير ظنته هي ..
فالمراسم التي وضعت فيها كانت محيره و صعبه...
جدتها ليست لديها القوى لمتابعه ذلك..لكنها حاولت رغم كل شيء ..
و انهت دراستها الثانويه ..و اهلك سنون حياتها الصغيره الطموحه و لم تبالي ..
اكملت بمساعده سعود و بعدها اكتفت..تخرجت بنسبه لا تساعد على اكمال دراستها.
لم يكن سوى شيئا قدره الله جل في علاه امنت به قلبا و قالبا و اعترفت بحكمته عزو جل في الحياة ..
فتحت مذكرتها المعتادة تسلي نفسها في مشوار طويل و متعب يوصلها الى منزلهم الثاني
و نزف الحبر على اوراق الحياه بتدفق وغزاره ...و صبت كل مشاعرها الحبيسه داخلها دون انت تبالي بحدة تلك الكلمات
الجارحه التي انهالت على الورق كالمطر في ارض قاحله تعشق الارتواء ...

يوم جديد يحمل الما و يحمل حلما قديما ثائرا
تعب و صداع مؤلم ينهال على اعصابي
ضياع وسط ضباب الحياة
جسور بعيده و بعاد يحطم الافئده
صمت بعيد في عالم محير
وحده قاتله هي نفسها تسكن حناياي المحطمه
وصال متقطع بعالم خارجي
و ارهاق لهموم متراكمه
و سعاده هاربه الى القاع
غير راغبه في الطفو على وجه الحياة
و هواجس تملأ عقلي الباطن
ليست هواجس بل حقائق اصبحت كوابيس مزعجه
لا حل لها او كتمان
ما كل هذا
ألم و حرمان و عذاب مستمر
يسكنني و ليس بعيد عني
يرهق روحي و يهلك جسدي
و يغطي عيناي بوشاح اسود مظلم
رغبه مني انا
تعب يعذب مشاعري الصابره
عذاب و عذاب
كان هذا يومي ....

************************

في الرياض

قلبه يعزف سمفونيه صاخبه من اجمل سمفونيات حياته
اخبروه انها قادمه ... في طريقها الى عرش قلبه لتتربع بكل فخر عليه .
يشعر ان الحياة زاخره بالالوان و منتعشه كالربيع و ان ابتسامته سهله ..تقفز الى وجهه دون دعوه
سيقول انها لي اخيرا
ستصبح له اخيرا ..و يملك قلبها

أنت أحلى قصائدي
أحلى .. قصائدي .... أنت..
أنثى ... رقيقة ...
لا تغيب عن خاطري .... وتبقى ... معي خلف .... الصخور ..
صوتك .... أحلى .... من .. تغريد .... الطيور
نظراتك .... قاموس .... للبهجة .. والسرور ..
ثغرك ..... سيدتي ... أعذب .. من رحيق .. الزهوووور
--------------------------------------
كتبت .. فيك أحلى .... قصائدي ...
نسجتك ... أبياتا .... في خواطري
كل ما أحاول .... العبور .... أقابل ... طيفك .. ويأسرني جمالك الفتاان
فأصبح سجينا .. لأجمل .... سجان ..
ويبقى .... حبي لك ..... يغرد ... في كل الأوطان
لا تتركيني ... لدوامة الذكريات ..
أصارع الماضي .. وكل .. ما فات
فأنا سجين ... عينيك ... تحن شجوني إليك .. وتصرخ الأهااات
-----------------------
أنت .. أحلى ... قصائدي ...
لك ..... وحدك .... أكتب ....
لماذا ... أنت ... وفي الدنيا .. نساء غيرك ...
ربما لأنك صادقة المشاعر
لذلك .. أحبك .>>>منقول


تجهم لفكره اغتالت براءه احلامه ..ما ذا عسى اذا لم تكن تريدني ؟ اذا تعرضت للرفض فجأه ؟
نفض الفكره وهو يستعيذ بالله من الشيطان ...كيف يسمح لنفسه ان يتخبط بسوداويه في مستقبل لا يلعم ماهيته
ابتسم لامه الدؤؤب و كأنها طفله ..عادت بها السنون الى الخلف لتستكين في احضان والدتها و تستقي من حنان والدها
وكيف يكبر الانسان حقا ..سيزال صغير مهما كبر و اشتد عوده ما دام فضاءه مليى بأنفاس والديه ..حقا انه
انه حب حقيقي وعشق ازلي لاتمحيه رياح الحياة مهما كانت قوتها ...
رجع بضربه على دماغه و انمحت ابتسامته و تبدلت بتكشيرة الم ...طالع وراه و زادت تكشيرته
سلطان :يالله صباح خير ..يا لله انك تجعله يوم خير ..يوم شفت وجهك جاني تشاؤم صراحه
زياد يجلس جنبه و هو يضحك بسخريه :اقول تقطع قلبي من الضحك ..من زين وجهك عاد المهم ليه ما ترد على جوالك
من الصبح ادق عليك ..
سلطان و هو يتحسس جيوبه و ضرب على جبهته :اوووووه شكلي نسيته في المكتب ... ليه ما دقيت على البيت
زياد بلامبالاه : الموضوع مو بذيك الاهميه ..اكلمك فيه بعدين
سلطان :وشفيك شكلك متضايق ..
زياد اعطاه نظره و بعده رجع و طالع في الشارع :متضايق الا بموت من الضيقه ..ما احد فاهم علي احس اني ضايع
سلطان بإهتمام : وشفيك وانا اخوك ..حط على كتافي من همومك وانا اشيلها عنك
زياد بإبتسامه و هو يربت على كتف سلطان و يشد عليها :والنعم فيك ..يا خوي لكن مثل ما قلت لك بعدين ..لان ماهو وقته
يالله الحين استأذن عندي جوله في موقع البناء ..
وقف و مشى خطوتين و توقف لما سمع سلطان يناديه ..طالع سلطان اللي وقف قدامه ..رغم نفس الطول لهم الا انه سلطان بنيته اعرض ..
سلطان بإبتسامه :ما قلت لك الاهل جايين من الديرة ....ما بلغك خالي هو عنده خبر
زياد بإستفهام :مين الاهل ؟ اااه قصدك جدي و جدتي ...هز راسه بنفي وبلع ريقه بصعوبه و انعقدت حواجبه فجأه
و كمل كلامه بتأني و ملامح وجهه عاصفه :كلهم جايين ...؟!!!
اختفت ابتسامه سلطان و هويلاحظ الامتعاض اللي ارتسم على وجه زياد و قال :اكيد كلهم ...
عض زياد شفتيه بقوه و ادار ظهره لسلطان و رفع يده بتحية و صوته صار اعمق و هو يقول :خلاص نلتقي اذا اجتمع الاهل..اشوفك
على خير
سلطان يتبعه بنظراته حتى اختفى من قدامه و عنده فضول يعرف سبب تغير مزاجه فجأه ...

******************************

في فيلا الغانم :

دخلت سمر غرفه اختها الكبيره بسرعه و هي تلهث ..التفتت لها اريام بسرعه وقالت :سمر ..طيحتي قلبي ..كم مرة قلت لك
دقي الباب قبل تدخلي . قفلت اللابتوب و قامت وهي تسحبها من شعرها
سمر بوجع : اريام ..لحظه ابغى اقول لك مفاجأه
اريام وهي تتخصر : نعم يا ام المفاجعات
ضحكت سمر و هي تغطي فمها بيدها : حلوة ..هذي مفاجعات و الله قمت تنكتين ..فيه تطورات يعني ..يعني ثقاله دمك قربت تخف ..
اريام بعصبيه : اخلصي علي شو تبين فيني ؟
سمر و هي تحرك شعرها الاشقر القصير : مطلق دق على امي و قال لها ان في واحد عزمه ل.....
اريام بنرفزه و هي تدفعها خارج غرفتها : ما انا رايحه ..يالله اخرجي برا
قفلت الباب و هي تتنهد و لكن سمر استمرت في دق الباب وهي تقول بصوت عالي : اسمعي يالبطريق ..
ترا العزيمه عند ناس مهمين لك و من بعد الطرده ماراح اقولك من هي لو تموتين .
فتحت اريام الباب بسرعه : مين هم ؟
رفعت سمرحواجبها بإستفزاز وقالت :لو تموتين ..نسيتي ؟!!
و انطلقت في الجري لما لاحظت احمرار وجه اختها ..و هذي اكبر علامه على انها وصلت الحد الاقصى من الغضب
كانت امها و اختها الكبيرة و اولادها موجودين في الحديقه الخارجيه للبيت ..و ضحكات سمر تتعالى في الممر و اريام وراها محموقه منها
وقفت سمر ورا امها و هي تحرك حواجبها بتحدي و اريام وقفت مكانها
وفاء :خير انتي وياها ..شو صار...؟
اريام بضيق :اختك الملقوفه رفعت ضغطي ...وجهت كلامها لامها الهادئه :يمه من هم الناس اللي قالك عنهم اخوي ؟
امها ترشف القهوه بهدوء و صغرت عيونهاو هي تتذكر الاسم :ايه هذا حسان الوافي ..ابو رفيقتك ريهام
ضحكت اريام وهي تقفز مكانها :بالله ..صراحه مفاجأه حلوه ..
سمر و هي تجلس جنب امها و تمد يدها على صحن المعجنات :اللي يشوفك يقول عمرك ما زرتيها .
اريام بإبتسامه :صراحه هذي الحفل غير ..
وفاء :وليه غيران شاء الله
سمعوا صوت سياره تدخل البيت ..فسكتت اريام و تابعت بنظرها و ابتسمت و هي تقول بصوت ضاحك :هذي سيارة فاتن
سمر :ويش دراك هذي موسيارتها ..ما كانت عندها بورش زرقاء
اريام :هذا زمان اول يا ماما ...هذي فاتن دلوعه ابوها
استمعوا للخطوات الواثقه و صوت الكعب القريب من مسامعهم ..لتطل فاتن بعباتها الاقرب للفساتين المخصره بنقش الطاووس اللامع
ابتسمت بحبور و هي ترفرف بعيونها العسليه المكحله بعنايه و تحرك يدها بعذوبه :مرحبا
سمر بتكشيره :الناس يقولون السلام عليكم
فاتن و هي تبوس راس خالتها و تصافح وفاء و اريام باليد و تطنش كلام سمر :كيفك خالتي ؟عساكي طيبه
ام مطلق :الحمد لله يا بنتي ..كيف امك و ابوك ..ما عاد تنشافون بالمرة
فاتن :و الله اشغال يا خاله ..لكن مادام هالوقت اجازه ..بعقد عندكم على طول
سمر بخوف مصطنع : الله يخليك كفايه واحده ثقيله دم بيننا ...
ام مطلق بحب صادق :و الله يابنتي منى عيني تقعدين قدامي على طول .
اريام بإبتسامه وغمزه :حماتك بتحبك ...معجنات الجبنه اللي تحبينها قدامك ارسلها مطلق مخصوص .
ابستمت فاتن بإحراج :ما اقدر اكل معجنات ..مسويه حميه
ضحكت سمر و سكتت بنظره من امها
فاتن : تراك جلد على عظم ..شو تسوين بعمرك انتي ..؟
ام مطلق و هي تمسك بيد فاتن :ايه والله يابنتي .وهي صادقه ..
ضحكت فاتن و كأن اللي سمعته احلى اطراء يوجه لها :يا خالتي علشان اذا تزوجت ما يعايرني زوجي ..لازم اكون حلوه في عينه
ام مطلق :والله انك زينه البنات ..واللي ياخذك يرتاح في حياته .
علت حمره خجل وجهها و طالعت في اريام الباسمه و غمزت لها ..بفرحه مشتركه و محكمه عقلها الجامح اطلقت حكمها
بقيود لا محاله منها و الاسم الوحيد في عقلها ينطق من خلال عيونها الفاضحه .

فاتن .:25سنه تخرجت من الجامعه و قاعده في البيت..جميله في مقاييسها ..وحيده العائله و مدلله زياده عن اللزوم ..كل شيء عندها اامر فتطاع
غيوره و تحب التملك ...امهاوابوها لاهين عليهم ..و هي عايشه حياتها على هواها ..
ابوها رجل اعمال كبير ...وامها سيده مجتمع راقيه..همها المظهر و الشكل الخارجي اكثرمن المضمون ..

***************************

اليوم الاول في الرياض ..الساعه الحين 10سلوى و هند ممدات عند التلفزيون و جدتها و جدها نايمين من بعد صلاة العشاء وعمتها
لحقتهم بعد ساعه و هي تدور في البيت لحالها ..بيتهم صغير تتذكر لما كانوا يسكنون فيه قبل وفاه ابوها ..هي صحيح ما قضت فيه وقت طويل وبشكل متقطع
مابين المدينه التي لم تعتدها والقريه التي سكنت جوانب كثيره من حياتها ..تحاكي سكونها وطبعها الهادئ ..
في زوايا البيت عاشت طفولتها ..تسابقت خطواتها مع سعود ..بكت و ضحكت و امتلأ جدران هذا البيت بضجيجها ..
سعود خرج يلتقي بأصحابه ...فكرت بنجمه و ابتسمت لو هي موجوده معها كانت قالت كل شي في خاطرها ..
رنين الهاتف قطع افكارها ..و البنات في غيبوبه الافلام الهنديه...مسكت سماعه التلفون و ردت بهدوء ..
:الو
:السلام عليكم ...
ليلى :و عليكم السلام و رحمه الله ...من معي ؟
:احم احم معك الشيخه /رغد بنت حسان الوافي
ابتسمت ليلى بمحبه:يا هلا والله بأحلى شيخه ...اخبارك يا قلبي ؟
رغد بصدق :يوم سمعت صوتك زانت اخباري ...ههههه حلوه صح زانت على قوله جدتي
ليلى :دووم ان شاء الله ..كيف خالتي و خالي عساهم طيبين ؟
رغد :الحمد الله كلنا بخير و عافيه الحمد لله ...و انتم كيف جدي وجدتي والله وحشوني ..والدبه سلوى و الخشبه هند ؟
ليلى بنظره للبنات و هما يطالعون التلفاز :بخير كلهم اما التؤام المختلف فالهنود اعطوهم مهدئ اعصاب للتو ..
ضحكت رغد و قالت :بكره ان شاء الله نلتقي ..اهم شيء سلمي عليهم
ليلى :الله يسلمك..اشوفك على خير ان شاء الله
رغد :في امان الله
ليلى :مع السلامه

جلست جنب سلوى و قالت :رغد تسلم عليكم يا بنات
سلوى بشرود :من رغد
ضربتها ليلى على راسها خلتها تطالع فيها بألم :مين رغد ..؟ كم رغد تعرفينها يا حظي ...واحده بنت خالتي .
سلوى : خلاص عرفتها ..ليش تضربيني ؟
هند :لانك بقره ما تفهمين
سلوى تقرص فخذها : مالبقره الا انتي ؟
هند بألم :اي يا متوحشه ...اوجعتيني
سلوى : احسن علشان تتأدبين .
ليلى بتعب :خلاص عاد ..فيه ناس نايمين ..تأدبن و يالله قدامي كل واحده على غرفتها .
هند بترجي :خلاص ليلى والله توبه مايطلع لنا صوت ..
ليلى :نسيتوا بكره ان فيه حفل ..و يحضر فيها ناس و عالم ما نعرفهم
قامت هند زي المقروصه و قالت :صادقه ..لازم ننام بدري علشان نرتاح
مسكت هند يد سلوى و قالت :سلوى قومي علشان بشرتك تكون منتعشه و مرتاحه اذا رحنا بكره ..ماتدرين يمكن يجي نصيبك
سلوى و كأنهامو مصدقه وقفت زي المسحوره :ايه والله ما دام فيها نصيب ...الله ما احلى النوم مبكرا.
و مشوا مع بعض التفت سلوى لليلى المندهشه من تصرفاتهم و قالت و هي تحرك شفاتها و تأشر على راس هند بأنها مجنونه
كظمت ليلى ضحكتها و هي تلحقهم .

**********************************
ريهام :

لم أكن أدرك أن سمومك تسري في دمي ..
لم أعي أنها كانت تقضم كل فرحي و ضحكاتي ..!
تنهش كل جنوني و براءتي ..!.......منقول

ظلت ترمم الفراغات المنهاره ..الوقت تأخر و الفكره تبلورت في دماغها ..و انتهت من حكمها الاخير
يجب ان تصل لمبتغاها بطريقه ما لا تثير اي شكوك او تساؤلات من احد ..
جلست و هي تحدق في الظلام و عبست لشكلها المنعكس في داخلها ..حزنت على نفسها لفجأه و بعثرت كل ذره ضعف
او نداء ضمير حي سكن قلبها ...لا تفعل ما هو حرام او عيب مشكوك في امره ..
هي ترسم الطريق الصحيح لاشخاص غفلوا عن التخطيط بغفوه احاسيسهم و غيبوبه بصيرتهم الغير مدركه لتلك العواقب القادمه
كالرياح تهاب شرها و ترجو خيرها ..
لكن مالها ولهم ...اهو حب سيطر على قلبها لتقود مصائرهم الى المجهول و لا تعلم مالنهايه ....
ام غايه جعلها انانيه غير مدركه لقوانين الحياة و لطبيعه البشر ..
اي تعالي و كبرياء اقحمت نفسها فيه ...دون ان تلتفت فيه للخلف ..
اي تجاهل ذلك لنداءات محتاجه و ايدي تمتد من الظلام لتهتدى الى الدرب الصحيح ..
اتحب بجنون..ام وقعت اخيرا في شبكه عنكبوتيه مضله ...تهتدي بها الى قلوب الاخرين مستغله بها كل شيء
و راميه بكل شيئ عرض الحائط ..دون اهتمام ..
اهذا ما يفعل بها الحب ان تتجاهل رغبات الاخرين ...و تضحي بهم بسهوله ؟!!!
ان تدوس على بذور عشقهم العذراء و تدعي انها لم تفعل ؟!!
اي حلو تستسيغ طعمه ..و هي تجرع قلوب عطشى بمراره الالم و العذاب ..!!!
دون ان تدرك بأنها تريد و غيرها يريد و الله يفعل مايريد ..........


الجنون

يقولون الجنون ملاذ الفانين من الحياة ... و أخطوطه عتيقة مخبأة من الزمن الماضي العريق ....
يقولون أنه برهان العشاق عندما يفقدون عقولهم وتصيبهم سكرات ..
الحب ... ويدمي قلوبهم اليانعة ...
الجنون .... مسكن الإبداع والفنون ....

هو لوحة فنان .. يخط بأنامله ألوان المشاعر على لوحة بيضاء باردة
تمتزج فيها صقيع .. ودفئ وبركان ثائر ....
هو كلمة شاعر ... ضائع يتمزق ألما و أملا .... يكتب حلما على أوراقا متناثرة ....
هو لحن لعازف حساس ... ضاعت مفردات أغنيته وماتت بين أنفاسه المتلاحقة .... وترنيمه لم تكتمل ...
أظن أن الجنون فنا ساميا يسيطر على الجميع ....يدمي القلوب ويهز المشاعر .... ويكتم الأحزان و يعلنها
هي الكلمة الضائعة والسر المدفون .. واللغز المحير والواحة البعيدة
فهو كل شيء يغمرنا في حياتنا ونحن نتناسى أننا في حالة جنون دائما >>>>>>>>بقلمي



ماذا يخبأ القدر لابطالنا التي اوشكت الستاره التي اسدلت على حياتهم ان تفتح ..وينكشف كل شيء؟

:165::165:

همس الحرف 05-Dec-2018 04:40 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الخامس :َ




يوم الحفل ..






سلطان طلب يدخل يسلم على جدته و معه اخوه و زياد ..قبل يجوا الضيوف
ام سلطان :حياكم يا عيال ادخلوا ...جدتكم في الصاله
سلطان يدخل بهيبه الثوب الابيض والشماغ الملكي :السلام عليكم
رفع نظره لمن حوله لعله يجد طيفها و يصبر روحه الثائره بداخله ...ويعلل النفس بوجودها لتهدأ..
الجده :يا هلا والله بسلطان القوم ...فديت هالمبدى علي .
سلطان يضم جدته و يطبع قبله على راسها و هي تبوس يده : هلا فيك يالغاليه ..تو ما نورت الرياض
عزيز يحشر نفسه و يسلم على جدته و جلس جنبها :كيفك يا جده ..و حشتيني
الجده وهي تحب عزيزعلى راسه و تحتضنه :هلا بالغالي ..كيفك يمه ..
عزيز بدلع :الحمد لله يا جده بخير .
تدخل زياد و دفش سلطان بعدما سلم على جدته :انا نفسي اعرف ليه تحبين عزيزاكثر واحد فينا .وغمز بعينه وكمل
و لا علشان بإسم حبيب القلب .
الجده و هي تتلفت حولها تدور عصاها :هالولد لسانه طويل ويبغى له قص ..وينك يالجوهره تشوفي ولدك
زياد يوقف بسرعه ويضحك :خلاص يا جده ..السموحه منك مااعيدها مره ثانيه .
سلطان :يالله يا جده نستأذن ..قبل مايجوا الضيوف .
الجده :في امان الله ياعيالي .
خرج زياد وعزيز قبل سلطان ...تمهل سلطان لان رساله جات على جواله كان يقرا فيها ويبتسم
و ماانتبه للبنت المندفعه ..خبطت في كتفه و ترنحت مكانها ...بحلق عيونه في اللون الاحمر و هي تتنفس بقوه
و تتلمس مكان الضربه ..
ادار راسه و قال :اسف ماانتبهت
وصله صوت هادي :انا الغلطانه كنت مستعجله
وقف شوي وبعدها ..طلع
تأملته البنت وعلى شفاتها أحلى ابتسامه ..فرح و يدها على قلبها ..و تهمس بحب :ااه ياسلطان
.................................

دخلت المطبخ تساعد الشغالات في التقديم ..العيب الاكبرعند جدتها ان الخدامه اللي تقدم الاطباق و القهوه للضيوف .
شغلت نفسها .. تنفست بعمق و شالت صحن تقديم الحلو ...دخلت رغد بإبتسامه برئيه :ياقلبي عليك ياليلى خلي الشغالات
هم اللي يشتغلوا ..ارتاحي انتي .
ليلى بمحبه :والله راحتي انا في الشغل ..ما احب اقعد جالسه ..و ثانيا :ماسمعت تعليقات جدتي
رغد تغطي فمها و تضحك :والله صادقه ..البنات ماتوا ضحك من كلامها .
مشت رغد قدامها و هي تساعدها في التقديم ووقفت عند المرايه ترتب شكلها و استدارت وقالت بصدق :بصراحه يا ليلى شكلك روعه
رغم انك ماتكلفتي في الزينه ..لكن الحلو حتى لو قام من النوم على قوله امي .

ابتسمت ليلى و قالت :بعض مما عندك ..و هي تراقب الوجه الطفولي الباسم لرغد ..
رغد لم تكن بطول ليلى لكنها حسناء بعينيها اللوزيه و شعرها البني بخصله العسليه كثيف يتجاوز كتفها بأطول متدرجه ..ابتسامتها تصل
الى عيونها ..فيشرق وجهها الصغير ..بشرتها البرونزيه اللامعه تلفت الانظار لها و فستانها الازرق القصير بحدود ركبيتها يجعلها
تضح بالانوثه والجمال.
رغد بحيويه :و الله حاولت قدر المستطاع .
تجاوزتها ليلى و انحنت تقدم اطباق الحلو و رغد خلفها تقدم القهوه ..كانوا كبار السن و العجايز يجلسون في جهه و طبعا الشابات
بمختلف اعمارهن يتفرقن في البيت اللي جالسه واللي واقفه وبعضهم خرجوا للحديقه .
لما وصلت لجهه امراه كبيره في السن و قربت منها الصحن ما انتبهت لها ..لانهامنشغله بالكلام مع اللي جنبها
ليلى بصوت هادئ :يا خاله ..تفضلي
التفت المرأه بجهه الصوت وابتسمت :ما عليه يابنتي .ماسمعتك.تعرفين النسوان اذا اجتمعوا ..
اتسعت ابتسامه ليلى بمحبه لتبان صف من الاسنان البيضاء :خذي راحتك يا خاله و تفضلي الحلو .
رفعت المراه يدها وقالت :اعذريني يا بنتي لكن مااكل الحلاو كثير ..حتى ولدي منبه علي مااكلها .. .
ليلى بإهتمام :خلاص ياخاله انا اختار لك ..شي يكون ما فيه سكر كثير
:الله يعطيك العافيه يابنتي ما تقصرين ...الا انتي بنت منو وينها امك ؟
جمدت ليلى للحظه و هي تطالعها وقالت بصوت عميق ينم عن حزنها و اشارت بسهوله لجدتها الجالسه في الزاويه مع خالتها الجوهره
:هذي امي الله يطول في عمرها ...استمرت في النظر لجدتها بحب و امتنان .
ألتفتت الضيفه جهه جدتها وابتسمت ..و عيونها تراقب محاسن فتاة دخلت قلبها على طول ..

قامت بسرعه بعد ما ضيفتها و دخلت المطبخ رغم ازدحام المكان بالضيوف... متجاهله نداءات رغد عليها ..
استندت على الطاوله ..و تنفست بسرعه..سقط شعرها على وجهها بغلاله سوداء لامعه متجاهله الوخز اللي تحس فيه والالم الكبير
بمجرد ذكر امها ...لفت شعرها الاسود بشكل كعكه قبل ما تستقيم و تنفخ نفس حار من داخلها ..و اخيرا انتبهت للبياض الواقف
قدامها ..شهقت بقوه و انسدل شعرها على طرف كتفها ..و تراجعت للخلف وعيونها معلقه تدراكت نفسها و بسرعه خرجت ..
وقلبها يتمنى يخرج من مكانه ليكون لها صدأ في الهواء الطلق ..خرجت من الباب الخلفي لزاويه الحديقه
و دعت انه مايكون احد موجود ...حطت يدها على قلبها
و ضغطت بهدوء و هي تهمس :اهدأ يا قلبي لا تفضحني ..
حطت يدها على وجنتها البارده و ضغطت عليها و شبح ابتسامه تغزو وجهها ..ليستكين قلبها في استراحه محارب...ويغيب
بعيدا في سكره الذكريات ..

****************************
كان وقتها العيد ..نزلوا كلهم القريه ...
كانت ترتب المجلس و تبخره ... لابسه بلوزه حمراء بأكمام طويله ..و تنوره بيضاء ..رافعه شعرها بشباصه حمراء
و حاطه الشيله على اكتافها ... مسكت المبخره و تدور فيها ..لما سمعت صوت خطوات جايه ..مشت بسرعه علشان تدخل
للبيت و المسافه كانت طويله ...تعثرت بالسجاد و طاحت المبخره و الجمر على الارض ..
شهقت ..و سمعت صوت خلفها :انتي بخير ؟ احترقت ..و قرب منها ...
طالعته بعين باكيه و هزت راسها بلا ..و ما انتبهت ان ما عليها شيئ..
ارخى راسه و قال بهدوء:انتبهي ..مره ثانيه .
قامت بسرعه ..بعدما شالت المبخره و حمدت ربها ان الجمر ما كان مشتعل ..
حطت الشيله عليها بذعر ..و مشت بخطوات سريعه
قبل ما يقول بلهجه امره محببه :ثاني مره حطي الشيله على راسك ...ما بي احد يشوفك غيري .
مشت بسرعه و قلبها يقرع طبول ...لاول مره تحس بإحساس جميل و كل شيئ يفوق الوصف ..يرغمها على الضحك
و يجعلها كالفراشه في حديقه مليئه بالورد ..منتعشه و حالمه .

*************************************
رعود مستمره تهز جوفه ..و نسمات دافئه تنعش روحه ..ألم مر به من خلال عينيها و سعادة لا تضاهى مرت من خلال قلبه
الذي قفز من خلال قفصه الصدري و لحق صدى نبضات قلبها ..صورتها لاتفارق زاويه قد خبأهاداخل عقله..حفظها بعمق
تستحضرها روحها العذبه واطلالتها الرائعه .كيف هذا وهي رفيقه الصغر و حلم الطفوله و طموح الشباب.و عزم رجل عاشق حتى
الثماله .
اي عذاب الحقته بي..
عيناها تكفي لترميه في شراره عواطفه ليحترق فيها بمفرده
امنيه تبثها انفاسها المنعشه لتطلق سراح اهاته من جويفاء قلبه ..
ابتسم و كأنه نور اضاء دنياه المظلمه و تنهد بعمق ...و وده لا يترك مكانه حتى يظل يتنفس شذاها و يتغلغل في شرايينه ..
اغمض عيونه و هي يستحضر ملامحها الفاتنه .

وجهك مثل مطلع القصيدة

وجهك ... مثل مطلع القصيدة
يسحبني...
يسحبني...
كأنني شراع
ليلا إلى شواطئ الإيقاع
يفتح لي أفقا من العقيق
ولحظة الإبداع
وجهك ... وجه مدهش
ولوحة مائية
ورحلة من أبدع الرحلات
بين الآس ... والنعناع
وجهك
هذا الدفتر المفتوح ما أجمله
حين أراه ساعة الصباح
يحمل لي القهوة في بسمته
وحمرة التفاح ...
وجهك ... يستدرجني
لآخر الشعر الذي أعرفه
وآخر الكلام
وآخر الورد الدمشقي الذي أحبه
وآخر الحمام ...
وجهك يا سيدتي .
بحر من الرموز ولأسئلة الجديدة
فهل أعود سالما ؟
الريح تستفزني
والموج يستفزني
والعشق يستفزني
ورحلتي بعيدة ...
وجهك يا سيدتي
رسالة رائعة
قد كتبت ..
ولم تصل بعد إلى السماء . . ...نزار قباني

رجع للعالم بألم في كتفه لما فتح عيونه كانت رغد تقف قدامه و هي متخصره : يا لوح ليش واقف هنا .
سلطان بتلعثم :انتظر القهوه ليه ما جهزتيها
طالعت الطاوله ورجعت تطالعه :وهذي ايش قدامك ...ماتشوف ..و اشرت على القهوه
سلطان بإنفعال مصطنع وهويناظرها من فوق لتحت :و انا كم مرة اقولك لاتلبسين فستان قصير ...؟
رغد :و الله انا حره في اختيار ملابسي ...
طالعت خلفها و ناولته القهوه و قالت و هي تدفعه برا المطبخ :اخرج بسرعه لا تفضحنا مع خلق الله..مسوي فيها ..توم كروز
سلطان بإستهجان مضحك :اقول لا تسبين ...
ضحكت رغد :خلاص يا خوي ..الناس حشره داخل وانت في عالم ثاني .و مشت و تركته

تركها و رجع مكانه في المجلس ...جلس و هو يتنهد مبتسم
وكزه زياد و اقترب منه يهمس :ونسنا معك يا بو الشباب ؟
سلطان بحركه لا مبالاه :اقلب وجهك ..لا تنحسنا
ضحك زياد و كتم ضحكته لما شاف حركه امتعاض من ابوه و قال :ياخي احس بخنقه عجيبه ...
سلطان :اصبر كلها ساعات و يتفرق الناس بعدها نطلع انا وياك ..
زياد و يناظر للصدر المجلس حيث جلس جده و ابوه وعمه ابو سلطان ..و الجهه الثانيه بجانب سعود جلس رجل لاول مره يشوفه
في مجالسهم ..
زياد يقترب من سلطان وهمس :تشوف اللي جنب سعود ..اللي لابس الثوب الاسود
سلطان وهو يناظر لنفس المكان :ايه وشفيه
زياد :من هو ؟تعرفه اول مره اشوفه
سلطان يراقب حركه الرجل وهو يلف المسبحه الفضيه على اصبعه و يتكلم مع سعود :انا ما اعرفه شخصيا..
لكن الوالد يعرف ابوه من قبل و بينهم اشغال .
تشاغل زياد بهاتفه و سلطان رجع لعالمه الخاص ...اسمه ..(ليلى )

********************************************
جلس سعود بجانب الزائر وباين عليه الضيق نفخ من صدره زفره قهر ..و لما التفت على يمينه صادف عيون حاده تجمد الدم في العروق
يجلس بصمت و عيونه تعبراكثر من الكلمات التي يمكن ان ينطق بها...الثوب الاسود الذي يرتديه يجعل الاخرون يفرون من الجلوس
بقربه ..و كأنه اختار ذلك بإرادته و رغبه منه ..يتكلم بإقتضاب مع ابو سلطان و يرجع لصمته .غير مبالي بالهمهمات من حوله
سعود مال و قال بصوت مسموع : عرفنا يا ابو سلطان على الرجال ..وابتسم
ابوسلطان بفخر :و الله هذا ولدي الثاني ..وولد رجال و النعم فيه ..مطلق الغانم
مطلق يربت على فخذ ابو سلطان :تسلم يا عمي ...ما عليك زود
سعود مد يده بثقه :ياهلاوالله ...حياك الله بيننا ..انا سعود السلطان .
مطلق يشد على يده بإحترام :تسلم ..هذا من طيب اصلك .
سعود :كسبناك اخ و صديق ان شاء الله.
مطلق :ان شاء الله ..
سعود مسك هاتفه و اتصل للمره الثانيه ..و زفر بضيق و وده يضرب الجوال في عرض الحائط ..
ما قدر يطمن على اخته ..البارحه خرج يسهر مع اصحابه و لما رجع كان الوقت تأخر ..
كان وده يتكلم معها و يصارحها ..ولكن خوف و رهبه من وجع كلماتها على قلبه و صعوبه تخطيه بسهوله
قال و كأنه يفكر بصوت عالي :صراحه النسوان ما ينعطون جوالات .
ظهرت شبه ابتسامه على طرف شفتي مطلق و قال : حدث ولا حرج .
التفت سعود و رجعت ابتسامته الودوده :الله يعين عليهم .

*********************************
جلست لدقايق قبل تدخل ..لكن لما وقفت تفاجأت بوجود ريهام بإبتسامه كبيره لم تصل لعيناها ..و هي تقرب منها وتسحبها من يدها و تجلسها
قالت بصوت ناعم :خلينا نقعد شوي ..نتكلم مع بعض ..كل وقتك تشتغلين ..كأنك اخذتي الشغل هوايه عندك ...وشابت نبرتها سخريه لم تجهلها ليلى
ليلى :انا مرتاحه في الشغل ...طالعت وجه ريهام و كملت :كيف الجامعه معك ؟
ابتسمت ريهام و كأنها وصلت لمبتغاها :والله وناسه الحمد لله ...يا ليتك معي ..كان انبسطنا اكثر .
ليلى بإنكسار في داخلها و ابتسامه رضا :الحمد لله على كل حال ..الله ماكتب .
ريهام :صراحه يا ليلى كان ودي اقولك موضوع جدا مهم ..
ليلى بإهتمام :خير ان شاء الله ..
ريهام و هي تمسك يد ليلى :صراحه لا هو الوقت المناسب و لا المكان المناسب ..و على كذا خايفه اقولك
ليلى :خايفه ..و ليش ؟
ريهام بخداع :خايفه تفهميني غلط ...
ليلى : ابدا يا ريهام تراك اخت و غاليه علي ..موممكن ازعل منك بسهوله .
ريهام بحزن :صراحه ......

قاطعتهم سلوى و هند و معاهم بنت صغيرونه لابسه بنطلون جينز وبلوزه حمراء ...
سلوى بلهفه : و هذي اختي الكبيره ..مو كبيره الفارق بيني و بينها سنه ..ليلى
و طالعت ليلى و قالت : ليلى هذي البنت الحلوه سمر ...دمها شربات ..صرنا انا وياها ديتو في خفه الدم
ضحكت سمر و هي تناظر في ليلى بإعجاب :ما شاءالله ليلى احلاكم ..و تقربت منها و هي تمد يدها : تشرفنا انا سمر
ليلى و هي توقف و تبتسم بود :الشرف لي ...و الله فرصه اتعرف على واحده خفيفه دم مثلك لاني صراحه مليت من اللي عندي
هند تضرب كف مع ليلى :حلوه ياليلى قويه صراحه ....
سلوى :ليلى تراك مو قدي ..يعني خليك مسالمه
ليلى بهدوء : خلاص انا اسفه حقك علي ...
هند : ما اسرع ما خوفتك ...
و ناظرت لسمر و اشرت على الكرسي اللي جنبها : حياك يا سمر تعالي اجلسي معنا
سمر و هي تناظر ريهام و اللي طبعا تعرفها لانها صديقه اريام :عادي ولا اقطع عليكم .
ريهام وقفت و قالت بإبتسامه مصطنعه :ما عليه فرصه ثانيه يا ليلى .
و تركتهم رغم ان ليلى عقلها مشغول مه اللي كانت تبي تقوله ريهام ..و من الواضح انه شيء غير مريح .
ارتاحت مع سمر ..خفيفه دم و مهذبه كل وقتهم مزح و سوالف تضحك .

********************************
تركتهم ليلى بحجه مساعده عمتها ...لكن كان ودها تتكلم مع ريهام في الموضوع المهم اللي قالت عنه الفضول شدها تهتم في الامر .
دورت عليهاوقالوا انها في حجره رغد ترتب مكياجها ..قبل دخولها سمعتها تكلم واحده بعصبيه ...
- ماكلمتها ..جيت افتح معها الموضوع ..و قطعوا علينا خواتها ..و اختك المحترمه
ضحكت اريام :مين سمر ...الملقوفه ..خلاص انا رايحه اقطع عليهم و اسحبها من عندهم
كان احساس ليلى قوي ينبأها بجديه الامر ..رغم الارتعاشات التي هزت جسدها الا انها تحلت بالقوه قناع و دخلت بعدما طرقت الباب و هي تبتسم
- ريهام انتي هنا...كنت ادورك ....و ناظرت الجهه الثانيه و هزت راسها لا اريام : اسفه قطعت عليكم
قامت اريام و قالت :لا ابدا مو مشكله ......انا كذا او كذا كنت خارجه...خلاص ريهام
هزت ريهام راسها بإيجاب ....و انتظرت اريام حتى تخرج و تقفل الباب وراها
ليلى و هي تجلس و تحط رجل على رجل لتدعم نفسها بالثقه :خير يا ريهام ...خلينا ندخل في الموضوع مباشره
توترت ريهام من طريقه ليلى :ايه صح ..لكن اوعديني الكلام اللي بيننا يكون سر مهما صار
(مهما صار )؟؟!!!!
الكلمه هزت وجدان ليلى و اخافتها في الواقع و هزت راسها : خلاص وعد
ريهام :الصراحه كنت بأكلمك في موضوع يخصك انتي وزياد
انا وزياد ...موضوع يشملنا ...
ليلى : خير شو هالموضوع اللي يخصنا ..
ريهام : في الحقيقه يا ليلى ...ابوي كلم زياد في موضوع الزواج ..و قال له انه يتزوج واحده من بنات عمه ..إلا هو انتي اوسلوى ..
ليلى في لحظه صمت و بدأت الامور تصير واضحه
كملت ريهام مستغله صمت ليلى :كله علشان ان ابوي وعد عمي الله يرحمه ...
ليلى بهدوء :و زياد شو كان رده؟
ريهام :اكيد رفض...
ليلى برضوخ لمشاعر الالم :صحيح لازم يرفض ..ايه صحيح اتذكر مره يقول لجدتي ماياخذ الا متعلمه و من مستواه .
ريهام :ليلى المسأله ما تتعدى رغبات شخصيه ...المفروض ما تزعلين
ابتسمت ليلى : لا ابدا يا ريهام مو زعلانه ...من حقه ان يختار شريكه حياته .
>>وقفت ليلى و قربت من ريهام و قالت بثقه و بعزه نفس:لا تحسبيني كنت بوافق عليه بمجرد انه يخطبني ...مو نقصان من شأنه ..
مثل ماهو له شروط انا كمان لي شروط ...انا كمان حفيده السلطان ..و لي الحق صح
ريهام بصراحه و كأنها اطلقت سراح احقادها الخفيه وقد توترت من ثقتها الزايده: واثقه ..نسيت نفسك يا ليلى ...زي ما رفضك زياد بيرفضك غيره لنفس الاسباب .
ليلى بإستغراب :ريهام ..ليش تكرهيني ..انا عمري ما سويت لك شيئ...ليش شايله علي هالحقد ؟و ثانيا :التعليم و المستوى الراقي عمره ماكان من اسباب نجاح الزواج ..
ريهام تتمالك نفسها و ترد بسهوله :انا ما اكرهك ..لكن ما بدعي اني احبك ...
احنا عيال عم لكن مو لازم نضحي بمصالحنا .و زياد عنده شروط في شريكه حياته ..ما نقدر نلومه ..
ليلى بسخريه معذبه :مصالحنا...اذا كان عمي خير زياد لانه اعطى وعد لابوي ...تطمني ..بريحك انتي و عمي و زياد ..
و قولي لهم انا رفضت لاسبابي ..ما يهمني كلام احد ..ماله نصيب عند بنات احمد السلطان .
مشت بجهه الباب و رجعت التفتت ناحيه ريهام و كملت:تعرفين اللي يحزني كثير ..اني عرفت قدري عندكم يا عيال عمي .
خرجت من الغرفه بهدوء مستغرب منه ..غطاء واهي لما تحس به من اهانه و ذل ..موضوع خاص فيها اصبح قابل للنقاش مع غيرها.
كلماتها تخفيه ملامح تلسع اشد من النار ..تخفي احقاد غائره و نوايا سيئه ..لم تستطيع كتمانها طويلا ..إلى متى الضعف و الخذلان اللي تسيطرعليك ياليلى
استندت على الجدار و تنهدت ..معقوله اتكون صفحه سوداء قد انطوت بسلام ام ان تبعاتها في الطريق ..

لا أحمل أي شعور بالحقد أو الضغينة اتجاهك ...
كل ما أرجوه أن تشفى أنت أيضاً ..
أن تشفى منك ...!!!
أن يرأف القدر بحالك و يمنحك بعضاً من الطمأنينة ...
كثيراً من الأمان ......
و شيئاً من السلام لذاتك ...


رجعت ..تخفي دموعا حرى تتحرى الانهمار ..و تداري روحا كسيره ..عاندت ظروفها لتكون شامخه عزيزه رغم الاسى والحرمان..
تهضم عسرات الالم و تدراي الحزن في تجاويف الحياة ..متنكره بزي مبهرج من سعاده زائفه و امان لم تذق طعمه .
لا تعلم ما تحتاجه و لما ذلك الفراغ الكبير الذي يتوسط قلبها ..لما هي هكذا
لما ينقصها شيئ لا تجده و لن تجده ..

مايحس [ القلب ] من كثر | الألَم
راحت الراحه . . . وعلى اللـه العَوَض .
جيت من أقصاي وماكان العشَم
تصدِم إللي صوبك إحساسه - رِكَض ،
من يعلّم { طيبتي } :: درب الندَم ::
دام صارت " نيتي البيضه " ~ مرَض !

*********************************

مطلق يدق على اخته و هو ينتظر في السيارة ..له عشر دقايق و الجوال يدق لكن ما في رد ..زفر بعصبيه و طالع الجهه الثانيه ..كان سعود واقف متكي على سيارته
و نفس الحكايه الجوال في يده ...فتح مكيف السياره ..و ارتخى على المعقد ..و تنفس بعمق ..
و تذكر الموضوع اللي فتحته امه معاه قبل ما يحضرون ..فاتن بنت خاله ..
ام مطلق :ها ياولدي ..خالك يقول ان في ناس تقدموا لفاتن
مطلق بتركيز في القياده :الله يوفقها ..لا يقطع نصيبها
اريام تدخلت :شو ها لكلام ...مو على اساس انك تبيها ...
ضرب المقود بيده بعصبيه و قال :هالامر يخصني لا تتدخلين فيه..فهمت ..طالعها من المرايه بغضب وكمل بتهديد :و الله ثم والله
يا اريام لو سمعت او حتى شميت بس ..انك تتكلمين في موضوع زي كذا لاذبحك فاهمه..
اريام بخوف :فاهمه ....و بلعت ريقها و ناظرت الطريق بإهتمام مزيف .
ام مطلق بهدوء :الله يهديك يمه ..البنت ما قالت شيء ..انا كان ودي اخطب لك بنت خالك ..لو ماتبيها خلاص ..
و الله انا ادور سعادتك ..لو تشوف انها ما تناسبك ..اهون عن السالفه ما عندي اغلى منك ..
تعوذ من الشيطان و قال :الله المستعان ..خلاص نتكلم بعدين ..قربنا من البيت .

تنرفز من ذكراسمها لانه ما يحب تهميشها للناس و لا مبالاتها الغير عاديه ..و حريتها الزايده اللي عايشه فيها
هل يقدر يا ترى انه ينسجم معها ..
رغم اعتراضاته عليها ..لكن ما عنده خيار....
دق على شباك السياره خلاه ينتبه ..
وجه سعود الضاحك يطل عليه ...في باله اعجب بهالشاب ..ابتسامته مريحه و ملامح وجهه منبسطه شرحه ..
مطلق بإبتسامه لم يعتد عليها :يا هلا يا سعود ..
سعود :شكلك طفشان ..اكيد اهلك ما ردوا ؟
خرج مطلق بعدما تنحى سعود عن السياره و وقفوا جنب بعض و مطلق يحرك المسبحه و يناظر الساعه في نفس الوقت :الله يهديهم
سعود يمسك جواله ويدق على اخته :هلا وينكم انتم انا انتظر ؟خلاص تلقيني واقف يمين البوابه
ليلى ..لحظه ..قولي لام مطلق تخرج ولدها ينتظرها .
مطلق يربت على كتفه :مشكور ..اختصرت علي الموضوع ..الوقت تأخر و بكره عندي سفره .
ابتسم سعود وانتبه لخروج اخته اللي عرفها من طولها ..و جنبها سلوى ...و طالع مطلق :اشوفك على خير يا ابو غانم
مطلق بهيبه :في امان الله ..
اتجه سعود ناحيه اهله و مطلق رجع سيارته ..

*********************************

سلوى تهمس لليلى :شفت الرجال اللي كان واقف مع سعود ...
ليلى بلا مبالاه :لا ...
سلوى :يا عيني عليه ..ويش هالرزه و الثقل ... اخوك نتفه عنده .
وكزتها ليلى و طالعتها بنص عين :اقول ..غضي بصرك ..و لا اتفقع عيونك هذي اللي طالعه .
دخلت سلوى السياره و هي تتأفف :يا هووووه ما احد يقولك كلمه ...
سعود تدخل و عينه على ليلى من مرايه السياره :وشفيك يا سلوى ..؟
ضحكت سلوى و قالت :فديت اخوي ..اللي فاهمني على طول
سعود :اخلصي ما بيك تفديني ؟ويش عندك
سلوى : افاا ..مقبوله ...اسمع من هو اللي كان واقف معك ؟
سعود يلتفت لها و يضربها على راسها : لا والله ...و تتوقعين اقولك على اسمه .
ليلى بنبره تعب : يالله يا سعود حرك السياره ...تعبانه و مالي شده ..جدي و جدتي و عمتي فاطمه و هند ما هم جايين .
و استندت على شباكها و سعود ناظر في سلوى بإستفهام ....هزت سلوى اكتافها بأنها ماتدري عنها .

كيف يمكنها ذلك الاحتمال ...كيف يمكن ان تجمد مشاعرها بسهوله ..اهي صغيره على تحمل الحقيقه
ام مخدوعه و تظن ان الجميع مثلها و مثل رهافه احساسها و ضعف قلبها الذي اعتاد على الكتمان ..
على طول دخلت حمام غرفتها ..و قفلت على نفسها ..انفاسها لاهثه متلاحقه ..تنطق وجعا و قهرا
انعكس احتقان مشاعرها في ملامح وجهها المعتمه ...دموعا سهلا تسقط بعدما ضاقت بها عيناها ..
و تشبعت بها عروق دمها ..و اخيرا فاضت تعلن نهايتها .
تقول ما يبيني ..رافضني ..علشان تعليمي .
زياد .ولد العم ..ما عمري فكرت فيك ..لكن رفضك و تجريح اختك شيء من الصعب تقبله ..
مهما يكن من الاسباب لديك ..فأنتم لم تعيروا مشاعري اي اهتمام ..


سعود بشك..دخل غرفتها ..سمع صوت الدوش تأكد انها تهرب منه ..انتظر و طال انتظاره ..
دق على باب الحمام ..و بعد لحظه سمع صوتها :لحظه يا سعود ..
ابتسم سعود و هي يجلس على سريرها ...عارفه انه هو الوحيد اللي يحب يتكلم معها كل ليله ..
لقي دفتر مذكراتها الازرق ..تذكر انه اشترى لها الدفتر
فتح اول صفحه رغم احساسه بالذنب ..

اصعب ابتسامة...
عندما يأخذ القدر شخصا عزيزا على قلبك و ترى من حولك يبكي عليه
و لكنك تبتسم فقط لتنسيهم الهم


أصعب ابتسامة...
عندما ترى احدهم يتألم و يتعذب و لا تستطيع أن تساعده
و لكنك تبتسم فقط لإعطائه الأمل

أصعب ابتسامة...
عندما ترى من حولك سعيد و أنت الوحيد الحزين بينهم
و لكنك تبتسم فقط لتريهم عظمتك و قوتك

أصعب ابتسامة...
عندما ترى أحلامك تنهار أمامك
و لكنك تبتسم على أمل انك تستطيع بناءها من جديد

قفل دفتره ورجعه مكانه ..احساس الخوف من القادم ..شابك يديه مع بعضها و هو يميل بتركيز
خرجت ليلى و هي ترسم ابتسامه تمرنت عليها قبل خروجها :غريبه الوقت متأخر ..ليه ما نمت .؟
سعود ابتسم و هي يحك راسه :ما جاني نوم ...قلت اجي اسولف معك ؟اختك ما تنعطى وجه ..لقيت لها فيلم و جلست عليه
وسفهتني .
جلست ليلى جنبه :ادري عنها سلوى ...اكيد افلام هنديه .
سعود :كيف العزومه كانت ؟
ليلى تهز راسها :حلوه ..ما شاء الله الضيوف كثيرين ...تعرفت على بنات ما شاء الله عليهم ..و سكتت فجأه
سعود يناظرها بتمعن :طيب ..انتي كيف حالك ؟ احسك متغيره
ليلى بإبتسامه :الحمد لله ما علي خلاف ..لكن و الله تعبت ..في العزيمه جدتي ما خلت و لاكلمه علينا .
و صراحه جسمي مهدود من اللف و الدوران في البيت .
ابتسم سعود وهو يوقف :اجل تصبحين على خير ..حتى انا بروح انام .
لثم جبينها البارد بقبله دافئه ..و خرج معللا بنفس اسبابها ..لعله يجد السكينه
تأملته و عم الهدوء و اصوات انفاسها تتعالي و معها الدموع ..


ليلى ...مامدى تأثير الرفض على حياتها ؟؟ و مالجديد الذي ينتظرها ؟

ريهام ..مالغايه التي تلاحقها ..لنيل مرادها ؟؟

مطلق ....عابر بدون بصمه تذكر ..بين مفترق طرق.. فاتن و الحياة معها كيف ستكون اذا قرر ان تشاركه فيها ؟

:165::165:

همس الحرف 05-Dec-2018 04:41 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت السادس :


ُمعَلِّلَتي بالوَصْلِ، والمَوتُ دونَهُ
إذا مِتُّ ظَمْآناً فلا نَزَلَ القَطْرُ!


سلطان و زياد في المقهى ..
زياد يشرب قهوته :سلطان ..يا اخي لي ساعه اكلمك وانت و لا كأنك هنا ؟
سلطان بسرحان :خير وش تبي مني .؟
زياد و هو يقرب منه :انا اقول شكلك ..منتهي خلاص ..من هي اللي مااخذه عقلك ؟
ابتسم سلطان و عدل جلسته :من هذي ؟
زياد :اللي طول اليوم تفكر فيها و مبتسم و كأنك بتأخذ صوره معها
سلطان :احم احم و الله شكلي قريبا بودع العزوبيه
صفر زياد و انتبه لنفسه انه في مكان عام و رجع يضحك و هو يؤشر على سلطان المحرج :و الله وقعت يا سلطان و لا احد سمى عليك
سلطان بإحراج:يا شيخ ام اللقافه ..يعني لازم تعلنها ..و تفضحنا قدام خلق الله
زياد قرب منه وقال بصوت اقرب للهمس :والله فرحتني يا سلطان و اخيرا فكيت عقده العائله ..من هي ..سعيده الحظ ؟
سلطان عدل شماغه :بدري اقولك الحين ..بكره اكلم الوالده و بتسمع الخبر قريب .
زياد بتوسل :عن النذاله ...قول يالله ..شو اسمها ؟طيب من العائله ؟
سلطان بإبتسامه وبدون تفكير : ليلى
زياد بصدمه :مين ليلى ؟
سلطان :يعني كم ليلى في العائله ...ليلى بنت عمي احمد ..
زياد ..مو مصدق اللي يسمعه ..البنت اللي مفروض يتزوجها ..طلع سلطان يحبها
ضحك زياد بقوه ..لفت الانظار حوله ..انحنى على الطاوله ..و مازال مستمر في الضحك
و سلطان مفجوع من ولد خاله ..و محرج من تصرفه .
زياد طالعه بإبتسامه وصلت لعيونه ..و كأن هم انزاح من على صدره و الهم و الضيقه راحت و سطع نور قوي
من الظلام اللي كان عايش فيه .
سلطان :اقسم بالله انك حمار و ماينقال لك اي شيء .
و خرج بسرعه و هو منزعج من تصرف زياد .
زياد اللي لاحظ انه زودها مع سلطان ..لحقه ..
زياد و هو يمسك ذراع سلطان:سلطان لا تزعل ..والله مو قصدي لكن متفاجئ
سلطان بنزفزه :زياد ..واصل حدي منك .
زياد بإبتسامه :و الله فرحان ..و من فرحتي ما قدرت اعبر
سلطان :فضحتنا قدام الناس ..تقول فرحان
زياد و هو يحضن سلطان بقوه :يا شيخ اقولك فرحان ..مبروك الف الف مبروك .
سلطان و هو يدفعه :فضحتنا يا شيخ ..استح على وجهك شوي وثانيا :بدري على المبروك لسى ما خطبتها تقولي مبروك .
زياد : وهي بترفض ..وين تلقى مثلك ..مال و جمال و اخلاق ..و زياده عنده معرض سيارات .
سلطان :تعال اخطبني احسن ..و لا سوى اعلان زواج ..
زياد بصدق :و الله فرحتني يا سلطان .
ابتسم سلطان و هو يشوف الفرحه في عيون زياد .و دفعات امل و تفاؤل تضخ قلبه ..سيصبح حلمه قريب المنال
سيم*** بيده و ينفث فيه روحه..و أخيرا...

تنهد زياد براحه عميقه..أخيرا قدر يتجاوز عقبه وضعت في حياته بالاجبار...
و حمد ربه انه ما خبر سلطان على قراره..و تمهل ..وكانت اول نتيجه خبر سلطان المفرح..بالنسبه له .


*********************************

ريهام تتكلم بصوت هادي على الجوال:قلت لها و احسها تقبلت الخبر عادي ..يعني مو واضح عليها التأثر
اريام :اهم شيء انك خبرتيها ..و هي فاهمه الوضع من أول ..
ريهام بضحكه :و الله فرحانه يا اريام احس اني تخلصت من هم كبير ..
اريام بشك :تعرفين و بعد كل اللي سويتيه مافهمت ليش ؟
ريهام :بعدين تعرفي ..اهم ما علي اخوي زياد .
اريام :والله انك داهيه ...طيب من هي البنت اللي يحبها زياد
ريهام :رغد بنت خالتي ..
ضحكت اريام : و كل هذا علشان رغد ..صراحه ذوق اخوك في النازل ..ياليته اخذ ليلى .
ريهام بعصبيه :اريام ..لاتزيدنها علي ..وبعدين وشفيها رغد ؟
اريام بهدوء :هدي اعصابك ..امزح معك ..رغد ما شاء الله عليها حلوه و دلوعه ..لكن ليلى احلى ,,
ريهام :كلهم حلوين ....و ثانيا انا شو دخلني زياد اللي حبها مو انا .
اريام و هي تسمع صوت خطوات :خلاص ريهام اكلمك بعدين .باي
سمر طلت على اريام :اريام فاضيه ..ودي اتكلم معك شوي
اريام تتأفف:خير و ش تبين ؟
جلست سمر على سرير اريام و قالت بإبتسامه :شفتي بنات عم ريهام ..ما شاء الله ينحطون على الجرح يبرى .
اريام تقلب في عيونها :صراحه ما اعجبوني ..
سمر :حرام و الله حلوين ..سبحان الله خلق وفرق ..و يش جاب ريهام لليلى ..والا اختها ريم ..كأنها انشتاين و لا نيوتن
ما تقولين معها كلمه الا قالت لك هل تعلم و هل تعلم ...حسيت اني رجعت للمدرسه من جديد .
اريام :اقول اذكري الله ..و ثانيا :شيلي عمرك و اخرجي برا ..ابغى انام .
سمر بتكشيره :يا اختي مانقدر نتكلم مع بعض شوي ..والله طفشانه .
اريام :نو..نو
سمر بحزن :يا ليت اللي اعطي ليلى و خواتها الحب والاخوه يعطيك شوي منها .
اريام تهز راسها بحركه سخريه :و اقسم بالله هالبنت تحب الدراما .

***********************************
فيلا الغانم :

فتحت لها الخدامه الباب ..و طلت بزينتها الكامله..
سألت عن اريام .وطلعت بسرعه بدون اهتمام ...
سمعت صوته القريب منها ..شكله يتكلم على الجوال ..
تنفست بهدوء و ابتسمت بإغراء ..
و طلعت الدرج بسرعه و ادعت المصادفه قبل ان تبدأها ..
طرقات كعبها العالي يرن في الاذان ..
انتفضت حواسه بوجود انثى عابثه ..فترقب لها بجمود رجل واضح
فرائحه عطرها النافذ قد تشبعت بها ذرات الهواء...
تصنعت المفاجأه امامه ..و رمت ذلك الغشاء على وجهها ببرود
فاتن بصوت مثير :اووه مطلق ..اسفه ماكنت احسبك موجود
ادار ظهره لها لتمر بسلام بدون كلمه لعلها تفهم ..
رجعت تتكلم بدون يأس و بإبتسامه كبيره :كيف حالك مطلق ؟
نفث في نفسه بعمق و اشتدت قبضه يده ليمنعها من الوصول و يطبق على خناقها و يخفي صوتها
قال بصوت غاضب :اريام في غرفتها ..روحي لها...
زادت ابتسامتها و جفاءه لها يزيدها رغبه و تعلقا به ...
تمشت على مهل قدامه و عطرها يتحلل في الاجواء رغما عنه...
تجاهلت سمر و مرت من جنبها بهدوء ...و بدون اهميه لها
سمر بقهر :والله عال ..صدق اللي استحوا ماتوا ...ومشت لغرفتها
دخلت فاتن غرفه اريام وقفلت الباب وراها واستندت عليه ..تنهدت بحالميه وعيونها تعانق السقف
اريام اقتربت منها و سألتها :خير يا فتونه ..علامك ؟
ابتسمت و رمت شنطتها على جنب وقال :اه يا قلبي يا اريام ..
اريام :سلامه قلبك ؟خير قولي ويش عندك
غمضت عيونها و تنهدت بعمق :فديته ياناس ..رجوله ورزه وثقل عليه القيمه ..
اريام ابتسمت وبدت تفهمها ..:شكلك خالصه ..عليه العوض و منه العوض
استندت فاتن على يدها وقالت :لاتلوميني يا اريام ..واشرت على قلبها ..لومي هذا ..مو راضي يهدأ .
جلست اريام وقالت :المحبه بليه ..الله لا يبلانا ..
فاتن بدفاع :ابدا يا اريام الحب حاجه حلوه ..
اريام :ترى اخوى مو راعي حركات .لاحب ولا غيره ..
فاتن بهمس :على قلبي مثل العسل ..انا اعلمه الحب ..
ضحكت اريام ..و في بالها ..تبطين يا فاتن ..اصلا ماهو شايلك من ارضك ..فكيف يفكر بالحب ؟
مسكينه يافاتن ..ما تدرين عن اخوي ...ما أظن ان الحب في قواميس حياته..
دق جوال فاتن بأغنيه اجنبيه ..طالعت في الاسم ..ابتسمت بتوتر و قفلت الجوال على طول ..
ورجعت لهيامها بدون اهميه ...

خرج بسرعه و عيونه اظلمت من تصرفات رعناء ..
لكنه في اعماق نفسه يشفق على من هن امثالها و على شاكلتها..اجساد مهمله على ناصيه الحياة دون اهتمام
بتطهير ارواحهن العابثه ..يدعين الكمال و بداخلهن فضاء فسيح خالي من كل ماله بريق ..
فهو يعرف خاله..ذلك الرجل المتكامل بأشغال دنيا ..يقضيها بإحسن ما يرام فهو نجمه ذات بريق لامع لا ينطفأ في عالم العمل .
اما زوجه خاله فهي امرأه ذات صيت شهير في العالم المخملي ..ظاهرها يخدع ما تبطن ..و تبطن اكثر ما تظهر
متداعيه هي الحياة أن لم يكن فيها رواسي ثابته ..صحيحه ...



*******************************

في اليوم الثاني ..ابو سلطان و سلطان ..خطبوا ليلى من جدها ..سعود ارتاح بالخبر
لانه سلطان صديقه و يعرف اخلاقه و بيحافظ على اخته و يحبها ..
ليلى مو مصدقه الخبر ..و حست ان الله عوضها عن خيبه املها الماضيه ..و سبحان الله
كتب لها النصيب بسرعه ..لان من بعد كل هم مفرجا و ضيقا مخرجا ..من استعان بالله
و حسن التوكل بالله ...
ذرفت دموعها بحزن و فرح ..مشاعر مختلطه لاتعرف على اي جهه تكون ..
سلوى تحتضنها :ألف مبروك يا قلبي .
هند تتبعها :الحمد لله انفكت العقده و راحت واحده .
سلوى توجه لها نظرات حارقه ...خلتها تسكت عن كلامها
ليلى بخجل :اعطوني فرصه يا بنات ..اولا انا ما قلت اني موافقه .
عمتها:يعني عندك مانع عليه ..و لد خالتك و الكل يمدح فيه .
هند تؤازر امها :اقول احمدي ربك ..يوم جاك خطابه
ليلى بغيظ : حتى ولو ..الخيره فيما اختاره الله لي ..بصلي استخاره و اسأل اخوي
عمتها :يعني اخوك له كلمه من بعد جدك .
سلوى تدخلت بعدما احتد النقاش :صح يمه ..تصلي استخاره و بعدها تقرر الرجال ماهو طاير
سمعت نداء جدتها من الغرفه الثانيه و قامت لها
الجده بزعل :ما فيكن خير ..اعنبوا ابليسكم ..سفهتوني و رحتم
ليلى :اسفه يايمه ..حقك علي .
الجده و هي تمسح على شعرها :سلطان يمه مافي مثله .جعله ان شاء الله من نصيبك ..
ليلى تهز راسها بإيجاب ...
كملت الجده و هي تمسح دموعها بطرف شيلتها :الله يسعدك يابنتي و يقرعيني بشوفه عيالك و عيال اخوك .
رمت نفسها في احضان جدتها و بكت و قلبها موجوع ...
سعاده ناقصه ..كم تحتاجها الان ..
هو في طرف و هي في طرف اخر..و بينهما جسر تصله هي لا غيرها ..

***************************
عم الهدوء اخيرا ..شافت الفرحه في عيون الكل ..سعود كان اول المهنئين ..كم ابهج قلبها ان ترى ضحكته
و جدها تنفس اخيرا براحه منشوده ..كان يريدها منذ زمن ..
سلطان ..أليس هو ذلك الفارس الذي يزور احلامي دائما >>>اليس انت من زرعت في قلبي حبا عذريا
لا يعلمه سوانا ...
كنت طفله نعم ..كنت كذلك ..لكن لم أغفل عن تلك النظرات العاشقه التي توقع قلبي في مصيده اسموها الحب..
هي راحه تنفث في صدري ..الامان رأيته من خلال عيناك ..التي لاتنطفأ بريقها ..
ستسعين بالله عز وجل لارشادها للصواب ..
اخفت فرحتها العذراء بداخلها لتحكم ضبط مشاعرها ..لتصل إلى مبتغاها ..
وفي لحظه مر كلام ريهام لها عابرا "مثل ما رفضك زياد ..بيرفضك غيره لنفس الاسباب "
ابتسمت و داخلها إمتنان عميق لسلطان ..

*****
اتصلت عليها رغد و صوتها يعانقها بفرح و موده كبيره ...لم تعطيها جوابا شافيا لكن ..الراحه التي تكلمت بها
كانت اكبر مؤشرعلى موافقتها ..ركنت الى صلاتها ..تدعي الله يحقق لها السعاده ..


يعرف ان السعاده تكتبه خطوط معبره في الوجه ..تلين بها الملامح ..
بريق وامض في الاعين ...وخطفه من تباشير الحياة ..تأخذك في غمره الافراح غير مبالي بما حولك ..
تسافر فيها برفقه الاحلام الناعسه ..على سحابه تغفو ما بين الامس واليوم ..
كانت كلمه , همسه ، و لحن قريب الى الاسماع يشدو بحالميه ..
رفرفه تهفو الى القلب ...و نسمه هادئه تريحنا من مشقه الحياة ..و لو للحظه فقط نشعر فيها بالسلام ..للحظه فقط.

****************************

دخل سلطان البيت ..وعيونه شارده كأفكاره ..يحلم بها و و يعيش كابوس اخافه حتى العظم ..
اوهام تصارعه ووساوس تهدد يقظته و نومه ..
رغد لاحظت شرود اخوها واقتربت منه وصرخت بصوت عالي :سلطـــ ـ ـ ـان
انتفض سلطان بخوف من الصوت وقال بغيظ :رغد ..يلعن ابليسك ..طيرت عقلي..
ضحكت رغد على شكله وقالت :ماعليه امسحها في وجهي ..شفتك سرحان وقلت لازم ارجعك لارض الواقع ..
غمزت له وكلمت :كل هذا هيام فيها ...اه الله يرزقني بواحد مثلك ..
ضحك سلطان و عيونه تلتمع بحب مدفون :لاوالله ..نكايه فيك ماني مزوجك ..
شهقت رغد وقالت :حرام عليك ..ويهون عليك اختك الصغيره الوحيده ..
سلطان :مادام مديت هالبوز قدامي ..ايه والله يهون ..
ضربته رغد وقالت بتهديد :طيب يا سليطين ..انا ماخبرت بعض الناس عن ارهابك ..علشان يصرفون نظر عنك ..
سلطان بإبتسامه اضاءت وجهه بعدماعرف قصدها مين ..
وجلس جنبها :فديت اختي الصغيره الدلوعه ..انا مالي غيرك ..
رغج ترمش بعيونها بدلع قالت :ايه خليك كذا ..تعجبني ..
سلطان :ماقالت لك شيء ؟
فهمت عليه رغد وابتسمت :اثقل يا روميو ..البنت ما لها وقت ..و الموافقه مضمونه ما عليه..وقول رغوده قالت
سلطان بلهفه:قالت لك هي ؟
رغد :مو لازم تقول لي ..البنت واضح عليها.. لكن الثقل صنعه ...
ضحك سلطان بسعاده كبيره ..و راحه عميقه تخيم عليه ..ضمها بقوه و بحب ...
رغد وهي تشوف الفرحه في ملامح اخوها ..فرحت له كمان و عيونها تعانقها دموع فرح ..لاول مره ..


يسألوني عن اسباب فرحتي ؟!



ياااه ، أولها انتَ ، وثانيها أنتَ



و أخرها انتَ ..!



و كل فرحي ..



أنتَ ، أنتَ ، أنتَ

****************************

كان الظلام يعم المكان ..و السكون يبث الخوف في الارواح ..متخبطه بمفردها ..تبحث عن اهلها
جدها او جدتها ...هند.. سلوى ..وينكم ..اخوي سعود ليش تركتني ...
دربها طويل ...و طبول قلبها قد بدأت بالقرع و كأن حدثا ما قادم ..التفت للخلف كانت عيون مخيفه تترصدها
الخوف شل جسدها و لم تقدر على الحركه ...فجأه غشاها نور قريب ..لمحته كان يقف باسما بقامته المديده
و عنفوانه القوي..هو منقذها من كل هذا ..حلمها الذي طالما انتظرته .
ركضت له تنجو بنفسها من اشباح تطاردها ..استكانت في احضانه و السعاده تغمرها ...تسمع حتى نبضات قلبه
راجفه متوعده ...
دفنت رأسها و همست لنفسها بنعيم و طمأنينه...أهو ذاك الذي ينتظرني ؟؟؟
رفعت ناظريها لمنقذها ..لمن استكانت بين احضانه وديعه ...حالمه .....
لكن فجأه حل الجمود و توقف الزمن و نزلت الصاعقه على رأسها غير مدركه للحقيقه ...من انت ؟!!!!

شهقت ليلى و كأنها مخنوقه ..خدها مبلل بدموع ..التفت حولها كانت نايمه على سجاده الصلاه ..حطت يدها
على صدرها :اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ....شوي و ارتفع اذان الفجر
قامت ليلى و رجعت شعرها على ورا و هي خايفه من الكابوس اللي حلمت فيه ..ضمت نفسها و قرت المعوذات على نفسها
و رجعت تتوضأ و تصلي الفجر و الرعشه مازلت تهز اوصالها .

************************

ظلامَ الليــلِ يا طــاويَ أحزانِ القلوبِ
أُنْظُرِ الآنَ فهذا شَبَحٌ بادي الشُحـــوبِ
جاء يَسْعَى ، تحتَ أستاركَ ، كالطيفِ الغريبِ
حاملاً في كفِّه العــودَ يُغنّـــي للغُيوبِ
ليس يَعْنيهِ سُكونُ الليـلِ في الوادي الكئيبِ
* * *
هو ، يا ليلُ ، فتاةٌ شهد الوادي سُـــرَاها
أقبلَ الليلُ عليهــا فأفاقتْ مُقْلتاهـــا
ومَضتْ تستقبلُ الوادي بألحــانِ أساهــا
ليتَ آفاقَكَ تــدري ما تُغنّـي شَفَتاهــا
آهِ يا ليلُ ويا ليتَــكَ تـدري ما مُنَاهــا
* * *
جَنَّها الليلُ فأغرتها الدَيَاجــي والسكــونُ
وتَصَبَّاها جمالُ الصَمْــتِ ، والصَمْتُ فُتُونُ
فنَضتْ بُرْدَ نَهارٍ لفّ مَسْــراهُ الحنيـــنُ
وسَرَتْ طيفاً حزيناً فإِذا الكــونُ حزيــنُ
فمن العودِ نشيجٌ ومن الليـــلِ أنيـــنُ
* * *
إِيهِ يا عاشقةَ الليلِ وواديـــهِ الأَغــنِّ
هوَ ذا الليلُ صَدَى وحيٍ ورؤيـــا مُتَمنِّ
تَضْحكُ الدُنْيا وما أنتِ سوى آهةِ حُــزْنِ
فخُذي العودَ عن العُشْبِ وضُمّيهِ وغنّـي
وصِفي ما في المساءِ الحُلْوِ من سِحْر وفنِّ
* * *
ما الذي ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، يُغْري بالسمـاءِ ؟
أهي أحلامُ الصَبايا أم خيالُ الشعـــراء ؟
أم هو الإغرامُ بالمجهولِ أم ليلُ الشقــاءِ ؟
أم ترى الآفاقُ تَستهويكِ أم سِحْرُ الضيـاءِ ؟
عجباً شاعرةَ الصمْتِ وقيثارَ المســـاء
* * *
طيفُكِ الساري شحـوبٌ وجلالٌ وغمـوضُ
لم يَزَلْ يَسْري خيالاً لَفَّـه الليلُ العـريضُ
فهو يا عاشقةَ الظُلْمة أســـرارٌ تَفيضُ
آه يا شاعرتي لن يُرْحَمَ القلبُ المَهِيـضُ
فارجِعي لا تَسْألي البَرْقَ فما يدري الوميضُ
* * *
عَجَباً ، شاعرةَ الحَيْرةِ ، ما سـرُّ الذُهُـولِ ؟
ما الذي ساقكِ طيفاً حالِماً تحتَ النخيـلِ ؟
مُسْنَدَ الرأسِ إلى الكفَينِ في الظلِّ الظليـلِ
مُغْرَقاً في الفكر والأحزانِ والصمتِ الطويلِ
ذاهلاً عن فتنةِ الظُلْمة في الحقلِ الجميـلِ
* * *
أَنْصتي هذا صُراخُ الرعْدِ ، هذي العاصفاتُ
فارجِعي لن تُدْركي سرّاً طوتْهُ الكائنــاتُ
قد جَهِلْناهُ وضنَــتْ بخفايــاهُ الحيــاةُ
ليس يَدْري العاصـفُ المجنونُ شيئاً يا فتاةُ
فارحمي قلبَكِ ، لــن تَنْطِقُ هذي الظُلُماتُ



أهي فرحه تطرق باب خفي لشخصين ..يفتح لهم عالم زاهر مليء بالحب؟
من هو ذاك الزائر ...المتوغل في تجاويف المجهول يبحث عن الحياة في الباطن الخفي ؟
فاتن المتداعيه بحلم واهي ..ايكون تحقيق قريبا ؟ ام هيهات ؟
ريهام ..علامه فارقه ام مجرد عابره احدثت فرقا بسيطا في حياة اخيها و اكتفت ؟

:165::165:

همس الحرف 05-Dec-2018 04:43 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت السابع :


تأملت الفراغ ..و عالمها اسمه ضياع افكار و جاذبيه من طرف واحد لا تعرف مصدره ..
دخلت سلوى ولاحظت عليها شرودها :ياهوووه وين سافرت ؟
ابتسمت ليلى وقالت :عند نجمه ..
سلوى بضيق :يا ذي النجمه ..تراني بديت اغار منها ..
ليلى :والله وحشتني ..
سلوى بتفهم :ادري هي الوحيده اللي تفهمك بدون ما تتكلمين ...ماسميتها صديقه العمر من فراغ
اكتفت بالابتسام و هي تطالع سلوى ..
سألتها وعيونها تراقب ملامح اختها والحيره واضحه عليها :ما وصلت للرد ؟
هزت رأسها بلا ...
سلوى :ليش محتارة ؟
تنهدت وقالت :ما أدري ..
سكتت للحظه وكملت ..:سلطان مافي منه ..لكن مابي استعجل ..كلما صليت وحسيت براحه مؤقته ارجع افكر
واتراجع عن قراري ..و اقول لازم افكر اكثر ..
سلوى بتفهم :لا تضغطين على نفسك ..فكري على مهل ..
ليلى :احس اني اغلط في حق سلطان ..لما اخليه ينتظر جوابي ..وفي داخلي حزن اني باترككم..و علشان كذا اماطل
ابتسمت سلوى وقالت : لا اذا كان على سلطان بيستناك لاخر العمر ..لا تفكرين انتي ..و على العموم عنتره بن شداد
ماله إلا اسبوع و مافي احد مستعجل ..لو انا مكانك لاحط رجلي مع زوجي من اول يوم ..
ويش تبين في المغثه ..
ضحكت ليلى ..و الحيرة ترجع لها مرة ثانيه ...

رجواي ....يظل وجودي بقلبك مثل ما كان
و مناي .... احيا معك رفيق لاخر العمر


تدخلت عمتها في وسط ضحكتها وقالت بغيظ:ضحكينا معك ..ان شاء الله رسيت على بر ووافقت على سلطان .
سلوى :يمه ويش هالحكي ..
عمتها بحده :لا تتدخلين ..انتي ..إلا متى نستنى في ست الحسن والجمال ..ترد على خالتك ..اليوم داقه علينا
وتسأل ..
ليلى بهدوء :هذي حياتي ..و قراري الخاص فيني
عمتها بضحكه فارغه :ايه ..ما عليه دم امك تجري فيك ..ما تبي الا على هواها ..
وقفت ليلى بعصبيه وقالت :انا كم مره قلت لا تجيبين طاريها...
قربت منها وقالت :قرفتيني في عيشتي ..كل شيء حولك انت ..البيت قايم قاعد علشانك .وعلى ايش ما ادري؟
سلوى :يمه ..الله يخليك ما له داعي هالكلام ..
ليلى :خليها يا سلوى ..شكلها كاتمه وساكته ..قولي اللي عندك يا عمه ..
عمتها بقهر :اقول ايش .ولا ايش.ما تغيب عن عيني..خذت حياتي وجيتي انتي كملتي عليها..يا عل عساك الم...
تدخلت الجده بحده ..:قطع حسك يا فاطمه ..لا تدعين على بنتي ..
فاطمه بغضب مكتوم :ما عاد لي صبر مع بنتكم ...اشوف امها في كل مكان ..خلوها تروح عني..
الجده :اسكتي يا فاطمه ..احترمي وجودي على الاقل ...
بكت فاطمه وهي تقول :سامحيني ياعمه ...ماعاد لي قوه على الصبر ..
و مشت بهدوء ..وهي تمسح دموعها..لحقتها سلوى ..تحاول تواسيها ..
قربت الجده من ليلى و مسحت على شعرها :ما عليه يا بنتي ..
ليلى بحزن :انا ودي اعرف ليش تكره امي ..؟مو كافيه انحرمنا من شوفتها تجي وتزيدها علي ..
الجده بألم يمر في الذاكره :يابنتي اللي راح ..راح ..و الكلام ما ينفع وانا امك ..
ليلى :يمه انا مو صغيره ...فهموني خلوني اعرف الصح من الخطأ ..
كل هذا علشانها تزوجت بعد ابوي ..لو زوجها ما يبينا ما كنتم اخذتمونا ..
نزلت دموع الجده ..و ذكرى ابنها الصغير ترجع لها ...ابنها الصغير الفتي ..الحالم ..لا تعلم لما احبته من بين
ابنائها وكأنها ينفث سحرا في الاجواء ...همست من بين شفتيها :الله يرحمك يا احمد ويسكنك جنته ياولد بطني ..
و عندها إلتزمت الصمت..احتراما لذكرى الموت ..
"فرحم الله موتانا وموتى والمسلمين اجمع و اسكنهم فسيح جناته "


ركنت الى السكون ..كذلك الذي مضى ..عندما انسلت يدها من احضان والدتها..
اماه ..هل تعلمين ماذا حدث..؟
فأبنتك في ارق متواصل ..
كنت في عالمي اسير وحيده متخبطه ..و بدون ادراك ادخلت الى غموض عالمك فجأه ..
أماه اريحي قلبي ..
ماذا حدث ؟
هل الاذى طالك انتي ايضا ..
هل مر بك الشقاء متبخترا ..
اراى عذابات سنين من حولي ..ولاافهم الالغاز التي تلقى علي ..
جدي ..يسير بنا في طريق لانفهمه..وبغير ارادتنا نسير خلفه ..
و جدتي ..مسيره تحث خطاها خلف زوجها..
وانا خلفهم معلقه ..لاسماء ولا ارض تحتويني ..
يمر العمر من حولي وانا في ضباب ..
اماه ..
افتيني في امري ..
و اسكبي في جوفي راحه من اجل الغد
فأنا في حيره وضياع..و من حولي كلهم مرشدون ..يدلوني على الطريق
لكني ابى ذلك ..اريد ان اسير في طريقي بمحض إرادتي وبقراري انا ..

*********************************
فيلا محمد السلطان :

"لاتفعل شيئا ..و انت تدرك بأنك سعيد بمفردك و من حولك تصنع التعاسه "

ريهام حالتها النفسيه متدهوره ..و تعب غير عادي ..احساس بالفقد و الوحده تمزق قلبها
الكل مستغرب من انطفاء حيويتها و خمود طاقتها الحركيه ..تركت الرسم و قبعت في ظلام غرفتها
أريام تدخل الغرفه و تفتح الانوار لتفاجئها ذبول جسد و وجه شاحب :ريهام شو هالحاله اللي انتي فيها ..مو معقوله
امك دقت علي تستفسر عن حالتك ..شو اللي قلب كيانك ؟
ريهام :اووووووف اريام ..مالي مزاج اتكلم مع احد .
اريام فتحت النافذه ..و تركت الشمس تطل بأشعتها داخل الحجره ...و اقتربت من ريهام تسحب اللحاف عليها
-قومي بسرعه .قالتها بصوت حازم و سيطره
ريهام بعيون حمراء :اريام ارجوك اتركيني
جلست جنبها :مو قبل تقولين لي السبب ورى تغير حالك ؟ لا تطلعين من البيت و لا تكلمين اهلك و مقاطعه الاكل و الشراب
شو السبب اللي خلاك كذا ؟
ريهام و الدموع رجعت تحتضن عيونها :مو قادره افهم شو هالحاله اللي انا فيها .انا السبب من البدايه انقلب كل شيء علي
اريام و هي مو فاهمه الكلام اللي تنطقه :ريهام ..ما توقعتك ضعيفه لهالدرجه ؟
ريهام بعصبيه :انا ضعيفه يا اريام ..من اول تجربه انهرت و ما قدرت افكر ...
اريام :قولي شو المشكله اللي انتي فيها ..خلينا نفكر و نحلها مع بعض ...
عدلت جلستها و ربطت شعرها المنثور على حدود كتفيها :فات الاوان ...
اريام :مافي شيء اسمه فات الاوان ...وين ريهام العنيده ..اللي ما تعرف شيء اسمه هزيمه .
ريهام صمت و سكون يلفها و يمزق مشاعرها المتبعثره ...يهاودها على راحه البال و السكينه التي فقدتها..
اي هزيمه تلك التي طرقت باب قوتها واستباحت دمها دون رحمه ..
أغمضت عيونها و أملها يختنق بحلم زرعته منذ امد ليس ببعيد ..

قيض مشــــاعر و بروده قلــــــــــــب

اتذكرني ؟؟
اكنت يوما هاجسا حلوا ً
او حلماً زائفاً
أيهما رأيتك أخبرني
اابتسم ام انحني مودعه لغربه مشاعر و ملامح صنعها القدر ..
هل ادفن كلماتي في مقبره الماضي و اغلق سراديب الزمن عليها بلاعوده..
أأفرح .. لذكراك ام أبكي بمراره الالم الوليد و انت تجهض فرحتي في رحم الحياة بجلاده غريبه ..
جليد حول نبضات قلبك المرهف لدقات رتيبه ترافق الصمت حولي ...
و ابتسامه تحولت لخطوط صامته ..
و سكون مخيف يطوق عالمي...
لم اعد أرى نفسي ..فوعد السنين قد مضى متمهلا و تبخر في لحظه
و كل صبري قد ذاب كالشمع تحت لهيب الشمس المحرقه..
مسار رياااحك كانت بإتجاهي و فجأه تغير وإلى أين ؟؟
لا تفعل بي ذلك
فحلمي قد شمخ كجبال راسيه على قلبي و طال السماء برفعته ..
سقيته بأماني ألف ليله وليله ...
لم اعد اراك ؟؟ لكن كيف هذا و انا اذكرك و انت تنساني ..


رفعت عيونها الدامعه ...
و بكت بحرقه و كأن حبها ذاك المنشود لسعها فجأه ..


***********************

شركه مطلق الغانم :

رنت النغمه الخاصه بجواله ..تعلن عن قدوم رساله
اهملها واكمل توقيعه ..
طلال :استاذ ..فيه موعد بعد ساعه مع شركه عارف ..
مطلق بحده :اجله لبكره ...او اقولك خلاص بحضره ..في مواعيد ثانيه ؟..
دق جواله اخذه على طول و رد ..
ناصر :السلام عليكم
مطلق :وعليكم السلام ورحمه الله ..هلا ياناصر
ناصر:هلا فيك..كيف حالك ؟
مطلق و هو يشير لطلال برفع الملف من عنده وقال بإبتسامه :الحمد لله ..انت كيفك لايكون ناقصك شيء ؟
ضحك ناصر فجأه وقال :تسلم يا لحبيب
مطلق :ضحكنا معك .
ناصر :ما في شيء ..غير اني محظوظ بصداقتك ..و اضحك عادي
مطلق :لا ولله ..
ناصر :يا قوى قلبك اقولك ..اني محظوظ بصداقتك ..تقول و قلدصوته :لا والله ..
مطلق :ويش تبيني اسوي لك ..اتغزل فيك يعني ؟
ناصر :لا ياحبيبي ..الله والغزل عاد اللي بيطلع منك ..الله يعين اللي بتأخذك ..اسلوب جلف و متحجر
مطلق بحده :ناصر
ناصر ضحك وعرف نقطه غضب صديقه من هالسالفه ..
خلاص ..خلاص ..المهم انت لا تقطعني تراني وحيد في غربتي .
ابتسم مطلق للفراغ وقال :قريب بتكون في ديرتك ان شاء ..وبين اهلك ..
ناصر بحزن :تسلم يا مطلق ..يالله سلم على خالتي
مطلق :الله يسلمك ان شاء الله ..في امان الله .

*د/ناصر : 30سنه صديق مطلق الوحيد ..مخلص ووفي لدرجه التضحيه .
وحيد ويتيم بعد وفاه اهله ما له احد غيرمطلق اللي يعامله
كأخ و فرد من افراد عائلته ..دكتور نفسي كان يعيش في لندن للدراسه ...وقريب يرجع لارض الوطن ..


ابتسم مطلق وهو يطالع جواله ..لكن تجهم و تجعد جبينه ..و هو يقرأ الرساله ..

مدري متى أو وين أو كيف أو ليه
أنا وعيت وشفت نفسي أحبك..

ارتخى على كرسيه ..و يده تمسح ذقنه بعصبيه ..مسح الرساله .و قلب الجوال بين يديه
وعيونه اتجهت لناحيه النافذه ..يستمد منها الضوء لتبدد جزء من الظلام ..
ما بين مد وجزر...لا يعرف اين القرار الصحيح ...
طلب قهوه ساده ..لعلها تجدد نشاطه الذي خبأ منذ فتره ...
ما بالها ..؟
فتاة عابثه ..يمهلها الوقت لعلها تحيد عن افعالها الطائشه ..
يتجاهلها حتى نفاذ مشاعرها لعلها تهدأ ..
امنيه في السلام ..يتمناها لها لتعم عليه لاحقا..
سوف يساومها على راحه اعصابه مؤقتا..
ويتروى في ضربته الحاسمه ..راغبا في الستر لها ولا غيره..
فهي طائشه لاتعي ما تريده حقا ...
سيرأف بحالها..فما فقدتها في حياتها ليس امرا هينا ..
و سيتجاهل جثو مشاعرها امام قدميه ..ويمضي
فهو لا يستجيب لمن فاصل بكرامته من اجل شيء لا يستحق ..


***************************
فيلا الغانم :

ام مطلق و افكارها تبعد لمكان ابنها و ترجع لمحلها ...
تحاكي عقلها باخذ ورد ..
من كل الجهات ترسم مستقبل مجهول ..يجب عليها ذلك ..هي ترى ..
دخلت وفاء و معها بناتها ..
وفاء :السلام عليكم ورحمه الله
ام مطلق :يا هلا يمه ..و عليكم السلام ..
وفاء :ليه قاعده لحالك ؟وين البنات ؟
ام مطلق :قاعدين في حجرهم كل واحده ملتهيه بحالها
انحنت بعدها تسلم على التؤائم ..
رؤى بصوتهاالطفولي :جدتي..وين سموره
ام مطلق بحنيه :اطلعي حجرتها يمه انتي وخواتك ..
حزنت وفاء على حال امها وقالت :فديتك يمه ..ليش ما تجين عندي كل عصريه تونسين نفسك ولا روحي زياره
لجيرانك ..
ام مطلق :والله يا بنتي مالي شده كل يوم ..و جيراني ازورهم و مااصيركل يوم اروح عندهم ..
وفاء بعصبيه :انا اوريهم قليلات الادب ..
وقفت نهايه الدرج ونادت بصوت عالي ..سمر ..أريام ...سمر ياعلكن الصمخ ..يا متخلفات
طلت اريام بخوف :خير يافاتن شو صاير ؟
وفاء :لا والله باقي تسألين ..لو واحده من صحباتك..قالت لك ..انا طفشانه رحتي لها طيران ..
اريام بضيق :علامك ..إيش تحسين فيه انتي ؟
وفاء بقهر من بروده اختها:اعنبوا ابليسك ..امك قاعده لحالها لا انيس ولا ونيس و تقولين ..وقلدت صوتها :ايش تحسين فيه ..
ركضت سمر وشعرها منكوش بخوف والبنات يجرون وراها..
وفاء :بسم الله الرحمن الرحيم ..انتي شوفي خلقتك قبل ما تطلعين من حجرتك..لا توقفين قلوب الناس اذا شافوك
سمر تتخصر وتقول :بالله عليك .ومين اللي مسوي انذارات في البيت وحتى بناتك مسوين فيها دفاع مدني وراي
ضحكت وفاء ورجعت تتكلم بجد و سمر تنزل لها ..:والله عيب يابنات ..امي لحالها طول الوقت حسوا فيها
يااختي هذا من البر .. حرام عليكم ..اكسبوا رضاها ..في الدنيا علشان يرضى ربي عليكم
ودمعت عيونها فجأه ...نزلت سمر بسرعه الدرج لما حست بكلام اختها ..
و على طول على حضن امها ..
ام مطلق بضحكه :بسم الله وشفيك يابنتي ؟
سمر :فديتك يمه ..الله يخليك لنا ان شاء الله ..سامحيني يمه كنا ندور على راحتنا و تركناك
ام مطلق :ما عليه ..زوغي عني ..تراك خنقتيني ..
سمر بدهشه مصطنعه :الله يالدنيا ..الحين خنقتك ..وين الحنان والدفا و الحب
ضربتها وفاء على راسها وقالت بعصبيه :الحين نزلتك من فوق علشان تعتبين عليها ولا تقعدين معها .
سمر بزعل :وفاءوه..لا تضربين راسي ..مو كافي علي ولدك الثور..فقع راسي من ضربه ..
وفاء:اذا كان ولدي ثور ..فأنتي بقره
ضحكوا التؤائم على شكل سمر ..
طالعتهم سمر وقالت :إحترام انتي وياها ..
في لحظه اصطفوا البنات وكأن كلام سمر ..أمر عسكري
ضحكت ام مطلق و قالت لفاتن :ما شاء الله على بناتك يسمعون كلام سمر اكثر منك
وفاء بقهر :ايه والله يايمه ..طلع شعر في لساني من كثر ما اقولهم يهدون في البيت ..حتى ابوهم طفش منهم
سمر بضحكه:احسن خلي يتزوج واحده غيرك ..
شهقت وفاء وكأنها ألسعت بشراره :فال الله ولا فالك ..
ضحكت سمر من شكل وفاء وقالت :امزح معك ..اصلارياض الله معمي على عينه من يوم اخذك وانتي قاعده على قلبه
عفوا قصدى في قلبه ..
دخلت اريام بكل هدوء وجلست ..وفتحت التلفزويون وبدت تقلب في القنوات ..
وفاء:لا والله كنتي ما جيتي احسن ..يعني تعبتي نفسك انسه اريام ..
نفخت اريام و طنشتها ...
سمر تهمس لوفاء:ماعليك منها ..ترى في ثلوج عندها ..و ما تقدر تتواصل معنا من البروده الشديده..
ضحكت وفاء و ام مطلق ....
اريام بهدوء :يعني اسمك ضحكتيني على تفاهتك
سمر :سوري يااختي ..مجرد دعابه.
ام مطلق تهمس لوفاء بعيد عن البنات :عندي موضوع احاكيك فيه
وفاء بلهفه :خير يمه...اي موضوع
ابتسمت ام مطلق وبانت الفرحه في عيونها :يخص مطلق ....

ومضه :
القلــب يمي لك مشــى .. بالعطف والطيب انتشى
في حضنها عمري نشى .. ومن حبها قلبي يمـــيل
امــي حـياتي وجـنتــــي .. انتي عيوني وبسمتـــي
حبك شعـــــاع بمهجتـي .. والشعر من حبك يسيل
القلب سعده من رضــاك .. والكون عطره من شذاك
كلي على بعضي فــداك .. إن غبت سموني القتيل
يانبض قلبي والوجـــــــود .. ياروح عمــــري يا الودود
يا أغلى من كل الحشود .. المدح في حقك قليــــل
يا دمع احرقت العيــــــون .. وامي عليه ما تهـــــــون
لكن إذا حل المنـــــــــون .. ما يوقفه قال وقـــــــــيل
يا ناس من لي بعدهــــا .. يا ناس منهو يردهــــــــا
تكفــــــون قولـوا وينهـــــا .. عذبت قلبي بالرحـــــيل
يا الله عساها في الجنان .. تنعم بخيرات حســــان
وتبدل ايام الزمـــــــــــــان .. بالعيش والدار الجمــيل

"رحم الله امهاتنا دنيا وآخره ..و اغدق الله من جزيل عطاءه ونعيمه عليهن و اسعد قلوبهن في دنياهن و آخراهن "


**************************
فيلا حسان الوافي :

دخل زياد المجلس في ا نتظار سلطان .. ..
دق على جواله للمره الثانيه ..
زياد بطفش :يالله ياسلطان ..تراني انتظر في المجلس ..
سلطان و هو توه خرج من الحمام ..:طيب يا شيخ ..ماصارت عاد ...
زياد :انا ادري عنك ..حشا صرت زي الحريم ..مكياج و هبال الله لايبلانا .
سلطان :حرمه في عينك يالتيس ..شوي واجيك ..
ضحك زياد من تعصبيه سلطان ..
سلطان قفل الجوال بنرفزه و فتح دولابه يدور على ثوب مناسب ...
في هذا الوقت رغد تنزل الدرج مستعجله ..و تنادي على سلطان ..سلطان..
يمه وين سلطان ..؟
ام سلطان :معزوم على العشا عند صديقه ويش تبين فيه ..
رغد :كنت ابيه يوديني عند ريهام ..يووووه
ام سلطان :طيب روحي مع ابوك ..
رغد :وينه الحين
ام سلطان :والله ماادري كان في المكتب قبل شوي وخرج ..شوفيه في المجلس .
ركضت رغد للمجلس ...و بدفاشه فتحت الباب مع صرخه :بابا ..
انتفض زياد بخوف و تعلقت عيونه في بنت واقفه و فمها مفتوح ...وكأنها مصدورمه ..
وفي سرعه البرق ..صار مكانها فاضي ...
ضحك فجأه ..و تذكر فزعته منها ..مزيج من الخوف والراحه تدغدغ مشاعره ..
لكن فجأه عبس وجهه و اعتصر ذاكرته ..بأمل ..
ورجع يتأمل مكانها الخالي ...وفي باله معقوله هذي رغد ...

رغد ركضت بخوف ...حمدت ربها ان ابوها ما شافها ..كان صار كلام ثاني ...
صادفت سلطان النازل و هو يغني شهقت بخوف ..
سلطان :عسى ماشر ..شايفه جني ؟
ابتسمت و ردت عليه :لا ..لكن حسبتك طلعت ..
طالعته من فوق لتحت بإعجاب و استندت على السلم :شوووو هالشياكه ..على وين بدون شر ؟
سلطان :معزوم انا وزياد ..على ..ضرب على جبتهه و اسرع في مشيته ..زياد نسيته في المجلس ..
يالله رغد باي ..

رغد ..اهاا هذا زياد ..والله زمان عنك ..ما شاء الله عليك وسيم والله تغيرت..
تذكرت خوفه يوم دخلت عليه الباب فجأه ..
وابتسمت لفكره داعبتها ..وطلعت الدرج و هي تغني بإنسجام ...

******************

في مكان بعيد علن الرقابه ..الا من عيون لاتنام ..
هتف بإستهتار :حبيبتي..والله وحشتنيني..
ناظر صاحبه وعيونه تفضح مشاعر خادعه ..و غمز له ..
سمع صوتها في الطرف الثاني بكل دلع :والله انت اكثر حبيبي ..
تعالى صوته مدعي فرحه مخادعه كتلك التي ملأت عقله و قلبه ...
.:حبيبتي الله يخليك ..ودي اشوفك في اقرب فرصه ..
:والله ما اقدر هالوقت ..لكن اذا لقيت فرصه بدق عليك و اخبرك عن مكاني ...
غمز لصاحبه بإنتصار و رجع يتكلم بكل حريه وبدون قيود...

ابجديات محترفه.. ساحره ..رنانه ..مخادعه
لممثلين بارعين ..
يستبحيون كلمات الحب و يدنسون مواثيق الحياة ..
يعبثون بمفردات الحريه ..وكأنهم اسيادها ..
يتحررون من قيود الامان والثقه ...بإدعاءات زائفه ..
ينسون قيمه الاخلاق ..و يتناسون الخوف العظيم ..
الخوف من الذي لا تغفل عينه عن كل صغيره و كبيره ...
عن الذي يمهل ولا يهمل ..
الذي يخطف الارواح في غمضه عين ..
ويمضون في الحياة بلا حسيب او رقيب ...
مدعين الكمال ..و ديمومه الحياة و تلاحق الانفاس .....و للحكايه بقيه ...

:165::165:

همس الحرف 05-Dec-2018 04:44 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
فيلا الغانم :

دخل مطلق البيت ..و ابتسم لاصوات بنات اخته ..
مطلق :السلام عليكم ..
الجميع :وعليكم السلام ورحمه الله ..
وفاء وقفت تسلم عليه :ياهلاوالله بالغالي ..
مطلق :هلا فيك يا ام نايف ..اخبارك ..ان شاء الله مايكون عليك قصور ؟
وفاء :تسلم يا خوي ..الحمدلله ..انا في خير ونعمه ..الله لا يحرمني منك .
باس راس امه و قعد جنبها :كيف حالك يالغاليه ؟اليوم ما سمعت صوتك ؟
ابتسمت ام مطلق و قالت :والله ياولدي اشغلتك بإتصالاتي كل يوم ..
مطلق بحب يبوس يدينها :افااا يا ام مطلق ..انا كلي تحت امرك ..مايهون علي مااسمع صوتك كل ساعه
ابتهج قلبها ببرولدها الوحيد و مسحت على ظهره وقالت :الله يخليك لي ياولدي ويحفظك من كل مكروه..
تدخلت سمر :الله لنا ..احنا عيال البطه السوداء
مطلق بحب :وين يا سموره انتي الغلا كله ..
سمر بفرحه :احم احم..لا مااقدر ..مره واحده الغلا كله ..
وفاء:لا تصدقين ..تراه ياخذك على قد عقلك ..
اريام :مطلق ..بروح مع فاتن السوق تسمح لي ؟
مطلق بضيقه عند ذكراسمها طالع ساعته وقال :الحين ..الوقت متأخر ..وين بتروحين ؟
اريام :ماادري ما في شي محدد
مطلق :كيف ما في شي محدد ..يعني تاخذين جوله على مولات الرياض كلها ..
كشرت اريام وقالت بزعل :مطلق الله يخليك ..ودي اروح ..
ام مطلق :خلاص يا اريام اخوك توه جاي ..و مهدود حيله ..
مطلق :اوكي يا اريام ..ساعه لا اكثر وبعدها اشوفك في البيت ..
قرب منها و همس ..تراك قد الثقه صح ولا ..
ابتسمت اريام وردت عليها :لا تخاف علي ..انا تربيتك ..
وفاء بنظره لامها :مطلق ..تعال ابيك في موضوع ..
وزع نظرته بين امه و وفاء وعرف ان في شيء ..
طالع بنات اخته وقال :شوي خليني اشوف الحلوات ..
تقدمت رؤى منها وجلست في حضنه وكأنها امتلكته لها..
باس يديها الصغيره ..و سألها بحب :ها وين بوسه الخالو ؟
ابتسمت رؤى و عيونها على خواتها ..و باسته على خده ..
صفق بيده وقال :اووووه احلى بوسه ...
قربت من اروى ورنا ..و كل واحده مد بوزها قدامها ..
ضحك عليهم مطلق ..و فتح يديه يستقبلهم ..
نزل شماغه جنبه و انشغل بسوالف البنات اللي ما تخلص ..
اروى :خالو ..ماما تقول انت بتتزوز ؟
شهقت وفاء :الله واكبر يالبنت ..اذانيهاعندي ..اروى ..ابله وداد ويش قالت لك ..
رنا بصوت ضاحك :تقول انتي حشره ...
ضحكت سمر ...و قالت :الله لو تسمعك الحين تجيها جلطه ..

مطلق الصامت المنزوي بهدوء ورتابه في مكانه ..يعرف انه مجرد ان يرفع نظره لوالدته سوف
تهاجمه بوابل من التوسلات الصامته ..و الاسئله الكثيره التي لا يلقى لها جوابا ...
مطلق بتوتر :انا طالع حجرتي ..يالله ياحلوات روحوا عند الماما ..
وفاء :خليك معنا شوي ..
رؤى :خالو كيف سرور ؟
ضحك مطلق و مسح على شعرها الناعم :اوووه صار كبير وقوي ...
سمر بفرحه :والله وحشني سرور يا مطلق ..خليني نروح المزرعه مره ونشوفه
رنا تصفق :خالو تخلينا نركبه ...
مطلق بحب:ان شاء الله بخصص يوم نروح كلنا ...و تركبونه كلكم
رفعت سمر يدها وقالت :انا اول واحده ..اركبه من الحين اقولكم .
ام مطلق :ايه والله ياولدي ..خلينا نروح مرة ..نونس صدورنا شوي ..
وانت تريح من هالشغل اللي كسر ظهرك .
مطلق باس يدها و في داخله يعرف امه..:ابشري يالغاليه ...
وقف وشال شماغه ..و وقفت معه وفاء ...
اشر لوفاء وفي عيونه توسل وقال :خليها بعدين يا وفاء والله تعبان ..
و طلع على حجرته ...
ام مطلق ضربت كفها بالثاني وقالت :هالولد ..معذبني في حياتي ..شوفي حالته ..
وفاء :خليه يمه على راحته ..
تدخلت سمر :ايه والله يمه ...هو بيجي عندك ويقولك اخطبي لي ..
اريام :ليش مستعجلين ..فاتن ما تطير
سمر :سلامات من جاب طاريها ..
اريام :معروفه مايبي لها ذكاء ..و همست ببرود :يا غبيه
سمر :الغبيه انتي و بنت خالك ..
ام مطلق :سمر ..عيب الكلام الي تقوليه ..
سمر بقهر : هي اللي بدت ..ماتشوفيها
وفاء بحيره :بنات خلاص ..ما هو انتم اللي تحددون ..هو بنفسه يختار اللي يبيها ..فاهمات
و طالعت امها والرجاء اللي في عيونها ...ان شاء الله ..

***************************

جلست في المطبخ تحضر الشاي والقهوه ...
دخل سعود و شافها تراقب غليان الماء ..
قرب منها و هي ما لاحظت وجوده ...
شد شعرها ..طالعته وابتسمت على طول ..
سعود :في ايش تفكرين ؟
ليلى :افكر في البخار ...
رفع حواجبه بإستفهام :خير ..البخار؟ لا تكوني نيوتن على غفله
ضحكت ليلى وقالت :لا ..مو كذا الموضوع ..الماء مثل الاحلام ..يتبخر حتى ينتهي ..

فاصله تعقل ..
حكمه لابد منها..
في عينيها سؤال و حيره و تخبط في واقع الحياة..
ليس بيده انتشالها ..
هي لامحاله ..من ستخرج من تلك القوقعه ..

سعود :وليش تقولين كذا ؟ اي حلم تبخر عندك
ضحكت ليلى بتوتر وردت :ما في شيء بالتحديد ..يعني مثلا عندك دراستي ..
سعود بلهفه :طيب بإمكانك تكملينها لكن انتي اللي ما ودك ؟
ليلى :لا ودي ..ان شاء الله ..
سعود بإبتسامه :خلاص اذ تزوجتي سلطان بأشترط تكملين دراستك ..
ليلى بدون تفكير :دراستي بكملها بسلطان و بدونه ..

صمت اتبعه تساؤل غريب ..مابالها ..؟

سعود ضاقت عيونه وهويحاول التوغل الى قلبها ..لكن موصده كل الابواب..
سألها بجديه :وشفيك يا ليلى ؟
رفعت ابريق الماء ..دون اهتمام لسؤاله ..او لعله هروب منه
رجع وسألها :ليلى ..فيك شيء ؟
ابتسمت و التفت له :لا ياخوي ..مافي شيء ..لكن...
تنهدت بيأس و في داخلها وجه ضاحك لنفسها ..
على مين تخبين يا ليلى ..هذا سعود ..
كملت :محتاره يا سعود ..و في نفس الوقت حزينه وفرحانه
حزينه اني بفارقكم و فرحانه ان واحد مثل سلطان طلبني ..
ابتسم سعود و اقترب منها :لا حيرة ولا شيء ..كل واحد ما ياخذ الا نصيبه ..
ارتاحت لوقفه اخوها جنبها ..و رمت جزء من ذلك الذي يعتلي قلبها ..
وكمل بحب و جواله يدق :كل اللي يهم هي مصلحتك انتي..
رفع جواله وابتسم للمتصل :يا هلاوالله ..الطيب عند ذكره
ابتهج سلطان بفرحه عظيمه حس برعشتها من خلال جسده ..
وحس بوجودها قربه ..و عيونه تراقبها بكل حب ..
سلطان :هلا فيك يالغالي ..وين انت ؟
سعود بنظره لليلى :والله في البيت ..ليش ؟
سلطان :طالعين انا وزياد قلنا ناخذك معنا ؟
سعود :خلاص رغم ان ا لدعوه جات متأخره لكن مقبوله
سلطان :اقول لايكثر ..مصدق نفسك بسرعه تجهز وبنمرك
ضحك سعود ..وقال :على خير مع السلامه ..
قفل الجوال وقال بإبتسامه كبيره :انا طالع مع سلطان ..ودك في شيء
ليلى :تسلم ..

و بقيت بمفردها و الحيرة مازالت تجول وتصول في عقلها ..
بحزن عميق .نقرت بأصبعها على الطاوله تيقض نفسها منه ..
الى متى ؟
هل اشفق على حالي ؟ مابين موجه واخرى لا ادل الطريق الى برالامان
ليريحني من مشاق الحياة تلك التي اتكبدها ..
اي عون اريده لينقلني الى حياة اخرى ..اتمناها
سلطان ..ارجوك ألهمني من لدنك عونا ..
خذ بيدي لشاطئ السعاده التي اتمناها ..
فآمالي كلها معلقه بك لا غيرك ..
فالضياع يسلبني راحه و هدوء..
يخرج حتى من مسامات جلدي ..
ارسل لي اشاره ..اهتدي بها في ظلمه عقلي الحالكه
كن معي في اشد ازماتي ..رفيقا
ضربت على قلبها برأفه و عيونها مغمضه بأمل ...وكلها ألم ..

**************************

في مكان اخر :

تعالى صراخها و زعيقه ..المتعالي ..
ما بين ضربه واخرى تنهال الذكريات ..
و مابين شهقه اخرى ..تبصم بألم و حرقه لزمن قد مضى ..
و كتمت صراخها و كأنها تستحق العقاب ..
و اغمضت عيونها وابتسامه قد طفت رغم العذاب ..
قد كانت يوما في الرغيد المنعما ..
طافت على جنه في الارض ..
حلم سرى بها في عالم اخر مناقض لعالمها..
ودعت امانات لم تقضها ابدا للحياة .
و ابت ان تستسلم رغم الاسى والحرمان ..
رغم مرارة العيش و البؤس ..
ذكراهم تطوف في العقل ..
يصاحب القلب بتنهدات تهز جوفها ..
و تدمع عيناها بصحبه الالم ..
ليس ألم الجسد بل ألم روحي يهز كينونه امراءه ادارت الحياة لها ظهرها
او بالاحرى ..أزال ذلك القناع المزيف ..
زاد ذلك العربيد من وخزات الالم ..
و حفر في نفسها ذلا وهوانا..
و هي تلك التي في ما مضى كانت سيده قلب و ملكه حياة ..
و الان انقلب الحال ..
فداومه من ألف محال و محال .....


******************

ريهام تسلم على جدتها و تجلس جنبها :كيفك ياجده ..
الجده بمحبه:الحمد لله يا بنتي ..و انتي كيف امك وابوك واخوانك ..وينه مسود الوجه ما جاء يسلم علي ؟
ضحكت ريهام و نظراتها تدور في المجلس :كلهم بخير ..لكن جيت مع السواق مو مع زياد ..
الا وين البنات ياجده ؟...
الجده :شوفيهم يمه في الصاله او في غرفهم ..روحي يمه ما انتي غريبه
ابتسمت و سارت بخطا هادئه و دخلت الصاله ..كانوالبنات قاعدين فيها ماعدا ليلى ..
تنحنحت ريهام ..إلتفتت لها سلوى فجأه و ابتسمت بتوتر و سلمت عليها :هلا ريهام ..حياك تعالي اقعدي معنا ..
ابتسمت ريهام :مشكوره ..جلست بينهم وسط استغراب الكل
قربت لها سلوى صحن الحلو و صبت لها قهوه....وقالت :غريبه يا ريهام زيارتك المفاجئه .
ريهام :لا مفاجئه و لا شيء ..جيت ابارك لليلى ..سمعت ان سلطان خطبها .
سلوى ناظرت لهند بإستغراب وقالت :لكن لسى ماصار شي ..
ريهام :اقدر اكلمها
سلوى :اكيد ..بروح اشوفها ..
ريهام ابتسمت لهند ..و شربت قهوتها ببرود ..
دقايق و دخلت ليلى وابتسامه على وجهها ..كانت تلبس بيجامه زرقاء ..بدت صغيره فيها ..و شعرها مثبت بشباصه
تناثر بعض خصله بتمرد ..
ليلى تسلم على ريهام :حياك الله ياريهام ..
ريهام :تسلمين يا قلبي ...سمعت ان سلطان خطبك ..و.
زادت ابتسامه ليلى ..فتوترت ريهام و دلقت القهوه على عباتها ..
نفضت القهوه و هي تضحك ...و ليلى تراقبها بتمعن و اللي صار في بيتهم يرجع لذاكرتها .
مسحت ليلى اثار القهوه بمنديل وقالت :اندلق الشر ..
رجعت تجلس في مكانها ..و اشارت لهند تطلع ..فخرجت هند بصمت ..رغم الاحتجاجات الواضحه في ملامح وجهها ..
و قالت ليلى :على كل حال اذا جيت تباركين فالله يبارك فيك ..رغم انه ما صار شيء...
اعتلت وجهها حمره خجل و هي تدعك يدها ..
تنحنحت ريهام و تحشرج صوتها المهزوم :ليلى
طالعتها ليلى و اختفت ابتسامتها لما شافت نظره ريهام ...

ارجوكي فعيناك تومض مره اخرى ..فتلك التي مضت لم يمضي لها وقتا ..
و انا ما فتأت حتى و اتذكرها من جديد ..
ارجوكي ...
ريهام بصوت حزين :ما تقدرين تتزوجين سلطان ..؟؟!!!!!
ليلى :؟؟؟؟؟؟؟


أسرار ..أسرار .. أسرار..و خفايا مدفونه ..لن تبقى طويلا .سوف تعوم على السطح قريبا ليس بعيد
فهل تقترب العاصفه ام تغير مجراها ؟


سلطان ..ذلك الهائم في سماء الحب ..منفرد و غائب عن الجميع إلا منها هي ؟..اين موقعه من الاعراب ؟
ليلى ..هل ستخسر الجوله الثانيه في معركتها الصامته مع ريهام ؟

ريهام ..في عصريه هادئه ..طرقت الباب بحثا عن حل ..تشد خيوط كبكوبه لتنسج خطه متمكنه ..؟
مالسبب وراء رمي قنبلتها في وجه الجميع غير مباليه بالعواقب ؟

مطلق . زياد . ناصر . سعود .اريام . فاتن .و بعضا من هم عابرون في الحياة ولكن يتركون بصمه فيها
بهذه او بتلك فهم قادمون لا محاله ..و الحكايه ما زلت تحكى ...

:165::165:

همس الحرف 05-Dec-2018 04:58 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت التاسع :


(لحن النسيان)

لم يا حياه..
تذوي عذوبتك الطرية في الشفاه
لم ، وارتطام الكأس بالفم لم تزل
في السمع همس من صداه

ولم الملل..
يبقى يعشش في الكؤوس مع الأمل
ويعيش حتى في مرور يدي حلم
فوق المباسم والمقل

ولم الإثم..
يبقى رحيقي المذاق ، اعز حتى من نغم ؟
ولم الكواكب حين تغرب في الأفق
تفتر جذلى للعدم ؟

ولم الفراق..
يحيا على بعض الجباه مع الأرق
وتنام آلاف العيون إلى الصباح
دون انفعال أو قلق؟

و لم الرياح ..
لم تدر حتى الان انا لنا جراح ؟
لم تدر كم حملته من ملح البحار
لجراحنا هي والنواح ؟

ولم النهار ..
ينسي بأن مدامعنا حرى غزار
تأبى التألق في الجفون المثخنه
و تود لو هبط الستار ؟........نازك الملائكه


بكت بهستيريه و اندلعت نار مشاعرها ..و ريهام كالشبح كان زائرا لزمن الذكريات ..وصعقت بما لم يكن في الحسبان .
خرجت بسرعه و تركت ليلى تندب حظها ..
دخلت سلوى اللي سمعت كل شيء و قربت من ليلى تهديها ...
رفعت راسها و ضحكت فجأه :شفتي يا سلوى .. ..
احتضنتها سلوى و هي تكتم صيحات ..لو اطلقت لها العنان لزلزلت جدران الصمت وحطمت كل مفردات السكون ..

*************************
في يوم اخر :

لاتدرك ان حياتك تمضي بلا توقف ..و عندما تريد ان تتمهل ..يفوتك الركب
و تنتظر القادم ..لعلك تجد ما يعود بك الى الطريق الصحيح .

في صباح جميل ..منعش .يمدك بطاقه و يمنحك مفردات التفاؤل و الراحه ..
ام مطلق في جلستها اليوميه ..اصبحنا و اصبح الملك لله ..
و تشرب قهوتها الصباحيه ..و التمر اللي ما يفارق جلستها ..
سمعت صوت خطوات محببه لها ..ابتسمت لحضوره .
طل بوجهه الاسمر و جاذبيته الساحره بثوبه الرمادي :صباح الخير يا الغاليه
باس راسها و قعد جنبها و هي ترد عليه بمحبه :صبحك الله بالخير و السرور ...ها يمه كيف اصبحت اليوم
مسك دله القهوه وصب لنفسه و هو يجيبها :الحمد لله ..الاوين البنات ؟
ام مطلق :خواتك الله يهديهن ..مانمن الا وجه الصبح .
نسف شماغه و عدله بخبره :و كيف يخلونك لحالك ..المفروض يقعدون معك ؟
ام مطلق بدهاء :و الله لو عليك مني ..كان الحين انت متزوج ..و زوجتك قاعده معي ؟
مطلق وهو يعرف طريقه والدته في دخول للموضوع باس يدها : افاا يا ام مطلق انا اللي ما علي منك ..افديك بروحي يالغاليه
خلاص اذا كان فيه راحتك .. تراني نويت يالله على يدك ..زوجيني باللي تطيح الطير من السما.
ضحك مطلق و بداخله شعور بالحزن يجهله ...و كأفقد شيء ثمينا للتو ...
ام مطلق و وجهها مشرق بفرحه عارمه :الله يبشرك بالخير ..من اليوم ادور لك بنت الحلال ..و الاوين ادور موجوده يمه
عسى تكون من نصيبك ..الله يسعدك ياولدي
وقف مطلق و ناظرها و هو يلبس نظارته الشمسيه :خلاص يمه انتم حددوا الوقت المناسب ..و يصير خير ان شاء الله .

باس راسها و خرج بسرعه ..حس بغضب عجيب يضغط على اعصابه ..و انهزاميه ما توقعها ابد ..
شد من قبضته و عيونه شارده من محجريها..ونفث في الهواء انفاسا حارة قد ضاقت بها صدره...
يعرف ان اختيارات والدته محصوره على ابنه خاله ...
اهو لا يبالي بها ..سيحمل الهم من الان ..
هو وفاتن نقيضين لا يمكن لهما التوافق ..هذا مااستنتجه لكنه لن يرضخ للتوقعات ..
سيضع القوانين و العقوبات من الان ...
ام مطلق من زود فرحتها ما قدرت تصبر اتصلت على بنتها وفاء
وقالت لها تحضر عندها ضروري علشان يتفاهمون في موضوع خطبه اخوها.



***************************
ليلى :

مسحت دموعها بدخول سعود المفاجئ: ليلى ..فيك شي ؟ سلوى تقول ان ريهام زارتك ؟ ويش كانت تسوي عندك ؟
سعود يقرب من ليلى ويكمل كلامه بصوت مرتفع :ليلى ..قولي وشفيك ..شو هالحاله اللي انتي فيها ؟
ليلى ترفع راسها ليذهل سعود بحالتها وبصوت حزين :ما فيني شي ..روح و اتركني
سعود بنرفزه و هو يم***ا من اكتافها و يصرخ :انتي ليه تكلميني بهذي الطريقه ..نسيت اني اخوك الكبير و تهمني مصلحتك
ليلى ببرود :ماكان قصدي ياخوي لكني تعبانه شوي ..اعذرني
جات ترجع فهزها بقوه علشان ترجع لصوابها :ليلى ..الكل ملاحظ تغيرك ..شو هالحاله يا اختي ..اذا كانت سالفه سلطان
قولي خليني اساعدك .
رفعت عيونها له و برقت بألم لكنها رغم هذا قالت بصوت تحاول فيه يكون مسموع وواضح :على سالفه سلطان ..قول له الله يوفقك
مع غير اختي ...لانه ماله نصيب .
سعود و عيونه ما تصدق اللي يشوفه قدامه ..اخته اشد من الصقيع بروده ..قرب منها اكثر :ليلى عيدي كلامك ..ما سمعت زين
ادارت ظهرها له و قالت بصوت عميق :انا رافضه سلطان .
حاول يتمالك نفسه و يكتم غضبه :ممكن اعرف اسباب الرفض ؟علشان نفهم كلنا ..ونكون في الصوره ؟
ليلى بنفس البرود المصطنع :بدون سبب ..صليت الاستخاره و ماارتحت له ..الله يوفقه مع غيري ...نطقت الجمله الاخيره
و حطت يدها على فمها تكتم شهقاتها .
جمد مكانه و الحيره تتملكه و التفت ناحيه الباب كانت سلوى تحط يدها على فمها و تهز راسها ..اغمض عيونه و تعوذ من الشيطان
و قال بهدوء :لي كلام ثاني معك ..انتي ارتاحي الحين .وبعدها يصيرخير
و خرج بسرعه و هو يسحب سلوى معه لخارج الغرفه و مسك يدها بقوه و قال بغضب :سلوى ..انتي تعرفين شو سالفتها
يالله قولي بسرعه .
سلوى بصوت باكي :ما ادري عنها ..ما تقولي شيء انت تعرفها .
سعود :طيب ريهام ليه جات ..
تلعثمت و نزلت نظرها للارض :ما ادري تركتهم لحالهم ..
تأفف سعود و شد شعره من القهر و طالع سلوى بتهديد :سلوى لو دريت ان تخبين علي شي ..ليكون معاك حساب ثاني فاهمه ؟
هزت راسها بخوف و مشى و تركها ..طالعت جهه غرفه ليلى و همست :الله يكون في عونك ياليلى .

مابقي بالعمر مقدار ماراح فيه

كل مازل يومٍ ... يوم بالعمر ولى

مايعرف الجمر مثل الذي يكتويه

احد يدفا بناره ... واحد فيه يتصلى

***************************
سعود :

حيرة هزت اطرافه وافقدته رباطه جأشه ..
مشتت مابين القريب الصديق و مستقبل اخته ..ألا يرى ان في الامر سرا
وسرا كبيرا تخفيه في اعماقها و تفضحه عيونها ..
دخل على جده ..و جلس على طول ..بعيد حيث ماهو قريب..
الجد :علامك يا ولد ؟
سعود بتوتر :مافيني شيء ..
الجد رغم ملاحظته التغيرعلى وجه سعود سأله بهدوء و حكمه :اختك ماردت عليك ؟
جاوبه بإقتضاب :لا
وقتها الجد هز رأسه وقال ونظره يمتد لفسحه طويله :عساه خير ان شاء الله ...
طالعه سعود و في داخله هم و حيره وده يحاكي جده عنها..
ماعنده سوى الصبر والتمهل ..لعلها تجد راحتها ..
تنهد بعمق ..و الحمل يزيد عنه يوم عن يوم ..
الى متى يا سعود ..الى متى ؟

****************************
ريهام :

تبكي بحرقه و ألم ...
أين تلك القوة و الدروع المانعه لحمايتها ..
أين ذلك الزيف و الخدع الذي تتلبسه دوما..
في لحظه اكتشفت كم هي غبيه ..
اي غفله اوقعتها في فخ نصبته لنفسها ....
غلاف واهي و شفاف ذلك الذي صنعته لحياتها ..
والان اكتشفت كم هي سهله الكسر ...
زاد نحيبها و تلك الذكرى تمر امامها بكل سهوله ..
تحمل من المعاني ما فقدته و ضاع منها ..
دخلت عليها اريام بإندفاع ...و على وجهها ابتسامه انتصار كبيره
لكنها اختفت بمجرد انها شافت وجه صاحبتها ..

****************************

دخلت فاطمه بإندفاع ..و الشرر يتطايرمن عيونها ..
فزعت ليلى من شكلها و وقفت لها ...
فاطمه بغضب :انتي ما تقولين ويش سالفتك ؟وشفيه ولد خالتك رافضتيه ..
ليلى ببرود :ما فيه سالفه ..
فاطمه بصوت عالي :انتي بتجيبين لي الصرع توك ...الولد ما فيه عيب ..تبين تقعدين على قلبي حتى اموت ..
ليلى بتعب :انا نفسي افهم ليش شايله همي ....
قربت منها فاطمه و قالت بصوت مقهور :الله ياخذك من وجهي ..
وقفت ليلى في وجهها وقالت بحزن :انا نفسي اعرف ليش تحملين كل الكره لي في قلبك ؟
ضحكت فاطمه بسخريه وقالت :مثل امك ما تتغيرين ..عنها بشيء ..تحب كل شيء لها ..
ليلى بصمت ترى عمق تلك العينين الغائرتين بكم وافر من الحقد والذكريات البغيضه التي لا تسطيع نسيانها..
كملت فاطمه بأسى تخفيه طبقات دفينه من البغض:الى متى وانا اتحمل ..
خلاص تعبت منك و من اخوك و من عيون امك اللي تطاردني ..وين ما رحت
و حتى وهي بعيده عني ما عمري شفت يوم خير بعدها ...
ليلى :اهدي ياعمه ..ماصار الا الخير..
فاطمه بحزن عميق لا تفهمه ليلى ابدا :اي خير وانتي تذكريني بالتعاسه والظيم اللي شفته من امك ..

وحينها لتسرسل الذكريات ولتعم فوضى زمن ماضي ..
زمن عاث في القلوب فساداً و شتت اجسادا قد قاربت على الهلاك ..
عيون دامعه في ليل سرمدي حالك ..
و قلوب محمله بضغائن لاتمحيها الدهر ..
سقيت بمراره الصبر و عذابات السنين ...
بكاء يصاحبها ويروي حقد دفين ..تلقاه من كل جهه في حياتها ..
تهرول عبثا لايجاد السعاده ...ولا فائده ترجى ..

عيناها تستقر على حسناء عشرينيه ..بهيه الطلعه فاتنه والحقيقه تقال ..
رمى الله في قلبه عشقا مسكرا ..فألقى بنفسه في تهلكه الحياة غير مبالي
احتوته بكل ما فيه حتى اصابها امتلاك غير مباح ..و لا تساوم من اجله ابدا ولو بكنوز قارون ..
هي حصنه و مملكته الحانيه ...
هي من ضحى من اجلها وبذل الغالي والرخيص ..
فكيف يفديها ان ابت روحه الفداء ..
ابنه العم ..اما نار قلبه الكاويه ..
*امراءه لا تحمل من الحسن الكثير و تعشقه حتى الثماله ...وراءها اهل و قريه و عائله واسم لا يمحى ابدا..
**و امراءه غنيه الحسن و البهاء ..يعشقها ولا يبالي اتبادله العشق ..فهي له جسدا وروحا ..وخلفها يتم و ضياع
و غدا مجهول ...هو كل ما لها في دنياها..من بعد الشتات سوى اخ عاجز بالكاد يسد رمق نفسه ..

تبصرت بنفسها و هي ذليله ...لحسناءه الحب والمكانه والعزه في قلبه المشتاق
وهي التي وضعت تحت خط حياته ..و تكمله للواجب والستر و ادعاءات تقاليد باهته اصبحت زوجته من اجل الا تذهب لشخص
بعيد ...وليتها ذهبت ..
ليتها ذهبت ..امنيه نفختها في روحها كل يوم ولا تيأس منها...
وقفت بجانبه وبالجانب الاخر وقف اهله ..
مع زمجره الاب الكبير :ياولد ..هذي بنت عمك ..لها مثل مال زوجتك الاولى وعليها مثل ماعليها ...
احمد :يبه الله يخليك ..انا سويت لكم كل اللي تبونه ..زواج و تزوجتها ..ماقصرت عليها اسألها لو تبي ..
فاطمه بذلك الهمس الخفي ..اثبتت ما جار به الزمن عليها و ادعت كفايات زوجه خنوع ...
اكمل الاب الصبور :احمد ..اعقل ياولدي ..و و تعال اسكن معنا ...
احمد بعصبيه :انا مرتاح في الرياض ..
الاب بمثل تلك العصبيه و اثقل منها :اذ كنت مرتاح في الرياض ..خذ بنت عمك معك ..
نقل نظراته بحيره ما بين زوجاته ..و تلك الفتيه نقلت له ما اراد ان يعرف و اكتفى
احتج بهدوء :ما اقدر اخذها ...ماابغى وجع راس .
تنهد الاب بيأس و طالع لثريا بحنق وقال بصوته الجهوري معلنا لتلك الشابه ..غضبه الناري ..
:اسمع يا احمد انت و مرتك..لا تجور ترى الدنيا تقلب عليك و تجور..ورب العباد يمهل ولا يهمل ...
بيتي يتعذرك يا ولد ..شل حرمتك واطلع ..
الام خرجت من صمتها و ندبت بحزن :تكفى ياعزيز ..لا تبعده عن عيوني ...
الاب يكابر حزنه العميق و بصوته الرخيم :وانتي متى شفتيه ..ومليت عيونك بشوفته ..
من يوم اخذ بنت عامر وهو ناسي ان عنده اب وام يطلب برهم ورضاهم ..باعنا علشان مره ..لابارك الله فيها ..
بصق في الارض و كمل كلامه وعيونه تحتد على ولده تربيه يده ..وعهد سنينه ..:اخس على رجال مثلك تذللـه مره ..
احمد برجاء :ييه ..اترجاك
رفع كفه الخشن بخشونه تلك المشاعر الوليده :ولا كلمه ..لا انت ولدي ولا اعرفك ..ومتى مارجعت لعقلك بيت ابوك اوسع لك
من عيونه ..
انتدبت فاطمه و عيناها توخزان تلك الهادئه المستكينه و طيف الابتسامه و الرضا يلوح في وجهها المشرق ..
همست بضعف و رجاء :دخيلك يا عمي سامحه ..انا ماعلي منه ..خليه على راحته لكن لا تغضب عليه ...

الصمت ابلغ من مليون كلمه قد تقال ..و لغه العيون تترجم كل لغات العالم بإختصار شديد ...
خرج احمد بعنفوان شاب ..ظن ان كرامته قد مرغت في التراب ..و اهين في عقر والديه ..اخذته حمى الشباب
و خرج صافقا خلفه كل شيء ..يشد على يد مؤنسته ..و فرحتها وصلت لحدود السماء ...و بعض من الاسى قد روادها
لكنها تركته جانبا وانطلقت مع احلامها غير مباليه بشيء ...

طيف من الماضي و شقاء تلك السنين ..
لم تخرج منها سوى بإبنتين اثقل عليها الزمن بهما ..فعدم وجودهما راحه لها ..تريحها من عبء حملهما
وهموم تزيد عمرها سنينا عجاف ..
لكنه قدر قد كتب لها ...
و ذلك الاسود الفائض يزيد ولا ينقص في كل يوم ..حقد ازلي لا يندثر ابد الدهر ..
حقد سقاه ألم عذراء و زوجه و ارمله قد زادتها التعاسات شحوبا وتجاعيد ...ا
انتقص من عمرها حلما معدما..و سعاده لم تذقها ..و هواده في حقوقها ..
و ذهب لم يترك لها سوى خيبات الامل و حزن لفراقه و أرق لذلك الوداع ...


انتفضت بحزن و اختنقت بذكراها ..وعيناها تضيق على ابنه من سلبت منها الهناء ..قالت بفحيح :انا وراك وراك يابنت
ثريا وين تروحين مني ؟ما ارتاح حتى تخرجين من حياتي ..

و زادتها الايام تعاسه وحزنا لا ينقصها ذلك ..وقبل يومين اسقتها تلك ما يكفيها لطوال حياتها ...

***************************

***ريهام
مطارده السراب ليس حلا ..
و الترصد بعين كبيره غير مباليه بالعواقب ..خطيئه لا تغتفر
اي حلم ستحققه غير مدركه ..ماهيه سره ؟
او حتى ايقونه وجوده في عالم خفي ..
اي روح ستنفثها في امل ميت
مقادير لا نعرفها ..
ومشي متواصل على كف القدر ..و لاتعلم ما هو قدرها المكتوب .

**(يراودك إحساس بأن كل لحظه تجمعك بهم هي آخر لحظه ، فتتمسك بهم و بها
سبب هذا الإحساس هو انك ترفض الاختيار بينهم و بين اللحظة
فالجمع بينهما مستحيل ،،!)

قبل يوم مضى ...

طالعتها ليلى و اختفت ابتسامتها لما شافت نظره ريهام ...
ريهام بصوت حزين :ما تقدرين تتزوجين سلطان ..؟؟!!!!!
ليلى جمدت الكلمات في حنجرتها ..و اعتلت علامه استفهام كبيره على رأسها ..
و كملت ريهام بتلعثم .:انتي ..قصدي هو ..اعني ما ...
تنفست بهدوء ..وكملت بعدما اشاحت نظرها الى ابعد نقطه تقدر تصل لها :لا تلوميني يا ليلى مو بيدي ..اخطأت في التصرف
لو رجعت لخمس سنين مضت ..كان غيرت اشياء كثيره .
ليلى بهدوء عكس مشاعرها :شو ..ريهام يعني ..ايش قصدك ؟ و ابتسمت بتوتر
نظرات ريهام و لاول مره تشوب كلماتها الصدق :احبه ..يا ليلى ..و حبه في قلبي من سنين ..
ليلى شهقت لما سمعت كلماتها و كتمت شهقاتها الباكيه و هي تهز راسها بنفي ..
دنت ريهام و دموعها تنهال بصدق :ليلى افهمي ..زواجك منه يعني حكمت علي بالموت ..ما اقدر اقابلك و اتمنى لك السعاده
اكون كذابه ..ما اقدر انسى لانكم قدامي ..حبه يكبر في قلبي ..
وقفت ليلى و قالت بصوت باكي مقطع :ليش يا ريهام ...؟ و صرخت بصوت عالي :ليش ؟!!
شهقت ريهام و عيونها دامعه بحزن و ألم ..و مسكت يد ليلى ..لكن ليلى ما اعطتها فرصه فنفرت يدها بقوه ..
غطت وجهها بيدها وبكت بحرقه :سامحيني يا ليلى ..و الله مو قصدي ..
ليلى بصوت ساخر :لا ابدا ..قلتي لي زياد عايفني ..فقلت انا عفته من قبل ..و جايه الحين تقولي ..سلطان تحبينه وتبين ابعد
بسهوله ...حتى انا احبه ..و هو يحبني ...تذكرين يا ريهام قلتي بلسانك ان غير زياد بيرفضني لنفس الاسباب ..لكن سلطان
طلبني انا ..و اشارت لنفسها بحزم ...انا .
شحب وجه ريهام للحقيقه الموجعه ..و توقف كل شيء عندها..حقيقه بطعم الحنضل ..صعبه النسيان و استحاله المحو من الذاكره.
و كملت ليلى بصوت باكي :حبه لي اكبر من حبك الاناني ...حبه سنين و ايام و ذكريات ..حبي وعد الطفوله و امتنان
ما نساني ابدا ...ما قال ابيها متعلمه و عندها شهادات ..ضربت على قلبها و قالت بضعف :هذا كان صادق يا ريهام ..تفهمين
..
هربت بسهوله من لسع الحقيقه..كم اخجلها هوان نفسها عليها
بللت شفتيها و ملوحه دموعها التي لم تجف تمتزج في فمها ..
اي احساس يصف ما بها ..
ذل و اهانه جلبتها لنفسها و خيبه امل لا تضاهي لحلم سرمدي الواقع
و انكسار و تحطم الاحلام على صخره الحقد والانانيه جلبته لغيرها
تنتحب بندم مع ما تسميه بصديقتها ..
اريام ببرود :يعني سويت عكس اللي قلت لك عليه..ويش استفدتي يعني..
ريهام :ما قدرت يا اريام ..الكذب مايجيب فايده ..
اريام بنفس البرود :يعني الصدق اللي بيجيب فايده ..
ريهام بأسف:اريام..خفت السالفه تنقلب ضدي ..اروح اقولها ان سلطان مجبور عليك نفس اخوي زياد
يعني ما راح تسأل اخوها ..اخته ..وشفيك القصه واضحه من البدايه ..
اريام :يالله نشوف شو فايده الصراحه ..يا خبر بفلوس بكره ببلاش
ريهام بحزن :اريام انا غلطت غلطه ..ما بسامح نفسي عليها ابد
اريام :خلاص ما صارت ..عادي انتي كنتي صريحه معها ما خدعتيها
وهي حره في اتخاذ قرارها ..
سألت ريهام بفضول :لو كنت مكانها يااريام كيف تتصرفين ؟
اريام بضحكه رنانه :صراحه..كنت حطيتك على جنب ..مشاعرك انتي حره فيها وانا مو مسؤؤله عنك
و بتزوجه غصب عن الكل و ما يهمني احد ...هذا اذا كنت مكانها ..
ورجعت تضحك ..والاخرى في الطرف الثاني ..
تحسب كل كلمه و تقيسها بإتقان ..ليلى بتسوي مثل اريام ؟

*********************
ليلى :

رسمت دوائر باهته على دفترها الخاص ..
عيناها ساهمه في عالم منسي ..
و افكارها لا تعرف مرسى ..
فكلها غارقه ..في بحر الظلمات ..
لا تعلم ماذا تفعل ؟!!
لقد سدت جميع المنافذ نحو السعاده
لقد تحطمت جدران الامل بسهوله ...
و حلمها اصبح وهما او سرابا ..
بكت ..و كأن ليس لديها سوى البكاء حلا ترثي به حالها ..
ماذا افعل ..؟!!لألملم ما بعثره زمني ..
و جنى عليه العابثون بحياتي ..
ما قرارك يا ليلى ..اتعيشين حياتك رغما عن كل شيء؟
اتتجاهلين وجودها ..اخبرتك انها تحبه ...و تحبه منذ سنين
كيف انظر اليها و هي تحب زوجي ..هل ادعوها الى منزلي وادعي اني لم اسمع منك يوما ما اي شيء
هل ابتسم في وجهها و في قلبها نار حقوده تتربص بسعادتي .
ااتركها تحترق بنار اوقدتها هي بنفسها ...
اي حيره هذه ..لما و مالسبب ؟
لما لم تحبه في صمت و تكتفي ؟
لم لم تحترق بهدوء و تدعني وشأني ؟..
أكان عليها ان تنفث سمومها في وجهي و تقتلني بها .
أكان عليها ان تسلبني تلك اللذه ..
لست انا من يدير ظهره بسهوله
تلك هي طبيعتي ...ضعيفه في مواجه المشاعر
مسلوبه الاراده ...تخضعني قوى خفيه لا ادركها ..
سلطان ..اهذه هي الاشاره
اكنت انتظر من اجل هذا ..
اكان تخبطي في الظلام من اجل ان تنير لي بحقيقه موجعه ..
لما لم اقول نعم وانتهي ..منها
كان سهلا علي قولها ..اقسم لك بذلك
لم يكن خطأي ...
فهناك ما اثقل عقلي و اهلك افكاري ..

سقطت دمعه قد خانتها و لم تجد صعوبه في ايجاد طريقها ...
و سطرت معاناه سكنت جوفها بحروف عميقه المدى ..

>لم انساك <
ففي يومها حلقت مفرداتي الى قلبك دون استئذان
و هامت اسراب كلماتي العذبه حول روحك الوحيده
هل رأيتها ام سرقت منك الايام تذكرة العبور حيث الوجود
لاتسألني عن اسرار ادمعي و حروفي المحترقه
حررني من قيود حبك
فهو معدوم لا يبالي بالحياة
لكن لا تنسى حبي لك
لا تدير ظهرك له حين تراه
لن يشابهه في الوجود الحي مخلوق
سأخفي شفغي خلف أهدابي
و ا دعي تجاهلي
سأكون روحا هائمه حولك فبعدك عذاب لاينتهي
و صورتك اخطوطه لايعرف مكنوناتها سواي ..
سامحني ليس بيدى ان ارمم ما افسده زمني
ليس بمقدوري ان امنحك قبله الحياة و ادعك تعيش وحيدا بائسا .
وداعا كلمه اخيرة انطقها بكامل وعيي
فارحل مجردا من مشاعري و حرر نفسك من سجني الكئيب .

**********************************

**سلطان
الانتظار و المصير

مللت انتظار الحكم ...
مللت الوقوف على مقصلة الاعدام و انا انظر الى جلادي ليس خوفا من ان ينهي حياتي ..
بل رغبة مني ان ينهي اتعابي ...
ان يختم مسيرة الامي .. ان يحررني من سجني الدائم .. ..
..كل هذا و انا حر بقيود ... حر تلتف حول رقبته حبال اليأس و الوهم ..
حر تسيل دمائه على ارض جافة و تتسرب الى الاعماق و تسقي بها الجذور الميتة ...
فتحيا حياة شامخة اذا امتدت سيقانها في السماء تحمل براعمها المزهرة و لتشهد على خاتمة الاحزان بصمت ...
تروي قصة انسانة تخفي صرخات الالم والصبر و الحرمان داخل ايقونة الحياة الغريبة ....
انسانة تنظر الى عين العاصفة و تتحمل كل الغضب و القسوة و لكنها تـأن بصمت و تلعق جراحها ........
و تعود الى مواصلة معاركها مع زمن لا يعرف الرحمة .....
هارب من سجنها و اليه تعود ... خائف من الظلام و اليه ينتمي .
تتكسر مثل الجليد و تتحطم الى الف قطعة ... فهي مثله
و منه تتكون ... باردة و هشه تخفي داخلها ملايين المفردات و الاسرار و تستمر في كل هذا بلا معنى او صوت
هكذا هي القصة و الحقيقة فقد مللت كل شيى و ما زلت انتظر حاكمي و جلادي يتلو علي قصيدة الرحيل و ترانيم الواداع ..
وكلمة تتحدد المصير ............
مالك يا ليلى ؟ و ما لي ؟لا ارى دربا بالحياة بدونك ..
ليس سواك من يرافقني ..اكاد اجزم بأن حلمي اوشك ان يصبح كابوسي..
اغدقي علي بمعاني الحياة التي بدأت تنسل من بين اناملي ...
ازرعي فيني الامل لغدي البعيد حتى ولو طال امده..

كنت أظن إن الملامح لك تبين

كنت أظن الضيق فيني لامسك . . !

مو صحيح إن قلت لك " ماني حزين "

الصحيح إني " تعبت " آحسّسك

همس الحرف 05-Dec-2018 04:59 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت العاشر :


عندما يتعلق قلبك بشخص ما ..تنسى كل شيء و تبدأ في بناء قصورك الخياليه
و تغفل انك تبني على رمال متحركه .

الصدمه هو الشعور الوحيد اللي يحس فيه سلطان عند الرفض ..هز كيانه و وتر اعصابه
وده يفهم ..يعرف ..يهدأ ..يبدد ثوره الغضب اللي داخله ..
بعد اسبوعين ..ردت علي..بالرفض طيب شو السبب ؟ ابغى اعرف ؟ وشفيني ترفضني ؟
سعود اللي ما كان له وجه يقابله بلغه بإتصال ..و ما وضح السبب ؟طيب كيف يبرد النار الشاعله في صدره
كيف يرسى وسط العاصفه ؟و تستكين روحه المقهوره ..
زياد يهدي من ثورته :سلطان تعوذ من الشيطان ..لا تكبر السالفه ..
بثوره غضب و صوت مرتفع :كيف لا اكبر السالفه ..كل اللي ابغى افهمه ليش ؟تعطيني سبب واحد علشان ارتاح
نفخ زياد انفاسه في الهوا و قال بيأس لحاله صاحبه :يا شيخ ..هي اللي خسرانه وين تلاقي مثلك ..
مسح وجهه و تنهد و فضل الصمت كوسيله للتفكير وتهدئه عواطفه الجامحه ..
تابع زياد بهدوء و هي يربت على كتفه :هونها تهون ..لا انت اول ولا اخر واحد ينرفض ..و البنات بكثر شعر راسك
و كمل بإبتسامته :صح شعرك قليل ..قول زي شعر راسي ..و رجع راسه للوراء بحركه مسرحيه .
لمعت اسنان سلطان بإبتسامه ..انبسط عليها زياد و قال :هدي اعصابك ,,و الله ما في شي مستاهل
سلطان بتمهل :ودي اعرف السبب يا زياد ..ما تقدر توقف فجأه و تستمر و كأن شيء لم يكن ..لازم افهم
هز زياد رأسه بتفهم و قال :من حقك ..لكن يمكن يكون السبب شخصي ..تنتظر حتى نهايه العمر ..
علشان ست الحسن و الدلال تتكرم عليك وتقولك السبب .
سلطان ويفكر بكلام زياد ..يمكن يكون بالفعل سبب يخصها ..و اي سبب يا سلطان ..لكن كيف اعرف و ارتاح ..
لازم اتكلم مع سعود و اعرف كل شيء ...
يا قلب علل نفسك بالاماني ..و غدا يوم اخر ...


*****************************


بيت احمد السلطان :

الجميع اخذوا موقف من ليلى ..وليلى بعيده كل البعد عن عالمهم ..متخبطه في ظلام مشاعر لم تبصر النور
سلوى دخلت عليها و جلست جنبها :ليلى دخيلك ردي علي ..مو معقوله اللي تسوينه بعمرك .شوفي نفسك كيف صايره
ليلى بصوت ضعيف :كيف جدتي ؟
بوزت سلوى و قالت :يعني انتي ما تعرفين جدتي ..تزعل شوي وبعدها ترضى و كأن شي ما صار
و كملت كلامها بجديه :لا تزعلين نفسك ..و القرار بيدك انتي ..مافي حد يحق له يتدخل .
جلست بوهن و مسكت راسها و قالت :مو بيدي يا سلوى ..و انتي عارفه ..كل شيء كان غصب عني ..و الله
سلوى تمسح على شعرها :عارفه والله ..لا تضعفين يا ختي و خليك قويه ..
ابتسمت و رفعت راسها لاختها :سلوى خليك معي ..انا مو عارفه كيف اتحمل ..ما في احد فاهمني الكل ضدي حتى اخوي .
يحسبون اني اتبطر على النعمه ..ما دروا انها انقلبت لنقمه ..
سلوى :اه عليك ياليلى..لا تعذبين نفسك ،لو تبين ما عليك منها الحقوده ،،وهي كل شي ءعلى كيفها ..والله لو دري جدي
ليعلقها زي الذبيحه ..
ليلى بخوف :سلوى ..كيف تبيني اتزوجه بعدما قالت اللي قالته ..مااقدر ارتاح في حياتي وفي شخص يراقبني و
ويحس بالحقد علي ..ما اقدر اعيش بسهوله ..بها الطريقه اجني على نفسي و على سلطان.
سلوى :والله انتي اللي مسكينه ..لوانا مكانك كنت فضحتها اللي ما تستحي ..
لازم تاخذين موقف ليش تضعفين ..هذا اللي تبيه.
رجعت تبكي :ما اقدر يا سلوى ..والله مااقدر ..
ضمتها سلوى و هي تبكي و تحاول تمسك نفسها اكثر و في بالها تتحسب على من كان السبب .


************************

في مجلس الرجال :
الجد يشرب قهوته و باله مشغول و جنبه سعود ..تنحنح و التفت سعود له وقام يصب له قهوه..
هز الجد فنجانه و حطه على الارض ..
والتفت لسعود :كلمت اختك يا سعود ..شفت علامها ..البنت لايكون بها شيء و تخبي علينا ؟
سعود :ما في فايده ياجدي ..ما تعطيني جواب شافي .
تنهد الجد و وقف على حيله و وهو يهز عصاه ..وقف سعود معاه ..
سعود يسأله :وين رايح يا جدي ؟
الجد بعصبيه :رايح اشوف هالبنت ويش وراها ؟ نخليها تمشينا على كيفها
مسك سعود يده اللي تحمل العصا :لا تروح يا جدي ..ليلى كبيره و عاقله و تعرف مصلحتها .لا تضغط عليها
مسح وجهه بباطن كفه و قال :يا ولدي حاله اختك ما هي عاجبتني .بحكي معها عسى خير ان شاء الله .
تركه سعود وسار جده بخطوات متمهله ..للداخل .

دخل الجد على ليلى ..ليلى لما شافته وقفت على طول و رجفه ماقدرت تخفيها على اصابعها ..
جلس الجد وقال :انتي ما تجيني قلت انا اطلع لك .
قربت و باست راسه وانحنت باست يده بحب ..فشد على يدها وقال :علامك يا بنتي ؟ قولي وانا جدك وريحي قلبي
و تابع بوهن و حنان :يا بنتي ما عاد عندي شده و صبر ..
جلست عند رجليه وقالت بصوت باكي :سامحني يا جدي .
رفع راسها وقال بحكمه :يا بنتي ..اذا كان فيك شي ..قولي
هزت راسها بالنفي وبعدها مسحت دموعها اللي اهلكت عيونها :يا جدي انا تربيت على يدك انت و جدتي الله يطول في عمركم ان شاء الله ..خليك واثق فيني دخيلك ..ما رفضت سلطان إلا لاسباب كتبها الله ...
مسح الجد دموعها بطرف شماغه و قال :من ضامك يا بنتي و جنى عليك وانا حي ؟
سكتت وانتبهت لجدها و كلماته اللي اصابتها في الصميم ..و نزلت دمعه من عينها حاره بحراره مشاعر دخيله جواها .
و رجعت انحنت على رجليه و قالت :ما عاش و لاكان اللي يهين بنتك..هي حكمه كتبها الله ...والمكتوب ما منه مهروب .
و وقفت على رجليها و رفعت راسها ونظره كبرياء تطغى في عيونها :سلطان ..ربي شاء اني ما اخذه ..
استخرت الله و ما ارتحت .و دخيلك يا جدي لا ترخصني عند احد .فهم الجد ان كلماتها تخبأ خلفها اسرار كبيره .
وقف الجد و تنهد وبعدها ابتسم بلمعه عيونه الودوده و قال و هويقربها منه :الله يكملك بعقلك يا بنتي ..و يرزقك اللي يستاهلك .
و خرج من الغرفه و هو يذكر الله ..
لا إله الا الله .
تبسمت ليلى و غمامه حزن بدأت تنقشع ..لكن تذكرت سلطان و لمن شافته ..هزت راسها تحاول تمحيه من ذاكرتها .
تعرف الان لما ذلك النقيض كان يسكن عقلها..و صب في افكارها جليد بارد لا يذوب ..


************************************

ريهام في المرسم ..والحزن يتجسد امامها في لوحه ..اختلطت فيها جميع مشاعرها ..
تنهدت ..و تركت فرشاتها على الطاوله ..وابتعدت عن اللوحه ..لكن الرؤيا انعكست في نظره عينيه
ترسمها دون وعي و تتجاهل تحذيرات عقلها ..
مسكت الفرشاه بعصبيه و خلطت الالوان بشكل عشوائي ..تمحي بقايا مشاعر حملتها بإنكسار و خيبه امل كبيره .
صدرها يعلو ويهبط و كأنها في معركه ..و احتد الالم في جوانبها ..بكت بقهر و اسى على حالها
اهانت نفسها ..و بعثرت تمردها في خطوه جريئه ..و الادهى نهش الضمير على اغتيال سعاده بريئه ..و اطفاء شمعه امل
في دنيا مظلمه .و ظالمه ..
على الجانب المظلم كانت هي السبب في كل شيئ..دمرت نفسها بمراهقه مشاعرها
و دمرت امال غيرها في لحظه ضعف ..
زاد جرحها اتساعا و توغل في ذاكرتها ..
ليلى و سلطان انهاء لحياة كان المقرر ان يعيشوا الحلم رغما عن الظروف
اوحتى رغما عنها هي ..

كـــــــــــــان حبـــا و مضى .

يوما ربيعيا زاهيا .. و نزهه في ريف الخيال
احلام وليده عطره .. مازالت في قاروره العتق ..
نسائم تداعب الاغصان معها رساله ..يبدو عليها العجله
سترحل و يعود الجمود سيدا من جديد ..
إلتفاتات بحث دائم و زمهره ريح قادمه و كأنها غاضبه
ما اسمع ؟ لحن و بكاء و سحب على وداد الارض
اهكذا رحلت نسائمي الوديعه ؟
دون كلمه او قبله وداع
حراره اقيسها من قلبي النابض بسرعه
نذائر قادمه وفي جنباتي خوف متخف ..
مالذي يداعب افكاري في هذه اللحظه ؟
صوره قديمه قد خبأتها في مقابر الماضي الحزين
ملامح اصبحت طلاسم ذكرى
اي جنون يتلبسني الان؟
حنين للماضي ام مجرد طيف عابر
ارتعاشات متواصله و قلب نابض يضخ الدم بعنفوانيه شرهه
لما الذكرى الان ؟
صاحبت حلمك الناعس منذ امد بعيد
سحقا لك ايتها الدموع من سمح لك ؟
ليس هو يا حمقاء
لم يعد هو .. فعودي و تجمدي في اوكارك البارده
ألم تتعهدي بنسيانه..
ألــــــم تخنقي اخر نفس له بيدك
عودي آمنه .. فهي مجرد هفوات نفس
لقد قتلت ذكراه
و اغتلت حب قد سرى وهما خادعا
لم يعد حبا ذلك الذي يخيفني
فالحب في قواميس حياتي مرفوض منبوذ
ودعته منذ زمن مضى
و طمست حروف سحره في وادي سحيق المدى
غابت مفرداته العذبه بآهـــــــات ضمير معذب و صرخات روح زاهده
و نسيانه كلمه متهوره صعبه كما يصعب الفعل فيها .. لكني سأفعل
مرارة حيــــــــاة لا تنسى ..و صوره باهته لمشاعر مجردة
دامت ايام الظنون الباهته
و تجردت انثى من تعويذه الامل الكاذبه ..
لا بأس في حياة تخلو من قصائد واهمه ...
و ققص تسرد في عشاق من زمن غابر ...
لقد اطفأ الزمان كل حبا حملته لك ..
و طمس الظلام كل ضوء في طريقي إليك .
انطوت صفحات الماضي بكل رتابه..
والنهــــــــايه كل حكايتي كانت وحي منك انت ؟!........كبرياء الج ــرح .


فاصله :بعضنا فقط من هم امثال ريهام ..
تحاول أن تبدأ حياتك من حيث انتهوا ، رغم ألمك فأنت تحاول ، ف قلبك ليس صخراً او ميتاً
فتكتشف أنك قد انتهيت من حيث انتهوا ،،!

****************************

مطلق :

ذلك العصي ..لا يعلم ماذا يحاك خلف ظهره ...
يعترض قدره بإهماله المعتاد ...
يظنون ان المرأه هي كماله ..الناقص
لا يفهمون انه عشق الحريه اصبح في دمه..
لايرى في الحياة ماهو جديد إلا في بساطتها ..
رجل شرقي لا يرى في المرأه تلك الاهميه القصوى ..
عابث بالحياة يظنها وجه واحد لعمله واحده ..
كماليات لا تعظم وجودها اكثر من مكانها ...
لا يستصغرها في حياته ولكن ليس لها ذلك الشأن العظيم لديه ...
امه اللاهثه تعمل بيد وساق ..ويخفي استياءه من اجلها ..
هي فقط من يريد لها الراحه ..
فإذا كانت السعاده ستدخل قلبها بتلك الطريقه فلتكن ما تريد ...

دخل وسمع صوت والدتها المحبب لقلبه ..و هي تكلم في الهاتف ..
:خلاص يا الغاليه ..اعطيني رد ..الله يسلمك ..
مطلق :السلام عليكم ...
ام مطلق :هلا يمه وعليكم السلام ...
طالع حوله و سأل :وين البنات مااسمع لهم حس ؟
ام مطلق :والله ياولدي اريام راحت مع فاتن السوق ..
مطلق بعصبيه :مين سمح لها ..ليش مااستأذنت مني ..؟
صوت طرقات كعبها العالي .وقفه من مكانه ..عقد ذراعيه على صدره وقال بسخريه :بدري انسه اريام ..
اريام بخوف :استأذنت من امي ..
صرخ بغضب اكثر وهو يشوف عبايتها الاقرب للفساتين :كيف تسمحين لنفسك ..تخرجين بعبايه بهالشكل...
اريام بنظره لعبايتها متصنعه البرود ...
مسك شيلتها ورماها على الارض وعيونه تقدح بقهر ..:اخرمره اشوفك بالمهزله اللي لابستها..وطلعه من البيت ما فيه
مشت من جنبه برجفه قال بصوت مزمجر :فاهمه
هزت رأسها بإيجاب ..و طلعت بسرعه ..
نفخ بإستياء ..و طالع والدته الصامته ..
ام مطلق بهدوء :هدي يمه .
مطلق :امي ..الله يخليك ..مرة ثانيه ما يخرجون من البيت ..الا بشوري ..
ابتسمت ام مطلق تحاول تخفف من غضبه :خلاص يمه ..الله يعطيك العافيه ..تعال و اجلس معي ..
هز رأسه بإيجاب ..و عيونه ارتفعت لمكان صعود اريام ..و في باله اامانتك ثقيله يا مطلق..

*************************

*زياد

ذلك الساذج ..غير مدرك للحقيقه
يظن انه سعيد في قراره نفسه
عابث بالحظ غير مقدر للسعاده
فرصه انسلت من بين يديه و ضاع منفردا في الجمع
لا يحب المفاجأت ..لكن هناك ما هو قريب
سيهز مدنه الحالمه ...
و لاتعليق على ماهو قادم ..


دخل على اخته بفرحه :رهومه الحلوة..
ريهام بتعب و ارهاق نفسي :خير يا زياد
لاحظ شحوب وجهها وسألها :وشفيك يا ريهام ..انتي تعبانه ؟
ريهام :لا ..قصدي ايوه..مصدعه شوي ..
زياد :سلامتك يااختي الحبيبه
ابتسمت ريهام رغم همومها وقالت:ويش عندك يا زياد ؟هالتحبب مو من الله ؟
زياد :افاا ...خلاص هونت ما راح اقولك ..
مسكت يده و قالت :يالله يازياد ..قول اللي عندك و خلصني
زياد بتكشيره :لا المود مره ماهو رايق ..اكلمك بعدين على العموم ..
ريهام :خلاص قول مافيني شيء ؟
زياد :لا لا خليها وقت ثاني ..موضوعي مهم جدا..وكل شيء في وقته حلو ..
يالله بايات ياحلوه ..ارتاحي
ووقف وابتسم و خرج وهو يغني ..
يعود لذكرى انثى سلبت لب عقله ..في يوم من الايام اسماها حوريه ...
وهمس لنفسه ..كل شيء في وقته حلو ..

أبحث عنكِ

أبحث عنكِ بكل شجون
يا سيدتي كالمجنون
أرجوكِ بعنفٍ سيدتي
أن تقتحمي الآن حصوني
أن تحتلي كامل بيتي
أنا ترعي أمري وشؤوني
أنا مذ جئت لهذي الدنيا
وأنا منتظرٌ لتكوني
وبلا ملل .. وبلا كلل ٍ
وبلا أمل سار جنوني
أسمع صوتكِ أشهد وجهك
أشعر أنك بين جفوني
وأذوب حناناً وحنيناً
للقائك يا ضوء عيوني
أنا مذ جئت لهذي الدنيا
وأنا منتظرٌ لتكوني
وبلا ملل .. وبلا كلل ٍ
وبلا أمل سار جنوني............منقول

**********************
*ليلى ...

فراغ
فراغ
فراغ

و تفكير مضمحل..
صمت ..
يتبعه نقر على لوحه السكون ..
ونسيان ما انا عليه مؤقتا
فقط وهذا ما انا عليه

*(ا تندهش مهما خسرت من الأشياء ومهما اكتشفت من الأشياء
فقدرك أن تعيش في زمان كل ما به ممكن وجائز ومعقول )

**********************

*سعود

مسؤليه حملها على عاتقه بقلب اخوي كبير ..
همه طفله صغيره احتضنها بحنان العالم المفقود ..
و حب لاينتهي لمن تقاسم معها نفس الدماء ..
غير مدرك بأن الزمن يمضي غير مبالي ..
تجاهل لمفردات حياته ..
و مرور على هامش الحياة ..

*********************
مطلق ..

ذلك الغريب القريب ..
ماوراءه ..ما هدوءه المثير للريب
مالذي يدور في عقله الباطن و يخفيه على الجميع..
ينتظر و لا يعلم في اي محطه يقف ..
تتوالي عليه مراره الحياة
و في عامه الواحد و الثلاثون ..قرر ان يهدأ
و يستكين و يأمل ان يجد ضالته ..

مر المساء...يغيب جبين القمر
وكدنا نشيع أمسية ثانية
ونشهد كيف تسير السعادة للهاوية
ولم تأت أنت ... وضعت مع الأمنيات الأخر
وأبقيت كرسيك الخاليا
يشاغل مجلسنا الذاويا
ويبقى يضج ويسأل عن زائر لم يجئ
وماكنت أعلم انك ان غبت خلف السنين
تخلف ظلك في كل لفظ وفي كل معنى
وفي كل زاوية من رؤاي وفي كل محنى
وماكنت اعلم انك أقوى من الحاضرين
وأن مئات من الزائرين
يضيعون في لحظة من حنين
يمد ويجزر شوقا إلى زائر لم يجيء

دخل مكتبته المقدسه لديه ...تصطف كل الكتب بكل انواعها ..يحفظها كحفظه اسمه
يدور عليها بهمه و ذكاء ويختار ما يريده في ساعته تلك ...
جلس في مقعده و نظارة القراه على عينيه ...
فتح الكتاب ليستهل قراءته المعتاده في اوقات فراغه الشبه معدومه ...
وانتبه للورقه الصغيره القديمه اللي طاحت بين رجليه ..
لقطها و فتحها على طول ..يكاد الخط يختفي بين ثنيات الورقه الشبه مهترئه..
لكن ذكراها لاتختفي ابدا من باطن عقله ..
ندره مثلى تجدها لمن يحفظون ويتذكرون بدون عناء يذكر ..
سهله لديه تلك الذاكره عميقه هي ...
فتاة صغيره ..لعبت بفؤاده الفتي ..و علمته سير النبض على مشاعر وجله حساسه ..
ضحك لسذاجه مشاعره ..كيف له ان يدون ذكرى يوم فقط ..
حملها على ظهره ..لو علم احدا بذلك لتوصم بعار ابدي ...
يسمح لنفسه ان يتذكرها بكل تفاصيلها ...ابتسامتها وضحكها العفوي و حتى خوفها ..
رفع راسه واستند على ظهر المعقد ..و غمض عيونه ..
لوسمح لعقله يسأل مره وينها ؟ كيف بيجاوبه
نفض الفكره من راسه و رجع خمد الذكرى بثلوج مشاعره المجمده ..
وانصرف لكتابه ..بعدما حفظ ذكراه في مكان لا تطاله عينيه مره اخرى ..

**(عندما تعيش و انت تنتظر في حصول شيء ما يغير حياتك
و لا تعرف ما هو عندما تنظر الى شروق الشمس و غروبها و أنت تتساءل ...
متى و كيف و اين ؟ و تكتفي فقط بالصمت و النظر إلى حالك في الحاضر و تدع كل شي للأيام .)

**********************

انتظر قدام البيت وكله امل يلقى حل ...
خرج سعود وفي عيونه رثاء لتلك الهاله الحزينه ..لجسد صديقه القريب ..
مسك كتفه وشد عليه وقال بجديه :سلطان ..حياك داخل ..
سلطان بهدوء حزين :ما يحتاج يا سعود ..
سعود بنبره تفهم :سلطان ..وشفيه حالك ..
ابتسم سلطان بمراره وقال :تعرفني يا سعود ..ما انسى بسرعه ..
سعود :ربي ماكتب ..يا سلطان ..لاتتعب نفسك وانا اخوك
سلطان:والنعم بالله ..هي حاجه في نفسي ..قول لها تفكر وتراجع نفسها ...مره ثانيه ..
سعود بألم لا يحب ان يوضع في مثل موضعه ..
سهله هي تلك الكلمه ..
مريره بطعم الحنضل ..
اشد قسوه من سياط الجلادين ..
سامحني يا سلطان ..فلقد اوشكت انت تصبح لغيرك ..
فاجعل منها فكره محرمه تجول في خاطرك ..
وعد الى الصواب ..فهو الصواب ..

هز رأسه بيأس وقال :مالك نصيب عندنا يا ولد خالتي ...

سلطان ...اي كلمه يقولها وقد غاصت كل الكلمات في وحل اليأس
حرك رأسه برفض ..و عيونه اعتمت بضبابيه مشاعره الغارقه في ذلك الوهم
ويأبى ان ينشل نفسه منها ..
سيعود نعم ..سيعود ..
وعد صارم قطعه على نفسه ..
وعهد ثمنه الروح قبل الجسد ..
لن يعرف تلك الرايه البيضاء ..و هي عذراءه الحسناء مايصبو إليها ..
خرج من صمته بإبتهالات مشرقه تكاد تخنقه ادعاءاته الزائفه :انا مسافر للشرقيه ..ايام وراجع انا و زياد
ماودك تخاوينا ..
ابتسم سعود :..انا مااقدر تعرف الوضع ..تسافرون وترجعون بالسلامه
رد سلطان الابتسامه ..و لفظ كلمات الوداع
و ادار ظهره يخرج تلك الجاثمه على صدره ..لعلها تهدأ من صراعاتها
و اثق الخطى ..يعلل النفس بالامال ..و يا عساه يجدها ...

**************************

مضت ايام تلو الايام بعد تلك الزوبعه أ كانت كفيله بمحو اثار الحزن و التعاسه ..
لكن في الباطن من يدثر خيبه الامل اللي انحفرت بداخلها .

*زياد وسلطان في الشرقيه ..يجدد الجسد بطاقات هائله ...مخزنه
و يلملم شتاته بعد الصدمه الموجعه و يتناسى نداء روحه لمن عشقها ..
ليستهل بعدها قطع اشواط اضافيه في الصبر والمعاناه و ايجاد الحلول الضائعه ..

* ريهام :خيبه امل احالتها الى جسد متهالك و ورح فارغه ..خواء مشاعر فجأه بعدما امتلأ بأوهامها ..وخساره
لا تقدر بثمن ..

* مطلق ..الهارب الواعد ..سنارته غمزت في غير مكانها و شاءت الاقدار ان تكون على غير هواه ..و يا صبرك
يا روح على القادم ...... و مصائب قوم عند قوم فوائد ...

همس الحرف 05-Dec-2018 05:00 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الحادي عشر :



سعود و هو يسوق السياره ..وزي العاده ..يحاول يهدي الوضع بين هند و سلوى و ليلى متفرجه صامته
سعود بعصبيه :انا الغلطان اللي اوديكم واجيبكم و لا حاطين لي اي احترام .ولاهم يحزنون ..
سلوى :يا اخي اختك هذي نفسيه معقده ...ما تفهم
هند :مالت عليك يادبه ..انتي السبب ..كان ودي اشتري الطقم الفوشي ..بالله يا سعود الفوشي على مين احلى انا ولا هي ؟
صدع راسه من سوالف البنات اللي ما تنتهي :وانا والله ويش حاطني بينكم ..كنت اخذت ليلى و ريحت راسي .
سلوى بإحتجاج :والله يا سعود انا مالي دخل ..هي السوسه
ليلى :خلاص يابنات .سعود صدع ..يا لله يا سعود رجعنا البيت كفايه ما خلينا سوق ما رحناه .
سلوى بسخريه :انتي ساكته ..ساكته يوم تكلمت ما قدرتي تقولين الا هالجمله ..و قلدتها بضحكه
سعود بضحكه :فديت اختي اللي فاهمتني ..راجعين ..راجعين ..الله لا يعوقنا بشر ان شاء الله .
تأففت هند وسلوى وصخوا عن الكلام ..و هديت السياره من نجرتهم .
لما وقفوا كانت سياره توها تتحرك من جنب بيتهم ..استغرب سعود لانه ما عرف السياره وقال و هو يسحب مفتاح السياره
:شكله كان في ضيوف عندنا
سلوى :اكيد يا خالتي او عمتي الجوهره .
دخلوا البنات و هم محملين بالاغراض ..و دخل سعود للمجلس الرجال على طول
و مالت على امها :يمه من كان عندنا..عماتي ..؟
فاطمه و هي تناظر في البنات و كأنها تصرف عن الموضوع :ايه عمتك الجوهره كانت هنا ...الا شو اشتريتم هالمره
هند بإندفاع :يا عيني يا يمه لو تشوفين الاسواق ..يا حلاتها ..اشتريت لي كم بنطلون وبلوزه و شنطه ..و علبه مكياج
لازم اجهز من الحين ..لانه قريبا ادخل الجامعه .
ضحكت سلوى و هي تأكل من التمر اللي قدامها : اقول ..شكلك بتكملين الطقم ؟
ابتسمت ليلى بعدما فهمت قصدها ..و ناظرت جدتها السرحانه و قالت و هي تقرب منها و تغمز رجليها بيديها ..
:خير يمه ؟ تعبانه
الجده :لاوالله يا بنتي ..لكن البارحه ما نمت زين .
تدخلت سلوى بضحكه :الله يهديك ياجده ..ماادري كيف تنامين اصلا و شخيرك مصحي كل اهل البيت
ضحكت فاطمه و هند ..
الجده بضيق :اعنبوا ابليسك من ابنيه انا اشخر و الا انتي ..وانتي يافاطمه تضحكين علي ..بدل ما تربين بنتك..
فاطمه :السموحه يا عمه ..سلوى عن القله الادب و شلي الصحون و غسليهم بسرعه .
وقفت الجده بعدما خليت الصاله الا من ليلى ...ساندتها ليلى ..
همست لليلى :جدك في المجلس ؟
ليلى :اكيد في المجلس ..ماله مكان يروح له ..اعمامي هم اللي يجون عنده
الجده :خلاص انا بروح عنده ..
ليلى :طيب يا جده انا اوصلك ...
الجده بتوتر :لا ..انا بروح اشوفه ..لايلعب بذيله من وراي ها الشيبه ..
ضحكت ليلى ..و زانت الدنيا في وجه ضحكه حفيدتها الغاليه ..
و ذكرت الله ...تأملتها ليلى و تركتها تمشي بثبات على عكازتها .

***********************

كانت الساعه تشير 2ونصف دخل من البوابه الكبيره ..بعدما رفع يده للحارس ..دخل سيارته للموقف و جلس دقيقه يفكر
في المجهول اللي حط نفسه فيه مع فاتن ...
مسح عيونه و تنهد بهم ..خرج بسرعه و يديه في جيوب ثوبه ..
رن هاتفه و ابتسم ..و اسم المتصل يضيء بإسم :الدكتور ناصر
مطلق :يا هلا والله بالدكتور ..
د.ناصر :ايه سوى نفسك مشتاق ...يا القاطع
ضحك مطلق و هو يوقف وقال بعدها :و الله مشغول يا ناصر ...
ما عندي وقت احك راسي .الا انت داق علي في هالوقت ..ما تعرف ان الساعه 2عندنا ..
ناصر :صراحه ودي اخبرك اني قريبا ان شاء الله ..راجع الرياض .
مطلق بصدق :والله الساعه المباركه ..يعني تلحق تحضر زواجي ..قال الاخيره بسخريه ممزوجه بمراره .
في الجهه الاخرى عدم التصديق ألجم لسانه ..لكن انطلقت تصفيره من خلال الجوال ..تركه مطلق بذعر و رجعه لما سمع
اصداء الضحك ..
مطلق بعصبيه :اعنبوا ابليسك ويش هاللقافه ..استحى على وجهك هذا وانت في مدينه غرب ..
لو في الرياض كان سويت فضيحه .
ناصر طنش لهجه العصبيه من مطلق و قال بصوت ضاحك :صراحه قويه ...اشهر عازب في الرياض ..يدخل قفص

الزوجيه..قول انك تمزح .
مطلق بهدوء مزعج وعيونه تراقب النجوم في السما المظلمه :لا صدق ..بتزوج قريب .
ناصر حس بصديقه وقال بجديه :مطلق ..فيك شيء ليه تقولها وكأنك ...
قاطعه مطلق بلهجه امره :اقول انا ماني فاضي لتشخيصاتك النفسيه ..يعني تسوي فيها دكتور علي ..
يالله بروح انام عندي اشغال بكره ..اشوفك على خير
ناصر و احترم رغبته في عدم النقاش :ان شاء الله ..بعد كم يوم اكون عندك وقتها مافي هروب .في امان الله

***********************

في صباح يوم جديد ...في بيت احمد السلطان ..
اجمل مشهد عندما تشهد عيناك ولاده فجر جديد ..تبسم فيه و نظرك يجول في ابداع الخالق جل في علاه
يا سبحان من ابدع ..تتمازج الوان في لوحه سماءيه فسيحه..و تطل الشمس بازغه تملأ الكون بنور و اشراقه
وتمدنا بمفاهيم التفاؤل و الحياة اليقظه ..ميلاد يوم دافئ يمنحنا صفاء و نقاء روحي مديد .
مبسم على وجه حسناء..و عيناها تمتد للافق البعيد ...

غريب الصّبح لا جانا يفضّي للشعور شعور
كأنّه يجبر الأرواح تحكي كلّ مافينا
نفضفض عن أمانينا نزاحم طلّة العصفور
نغنّي قبل مايغنّي وننسى حزن مالينا..
.."
ابتسمت لذكرى صديقتها الغائبه الحاضره ...كم اشتاقت لها
الوحيده التي تسبر اغواري و تفهمني ..تجردني من خوفي و تكشف مكامن ضعفي ..
و اه يا ضعفي يا نجمه ...ذلك القلب الذي يعاند الصلابه ان تتلبسه للحظه ..
اقاسي من اجل ذلك الكيان الخفي لوجودي بينهم ..
كم اخجل من فضح نفسي امامك ...و لكن على هذا احتاج لقربك ..و وجودك في حياتي ..


سمعت خطوات جدها و عكازته تطرق على الارض عائدا من المسجد..وقفت له بإبتسامه على محياها ...
واقتربت منه وباست راسه ...
:صبحك الله بالخير و السرور يا يبه .
ابتسم و مسح على لحيته البيضاء الشائبه ببعض السواد :صبحك الله بالنور ..
مسكت يده و دخلت معه البيت ..قالت تسأله :وين سعود ..ليش مارجع معك ؟
جلس و اسند ظهره للجدار :ماادري عنه ..قال شوي وراجع .
الجده تشرب قهوتها ..بصمت و يبدو انها سرحانه في افكارها .
دنت من جدها بفنجان قهوته ..و قالت :متى نرجع يا جدي للديره ؟
الجده تلتفت لها :وشفيك يمه ..ما بعد قعدنا..بدري على الرجعه .
الجد :و الله عني ماطابت لي القعده هنا ..ودي ارجع لارضي و حلالي .
لكز زوجته بعصاته و قال بإبتسامه :ويش رايك يا مره نرجع انا وياك.
الجده بإحراج من نظرات ليلى :انت خرفت ..اترك عيالي واروح معك ..لا والله
ليلى ابتسمت بخجل و قالت بصوت هادي :خلاص ..بشرط ما نقعد كثير و الله و حشتنا الديره .
الجد :عسى خير يا بنتي ..عندنا شغيله صغيره نقضيها و الله يكتب لنا الخير فيها ان شاء الله.
ليلى : ان اشاء الله .
دخل سعود ..جهزت له الفطور و صبت له كوب حليب .كان ياكل بدون نفس ..
قام يغسل ..و بعدها رجع ..و تكى على المسند بجنبه ..طلع جواله و قال بصوت هادئ:ليلى ..اليوم بيجون ضيوف
عندنا ..قولي لخواتك يساعدونك في البيت و حضروا عشاء محترم .
ليلى متشاغله بصب القهوه لهم :بالله..مين هم ؟نعرفهم
سعود :ماادري ممكن تعرفينهم ..اظن كانوا معزومين عند خالتي غاليه .
ليلى انتبهت بتركيز :والله ...مين هم ؟طيب و ليش جايين .
سعود ناظر عيونها بإنتباه :جايين ..يخطبوك
ابتسمت لعلها تكون دعابه من اخوها ..لكن عيونه كانت واضحه و جديه ...
التفتت للجديها ..و الصمت و البرود يلفهم و كأن سعود ما القى عليها قنبله للتو .
ليلى :سعود ..انت تتكلم بجديه ..و لا تمزح معي
سعود :الامور هذي ما فيها مزح وانت تعرفين .
ليلى بعدم تصديق و بنظره لجدها و جدتها :وانتم تعرفون و ساكتين ...طيب ما فكرتم فيني
و التفتت لاخوها و كملت :ما فكرت اني ما ابغى اتزوج واني رافضه مهما كان الخاطب..
سعود :انا مااطلب رايك ..اعطيناهم موافقه ..و بكره يملك عليك ..
الجد خرج من صمته :الرجال ما عليه كلام ..سألنا عليه..و تأكدنا ..
رعشه نفضت جسمها و قالت من بين دموعها :يبه ..لا ترميني هالرميه الله يخليك ...يعني انتم تعاقبوني على سلطان .
منيب متزوجته ..لو كان اخر رجال .
وقف سعود و مسك يدها يسحبها معاه :يالله ..امشي معي و انا افهمك بهدوء ..
نفضت يده بقوه و عتابها عليه كبير على استغفالها :بعد يدك عني ..مالك حق ..تسوي فيني كذا ..يعني علشان مالي اب

...
الجمتها ..صفعه قويه على خدها ..طالعت اخوها بعيون دامعه ..و ماشافت الا ظهره ..راح و تركها متوجعه .
و بنظره مرت على جدها الكسير بكلمتها الموجعه وجدتها التي بدأت ذكرى ابنها الراحل تؤرقها ..


**************************
فيلا الغانم ...

يوم اخر من ايامه المرتقبه ...يعود متأخرا ليدفن نفسه في النوم و يركض لعمله في صباحاته المكرره وكأنه لاول مره
يزور مكتبه ...هائم بعالم الاوراق والاعمال ..و غارق في الصفقات ..وبينه وبين نفسه مازال هاربا
من ذلك المصير الذي لا يريده ....
مطلق تنهد و وقف يمشي بهدوء ..و عيونه للارض ..هروبه غير طبيعي ..وين المدير العام صاحب القرارات النافذه
حس بأنه مقيد ..و نقطه ضعفه رغبه والدته الملحه ..
فصخ العقال و الشماغ ..و م***م بيده ..و مشى لجناحه
لكن لاحظ نور الصاله شاعل ..اكيد هذي يا سمر او اريام ...
فتح الباب ..فكانت امه نايمه على الكنبه ..لابسه ثوب الصلاه ..اقترب منها و الخوف دب في قلبه
لمس كتفها و هو يهمس :يمه ..يمه
صحيت امه بهدوء و ابتسمت و هي تمسح على شعره :جيت يمه ..طولت ما هي عادتك .
حس بتأنيب الضمير لانه اسهرها معه :فديتك يالغاليه كانت عندي اشغال ..و انتي ليه سهرانه ..؟
مسكت يده و سحبته لقربه وقالت بلهفه :ما قدرت اصبر للصبح ..اليوم جاني الرد على البنت اللي خطبتها .
ابتسم على سخافه الامر ..مكشوف وواضح ولا يحتاج مفاجأه تجعل قلبه يرفرف بين اضلعه بل يستكين بلا نبضه
بمعنى الموت البطئ ..
امه و هي تهزه :يمه ..ويش قلت ..؟
مطلق وقف وقال بنفاذه صبر :مافيه شيء اقوله ..خلاص اتفقي مع خالي على الموعد ويصير خير .
وقفت معاه و ابتسامتها زادت و توهج وجهها بسعاده ..
سار قبلها في اتجاه الباب و توقف فجأه و ملامح وجهه متصلبه لماسمع الجمله
اللي قالتها امه ...إلتفت لها و هي تتكلم بدون توقف ..
اشار بيده نحو امه و هو يبتسم و بهدوء عكس مشاعره المنفعله :يمه ..لحظه .لحظه ..ما سمعت زين ..
امه و الابتسامه ما فارقتها :يا ولدي الله يهديك ..اسمعني يمه ..اليوم اهل البنت كلموني و قالوا عن موافقتها ..و على بركه الله
خير البر عاجله ..انا قلت لخالك يمشي معك بكره ان شاء الله نتوكل على الله و نخطبها رسمي .واذا صار نصيب بتشوفها ان شاء الله ....

ضحك مطلق بدون تصديق و وحط يده بين عيونه وشد عليها و قال بهمس كالفحيح :يمه مين البنت ..ماهي فاتن بنت خالي ؟
ام مطلق و اختفت ابتسامتها :مطلق الله يهديك و هي لعبه نلعبها ..مره تبي فاتن ومره ترفضها ...انا خطبت لك بنت احمد

السلطان !!!!!
تجمد الدم في عروقه و و تسارع نبضه ..و هو يطالع بدوت تصديق و قال بإبتسامه يحاول فيها ..تهدئه الوضع :ايه صح يمه
لكن انتي ما قلتي انك بتخطبي لي بنت احمد السلطان ..؟علشان كذا متفاجئ
ام مطلق بفرحه :و الله يا ولدي بنت تقول للقمر روح وانا اقعد مكانك ...ما شاء الله عليها راعيه بيت و خلوقه ..و اهلها ما

شاء الله ناس طيبين ..انت تعرفهم .. و فاتن بيجيها نصيبها ...
مطلق في حاله صدمه و هو يبتسم بأليه ..باس راسها وقال بحب كبير:الله يطول في عمرك يالغاليه .. ما يصير خاطرك يالغاليه

.
دمعت عيونها بفرح و تركها تصلي صلاه شكر ..انها اخيرا ارتاح بالها لسندها في الحياة و هي ترسم فرحته بكل فخر.

دخل غرفته زي المجنون رمى بشماغه على سريره و فك ازرار ثوبه بعصبيه ...ما قدر يفكر بتمهل ..اعصابه تلفانه
و الضغط يخنقه ..جلس على الكنبه ..يفكر ..شد على راسه من الصداع و مسد على وجهه بيدينه و تعوذ من الشيطان
خرج من مأزق فاتن ..ليدخل في دوامه بنات السلطان ..
كيف هذا ؟
هو ما قدر على واحده يعرف كل تصرفاتها ..فكيف بمجهوله ..يفك شفرتها من جديد ..
تنهد بيأس و ارخى جسده على الكنبه ...و غمض عيونه بتعب ...وكأن التفكير بالمستحيل استهلك طاقه هائله منه ..

********************************
بعد يومين في المنطقه الشرقيه :

ننهد براحه...ورائحه البحر تدخل لاعماقه وتبدد همومه ظنها كثقل الجبال جاثمه عليه ..
استند بكامل جسده على سيارته ..و طار بأفكاره بعيد ..متجاهل رنين هاتفه داخل السياره ..
لم يشعر بتلك الساعات التي مرت جزافا ..لعله ينسى قليلا طيفها
يمحي اثرها الباقي من عقله ..
رفض بداخله من التصديق ...
ليس مراهقا ..يضرب بقدمه الارض تعنــتا ..او مطاردا لذلك السراب ..واهم نفسه
بل هي علامه استفهام كبيره على رأسه يريد ان يحذفها ..
ادراك لواقع لايراه و لم يكن هو الذي يراه من قبل ..
لم يقدم على خطوه ثابته..مالم تكن هناك مؤشرات تدعوه الى التقدم بكل جرأه ..
كم هذا محير ؟
و مهلك للاعصاب ..
لقد تعبت من التفكير ...
اخرج جواله من السياره ..ورد على طول ..: هلا زياد
ابعد السماعه عن اذنه و غمض عيونه ..وقال ببرود :انا عند البحر ..و قفل الجوال .
و رجع يتأمل البحر و امواجه الهادره ..

أنا وليلى

ماتت بمحراب عينيكِ ابتهالاتي .. واستسلمت لرياح اليأس راياتي
جفت على بابك الموصود أزمنتي .. ليلى .. ما أثمرت شيئاً نداءاتي
عامان ما رف لي لحنٌ على وتر.. ولا استفاقت على نور سماواتي
أعتق الحب في قلبي وأعصره .. فأرشف الهم في مغبر كاساتي


**************************

سعود بألم ينظر الى يده ..التي مدها على خد القمر و اذاها ..
جعل عيناها تنطق الما و عذابا ...
الا يكفي ان قلبه يصرخ متضرجا بعذابات السنين الماضيه ..
الا يكفي ان مشاعره ماتت تحت وطأه القدر
كيف له ان يحتمل بعد كل هذا ..
لم يكن هو من قرر بذلك بسهوله ؟
حكمه جده وقراره الحازم هو من جعله لا يتروى في تفكيره
كيف هذا وجده اشاد بذلك الغريب ...
و عزز اشادته به ابوسلطان بسيرة ذاتيه ممتازه..
مطلق ...
اتخدعنا تلك الهاله والانفه العاليه بقيم واخلاق رفيعه ..
كيف يراك جدي بذلك الجدير ...
اعطاك كلمه ليس لها ثاني ..
وهز رأسه لي ..بأن اصبر يا سعود
فذلك ما ينفع اختك ...
و اه يا ليلى ...
ألم تعلم ان حبه لها جعله اناني في تحديد مصيرها ..
ألم تعلم ان سعادتها امانه في عنقي ..
و عهدا .. ثمنها حياتي.
لن يراها تذبل امام عينيه ...
او تتلوى بمفردها في متاهات الشقاء
سيذود عنها ما استطاع و يحميها ما دامت انفاسه تصل لرئتيه
سيحميها من نفسها الضائعه في غياهب المجهول ..
فهي اختي ..صغيرتي الغاليه .

****************************

انفعالات متكرره و ازعاج يصل لمدى عالي ..
اريام بضيق :يمه الله يهديك ..اللي سويتيه غلط
ام مطلق بصمت تتابع بنظراتها ..انفعالات انبتها الغير مبرره
تدخلت وفاء بهدوء :اريام ..الموضوع مايصير بالصراخ ..اهدي خلينا نفهمك
اريام بنفس النبره المنزعجه :كيف اهدأ ...
اشارت بيديها بحركه دائريه وقالت :مالقيتم الا ليلى ..بالله وشفيها زود عن فاتن ..اصلا البنت مخطوبه ..لولد خالتها ..
وفاء :بالله كل هذا عشان خطبنا له ليلى ..رغم اني ماشفتها لكن امي امتدحتها ..و سألت عنها ..و قالوا انها مو مخطوبه..كيف هي لعبه ؟؟
اريام :طيب و فاتن ..البنت تعلقت في مطلق من كثر ما نقول لها انتي لمطلق و مطلق لك ..
خرجت ام مطلق من صمتها وقالت : الله يشهد اااني احبها ..لكن اخوك ما هو راغب فيها ..وانا بصراحه ودي في بنت تسعده
و تهنيه ..و مالقيت احسن من ليلى ..
ضحكت اريام بسخريه وقالت :بالله يا يمه مالقيت الا ليلى ...يعني علشان انها تعرف تطبخ و ترز نفسها قلتي عليها
هي اللي بتسعد مطلق ...
هزت راسها بيأس و ابتسامه سخريه معلقه و كملت :والله عليكم تفكير ..ما ادري كيف ..
انفعلت وفاء من طريفه اريام الساخره وقالت :اصلا من الاول انا قلت لامي ..فاتن ماتنفع لمطلق ..فاتن مدللـه و غير مباليه

باللي حواليها ..و مطلق وين عنها ..جدي وصارم و حياته ما فيها لعب وكلام فاضي ..
اريام :بالله يا وفاء انتي اخرجي منها ...
ام مطلق :اريام ..انا ماقلت لك هالخبر ..علشان تحاسبيني ..مصلحه ولدي اهم عندي من كل شيء ..و على العموم لا

تخافين انا كلمت اخوي ..و هو احترم قراري ..وانا عمري ماكلمت في فاتن ووعدتها بالزواج من ولدي ..لان مطلق كان ما وده

فيها ...
دخلت سمر بدفاشه و قالت :من هي اللي ماوده فيها ؟
تنهدت اريام بقهر ..و خرجت بعدما ازاحت سمر من طريقها ..
حركت سمر يديها بإستغراب وقالت :وشفيها قطعه ثلج ؟ ليش معصبه ؟
ابتسمت وفاء وقالت :خبر بمليون ريال
جلست سمر والابتسامه شاقه الحلق : بالله ..قولي ويش عندك ..
طالعت وفاء امها و هزت راسها ..
وقالت بفرحه :واخيرا اخوك قرر يتزوج
نطت سمر مكانها و صرخت بفرحه وقالت :بالله تتكلمون جد ..مابغى الله يهديه ..ومين سعيده الحظ
بنظره شملت امها واختها ...و رجعت وكشرت وقالت بضيقه : لا ...لا تقولون..؟؟؟

******************************
ليلى :

ماذا تحمل لها الايام مجددا ..
رغبه في البكاء حتى الموت ..لم تعد الحياة لها معنى ...
تجاهل الجميع خوفها المدفون من الفشل ..
ألم يعلموا خيبات الامل التي توالت عليها مثل المطر ..
ماذا تفعل لتداري حزنها..هل تبتسم رغم ذلك و تمضي ..
لم تعد تستطيع المواجهه ..لانه الحقيقه اصبحت واقع لا محاله ..
اااه كم احتاج لحضن دافئ يشملني و يشمل معاناتي..
اه يا امي كم احتاجك ...
كم احتاج لتلك الكلمات التي تنفث في جسدي روحا جديده
كم احتاج للمساتك ..لتهدأ من روعي ..
و تجعل من حياتي شيئا يسيرا سهلا..استطيع تجاوز اسوارها بدون عناء .
..كم احتاجك يا ابي لترسو بي لبر الامان ...
لتخطو بي خطوات واثقه و انا مغمضه العينين ...فأنت معي فلما الخوف .
نفثت هواء ساخنا محملا بالهم و التعاسه ..
و استمرت في التحديق في الفراغ ..بصمت .

**********************************

في جهه اخرى ..صرعها الخبر كصاعقه ...
لم يكن في الحسبان ...
حلم عابث كعبيثه انثى تراقص الشرار غرورا ..غازلها و ترصدت له كفريسه
بصوت مقهور و صارخ :كيف يقدر يسوي كذا ..؟وشفيني انا ما يبيني ..
تقربت من التسريحه ..و الغيره و القهر تنهش في قلبها ...تأملت شعرها القصير بتموجات شقراء عضت شفايفها بقوه
و مسكت قاروره عطرها و طلعت حرتها في المراه ...تهشمت للقطع و تناثرت ..قدامها ..ابتسمت بحقد و قلبها نيرانه
شاعله و ما تنطفي بسهوله .
اخذت عباتها المزركشه ..و طلعت بسرعه .
الغيره عندما تتحول لحقد ...تشعل الفتيل و تعم الفوضى .
يتفشى كمرض عضال في الجسد ..غير مسيطر على اعصاب هالكه .مدمره لا محاله
و تختفي بصيره الضمير ..و قيمه المبادئ و الاخلاق...
و بخطوات سريعه متعثره تتصل بعجله :ألو ..مرحبا وسام ؟
وغابت بعيدا مدعيه بأنها تريد ان تنسى ...فقط ليس إلا ..


****************************

خرج بسرعه بعد ما ارتدى معطفه ...
متجاهلا نداءات شقراء ..جميله
احتضن كتبه ..يحميها من رذاذ المطر ..
استدار بعدما زفر بهدوء و طالع ساعته ..مدركا للوقت المتأخر .
لمحها تهرول قادمه اليه ..غير عابئه لبروده الطقس ..
قالت بعربيتها الركيكه :مرهبا ..ناصر
ناصر :اهلا ..ماريا ..وشفيك ؟ ابتسم و قال بلغه تفهمها اكثر :ماذا تريدين ؟
اشرقت ابتسامه تلك الشقراء ولمعت عيناها الزرقاء :كنت اريد ان أسالك هل انت مشغول هذه الليله ؟
تجهم ناصر في وجهها وقال :اسف ..ماريا ..لدي اشغال كثيره ..ماذا هناك ؟
تلعثمت ماريا : لا شيء ..لقد احببت ان اتناول معك القهوه ..
فهم ناصر تلك الومضه في بحر عينيها و قال :مره اخرى ماريا ..اعذريني لدي محاضره مهمه الى اللقاء
رفع يده لها و غادر مسرعا الخطوات ...
مبتسما بغباء لانثى ..اسكرها غرام منفرد
فتغنت به وان سلبه جمالها ذلك ..
ليس جمادا ..عند امتلاك الحسن ..
فهو فنان يحب تلمس الجمال ..
لكن لا يبالي بها ...كغيرها من فاتنات بلاد العجم
فلن تفهم مافيه ..
وحشه رجل واشتياق طفل ..
مفردات ضائعه فلن يجدها لديها ..
اشواق غربتها حياة ..
واحلام كثيره مفردها ....وطن

ترك تلك الشقراء ..خلفه متنهده ..
تردد اغنيه حزينه ..و ذلك الرجل يستحل قلبها ..
معتقده بأنها كامله لا ينقصها شيء ..يجعلها مضطربه خائبه
احبته كالحمقاء ..ولا غرابه في ذلك ابدا
مشرقه.. بوجوده وبدونه غائمه لا حياة لها
متوهجه ..معه..و بغيره منطفأه غريبه
تراه في حياتها حلم صعب المنال ..
حتى امام حسنها لم ينهار ..او يلتفت..لها


فعشقها رجل ..عربي ..عربي ..عربي

**************************

مشكله لا صرت تجهل في حياتـكـ وش تبـي ؟؟
ومشكله لا صرتـ تدري بس {ما تقوا الوصول.. !!

مطلق بعصبيه غريبه و صوت عالي :طلال ...طلال ...تجاهل جهاز الاستدعاء ..
دخل طلال :نعم ..استاذ
ضرب على الطاوله بغضب:وين ملف المناقصه اللي قلت جيبه ..لي ساعه و انا انتظر
طلال بخوف :استاذ ..الملف قدامك على الطاوله .
لمح الملف المفتوح من الصبح ..و عيونه شارده في مكان ثاني ..
تأفف و هو يرتخي على الكرسي :خلاص ..روح خليهم يعملوا لي قهوه ...دماغي بينفجر من الصداع
طلع طلال بعدما هديت العاصفه ...وقف مطلق امام النافذه و عقد ذراعيه على صدره ..و انفاسه هديت بعدما اجتاجه طوفان
من المشاعر السلبيه .
رن جهازه و م*** بيده اليسار ..:هلا وفاء ..لا تباركين ماصار شيء
لا برجع بدري اليوم .خلاص.. اقولك الحين عندي اجتماع ..مع السلامه
قفل الجهاز و رجع يتأمل في الفراغ الكبير .

لاول مرة يشعر بإستغفال نفسه لنفسه..اي احباط يسيطر عليه و يتعب تفكيره
اهكذا انتهى الامر بسهوله..وسيطره وقياده و تحكمه المعهود انفلتت من يده و ما حس فيها ..

ضغط بيده على جبينه ...و جواله رجع يدق من جديد..



فصول حياة ..قد اطرقت ابوابها للعبور .
متواجدون في مداها الضيق..بغمضه عين وانتباهتها عابرون
مفترق طرق ..و نهايه موجزه فقط
فواصل وضعت لإلتقاط الانفاس ..و نقطه للمتابعه بعدها ..
ساكنون في جنباتها و ماكثون بينها لا محاله
جزء منها ولا يتجزأ ...

همس الحرف 05-Dec-2018 05:04 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الثاني عشر :

مرت ايامها بتلك الحراره التي تسري بين عروقها ...
تسمع همهمات من حولها ...
و تدرك بأن قدرها اوشك ان يكتب و يقترن بمصير شخص اخر ...
كم هو مؤلم الخذلان ...
و كم هو مر العذاب من طرف واحد ...
هي صامته و ساكنه ..و من حولها يعم ضجيج لا تطيقه ..
قدم هذا وحضر ذاك ...
زغروده هنا و خناجر تغرز في قلبها هناك ...
ابتسامات تشق الافواه ..و جمودها يحطم الجدران ..
حزنها سرمدي الواقع ...
و مشاعر لا يفهمها احد سواها ...
و خوف من القادم يبعثر مفردات الامان لديها ...


ففي ليله ظلماء يبكي القمر الشهيد على اطلال الحزن و اليأس الذي يغمر قلب وحيد صدعه
الاسى و الحرمان و اهلكه جوع الروح و خواء المشاعر لم تكن وحيده بل اجتمعت القلوب حولها لكنها
فارغه من الشعور و الاحساس المدرك لحقيقه الالم و الجرح النازف ..
وحيده بين مئات البشر و لا ترى سوى اجساد هالكه .. لا تملك سوى قلم و بعض وريقات قد احرقتها
السنون الماضيه و دموع لم تلبث حتى تنهمر مرة اخرى لتجف وحدها دون ان يمس احد كيوننتها .
ارتمت على سريرها و هي تنشج بالبكاء و النحيب على حالها البائس..الوحده تنهش في روحها البريئه
و الالم يد بارده تغتالها بكل هدوء .
نداء من الخارج يطرق عالمها الصغير : ليلى قومي الله يهديك ..جدي يبيك ضروري في المجلس .
امتدت يدها نحو صوره قديمه بالكاد تتضح و ضمتها الى صدرها و انتحبت بكتمان و صمت و ارتعاشات تهز جسدها
الغض قبلت الصوره بعنفوان و مسحت دموعها بكل بساطه و قامت من مكانها و هي ترسم ابتسامه صغيره و تمرن
عضلات وجهها الحزين و كأن شيئا لم يكن .
دخلت المجلس بطولها الفارع و جسدها الرشيق و هاله الجمال و الطيبه التى ارتسمت على وجهها و ابتسامه الحياة التي
تمد الاخرين بالطاقه و تسحب طاقه هائله من جسدها .

ليلى بإبتسامتها الهادئه : سم يبه قالوا لي انك تبيني ...
جدها ذلك الرجل ذو الثمانين من عمره الشامخ بكبريائه المعهود و سطوته الكبيره لسنين قضاها شيخ و كبير و سيد قبيلته
و عائله لاتهزه المشاعر و تخضعه القوانين الصارمه و تهلكه السن العادات و التقاليد..

قال بصوت واثق : لا يؤثر فيك كلام الناس و انا جدك و لاتهزك القيل و القال ..ما حنا مرخصينك لانك يتيمه و لا بعثرنا
في حياتك و انتي اغلى ما عندي من عيال و احفاد مير ان اللي يجي في الوجه مردود و انا مو باقي لك على هالدنيا .
و ما أعطيتهم ردي ..إلا خيره لك.
دنقت رأسها و كأنها تفكر و عيناها تلمعان بلغه متنقاضه من الفخر والحزن و قامت من مكانها تنفض العجز و الذل:
و انا بنتك اللي ربيتها ما ارخصك ياابوي و لا اوطي راسك بين الرجال. الله يخليك لي يارب .
و طبعت قبله حاره بمشاعر الحب و الاحترام على رأس جدها و خرجت من المجلس قبل ان تنطق الاحزان بلغه غريبه .
ابتسم الجد و هو يمسح دمعه قد سقطت سهوا في خلوته المعتادة ...و طيف ولده الغائب قد راودته للحظه
واستكان في الماضي حيث بقي هو هناك وحيدا ...
حيث عادت ذكراه الى الوراء ...

ظن ان اودع ابنه الصغير سراديب الحياه الغير امنه ..
فلم يبالي بفراقه وان اظنته ليالي السهاد والعذاب ..
سنه مرت ولم يره ...
يسمع عنه ولا يهتم ...ولو علم زائروه انه يرهف السمع ليعلم عن احواله ..
سار ركب رمضان الخير ..ولم يكن عائديه
مرت فرحه العيد ببؤس كهلين ...فقدوا ضنا وهو حي ..
فقدوا الامل في عوده المشتاق ..
و عادت طقوس الحياة ..و كأن شيئا لم يكن ..
غصه في الحناجر ...لطيفه و لضحكته و لمكانه الحبيب ..
ام ... مرهفه بحبها الكبير تدعي الصلابه ..و قلبها كسير
اب .. كجبل لا تهزه العواطف ولا يبعثره الحنين ...يقسو على يده التي ربتت على كتف ولده
ويظن انه مصدوم ..

لكنه كتلك التي خرجت من امامه ..عاد له
عاد طالبا لرضاه ...يقبل الجبين والاقدام ..
ضاقت عليه الوسيعه ..بما رحبت وانهالت عليه الاحزان والهموم ..
و ارتمى في احضان والدته منشدا حنان قد ظمأ من اجله و لم يرتوي ..
احمد ببكاء كالطفل :سامحيني يمه ...سامحيني
احتضنته الام و دموعها فتت جدران الصمت :سامحتك يا غلى قلبي ...سامحتك يا عيون امك
ارتفع راسه وقال :طول هالوقت كنت ميت من دونكم ..ما حسيت بطعم الحياة ..
جثى على قدمي ابوه وقال :سامحني يا يبه ...انا اخطأت و منك السموحه
الاب بحزم يخفي غصه غمرت قلبه : اطلب السماح من ربك ...
بكى احمد و رثى لحاله ..و قد اصبح جسده هزيلا هالكا ..لا روح فيه
طعنه بخناجر الالم والاسى على ولده الصغير..و استحالت غصته على ارتعاشه حب عارم..
و احتضن ولده ..متناسيا سطوه كبير وحكم مصير ...و سيطره كلمه ...الى بعد حتى يلتم الشتات.

**********************

مطلق :

اليوم ..كل شيء عنده بالمقلوب ..نظام حياته سيضيف له تعديلات كثيره ..بعد فرض الدخيله على نمط نظامه..
امه كل دقيقه تكلمه تذكره بشيء ..
اخذ له دش بارد يطفي ناره ..و خرج من الحمام ..و حراره جسده ترجع للارتفاع ..
يكره مشاعر الضغط و الاحتكار ..يحب يكون سيدا لنفسه غير ابه بما حوله ..
يعيش حرا كالريح ..
ايهم كم عمري الان ...لست بحاجه لانثى ..اني اكاد اجزم ...
مالذي دهاك ياقلبي و احالك لصخره جلمود...
هل احالتك جلافه الحياة ..الى متمرد عاشق للحريه ...
يهيم ببن جنباتها و ذلك النابض ..راكدا في دماء بارده ..
عابر ..لتلك المواقف المهمه ..
غير مبالي بما حولك ..


رجل شرقي
ولكنه مقيد الخطوة
ينظر خلفه
ولا يشاهد سوى
انثى ...
فيتعثر
ويسقط
ويقوم ... ليهرب
شيء من الغرابة
لماذا يا سيدي الشرقي ؟
هل تخاف الانثى ؟

اعرف اجابتك مسبقا
ولكنني .. لست متأكد
قد تتمرد
وقد تتغير ملامحك
ولكنك رجل شرقي
اسمر اللون
اقحواني المعاني
لولبي الخطوة
منكسر التعبير
تسكن بين عينيك
ملامح الحزن
ونتؤ الزمن
واقتباسات
العيون الجارحة............للامانه منقول

************************************

ليلى :

..بجروح متفتحه ..
في فجرها الندي ..تعاني وحدتها ..و تمزق مابين كن او لا تكون ..
ماهي الا سويعات ..و تقاد لذلك الغريب القادم من المجهول .
ايا سخريه القدر ..
فــ أسمه لم يمرعلى مسامعها ..
و وجوده اكتظ بمن حولها ..غير عابئه به ..
مصير محتوم اسلمت الروح والجسد ..
و اراده مسلوبه ..بها او بدونها قد تم كل شيء..
فرشت سجادتها ...و عيناها هائمه في ملكوت الله
تطلب العون ..والهدايه ...و الحياة الهانئه..


**************************

في مكان اخر :

جود :وداد يا اختي اللي تسويه بنفسك غلط .
ومسحت على شعر اختها ..
وداد :ما اقدر والله يا جود ما اقدر
جود :كيف ما تقدري و انتي اللي وقعتي نفسك في احلامك .
صرخت وداد بإنفعال :انتي ما تفهمين و عمرك ما تفهمين اللي اسويه
جود :إلا انا فاهمه ..لكن مشاعرك كلها خطأ في خطأ ..و بتكتشفين يوم انك غلطانه
ولكن خايفه يكون هذا بعد فوات الاوان ..
وبصوت باكي :غصب عني ح ـبيته ..هو السبب مو انا
جود :حتى ولو شجعك على حبه ..المفروض انك تكوني عاقله وتعرفين تتصرفين .
الرجال ما يحبك و انتي وقعتي في فخ حفرتيه لنفسك للاسف الشديد ..
وداد بدون تصديق:من قال لك انه ما يحبني ..هو يحبني اكيد ..لكن يحتاج لوقت و يعترف لي بحبه.
جود بسخريه :والله انتي اللي محتاجه وقت لكن في مستشفى المجانين .


انثى كسيره حاجتها للحنان كحاجه الزهر للماء ...
بقاياها متناثره بهيام في وادي فسيح المدى على امل ان تجمعها ..
حلمها اصغر ام اكبر ..لا تعرف تراه في الدنيا كلها ..
و هائمه فيه منتشيه بإدمان بعالمه الخاص ..
حبها لرجل اهلك مشاعرها وحطم صبرها ...
هو في عالم و هي في عالم اخر ..
احلامها الورديه تنتظره ...ليتوج ملكا على قلبها .

***************************
في صباح موعود ..

مرت السويعات جزافا ..و ليلى في اضطراب تام ...لا تعلم ماذا تفعل ؟
بالها مشغول في اشياء كثير ..سعود..نجمه ..ذلك الغريب ..
و حالتها لا تسر الناظر ابدا...
دخلت غرفتها وشافت ملابسها كلها على سريرها و سلوى تدور في دولابها ..تمسك الفستان و ترميه على السرير
ليلى استندت على الباب :سلوى ويش تسوين انتي ؟ قلبتي غرفتي الله يهديك .
مشت سلوى لمنتصف الغرفه وتخصرت :يا انسه اليوم الرجال بيشوفك..و لا جهزنا شيء وحضرتك بارده ..
جلست على السرير و مسكت نفس الفستان اللي حضرت فيه عزيمه خالتها ..و قالت بدون نفس : عادي ..اي فستان و السلام
سلوى :خلاص ياليلى ...الموضوع انتهى ..الناس جايين الليله ..عيب تفشلين جدي و اخوك قدامهم ..
ما في احد فاهمها ..قالت بحزن :سعود وينه ؟
سلوى :باقي مارجع ..يالله يابنت الحلال ...الناس بعد العصر جايين ..وانتي ما جهزتي حالك .
دخلت هند و هي ما*** علبه المكياج و توجهت لسلوى و قالت :سلوى روحي المطبخ انا مااعرف شيء فيه...انا بروح
المجلس انظفه ..و كملت كلامها لليلى :و انتي ياست الحسن والدلال ..قومي شوفي نفسك شوي...خلي الدور يجي على غيرك و الله طفش ...
تركت العلبه على التسريحه و خرجت ..
سلوى طالعت ليلى و ضحكوا سوى ..سلوى و هي تبوس يدها وترفعها لجبينها :البنت استخفت الحمد لله والشكر..مستعجله على الزواج .
قربت من ليلى و هي ما*** فستان فوشي بخيوط فضيه و اكمام شفافه قصيره..تذكرت انها اشترته مع سعود..وابتسمت ..و قالت بهمس :سلوى دقي على سعود ..شوفيه وين ؟
سلوى :خلاص ..طيب انتي ..خذي لك دش واستشوري شعرك ...وانا بروح اشوف المطبخ ..
ليلى :تعرفين محتاجه نجمه جنبي ..
سلوى :يا سلام ..انا دايره في البيت من صباح الله ..و تقولين محتاجه نجمه جنبي و يش شايفتني حيطه هبيطه قدامك ..
وقفت ليلى واحتضنت سلوى فجاه ..وقالت بصوت دافي:شكرا ياسلوى ..الله يخليك لي .
سلوى بدمعه خاينه : اقول فارقيني الحين ..و الله انك متفرغه ..انا والله ما اسوي كل هذ ا علشانك ..
الا علشاني انا والمسكينه هند ..دفتها بلطف و كملت :يا شيخه ..خلي النصيب يجي ..فارقينا عاد ..
ابتسمت و خرجت بعدها ...
تنهدت ليلى ..و طالعت الفستان ..و دعت من قلبها ..يارب ساعدني ..يارب اهدني للطريق الصحيح ..

************************

تلك المدللـه تبكي حظها العاثر كما تقول ...
لعبه قد سلبت من بين اناملها ..و تهويده للراحه والنوم ..قد انقطعت عن سماعها ..
ذلك المعني ..قد اخذ منها عنوة
و لم تعلم السبب ...
دخلت والدتها و خلفها خدامتها ..بعصير ليمون ..كما تقول مهدأ للاعصاب ..
الام بتلك العنجهيه الفارغه :خلاص يا فيفي ياحبيبتي ..انا قلت لك من اول ..ولد خالتك هذا مايصلح لك ..
فاتن بنظره لوالدتها :ماما الله يخليك ماودي اسمع ولاكلمه ..
رجعت تنتحب وتقول بصوت اشبه بالصريخ :انا نفسي اعرف ابوي ..ليش راح معه ..و خطب له .
الام بتعقل :ابوي سوى عين العقل صراحه ..ويش تبينه يسوي ..يمسك في يده ويقول دخيلك ياولدي خذ بنتي
وقفت الام وشمخت بأنفها :لا تنسي نفسك يا فاتن ..امك مين و ابوك مين ..لاترمين نفسك لواحد مثل مطلق
..اصلامن هو ..انسان رجعي و متخلف ...
فاتن :ماما ..
ام فاتن :لا ماما ولا بابا ...خليك عاقله ...اللي خلق مطلق..خلق اللي افضل منه ..انتي لو تسمعين ...
كملت فاتن كلام امها بسخريه : انا لو سمعت كلامك لتزوجيني ولد السلطان ..وسيد سيده ...عرفتها و حفظتها
لكن غير مطلق ماابي ...
ام فاتن بعصبيه :خليكي كذا ..ماهو موديك في داهيه إلا هالرومنسيه والكذاب الفاضي ..
خرجت من الغرفه..و بقيت فاتن لحالها ..
ضمت رجولها و همست بحقد ..الله لايهنيها بنت الذين اللي سرقت حب حياتي ...
و انطلقت في رسم جديدها ..
متاهه دخلتها ..و سوف تخوض غمارها ..
لا تأخذها رأفه ...او رحمه..
حال ابن ادم اذا تبادل مع الشيطان اطراف الحديث ...

****************************

كل دقيقه تمرعليها ..تحس بأنفاسها تزيد ..و نبضها غير منتظم
حركت يدها بتوتر و شعرها يتمايل على ظهرها و هي تمشي في غرفتها رايحه جايه ...
اقتربت من المرايه ..طالعت في شكلها ..ما قصرت سلوى سوت لها مكياج على قولتها لبناني بسيط ..
و بالفعل كان بسيط و لايق لها ..اللون زهري بمزج للمعه فضيه ..تلونت على عينيها لتشرق بشرتها العاجيه بسحر و جمال ..
و اتسعت بخط اسود داخله .
امتدت يدها على خط جسدها المتألق بفستانها الفوشي بحمالات فضيه لامعه و قماشه الناعم..تشد خاصرتها الدقيقه ..بحزام فضي
دخلت سلوى بفستانها الاسود و وقفت بجمود ..و اطلقت تصفيره اعجاب ..
سلوى :ما شاء الله لا حول ولا قوه الا بالله ...قريتي على نفسك
ليلى تطالعها و تطالع المرايه :سلوى ما تلاحظين ..الفستان يوضح جسمي ..احس اني مو مرتاحه فيه .
سلوى اقتربت منها :لا ..عادي ما يوضح شيء ...لكن انتي متوتره .هدي اعصابك..
ليلى بنبره حزن :سعود ..وينه ..؟
سلوى :في غرفته ..يمكن يغيرملابسه .
ليلى ارخت راسها و غرتها القصيره مالت على جبينها ...مسكت سلوى يدها و قالت ..روحي عنده ..اكيد مستحي يشوفك.
دخلت هند فجأه وهي ما*** المبخره وقالت و هي تلهث :بنات ..بنات ..الضيوف جوا ..ليلى عريس الزين جاء
سوت سلوى نفسها ترقص دبكه :عريس الزين يتهنى..و هند جنبها ..يرقصون مع بعض .
ليلى ما*** بطنها من الخوف ...قالت بصوت مرتعب :بنات ..عن اللقافه ..
ضحكوا البنات و خرجوا بعدما اخذت المبخره من هند ....خرجت بسرعه من غرفتها و هي حاملتها و اقتربت من غرفه اخوها
تنهدت بهدوء و استجمعت قواها و طرقت الباب ..و دخلت ..
كان يلبس ثوبه..التفت ناحيه الباب ..و حس بغصه ممزوجه بفرحه ..كانت قمه في الجمال و العذوبه ..
اقتربت منه وقالت بلهجه زعل مصطنع :انت هنا ..ياسلام عليك ..بدل ما تجي تسلم على اختك و تبارك لها ...
ابتسم بحب و اقترب منها ..باس جبينها و قال :سامحيني يالغاليه ..
طالعته و عيونها تبرق بدموع :فديتك ياخوي ..ما لي غيرك ..انا غلطت عليك و استاهل .
سعود ضمها لصدره لكن دفعته بلطف وقالت :وخر عني ..خربت مكياجي ...لايشوفني زوج المستقبل و يزوغ .
ضحك سعود و غمز بعينه :خلاص احنا طحنا من عينك ..الله لنا..
خرج من غرفته لما لاحظ توهج وجهها بحمره الخجل ....

ضمت نفسها برعشه ..اه لو تعلم يا اخي ..كم تحرقني عيناي ..و كم تخونني قوتي ..
ها انا ارتجف كورقه خريفيه في مهب الريح ..
ضائعه ..يا اخي ..و الخوف يعتلي قلبي ..من ذاك القادم ..
ألم تعلم بأن الحياة القاسيه ..لم تجعل مني سوى جسد متهالك ..ضعيف
كم جوله حتى الان يمكنني خوضها ..و انتهي ..اخبرني ارجوك يا قدري .

**********************************

دخلوا عليها البنات ...سمر بفرحه عامره ..احتضنتها بعفويه ..و قالت :مبروك ..يا قلبي ..
ليلى بخجل :الله يبارك فيك .
تدخلت سلوى تضحك :صراحه جديده ..اول مره اشوف ناس يتعرفون على زوجه ولدهم يوم الملكه .
سمر تشاركها الضحك ..طالعت ليلى و قالت بصدق:و الله ..امي ما صدقت ..تقول طاحت على كنز ..و كملت :
ما شاء الله عليك يا ليلى..الله يحفظك ان شاء الله ..و الله ان اخوي بيطيح و هو واقف .

ودخلت هند و وراها اريام و نظراتها تدور في المكان و كأنه مو عاجبها ...اقتربت من ليلى اللي تذكرت الموقف في عزيمه خالتها
ارخت راسها ..مدت يدها و قالت :مبروك يا ليلى ..و عيونها تحمل معاني كبيره ..و متأكده تماما انها ليست مشاعر فرح.
سلمت عليها ليلى و الابتسامه معلقه على وجهها ...
هند سحبت يد ليلى من اريام ..و قالت :امشي جدتي تقول انزلي و سلمي على حماتك.
انتفض قلبها مذعورا متمردا ..ضبطت شعرها بحركه دلت على توترها ..و قادتها خطواتها الرتيبه .
زفرت نفس متوتر ..و دخلت و على وجهها ابتسامه صغيره ..:السلام عليكم
ام مطلق بفرحه :هلاو غلا ..و عليكم السلام ..
اقتربت و ضمتها و هي تهلل و تذكر الله .
وفاء بود :ما شاء الله ..هلا بمره الغالي ...سلمت عليها بحراره ..و قالت :انا اخت مطلق الكبيره .
في دماغها الصغير ..انطلق اسمه ...كطلقه دوت في الارجاء .
الجده تراقب بعيون دامعه ..و فرحه حملتها لسنون طوال ..تترقبها بكل قوتها و جبروت صبرها .
ام مطلق :تعالي با بنتي اجلسي جنبي .
جلست منقاده للاوامر ..توزع ابتساماتها ..لا تسمع كلمه مما يقولون ..
عقلها و قلبها في مكان اخر ..غير مكانها الان .

تفآجآت بقدوم خالتها غاليه ...و عمتها الجوهره ..عيونها تعلقت باللي خلفها..
سلمت خالتها عليها رغم العتاب اللي تشوفه في عيونها...ليس بالسهوله النسيان اليس كذلك ؟
تقدم رغد رغم وجومها الا انها استطاعت الابتسامه ..:مبروك ياليلى ..الله يسعدك ان شاء الله .
ليلى بود :الله يبارك فيك ...
وعم الصمت ...بينهم وكأن الكلمات انقرضت من الوجود ..
ريهام مدت يدها :مبروك ياليلى ..
ليلى بدون ما تطالعها :الله يبارك فيك .
حست بالانكسار ..في عيونها لغه عتاب ..ما تقدر تمحيها من الوجود
ندمت على المجئ ..كان بإعتقادها ان تطوي صفحه ..كيف هذا ..و هي للتو قد سلمتها للمجهول .

***************************

في الجهه الاخرى القريبه ..حراره الهبت صدره ..و افحمت قلبه ..ألم يعتد على الصدمات القويه
و المفاجآت الغيرمتوقعه ..لما حاله هكذا ..لقد عاد الى مشاعر مراهقته ..
تفجر دماغه المكتظ بالعديد من الامور ..و المضحك في الاونه الاخيره انحشرت قصه الفتاه التي لم يجد لها متسعا في حياته
حتى الان جميله فاق حسنها الوصف ..قالتها امه ..لعشرون مره مالم تخونه قوه ذاكرته .
خلوقه و و لم تكمل تعليمها و الخ .....و يتبع و ما إلى ذلك ..
..اهلكه الانتظار ..اتفقوا على كل شيء...و انتهى ..
الامور جميعها خالصه ..لم البقاء الان ..
لست من هؤلاء ذو القلوب الوجله ..المرهفه بمشاعر الحب ...انتظر تلك التي سأشاركها حياتي على احرمن الجمر
لما الخداع ..لست شاعرا اقرأ كتب الشعر فلا أرى سوى اناس سكارى لم يشغلهم شاغل في الحياه ..
و لست ممن يجيدون تحريف المشاعر ...بترهات صدئه لامعنى لها ...
لست من يلجأون ل قواميس الحب و الغرام لانها معدمه لدي ..
متمردا على العواطف ...فسنين قلبه العجاف قد زادته صلابه و قسوه .
وضع توقيعه كما لو يعقد صفقه ..وضع بصمته وانتهى
رجع من سكرته على صوت سعود الباسم :سلامات يا مطلق ...عسى ماشر؟
مطلق :لا مافي الاالعافيه ..الحمدلله
التفت مطلق الى الجد بجانبه ..في اعماقه احب حكمه ذلك العجوز ..نظراته ثاقبه ..تخترق بسهوله لتكشف المضمون .
الجد :و انا ابوك يا سعود ..خذ الدفتر و خلي اختك توقع ..
تابع مطلق سعود حتى خرج و رجع يتأمل خطوط سجاده ..
الجد :ليلى بنتي قبل تكون حفيدتي ...
التفت مطلق له و انتبه انه يكلمه و كمل الجد و عيونه على عصاه اللي يحركها على السجاد :النسمه تجرحها ..بطبعها حيويه و تكتم
في قلبها ...
تنحنح الجد يطرد غصه وقفت له وسط كلماته :حبها من حب ولدي احمد ...على قوله المثل ما اغلى من الولد الا ولد الولد...
و ما عطيتك بنتي الا اني بنظره عرفت انك رجال ينشد فيه الظهر ...
ربت الجد على فخذ مطلق و شد عليه و هو يوقف ..و يسير بخطى حذره ...و مطلق ما بين رجفه و اخرى ..يشعر بأنه حشر
في زاويه وعليه المواجهه...افعل ما يفعله الاخرون ..و اصمت و هدأ ثوران مشاعرك..فأنك تبحث عن سراب وسط عاصفه
هوجاء .


أحيان ودّك تفرش الغيم و تنـاام
و تصير مثل الريح و همومك ورَق !!

وش جآك يآخآطري بالحيل متكدر !
آصبحت في حالةٍ وآمسيت في حآله ..~

*********************************


دخلت الصاله وشافت الدفتر في يد سعود ..بلعت ريقها بصعوبه و ايقنت ان ساعه الصفر لحياه مجهوله المعالم قد بدأت
و حثت خطواتها ...
سعود بإبتسامه :مبروك يا عروس ..نحتاج توقيعك .
شملت الدفتر بنظره واحده ..لن تضيع المزيد من الوقت ..ابتسمت لسعود بتوتر ..رسم تجاعيد حول فمها ...
امسكت بالقلم ..و كأن يدها تحتج على امضاءه العمر ...ارتجفت يدها على مرأى من سعود ..رفعت عيونه له
ورجعت تبتسم بشكل الي ...سيعوز سبب رجفتها الى ذلك التوتر الذي يحتل قلب العروس .
..و اخيرا ..انتهت ..

سعود بنظره شامله ..ما احتاج لوقت يفسر تلك النظره المعذبه ..و كأنها في صراع داخلي مرير ..
باس جبينها البارد ..و تركها ..لم يعد ينفع الكلام ..و لا تجدي تبادل اطراف الحديث ..ستعيش نعم ستعيش ..
فلا تخف يا سعود ..لاتستدر لها ..و تابع مواصله الطريق ..ستكون سعيده لا تخف..نعم لا تخف ..

تريد الابتعاد و لعق جراحها ..لما هي ليست سعيده ..لما تشعر بالنقص دائما ...ما الذي تحتاجه ليرتوي قلبها
من ظمأه الدائم ...
قبل ما تدخل ..تفاجأت بالجميع ينتظرها بفرحه و ابتسامات ترسم وجوه ضاحكه ...اطلقت الزغاريد و تعالت الاصوات
الجده ..تحتضنها و تجهش بالبكاء ..و كأنها لاول مره تراها ..
و تقترب سلوى منها وتحتضن كتفها و تبكي ...و هند و كأن ذلك اغراها التقت معهم ..
ابتسمت ..و خاطرت عقلها ..او ليست تلك فرحه عظيمه تراها من حولها ..ان ترسم السعاده في قلب من يحبونك
ان تشعر بأن سعادتك لها صدى كبير في حياتهم ..تنتعش روحك بوجودك قربهم و ترقص طربا و حيويه ..للمشاعر
التي ينقلها لكم احباءك المخلصين ..المحبين لك ..
اغمضت عيناها و كأنها تريد ان تمدهم بسعادتها ايضا ...ليست صعبه ان ترسم بسمه على وجهك تضىء لها وجوههم
و تشرق لها حياتهم ..


لجده بإبتهال صادق : الله يسعدك يا بنتي ويهنيك ...
مسكت وجهها بين يديها و باستها بقوه ..و مسحت دموعها بطرف شيلتها .
عمتها بقهر:خلاص عاد ماصارت قلبتوها مناحه ..
تدخلت سمر اللي حضنت ليلى و دفتها سلوى بمزحه :كل هذي غيره..اقول لاتذبحين اختي .
سمر مدت لسانها و قالت :خلاص يا حبيبتي هذي حقوق محفوظه ..لمطلق الغانم ..انتي اقلبي وجهك .
هند تخصرت و قالت بصوتها الحاد :لا والله انتي و اخوك مسوين احتكار على اختي من الحين...
ابتسمت ليلى و تناست اوجاعها للحظه :خلاص ..انتي وياها هلكتوني ..
سمعت نداء سعود لسلوى ..رجعت سلوى و هي ترفع حواجبها و تضحك و تقول :سعود يقول ..تعالي .
خرجت سعود و بحاجه عارمه للانفراد ليست قادره على المواجهه الان ...فدعوني ..
مسكت يد سعود ..و توسلته :سعود ..احس اني مو قادره و الله ...
سعود :يا بنت الحلال ..كلها خمس دقايق ..سلام..مبروك.. كيف حالك مع السلامه ..
ضحكت ليلى بتوتر ...من طريقه سعود و تمنت لو بالفعل لو كان بالسهوله هذي ..
ليلى :طيب تدخل معي .
سعود :اوكي ..يالله ..اذا ما دخل معك اهله ..
ما قال جملته الا بأم مطلق تطل عليهم و هي حاطه الشيله على فمها ...
سعود و نظره على الارض ..مبروك يا ام مطلق .
ام مطلق بسعاده لاتخفى على احد : الله يبارك في عمرك ياولدي ..عقبالك ان شاء الله
ابتسم بدون رد و طالع في اخته االمتوتره ..و غمز لها ..و قال هو طالع ..انا استأذن الحين ..ليلى اذا احتجتي شيء دقي علي .
و خرج بسرعه ..و نظرات تلك المذعوره تراقبه
ام مطلق تسحبها من يدها ..توقفت ليلى ..و قالت : خالتي ..البنات ما بيدخلوا معنا ..
سمر و اريام .وفاء ..وراها ..التفتت لهم ..و لمحت ريهام تختفي ورا الباب ..غمضت عيونها بقهر و رجعت تفتحهم و البنات يدخلون قبلها ...
سمعت خطوات جدتها خلفها ..فرحت لانها معها ..
ليلى :تدخلين معي يا يمه .
الجده :ويه ما يبي لها كلام ..ابشوف رجال بنتي
حضنتها ليلى :الله لايحرمني منك يارب .
و سارت معها و حاضنه على يدها و ام مطلق الباسمه قدامها ..
دخلت المجلس ..و عيونها على الارض ... ..
الجده اقتربت من مطلق :كيف حالك يمه ؟
مطلق بإبتسامه احترام لسنها ..باس راسها و قال :يسرك الحال ..يا عسى عمرك طويل .
ابتهجت الجده من طلاقته و رجولته الواضحه:مبروك عليك بنتي .
ابتسم وعينه لم تصيب تلك الواقفه ..محاولا الهروب .قال :الله يبارك فيك ..
ام مطلق تغمز لمطلق و تشير لليلى المختبأه خلف جدتها و قالت :مطلق يمه ..سلم على عروستك ..
مطلق ببرود رجل لم يقحم في مثل هذه الظروف و عينيه ترتكز على تلك الهاله الحسناء ...:مبروك ..
التفت الجميع ناحيه ليلى و بصوت يكاد يسمع :الله يبارك ...فيك ..
سحبتها جدتها قدامها ..و قالت :سلمي على زوجك يمه ...
عيونها بتخرج من مكانها ..يالله ياجده ..انا من غير شيئ مخنوقه ..تزيدنها علي ..
مطلق بفاعليه جريئه مد يده لها و بكنترول متحكم ..و كرده فعل تخافها ..لامست يده ..
فسرت تلك القشعريره التي تتلمسها كل امراءه عندما تقابل رجلا غريبا في حياتها ..و تتقبل وجوده بصعوبه ...
سحبت يدها ..بسرعه ..وضمتها تخفي رجفتها ...جلست بالقرب من جدتها التي تجلس بجانبه ..
تركت عينيها تسرق النظر اليه خلال انشغاله ..لا يتكلم كثيرا ..صوته له وقع في القلب ..نذير مخيف ..
كلماته مقتضبه ...و ابتسامته لا تظهر كثيرا ..شامخ بكبرياء واضح ..يذكرها بشخصا ما ...متواجدا بين طيات عقلها
لكن اين ؟

و حدقت به ...ألتقت اعينهم بعد حرب نفسيه طويله ...
سأموت اليوم لامحاله..قلبي سينفجر بين اضلعي ..ذعر يتربص بي و يسلبني ارادتي ..
عينيه عميقه ..كأغوار غابه سوداء مخيفه ..حاده كالصقر ..تبث رعبا بلا قصد ...تضللها حاجبين كالقوس مشذبه بعنايه آلهيه ..
لوجه متناسق التقاطيع ...و جسمه الهائل يكشف تفاصيله ثوبه الابيض .. و عرض كتفيه يعطيه هاله من الشموخ و الهيبه ..و يناقض لون بشرته السمراء ..
ارتفعت زاويه فمه ..انه يبتسم ...
ارخت عيونها و هي تسب نفسها على فضحها وهي تراقبه ...
هواء بارد ..يلفح وجهها ويجمدها ...يا الهي كم مشاعري مبعثره ..
اريد الفرار ...اشعر بأني في المكان الغير مناسب لملأ الفراغ ...

تركوهم بمفردهم . ...اهذا عدل ..لا يعرفون ما ينتابني الان ..كل شيء يمر امام عيني و لا اراه ..
سكون يخيفني ..يملأه وجهه...
لا تتركوني ..وحيده .فأنا لااستطيع ان اقف على قدمي بمفردي ..

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

**********************************

في المنطقه الشرقيه :

سلطان و زياد على البحر ...
بصره يمتد على طول البحر و ينتهي فيها هي ..الوحيده اللي يقدر يشوفها .
يتنفس عطرها المتغلغل في اعماق صدره ...
ضائع في متاهه حبها ونسيانها ...كيف ينساها و هي تتمرد على ذاكرته
كيف ينساها و قد نبذته من حياتها بدون مبرر يراه ..
كيف يفعل و جنون حبها يستحوذ على عقله ..
ألتفت جهه زياد اللي وقف يرد على موبايله ...كان يطالع سلطان و يتكلم بهدوء و تركيز.
خلص مكالمته ..و جلس
سلطان :مع مين كنت تتكلم ؟
زياد وبدون ما يطالعه :كنت اكلم البيت ...
سلطان رجع لسرحانه ..و زياد قلبه يتآكل حسره على صديقه
و في باله ..الله يعينك يا سلطان ..لوتدري لتموت من قهرك ..الامس رفضتك و اليوم بتتزوج غيرك .
و تغاضى لحتى يهدأ الطوفان و يلتم الشتات ...و تجمع تلك الحروف الناقصه لتكوين جمله مفيده او كلمه تائهه دلت العنوان
"حاله سلام "..يقصدها هو ..لذاك المنسي امامه ..
وذاك المسكين في حاله حرب مابينه وبين مشاعره و قاتلته البريئه ...


ماذا ينتظر ابطالنا ..بعدما شق في افق حياتهم طريقا نحو قادم مجهول ؟؟؟ و القادم آت لا محاله

مطلق وليلى..اهي حياة جديده لهما ؟ ايلتقي النقيضين ويكونان معادله متكافئه ..
ام ان هناك اشاره تغير مجرى الامور ؟والخافي اعظم ..

سلطان ..ذلك العاشق المجروح اينتظر نورا من السماء و يهتدي به ..أم سيرضى و يسلم للقدر ؟

زهور..في مهب الريح ..عبقه بأسى و جراح ناضحه...بعضها مزهو بالحياة والاخر في غياهب الظلام
لايعلم كيف يتفتح وينشر عبيره ...خلاصتهم في الحياة .."كما قال شكسبير
الحب أعمى ...والمحبون لا يرون الحماقه التي يمارسونها ....)""

همس الحرف 05-Dec-2018 05:05 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الثالث عشر :

ليلى :

ساكنه في مكانها ...مرتعده ..تشعر بأن انفاسها بالكاد تخرج من جوفها ..
وان تحررت اطلقت فحيحا ..ينذر عن توترها الشديد ...
بروده تلك الحجره تجمد اطرافها ..و ذلك الماكث بقربها ..قطب جليدي بمفرده ..
ماحالها لو اطلقت العنان لنفسها وولت شارده ...
ايعود ذلك ..للخجل المفرط..ام سوء تصرف ام ماذا ؟
يا الهي ..متى ينتهي هذا ..اشعر بالاختناق ..

مطلق :

بعيده هي عنه ..اهلكه التساؤل ..لو قست المسافه بيني و بينها كم ستكون ؟
داعب عطرها انفاسه ..فطردها لتعود مجددا ..لا مفر .فهي متعاونه مع الهواء ضدي
ارخى يده على المسند و هي تحمل ..سبحته الحمراء ..رفع بصره لتلك الجالسه ..امامه
طاف بصره على فستانها ..ابتسم فجأه ..المسكينه ..ستقطع يديها من شده توترها ؟لو تعلم انها لو ركضت من امامي فذلك لا يهمني..
خمس دقايق ..نعم قالوا خمس دقايق و بعدها انصرف ..لديك اعمال كثيره في الشركه
صحيح ..مناقصه مهمه جدا يجب دراستها ..استند على يده يتأملها و تفكيره محتار من يكون ياتري من يكون ؟
المهندس خيري او المهندس زياد ..من الافضل ..المقاولات تحتاج لشخص قادر..الى اين وصل ..صحيح الى صدرها ..
اثارته حركته الغير مستقره صعود و هبوط ..ابتسم مجداا ..سينفجر قلبها ..حتما ..
بياض صافي ..استقرت عليه نظراته ..كتفيها صحيح ..ماشاء الله .
ارتفع حيث يستقر رأسها ..جيدها الطويل ..ارى من هنا عروقها النابضه ..بشرتها العاجيه مضرجه بالدماء . ..
شفتاها لامعه ..مغريه ..ألا تثير غرائز مدفونه منذ امد بعيد ...لا فائده ؟
تنحنح فجأه للتنتفض غرائزها و تدير وجهها له ..
وليتها ما فعلت ...عيناها سوداوان ناعسه اخطوطه الكحل الدقيق جعلها اكثر اتساعه ترفرف رموشها الكثيفه حولها ..
وغرتها القصيره ساكنه على جبهتها ..حدق فيها ..غير مدرك بالكامل لمدى حسنها ..غزاله مرتعده خوفاً..
ذاهله ..الخوف في عينيها يزيدها حسنا ً..ماذا تراني اذا كانت في نظري غزاله ..هل تراني اسدا ام ضبعا ً..
اكتملت اللوحه اخيرا ..اابتسم مجددا و تدارك اخيرا الموقف .. لكن مالذي يومض في عينيها ..؟!!!
رجل ميؤؤس منه لامحاله ..لا فائده ..فذلك الذي بين ضلوعي قد اصابه السأم ..و ركن الى الجمود ..فلا تلوميني .
اراها جميله فهل اقولها بسهوله ..ما الفائده ..فهي تعلم انها كذلك ..؟
هل انتهي الان ..و امضي ..المهم سأقول لها ما اريده ..اتقبل بحياتي من البدايه
قال بصوت واثق و كأنه يعقد صفقه ناجحه :انتي تعرفين طبيعه عملي و حياتي ..انا عايش مع اهلي و طبعا انا الوحيد ..
ضحكت في داخلها على سخريه الموقف ..و في بالها لو تدري اني ما اعرف ولا شيء عنك ..
كمل بلهجه عميقه ..و التفت ناحيتها :حياتي تكون صعبه..وضع شغلي ما يعطيني الوقت الكافي للراحه...يعني لا تطالبني بشيء ما اقدر عليه ..بنسكن في نفس البيت ..
رفعت نظره لها ورجع راسه للوراء ..نظرتها غريبه ..اعماقها تحمل اسرار و معاني ..
التمعت عيونها ..وصل للهدف المطلوب ..ايعني لا يمنح الرجل المرأه فقط الحب ..ستعيش من دونه ..ستكون سعيده بدونه
.... ارخت راسها ..تفكر بجديه
سألها بهدوء يفتح باب النقاش :تخرجت من الثانويه صحيح ؟
بالكاد طلعت الكلمه :ايه
هز راسه و ضم يديه كأنه يفكر :عندك نيه تكملين دراستك ؟
ابتسمت و رفعت راسها بشموخ :اكيد..
راقب ابتسامتها و قال بأليه بطيئه :اكيد بنلقى حل ...ارتخت نظراته بتمهل على وجهها الحسن
وقف وقال و هو يناظرها و توقع منها انها توقف معه لكن سكونها مريب :اذا احتجتي اي شيء ..كلمي سعود ..
وقفت امامه وليتها ماوقفت ..سد ذلك الضوء الذي اعتقدت انها تمدها بقوه ..والان امامه خالت نفسها فأره مرتعده
مد يده لها ..لتحتضن يدها بقوه ..بآليه سريعه كمصافحه الرجال ..بنظره ارسلتها بمعنى واضح .."ألمتني يا رجل "
ترك يدها بسرعه و كأنه ملسوع ..وابتسم لنفسه و تحرك من امامها تاركا فراغا كبيرا ..
.....يالله في امان الله .
خرج وتركها بسهوله ...و همست للفراغ :مع السلامه.

ما تحركت من مكانها بسبب الخوف الغريب الذي يجري في عروقها.
ما تعرف هل هو بسبب الفكرة اللي سبق وكونتها عن شخصيته؟ أو بسبب طريقته في الكلام واللي هي متأكدة من إنها كلها نوع من الديكتاتوريه ..
هل هو برود لسعها منه ام تخاله برودها هي ؟
أو إنها ما عادت واثقة من نفسها معه ؟
لم تجد غير الخوف في داخلها وقلبها يدق بشكل فضيع وهي متجمدة في مكانها من غير حركه ..وانفاسها ضاقت بعوده القوي .
هل صدق القدر حقا ؟
اتراه امامها ...ستصبح ملكا له ..
"مطلق "لم تشعر بالفراغ ..امعقول اهذا ما كمل عنها فضاءاتها الفسيحه ..
ايكون هذا حاضرها و مستقبلها ..
لم ترى بأنه لم يشعر بوجودها حتى ..


للحظه حست بالفرح ..كأنها اصبحت حره ..لا رقيب ..او شروط قسريه تضغط عليها ..و تطالبها بشيء لم تعد تريده
او تطالب به في الحياة ...لا وعود او عهود ..فكلهما فراغ في فراغ


لم أكن أحلم لكن كان في عينيّ شيء

لم أكن أبسم لكن كان في روحي ضوء

لم أكن أبكي لكن كان في نفسي نوء

مرّ بي تذكار شيء لا يحدّ

بعض شيء ما له قبل وبعد

ربّما كان خيالا صاغه فكري وليلي

وتلفتّ ولكن لم أقابل غير ظلّي


**********************************

خرج من البيت ..وتنفس بهدوء..مسح عيونه بيده و وقفت على انفه يشم ريحه عطرها العالقه في تقاسيم يده ..
ابتسم ..و تذكر عيونها ..تحمل اكثر مما يقدر على وصفه ..او بالاحرى لا يريد ..ان يصفه ..
سيكون بمأمن من انوثتها الطاغيه ..فليبتعد عن التدقيق معها بالذات ..
سأقصي نفسي بمنأى عنها ...لست بحاجه لأحد يذكرني ما ضاع مني ..لانه ليس بيدي .

رن جهازه ..احب ذلك الدخيل دون معرفه من هو ..ابتسم بإمتنان و هو يجيب
ناصر :مبروك ..ألف مبروك يالغالي
مطلق :الله يبارك فيك...عقبالك
ناصر :يالله اعترف..كيف كانت زياره القمر ؟
مطلق في باله و نسمه تداعب تفكيره الرجولي ....جاوبه :زي وجهي اكيد
ناصر بضحكه :اعوذ بالله يعني انخسف القمر
ضحك مطلق بصوت عالي :الله يقطع شرك ...متى جاي انت ؟
ناصر :و الله اني مسكين ..وصلت لي ساعه و مالقيت احد في استقبالي ..شفت والله اني احزن .
مطلق بجديه :ناصر تتكلم جد ..طيب ليه ماكلمتني كنت جيتك بسرعه .
ناصر بضحكه :امزح معك ..لكن لو صدق تبيني اخذك من بين احضان الحبيبه ..لا.....
مطلق بغضب مفاجئ ..قفل الجوال في وجه ناصر
مايدري هالجمله نرفزته بالفعل ..رغم انها مزحه وبعيده كل البعد عن مشاعره .
قاطعت تفكيره نغمه رساله ..فتحها "ألف مبروك ..يالحبيب "
ابتسم ..و رفع رأسه يتأمل السماء المظلمه ..ليفاجئ بالقمر المكتمل امام ناظريه ...

****************************

ريهام و اريام في زاويه ...
اريام بقهر :يا شيخه ..افتكيتي منها ..و لزقنا فيها ..
ريهام :اريام ..لا تسوين اللي سويته ..غلطه عمر ..لما تظنين انك تتحكمين بالقدر .
اريام بسخريه :من متى ؟ بعدما صار سلطان لك لحالك ..جايه توعظين .
ريهام بجديه :لا يااريام لا يروح فكرك بعيد..سلطان ماكان لي و لاعمره حيكون لي ..انا اغلطت في تحديد مصير غيري
اريام :يعني شلون ؟..كل الخطط اللي سويتيها ..طلعت ما منها فايده
ريهام :تعرفين كل شيء تقدرين تغيرينه الا الحب مالك سيطره عليه .
اريام بإهتمام غريب :يعني انتي تقولين ..ان ليلى تحب سلطان ..و هو يحبها
ريهام تحاول تخفي ألمها بعدم الاعتراف الصريح :ما ادري ..يمكن ..
اريام بإبتسامه :على كل حال ..فضي لك الجو..ألعبي على كيفك ..و خلي ليلى على طرف
ريهام:اريام ..انتبهي ..لا تحاولين تدمرين سعادتها ..
اريام بلامبالاه :و انا ويش لي فيها ..سعادتها مو على حساب تعاسه اخوي ..على كل حال ارتاحي انا ماعلي فيها اصلا
وبأمانه ما تهمني ..اخوي احسه مرتاح من غير زواج ..
طالعت ليلى بمكر و كملت بفحيح :في غيري يستنى الفرصه المناسبه ..و كل شيء في وقته حلو .
ريهام وعيونها تراقب ليلى بندم ...
وفي نفسها ..سامحيني ياليلى ..على اللي سويته .. ماادري اختيارك لمطلق كان بمحض ارادتك
او الظروف اجبرتك واوقعتك في فخها ..

************************

ليلى بإبتسامه لسمر اللي ضلت تحكي عن اخوها ..و تجزم ليلى و تقطع الشك باليقين ..ان كل كلمه تفوهت بها لم تسمعها
لكن عندما يلفظ اسمه ..تصحو حواسها من غيبوبتها ..للحظه و تعود ..
سمر :يحب القهوه اللي تسويها امي ..
و يحب النسكافيه ..ما يحب السكر كثير ..
تدخلت سلوى :شكله معقد ونفسيه بالله مافي احد ما يحب السكر
ضربتها سمر :و الله مالمعقد الا انتي ..ليلى شوفيها
ليلى بإحتجاج :سلوى عن الغلط ..تراني ما اسمح لك ..
سلوى تصفق و هند تصفر معاها ..و تدخلت سمر معهم ..و احرجت ليلى من العيون المركزه عليها
سلوى :ياعيني ياعيني .. والله قمنا ندافع ..ايه الله لنا ..
تدخلت وفاء اللي جلست في مجموعتهم .:ماشاء الله عليكم ..فرحونا معاكم ..
ليلى :ماعندهم سالفه ..تريهم مصرقعات طول الوقت ..لاازيدك ...اشرت لسمر وكملت بإبتسامه :اكتملت الفرقه اخيرا .
ضحكت وفاء :والله سمر اللقافه تجري في دمها ..ما تشوفينها في البيت ..مسويه عصابه مع بناتي .
هند :ايه صح ..سمر تقول عندك بنات تؤام .
ابتسمت وفاء و هزت راسها بنعم ..
سلوى : ماشاء الله .تبارك الله ..ويش اسماءهم ..
وفاء :اروى و رنا و رؤى ...
ليلى :يا حلوهم ودي اشوفهم ...اكيد نسخه من بعض ..
سمر تلكزها :قريب تنظمين للعصابه ..
حست بمغص قوي من هالسالفه ..و انها تترك جديها و خواتها ..
وفاء بهمس وكأنها حست بها :وشفيك ياليلى ؟
ليلى :ما فيني شيء ..واشاحت وجهها بعيد عنهم ..
وفاء :الحياة كذا صحيح ..لو ودنا كان مارحنا من بيت اهالينا ونسكن معهم دوم ...
ليلى هزت راسها ولحظه ودها تبكي ..و ترتاح
كملت وفاء وهي تربت على يدها :ان شاء الله تلقي في مطلق ..الشخص المناسب ..ما اقدر اقولك يعوضك عن الاهل
لان الاهل عمرهم ما يتعوضون ..لكن كيف اقولها ..امممم...الشخص اللي يساندك ...و يعوضك عن اللي راح .
ابتسمت ليلى من بين دموعها ...و مسحت دمعه متمرده بسرعه بكف يدها ...مستقبلها مبهم ..كيف ترتاح .
اكتفت بالصمت ..لانه ابلغ من مليون كلمه يمكن تقولها ...


**************************

انتهى اليوم على خير ...رمت فستانها في الدولاب بدون اهميه ..و استلقت على سريرها ..و عيونها في السقف
طلعت صوره باهته ..لكن في مخيلتها ناصعه ..لا تمحى ابد الدهر ..
قبلتها بحراره دموعها المنسابه على خدها ..و انتحبت بفقدان الاحبه ..من هم سبب وجودها في الحياة
هم من يصنعون الفرحه ..بعطاءاتهم ..من يتوجونها بإبتساماتهم ..
ااه يا امي ...و ااه يا ابي ..
اليوم ..سرت في طريق جديد ..لا تخافوا ليس بمفردي ..اخي كان بجانبي
فرحتهم كانت عظميه يا امي ..اخشى ان افقدها معهم ..
جعلوني انتشي بفرحتهم رغم حزني ...
اماه ...اخبروني ان مطلق رجل يمكن الاعتماد عليه ...
ستفرحين ياامي لو كنت معي ..فأين انت ؟
هل تحسبين سنين حياتي ؟ اتعلمين الان اني في الثالثه والعشرون من عمري
هل تتمنين ان تريني ..
اماه انتي في ذاكرتي ..لا استطيع محوك بعدم وجودك
تتعاظم حاجتي لكي كل يوم ...كل يوم ..
و أنت يا أبي ...
ألتمس حبك الكبير لي من خلال جدي ..
اشعر بأن تقاسيم وجهه المجعده ..قد ذهبت ..
عيناه تنطق براحه ..
كم احبه يا ابي ..اراك من خلال عينيه
و اشعر بأنك معي ..
و اخي ايضا معي ..ساعدي الايمن ..كما تركته يا أبي ..مثقلا بهمومي ..
يؤسفني ان اسبب لهم خيبه الامل ..لكن لم يكن بمقدوري الاحتمال...سامحوني

نداءات روحها و حاجات لا بد منها للحياة ..إلتمستها برغبه كبيره
فحضنت الصوره ..و استسلمت للنوم .

************************

فاتن تمسك جوالها بإحكام وسط غضبها :اريام ..انتي شو تقولين ؟
اريام :فاتن ..طيب انتي سألتي و انا جاوبتك ..
فاتن :الله ياخذها بنت اللذين ...طيب ما حددتوا يوم الزواج
اريام :لا ..صراحه ماادري ..لكن مطلق ما تكلم ..و بيني وبينك ..احس ماهو راضي في هالزواج
شكله ما يقول انه فرحان .
فاتن :هو اللي جابها لنفسه ..الله لا ..
اريام بصرخه :فاتن ..لا تدعين على اخوي ...هو ما له دخل في الموضوع ..
حتى ولو ..ما تقدرين تتزوجين واحد ما يحبك
فاتن بإنفعال :انتي ويش قاعده تقولين ..يعني اخوك قيس عاد حب هذي ليلى ...هو رفضني علشان هذا السبب
في كثير من الزواجات صارت بدون حب و عايشين و ماعليهم ....
اريام بتعب :انا ضعت معاكم ..ازعجتوني بقصتكم صراحه ..انتي من طرف و ريهام من طرف ...
ياشيخه ويش هالفراغ اللي عندك انتي وياها ..حب وكلام فارغ ..
فاتن بهم :انتي ما تحسين يا اريام ..حاسه بنار شاعله في قلبي ...
ما اصدق ان مطلق اللي بنيت عليه احلامي ..بيتزوج غيري .
و قالت بهمس :هي حلوه ..يعني احلى مني ..قصدي مين احلى ؟
اريام و هي تحك راسها :كل واحده فيها شيء حلو ..
فاتن بقهر :يعني حضرتك قلتي شيء مهم ...هي حلوه ..اكيد ..لا لا انا احلى صح ..؟ صح يا اريام
اريام بمواساه :صراحه انا اشوفك احلى منها...لا تزعلين يا فاتن ..الله يرزقك باأحسن من مطلق .
فاتن :من قالك اني ابي غيره ...مستحيل تعرفين ايش معنى مستحيل .
وبكت بهستيريا :انا ماابي غيره ..بيرجع لي اجلا او عاجلا ..ما كون فاتن ان ما جبته ..
اريام :فاتن ..شو هالكلام ..تحسبين مطلق ..اكسسوار ولا سياره ..تبكين حتى يجيبها لك ابوك .
اتركي عنك الدلع و خليك عاقله .
فاتن بعدما ضجرت من كلام اريام ...قالت بصوت متعب :انتهينا يا اريام ..جوالي الثاني يدق ..باي

وقفلت و هي تقضم اظفارها ..و عيونها تضيق وتتسع مع كل فكره ...

بهذي او بتلك ..سوف اعيدك إلي ..
لاتهمني الوسائل ..فغايتي اصبو إليها لك انت وحدك
ستكون لي ..لي وحدي ..

"وسط معمعه اريد او لا اريد ضاعت ابجديات ...(انا اريد و انت تريد و "الله" يفعل ما يريد )

*****************************

ابتسم وهو يرمي الجوال بعدما ارسل الرساله له ...
مطلق ..ايها الصديق
ما حالك ؟ اتراك عابرا بدون حدث يذكر
الم تلين ..او تصبح شخصا اخر بعد كل هذه السنين ..
اما زلت بذلك القناع الجليدي ..والمبالاه المعدومه..
ألم يرجف قلبك لانثى بقربك ولو لوهله فقط ليشعرك برجولتك ..المطموسه بين طيات السنين ..
دق الجرس ليقوم يفتح الباب ...و حالما فتحه ارتمت في احضانه تلك الشقراء العابثه..
ابتعد عنها بجسده و ام***ا من كتفيها و بعدها بالقوه وهويلاحظ دموعها ...
ناصر :ماريا ...وشفيك ؟
بكت ماريا وهي تدفن وجهها بين يديها ...قالت بصوت باكي :لم اعد احتمل ..لم اعد احتمل ناسر
عقد يديه على صدره وقال بهدوء:اهدأئي ماريا ودعيني افهم ..
خطت بثقه للصاله و رمت نفسها بتهالك على الكنبه وسط استغراب ناصر ...حركت شعرها الاشقر ليبرق تحت
اشعه الشمس النافذه بداخل الشقه ..راقبها بتمعن وكل حركه صادره منه تشد انتباهه لها ...
رفعت بصرها لتبرق زرقه عيناها و الدموع تزيدها جمالا :لم اعد احتمل تصرفاتك تجاهي..لما تفعل ذلك..
استند ناصر على الجدار و عيونه مازلت ترقب كل حركه منها اجابها بمثل الهدوء السابق :ماذا فعلت ؟انا لا اذكر اني فعلت شيئا لك
ماريا :ألا تفهم مشاعري نحوك ..انا احبك ناصر احبك ..
خطا بثبات وجلس مقابلها وقال بجديه :ماريا ..ماتشعرين به ليس حبا ..انما هو ااعجاب ..
صرخت بإنزعاج :ناسر..انا لست صغيره ..اعرف متى احب ومتى اعجب ..
ابتسم و بداخله مشاعر متناقضه قال بصوت هادئ :ماريا ..اهدأي ..
كلماته كالسحر مفعولها عليها ..استجابت خانعه و عيناها ترسل توسلا لعينيه>> ان افهمني ارجوك ..

في ظاهره صلابه ..لاتكسر ولو بمنجنيق السحر و الفتنه ..
و داخله هش ..حاجته تتفاقم ..
يتيم الام والاب ..فاقد لمن حوله ..
مبعثر الحواس ..و غائب عن العواطف ..هاربا منها
مبتور ..يحتاج وحاجته تفوق قدرته على العطاء ...
عقد حاجبه لفكره طرأت في باله ...
عاقد العزم والنيه ..العوده ..العوده لابد منها
الوطن و لم الشمل ...سيطوي سنين الغربه ويدفن هذه الشقراء بين طيات الماضي ..

******************************

صباحات جديده مطله ..بظاهرها وباطنها نحن منها وفيها ...
في القريه ..حيث الصديقه موطنها..
قامت من النوم مفزوعه ..هذي المره الثانيه اللي تحلم فيها ..
شدت عليها البطانيه ..و عيونها تراقب تعرجات الجدار ...الغير مستوي ..
وجلست فجأه..وهمست بـــ ليلى ..
عيونها على ساعه الجدار..قامت بسرعه ..و ركضت لحجرها اخوها ..
استندت على الجدار ..لما لقيت الحجره فاضيه ..
اخذت ملفعها و على طول خرجت للحوش ..
نجمه :يمه ..يمه ..
ام نجمه :خير ..وشفيك من صبح الله ؟
نجمه :يمه وين عبدالله
ام نجمه :راح مع خوياه ..يقول بيروح البر وياهم
تأففت نجمه و جلست جنبها :يعني ما قدر يروح إلا اليوم
ام نجمه :ليش ويش صاير ؟
وقفت وقالت :مافي شيء..صويلح بيجي الليله صح ؟
:ان شاء الله ..
همست بإن شاء الله ..و نظراتها تصل لحد الجبل الشامخ من بعيد ..
هناك احساس يجعلها تقلق ..تتوجس حذرا..
تعرف انها في حاجه ملحه لها ...لكن كيف ترتاح ووسائل الاتصال لديها معدومه ..


************************

في المنطقه الشرقيه

جوال زياد يدق ..و هو في الحمام
قام سلطان من سريره ..وبدون ما يشوف اسم حرم دافنشي يضيء على الشاشه
بعيون شبه مغمضه فتح الاتصال
سلطان وبدون اهتمام :زياد مايقدر يرد...
ريهام بخوف :زياد وشفيه .؟.
سلطان و بدى يستوعب:مافيه شيء ..لكن هو في الحمام
ريهام برعب :طيب انت مين ؟؟
سلطان :انا ولد خالته ..سلطان ..مين معي ؟
و انقطع الاتصال فجأه ..
طالع في الجوال ..و كشر ورماه على الكومدينه جنبه
ورجع ينام بهدوء ...

في الطرف الاخر :

اهتز قلبها و ضمت جوالها لصدرها تحتوي اشواقها ..
حراره في جسدها انتقلت لعقلها ..لتشعر بنبض المشاعر من خلاله ..
مااقسى ان تكون الوحيد الذي تتلوى من العذاب ..دون ان يعلم احد بك..


لم أعرف أن حبّك تفشى فيّي كمرضٍ خبيث ..
راح يخنق كل أمل للحياة ..
يدمر كل أجهزة الدوران و التنفس و العشق بآن واحد ..!
لكن الأيام أخيراً تقرر أن أشفى منك ..
أن أتخلص من آفة عشقك اللعينة ..
و أن أسترد صحتي .. حيويتي ... قلبي و كبريائي ..
تقرر الأيام علاجي فتحقن دمي بخداعي ...


**************************

عقبك الدنيا عساها ما تكون ...
واشحلاها غير شوفك يا غرااام..
يشهد الله مسكنك وسط العيون ...
وانك اول من صحي فيها ونام..
لو تبي من عمري ايامه تموون ...
فدوتك عمري ولا فيها كلام..

تنهدت بيأس و حضنت جوالها ..هذي الرساله رقم..
غمضت عيونها ..الرساله رقم كم ؟؟؟
فتحت الرسائل المرسله و تنهدت بقهر
مسحتها كلها ..خايفه تشوفها اختها وتسوي لها سالفه
رجعت تتنهد وهي ترجع للورى ..و تسلتقي على سريرها
يارب متى يحن قلبه ؟و يشفق على حالي ؟
متي يحس اللي في قلبي له ..
تعبت وانا شايله في قلبي و ساكته ..
اصعب شي انك تحب و تتقلب على جمر العشق لحالك ..و مافي احد حاس فيك ؟؟


دخلت جود وهي ما*** كتب في يدها لاحظت شرود اختها ..
نادتها بعصبيه :وداد
فزت وداد بخوف و هي تناظر اختها :بسم الله ..خوفتيني خير ايش عندك ؟
جود :سلامتك ياطويله العمر ..
وداد رجعت تنام ولا همها ..ضربت جود الارض برجلها بنرفزه
قالت :وداد ..صدقت نفسك ..قومي شوفي طلال جاب اغراض المطبخ ومافي احد يرتبها
وداد بتعب :مالي شده ..روحي انتي ؟
وطالعت الكتب اللي في يدها وقالت :ايش الكتب هذي ؟مين جابها
جود تقرا اسم الكتب :ارسلتها رغد لي ..
قامت وداد بلهفه و مسكت الكتب ..:بالله ..ايش دوواين شعر و روايات ؟
كانت الكتب كلها كتب علميه ..محاليل و انابيب و لغات مدمجه ..
رفعت راسها لتقابل ابتسامه جود الواسعه وقالت :ويش هذا ؟
جود بفرحه :كتب كيمياء ..ماهي حلوه
وداد تهز رأسها بشفقه وباست يدها وجه وقفا :يالله لا تبلينا يا رب يا كريم ..الناس في االاجازه يدورن الوناسه
و هذي تدور على الغثا و المغمه ..
جود :ايه خليك كذا ..عقليه متحجره .ما تفهمين شيء ..
وداد بإبتسامه :لا الحمد الله ..انا عارفه نفسي ..رياض الاطفال هو حلمي ..لا كيمياء و لا رياضيات .
جود :وقل ربي زدني علما ..
وداد جلست وراقبت اختها تقرأ الكتب بإهتمام ..سألتها :الحين صاحبتك هذي ما تقولين انها عربي كيف بالله
ارسلت الكتب ..
جود ردت عليها بدون ما ترفع راسها :قالت لي ان اخوها ..معه كتب من ايام الجامعه ..و ارسلتها لي
وداد استندت على يدها و سألتها بإهتمام :بالله . .اممم و اخوها هذا الحين ويش شغله بالضبط
جود بنفس الحاله :مهندس ..
وداد : اهاا ما شاء الله ...ايه عيال عز ويش عليهم ..
سكتت وكلمت بلغه عربيه فصحى :ولد وفي فمه ملعقه من ذهب ..
ضحكت جود و قالت بمثل طريقتها :نعم ..انه كذلك ..فاغربي عن وجهي
وداد :فكه من وجهك يا المعقده
مدت لسانها لاختها لجود و خرجت بسرعه ...
وداد رغم كبر سنها الا انها تتصرف كالمراهقات ..
وجود تلك الصغيره المهتمه بأدق التفاصيل
تشعر بأنها المسؤؤله ولاتعلم الى متى ..

عائله ابو طلال :
الاب سعيد متوفي بسرطان الرئه ..
الام :خديجه ..ربه منزل ..كانت تعمل كخياطه للملابس ..لكنها تركت شغلها بعدما توظفوا اولادها ..
طلال :و اكيد عرفتوا مين طلال ..من خلال مجريات الروايه ..
شاب في الخامسه والعشرين من عمره ..يعمل سكرتير في شركه مطلق الغانم
كان حلمه انه يصبح طبيب لكن وفاه ابوه غير مخططاته المستقبليه ...محب و هادئ و طيب القلب .
يشتغل و في نفس الوقت يكمل دراسته في الادب الانجليزي..
وداد :24 سنه ..معلمه رياض اطفال ..حنونه و تحب الاطفال مووت ..رومنسيه و حالمه لابعد درجه..
جود :23 سنه ..جادة و عاقله ..طموحه لاتحركها المشاعر تفكر مرتين قبل تسوي اي شيء ..
في الجامعه قسم كيمياء ...شغوفه بالاختراعات و كل جديد مهم ومفيد ملفت للنظر..

**************************

ليالي طويله حيث مرت على البعض ..
عيون نامت بهناء لم تذقه منذ امد بعيد ..و عيون مشتته أرقها السهر في ليل السهاد..
و مضت ايام سهله على البعض دون شيء يذكر ..
عم هدوء غريب ...تفاءل به بعضهم و الاخرون ..ينتظرون ...

مطلق ...دثر نفسه بهموم عمله ...غير عابئ بوجود تلك الدخيله في حياته
متجاهلا تلك الاشارات الوامضه في طريقه ان يغير مساره ..
ليلى ..راقصه على الشوك ..هانئه به ..
مغلقه باب النداءات الذي تريده كل انثى ..الاهتمام ..و الرعايه ..
مدعيه بعدم الحاجه له ..به او بدون فسوف تمضي >>> هي تعتقد

دخلت سلوى بسرعه وقالت :يا انسه ليلى ..او مدام ليلى..الاخت سمر تبغى تكلمك...
وقفت ليلى ..و خرجت للصاله .مسكت السماعه ..
سمر :صباح الخير ..يا حرم مطلق الغانم
ضحكت ليلى و قالت :صباح النور ..هلا سموره
سمربفرحه :كيفك ؟ وحشتيني
ليلى : تسملي حبيبتي ..و انا اكثر والله ..كيف خالتي و اريام
سمر :كلهم تمام يسلمون عليك ..احم احم ..غريبه ما ذكرت قيس بن الملوح
للحظه تخيلته قدامها ..فاشتعلت خدودها و قالت :حلوه هذي قيس ...
و في بالها صراحه ما تركب عليه قيس وين واخوك وين ؟
ضحكت سمر ..و قاطعتها ليلى :تعالي اليوم عندنا ؟
سمر :والله ودي ..ابستأذن من امي ..و اخوي و ارد عليك ...طيب اسمعي ليلى ..معك جوال ..
ليلى :ايه عندي ..لكن ما افتحه كثير .
سمر :خلاص من بعد اليوم ..خليه مفتوح ..ماتدرين يمكن في ناس ولهانه تبي تكلمك .
سمعت صوت عند سمر ..شكلها امها ..
سمر بزعل :ليلى ..امي اعطتني علقه ..تقول عن القله الادب ..
ليلى :و هي صادقه خالتي ..عن القله الادب ..
سمر :ماعليه ياليلى حسابك عندي ...الحين انا بقفل و ان شاء الله ازوركم الليله .
ليلى :يا هلا والله فيكم ...
سمر :باي يا حلوه
ليلى ..:في امان الله .
و قفلت منها ..و شردت و هي تفكر وعيونها على الهاتف ..
دخلت عمتها وقالت :خير وشفيك متسمره عندك ؟مين اللي داق عليك؟
ليلى تمر من جنبها وترد عليها :سمر
عمتها : امها جايه معها ..يمكن يحددون الزواج
ليلى عملت نفسها ماسمعتها و تركتها ..

*****
دخلت المطبخ و شافت سلوى جالسه تتصفح كتاب طبخ
ليلى تتكي على الطاوله :ويش تسوين انتي؟
سلوى و عيونها على الصفحات الملونه :و الله اكل ...اممممممممم لذيذ
اقتربت ليلى منها وطالعت الكتاب :شكلها حلوه ..لكن صعبه ..امممم شوكولاته ..الله يخسك يا سلوى جوعتيني
ابعدي عني الكتاب ..شوي ولعابي يسيل .
سلوى بتجاهل :باقي ما شبعت ..اصبري شوي .
جلست ليلى في الجهه المقابله و قالت و هي تناظر اصابعها الطويله ..:سمر يمكن تجي الليله عندنا ؟
ناظرت سلوى من فوق الكتاب :صدق ..و الله وناسه و بيجي حبيب القلب
ماحست الا بليلى تسحب الكتاب منها :لاتقولي حبيب القلب ..الرجال ما عرفته الا من يومين..
و من بعدها ما شفته ولا سمعت صوته و انتي حبيب القلب و حبيب القلب ...ما صارت عاد
سلوى بنظره سحبت الكتاب منها و قالت و هي تحرك حواجبها:علشان كذا معصبه ..
لانه ما جاء شافك مره ثانيه او حتى اتصل ..خلاص ياماما ..ابقول لجدي ..زوجوها بسرعه قبل ماتجن علينا .
ليلى وخلاص فقدت اعصابها مسكت شعر سلوى ..و هزتها بخفه ..وسلوى تضحك ..
وسوت نفس حركتها و سحبت شعرها من الشباصه ..و كل واحده تصارخ من الوجع ..
دخل سعود و هو متفاجئ ..عاده يشوف سلوى وهند ..لكن اليوم الموقف غير ليلى و سلوى
ضحك وجلس و حط رجل على رجل وهو يتفرج ..
ليلى بصوت مقهور :سلوى نتفت شعري ..يا دبه فكيني ..سعود الحقني
سلوى :دبه ها ..اوريك الدبه يا لعصلا ...سعود لا تفكها احسن لك
ليلى :فكيني ..و الله انادي جدي
سلوى :خوفتيني عاد ..مايصل هنا الا شعرك خلص
صرخت ليلى ..من الوجع
تدخل سعود و وقف بينهن وكل واحده تحاول تمسك الثانيه ...
سعود بضحكه :عسى ما شر ..مين مسوي لكم عمل ؟ صراحه المفروض هذي المضاربه تصير حدث في مثل هذا اليوم .
سلوى بضحكه :هذي اختك من تملكت شافت نفسها علينا ...
اتسعت عيون ليلى و اشرت لها بتهديد ..سعود طالع ليلى ..ابتسم اول مره يشوف اخته بهاالطريقه ...
ليلى :قله ادب ..انا اوريك فيها ..وخر يا سعود خليني اربيها
سعود :حلوه ..توك تبين فزغتي الحين مسويه مستقويه ...
سلوى تستفزها :انا ادري عنها ..طالت و شمخت ..مالت عليك انتي و زوجك ذا اللي مفتشره فيه
سعود يضحك و هو يشوف تعابيرليلى المحرجه
كملت سلوى :بالله مالقيوا الا اسم مطلق ..شو هالاسم ..قلت الاسامي عاد ..الحمد الله و الشكر
مدت يدها الا تمسك شعرها ..وبالفعل مسكتها وقالت بقهر من اختها :انتي الحين ويش دخلك فيه ..مطلق ..صاروخ
اسمه وعاجبني ..من زين اسمك ..عاد يا بلوى ..
سعود خلص سلوى من يد ليلى ...و الابتسامه على وجهه
دخلت عمتهم وهي تقول :وشفيكم ..صوتكم طالع للشارع ..ويش صابكم ..بسم الله الرحمن الرحيم
البنات طالعوا اشكالهم ..وضحكوا مع بعض ..شعرهم منكوش و وخدودهم حمرا ..
سلوى :مافي شيء يمه ..لكن اعلم ليلى الدفاع عن النفس ..
ليلى التزمت الصمت وطالعت سعود و هو يضحك عليهم ..مسح دموعه من شده الضحك وقال : اليوم تفرجت على مسرحيه
مجانا ..وانا حدي عاد كنت طفشان ..اما الحين مبسوط على الاخر ..صراحه مافي احلى من مضاربه البنات .
وخرج من المطبخ واشكال البنات في باله ..
سلوى تبوس يدها ..وتؤشر لليلى بأن اخوها انجن ..وليلى بنفس الحركه تهز راسها بنعم ..و كل هذا بصمت و إبتسامه كبيره .

******************************

في المنطقه الشرقيه ..

جالس في البلكونه ..في ليل بارد طويل من لياليه ..
دخل زياد ومعه كوب القهوه ..مده له
التفت سلطان جهته وابتسم و اخذ الكوب ..و رجع يطالع قدامه
تكى زياد على الجدار ..و قال :تعرف يا سلطان ..اني احب واحده ما شفتها إلا مره واحده..
ضحك سلطان لكن لما شاف جديه زياد ..سكت
كمل كلامه :شفتها مره ..سكنت قلبي من بعدها ..حسيتها زي الملاك ما تجي الا في الاحلام..ويش يسمى هذا يا سلطان ؟
هل هو حب ؟
سلطان ..و نصل جرحه يزيد عمقا و ألما..و لسان حاله يحكي..

في سواد الشارع المظلم والصمت الأصمّ
حيث لا لون سوى لون الدياجي المدلهمّ
حيث يرخي شجر الدفلى أساه
فوق وجه الأرض ظلاّ ,
قصة حدّثني صوت بها ثم اضمحلا
وتلاشت في الدّياجي شفتاه
قصة الحبّ الذي يحسبه قلبك ماتا
وهو ما زال انفجارا وحياة
وغدا يعصرك الشوق إليّا
وتناديني فتعيى ,
تضغط الذكرى على صدرك عبئا
من جنون , ثم لا تلمس شيئا
أيّ شيء , حلم لفظ رقيق
أيّ شيء , ويناديك الطريق
فتفيق..
ويراك الليل في الدرب وحيدا
تسأل الأمس البعيدا
أن يعودا
ويراك الشارع الحالم والدفلى , تسير
لون عينيك انفعال وحبور
وعلى وجهك حبّ وشعور
كلّ ما في عمق أعماقك مرسوم هناك
وأنا نفسي أراك
من مكاني الداكن الساجي البعيد
وأرى الحلم السعيد
خلف عينيك يناديني كسيرا ..

مشى لجهه زياد ووقف قباله ..و قال بجديه و تصميم و كأن ذروه الامل قد تفجرت لديه
عاد فارسا مترجلا من ارض الظلام ..يحمل مشعلا لفتك اشباح اليأس و الهواده في حق من حقوقه
:برجع اخطبها من جديد

زياد بصدمه و ألم و حيره ...إلتزم الصمت
كان لازم يقول له ..لابد يقول له الموضوع ..الى متى لا هو و لا اهله خبروه ..المفروض مهد له
قبل ما يبنى اماله على وهم مزيف ..
زياد مسك يد سلطان وقال :سلطان ..لازم ...
و توقف الحكي برنين جوال سلطان ..اللي ابتسم و اشار له بصمت ..ورد على المكالمه .
لا ..لا ..توقف ..لحد هنا وكافي ..
كثره الامل تسبب التخمه ..فينفجر عقلك بتلك الاحلام ..رافضها كرفض واقعك لها
وقف زياد و هو في حيره من امره ..إلى متى ..؟؟؟؟
حاول يلحقه ..يقوله ..يكلمه ..
وقفت الكلمات ..وسط ضحكاته الصاخبه..
ظن انه يغتال تلك الضحكه مبكرا ..و يصدمه ..
تراجع زياد لمكانه ..و هز راسه
بدري على الهم ..و ملحق عليه يا سلطان
بتغرف منه حتى تشبع ..الله يعينك

*********************


مطلق ..ذلك السائر على عتبات الحياة ..غير عابئ بها ؟ إلى متى ؟ علامه الاستفهام على رأسه يراها الغير ؟
و هو إلا مالا يعلمون ؟
ليلى ..بذور حياه قد نثرت على طريقها ..لكن كيف ستكون ؟
سلطان ..و ماادراك ماسلطان ..انذرات بطوفان قادم ..فما اعلم وانتم لاتعلمون ؟
والاخرون ..يجب ان يكونوا عابرون .. و ماادراكم ..عن نقطه البدايه

همس الحرف 05-Dec-2018 05:06 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الرائع عشر
سعود

بهجه سكنت قلبه ..وغمرته سعاده
لاول مره تدب فيها الحياة .....
يرى انفعالات مشاعرها ...
لأول مرة ارى روحها من خلال جسدها ...
اشعربأنها حرة تحلق في سماء الحياة..بنشوه

رنين هاتف المنزل اخرجه من سرحانه :
سعود :الو
نجمه :السلام عليكم ..ممكن اكلم ليلى
سعود مدهوش من طريقتها السريعه بالكلام :و عليكم السلام ..طيب ..مين اقولها ؟
تنحنحت نجمه و قالت بصوت هادي وخجول :نجمه
ابتسم ..عرف انها صديقه ليلى
سعود : لحظه اناديها
دخل المطبخ و شاف ليلى و سلوى جالسين جنب بعض و يضحكوا ..
تكى على باب المطبخ و ضحك ..
سعود :والله اللي يشوفكن بهالقعده ..ما يقول توكم مقطعين بعض .
سلوى :يا حبيبي ضرب الحبيب مثل اكل الزبيب ..صح يا ليلى
ليلى تأيدها :صح ..صح ..كلامك درر
ضحك سعود و اشر عليهم بيده :يارب ثبت علينا العقل و الدين ...المهم ليلى فيه مكالمه لك
ليلى وقفت و تثبت شعرها بالشباصه :مين ؟
ابتسم سعود و قال بحيله :مطلق
تشنجت ليلى و شحب وجهها ....لاحظ سعود و ضحك وهويقرب منها
:يا بنت الحلال امزح معك ...لاتموتين علينا
ليلى تضربه على كتفه :يا ثقل دمك ..يا اخي
تركته و مسكت السماعه
:الو
وصلها صوتها المحبب :مالت عليك انتي واخوك ..كان خليتوني انتظر ..لان ماعندي الاانتم
ليلى بفرحه :نجمه ..ياحي ذا الصوت و حشتيني ...
نجمه :والله انتي اكثر ..ليه ما تتصلين ..علي ؟
ليلى :اسفه ..لكن تعرفين مااحب اضايق اخوك ..بما انه مافيه الاجواله ..المهم اخباركم ..والله و حشتني الديره ؟
نجمه :الحمد لله ...كلنا بخير ..والديره على حطت يدك ما فيه جديد ..ألا المسكينه ام سعد ماتت بقرتها .
ضحكت ليلى و ما قدرت تسكت الا بصعوبه ...
:الله يقطع سوالفك ..يعني مافيه الا هالخبر .
نجمه :ايه والله هذا الجديد ..المسكينه سوت مناحه عليها ..ما تنلام والله عشره عمر ..
ليلى و مازالت تضحك ...قاطعتها نجمه : طيب خبريني عنك..
ببرود :باركي لي ..تملكت قبل اسبوع ..يعني صديقتك عن قريب تدخل عش الزوجيه ..
دوت ضحكه فارغه ..
نجمه :تمزحين صح ..
ليلى :و انا من عادتي اتكلم ولا امزح في هذي المواضيع .
نجمه بذهول :مييرالمشكله اني عارفتك ..ليلى ..صدق ..
ليلى :لحظه خليني اروح غرفتي واكلمك ..
سحبت التلفون و دخلت غرفتها ...
و كملت بهدوء :ايه يا نجمه ليش مستغربه .
نجمه :اقول لا تفجعيني ..و الله اموت و انا واقفه .
ليلى:سلامتك ..صحيح كل شيء سار بسرعه ..حصلت ظروف كثيره ..
نجمه :ويش اللي حصل ..؟قولي ما اقدر اصبر
ليلى :ما اقدر اذا رجعت اقولك التفاصيل ..
تأففت نجمه وبعدها قالت بانشراح :طيب ويش اسمه زوجك ويش هو شغله ..قولي كل شيء بسرعه
ابتسمت ليلى و بعدها كشرت لما تذكر وجهه القاسي :اسمه مطلق ..وظيفته..امممم اظن عنده شركه..عنده ثلاث اخوات
و طبعا هو وحيد امه ..و...
نجمه:خلاص وقفي ..ماقلت اعطيني دفترالعايله ...ابغى التفاصيل الثاني ..كيف شكله ويش سوى ؟؟من هالسوالف
ليلى اضطربت وهي ترد بكلمات متقاطعه :مافيه خلاف ..يعني كويس ..يعني ويش هاللسؤال ..ويش سوى ..
ضحكت نجمه وقالت :طيب كم عمره ..؟ خلاص خرجنا من الاسئله المحرجه..
ليلى :في الثلاثينات ..ممكن
نجمه ..:اوف و الله كبير ..
احساس بالضيق من ذكره انتابتها رجفه و بروده غريبه ...
ليلى :اقول اسكتي ..بالله عليك ..عكس ماهو بالمره كبير ..
و استحضرت صورته في بالها ..و غموض عينيه و سطوته الشامخه تهز اعماقها .
نجمه :صراحه ..ما اقدر اصدق ..لكن الله يعيني و يصبرني ..حتى اشوفك ..وقتها اطلع كل حاجه براحتي .
ضحكت ليلى ....
سكتت نجمه للحظه ..و عقلها ينذرها بعدم الكلام ..تشعر بها ولو لم تتكلم..يكفي حتى الان .سأراها قريبا ..
نجمه :خلاص ليلى ..اخوي بيغى الجوال ..سلمي على البنات
ليلى :في امان الله .

قفلوا من بعض وليلى استرخت على سريرها تفكر في الحاضر الغائب ..بوزت و هي تفكر كأي انثى في ايام خطوبتها
ليش ما يتصل او يزور مثل كل اثنين مخطوبين ...ضربت راسها بلطف وقالت تكلم نفسها :وانا ويش لي فيه ..
جاء ولا ما جاء ما يهمني ..و خرجت بسرعه قبل تنهال عليها الافكار الغريبه .

***************************

فيلا الغانم :

سمر تجهز نفسها ..لبست بنطلونها جينز و بلوزه بنفسجيه عليها رسم بنت بشعر اشقر ..
دخلت عليها اريام ...استندت على الباب و في يدها كوب عصير ..
اريام :وين العزم ان شاء اله ؟يا انسه ..
سمر بدون ما تطالعها و هي تلبس ساعتها الذهبيه :رايحه عند ليلى تجين معي
التوى فم اريام :لا والله ..تنكتين
سمر اخذت شنطتها و عباتها وقالت :انتي الخسرانه ..انحكري في البيت ..
اريام :من زين الناس اللي بتروحين عندهم .
سمر بتعينف :عيب يا اريام ..مو شرط تحبين ليلى و اهلها ..لكن على الاقل احترميهم علشان اخوك ..اللي ضحى بحياته
اللي نسيها علشانا .
اريام ماردت عليها وتركتها ..لكن في اعماقها تضارب مشاعر ..
اخوها بالفعل ضحى بحياته علشانهم ..من يوم ولدت و هو اللي شايل كل شيء بوجود ابوه او بدونه ..
الوحيد اللي استندوا عليه ..
وقفت شوي وطالعت للخلف ...و تنهدت .
......
مطلق اللي كان طالع لجناحه شاف سمر و هي نازله ..
وقف في نص السلم ..اقتربت منه بإبتسامه ..و هي تحرك يدها في ترحيب
:يا هلاو الله و مسهلا ..بالشيخ مطلق ولد غانم
طبعت قبله على راسه بعدما ارخى لها ..
ابتسم بحب لبنته الصغيره :هلا فيك ..على وين العزم يا شيخه سمر ..
سمر و هي تغمز:و الله معزومه ..
مطلق يهز راسه بتعجب :اوووووه فيه تطورات ..صرتي تنعزمين ..ومين اللي سمح لك تروحين من غير شوري ؟
سمر بدلع :مطلق ..فديتك لا تردني ..الناس ينتظروني ..
مطلق تكى الجدار و قال بفضول:مين اللي عازمينك ؟
ابتسامه طفت على وجه سمر و هي ترد :ناس من اللي يحبهم قلبك ...
ارتفعت حواجبه و هز راسها بأصبعه :ومين الناس اللي يحبهم قلبي ..؟
تخصرت سمر و قالت بإحباط :مطلق ..لا تحبطني ..يعني وين اروح ..اكيد لليلى ..
مطلق :اهاا ..ليلى .. ؟..صعد درجه
مسكت سمر يده :مطلق ..وديني انت ماودي اروح مع السواق ...بالمره نمر محل حلويات ونشتري
مسك صدغه وشد عليه محاول التهرب من طلبها...:راسي مصدع ...روحي مع السواق وخذي الخدامه معك .

سمر بتكشيره ..ماعلق عليها ..راقبها و هي نازله ..تنهد و صعد باقي الدرجات بتمهل .
دخل حجرته ..طالع الزوايا بصمت ..جلس على الكنبه بكسل و مد رجليه قدامه ..حط شماغه على طرف و عيونه مسمره قدام
يحاكي الفراغ اللي بداخله ..تجاهل الذات و حنين الروح ...و غربه غير معنونه في اي وطن هو ..
دخل الحمام ...اخذ له دوش على السريع ..ولبس ملابسه .. وخرج بسرعه ...
كانت سمر توها خارجه .. ومعها الشغاله .
ناداها مطلق الخارج من الفيلا..و هو يطلع مفتاح السياره من جيبه ..
سمر تطالعه من فوق لتحت بإعجاب :يا عيني على الحركات ..وين اللي راسه يوجعه ؟
ضربها على راسها و هو مار بجنبها ..والابتسامه على وجهه ..."عن طوله اللسان ..عندي مشوار ابوديك واروح له
سمر بخيبه امل :يعني ما تنزل شوي ..على الاقل تسلم و تمشي ..
مطلق :لا ...
انهى النقاس بكلمه حازمه ...وركن للصمت مثل العاده ..بدون تصريح لمايحمله او حتى تلميح يمكن ان يحس به الاخرون .
مر على محل حلويات واشترى كيك شوكولاته مثلما طلبت سمر ...
وقف جنب البيت ..و انتظر سمر تخرج ..قال لها و هو يميل ناحيه الكرسي :اذا خلصت دقي علي ..
سمر :اوكي اتفقنا ..
دخلت من الباب الرئيسي و غابت عن نظره ..ظل دقيقه واقف ..ناظر البيت و بعدها شغل السياره ....

******************************

في المنطقه الشرقيه :
سلطان و زياد يلعبون بلاستيشن ..كره قدم طبعا..
دق جوال سلطان رد بدون مايشوف المتصل
رغد بصوتها الحنون :السلام عليكم و رحمه الله ..
سلطان بإبتسامه لصوت لاخته الصغيره :و عليكم السلام ورحمه الله و بركاته ..هلا والله برغوده
رغد بحزن :ايه سوي نفسك مشتاق ..و انت من يوم رحت ما اتصلت ..
سلطان ترك اللعب و حس بحزن اخته :اعذريني يالغاليه ...لكن اعجبتني القعده هنا ..انا وزياد كل يوم في مكان جديد
صراحه الشرقيه حلوه.....

حاول يطول من كذبه و يدعي بأنه مرتاح و لاهمه احد ...
سمع صوت بكاها ..وقال بحزن :رغوده ليش البكا الحين..والا انتقلت العدوى من الوالده ؟
زاد بكاها و هي تتكلم بإنفعال :تكذب علي ..حالتنا حاله في البيت ..مافي احد مرتاح ..كل هذا علشان ليلى رفضتك ...
سلطان يحاول يسكتها ...و يده تحرك شعره بقهر..
كملت رغد :يا اخي عيش حياتك مثلما هي عايشتها ...انخطبت و مستانسه و ماعليها .....!!!!

لحظه صمت ...تتعاقب خلفها تواليا نبضات مجنونه لا تعرف السكون..ترسل لعقله اشارات خطيره ..
وكأن الدنيا اغلقت في وجهه ..بل اظلمت .
قفل الاتصال فجأه ..و طالع زياد بعذاب
زياد انتبه للصمت حوله ..لف وجهه ناحيه سلطان ..ليغرق مع في الظلام الملتف حوله ..
سلطان بصعوبه :زياد..ليلى...تزوجت غيري ..
لم تبدو الدهشه على زياد و التي قرأها سلطان ..وقف زياد و مشى ناحيه سلطان ..و الكلمات ماتت على شفاهه .
رجع سلطان يتكلم بهدوء مرعب :اقولك ليلى تزوجت غيري ..ما تفهم
هز زياد راسه و قال بيأس :ادري يا سلطان ادري ..
غمض عيونه و رجع فتحها و الصدمه تألمه اكثر من قبل مسك زياد من بلوزته و صرخ بشده:ليش ما قلت لي ..ليش ؟
زياد ..:؟؟؟؟
سلطان :قول ليش خبيت عني كل هالمده ..تعرف اني كنت ناوي اخطبها مره ثانيه و سكت ..
زياد:سلطان اهدأ..البنت راحت في حال نصيبها
سلطان بعنف و قوه ضرب زياد على وجهه ..
طاح زياد على الارض و انفه ينزف ...مسح الدم بيده ورجع يطالعه ..
قال بألم :لو انت في غير حالتك هذي كان رديتها لك .
ما قدر سلطان يستمر ..يخاف يذبحه من القهر و الجنون ..
اخذ مفتاح السياره و محفظته ..و خرج بسرعه .

تساءلت: لماذا الأيام الجميله تكون دائما في الماضي ... ؟!
ربما لانشعر بها الا بعد مرورها ...

****************************

جلست ليلى بين سلوى وسمر ...
سمر بفرحه :و الله اني فرحانه ..عاده انا ماازور اي احد في الاجازه ..
رفعت سلوى راسها عن صحن الكيكه وقالت :غريبه ..ويش تسوين ..طول الوقت في البيت ..احنا اللي في القريه
مانخلي ولابيت ما نزوره ...
سمر :يعني نروح المزرعه او نسافر الطائف بالكثير ..
ليلى :ليه ما جات اريام معك ؟كنا تسلينا شوي
تفشلت سمر من الاجابه و كذبت عليها :والله كانت نايمه...
سلوى بضحكه :عاد نايمه هالوقت ..ويش دجاجه
ضحكت سمر رغم احراجها ..وليلى التزمت الصمت ..ليست بحاجه لمعرفه السبب..فكل شيء واضح .

وقفت ليلى لما سمعت صوت سعود يناديها ...طلعت له
سعود على راس الدرج :ليلى بالله سوي قهوه ..ووديها المجلس .
ليلى :جدي وينه ..بيتقهوى معك .
سعود :لا جدي راح مع عمي محمد...
ليلى بإستفهام :ليش ؟
سعود :سمعته يقول في ضيوف بيزورونه ..ويحب جدي يكون معه .
ليلى :طيب انت وين طالع ؟
سعود و هو يطلع ا لدرج :اببدل ملابسي وانزل .


جهزت دله القهوه ..و حطت له قطعه من الكيكه ..وشالت الصينيه للمجلس..
دخلت و حطت الصينيه على الطاوله ..و فتحت المكيف بعدما وقفت على الكنبه ..وقفت قدامه وفكت شعرها ورفعته عن رقبتها
سمعت الباب يفتح ..وقالت :سعود حطيت لك كيك شوكولاته... ...
المجلس حار ليش ما شغلت التكييف قبل...اسمع ..ويش؟؟!!!!!!!
ولما التفت جهه الباب ..توقف الزمن ..و ما حست بنفسها الا وهي معلقه بين الارض والسماء و بعدها طاحت على الارض ...
ما انتبهت لنفسها وهي تنزل ..
من هول المفاجأه..حست ان الدنيا حمراء من الاحراج ..و ما قدرت توقف ..
ماانتبهت الا بيدين ترفعها من زنودها ...و توقف مواجهه سد عودي وريحه عطره تخترق خلاياها ...
حست بالحراره تحرقها ودها تهرب من بين يديه بسرعه ..
رفعت عيونها تدريجيا ..وهي حاسه بمدى قربه ..طاحت عيونها في عيونه الحاده ..
ارتجفت و سيل من المشاعر يصعقها فجأه
تحررت من يديه ..بسرعه و تراجعت للخلف ..و الخوف احساس هائل يطاردها .
مطلق بصوت لم يحبه اطلاقا :سلامات ...؟
ليلى بهمس لا يكاد يسمع :الله يسلمك ...
انحنى على الارض و التقط شباصتها الورديه ..و مدها لها ...رفعت بصرها لعيونه ..مره ثانيه ..و اخذت الشباصه بخفه
ابتسمت فجأه ...بدون سبب ..للحظه تذكرت نجمه ..لو حكت لها الموقف ..و بحركه سريعه ربطت شعرها ..
حست فيه يخطو خطوه للامام ..يعني يحاول يقترب ..حدقت فيه بعيون مذعوره و كأنها توجه رساله تقول فيها لا تقترب مني .
في معالم وجهه القاسيه المنحوته بملامح مبهمه لم تفهمها ..انبتهت للتجاعيد تتجمع في زاويه فمه ..و كأنه يبادلها الابتسام
اشاره خاطئه لم تعنيه بل لم تقصده ابدا...

********************
مطلق :

ماكان في نيته يدخل ..لكن سعود اللي شافه قبل ما يحرك سيارته ..احرجه ..
ما ظن ان نقطه الالتقاء بتكون بمثل هذا الموقف..كانت واقفه قدام المكيف رافعه شعرها الحرير ..و تلف راسها يمين ويسار
و تلبس بلوزه زهريه بأكمام طويله ..و تنوره جينز ..قامتها طويله و نحيله ...
وده يضحك على شكلها ..وكأنها شافت شبح قدامها ..في غمضه عين شافها طايحه على الارض ..
واحد ..اثنان.. ثلاثه
ما وقفت ..مشى بخطوات سريعه اتجاهها ..م***ا و رفعها ..ولثانيه فقد رغبته في تركها ..
راقب ارتعاش جفونها ..و اهتزازه صدرها ..حس برجفتها بين يديه ..تركها بسرعه ..و كأنه هو قد شعر بالخوف ..
بهدوء سألها ونفس الهدوء المخيف ..ردت عليه

لم يزل يراقب بعثره شعرها بفعل الهواء ..درس حركتها السريعه واحراجها ...ابتسمت ..اهتز الرجل بداخله و طلب المزيد
المعرفه ..كشف المشاعر الزائفه ..سر الانوثه ..تمرد رجل في حضرتها ..تحدي و خوف بعثره ..
بخطوه جريئه رأها مجازفه وهو ذلك الذي يدخل غمار المخاطره في عالم لا يعترف بالجبناء ..اقترب منها
و في نفسه يجزم ان روحه خاويه ...و السمو المعتلي هيبه حياته خاليه ...
جذبه شراره الخوف التي اشتعلت في عينيها ...يرى نفسه في انعكاس صفحه عينها السوداء ..
تذكر فيما مضى ..مثل ذلك الوميض المشتغل في بؤبؤ سوادها ..طفله صغيره كانت..وهل يعقل ياترى ؟؟
ضاع في ابتسامتها ..و ساير لسانه في التحدث مطولا بلا توقف
عقد ذراعيه على صدره و قال بصوت هادئ:ممكن اعرف سبب الابتسامه ؟
ماردت عليه ..اكتفت بالتحديق فيه ..و امتزاج من رهبه و خجل ..و عقلها ينبض بإشارات تحذيريه ..
خلتها تنسى الخطوه الثانيه ...رجعت خصله خلف اذنها ..و ارخت بصرها ..
ليلى بصوت منخفض و بدون تفكير :لأ..
رفعت نظرتها له حست انه بيضحك عليها ..عظت شفايفها ...تدور على كلمه تقولها ..
مطلق :يعني اعتبره سر ..أو ..
ليلى و انفاسها المتسارعه تهدأ :ممكن .
راقب الخصله المتمرده ..شتت انتباهه ..رفع يده و رجعها خلف اذنها ...راقب احمرار اذنها ..و ابتسم من جديد
مطلق ويرجع الى سيطرته سألها :انتي ويش جابك المجلس ؟
ليلى بإبتسامه وكأنها تستفزه و الغريبه انها نست نفسها معه ..ردت عليه و هي تأشر على الصينيه:جبت القهوه...
جمله تعتبرها طويله نطقتها ..بدون اهتزازه او رعشه تبعثر كلماتها .
للحظه حس بثوران الرجل الشرقي في ذروه التملك ..قال بصوته الواثق المخيف :كيف تدخلين مجلس الرجال ؟و انتي مو حاطه شيء على راسك ؟
بخجل الانثى رمشت عيونها ..و قالت :حسبت مافي احد .
.تكلم بصوت الرئيس الرجل ..المالك المنفرد..بعيدا عن الاحاسيس ..وفي غمره العمل وجد نفسه :ثاني مره انتبهي ..
حتى و لو كنت انا الموجود في المجلس ما تدرين من يدخل عليك فجأه؟
غازلته مشاعر جديده و شعر بذوبان يسري في جسده الساكن

إذا ضبطت نفسك متلبساً
بالغيرة "على " إنسان ما
فتفقد أحاسيسك جيداً
فقد تكون في حالة " حب "
وأنت "لا تعلم"..

في نظرتها لغه استهجان و مشاكسه قالت :يعني ناوي تجي مره ثانيه...
طالعها بإستغراب وقال:ليش في مانع عندك ؟
حركت يدها بنفي و توتر :ما قصدت كذا..مجرد سؤال؟
انحنى براسه لمستوى راسها وقال :امممم سؤال ...ارفعي راسك اشوف عيونك ..
ما قصده من ذلك ؟ اهو لا يعرف السبب ..
حدقت فيه و كأنه فحص ..تفاجئ من طلبه و اذهلته النتيجه ..
ارخت عيونها بسرعه خافت من مشاعر غريبه اجتاحتها و عقلها ينذرها من قادم مخيف.
تركت المكان بسرعه ..بدون كلمه
اصراره غريب يصنع من الحرف تفاصيل هائله ..و يعجزتفسير طوفان المشاعر التي توخزه ..
اختفت الابتسامه ..ليحل محلها الجمود ..و يتابع خطواتها بصمت .

خطوه صغيره بالنسبه لها في بدايه الطريق ..تعيدها لنقطه الغموض...
لا تعلم اظن ان خيالات الانثى بهيامها بالرجل الوحيد في حياتها قادها لمسلك اخر ..أهي مثلهن يا ترى ؟
تمردت على سكونها و تحركت من قدامه..وبدون كلمه منه وقف في مواجهه الحائط..
ليذكره بـأنه رجل لايجدي نفعا في هذا النمط من الحياه .وان مابين انثى و انثى علامات فارقه .
هل جعلها مذعوره ..هل فرت منه هاربه..اخوف ذاك ام خجل ..
وانت مادهاك..اي احمق يسأل مثل هذا السؤال.

دخلت غرفتها و قفلت الباب بعصبيه ..و عقلها يودي ويجيب ..
كلامه عادي صح ,,,,
انتي ياليلى زودتيها ..
طيب وشفيها عادي..لازم تهربين من قدامه ..مثل الاطفال
كلامه عادي ...كنتي خليك جريئه
:اووووووووووووووف
دخلت سمر و قالت بضحكه :ليلى بسم الله عليك شو فيك ؟
ليلي بضحكه مرتبكه :مافيني شيء ..سعود طفشني بطلباته
سمر :صدق ..اذا احتجت مساعدتي تراني جاهزه.
ليلى تمسك سمر من يدها :تسلمين ياقلبي ...امشي معي خليني نجلس عند جدتي
التفت لها سمر و قالت :هنوده تقول ان مطلق موجود في المجلس مع سعود ...صحيح ؟
ليلى بتوتر :ايه هو قال لي .
سمر :طيب روحي البسي ملابس كشخه و حطي ذاك المكياج .
ليلى طالعت ملابسها و في بالها يعني كان شكلي عادي ..طيب ويش رايه
قالت :سموره وشفيها ملابسي ..؟
سمر بإمتعاظ :حلوه ..لكن البسي عريان شيء ضيق ..يعني حركات و غمزت عيونها
ليلى فنجلت عيونها منها ..هي بالكاد تقف قدامه و ملابسها عاديه ...ويش عاد لو لبست اللي تقول عنه سمر لاوالله الا الموت .
ضربت سمر على راسها بخفه و قالت :ويش خليت للحريم ..توك ما فقست من البيضه و لسانك اطول منك .
مسحت على مكان الضربه وقالت :هذي جزاتي ..اللي يدور مصلحتك ..
بعدين لا تلومين اخوي اذا دور غيرك ..الشرع محلله اربع ...و اشرت باصابعها الاربع قبال وجهها
ليلى بفضول :سمر هو اخوك راعي حركات يعني ...ما تكفيه حرمه واحده ...يعني صبر كل هالعمر و يبي يتفشش في اربع نسوان ...
ضحكت سمر بشده وليلى مدهوشه منها ..
دخلت سلوى و هند على صوت ضحكتهاو قالت سلوى و هي تطالع لسمر اللي تتلوى من الضحك .:وشفيها الاخت ..ويش قارصها
ليلى بخجل :ماادري عنها ..
سمر تمسح دموع طفرت من عينها :ما ادري عنها هاه...و الله ياليلى ما انتي هينه ..الله يعين اخوي عليك .
تخصرت ليلى و كأنها تعبت من مواجهه سمر :يا شيخه تراك ملقوفه و ما تنعطين وجه
سمر مسكتها :خلاص لا تزعلين ..بقول لاخوي يراضيك ..
هذي المره ضربتها ليلى بقوه على كتفها و تركتها تتوجع ...

تحاول الهروب قوقعه مشاعر لاول مره تكتشفها ..تحاول جاهده معرفه هويتها ..لكن كيف هذا
امام صخره جلمود ..لا يوصلها الى برالامان .

**************************

في القريه :
نجمه تنيم اخوها الصغير و تغني له :سلومي ..ياعيوني...
يقاطعها صالح بضربه على راسها :اعنبوا ويش هالصوت ..لابارك الله فيك .
نجمه بقهر :مالت عليك يالثور ...صحيت الولد
جلس جنبها و نزل قبعته اللي كان لابسها :قومي حطي لي شي اكله ميت جوع .
مدت لسانها و قالت :موت ابركها من ساعه .
صالح مسوي فيها مصدوم :حرام عليك يا نجمه ..تبين ترملين زوجتي اللي ماشفتها ؟
بإشمئزاز ردت عليه :امحق ..من البقره اللي امها داعيتن عليها ..بتاخذك انت يا الثور.
ضحك صالح و قال و هي يلاعب اخوه الصغير :و الله البقره احلى من خشتك يالقرده .
نجمه بزعل :قرده تناقز فوق ظهرك و تنتف شعرك اللي باقي يالاصلع ..قول امين ..
بعد تفكير و تهدئه اعصاب قالت بهدوء وهي تميل نحوه :حاط عينك على واحده ..يا صويلح ..قول مين هي ؟؟
ضربها صالح على راسها وقال بتهديد :صويلح اصغر عيالك..و ثانيا ماني قايل لك عنها ..موتي بحرتك يالقرده
نجمه :عاد ميته علشان اعرفها ..ميير بتقولي اجلا ام عاجلا ..مين بيوصلها غيري .
قامت بسرعه و حطت سالم في حضنه و تركته مبتسم لاحلامه ..

*******************

مت أيها الليل السقيم وأبكني *** وجع الفؤاد فما نامت جفوني
وما انتهى الليل الطويل بوصلها *** حلماً ولا اكتحلت برؤيتها عيوني

بحره هائج ..كهيجان مشاعره ..حلمه ..كمحاره مخبأه في أعماق المحيط ..
ألم ينتهي كل شيء بكلمه ؟لما تعيد الاسى لجويفاء قلبك المعذب و تهلكه ..
ابسهوله تبعثرت ايقونه حلمك ..كزجاجه بلوريه ..

ليلى ...
لما الحلم منكي وإليكي ...
لما مشاعري منهكه كلما فكرت فيك ...
ألم تكوني تعويذه حياتي ..انام بها و اعيش بها ..ترافقني كأنفاسي ..
حبك هاجسي الجميل ...
غمض عيونه ..و احساس هائل جميل يتسرب من جسده ..
و لسان حاله يحكي ...قصه حلمه ...
كان حلما مثل العبير تعبق به الانفاس ... كرفرفة جناح العصفور ...
كرذاذ المطر المنعش كالشهاب المنطلق من قلب الظلام ...
كان مثل البسمة على ثغر البراءة ... مثل الهمسات في اذن الحب ...
شيئا جميلا هائلا يمد جسدي بمفردات الامل المبعثرة ... كطيف في فوج هائل من تعابير الحياة ..
ضوء ملائكي هائل يمتد من الافق ...كصورة حسناء على حرائر النهر ... ..
دفء أحال شتاء قلبي الى ربيع ... و اطل الفجر فرحا في ليلي النائم ...

لكن ما بال هذا الحلم جعلني ابكي في غمرة أفراحي ..
ما باله اصبح كصخرة جاثمة على قلبي و لا استطيع ازاحته ...
اصبح الشحوب يملأ عالمي و الظلمة تمتد الى افقي الغريب و خيالي اضمحل بألوان قاتمة ..
ارتعاش و جمود في مشاعري هدأت عواصفي الثائرة .. وصمت راكد حولي كصمت الابديه ..
ماتت اطياري او نامت في أعشاش خفيه ..
اندثرت كلماتي في وطن بلا هويه مابال هذا الحلم الذي جعل فؤادي يهوي الى القاع متوسلا النهايه ......بقلمي

وقف والتقط له حجر و رماه بكل قوته و قهره و عنفوانه في البحر ...

*********************************

صباحها جميل ..منتعش بأحاسيس غريبه
العايله مجتمعه ...خالتها غاليه موجوده ...
كانت في غرفتها ..تمشط شعرها ...رجعت خصله خلف اذنها وابتسمت ..و هي تتذكره
دخلت سلوى و تأملتها ..قربت منها و هي تؤشر قدامها ..
إلتفتت ليلى لها بدهشه ..
ليلى :خير ويش تبين ؟
سلوى بإبتسامه :الله ما خذ عقلك يتهنى فيه ..
ليلى :مافي اح ما خذ عقلي غيرك ..ناطه لي في كل مكان .إلا قول من اللي جاء عندنا سمعت الجرس .
سلوى رفعت باقه ورد حمراء و رفعت حواجبها :خذي ..شكله مطلق بن الملوح ..مسوي رومنسي ..و الله هالشيبه
خرف ..
ضربتها ليلى و هي تدور على الكرت :ما خرف الا انتي ...
مسكت الكرت ..و ابعدت عن سلوى اللي تحاول تشوف الكلام المكتوب ...
طالعت سلوى و قرت الكرت بصوت عالي :مبروك عليك مطلق ..
سلوى اخذت الكرت و بنفس الغرابه ..طالعت ليلى بنص عين قالت :مين اللي ارسل الباقه ؟
و يش قصدها ؟
ليلى هزت اكتافها و طالعت باقه الورد الحمراء ...:غريبه صح ..
سلوى بشك :لا تكون ريهام النسره..
ليلى :ما اظن ..واضح انها ندمانه و ثانيا ويش دخلها بمطلق ...
سلوى :و الله مالها امان ..اللي سوت سواتها ..توقعي منها اكثر ..
ليلى :والله مدري ..
سلوى اخذت البطاقه و مزقتها ورمتها على طول في السله ...و قالت بحزم :مكانها المناسب ..و لاتظلين تفكرين فيها
ليلى بإبتسامه مصطنعه ...و عيونها على بقايا الكرت ...


"علمت.. أن رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي..و أن الاقدار موزعه بحكمه الجبار جل في علاه فتوكلت عليه "

************************

ليس المهم ان تفعل ما تريد ...بل الاهم ان تريد ما تفعل ..

مطلق في مكتبه ..يدفن نفسه بين الاوراق و المشاغل ..و يضيع في عالم الحسابات
بدون مبالاه ..ككل صباح يمر عليه ..لا شيء يذكر إلا ..؟؟
ارخى نفسه على كرسيه ..و تنهد ..طالع ساعته و رجع تأفف
اغمض عيونه لفتره و طلت صورتها من عمق ذاكرته ..و ابتسم ..فجأه
ارتجافات صوتها الدافئ ..ترسل له تيارات من المشاعر ..
وللحظه مرت فتاه الجبل تلك امام ناظره ..
استقام بأهميه و كانه يتوغل في جوف ا لماضي ليستحضر صورتها الفتيه امامه ..
نفس العينين ..لها ومضه الخوف و الطفوله الغريبه ..
تراها مجرده من كل شيء ..شفافه ..تسبرها بسهوله ..
تنهد وكأن تفكيره جمح لابعد ما تصور..يا للا وجود هذه الفتاه في حياته ..
هل ستذيب ذلك الجليد الذي يكسو قلبي ؟و تكسر الجمود الذي يلف حياتي ؟
مابالك ؟
هل تؤرقك تلك الحسناء ؟
هل تصعب عليك الامور ؟ بحيث تقفز بأفكارك بعيدا ..و تنتهي بها
اابعثرت مشاعرك المتجمعه ..انثى في جسم عصفور
تدعوك لحياتها ..وانت رجل من زمن قاسي بث في قلبك قوه لا تنهار امام العاطفه ..
تحتاج للركون الى زاويه وتتمتع بهدوء الحياة..
ليلى..ما سرابتسامتك المنشيه في عالمي ؟
كيف القادم معك ..وانا رجل ثائر متحدي لا اخاف المخاطره
لكن بوجودك بت اشك في ذلك .

وصله /ما لا نستطيع فهمه بالكامل لا نستطيع السيطرة عليه...


دق هاتفه للمره الخامسه على التوالى وهو في غمره تفكيره ..
رفعه ليصدمه تلك الهمسات جانبيه معذبه بين اركان الصمت ..تخدش الحياء و تمزق عذريه الاخلاق ..
تأخذك الدنيا بمفاتنها و يقودك ابليس ..إلى متاهاتها و طرقها الملتويه ..
و تظن نفسك لا تفعل إلا الصحيح ..و لا تخاف ابدا

بهمس معذب :أحبك ..
ما يقدر يجاوبها ..انفاسه طويله هادئه ..
زاد همسها ارتفاعا :و الله احبك ..
غمض عيونه ...و مشاعر تحتد و قلبه يعنفه ...بعذاب
قفل جواله في وجهها ..للمره العشرون ارهقته عاطفتها .
تركها لضعفها و في اعتقاده انه قوه منه ..
لا يلعم ان ممارسه التعذيب بقصد او بدون قصد ..معاناة للطرفين ..يجب ان ينهيها..
الى متى و هو يخفي ذلك لعله يجد من الصبر والانتظار غايه ..لكن لا فائده
.....................
اطلق نفسا قويا ..و نفخ صدره و عيونه تصل الى ابعد مايرى ..
تأمل الفراغ..و بتصميم حسم امره و انتهى .

************************
صباحها جميل ..منتعش بأحاسيس غريبه
العايله مجتمعه ...خالتها غاليه موجوده ...
كانت في غرفتها ..تمشط شعرها ...رجعت خصله خلف اذنها وابتسمت ..و هي تتذكره
دخلت سلوى و تأملتها ..قربت منها و هي تؤشر قدامها ..
إلتفتت ليلى لها بدهشه ..
ليلى :خير ويش تبي ؟
سلوى بإبتسامه :الله ما خذ عقلكيتهنى فيه ..
ليلى :ما خذ عقلي غيرتس ..ناطه لي في كل مكان .إلا قول من اللي جاء عندنا سمعت الجرس .
سلوى رفعت باقه ورد حمراء و رفعت حواجبها :خذي ..شكله مطلق بن الملوح ..مسوي رومنسي ..و الله هالشيبه
خرف ..
ضربتها ليلى و هي تدور على الكرت :ما خرف الا انتي ...
مسكت الكرت ..و ابعدت عن سلوى اللي تحاول تشوف الكلام المكتوب ...
طالعت سلوى و قرت الكرت بصوت عالي :مبروك عليك مطلق ..
سلوى اخذت الكرت و بنفس الغرابه ..طالعت ليلى بنص عين قالت :مين اللي ارسل الباقه ؟
و يش قصدها ؟
ليلى هزت اكتافها و طالعت باقه الورد الحمراء ...:غريبه صح ..
سلوى بشك :لا تكون ريهام النسره..
ليلى :ما اظن ..واضح انها ندمانه و ثانيا ويش دخلها بمطلق ...
سلوى :و الله مالها امان ..اللي سوت سواتها ..توقعي منها اكثر ..
ليلى :والله مدري ..
سلوى اخذت البطاقه و مزقتها ورمتها على طول في السله ...و قالت بحزم :مكانها المناسب ..و لاتظلين تفكرين فيها
ليلى بإبتسامه مصطنعه ...و عيونها على بقايا الكرت ...

"علمت.. أن رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي..و أن الاقدار موزعه بحكمه الجبار جل في علاه فارتاح بالي "

****************************

ريهام في المرسم ..تصب كل اهتمامها بلوحه فنيه ..ملهمه ..وقفت قدام اللوحه و هي تميل براسها تراقب الخطوط
حكت اعلى حاجبها ..و رجعت تتأمل اللوحه ..
امها في زياره لجارتها و اخذت معها الشغاله...و ريم في حجرتها
جرس البيت يدق ..انتظرت دقيقه ..دقيقتان ..ثلاثه ..
تأففت بقهر ..
:ياووووه من ثقيله الدم اللي تزور في هالحزه ؟
خرجت بسرعه ..من المرسم طفشانه من اللي قاطع حبل تواصلها مع اللوحه ..
بدون ما تنتبه لشكلها ..
فتحت الباب بدفاشه ...و لفحتها حراره الخارج ..
غمضت عيونها بتأثر و قالت بصوت عالي :خير ..مين ؟
رفعت يدها عن عيونها وحدقت في الواقف المذهول بل المنصعق منها ..
شهقت بخوف و اطرقت الباب بقوه في وجهه ..اهتزت لها اركان البيت ..
ضربت نفسها بكف ..على غبائها ..
دخلت المطبخ بسرعه و توجهت للشباك ..طلت منه بخوف ..
ماشافت الا قامه طويله تخرج من البوابه الرئيسيه ..
تنفست بخوف و تأنيب ..و همست لنفسها :غبيه ..غبيه
ريم الخلف بصوت ناعس :ريهام ..
ضربت راسها في طرف الشباك وغمضت عيونها من الالم ..إلتفتت لأختها بلوم ويدها على مكان الضربه
:يااختي ..دستور
ضحكت ريم وهي تعدل نظارتها الطبيه على عيونها :خير وشفيه ؟سمعت صوت الباب يتقفل بقوه
ريهام بلوم :امي الله يهديها ما حبكت تزور الجيران الا اليوم ..
ريم :ليه ويش اللي صاير معك .؟
ريهام بغضب:الجرس كان يدق ..صبرت عليه ..قلت يمكن ثقيل الطينه اللي ماعلمته امه الذوق .ينقلع ويدور له شغله
لكن وين ؟ دق الماء و هو ماء ..
ريم بنفاذ صبر :طيب وبعدين ؟
ريهام :الاخ حط يده على الجرس و ما تركه الايوم فتحت له الباب ..
ريم بفم مفتوح و عيون متسعه :وفتحتي له الباب و انتي بشكلك هذا ..واشرت لها بأصبعها
ريهام تطالع شكلها ..:وشـ.....
رجعت تطالع شكلها بدون تصديق ...كانت لابسه ملابس الرسم المعتاد ..
بنطلونها الجينز الباهت و المتسخ و بلوزتهاالبيضاء بدون اكمام ..وعليهامريله مثل مريله الطبخ ..كلها ألوان ..
وطبعا شعرها حدث ولا حرج ثبتته بفرشاه ألوان منكوش من الاطرف و بشرتها معلمه بلونين أزرق واسود ...
طالعت في اختها ..برثاء و حطت راسها على الطاوله تخفي مدى غبائها ...
وريم ..لقيت لها سبب للتعليق والضحك طويل الامد ..

*****************

في مكان اخر :
ترك البيت و صورتها الطفوليه تعبث بأفكاره
ابتسم على شكلها ..
استبعد ان تكون الخدامه ..واضح انها تحب الرسم
اكيد ..الالوان على وجهها وملابسها اكبر دليل انها رسامه ..
عيونها البراقه تخالطها حده مزاجها ..
و مشاعرها تصبها امتزاج ألوان على لوحه بيضاء
ادرك ان قلبه ينبض بقوه ..
حط يده على صدره يجهل علته ..
مايصير الله يسويه ..
البنت مايعرفها ..

ردد بصوته العذب "استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم و اتوب إليه "
و كرره لاكثر من مره يمحو بها ما طالته عينيه في ما لا يجب ...

و توجه مباشره لاحدى الاحياء الفقيره ...

في منزل يظنه المار مهجورا ..مالم يسمع صوت الاطفال منه و ان سمعه ظنه مسكونا ..
داخله ليس بأفضل حال من خارجه ..يكاد يهوي على ساكنيه ..
لكن ما لحل ؟الحياة ارتضت لهم بهذه الحاله ..
الفقر ..ليس عيبا ..وليس عارا على احد
بل العار على من يرونهم وايديهم ملقاه بجانبهم ..ووجوههم تمتعض عندما تراهم و كأنهم لا يستحقون العيش .
خرج من سيارته ..و عيون الفضوليين يقيمونها و ترتفع تقديرات صاحبها بما يرونه هم ..
يعني بإختصار المظاهر التي تكسب حاملها الاحترام او الابتذال .
اخرج أكياس و ألعاب ..زي كل مره يزورهم فيها ...
اكثر من مره يجيهم و باقي نفس النظره ما اختفت ...قفل جواله علشان ما احد يزعجه .
الحراره ..تلفح وجوههم الصغيره و هم قابعون تحت الشمس ..ينتظرونه ..بلهفه و شوق
إبتسم بحب لوجوههم الطفوليه البريئه ..
قرب طفل في الثانيه عشره من عمره ..وجهه الاسمر من اثر الشمس و عيونه الرماديه ..تجعله يتعلق فيه
كل مره يزورهم فيه اقتربت طفله اكثر جمالا..بغمازتها في وجهها المستدير و عيونها مثل عيون اخيها ..
و شعرها الاصهب يلمع تحت اشعه الشمس الحارقه...احتضنه بشوق ..و نزل لمستواه ..
؟:ليش قاعدين في الشمس يا بوي ؟
الطفل و هو يطالع اخته ببراءه :كنا ننتظرك ؟ويش جبت لنا هالمره ..
عيونه تدور على ضالته في كل مره ..
ابتسم و طالع الصغيره الصامته :و ا نتي يا حلوه ..تبين هديتك اليوم ؟
هزت رأسها بخجل ..و حطت يدها على فمها ..وضحكت ..
فتح الباب و عيونه تدور في ارجاء البيت ..
شافهم فتحوا الهدايا و كل واحد التهى في هديته ..
دخل بسكينه و كأنه معتاد على العيش بين جدرانه .
يبحث عن ظلها ..عن جسدها الضئيل ..المثقل بهموم السنين ..
كانت في المطبخ ..او بقايا مطبخ ..كم صحن و كم كوب .. ..
عيونه مرت على نحول جسدها الذي يكاد يختفي ..
كم يشعر بالبكاء عندما يراها ...
روحه تتمزق و قلبه يتقطع خوفا من القادم ..
الى متى .؟ الى متى
اطلت بوجهها و علت ابتسامه كبيره لا تستطيع اخفاءها ..
حلم صغير تجسد امام ناظريها ليرتوي الشقاء بأمل ناضج ..و تنسى العذاب كله ..
اقتربت منه و بدون كلمه لا منها و لامنه ..لمته لحضنها و لم ترتوي ..
وده يدفن روحه في جسدها و يكتفي من الحياة ..كفايه عليه يشم ريحه جسدها الطاهر و يرتوي منه ..ماعمره ارتوى
حياته ناقصها الحنان ....
مسكت وجهه بيديها الحانيه ..و ابتسمت بفرح و إبتسامتها تعكس صوره حسناء في العشرين من عمرها ..
اي كلمات قد توازي لقاءها به..ماتت على شفاه الرجاء ..و ابتهالات الحياة ..
مسح دمعه خانت رجولته ..و انتفض ..يتمرد ..يثور..يكره ضعفه في غير محله ..
تنهد بوجع ..وعيونه على ملامحها ..في كل تجعيده قصه و حلم و عذاب ..
في كل غمضه عين ..رحله و هم و عمر مهدور ..
سكونها ..صرخه مكتومه ..تمتد للعمر الطويل ..و فرحتها مؤجله ليوم في علم الغيب ..
حاله ..لا تصفه الكلمات او تعبر عنه مفردات لا تحصى ..ما يجب ان يكون او لا يجب ..هذه هي المسأله ؟!!
حزنه و جراحه..لا تصاغ بسهوله بل تبقى دفينه في قلبه ..
يدرك ان معاناته طويله و ينتظر و يصبر ..سلواه فرج قد يطول امده ..لكنه فرج ..
"ما اغلق الله باباً إلاو فتح نافذه"
سيمر ذلك الضوء ..فهو متأكد ..سيسعى إليه عداءاً..اذ لزم الامر
سيبصر النور ..و سيجعل روحها ترتوي من ربيع الحياة ..كزهر في انتعاشه الربيع ..
سيصنع سعادتها ..و يمرغ التعاسه في الوحل ..منتقما منه
سترضى نعم سترضى ..
قبل رأسها ..بحب كبير ..و ابتسمت بخجل ..


آصـبر ..,,

مــصير آلشـمـس تـطلع وأنــآ أبــوك ..,,

وأمــي ..,,

تــقول: "صــآدق كــلآمه .. وأنــآ أمــــك ..!!

****************************

انزوت لركن خالي تبكي بحرقه ..
الى متى يا قلبي تهوى العذاب وتعشقه ؟
لقد اغلقت كل الابواب في وجهي..
حتى ذاك النور الذي ابصرته صار سوادا مضمحملا ..
اكان كلا شيء سرابا ؟
اعشقت وهما ..مر بي
يا لسذاجه تلك المشاعر .

دخلت جود و تأملت اختها ..عرفت انها تعاني لوحدها قدمت لها النصيحه
لكن الفاصل كان الذي تحمله في رأسها ... والنابض بين ضلوعها
اقتربت منها ..وجلست بهدوء تراقب تلك الخطوط في يدها ..
وسالت بهدوء يخالطه يأس :سويتي اللي تبينه ؟
وداد بدون كلمه ..سوى دموع تعبر عن خيبه املها الطويله
رجعت وسألتها : شو صار احكي لي ؟
وداد :الله يخليك يا جود ..اتركيني بحالي اللي فيني يكفيني
وارتفعت الرايه حينها ..توقف و تمهل او انحرف
لم تعد تجدي الكلمات نفعا ..بل هي ضائعه لا معنى لها
مجرد حروف غير مهمه ..قد تنطق بها الشفاه لكن لا يتقنها العقل ..
و تركتها لنفسها تداوي علتها و تلعق جراحها بطريقتها ...

****************************

المنطقه الشرقيه :

كان يرتب ملابسه ..متجاهل سؤال زياد له ..
م*** زياد من يده ولفه ناحيته ..وقال :سلطان تعوذ من الشيطان ..يعني بتعاقبني ..لاني ما قلت لك ..
سلطان بلوم :لاعقاب و لاشيء ..مليت الجلسهه هنا ..مالها لزوم..
زياد :ممكن اكون اخطأت لاني ما قلت لك ..
سلطان بسخريه :ممكن ..قصدك اكيد ..تتركني طول هالوقت مثل الغبي ..
و تقول يمكن ..هذا وانت صديقى المقرب و تعرف كل اسراري .
زياد :سلطان ..كنت متأكد انك بتعرف في النهايه ..لكن حبيت انك تكون هديت من بعد رفضها لك ..
سلطان بضيق :ابدا.. ما هديت ..لا تحسب سكوتي رضا ..انت استغفلت مشاعري وعاملتني مثل المراهقين .
زفر بقهر و كمل و هو يشير لنفسه :انا كنت مجروح .و انتم كلكم زدتم جروحي ..
و رجع يرتب في ملابسه :لا تحسبني برضا و اسكت ..ابدا
زياد بشك :ويش قصدك ؟
سلطان :قصدي واضح
زياد :سلطان انت رجال عاقل و فاهم مالها داعي تحرج نفسك .
سلطان بغضب :احرج نفسي اذا رضيت بالحاله اللي انا فيها ..ودي اعرف هي رفضتني ليش...
و الشيخ اللي وافقت عليه لاطين عيشته ..و اخليه يغير رايه ..هذي بنت خالي و انا اللي احق فيها ..
زياد بصدمه :سلطان ..انت قد هالكلام ...
سلطان :ما انا ولد ابوي اذا ماكنت قدها ..
مشى من جنبه و م*** زياد :طيب انتظر بمشي معك ..
سلطان :انا استأجرت سياره ..ودي اكون لحالي ..
زياد بعتب :افااا و هنت عليك ...
سلطان بإبتسامه مقهوره :مثل ما هنت عليكم..
حس ان كلماته تشغل فتيل الغضب منه :انت مجنون البنت رفضتك و خلاص ...
كان لابد انها تتزوج اجلا ام عاجلا ..يعني ايش تقف لها بالمرصاد ...يا انت ..يا على الدنيا السلام ...انت مجنون
سلطان بصراخ :ايه مجنون لو تركتها تروح من يدي ..مجنون صحيح ..لو سمعت كلامك ..

تركه زياد مصدوم منه ..ابدا ماكان يتوقع يشوف صاحبه بالصوره هذي ...صوره باهته لم يعرفها ..
شعوره بالغيره مزق كل ذره عقلانيه ,حطم جلاده صبره الباقي..

فالحب الكبير يولد الغيرة .
والغيرة الشديدة تقتل الحب

**************************

جمعت كل الصور و على كل صوره كتبت تعليق و قصيده في ألبوم تحمل عيونه الساحره
تصنعها كطفله ..تداعب مشاعرها بحنان و رقه ...
احببته منذ الصغر و حملته داخلها ..فلم تنتبه بأنها لا ترى سواه في الوجود..

طلت والدتها بمكياجها الكامل :فاتن انا رايحه عندي حفل زواج ..؟
فاتن بدون اهتمام :مع السلامه
ام فاتن :شو قاعده تسوين ؟
فاتن طالعتها ببراءه مثل الاطفال و كأنها منومه مغناطيسيا :اطالع صوري القديمه ..
ام فاتن :طيب يا ماما ..تعشي مع ابوك اذا جاء
رجعت و انشغلت باللي في يديها :ابوي دق قال بيتعشى مع اصحابه ..
ام فاتن ناظرت الساعه و قالت بعجله :اوكي..تعشي وحدك..يالله انا تأخرت مع السلامه .
هزت راسها ..بعدم مبالاه ..و حدقت في صوره ضاحكه قدامها و ضحكت و هي تضمها لصدرها ..
رن جوالها فتحته على طول :اهلين
باسم:اروح ملح انا من هالصوت
ضحكت بنعومه وقالت بدلع:باسم ...خلاص
باسم :يا عيون باسم ..
فاتن :تسلم يا حبيبي
باسم :لا في هذي انا انتحر..شكلك ناويه علي يا بنت الناس.
فاتن :وينك انت ..لك مده ما تدق و لا ترسل ...ليه تتغلى علي..
باسم :يا عيوني ..وحشتك ..
لفت شفايفها قالت بدلع :اكيد وحشتني ..
طالعت الصوره اللي في يدها ..و لسانها ينطق بكلام عشق ..ما تعنيه إلا لواحد سلب عقلها
ارتسم لها من بين كل الرجال..و ما تشوف غيره ..

***********************


ابطالي في حاله سكر وانتشاء مؤقتا ...
بعضهم قد استيقظ من غيبوبه الصمت والاخرون للتو يدخلون فيها
مابين هذا وذاك ..سيعودون

همس الحرف 05-Dec-2018 05:07 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الخامس عشر :

رفع رأسه شامخا بفخر و اعتزاز و قدمه قد وطأت تلك السمراء ..ارض الوطن
حيث العشق الازلي ..حيث الاجداد وضعوا رواسي الاصاله ..
حيث تسمع في جنباتها وقع الخيول وصهيلها الحر ...فدائيه الروح والجسد هو نبع الارتواء
نبع الوفاء ..الاخلاص والتضحيه مقابل كرامه ارض و هويه وطن ..
ضمته الارض الطيبه و حضنته بكل امانه ..
ارض ليست للبيع ابدا ولن تكون بمشيئه الله ...

ابتسم و هو ينقل هاتفه لاذنه و قلبه يرن مثل ذلك الرنين المتعالي من الجهه الاخرى ..
:الو
ناصر :الو السلام عليكم
مطلق :ياهلا والله وعليكم السلام ...
ابتسم ناصر وقال :ابغى فنجان شاهي بالنعناع جاهز على الفور ..ربع ساعه وانا عندك
مطلق :ناصر ..تتكلم جد ..ليش ماقلت لي ؟
ناصر :حبيت اسويها لك مفاجأه ..
مطلق بفرحه صديق :تو مانورت الرياض ..انا جايك الحين
ناصر :ابو ناصر اقول خلك في استقبالي ..اني واصلك الشركه
مطلق بضحكه :حياك الله ...انا في الانتظار
وقفل منه وقلبه يضحك ..و اخير بيلتم الشمل و تعود الحلقه المفقوده لاكمال الدائره ..
تنهد براحه اخيرا ...صديق الحياة الوحيد بيكون بالقرب ..

******************

كان الوقت الظهيره لما سمعت طرق الباب بقوه ..
قامت سلوى من مكانها و لحقتها ليلى ووقفوا قدام الباب ..
سلوى :بسم الله ..خير ان شاء الله مين اللي يدق بهذي الطريقه
ليلى بنفس الحيره :يارب سترك ان شا ءالله خير .
خرج سعود بسرعه ..و فتح الباب ..
دخل سلطان بهدوء مبطن بثوره غضب ..و بعد السلام ..دخل للمجلس
وقف في نص المجلس و عيونه تترقب سعود ..
سعود حس بإحساس غريب جيه سلطان وراها سبب و السبب هو يعلمه :
تقرب له سعود وسأله :الحمد لله على السلامه
سلطان :الله يسلمك ...صدق ياسعود اللي سمعته
سعود :حياك يا رجال اجلس و تقهوى وبعدها نتكلم
سلطان :ماعندي وقت ,,قول الكلام صحيح او لا
تنهد سعود وعيونه ابت ان تلمح تلك الوخزات التي تتطاير من سلطان البائس :ا ي كلام يا سلطان
سلطان بنرفزه :انت تعرف عن اي كلام اقصد ..عن ليلى صحيح اللي سمعته
سعود و شاء ان يختصر ذلك العذاب وينهي امله المعدوم :ايه يا سلطان الكلام صحيح

تجرع تلك الغصات بكبرياء رجل محاولا ان لا تهزه خيبات الامل و حطام الاماني
و ان يظهر بجمود وصلابه ..غير مبالي لكن هيهات

قال بهدوء :ليش يا سعود .
ابتسم سعود و قال مسايرا لمشاعر سلطان :النصيب يا سلطان ,,النصيب يا خوي
تراجع للخلف وغمض عيونه يهدي من روعه قال بصوت غاضب : انا قلت لك اعطيني فرصه معها ليش خنتني يا سعود
استغرب سعود لهجه الاتهام اللي يتكلم فيها وقال بهدوء :سلطان تعوذ من الشيطان ..البنت اعطتك ردها و خلاص الحين
هي على ذمه رجال ثاني ..
تردد اصداء تلك الكلمه ..و كأن نصلا حادا ينغرز بداخل قلبه منطلقا اهاتا لا يسمعها سواه
رفع يده و مسح وجهه و عيونه تركز على نقطه سوداء بعيده رسمها عقله للابتعاد قليلا .. وللتروي قليلا
لمحو صوره العذاب من وجهه ولو قليلا ..وكل هذا اصبح مجرد رغبات
اقترب سعود ومسك كتفه وقال بحده صديق مبطنه بود ولين :سلطان ..انا كنت اكثر الناس فرحه لما جيت و خطبت اختي
لكن ربي ماشاء ..لا تحط بيننا الحواجز في مسأله مالنا يد فيها من البدايه ...
ابتسم سلطان يخفي مراره قد ارتسمت على ملامحه وقال : قلتها يا سعود النصيب ..النصيب
يالله انا استأذن ..بروح البيت
م*** سعود وقال :اقعد معنا للغداء ..
سلطان :تسلم يا سعود ..لكن والله هذي رجعتي من السفر ..حتى البيت مامريته
تركه سعود والابتسامه تبدد ملامح الضيق و الغضب :على راحتك ..نلتقي ان شا ءالله
سلطان :سلم على اجدادي ..والسموحه منك يا سعود

قالها مودعا ..نثر كلماته البائسه بخيبه امل ما تلبث ان ترجع و تفتح جروحه ..و ينتظر مرور الالم عابرا بدون شيء يذكر
متجرعا طعم اليأس بحرات العذاب ونفاذ الصبر ..و تحت تلك الشمس الحارقه نفث دخانا من حلم مكتوم تحول لرماد وبقي
الغضب يشعل في نفسه نارا عظيمه .يخاف شرها و خيرها ...

*******************

دموع على مرأى الحقيقه الموجعه ..لم تكد ان تتخطاها حتى عادت و طفت على وجه الحياة..
ادركت بمراره الالم الذي صنعته لغيرها ..و هاهي العقوبه الصارمه التي تستحق ..تتجرعها بصمت.
تذبل رويدا .. رويدا ..تحت السحق المستمر لمشاعرها الحيه النابضه داخلها..

كانت تجلس في الحديقه تراقب من بعيد ..دوران نحله عاجزه عن ايجاد زهره ترتوي منها .
التفتت للقادم و ابتسمت ...جلس جنبها و مد يده لكوبها ..يشرب منه
زياد :صباح الخير
ريهام :صباح النور ..غريبه اشوفك مبكر اليوم ..شو عندك ؟
زياد :عندي مشروع جديد ..شركتنا متعاقده مع شركه كبيره ..و عندها مخططات كبيره للبناء ..
ريهام :الله يوفقك ان شاء الله ..
زياد :الله يسمع منك ..لازم ابذل جهدي ..لانهم طلبوني بالاسم
ريهام بضحكه :و الله صرت مشهور..
حرك شعره لورى و قال بغرور :من زمان ياماما..لكن انا متواضع ما اقول لكم ..
ريهام :اقول لايكثر ..انت و تواضعك
اخذت كوبها من يده ..
زياد:ميته على هالكوب ..من زينه ..الود ودي اعرف من حرف sاللي حاطته ..
و طول الوقت ماسكته ومحافظه عليه ..و لا قطعه اثريه ..
علا احمرار وجنتها بإفراط و كأنه ضغط بيده على موقع جرحها ..قالت بإرتباك :هذا حرف اعز صديقاتي .
زياد :و الله انتم يا البنات مخفه صراحه ..
ضربته على كتفه و هويضحك على تعابير وجهها ..
مسك الجوال ورفعه لاذنه و هو يتفادى ضرباتها له ..
رجع دق على الرقم ..و قال :هذا الولد بيدخلني شهار من اوسع ابوابه ..
ضحكت ريهام :اصلا انت خالص ..من هو ذا اللي بيسوي خير فيك
زياد بقلق :سلطان
بلعت ريقها وهي تسوي نفسها طبيعيه :علامه سلطان ؟
زياد :دقي على اخته اسأليها هو في البيت ؟
ريهام :وانا ويش دخلني فيكم ..دق على البيت..
زياد :ريهام و الله اتكلم جد ..بقولك لكن بعد ما تكلمين اخته و تسألينها ..
تأففت ريهام و مسكت جوالها ..و اتصلت على على رغد على طول
رغد :اهلين ..شو هالصباح الحلو اللي اسمع فيه صوتك
ريهام:تسلمين ياقمر ..ازيك يا حلوه
رغد :الحمدلله ..انتي ازيك ؟
تدخل زياد ..بسرعه قلبتيها مسلسل مصري ..
والله لو اقعد استناكم لبكره ما خلصتم من المجاملات والسوالف ..
رغد بضحكه :وشفيه الحج متولي ..زعلان
ريهام :حلوه الحج متولي ..طفشني يسأل عن سلطان يقول هو في البيت ..؟
رغد :لا والله توه خارج مع ابوي ليش يسأل ؟
ريهام تطالع زياد :يقولك يدق عليه لكن ما يرد ..
رغد :ما ادري يمكن حطه سايلنت او نسيه في السياره
ريهام :ماعليه ..سوري على الازعاج يا رغوده لكن حكم القوي
رغد :ولو ..يعني الله يخلي الحج متولي ..اللي سمعنا صوتك
ضحكت ريهام و قالت :يالله باي ..سلمي على خالتي
رغد :يصل .وانتي كمان

قفلت منها و عيونها على زياد ..المشغول بالجوال
حطت جوالها على الطاوله وسألته :الحين قول ايه السالفه اللي بينك وبين سلطان ؟
طالعها بنظرات قلقه :و الله ما ادري ويش اقول ..عجزت معه
ريهام بخوف داخله حاولت ما تظهره :وشفيه سلطان ؟
زياد :الرجال استخف ..تنهد و كمل :زعل لانه ماقلنا له عن خطوبه ليلى ..
ريهام :صراحه اي واحد مكانه ..على الاقل يتحسس من الموضوع
رجع لها وخزالضمير بعمق كبير و هي تشوف ما صنعته يدها وين وصل بغيرها ..
زياد :لا و اللي يخليه يتعذب اكثر ..انه طول المده اللي قضيناها في الشرقيه ماكان يحاول ينساها
كان يفكر في طريقه ثانيه علشان يخطبها من جديد ..

ألم /جراح /خبيه امل طويله المدى..

ريهام بحزن :مسكين الله يكون في عونه ..
زياد :ايه والله ..
اقترب منها و قال :ودي اعرف هي ليلى ليه رفضته ؟

صمت موجع /انحطاط في قعر كابوس مزعج يطول احلامها الواعده..

هزت رأسها بهدوء تنفي السبب و كل حزن العالم يقبع في قلبها ...
لا شفاء له ولا حتى دواء .....

فاصله عقل .. و ارتواء قلــــــــب

عوده لحظه ..
لاهثه و كأنها ادركت حقيقه غائبه منذ عصور ..
انزواء صامت و غياب عن الوعي
احتضار حلم و نزيف احساس حتى الموت
لابد للعوده أليس كذلك ؟
لا غربه و رحيل عن عالم واقعي
لا هروب و لا اسقاط للمشاعر
ادراك و تحدي للبصائر
لا فرضيات مؤكده او مصير محتم بلا محاله
عقاب للعاطفه و انتصار للعقل .. لابد من ذلك
شموخ سقط و صمت يعلن النهايه..............بقلمي

سمعت صوت ابوها وخرجت من قوقعتها هاربه منها
قرب منهم وهومبتسم بحب :صباح الخير
زياد يبوس راسه وتتبعه ريهام اللي قالت :صباح الورد
ابو زياد :وين امكم ؟
زياد :شفتها في المطبخ ..
ابو زياد يسأله :وانت روح شوف اجدادك وسلم عليه ..بيرجعون قريب للديره
زياد :وليش مستعجلين على الرجعه ..
ابو زياد :يعني ماتعرف جدك ..الارض والحلال شغله الشاغل ..
ريهام :خلنا نزورهم يبه بكره او بعده ..
ام زياد تدخل و الشغال وراها بالفطور :مين اللي بتزورينهم ؟
ابو زياد :تقصد اهلي ..
ام زياد :اي والله فكره .
زياد وقف وقال :انا بشوف اي وقت اكون فيه فاضي ..و بسلم عليهم .
ام زياد :وين رايح يمه..خذ لك لقمه وبعده روح
زياد :مستعجل يمه ..تأخرت عن الشغل ..يالله مع السلامه
الجميع :مع السلامه ...

*************************

واحد ..اثنين ..ثلاثه ...انطلاق

ركضت سمر ..متجاوزه التوائم ..و هي تضحك عليهم
وصلت خط النهايه ..و قفزت ..وهي تصرخ :انا الفايزه ..يييي
رؤىالصغيره :ثمر انتي تفوذين كثير..
ضحكت سمر و هي تبوس خدها :علشان انا اسرع منكم كلكم ..
شافت اروى و ريما زعلانين منها
قربت منهم وقالت :وانتم ليش زعلانين..خلو عندكم روح رياضيه
سمعت ضحك خلفها ...
نايف :الله واكبر عاد يا ام الروح الرياضيه
مساكين والله خواتي ..معطينك وجه ...زياده ..والمشكله ما يلقون الا انتي
سمر :وانت شو دخلك فينا ؟يقولك المثل يا داخل بين البصله وقشرتها ....الخ "
ضحك وقال:اما هذي صادقه فيها ..عليك ريحه زي ريحه البصله..
سمر تشم نفسها و بعصبيه قالت :نايف يالثور ..تكلم معي بإحترام ..لاتنسى اني خالتك
وقف قدامها وغطى عليها ..رفعت يدها فوق عيونها وقال :ول ول غطيت علينا الشمس
نايف بخوف :اذكري الله لا تصيبني عينك يالحسود..
سمر :ما بحسدك .بالعكس حسدي فيه فايده ..
:لا ولله ويش هالفايده يا مدام كوري..
سمر بفضول :مين هذي مدام كوري ..خدامه ؟؟
ضحك عليها و قال :لا ممرضه ...يالله قولي شو الفايده ؟
سمر :والله يا ابن اختي العزيز اكتشفت اني كلما حسدك تزيد طول في عرض ماشاء الله عليك
ضربها على راسها و تركها لكنه التفت عليها وقال :و انا اكتشفت انك مع الايام تزيدين غباء ..لا موالايام..كل ثانيه و دقيقه ..
سمر بحقد :اانا .. طيب يا نايف ...انا ما يكون اسمي سمر ان ما قلت لامك عن هذي مدام كوري ..
ما باقي الا هي تخز حتى الممرضات ..شباب اخر زمن ...
لحظات و ما وصلها غير ضحكته العاليه ...

********************

دفنـت صوت الحب بأعماق صـدري
وشربت كاس المــــر وأخفيت عبـــــرات

ومع كل ونـــة قلب قــدمت شكــــــــري
للجـرح والدنــيا ودرب المتـاهـات


مر يومها الطويل كالعاده ..لكن لم تكن وحيده ..شعور غريب يلازمها
زاد سلطان من ذلك الاشتعال الذي ظنته قد اخمد .
سلطان :
سافر ...هرب يتجرع مراره الرفض وقسوه الصفعه المتمرده على وجه الاحلام ...
سافر ...و عاد وهو محملا بنفس العذابات والاسى وليزيد عذابي انا ايضا
خيم عليها الحزن فجأه...و تركت كل العذابات تمر امام عينيها ..
احساس وجل تلك اللحظات ..لا تمحى بسهوله ..
ليس بدخيل مر على حياتي مرورا عابرا و توقف..
ليس انت ...
سامحني ..اذا استطعت
اتفهمني ..بل انت من تفهمني ..ألم تمنح صبري أمل
ألم تعلمني معني رفرفه القلب بين جوانحه..
رسائلك نطقتها عيناك قبل لسانك
ترجمتها نبضات قلبك ...فسمعتها جيدا
سامحني ..فحياتي من دونك عذاب
و معك اشد وطئا من العذاب ..
ألاتعلم ..
ضاق تنفسها ..و نقص الهواء في حجرتها ..تعثرت في خطوتها ..و طاحت
حطت يدها على صدرها ..زاد هلعها ..و تضاءلت قدرتها على سحب الهواء ..
و عيونها اغرفت بالدموع ..خافت تموت وحيده ..و بهذي الطريقه ..وينك يمه وينك يا سعود ..جدتي ..سلوى
و تذكرت كل شيء ..بتتحاسب اكيد ..كيف اعمالها في الدنيا ..ذنوبها هل محتها بالحسنات ام مرت مرور الكرام عليها
..يارب ثبتني عند الموت يارب
يارب ألطف بي ..اغفر ذنوبي يارب .."اللهم اعني على غمرات الموت "
استرخى رأسها على الارض ..و ذكرت الله بين شهقاتها المكتومه ..
دخلت هند و هي ما*** التلفون ..قالت.:ليلى ..سمر....و صرخت بصوت عالي .و هي تجلس جنبها
:ليلى وشفيك ...بسم الله ... هند وصوتها مالي البيت ..
مسكت هند بقوه ..و الدموع تغرق وجنتيها ...
كم مر من الزمن ..كم دقيقه اوساعه توالت عليهم جميعا ...بكم حسبوا تلك اللحظات الصعبه
اكانت امنيتهم ان يغمضوا اعينهم و يفتحوها و كأن شيئا لم يكن ..
كم ابتهلوا بالدعاء عندما وقع المصاب ..كم ذللت رؤسهم لذو الجلال و الاكرام ..
دموعهم تحرق قلوبهم ..هل فقدوها بغمضه عين ..
هل رأوها جثه مسجاة ..تلفظ انفاسها الاخيره..
كم هالهم منظرها و الحياة ..قد اختفت من معالم وجهها ..
اااه لو تعلم كم يتمنون ان ينتقصوا من أعمارهم الطويله و يهدوها لها في ساعتها هذه
"اللهم ثبتنا عند المصاب الجلل"
قيمه الايمان ..و قوه الثبات ..و الحكمه من كل هذا ...
معانيه عظيمه ...فسبحان الله .

اِلـهي ما اَظُنُّكَ تَرُدُّني في حاجَة قَدْ اَفْنَيْتُ عُمْري في طَلَبَها مِنْكَ.
اِلـهي كيف اَنْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالَخْيبَةِ مَحْروماً، وَقَدْ كانَ حُسْنُ ظَنّي بِجُودِكَ اَنْ تَقْلِبَني بِالنَّجاةِ مَرْحُوماً.
اِلـهي لا َتَرُدَّ حاجَتي، وَلا تُخَيِّبْ طَمَعي، وَلا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائي وَاَمَلي
سِّيّدّيّ بّآلّقَلَبُ حَآجِهّ .. هَلّ لَهآ مِنكَ ـأنَفِرآجَهّ ..

******************


في مكان اخر :

ابتهالات نفسها الوحيده تصدع جدران الصمت..تنشط بعد غيبوبه طويله ..
رؤيته اكبر سعاده تمنحها الايام الغابره لها ..
يا ليتها تسرق مهجه الحياة .و تأخذ من عمرها مقابل ذلك .ولو قليلا ..
حتى تشبع ناظريها به و تصبر على فرقاه طويلا
..ما زلت سعادتها مضمحله و لن تكتمل إلا بإكتمال القمر ..في حياتها
تشهد لياليها سهادا طويلا ..غيرناعمه بالنوم ..او هانئه بالحياه ..
اه مااشقاك يا سنين العمر ..
و ما اقساك يا دنيا
حكمتي علي بالعذاب
حرمتني من لقيا الاحباب ..و معانقه السعاده و الامل بينهم
اسكنتي في روحي شبحا من الماضي الدفين
وسرقت اجمل سنيني ...يا دنيا
بحكم الغادرين ...
ثقلوني بالهموم ..
و حملوا عمري سموم ..
ضعت معك في خيالات ورسوم

عيناها تراقب حركه طفلين عابثين ..تبتسم لهم و ترى مالم تراه في حياتها السابقه ..
وطرق على الباب حفظته جيدا ..لذلك الزائر ..المحبب لقلبها
دخل بكل هيبه تراه و ابتسامته تمحي حزنها الماضي وتجدد امل بالغد الواعد
وقفت له بإستقبال حار ككل مره ..
:هلا يمه سعود
انصاع لها بالقبل بكل حب لتلك الطاهره
سعود :هلا فيك يالغاليه ..اخبارك ؟
ابتسمت وكأنها تقول انظرالي لقد عدت للحياة بوجودك يا ثمره وجودي

ياسنين عمري..كفايه حزني ياسنين
خلاص بأن الذي يستاهل أحزانه
لفي جروحك وكفي دمع يا عينى
غني لزهرة حياتي باقي الوانه


********************

مطلق :

فكره مشغول بذلك اللقاء القريب مع صديقه ..راحه عندما رأه ..ارتخت شده اعصابه
لم يكن ليهدا او يستكين الا بوجوده
ذلك العتيد صديق الروح ..تؤامه النقيض
مطلق مع ناصر في ا حدى المقاهي الهادئه ...
مطلق و عينه على تموجات كوب قهوته ..و تفكيره يبعد عنه كيلومترات ..
ناصر و يدق على الطاوله للفت انبهاهه :وين وصلت ..؟
مطلق :بالي مشغول ...عندي اكثر من مشروع ..و عقلي مزدحم بالافكار
ناصر بإبتسامه ..دون كلام
مطلق يقترب منه :إبتسامتك تنرفزني زياده ...طلع الحكي افضل .
ناصر رفع يديه بإستسلام :خلاص ..استسلم ..يالله عاد قول ..متعب نفسي و جاي من المطار ..
و لا ارتحت ابغى اسمع سوالفك .
مطلق ورجع يحدق في كوبه قال :مافي جديد...انت تعرف كل شيء ..اذا كنت تبي تعرف عن زواجي ..
فهو زواجي تقليدي بحت..
ناصر بإستياء :طيب ليه تقولها كذا ..و كأنك شايل هموم العالم على راسك .
مطلق :لا ..ابدا ..عندي امور كثيره تشغل بالي ..و سيره الزواج قلبت موازيني فجأه ..
ارتخى ناصر على كرسيه و راقب صاحبه بهدوء و كأنه يدرس شخصيته ...
طالع ساعته ..و دفع الحساب ..و تفاجأ بسؤال ناصر المباغت :ليه ما رفضت الموضوع او أجلته بما انك مشغول ؟
بعد لحظه تفكير قال ببساطه :نصيب . و اكتفى بالصمت ..حلا و وسيله .

يتقاسم مع الموت برودته و جموده ..
..و الصقيع و التجمد ..عالمه الوحيد ..
غائب حاضر..و تدعي الحياه ..كيف هذا؟؟

ابتسم و عيناه تتأمل حبات من عنقود ماسي...يتمعن فيها ..و بريق يلمع في اغوار عينيه .
يتأمله بهدوء ويتخيله لبرهه على عنقها ...
لم يلمسه ..ولن يتجرأ ..ان يمسه حتى ..
يتفحصه من بعد ..و عينيه تبعد اكثرمما يرى و تطوله يده ..
وفاء بنظره :ها مطلق عجبك ؟
مطلق ينقل نظره بينها وبين العقد :حلو
وفاء بخيبه :بس حلو ...يعني ما عجبك..
مطلق :عجبني ..يعطيك العافيه ..متى تروحين انتي والوالده ؟
وفاء جلست جنبه و كأنه حست فيه يضيع في الكلمات اللي وده يقولها .
ناظرته بعمق و قالت :مطلق ..علامك ياخوي ؟
مطلق بنظره عاديه :مافيني شيء ..حدي مشغول ..و..
وفاء :ياخوي شكلك ماانت فرحان ..او حتى راضي ...لاحظت عليك في الاول و قلت انك عادي ..؟
يمكن استعجلنا وانت....
مطلق :لا يا وفاء..مو هذا القصد ..انا مشغول صراحه ..
وفاء :يا خوي ..شغلك ما قلنا فيه شيء ...الكل ملاحظ عليك انك ما تهتم ..
حتى امي بدت تفكر انك ما تبي تتزوج إلا علشان خاطرها ...قول يا خوي
مطلق :ابدا يا وفاء ..تعرفين في البدايه ماقدرت اتزوج لان حالتنا ما كانت تسمح ..
مسحت فكره الزواج من عقلي حتى اشوفكم مرتاحين في حياتكم ..
و اشار بيده على حاله و قال ساخرامن نفسه :شوفي الحين وصلت للثلاثين لكن رغبتي في الاستقرار و تكوين عائله ..
انخمدت داخلي ..تعودت على حريتي و استقلالي ..و فكره زواجي شلتها خلاص من راسي ..
وفاء برفض واضح :في اعتقادك مبررك هذا بيمشي علي ..يا اخي كل الرجال الحين ما يتزوجون إلا في الثلاثينات ..
هذا سن النضج يا ولد ...
ضحك مطلق وقال :انا نضجت من يوم عمري 17سنه ...وسكت لحظه و مرت على وجهه معالم حزينه ..

سكتت وفاء و نفس الحزن يمر عليها ...هي في هذا الوقت كانت متزوجه ...
لكن عاشت معاناته اللي يحاول يخفيها عن الجميع ...
واضحه في خطوط وجهه و تمر من خلال عينيه كلما ذكرت طفولته التي لم يعشها كما يجب ..

انتحل ابتسامه مصطنعه و قال بصوت جامد :بروح المكتب عندي شغل ضروري ..
مشكور ياام نايف ماقصرت تعبتك معي ..لكن و الله يالحريم ما يندري عن اذواقكم ..
ضحكت وفاء و وقفت معه :انا كم عندي مطلق ..يا علني فداك ياخوي ..ام عن الذوق ترى ما يحتاج ...بيعجبها اكيد .

ابتسم و ترك المكان بهدوء ..كتلك اللتي تعتلي زاويه من دماغه و تنهال عليه بصبر وتمهل...
دخل مكتبه ..و تجاهل الظلام اللي تقبع فيه ..جلس على كرسيه ..و عيونه تحدق في الظلام و لا يرى الا نفسه فيها..
و مشاعر تحاكي روحه الحزينه ..
اغمض عينيه ليسدل ستاره الحاضره و يمر من خلال الماضي عبر اله الزمن التي لا تتوقف في دماغه ..

كان في السابعه عشر من عمره عندما اودع والده لمثواه الاخير ...
لم يكن يتوقع ان يعيش بمفرده مسؤؤلا عن والدته و ثلاث بنات ..
صراعا قويا مع الحياة كان يصرعه كل مره ..ليشتد عوده و وينطلق في الحياة كرجل في الاربعين من عمره ..
لم يكن يحتمل تلك النظرات الغريبه و القريبه من الناس ...
تشفق لحاله و صعوبه المشاق التي يعانيها و كان ذلك لا يزيده الا قوه و صلابه ...
والده ذلك الرجل الخمسيني ..زرع فيه الكثير ..محاولا ان يتدارك الزمن الذي يسبقه ..
متوقعا يوما كهذا ..فدربه على العيش بكرامه و قوه الاحتمال ...
و بعدها اودع فيه مراره القسوه و المعاناه و ترك الحياة ....

لم يبكي ابدا ..حتى ولوانفرد بنفسه و عصرت به الذكريات و احتدت الالام والصعوبات عليه ..
كان يحتمل و يحتمل ...من اجل والدته تلك المسكينه التي لا تنضب الدموع في عينيها كلما تراه ..
او حاجه طفلتين فقدتا والدهما في سن مبكره ..و احده منهما لم تبصر النور بعد ..

لم يعش يوما تلك الطفوله المسماه ..كان غريبا عنها ..والده كان مصابا بفشل كلوي ..
اضطروا بعدها لترك قريتهم و اللجوء للمدينه ليكون قريبا من المستشفي الذي يتعالج فيه ...
كم كان ذلك صعبا ...ان يقاسي الحياة تدريجيا حتى تصرعه بضربه واحده ...
يوما كان نقطه تحول في حياته صنعت منه رجل اعمال ..يوما لن ينساه ابدا ..

معاناتي وَصلت للقمة وحُـزني يشتدْ
اليأس بدأ يتسلل الى نفسي المُتهالكَــة
لكنـ هل تعرفون ما هي المعاناة !
أن تعيش وقلبك فارغ ٌ من الحب
تلك معاناة
أن تكون على الهامش ولا يفكر بك أحد
تلك أيضا معاناة.................منقول

فتح عيونه و اعصابه اشتدت بخوف ....
صرخه دوت في المنزل ..جعلته يودع ذكرياته خزائنها و يهرول بسرعه ..


مآيرد النفس عن درب السخط غير القناعه
والرضا حكمة تشد العزم بالحزن الثقيل

مالنا لاثار موج الهم واشتد اندفاعه
غير دعوة رب هذا الموج والخافق ذليل


*********************


قاعد مابين اخوانه الاثنين ..يضحك على سوالفهم ويشاركهم اللعب
وامه البسمه ما فارقتها ..
سعود ناظر ساعته و انتبهت امه له وقالت :يمه سعود ..اقعد شوي
ابتسم سعود وقال :ماعليه يمه بمركم كل يوم ان شاء الله..تأخرت قريب يأذن المغرب ..
و انا مقفل جوالي ..و جدي اكيد بيفقدني اروح معه المسجد ..
ام سعود :و كيف جدك باقي على عناده ؟
سعود ابتسم وقال :الله يعطيه العافيه ..مثلما هو ..
غمضت عيونها للحظه ..و ذكرى ذلك اليوم تمر امامها ...
احمد ذلك العاشق ..في لحظه اطلق عليها رصاصه الاعدام ..
كلمه قد اطلقها في لحظه قوه و عوده العقل الغائب في سكرات الحياة..
ظنت بأن حياته كانت لها هي ..ذلك الذي فقدته مبكرا لم تسطيع ان تعطيه اياه
بل افقدته ذلك الجوهر المهم في الحياة ألاا وهو بر والديه..
تجرعت غصات الحقيقه و كادت ان تختنق بها ..
رأته يذبل يوميا امام عينيها ..و جسده يشيخ قبل اوانه ..
مرضه و دواءه كان بيدها هي ..تركته يتخبط في كوابيس صنعها القدر له بإرادته ..
لكن الايام مثلما دارت على غيرها شاءت ان تنقلب عليها ...
و ان الله يمهل ولا يهمل ابدا ..مهما طالت انفاسنا وامتدت سنون اعمارنا ..
شمخت للسماء ..كمذنبه و الندم حبيس صدرها للابد ..
"ربي اغفر ما قدمت يداي "
صرير الباب الخارجي اعادها الى ذلك المستنقع الذي تعيش فيه .. تجهم وجهها لمرأى لا تريد رؤيته لنهايه حياتها
و اتجهت نظراتها لسعود ..المحتد النظرات على ذلك الكريه و لثانيه قد تخونه مفاهيم الصبر و اللامبالاه ..
ذلك الواقف يشعره بالتقزز وانه يغوص وسط بركه موحله و هي عينيه الخبيثه..
اتكأ ذلك العربيد بثقله دون تركيز ..وقال بصوت متهاوي مثله الى القاع : مين عندنا ؟ياهلاوالله بحفيد السلطان ..
انا اقول الحارة المعفنه اليوم منوره ..
ووجه كلماته الباقيه لام سعود :ليش ماخبرتيني يا ثريا ..كنت انتظرته معك ؟

وقف سعود و شد قبضه يده و وده ينزل في اللي واقف قدامه بدون اتزان حتى يلفظ اخر انفاسه ويرتاح منه
خطى خطوه لقدام و ومسكته امه ..و في عيونها اشارات توسل ورجاء ..و راقب عيون طفلين بعيونه المحدقه
واكتست بحنان بسرعه ..ورجع لسنين للخلف..لو ما جدهم اخذهم بالقوه من امه ..لكانت نفس مشاعر الخوف
اللي يشوفه في هالاثنين تنقلب عليه ..
ابتسم يبدد الخوف و الحزن من عيون طفلين بريئين ..و تحرك لزوج امه و قال بصوت واثق :تعال معي يا سالم
و سنده حتى دخله غرفته و رماه على فراشه ..
وراقبه يشخر كالبهيم في نومه ..استغفر الله على ذنب غيره ..و تحامل على نفسه وخرج بسرعه
و دع امه بغصه و وعد بزيارتها قريب..و امنها على نفسها
وركب سيارته ..ظل دقايق يفكر قبل يحرك .و همه كيف يأمن عربيد يبيع نفسه علشان الشراب على امه واخوانه ..

***********************


مطلق :

لايعلم اي احساس اعتلى قلبه ذاك و ينكره بشده بل يمضي عليه بتجاهل ..
لايعلم كيف صمد و هو يراها ..بحاله سكون غير ارتجافات قلبها ...و شهقاتها المعذبه ..
حملها بين ذراعيه كطفله ..شعر بها ..تغلغلت في روحه ..
ادرك بحجم كبير من الاهتمام و المسؤليه ..لن يدير ظهره بسهوله ..و إن شاء فإنه لا يستطيع تجاهل النداء داخله.
شاءت الاقدار ان يكون هو من ينقذها ...

صرخه سمر و بكاءها ...استطاع ان يفهم من خلاله ان ليلى قد أغمي عليها ..دق على جوال سعود لكن وجده مغلق
خرج من البيت بسرعه ..تستحثه حواسه على الاسراع ..كلمته سمر ان سعود مو موجود في البيت ..و اسرع لبيتها
دق الجرس مره مرتين ..الثالثه ..طلت هند الباكيه ..ومن اثرالصدمه حتى حجابها مالبسته ..
غض بصره و سألها بحده :وينها ؟؟؟؟ بنبره يشوبها الخوف قد استغربها هو نفسه

اشرت له في الداخل ..خطواته سريعه و ضايعه في البيت ..و من صوت البكاء في الدور العلوي ..
قادته خطواته الواثقه بسرعه ...دخل غرفتها كانت عمتها و بنت ثانيه جالسه جبنها ..
والجد يمسح على وجهها بالماء ..
الجد :اقرب يا مطلق ..و شيلها ما لي شده عليها يابوك ..
كانت تفتح عيونها وتغلقها ..و همهمه تخرج منها بمعاناة..
و بدون سابق انذار ..تقدم و رفع راسها على ركبته ...
قال بعصبيه و نظره منصب عليها :اعطيني عبايتها..
رمت سلوى العبايه عليها و شالها بسرعه ..كانت خفيفه ..كأنها طفله صغيره ..
شعر بأحساس يتسلق فقراته و يدخل عالمه المتجمد...
ظل معها حتى تطمن عليها من الدكتور ..
كانت ممده على السرير و مجرى تنفسها طبيعي ..اقترب منها ..مستغل اغفاءتها و عدم وجود احد معه ..
كانت شفايفها مزرقه بعض الشيء ..شحوب وجهها ..و شعرها المنثور على المخده بإهمال..حدق فيها متفحصا بدقه ..
رفع يده يرجع شعرها خلف اذنها ..و نزلت يده معانده احتجاجات قلبه ..مر بأصبعه على خدها الناعم ..و تمهل في مروره
لاحظ ارتعاشات جفونها ..و توقف ..

"وما كنت ممن يدخل العشق قلبه و لكن من يبصر جفونك يعشق ."

انولدت مشاعر بداخله و هو قريب منها ..حاول يبددها لكن استعصى عليه ..مسح على حاجبها بأصبعه ..
و شال يده بسرعه ..و عينه عليها ..دق جواله و في قلبه امتنان للشخص المتصل ...
ابتعد عنها معاكس رغبته و خرج يرد على الاتصال .
مطلق :هلا سعود و.وينك انت ؟
سعود بلهفه وخوف :انا في الطريق ..كيفها طمني عليها ؟
مطلق :بخير ..تمهل في السواقه ..انا معها و الدكتور طمني عليها
سعود :الحمد لله ..الفضل بعد الله لك يا مطلق ..
مطلق :يا رجال ...احنا اهل ما بيننا افضال ..المهم انت لا تسرع
سعود :لا خلاص قربت ..

قفل منه ..و احساس هائل يضغظ على افكاره و يشتت معاني الفهم لديه
بنظره بعيده لغرفتها ..تنفس بعمق وابتعد اكثر..


أنا وآحد من العالم أنا جملّه تحتها خط
أحاسيسي { غريبه} من بدآيتها لـ تآليها

**************************

في المستشفى

تشعر بالبروده يلف جسدها ..و هواء بارد يتسلل إلى رئتيها ..شيء غريب يلفها ليس المكان نفس المكان
عيناها تبحث عن شيء مألوف ..تستقرعليه.
ازالت كمامه الاكسجين ..سمعت صوت جنبها ..ألتفت كانت سلوى نايمه على الكرسي وفمها مفتوح
ابتسمت ليلى ..عدلت جلستها ..فأصدر السرير صوت صحيت سلوى على اثره
سلوى وهي تمسح عيونها و توقف بسرعه :ليلى ..إنتي بخير ؟ حمد الله على سلامتك .
ليلى :الحمد لله ...الله يسلمك يا قلبي ..ويش اللي صار لي ..؟
سلوى :ما تتذكرين شيء ...يوم شفناك محمله قلنا ميته ...ذكرتيني بدق على البيت اكيد جدتي قلبتها مناحه
ليلى رتبت شعرها المبعثر :قولي لها اني طيبه ..ما علي خلاف .
سلوى و هي ترتب اللحاف عليها :اقول اسكتي انتي ...شوف وجهك كيف صاير ..
ليلى :خلاص دقي على سعود ..خلينا نروح مالها داعي قعدتنا ..
سلوى بخوف :لا يا حبيبتي ..كفايه اللي سواه اخوك فينا ..اذا جاء تفاهمي معه ..يالحين شايله في خاطري منه ..
لا و الاخ يردها علينا ..انا ويش ذنبي ليش قفل جواله ..يوم احتجنا له ما لقيناه...
ليلى بفضول :طيب من جابني هنا ؟؟؟؟؟
انفتح الباب فجأه و طل عليها بوجهه المحبوب ...ابتسم براحه لما شافها صاحيه ..
مشى لناحيه سريرها ..و مسح على شعرها وعيونه تنطق رأفه و محبه كبيره لها ..
بصوته الدافئ :كيفك الحين ان شاءالله طيبه
ليلى بإبتسامه تتطمنه على حالها :الحمد لله..اصلا ماكان فيني شيء ..كنت اتدلع عليكم
سعود :واضح عليك الدلع ..و تجهم وجهه ..
مسكت يده و قالت :و الله مافيني شيء حسيت بتعب خفيف و الحمد الله انا طيبه الحين ...
سعود:الحمد لله ..
ليلى :يعني نمشي ..
سعود بإستغراب :وين ؟
ليلى :للبيت ..انا بخير ..ليش نقعد .
سعود :لا ياماما ..فيه فحوصات واشعه ..مادام احنا في المستشفى ..لازم نخلص كل امورنا ..ونطمن اكثر ..
و ناظر سلوى اللي كانت متشاغله في الجوال ..و وجهها احمر شكلها زعلانه منه ..
غمز لليلى و قال : بعض الناس ما يليق عليهم الزعل ...
تنحنحت سلوى و طنشت و كأنها ماسمعت رغم انها تعرف ان الكلام موجه لها ...
ليلى تطالع الاثنين بإبتسامه ..
مشى لناحيه سلوى و قال بمزح :سلوع ..ياحبي لك اذا زعلت ..تصيرين دبه اكثر ..
ضربت بطنه بكوعها و رفعت راسها له :مالت عليك ..حتى ما تعرف تراضي ..
يا اخي مصيرك تتزوج ..بتقول لمرتك صرتي دبه ..على طول تعطيك مخمس على وجهك ..
ضحك و هو يمسك بطنه من ضربتها :يا سلام عليك ..لازم اللي اتزوجها تكون رشيقه ..
للحظه ابتسم لفكره متفرده داخل رأسه ...و ذكرى عذبه مرت على باله ..
سلوى :ايه هين ..الله يعطيني طوله العمر ان شاء الله ..
ضحك و تجاهل جملتها و تحرك لعند الباب و قال لسلوى :يالله امشي ..بنجيب ملابس لليلى و نطمن الاهل ..
ليلى :سلم عليهم كلهم و طمن جدتي علي ..و لاتصيفون علي ..
سعود :لا توصين ...اشوفك على خير بمرك في العصريه مع الاهل ..
خرجت سلوى مع سعود ..ليلى رجعت شعرها لورى اذنها و الملل واضح عليها...

استرخت على سريرها بهدوء ..الوحده تخيفها وبالاخص في مكان غريب ..
عينها على الباب كل حركه و كل صوت يوترها زياده ..
غمضت عيونها تتذكر اللي صار لها ..كان شيء جاثم على قلبها ..
و هدأت احاسيسها ..و عيونها تعانق الظلام ..مسترسله في نوم هادئ ..


ســآعآت ..,,

أحــس أنــي وطــن ممــتلئ نـــآس ..,,

وســآعآت ..,,

أحــس بــوحدتي وأتــحطم ..!!


************************
بعد العصر في المستشفى

دخل سعود للدكتور المشرف على حاله ليلى ..
سعود :السلام عليكم
الدكتور :و عليكم السلام ..هلا اخوي
سعود :هلافيك ..ان اخو المريضه ليلى ..جيت اطمن على حالها ..
الدكتور يجلس على مكتبه و يشير لسعود بالجلوس : تطمن يااخ سعود ..انا كلمت زوجها و طمنته على حالها ..
سعود حس براحه داخله ..و سـأل الدكتور :ويش اللي تعاني منه بالضبط لان الحاله هذي دائما تجيها
الدكتور :ضيق التنفس و الاعياء اللي تصيبها ..كانت نتيجه فقر الدم لان الاكسجين مايصل الدم
..ان شاء الله الادويه والبخاخ تساعدها ....
سعود :هذا الشيء خطير على حياتها ..
ابتسم الدكتور:لا ..الحمد لله ...صحيح بعض الحالات يمكن تتطور
و توصل للغيبوبه لكن الحمد لله اختك جات في الوقت المناسب
سعود بخوف :الحمد لله ربي ستر ..
الدكتور بإهتمام :اختك تحتاج لنوع من الغذاء ..علشان يساعدها و بالاضافه يا اخ سعود ابعدوها عن القلق
و الضغوط النفسيه ..لانها ايضا تكون سبب في مثل هذي الحالات ..
سعود بتجهم و كأنه يستعرض حياة ليلى ,,
كمل الدكتور :اذا كانت تحتاج المساعده يمكن اقولك على اسم اخصائيه نفسيه ..
سعود بإعتراض :اختي اعرفها ما بتوافق ..اشكرك على تعاونك ..طيب عادي ترخص لها ..
الدكتور :خلوها في المستشفي هاليوم ..بنطمن على حالتها اكثر .
وقف سعود و صافحه بإحترام ..و شكره على مجهوده و خرج
في الممر ..صادف مطلق الواقف جنب غرفه ليلى
ابتسم له ..و اقترب ..كان مطلق سرحان مشغول بالمسبحه اللي لفها على اصبعه ..
إلتفت فجأه لسعود ..ووجهه نفسه سوى خط ابتسامه ظهرعليه ...
سعود :وشفيك يالنسيب ..ما تدخل
مطلق :الاهل موجودين هنا ..قلت اخليهم بحالهم
جلس سعود و تبعه مطلق ..و بعد لحظه صمت
قال سعود :الدكتور قال انك سألت عن ليلى
مطلق :بعدما فحصها ..تطمنت عليها ....رنت كلمته داخل رأسه دلاله على اهميته
سعود و هو يشد على ركبه مطلق :ما شكرتك يامطلق على اللي سويته مع ليلى ..
مطلق :انا ماسويت شيء ينذكر ..ولو انت مكاني كان سويت اكثر ..
سعود :الحين اقدر ارتاح ..امنت مستقبل اختي مع شخص مثلك ..

كان الصمت وسيله و حلا لينأى إليه ..يبعد عنها حيث تجلس ..و تلك المشاعر تشتعل في داخله و لا تخمد ..
كلمات سعود حملته أمانه غاليه ليحافظ عليها..اترى سيقدر على ذلك ..ام سيضيع وسط الحياة و تضيع معه
سيعطيها ما يملك ..فيما لايملك فلا حكم عليه فيها ...
سيمنحها ما يستطيع ..و يترك ما لا يتسطيع جانبا ..حتى تقضي محكمه الحياة فيها ...

**********************
في فيلا الغانم ..

تشاغلت وفاء بالاتصال وسط انظار ضيوفها ..متنهده مابين فتره واخرى
وداد :وفاء ..تراك ازعجتيني معك ..مين تتصلين فيه طول هالوقت ؟
ام مطلق :والله يابنتي زوجه ولدي .تعبت شوي ..وهي تبي تتطمن عليها ..
ووجهت كلامها لوفاء :خلاص يمه يا وفاء ..البنت بخير..واخوك اكيد مو فاضي .
ام طلال :الحمدلله على سلامتها ..
وفاء :الله يسلمك ياام طلال ..لكن قلت اكيد هو عندها ..و حبيت اكلمها واتطمن عليها .
وداد :اكيد مو موجود عندها ..كان رد عليك
ام مطلق :الا انا كلمته قبل وقال انه في المستشفى مع اخوها ..الله يشفيها يارب
تمتمت وداد بهمسه بعيد عن مسامعهم وعيونها تحدق في وفاء ..
قامت وداد وجلست جنب وفاء و سحبت الجوال من يدها وقالت بإبتسامه :وين بناتك الحلوين ودي العب معهم ؟
حاولت وفاء تاخذ جوالها وقالت :والله انك فاضيه..انا مشغوله بمطلق وانتي ودك تلعبين .
وداد :خلاص ..قالت امك انها طيبه ..اكيد مطلق ماراح يقعد طول الوقت عندها .
طالعتها وفاء وقالت بإبتسامه :وانتي شو دراك انتي لو تدرين مين اللي نقلها المستشفى ..
ضحكت ام مطلق وقالت :الله يطول بعمره ..بغى يستخف يوم سمع عن طيحتها ..
تغيرت ملامح وداد و اكتفت بالصمت والهدوء بين الابتسامات والاشاده ببطوله ذاك يعتقدونه يعشقها ..لا لا ابدا ليس كذلك .

*****************************

ليلى :

تعبت نفسيا من قعدتها لحالها ..زاروها لمده ساعتين وبعدها راحوا و اتركوها ..
تذكرت جدتها المسكينه ..قطعت قلبها من كثر ما تبكي..
و ابتسمت لما شافت هند و سلوى على عادتهم ..مايتغيرون ابد ..
سرت رعشه خفيفه في جسدها ..و هم يحكون لها عن اللي صار ..
و عن دخله مطلق و شيله لها ...
جدتها طول الوقت تمدح فيه ..يعني الزياره كلها كانت سيرته ..
و ما كفاها ..زياره سمر اللي زودت العيار عليها و تعاونت سلوى
هذيلا الثنتين اللي ما تتمنى زيارتهم لها مره ثانيه ابدا ..
حمرت خدودها وابتسمت فجأه ..احساس شقي داخلها ..يداعب قلبها..ارخت راسها على المخده و عيونها
على النافذه المسدله..

سمعت صوت الباب يفتح ..انتفضت تدور على شيلتها ..خافت يكون الدكتور او اي احد غريب ..
لكن جمدت اطرافها فجأه وعيونها تتعلق بتلك العيون العميقه ..
كان واقف يناظرها ..مابين رغبه و اخرى في الخطوه للامام او الخلف ...
قفل الباب و مشى ناحيتها..

ابتعدت عيونه مجبره على التحرك في اتجاه اخر ..انتبهت لنفسها ..عدلت شعرها بحركه سريعه ...
صار قدامها ..بصوت هادئ سألها :كيف حالك ؟
رفعت عينها له و قالت و هي تشد خيط من اللحاف :الحمد لله ..احس اني افضل .
تحرك جهه النافذه و اسدل الستاره بإحكام ..و قال :تبين شيء اجيبه لك ..؟
كانت تراقبه بصمت و هو معطيها ظهره ..ثوبه الرمادي المفصل بعنايه و شماغه الابيض ..وصف شخصيته
الصارمه بحده و ذكاء..

ما انتبهت انه يراقبها بدوره و هي في داومه افكارها ..حمر وجهها بالكامل ..
إبتسم و قد اعتاد موجات الاحمرار التي تصل حتى اذنيها ..
سألها من جديد و خطواته تحثه على الاقتراب :قلت تحتاجين لشيء ؟
هزت راسها بنفي ..و رجعت تتبع خطوط يدها ... و كأنها تتبع خريطه للكنز
انعكاس ظله اعطاها انذار بقربه منها ..
ارتفعت نظراتها لتصطدم بنظراته العميقه ..البعيده ..و الغريبه
لا تصفها كلمه ..لم تجد معنى قريبا منها حتى ..ضاعت في سبر اغوارها و فشلت في العوده
فقد غرقت فيه لامحاله .



******************************

لا تحـارب بنـاظريك فــــــــــــــــــــــــؤادي فــضــعـيــفــان يــغـلــبــان قـويــــــــــا

ادارك لتلك العينين التي تفيضان مشاعر ..تترجم بسهوله ..لا تعرف ان تختفي مثله خلف مئات المعاني.
امعان متواصل على صفحه وجهها ..كاشفا ادق التفاصيل الصغيره يعتبرها مهمه لهذه الدرجه ام هو ذلك ا لرجل
العملي الدقيق ..الذي يهتم بكل شارده ووارده ..في حياته .
رقصات بؤبؤ عيناها ..تحاكي احاسيس مرتعشه ..تريد الهروب و الاختباء ..
و هو ماذا يريد ..؟!!
هل فتح ما اغلقه بالامس ؟و اعاد النظر فيه
هل ادرك بأنها فاصله مهمه في حياته ..لن يقفز من فوقها مجتازا بسهوله..

صارع رغبه داخله ان يمد يده و يعيد تلك الخصله المتمرده خلف اذنيها و كما انه اتخذ منها هوايه ممتعه
غلبته تلك الاراده و هم بإعاده خصلتها في نفس الوقت التي رفعت يدها هي لاعادتها ..فأم***ا بسهوله و وصلته رجفه خوفها
السريعه و تسارعت انفاسها ..و كأنها في سباق مع الزمن ..
إبتسم لتضيق عينيها فضولا ...و بداخلها استحسان هائل لمدى تلك الابتسامه

آبــتسم ..,,

فأنــت لآ تــعلم مـــن ســيقع فـي حــب ..,,

آبــتسامتك ..!!

سألها بهدوء:ليش ترتجفين ؟
حاولت تسحب يدها بهدوء لكنه قبض عليها بشده و كأنها وجدت مكانها بين يديه ..
ابتسمت و اشرت للتكييف :بردانه .
وده يضحك ..و هو يشوف حركاتها المتوتره و خوفها و خجلها الواضح..
ترك يدها و على طول ضمتها ليدها الثانيه ..
نسف شماغه و رتبه بعنايه ..و طلع مسبحته الحمراء..و قال :انا رايح ..تحتاجين شي؟
ردت عليه بصوت هادئ :لا مشكور ..ما قصرت ....و كانت تقصد بها موقفه معاها.

طنشها..بقصد و طلع جواله ..
سألها و تجاهل ملامح الزعل الواضحه على وجهها :معاك جوال ؟
طلعت جوالها البنفسجي من تحت سريرها ..
اخذه منها على طول ..عضت شفايفها ..و هي مستغربه شو اللي جرى له..شاف صوره سعود كخلفيه ..
سجل رقمه على جوالها..و قال بصرامه :هذا رقمي ..اذا احتجتي شيء دقي علي .
قالت بدون ماتنتبه لكلماتها :بدق على اخوي اذا احتجت شيء ..شكرا
كانت وقتها تضغط عل ازرار الجوال بدون اهتمام ..
ارتفعت يدها بشده و شهقت بخوف ..وهي تحدق في عيون غاضبه اخافتها ..
قال بتحذير :لا تتجاهلين كلامي ..فاهمه ..؟
اتسعت عيونها بقهر و عاكست رغبتها في الصمت و عدم الرد ..
:وانت لا تكلمني بهذي الطريقه .......قالتها محاوله ان تكون بنفس نبرته ..لكن عبثا حاولت
" لبوة في جسم عصفور "
جمله قفزت له من بين مئات الافكار ...لتزيده غضب

قال بفحيح مخيف :لو ما انتي تعبانه كنت وريتك شغلك ...
ترك يدها وكمل :لا تتجاوزين كلامي ..اذا احتجتي شي دقي علي ...
تجاهل ارتجافات جسدها ..و انفاسها المتسارعه .
ترك المكان ..ووقع خطواته تبتعد عنها ...
وفي داخله رفض ..لم فعلت هذا او ذاك ...
اترك مجالا للسلام ..لتبسط فيها قضاياك ايها العنيد ..

حست بالحزن فجأه ..
وكأنها طفله تعرضت للتوبيخ للتو..
اذهلتها قسوته ..و صعوبه مزاجه
تكدرت لقدومه الذي بعثر جميع مشاعرها
لتعيد ترتيبها من جديد ..
راقبت الباب اللي طلع منه ...و عيونها تبحث عن جواب


يآ بدآيه ترفض حدود النهآيه ~
يآ سؤآل | غصص مآ ذآق الإجآبه
ليه ؟!
آحس إنك تخنق آنفآسي معآك
و دون مآ آشعــر أتبعك ..
و قبل مآ آوصل آآآآآخرك
تقتل أشوآقي بـ جفآك

***********************

الساعه 12 ليلا....

قـالوا الفراق غـداً لا شك قـلت لهــــــــــــم بـل مـوت نـفـسـي مـن قـبـل الـفـراق غــداً.

مر بسيارته قريب من المكان اللي هي قاعده فيه ..
و عيونه تراقب كل النوافذ ..تسأل وينها ؟
خبروه بمرضها ..و هوت نفسه ؟
حس بروحه فارغه من دونها ..
ادرك عمق احساسه ..
ترك الشرقيه ..و حياته فارغه من دونها

يا هاجري من غير ذنب في الهــوى مـهـلاً فـهـجـرك و المـنـون ســـــــــــــواء.

لمجرد التفكير ..روحه غادرت جسده و غاب في حلمه القديم
صارع الانسان القنوع بداخله ..
ورضى بحرب مشتعله تحرق عواطفه في سبيل ارجاعها له .

غبت عن عيني و غاب عني الحنين
و انجرح قلبي و و انطوى حلم السنين ..

زفر بقهر ..و زاد من سرعته ..و الكلمه وحيده تضيء داخل رأسه "مستحيل "...
نوى بتلك البذره الدفينه و حفر حفرته الصغيره و دفنها ..غدا ستثمر لا شك و تزهر بإصرار و حسم ..

*************************
يوم جديد ..يحمل القليل المهم او الكثير المبتذل لبعض الناس ..
صباحات مثقله ..و غيوم تحلق في سماء بعض منهم في حياتهم ..غرباء
عيون ساهمه في عالمها الخاص..تبحث عن المألوف ..

***
و بعضها الاخر يبحث عن الامان في جوفه ..لعله يجده..
عقول هائمه تبحث عن المفقود ..ماله بريق في عالمها المدفون.
لتحافظ عليها ..
***
و بعض الاخر يدفن ما جادت به الحياة لهم ..خوفا منه ...
قلوب معدمه و الاخرى زاخره ...تناقضات بشر ..

***
عقول تسكن عوالمها المنفرده ..محيط لا يتسع سوى لوحده مشاعرهم..
اسرارهم راحله مع اجسادهم ..حيث يمضون ..



عيناها الثائره تخرج من اعماقه تذكره بوجودها في حياته ..
لاينسى تمردها الانثوي الخجول في وجهه...
ابتسم فجأه ..و احمرار الورد يعتلي وجنتيها في الحالتين في ثورتها و خجلها تتورد ..

قـتل الـورد نـفسه حـسداً مـنـــــــــك و ألـقى دمـاه في وجـنــتــيــــــــــــــــــــك.

شعر ببراءه تصرفها ..وان ازعجه ثورتها في وجهه و معارضتها لكلامه ..
تحديها ضرب بتوقعاته عنها عرض الحائط ..
هدوءها في حد ذاته تهديد لاعصابه ..
و عنادها ..وميض في عينيها يطل بشراسه..يتعامل معها بالمثل و يزيد الشرر وميضاً ..
الحذر ..احدى خطواتها الواضحه ..
رقتها ..و عذريه مشاعرها ..نقطه حساسه في طريقه لا يحب الركون عندها ..
كيف هذا و هو النار الهشيم بتصرفاته الفظه ...
ما غداها حاضرنا ..ان كان امسنا هذا..
مسك جواله و قلب ارقامه ..بإنشغال ..
دخل طلال بعدما دق الباب ..
:استاذ في شخص يبغى يكلمك ضروري ..
مطلق يلف بكرسيه ناحيه طلال:عنده موعد مسبق
طلال :لا ..لكن شكله موضوع مُلح ..هذا كرته
مطلق و هو يقرأ الاسم ..هز رأسه لطلال وعيونه مازلت على البطاقه

قال:خليه يدخل ..
لحظه و طل الرجل المعني ..
مطلق يوقف و ويستقبل القادم الغريب ..بطريقته المعهوده..
:السلام عليكم
مطلق يرد التحيه بأفضل منها :و عليكم السلام و رحمه الله ..
؟ :ارجو اني ما اكون عطلتك عن شغلك
مطلق :لا ابدا تفضل ... وكمل كلامه و هو يجلس على كرسيه و يشير عليه بالجلوس :السكرتير ..قال انك تبغى تكلمني
في موضوع ضروري ..
ابتسم ورجع يقول له :رغم اني مااظن ان بيننا مواضيع مشتركه ..
رد الشخص الابتسامه :اكيد ..مابيننا هالشيء ..لكن الموضوع خاص شوي .
احتدت نظراته على الجالس قدامه..و اشار بيده :تفضل انا اسمعك ...
تنحنح :اظنك تعرفني من قبل ..صحيح المعرفه سطحيه..
مطلق وعيونه تكشف تفاصيل الماثل امامه ..و حذره يترصد كل كلمه يقولها ..
كمل بهدوء :لكن الموضوع اللي بناقشك فيه ..اعمق بكثير و اهم ..
كل الحواس استثيرت بذلك القادم الغريب ...
مطلق :تفضل ادخل في الموضوع مباشره .
:موضوعي اسمه ليلى ..

شد من قبضه يده و تشجنت اعصابه ..الاحتمال من اجل ماذا ..؟
ارخى نفسه على الكرسي ..وبهدوء يناقض ذلك الاعصار بداخله :اهاا و هذا مشروع جديد ..ناوي تكلمني فيه .
و تشاغل بمسبحته الحمراء ..يركز عليها لافراغ غضبه المكتوم على حباتها..
كمل و قال بصوت عصبي:انا ولد خالتها سلطان ...
مطلق وعلى بروده المحطم :انا اعرف انك سلطان ولد خالتها ما يحتاج الموضوع ذكاء ..
سلطان بصوت عالي :لا تتذاكى علي ..انا اطلب منك انك تطلقها ..
ناظره مطلق بحده و كأن اللون الاحمر اللي يطالعه اعطاه فرصه للثوران و الهياج ...عكس ما كان يعتقد وللاسف
وصوته يطرق بحده :ايش تقول ؟
سلطان بمثل العزم و الاصرار :مثلما سمعت ..طلقها

مطلق بتهديد :انا بسوي نفسي اني ما سمعت الكلام ..رغم ان كلامك ما في رجل عاقل يسمعه ..و يتجاهله بسهوله
تفضل لوسمحت انا مشغول ..
سلطان بصوت منفعل :كلامك ما يهمني ..انا احبها و هي تحبني و انت دخلت في حياتنا بال....
في لحظه سريعه لم تدرك خطوتها او تحسب نقطه تعقل فيها اشتدت قبضه يده لتنهال على وجه سلطان بلكمه جهل
مكانها بالتحديد ..اغضبته تلك النظرات المجهوله المبهمه ..و هو القارئ المسيطر بقدرته على تحليل ما يبصره في عيون زائريه
و لمعرفته بعضا مما يريدون هم ..
مطلق و انفاسه ملتهبه ..تحرق وجهه ..م*** من ثوبه ورفعه لجهته ..:احترم نفسك ولا تنطق اسمها مره ثانيه..
لو ما ابوك في وجهي لكان تصرفت معك تصرف ثاني ..
و فكه فجأه ...و ترنح سلطان مكانه و هو يمسح الدم من شفاته ..قال بحقد :لا تحسب اني بخليك تتهنى فيها ..
اصلا لو عندك كرامه ..كان تركتها من نفسك .
مازال ذلك الوميض يشتد في عينيه ولم يزل مطلق ينفث نارا ..
و خرج بعدها صافق الباب خلفه بقوه ..و دخل طلال المذعور المراقب للوضع ..بصمت
مسح على وجهه و قلبه يضرب بقوه ..انفاسه تزيد و تتعالى في الجو ..و كأنه يتنفس لهيب و دخان ..
توهجت الخرز الاحمر على الارض ..طالع يده و انتبه لخيط السبحه الفاضي ..
زفر بقهر و عيونه تتوهج بغضب غير طبيعي ...


جنون في جنون و جنون ..و ارتسمت الخطوط اما عابرون وماضون في طريقهم دون شيء يذكر
فيما بعد ..و اما منتهون يعيدون ترتيب الكيف ..وكم الحساب ؟
هم مثل ماهم ..لكن غير باقون
فدوام الحال من المحال ...ولنا عودة فكونوا بالقرب يا احباب

همس الحرف 05-Dec-2018 05:08 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت السادس عشر :

عادت الى حيويتها ...وجديدها ..دخيلا في الحياة ..لا تعرف ماهيته..
جالسه مع جدتها ..تتابع مسلسها البدوي المعتاد ..و ليلى في ركنها ..تراقب رقمه المسجل بإسم مطلق
مسحت الاسم ..ورجعت كتبته ..رمت الجوال جنبها وتشاغلت بالاهتمام بالمسلسل ..
رن جهازها بنغمه رساله ..و انتفضت تدور على جوالها ..
جدتها:بإسم الله عليك يا بنتي ..علامك؟
ابتسمت ليلى وقالت بخجل :ما فيني شيء يمه ..تخرعت من صوت النغمه ..
فتحت الرساله ..و عيونهاعلى جدتها ..و بداخلها تضحك على نفسها ..
لكن ما قرأته ..جعل دمها ينشف من عروقها ..و تموت الضحكه داخلها و تموت معها اشياء اخرى .
سألتها جدتها :وشفيك يمه ..وجهك مخطوف..
حاولت صوتها يطلع طبيعي :مافيني شيء ..
رجعت تطالع التلفزيون ..و عيونها ما تشوف شيء قدامها...دقيقه صارت خمس
و يدها تشد على الجوال ..ودها تكسره
وقفت وقالت بإبتسامه :يمه ..اجيب لك قهوه ..
جدتها :اي والله يايمه ..
ليلى :ابشري ..
خرجت بسرعه ..وبربكه غير طبيعيه ..
دخلت بسرعه المطبخ ..و قفلت الباب ..فتحت على الرساله و قرتها من جديد ..
ارتعشت ..هذي المره الثانيه ..شو الحكايه ..
دخلت سلوى المطبخ و فزعت ليلى من دخولها ..
سلوى :بسم الله .ويش تسوين لحالك؟
ليلى :وشفيكم ..مافيني شيء كم مره اقولها لكم
سلوى :وانا ويش قلت ...!!!
وقفت ليلى و قالت بصوت منزعج :سلوى ..اعطي امي القهوه ..انا بطلع غرفتي احس اني تعبانه .
دخلت غرفتها ..رمت جهازها على السرير ..
من وده يلعب بأعصابي كذا
و يتجاوز حدود صبري ..
دخلت الحمام ..غسلت وجهها ..و طالعت المرايه ..
ترقب عيونها المتأججه بالمشاعر .حست بحرقه ما تقدر تطفيها .
و غربه تخافها ..و رهبه في اول الطريق المتعثر ..من القادم .

تعوذت من الشيطان ..و نفسها مابين فكره واخرى تهاود تلك و تغلق الابواب في وجه تلك
لعلها تنسى فقط ..


*****************

لا تُنْكِريني، يابْنَةَ العَمِّ، إنّهُ
لَيَعْرِفُ من أنْكَرْتهِ البَدْوُ والحَضْرُ

حروب نفسيه مضاده ..
ومشاعر لا تنتهي ..
عيون تتربص الانقضاض ..
و بعضها مهزوزه خائفه ..

زياد بصرخه :انت ويش تقول ..؟ اكيد انك تمزح صح .
سلطان بنبره جديه :لا ..
زياد ووده يذبحه :سلطان انت بعقلك و الا انجنيت ..عمي لو درى عنك والله ليذبحك
سلطان :ما يهمني احد ..
طالعه بنظرات مستغربه و قال بهدوء :سلطان ..انت كذا تدمر حياة البنت ..مو حرام عليك
سلطان و عيونه متأثره من كلماته قال بحزن :و انا حياتي ..ماتدمرت من بعد قرارها ..تعرف انها حكمت على بالاعدام
عمرك شفت ميت يعيش عادي ..هذا انا
زياد بألم :يا خوي تعوذ من الشيطان ..اللي سويته ما يتقبله لا عاقل و لا مجنون ..
سلطان و هو يتلمس الكدمه :لا تحاول معي يا زياد ..انا سويت اللي سويته و انتهيت ..لا انت او غيرك تقدر تغيرون رأيي
و كمل بتهديد : مطلق الغانم ..اذا ماطلقها اليوم ..حسابه عندي انا

زياد بهتت ملامحه و ما في عقله كلمه تصف حاله الضياع اللي يعيشها صاحبه ..
و افكاره تسحبه لمكان محفوف بالمخاطر .
وذلك العاشق نظراته تضيق و تتسع و اعصاب عقله
قد انهالت عليه بأنتقام وبلا هواده و ذاكرته تعود مجبره لصباحه المزعج
ويده تتلمس وجع الروح قبل الجسد ..

******************


" سلامات ..سمعت عنك و عن مطلق حبيبك ..لا تنخدعين في تصرفاته تراه من الرجال اللي يحب يلعب
على الحبلين ..و انا واحده من ضحاياه ..على كل حبيت انصحك لوجه الله "فاعله خير

للمره العشرون تقراها بدون كلل او ملل
تحس بغضب يشل افكارها ..
كانت تبي تمسحها لكان تراجعت ..
هذي الاشاره الثانيه ..كيف تتصرف ؟

دخلت سلوى و انتبهت لها ..:ليلى ..عسى ماشر ..حالتك ماهي عاجبتنا
ليلى في شرود :مافيني شي..
جلست جنبها و قالت :يا بنت الحلال على مين ؟ طول الوقت قاعده لحالك ؟
ليلى :ما ادري ياسلوى محتاره ..
سلوى :خير ليش محتاره .
اعطتها الجوال و خلتها تقرأ الرساله ..
طالعتها سلوى بإستنكار و قالت :متى وصلتك الرساله ؟
ليلى :اليوم الضحى ..
سلوى :والله حاجه تحط العقل في الكف ..مين اللي ارسلها ؟يعني هذي الحركه الثانيه اللي ما نعرف مين ارسلها ..
ليلى :ودي اعرف شو معناته هالكلام .ومين اللي يحاول يشككني في مطلق
سلوى :اكيد هذا شخص يعرفك...والله اني شاكه في خرابه البيوت ..
ليلى :مين تقصدين ؟
:اقصد ريهام ..
ليلى :لا تحطين في ذمتك ..ان بعض الظن اثم ..
سلوى :طيب مين ارسلها ؟
ليلى :و الله ماادري ..ويش رايك اعطي الرقم لسعود ويشوف ..
سلوى :لا ..تخيلى حتى لو طلع كلامها صحيح ,...و كملت بتوتر لما شافت تغيرملامحها : لا لا اكيد اني غلطانه
خافت ليلى فجأه ..معقوله
هزت راسها بنفي ..وقالت :والله محتاره ..خايفه لوتدرين اني انصدم فيه..ما عاد اقدر اتحمل يا سلوى

أقسـى شعـور يكـون قلبـك [ مثبـّت]
........ وتزلزلـه ~ صدمـه ~وهو حيـل حسـآس؛

سلوى :يا بنت خليك قويه ..لا تنهزمين من كلام واحده ماتخاف الله و تخربين حياتك ..انا لو مكانك نكايه فيها
لاخذه .. فاعله الخير قالت.
ضحكت ليلى وبعدها قاالت :ليت الامور تجي بالسهوله هذي .
سلوى بتفاؤل :يا شيخه حطي في بطنك بطيخه صيفي ..على قوله المثل المصري ..و انسي الموضوع .
ابتسمت ليلى ..و قالت :وهذي من وين لقطتيها ؟
سلوى :ياماما ..قعدتي قدام التلفزيون جابت فايده ..قمت اقول امثال مصريه ..
ضحكت ليلى ..وتناست قصه الرساله مؤقتا ..لعلها تلقى حل شافي يداوي حيرتها ..

********************


دخل على صاحبه و لاحظ عليه غضبه ..مزاجه مقلوب و متغير
ناصر :السلام عليكم
مطلق بدون ما يطالعه :و عليكم السلام
جلس ناصر و مد رجليه قدامه :وشفيك قالب وجهك ..
مطلق لارد
ناصر طالع ساعته وقال :الوقت تأخر ما تبي تمشي
مطلق لا رد
ناصر بجديه :مطلق ..وشفيك ؟
مطلق طالعه وضرب بالقلم على المكتب و قال :مافيني شيء .
ناصر:متأكد
مطلق دعك جبينه و قال :اكيد ..متضايق من الشغل شوي ..
ناصر وقف وقال :طيب ....كيف حال زوجتك ؟..
إبتسم لما ذكرها لكن نظرات مطلق الحاده له خلاه يمحيها على طول ..
سأله ناصر متجاهل انزعاجه :ماودك نروح نتمشى شوي ..ياني مشتاق للرياض
مطلق بتوتر و عصبيه وضحت من طريقه م*** للقلم :خلها بعدين ..راسي مشغول بأمور كثيره .
ناصر و بشخصيته النافذه و المتبصره :انت متغير و في امور شاغلتك و محيرتك ..على كل حال انا موجود
متى ما احتجتني ..يالله مع السلامه ..لا تتأخر ترى كل الموظفين طلعوا ..
قبل ما يفتح ناصر الباب ..قال مطلق بوضوح و هو عارف ان صاحبه يسمعه بإنصات
:اليوم ولد خالها زارني ..و صارت بيننا مشكله و ضربته..
ناصر تقدم بمهل و قال بهدوء:و السبب ؟؟؟
تحرك من مكانه و مشى ناحيه النافذه :يطلب مني اطلق زوجتي ..ليلى ..و همس اسمها بهدوء
اقترب ناصر من مطلق و صار خلفه وقال بهدوءه المعتاد المريح :اهاا وليش ؟
مطلق بعصبيه وضحت من انتفاخ عرق النبض في عنقه :يحبها ..
و اخترق فقاعه الصمت بتلك الكلمه التي كانت كالسهم المخترق .
ناصر إلتزم الصمت لانه حل اكثر من وسيله للتعبير ..
و انتظر مطلق اللي كمل كلامه بعمق :ابعد من النجوم اللي يتمناه ..
ابتسم ناصر ..اكثر العارفين بنرجسيه صاحبه المتملكه ..غير مصادر لمقتنياته ولو بأغلى الاثمان
مقامرمتمرس لصفقات الحياة ..غير مبالي بالعواقب ..
ربت على كتفه بلطف ..و مشى ناحية الباب قبل مايقول :إلا بالمناسبة ..الضربه كانت من اليسرى او اليمنى
ابتسم مطلق بدون اراده و رفع يده اليمنى ..ولاحظ انكماش وجه ناصر و انغلاق عينيه وقال بهمس :اووووه الله يعينه
و خرج بسرعه يعرف ان الحل ان يبقى مع نفسه يتدارك حجم ما هو امامه..و ترك مطلق في معركته الباردة ..
و بصمت يخفي مشاعر مشحونه بالغضب و القهر ..ما يدري كيف يصرفه ..
سلطان وليلى .."تحبني و احبها "
تقرع داخل اذنيه كطبول الحرب ..احساس بالخيانه و السذاجه يسيطر عليه .
مسك جواله وده يفرغ حرته في احد ..دور على رقمها لكن تذكر انه ماسجله عنده..
من قهره رمى جواله و زفر بعصبيه ..و هو يشوف بقاياه تتناثر على الارض .

*********************

دق على الجوال مره مرتين حس فيها بالخوف
دق مرة ثانيه ..و على الرنه الرابعه
جاه صوته الطفولي :الو
ابتسم وتنهد براحه : رائد ..وين الماما حبيبي ؟
رد :ماما في المطبخ ...
سعود :طيب وين غلا ؟
رائد :غلا ..تلعب جنبي ..
سعود :خلاص حبيبي ..قول لماما تكلمني ..
رائد :سعود ..متى تجي عندنا ؟
سعود بفرحه :بكرة اجيك حبيبي ..انت انتبه للماما و اختك ..
رائد :ايه صح انا رجال البيت ..
ضحك سعود بحب :فديت رجال البيت ..
سمع صوته اخته وهي تتكلم معها والتهى فيها وترك سعود ..
قفل على طول ..
وهويناظر في الجوال فترة ..
دخلت ليلى عليه ولاحظت شروده ...
ليلى :احم احم ..اللي ماخذ عقلك يتهنى فيه يارب
انتبه لها سعود و قال :ما اخذ عقلي غير حبيبه القلب ...
ليلى بإهتمام :والله ابركها من ساعه ..يوم تفكر بنفسك ..
سعود :اذا تطمنت عليك ذاك الوقت ..افكر في نفسي ..
ليلى جلست قباله و حطت يدها على خدها وقالت :يعني ما تطمنت ..تزوجت واحد الكل راضي عنه
ويش تبي اكثر.
مال نحوها وقال :وانتي راضيه ؟
ابتسمت وردت عليه : لا تهرب من الموضوع ..الحمد لله انا راضيه عن حياتي .
وزواجي تقرر خلاص ليش تنتظر بعد .
وكملت :انا لازم ادور لك على واحده تناسبك...
سعود :لا يا حبيبتي ..اطلعي منها انتي ...
ضربته ليلى وقالت بزعل :لا ياحبيبي ..اصلا تحمد ربك وجه وقفا اذا تدخلت في الموضوع .
شد غرتها وقال :عن الغرور
ضحكت ليلى وقالت :خلاص ..بجد يا سعود ..ماودك تتزوج و تستقر
سعود :اكيد ...لكن كل شيء في وقته حلو .
ليلى وهي تفكر في نجمه ...وتخيلتهم مع بعض ..
سألها سعود بطريقه عاديه :ابغى اسألك ..مين من بنات عمي تحب ترسم ؟
ليلى بإهتمام :ليش تسأل ؟
سعود :عادي ..شفت مرة زياد يشري لوحات وألوان ...قلت اكيد موعشانه ؟
ليلى بدون اهتمام و هي متشاغله في شعرها :ريهام ..
سعود ابتسم بداخله ..و اخيرا حل الشيفره للغز في عقله ..
وادعى السلام و هو في حاله ثماله غير عاديه .واخيرانكشف السر ...وزادت الابتسامه


***************************

ريهام في غرفتها تتكلم مع اريام على الماسن ...
""بتم احبك طول العمر " ريهام :
وينك انتي ما تطلين علينا كل هذا نوم

"لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه " اريام :
والله طول الوقت نايمه ..

""بتم احبك طول العمر " :
واضح ..من التوبيك من زود الطفش هههههه

"لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه "
شفتي كيف ؟ كل وقتي نوم

"بتم احبك طول العمر " :
طيب شو رايك نروح السوق بكره ..نغير جو شوي


"لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه "
ما عندي مانع ..بقول لفاتن تمشي معنا

"بتم احبك طول العمر " :
بنت خالك هذي ماتنزل لي من زور احس انها نفسيه
شايفه نفسها علينا ..

"لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه ":
و الله هي حبوبه ..صح دلوعه شوي لكن ملزومه فيها
وحدها طول الوقت ..

دخل زياد و جلس على السريروباين من وجهه انه متضايق ..

"بتم احبك طول العمر " :
اريام ..انا بخرج اخوي عندي اشوفك بعدين اوكي
باي

لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه ":
اوكي ..باي

قفلت جهازها و دارت بالكرسي ناحيته وقالت :خير يا زياد وشفيك ؟
زياد :ما ادري ويش اسوي ..محتار يااختي
ريهام :قول يمكن اساعدك
زياد :سلطان ..الرجال انجن
ريهام بخوف :ليش ايش صايرله ؟
زياد :تدرين اليوم ويش سوى ..زار مطلق في مكتبه و قال له يطلق ليلى
شهقت ريهام بخوف و ما قدرت تتكلم ..
زياد بعصبيه :بيخرب حياة البنت ..والسبب عناده
ريهام :لازم تمنعه يا زياد ..

وفي داخلها كفايه اللي صار لها ..اصلا كل هذا بسببي انا ..
ياربي هونها يا رب عدي كل شي على خير ..

زياد :كيف امنعه يا ريهام ..
ريهام بتصميم :اللي بيسويه بيقطع صله الرحم ..لو درى جدي ولا سعود ما بيسامحونه ابد
قول لعمي او لابوي ..انت وحدك ماتقدر تسوي شيء
زياد :انا بحاول معه لحالي اذا مافاد ..بأشور ابوي و يصير خير ان شاء الله .
ريهام تمسك يده و تقول برجاء :دخيلك يا زياد ..لا يحاول يهدم حياتها ..كفايه اللي صابها من قبل
زياد بفضول :غريبه ..و هو ايش اللي يصيبها ..اصلا كل هذا بسببها ..
ريهام :زياد ..لا تفكر بهذي الطريقه ..اللي صار صار وانتهى ..الله ماكتب له ياخذها مو معناته
يهدم حياتها ..الحياة ما تتوقف عليه بحاله ..
زياد :الله يكون في عوني وعونه ..
سألته قبل ما يخرج :زياد ..مطلق عمل ايش لما حكى له سلطان ؟
زياد يمثل حركه البوكس على وجهه ..وابتسم و هو يقول :و الله ما ادري كيف ما ذبحه ..
انا لو مكانه ما خليته يخرج على رجليه .
ريهام برعب :الله ستر و لطف ..شكله مطلق هذا عاقل و حكيم ..
زياد :بقوووه ..لكن على امل ما يلعب الشيطان براسه ويسوي اللي يبيه سلطان .
حطت يدها على قلبها الثائر و بكل صدق دعت بأن الله يهدي سلطان و يرجع عن اللي في باله .
زياد :انا بروح انام ..تصبحين على خير.
ريهام بهمس:تصبح على خير

انزوت على سريرها ..لتحس بحرقه في عينيها ..يا قوة قلبك ياحقد ..و ياقسوتك يازمن
ويش السواة الحين كل شيء ابتدا بي وانتهى وانا منفيه ..
رفعت يدها بصدق ..و بصوت باكي انهارت بالدعاء...

********************

مطلق و بعصبيه يقطع مكتبه روحه و جيه ..من البارحه ما قدر ينام بهدوء
خرج من المكتب وتجاهل نداء السكرتير ..
دق بجواله في الطريق ..على ناصر لكن مارد ..
دخل البيت ..لتستقبله امه بإستغراب :سلامات يمه ..تعبان ؟
مطلق :شوي راسي مصدع ..قلت اريح
ام مطلق :فديتك يمه ..روح بقول لأريام تجيب لك حبوب صداع .
مطلق وهو يرقى الدرج :ما يحتاج يمه انا انام و ارتاح ..و ان اشاء الله الصداع يخف.
دخل و اخذ له شور ..واسترخى على سريره ..غمض عيونه لعل وعسى يجيه نوم ..لكن هيهات
عمره ماارتاح حتى يخلص من كل الامور العالقه في حياته ..
والامر اللي يواجهه الان ..مو بالامر العادي ..
اول تحدي في حياته ..يمس كرامته كرجل
يمس كينونه كبرياءه و صلابه قلبه ..
يهدد ما يحمله لنفسه من اعتبارات و قيم لا يبتذلها ابدا ..
حط ذراعه على عيونه و تنهد ..
دق جواله ..فتحه على طول ..
ناصر :هلا مطلق ..اعذرني كان عندي جلسه مع مريض
مطلق :لا عادي ...اصلا انا ناسي ليش دقيت عليك .
ناصر :سلامات يا مطلق صوتك متغيرفيك شيء
مطلق :ما اقدر افكر ...المدام طلع لها ولد خال يحبها و يطالب فيها حتى بعدما صارت لغيره ...
زادت انفاسه حراره مع كل كلمه يقولها ...يلتفت مثل المجنون يبحث عن فراغ يسد غضبه ولعله يجد ..
ناصر بهدوء :طيب ..فكر بهدوء لا تخلي الغضب يعميك ...
مطلق بمراره :كيف افكر بهدوء ..ماادري ايش اللي مانعني اروح و اسمع منها كل الحكايه...
وقف و رجع شعره المبلل للخلف..
ناصر :تبغى تسمع رأيي
ماسمع رد مطلق كمل بتعقل :هو ولد خالتها..يعني ممكن كان يبيها قبل تخطبها إنت..
واللي صار كان طيش ..انا انصحك انك تتمهل في قراراتك ..لا تفسد حياتك بسبب تهور غيرك .
مطلق بشده :يحبها وتحبه ..
كمل بعصبيه :كان ودي اذبحه ..تعرف ما ادري كيف تحملت وقتها ..حياته كانت بين يديني و خليته يروح
ناصر حس بالغضب المكتوم داخل صاحبه وخاف ..مو عليه على اللي بيواجهون مطلق بالعنف المحبوس داخله ..
ناصر بحذر وهدوء :مطلق تعوذ من الشيطان ..حاول تفكر قبل ماتتصرف ..
نفخ مطلق نفس حار في الهواء و قال :بعدين اكلمك يا ناصر ..
قفل الجوال ..وشد عليه ورفع يده بقوه وده يكسر الجوال من قهره ..هالمره جوال ثاني
بيروح ضحيه عصبيته ..




***********************

سلطان وعيونه تبحث في المكان لعله يلمح طيفها من بعيد
سعود بترحيب :حياك الله يا سلطان ..مابغيت تجينا
سلطان :الله يحيك ..والله شغل ..
سعود :الله يعين ان شاء الله ..و كيف شغلكم في المعرض ؟
سلطان و هويوقف لجدته المقبله نحوه :ماشي الحال ..ورحب بجدته:هلا ياجده
الجده بفرح :هلاوالله بسلطان القوم ..وينك يمه ؟ما تقول ازور جدتي اقعد احكي معها شوي
باس راسها و قال :الله يخليك يالغاليه ..والله كنت توي اقول لسعود اني مشغول ..
جلست الجده جنبه وقالت بعتاب:وين يمه هالعمر يخلص و الشغل مايخلص ..انا اشهد انك طالع لجدك ؟
ضحك سعود وسلطان ..قبل مايقول :الله يعطيكم العافيه ان شاء الله .
بحنان قالت الجده و هي تمسح على ظهره:و يعافيك يارب ,..
دخل الجد بهيبته وسلم عليهم
وقف سلطان وسلم عليه بإحترام
الجد :حيا الله سلطان ..وين ابوك ما جاء معك ..
سلطان :راح المزرعه يقول عنده اشغال هناك .إلا كيفك ياجدك عساك بخير ؟
الجد :يارب لك الحمد و ا لشكر ..إلا اني يا ولدي عفت المجلس في هالمكان ..ما اعرف الا انتم ..
ضحك سعود و هو يقول :هذا سيناريو كل يوم يا سلطان ..
سلطان :وين يا جدي باقي ماشبعنا منك ..
الجد :و الله انتم اللي لاهين ..تراكضون ما ادري ويش وراكم انا رجال وراي حلال و عمال ..ماني بعايز عنها ..
سلطان :الله يطول في عمرك يا جدي ..
دق جوال سعود اللي ابتسم و هو يرد :هلا والله بالنسيب
امتعض سلطان من طاريه ..
مطلق :هلافيك ..اخبار الاهل عسى ماعليكم قصور ؟
سعود :تسلم با ابو غانم .من الله بخير و سلامه
مطلق :دووم ان شاء الله ...اسمع يا سعود
تدخلت الجده لتقاطعه ..:يمه سعود قول له يجي يتغدى عندنا اليوم و اهله معه..بنسوي غدا على نيه سلامه ليلى .
سعود ضحك و سأله :وصلتك العزيمه يا ابو غانم ..ترى ما عندك عذر .
مطلق :مااحتاج عزيمه ..محسوبين من الاهل ..الله يطول في عمرها ان شاء الله
سعود :لا تنسى و تقول انشغلت ..ترانا حاجزين سلطان اليوم لا شغل ولا هم يحزنون.
في الجهه اخرى نوبه غضب هزت جسده ..وقال بإختصار :يصير خير ان شاء الله
يالله مع السلامه
سعود :مع السلامه .

سلطان في مكان بعيد كل البعد عن عالمه ..
حيث تنتمي مشاعره المحترقه ..ولا يعلم انه يحترق معها


**************************

ليلى تشتغل بهمه في البيت ..مع سلوى وهند
هناك شيء يحرك مشاعرها و تريد ان تنساه
او بالاحرى تريد ان تتنساه
نداءات من الداخل مطله لها بوجه اخر ..
تدعي انها لا تراها وسط تلك الضوضاء التي تصنعها اختيها ..
وتتشاغل فرحه بالصد عنها ..
هند بطفش :والله تعبانه يا ناس ..
سلوى :من الصبح وانتي تعبانه وتعبانه ..وانتي مااشتغلتي شي
هند بحده :و انتي ويش حشرك فيني ؟ما تبيني اتعب بعد..
ليلى تدخلت بينهم :بنات خلاص ..ماشاء الله عندكم طاقه للسوالف و طق الحنك اما في الشغل مهدود حيلكم .
سلوى :اسأليها هي ..دلوعه امها .
استندت على الباب وناظرتهم ...و مسحت عيونها بتعب
اقتربت سلوى منها وقالت :تعبانه ياليلى ...روحي خذي دواك..
ليلى :لا مو تعبانه ..
وقفت هند و تأففت و خرجت بسرعه بدون كلمه ..
سلوى تراقبها حتى اختفت من قدامها:اختك هذي فيها دلع و اتكاليه عجيبه ..
ابتسمت ليلى وقالت :خفي عليها شوي ..يالله خلينا نكمل الشغل ..
مسكتها سلوى و قالت :خليك انتي شكلك تعبانه ..لا تطيحين علينا ..
كانت بتخرج لكنها رجعت و هي تبتسم ابتسامه عريضه و تغمز :ولا.. قاصده صح ..تبين حبيب القلب يشيلك ..
ويه يمه منكن .. ياكيد النساء...
ليلى بإحراج تدور على شيء جنبها مالقيت ...ضحكت سلوى وخرجت تركض هاربه منها..

عاد لها بعد ان كادت ان تنساه ..
حطت يدها على خدها ..ليه مايجي و لا يتصل ..
يعني من باب الذوق على الاقل يدق يطمن ..يرسل سلام
صدق لوح جليد ..طيب انا ويش علي ؟
صراحه شيء يحز في الخاطر
يعني هذا زوجي ..لو اموت مابيسأل عني ..و انا كمان مابسأل عنه ..
ما عنده احساس هذا اقل شيء اقوله عنه..
نفضت افكارها بعيد و حطت راسها على المخده شوي تريح فيها ..
بكل ارادتها تبحث من حوله على شغل شاغل وابدا لا تقترب منه ..

دخل سعود عليها وهي مغمضه عيونها حسبها نايمه
جاء يطلع سمع صوتها تناديه
التفت لها وهومبتسم : حسبتك نايمه ؟
اعتدلت في جلستها وقالت :لا والله كنت اريح شوي
سعود بخوف :خير ..تحسين في شيء ؟قولي
ليلى بإبتسامه :لا الحمدلله مافيني الا العافيه .
ريح على سريرها وقال :تعرفين مين زرت يوم دخلت المستشفى ؟
ليلى :مين ؟
سعود و نظراته تدرس ملامح وجهها قال بهواده بدون اندفاع :امي
شهقت فجأه و عيونها تعبر عن وجل الغائبه الحاضره :امي ..امي انا
اهتز فكها و سالت دموعها دون سابق انذار ..
رمشت عيون سعود ..لنداء القلب ..ألايشاركها تلك الدموع وهو رفيقها في الاحزان
لن يشار له بالبنان رجل يبكي ..ويوصم بعار
يعرف نقطه ضعفها و سر تعاستها ..و ان اخفتها بوهميه الحياة
و سيشاركها طعم الفرح و لو للحظه ..ليمدها بطاقه تستمر بعدها
فهي جسد متهالك مايلبث ان يهوي على عتبات الحياة..

قال بصوته الحنون :ايه امي ..امي
بالكاد تلفظت بتلك الكلمات وكأن كل كلمه تخرج بجزء من روحها المعذبه :وينها يا سعود ..
ابتسمت وكملت :كيفها ..هي بخير ..طيب شفتها ..تغيرت ياسعود ولا مثل ماهي
ضحك سعود وقال :شوي شوي ..علي ..الحمدلله هي طيبه و بصحه ..اما عن تغيرت فأكيد تغيرت
هو احد يبقى على حاله في هالدنيا ..

اخفى مراره تذوقها ما بين كلماته ..اه لو تعلمين يااختي كم تغيرت
اصبحت كسيره ..بائسه ..تشد اطراف الحياة لتبقى على قيدها ..
تلك الحسناء ..اصبحت تبكي على الاطلال و على بقايا امراءه كانت كالقمر في رحاب الكون ..
لا اعلم مااقول ..فما الجدوى من الكلام ..فإحتراف الصمت ابلغ ..


رجع يبتسم من جديد قال :ابشرك صار لنا اخوان ..
ابتسمت و عيونها ترفرف بفرحه ..لكن فجأه اختفت تلك الفرحه وحل محلها الوجوم ..و همست بحزن
:جابت اولاد ..علشان كذا نسيتنا ..مرتاحه في حياتها ..ياسعود >> قالتها بإستسلام
وكأنها تقول لايهمني يااخي ..اتراني ام لا
سعادتها هي ما اريده من الدنيا ..
كتب لي الشقاء وانا في بطنها ..لارغبه مني او اختيار منها
لو كنا بين شقين من الارض فكل مااتمناه هو ان تكون سعيده ..

تفهم سعود نبرتها اليائسه ولم يلومها قال :صحيح انها تزوجت و عاشت حياتها بعيد عنها ..لكن فراقنا وبعدنا عنها
عمره ماكان من ا ختياراتها ..و هي تحبك و تتمنى تشوفك اليوم قبل باكر ..
وقفت ومسكت يده وقالت بلهفه :قوم وديني عندها ..قوم يا سعود ..يكفينا انتظار

سعود بجمود رغم زمهره المشاعر في عيونه قال :سامحيني يا ليلى ما اقدر..
سقطت يده بجانبه بعدما تخلت عنها ليلى ..و جلست جنبه منقاده ..تبحث عن الجواب الضائع في متاهات السنين
قالت بإستفهام :ليش يا سعود ..ليش ؟
طالع قدامه وكأنه يرى وعدا سيحققه لها : في الوقت المناسب ..
رأت ما اراده هو ان تراه.. فتبعته في طريقه ذاك و كل الثقه يجلس بجانبها
اسندت راسها على كتفه ...و ابتسمت ..غدا سيكون اجمل ..نعم غدا سيكون اجمل .

*******************
سمر تجري بسرعه جهه اريام الجالسه قدام التلفزيون
جلست جنبها وهي تلهث :اريوم ..مطلق دق على امي و قال معزومين عند اهل ليلى .
اريام تتأفف :يا شيخه و تاعبه عمرك ..على بالك اني بروح
سمر :وليش ما تروحين ؟
اريام :ما احب اروح لهم ..يحسسوني بالملل .
سمر :وانتي وبعدين معك ..شايفه نفسك على ايش ..
اريام :سمر روقينا ..خليني اتفرج بهدوء
سمر :و العزيمه ..
اريام :قولي تعبانه ما تقدر تروح
سمر :لا والله ما بكذب عشانك ..
اريام :طيب خلاص انا اللي بأقولهم
وقفت سمر وضربتها بمخده صغيره ..وهربت لحد الباب
اريام :يا حماره ابعدي عن خلقي احسن لك .
سمر :ما الحماره الا انتي ..
اريام :يا لله انقلعي من قدامي جبتي لي المرض .
سمر :مالت .. الشرهه مو عليك الشرهه علي انا اتكلم مع هذي الاشكال .

تركتها و دخلت غرفتها دقت على اختها وفاء
سمر :مراحب وفاء
وفاء :بسم الله الناس يسلمون اول
سمر :السلام عليكم و رحمه الله
وفاء :و عليكم السلام ورحمه الله و بركاته...نعم ويش عندك من صباح الله
سمر :بإختصار شديد :اهل ليلى عزمونا ..وانتي معنا اوكي..جهزي العصابه علشان يروحون معي
وفاء :طيب وقفي شوي ..اشوف ابونايف و اعطيك خبر
سمر :انا مالي دخل في ابو نايف ..المهم افراد العصابه يكونون معي .
يالله باي انا مشغوله ..
قفلت و وقفت قدام الدولاب ..تدور لها ملابس للعزيمه .

*************************

دخل سلطان البيت و باين عليه التعب و الهموم
اقترب من امه و سلم عليها ..
امه بخوف :بسم الله عليك ياولدي ..علامك حالك مقلوب ؟
سلطان بإبتسامه باهته :ما فيني شيء ..شغل
ام سلطان :اي شغل الله يهديك يمه ..ابوك يقول ما تروح للمعرض ..و تاركك على راحتك
وانت تقول شغل ..
زفر بعصبيه وقال :كنت طفشان و رحت اتمشى ..و لا ممنوع
ام سلطان بحزن على حالة ولدها ...قالت :يا ولدي الله يهديك ..انتبه لنفسك ..
وقامت و هي تتدعو له بصوت مسموع ..
ارخى نظراته ..و همه اصبح هموم ..ما له مزاج لا في شغل و لا في شيء ثاني ..
دخلت رغد ..و شافت اخوها حزنت على شكله ..باين عليه تعبان ومهموم ..

وينك يا سلطان ..وين حيويتك و حسك في البيت ..اختفى من زمان
وين ابتسامتك و ضحكتك ماعاد نسمعها ..
وينك ياخوي ..ويش جرى لك يا قلب اختك
كل هذا من فعايل الحب ..
صرت جسد بدون روح ..تمشي بدون احساس

رسمت ابتسامه على محياها ..و قالت :صباح الخير يا احلى اخ في الدنيا
ابتسم و رد عليها:صباح الخير ..ماشاء الله عليك اليوم مبكره
رغد :و الله امي قالت ان في عزيمه عند اجدادي
ارخى نظراته على مفرش الطاوله ومسح وجهه ..
جاوبها بعد لحظه صمت :ايه ادري ..كنت عندهم وقتها
اكيد علشانها كنت هناك ..رغد تفكر و عيونها تراقب تغير ملامحه ..
رغد :وشفيك ياسلطان ؟
سلطان :ويش تشوفين يعني ...وركز عيونه في عيونها ..
رغد :هونها تهون يا خوي ..ما يصير اللي تسويه في نفسك
سلطان بعصبيه :خلاص ماصارت عاد ..تعبت منكم تقيمون تصرفاتي على كيفكم .
رغد بحزن :سلطان ..ليش متغير علينا ..
سلطان :اووف منكم ..

خرج بسرعه ..رغد بكت على حاله .و في داخلها زادت نقمه على ليلى
لانها السبب في حزن اخوها ..
قامت بسرعه تجهز نفسها للعزيمه وهي ناويه على دفع الثمن بطريقتها ..
ام سلطان المراقبه بصمت ..ادركت بحكمه ان وقت التدخل قد حان..ونفض الغبار عن الايدي قد انتهى
يكفي ما يحدث حتى الان ..حياة و مستقبل على وشك ان تكون نهايتها غير مرغوبه ..و ببصيره نافذه
شدت من ازر نفسها للقرار قد اصبح محكما ...

*******************
فاتن :اريام الله يخليك ..روحي هالعزيمه والله اناكمان دي امشي معكم .
اريام بشك :فاتن ...وش هوله تمشين معنا ...؟اذا كنت انا اصلا مو رايحه .
فاتن :ودي اشوف هذي اللي اسمها ليلى ..
اريام :لا ياحبيبتي ..موناقصني وجع راس ..لو درى عني مطلق و الله ليطلع عيوني .
ابتسمت فاتن و قالت و هي تتقرب من اريام :ما عليك من مطلق ..انا بقنع خالتي و هو ماله علاقه
اريام بخوف :فاتن انتي ويش ناويه عليه بالتحديد ؟
فاتن بنفس الابتسامه : وانتي ليش خايفه ؟
اريام بعدم مبالاه :انا مايهمني إلااخوي ..لانه اذا زعل مني ياويلي ..اما اذاكان عندك حسابات ثانيه
خليني بعيده عنها رجاء..
فاتن بإحتيال :ما عليك من احد ..ودي اشوف هاليلى اللي تركني علشانها ...
اريام :يابنت خلاص ..لا تجني زياده ...امي طايره فيها ..و اخوي ...
هزت راسها و كملت :و اخوي ماشي حاله ..معها ..
فاتن بلهفه :صدق ..ان شاء الله مايحبها ..
اريام :والله مو لايق عليكم هالحب ..صرتن زي المهابيل ..
فاتن :ليه تجمعين ؟ليه فيه واحده معي ؟
اريام :المهبوله ريهام ..نفس حكايتك
فاتن بهيام :يجي لك يوم يا حبي ..
اريام و هي تحرك يديها في وجه فاتن :الشر برى و بعيد ..

***************************

وقفت قدام المرايه للمره الثانيه..لبست بلوزه بلون ازرق بحري بفتحه واسعه..
و اكمام قصيره ...و تنوره بيضاء ..رغم محاوله سلوى انها تلبس بنطلون جينز إلا انها رفضت ..
مااحتاجت مكياج كثير ..حطت له روج زهر و اكتفت بكحل ..و ظلال بحريه باهته ..
هي بتشتغل كثير و المكياج بيضايقها ...
رفعت شعرها ورجعت تركته مسدول على ظهرها ..احتارت فيه ..
دخلت سلوى و تخصرت :ياسلام عليك ..احنا نحوس في البيت وانتي رازه عمرتس عند المرايه .
ليلى بحيره :سلوى ويش اسوي بشعري ..؟
سلوى :فكيه ودعيه يتنفس ..و ابتسمت ابتسامه واسعه
طالعتهاليلى وقالت :شكلك انتي اللي فايقه ..ماهمك شعرك قصير الا انا شايله همه
ما اقدر اخليه مسدول على ظهري ..جدتي تحلفت فيني ..
سلوى :خلاص ..ارفعيه وثبتيه بشباصه ..و فكينا..
فتحت الادراج تدور على شباصه مالقيت الا شباصه سوداء ..ثبتتها على طول وبعدها مشت لقرب سلوى اللي كانت
لابسه بلوزه تفاحي مع تنوره بيج واسعه ..قالت :حلوه ملابسك ..هذي اللي اشتريناها اخر مره صح ..
هزت راسها وهي تضبط شعر ليلى ..و تعدل غرتها على جبينها ..
سمعوا صوت الجرس ..
سلوى :شكلهم حضروا ..
ليلى :يالله امشي قدامي ..
نزلت ليلى وسلوى بعدها ..سمعت صوت عمها ابو زياد ..
ليلى في استقباله بإبتسامه احترام :ياهلا ياعمي ..
ابو زياد :هلا فيك يا بنتي ..ها كيف حالك ؟
ليلى ترفع نفسها و تبوس راسه :تسلم يا عمي ..الحمد لله طيبه .
التفتت لخالتها و سلمت عليها ..
و تقابلت مع ريهام وجه لوجه ..للحظه مرت ما تقدمت واحده فيهم ..
لكن ريهام كسرت هذي اللحظه ..و قربت منها وسلمت عليها ..ضغطت على ذراعها بقوه
وكأنها تأكد لها صدقها ..و صفاء مشاعرها ..
ناظرتها ليلى وبانت لها في عيونها مسحه ألم و دموع مكشوفه ..ارخت ريهام راسها و تشاغلت بشعرها ..
خرجت ليلى و تنفست بعمق ...
دخلت المطبخ و شافت سلوى قدامها ..
سلوى بهمس :شفتيها ..قويه عين يا ناس ..ل
ليلى بنفس الهمس :سلوى ..انتبهي تبيني لها شي ..
سلوى :و الله لو ما العيبه ..لكنت وريتها النجوم في عز الظهيره .
دخلت هند و معها ريم ..
سلوى شالت صينيه القهوه والتمر و خرجت من المطبخ ..
ليلى بإبتسامه لريم قالت :وينك يالريم ما تنشافين ؟
عدلت نظارتها وقالت :والله مشغوله ..وقتي ضيق صراحه حتى اهلي ما اقعد معها..
قاطعتها هند بحسره :تقول انها دخلت دوره حاسب و انجليزي ..
ليلى بدهشه :ماشاء الله عليك ياريم ..وكملت بإبتسامه :وانا كمان ودي اكمل دراستي و اتعلم حاسب الي
سلوى دخلت و جلست على طول :وشفيه
هند بنفس الحسره :ريم دخلت دوره حاسب و انجليزي ..
سلوى بسخريه :طيب و شفيها ..عادي
هند :اكيد عادي عندك انتي ...
ريم :بدال مااقضي وقتي في النوم ..والسهر اقضيه في حاجه استفيد منها.
ليلى :تفكير جيد ..ياريم الله يوفقك انشاء الله .
سلوى :الله والفايده عاد ...لو قعدت سنه اتعلم فيه ما اتعلمته ..انا بالعربي بالكاد انطقه ..
ضحكت ريم ..و ليلى و هند الوحيده المكشره في وجه اختها ..
دخلت ريهام محاوله كسر العلاقه الجامده بينها وبين بنات عمها ...
ريهام :ضحكوني معاكم
كشرت سلوى ووقفت من مكانها ..وليلى ادرات ظهرها ..و اغمضت عيونها...في اعماقها اللي يصير مايصح
شكلها ندمانه ..و حتى لو ماهي ندمانه ..وين اللي تعلمناه من كتاب الله و سنه رسولنا الحبيب ان نقابل السيئه بالحسنه ..
تنفست بهدوء و ابتسمت ..
أليس من السهل ان استمر بدون ضغائن .فتلك الاخيره تجعل مني انسانه اخرى غيري انا ..
هائمه في غياهب الظلمات..غير عابئه بما حولي
اي فناء ذلك لعطاءات الحياه ..ننسى نظم الحرف و نغيب في مشاعر مترفه بالسموم..
ونكاد ننسى انها تغذينا بمرور الوقت ..

قالت و ابتسامتها المشرقه تخفي غيوم الحقد :كنا نتكلم عن تعلم الانجليزي..
تفاجأت ريهام بإبتسامتها و توترت زياده :اهاا ..
سلوى تناظر ليلى وعيونها بتخرج من راسها ..
سمعوا صوت الجرس و قامت هند على طول تفتح الباب ..
خرجت سلوى ومعها ريم ..و بقيت ليلى مع ريهام ..
اقتربت ريهام بخجل ...بينما ليلى تشاغلت في تقطيع الحلو ..
قالت بصوت مهزوم:سامحيني ياليلى ..
طالعتها ليلى ..و ملامحها بارده ورجعت تبتسم ..
رجعت ترص الحلا في الصحون ..لكنها اجابتها:سامحتك..
ريهام بلهفه و عدم تصديق:سامحتيني ياليلى ...
ليلى ببرود :سامحتك ياريهام لكن لا تعتقدين ابد ..اني سامحتك علشانك انتي ..
على العكس ..سامحتك علشان اعيش حياتي بدون كراهيه او غل على اي احد .
ركزت في شغلها وقالت :الحياة صعبه بما فيها ..ليش نزيدها على انفسنا ..
ريهام بحزن ما تقدر تلومها ابد ..المشاعر اللي عمرها ماشعرت بها الا بعد فوات الاوان ..
قربت منها .. وساعدتها في شغلها
و همست بصوت باكي :ولو قلت لك اني احتاج مساعدتك يا ليلى ..
طالعتها ليلى مستغربه ..بينما كملت ريهام :انا ضايعه ..اعيش في الظلمه ماادري ويش اسوي
عمري ما اراح انسى ..
ليلى بهدوء /الله يعين الجميع ..
ريهام ودموعها تنهال بغزاره و الكلمات ضاعت فيها ..
اليست هي الدموع سلواها ..او ليست هي من تبدد الضباب الدائم في جوفها الفارغ
ليس لديها غير الندم راحه لقلبها..وان لم يكن فـ ستلتمس الراحه فيه ..تخفيفا للعبء الثقيل
ليلى بحزن على حالتها ..مهما شالت في قلبها و مهما سببت لها من احزان و عذاب لكن ماتقدر تكون مثلهم ولاتحس
بالمتعذب و مدى الالم اللي يشعرون فيه لوحدهم ..
سحبت منديل من جنبها و مدته لها ..
ليلى :امسحي دموعك ياريهام ..و لاتفكرين كثير الواحد ما ياخذ إلا نصيبه .
كلماتها على الجرح ..تزيد من دموع تلك و تعذب روحها ..
والاخرى ..تخرج من دوامه و تلتقي بأخرى ..لكن كلمه خرجت من باطن العقل تصديقا ..لحالها
تسليم و ادارك ..حقيقه قد غابت عنها ..او صارت غيرمدركه لها
"نصيب " غايه خير و إلهام ..هو من جمعها بذاك قيد انمله وابعدها عن اخر كتلك المسماه اتلانتس في معجم العصور.

******************
مزاجه الحاد و العصبي خلى الجميع يفضلون الصمت طول الطريق
ألا يكفيه ما يشعر به..خنقته المشاعر المكبوته و تلك القيود التي تسحبه للهاويه السحيقه
كم يود لو يفجر براكين غضبه الان ..
ذلك الركود تحول لفيضان جارف ..وقد انكسرت جميع السدود
نفذت للغرق او للضياع ..
و وداعه مشاعره سحقها تحت قدميه ..
لا رأفه لمن يتلاعب بي ..و يسخر من وجودي
لا هواده لمن يمر عابرا متجاوزا اعتباراتي و متمهل في اهانتي ..
وقف السياره و خرج اهله ...
ظل عشر دقايق يحاول يتدارك غضبه و يخبـأ ثورته امام الناس.
في داخله امنيه انه ما يلتقى بتلك العينين العاشقتين مرة اخرى ..
دخل المجلس بعدما سلم عليهم جيمع ..طافت عيونه في انحاء المكان ..و تنفس بهدوء
و إلتزم الصمت تهدئه لفوران اعصابه ..مدركا الان بحجم كل خطوه يخطوها
ابتسم بداخله..ليست للوداعه ابدا ..انما هو مارد يخشى ان يخرج غير مروض للصعاب ..
فيثير ثورته في وجه الجميع ..و قد استحسن التحدي ..
وتمناه للحظه يخرج و يجعل من ذاك العاشق المزعوم ..عبره لمن يود ان يعتبر.

*******************

في نفس المكان :

جلست وعيونها تدور في المكان و مشاعر ممتزجه داخلها بلهفه و حقد و غيره
همست لاريام :وينها ؟
اريام :اركدي شوي ..شكلك بتفضحينا
فاتن :بموت مكاني ..قولي وينها
اريام بخوف :فاتن انتي وعدتيني ..خلي هاليوم يعدي على خير .
فاتن :اوكي ..لكن وينها لنا ساعه جالسين ما شفناها
اريام و عيونها على اللي دخلت ..لكزتها بكوعها و اشارت بعيونها لقدام
فاتن وفمها نصف مفتوح ..تراقب ليلى والابتسامه ماتفارق وجهها
حست بنار شاعله داخلها همست بغيره :هذي اللي تقولي عنها ماهي حلوه ..يخرب بيتك وبيتها يا شيخه
ياليتني ما جيت ..معك
اريام تمسك يدها و مسويه نفسها عندها سالفه :اقول لا تفضحينا ..خليك عاديه ..
فاتن لجأت للصمت بعدما انهارت كل قواها في الداخل ..وبكل اصرار عزمت على اللي تسويه..

**********************

ليلى تجلس جنب رغد و تكلمها رغم الحواجز اللي فرضتها
ليلى :رغوده ..وينك ما تدقين مثل اول ؟حتى جدتي افتقدتك
رغد تتأفف :مو فاضيه ..تحسبين ماعندي شغله ولا عمله زي بعض الناس .
استنكرت تصرفها وقالت بشرود : اهاا ...
رجعت رغد تتكلم لريهام مطنشه ليلى ..
حست ليلى عليها وقامت من مكانها ...
ريهام تسحب رغد و تدخل المطبخ ..
رغد :وشفيك انتي ؟عورتي يدي
ريهام بإنزعاج :انتي اللي وشفيك ؟ليش تتعاملين مع ليلى بالطريقه هذي ؟
تكتفت و لفت وجهها للجهه الثانيه وقالت :انا حره اسوي اللي اسويه .
ريهام تلفها لجهتها بعصبيه :ليه كل هذا ..لانها رفضت اخوك ..
رغد :لا تتدخلين ياريهام
ريهام :ليش ما اتدخل ؟انتي عاقله وفاهمه ..هي مثل غيرها و مثلك ..لها حريه الاختيار
لانت ملامح وجهها و بان الحزن في عيونها :سهل الكلام ..صح ..لكن ماشفتي اخوك مكسور الخاطر ومهموم
و ما تقدرين تسوين شيء
ريهام ونوبه العذاب ترجع لها ..لكن بإصرار استمرت في خطوتها..
: و لو ..ما هو صغير..ثانيا :ايش الفائده اللي تجنينها من كل هذا ..
رغد :ودي اعرف ليش رفضته علشان اريحه ؟اخوي قرب يجن والسبه هي ..

جمدت ريهام مكانها و الخوف يلجم لسانها ...والرعشه تهز اطرافها
مااقول لك ...اه مااقسى ذلك
ان تكوني السبب في كل هذا و تلتزمي الصمت خوفا واذعانا للهروب .
ان تري قلوبا مجروحه و كسيره بسببك و لا تستطيعين مداوتها ولو اعترفتي بذنبك ..
فما مضى قد مضى و قد اخذ كل شيء جميل و لم يطفو الا ما يذكرنا بسوء افعالنا وتقديرنا الخاطئ لمشاعرنا ..
ااقولها و اريح نفسي من ذلك العذاب ..
اأاغسل اثامي بالاعتراف ..وانتهي من تأنيب الضمير..

سمعت صوتها يخرج بكل كبرياء :يا الله يارغد ..لهذي الدرجه مهمشين حياتي
ريهام بإحراج تطالع الثنتين ...و وخز الضمير يزيد جراحها عمقا والما
رغد ما قدرت تتكلم و لكن نظراتها مجروحه
ليلى بصوت عميق مهزوز :يعني لو خطبتك لاخوي ..و رفضتي اعاملك بنفس طريقتك ..
انا كمان اخوي ما ينرفض ..لكن مااقدر اجبرك تأخذينه لاي سبب من الاسباب.
ريهام بصوت معذب :ليلى ...
اشارت ليلى لها بيدها و رجعت تكلم رغد :قولي لسلطان ..اني ما رفضته لعيب فيه هو ..ابدا
لكن ...لكن نصيبي كذا ..استخرت الله و مارتحت له ..و حكمه الله اعلى منك و مني
ونحن ما ندري عن المكتوب .
رغد بحزن :صادقه ياليلى ..و معاملتي غصبا عني ..حزن اخوي شل كل افكاري ..كنت احاول اني اتغير
لكن معك مااقدر ..
"وخزها قلبها للحظه وشعرت بالضعف يهد كيانها و دموع تستبيح عذابها وتعلن انهمارها "
ليلى بحزن :لا تلوميني يا رغد ..ربي كتب لي وله ..الله يوفقه مع غيري ..انا خلاص تزوجت
و هتفت بتمثيل الفرح :انا ما اقول ماادري عن المكتوب ..ربي رزقني بمطلق ..الله يخليه لي ان شاء الله.
ابتسمت رغد و احتضنت ليلى بود و صدق ..و همست في اذنها :الله يسعدك ان شاء الله معاه .
طلعت رغد و تركتهم ..يلعقون جراحهم بصمت و يهمسون للالم بشويش ..لكي يخفض صوته
ريهام :ليه ماخليتيني اقول لها الحقيقه ؟
ليلى تتوجه للثلاجه وتصب لنفسها ماء بارد :والفائده..علشان ينقم عليك شخص ثاني وثالث وعاشر
"لم تدهش ..و كأن ضربات سوط عقوبتها قد استباح جسدها لينهال عليها بصمت و بدون ألم "
رجعت تتكلم :خلي اللي صار معنا يموت بيننا ..
ريهام :تقولين سامحتيني ..لكن كلامك اكبر دليل انك ابد ما سامحتي
ليلى بهدوء :انا سامحتك ..لكن ما اقدر انسى اعذريني..اللي صار ما مر علي مرور الكرام والله يشهد
حست بالمراره وهي تتذكر اللي عاشته وقاست منه
دخلت سمر بالتوائم الثلاثه,
ليلى تحط يدهاعلى خدها و تجلس لمستواهم :يا حبي لكم ..ياعيوني ..ريهام بالله طالعيهم ما تقدرين تفرقين بينهم صح
ريهام تخرج من صمتها :ما شاء الله عليهم ..حلوين
سمر و تمد يدها بهديه مغلفه ..ليلى تناظرها مستفسره :ويش هذا ؟
سمر :هذي هديه متواضعه مني و من عصابتي الصغيره .
ضحكت ليلى و طالعت ريهام المبتسمه
باستهم ثلاثتهم ..همست الوسطى لسمر ..ضحكت سمر و قالت لليلى :ليلى ..رؤى تقول انتي نيلى زوجه خالو مطلق ؟
ليلى :ايه انا نيلى على قولتك
سمر تغمز لها وتقول :معليش ..اخطاء لفظيه .
سمر تسأل اروى :اروش ..مين احلى انا ولا خاله ليلى ؟وابتسمت
اروى :اشرت لليلى وقالت :خاله ليلى احلى منك .
ضحكت ليلى وريهام على وجه سمر
سمر بعصبيه :مافيكن خير ..كل تعبي راح بدون فايده يالله انقلعن من قدامي .
ريهام بضحكه :والله شكلك تحفه ..ياسمر ذكرتيني بالبيت اللي يقول اعلمه الرمايه كل يوم فلما اشتد ساعده رماني......
ضحكت ليلى وسمر في نفس الوقت ..وريهام شاركتهم متناسين تلك اللحظات التي سقطت قصدا..لعلها تكون في الذاكره
شيء حلو يدعو للابتسام ...مجرد امنيه تبثها نفوس ضعيفه

*******************


جلس زياد بعدما سلم على الموجودين ..و انتبه انه جالس جنب مطلق
للحظه حس انه مراقب ..سرق نظره على مطلق وهو يشد المسبحه بين يديه ..مسكينه راحت فيها!!
ما يتكلم الا كلمه ويسكت ..حتى انفاسه مسموعه
شكله الرجال مولع الله يستر ...الله يهديك يا سلطان صرت زي المجانين اكلم روحي
انا خايف وكأني انا اللي مكانك ...اليه يجيب العواقب سليمه .
دق جوال زياد ..لما شاف الاسم اختبص و على طول رد
زياد :هلا
سلطان :سلام وينك انت؟
زياد بغصه :احم انا ,,ايه في بيت عمي احمد ..وينك .؟
سلطان :مااقدر اجي ...اسمع
زياد براحه :اهاا
سلطان :.تعال عندي البيت ..
زياد :خلاص ..مع السلامه
سلطان :وشفيك مستعجل
زياد :ياخي ابوي يعطيني نظره من اياهم يعني افهمها .
ضحك سلطان وقال:احسن تستاهل
زياد :هذا جزاتي ..يالخاين
سلطان :اقول لا يكثر ..لاتنسى تمرني.
زياد :صار مع السلامه
قفل جواله بدون مايسمع رده ..و عيونه تختلس نظره باللي جنبه ..

******************

دخلت حجرتها بدون استئذان ..عيونها بإشمئزاز تلف المكان
وقفت قدام المرايه ..تطالع العطور و تشم ريحتها ..و تتقرف منها
فتحت ليلى الباب فجأه لتوقف قدامها ..
فاتن بارتباك :اسفه لكن كان ودي اصلح مكياجي ..
ليلى بشك :لا عادي ..حياك
فتحت شنطتها واخرجت كحلتها ..وسوت نفسها تضبط المكياج
قالت :يا بخت مطلق فيك
رفعت ليلى راسها وقالت :عفواا ,,ليش ؟
التفتت فاتن لها وقالت :جميله ماشاءالله عليك وصغيره
ابتسمت ليلى وما اعطتها رد
رجعت فاتن تتكلم مستغله صمتها :ما شاء الله احسكم لايقين على بعض
ليلى بإهتمام :بالله كيف لاحظتي ..وانتي ما تعرفيني الا من دقايق ,.
فاتن :الواحد ما يحتاج عشرين سنه علشان يشوف الفرق والتشابه
ابتسمت بخبث وكملت :ماشاء الله على مطلق من يوم يومه ..يحب يدقق في اختياراته يعني عملي بحت .
شافت في عيونها لمحه معاني غريبه وكلماتها مبطنه بألغاز غير مفهومه
طالعت فاتن اظفارها وقالت و كأنها غير مهتمه :دائما كان يقول ابغى واحده مثل امي راعيه بيت ..وطيبه
صحيح انه امه اللي هي خالتي ماتعلمت لكن ماشاء الله عليها عرفت تربي عيالها ..لكن لمى اشوفك الحين اقول شكلك مثل خالتي..
شدت ليلى على نفسها وابتسمت بألم و كل كلمه تنطقها ,,تجرحها لكن بينت انها عادي ما يهمها ,,
شالت شنطتها و ابتسامه انتصار لاحت على وجهها قالت :لاتفهميني غلط ..
مطلق انسان شايف نفسه يعني معتد بنفسه زياده عن
اللزوم يحب يكون هوالافضل دائما والمسيطر و متعلم على كذا ..
يعني اكيد ما بياخذ واحده مثله تحط راسها براسه ..
انتي فاهمتني ..مطلق يشبه سي السيد بالمصري ...
ضحكت بصوت عالي وخرجت بهدوء مسلمه بأن ما ألقته للتو لن يمر مرور الكرام .. مخلفه اعصار هادر يلف اخرى
..ينفجر لديها جرح جديد بندوب جديده ..و رحله ألم جديده ..ويا لحالها الان ..

**********************


بعد الغداء انصرف الضيوف ..و ما بقي إلا مطلق و عائلته .
اذن العصر و خرجوا بعدها للصلاه ..للمسجد القريب من البيت
دخل مطلق المجلس ..وسعود وراه ..
سعود قرب من دله القهوه و مد لمطلق فنجانه ..
شرب قهوته وسأل سعود :ليش ما تتزوج يا سعود
ابتسم سعود وقال :اسمع مين يتكلم ..خليني اعتب الثلاثين واقرر مثلك
مطلق بإبتسامه مرة :الظروف غير يا سعود .
سعود جلس جنبه و أشار لقلبه وقال:هذا باقي ما دق يا ابو غانم
اطلق ضحكه ساخره ما فهمها سعود ..ايجب ان ايفعل ؟
خرج مسبحته من جيبه و هالمره لونها اسود وقال :ابسألك سؤال و أبغاك تجاوبني بصراحه
سعود بإهتمام :خيران شاء الله
طالعه مطلق وقال بجديه :ليلى ..في احد خطبها من عيال عمها ؟
توتر سعود من سؤاله وحس انه وراءه شيء غير عادي ..
قال :والله يامطلق ليلى مثل كل البنات ..يجيها خطاب من قريب وبعيد
لكن من عيال عمي ما فيه ..إلا عاد ولد خالتي سلطان ..لكن ماكان له نصيب
تجمدت اوصاله بذكراسمه ..و طالع قبضه يده نفسها اللي ضرب فيها سلطان
سأله سعود :ابوغانم وين رحت ؟
مطلق :موجود ايش كنت تقول ؟
سعود بإبتسامه :لا سلامتك ..ما قلت شيء
دق جوال مطلق و اخرجه شاف اسم اخته وفاء وتذكر شيء نسيه
قال لسعود :لاهنت يا سعود..قول لليلى ابغى اكلمها .
ضحك سعود وقال :انا اقول وشفي الرجال ماهو على بعضه ..
ضحك معاه مطلق وهو يوقف ..قال :ابروح اجيب شيء من السياره .
سعود :افااا انحرق كرتي الحين ..ما عليه تهون يا ابو غانم .
دق على اخته و خرج بعدها ...

**************************

ليلى والافكارتعصف بها ..مطلق من جهه و فاتن من جهه ثانيه
افزعتها تلك الاستدعاءه الغير متوقعه ..
يعني اسمه انه زعلان من اخر موقف صار بيننا
كشرت في وجه افكارها ..اصلا انا اللي لازم اخذ موقف مو هو
دخلت المجلس ..و مالقيت احد غريبه
شدتها مسبحته السوداء اللامعه في مقعده
مشت لها ..و سحبتها ..حركتها برقه تتلمسها بين يديها و قربت تشمها ..
ريحه دهن العود نفذت لخلاياها ..ارتجفت وبعدتها ..ذكرتها به...
ذلك الحجرين الاسودين المستقرين في رأسه بقسوه و صلابه ..لاتحاكي مشاعره
تخرجه من جسده و كأنها ليست جزءا منه..يظنهما الناظر مجرد زجاجتين في رأس تمثال .
لاتدري لما..انتعشت صورته في عقلها ..
سمعت صوته الاجش خلفها :اعجبتك ...
زادت رجفتها و هي تلتفت له ..
طالعها و طالع السبحه بين يديها وكمل :خذيها ما تغلى عليك .
ولاحظت انها قريبه منه فتراجعت للخلف ..
غمرها الخجل و عيونه تشملها ..ارتفعت نظراتها المتأرجحه ما بين عين واخرى
تقرأ ما يدور في خلد ذاك الرجل ..فعبثا حاولت ..
حست فيه و في حضوره الطاغي .. و المكان يضيق في وجوده
تحرك من امامها يفسح لنظراتها ان ترتد لها ..قال بصوته الواثق :تعالي اقعدي ..
جلس و جلست قربه مايفصل بينهم الا مسند
حط يده على ذقنه و كأنه يفكر ..وطال الصمت بينهم
رفعت راسها لتصطدم في عيونه الغامضه ..ما فهمت معنى نظرته
ماباالها اليوم ..تموج بعضا مما اراه غريبا علي ..
يحاول طمس معانيها في غمره سيطرته ..
سألها :كيفك إلحين ؟
ردت عليه :الحمد الله
راقب لمسها للمسبحه ..وامتدت نظراتها الى وجهها ..كانت جميله في بساطتها ..
حسناء مجرده من ترهات الزينه و المبالغه المفرطه .
مد لها بكيس هدايا ما انتبهت لوجوده معه ..
سألت وهي تم*** :ايش هذا ؟
مطلق :هديه ..من ذوق وفاء ..المفروض هي الي تهديها لك ..>>وتلك هي البدايه..
حست بخيبه امل ..تأملتها بهدوءقبل ما تم***ا و تحطها في حضنها
قالت من باب الذوق :مشكور.
تأمل انحناءه رأسها وشعرها الاسود الناعم ينسدل بنعومه على رقبتها ..
وطالت ادق التفاصيل ..حتى كاد ان يفقد اعصابه ..
سألها بهدوء :ماودك تشوفين الهديه ؟؟
ابتسمت بتوتر :ها ..ايه اكيد ودي اشوفها ..
ارتجفت يدها وهي تفتح الهديه..
كان طقم ألماسي فخم..تتألق فيه زمرده خضراء
لمسته برقه و خفه ..و رفعت نظرها لمطلق ..فا صدمت بنظراته نحوها هي لا غيرها ..
حست بتيار قوي يدفعها للنهايه ..اهتز الطقم في يدها ..
عيونه مزيج غريب ..فضول ..حدة..تفصل كل شعور على حده .
انتظر منها كلمه ..لكن اضطرابها واضح فرحمها .
تنفست بعمق ..عضت شفايفها بخوف وكأنه كشفها .
ابتسم و هو يلاحظ عرق الخجل اللي نبض في جبينها
قال بأمر :اعطيني ألبسك الطقم ؟
بتوتر و خجل :لا ..ماله داعي
اخذ الطقم بدون ما يهتم بإعتراضها ..
و بنفس اللهجه الامره :اقتربي ..
لحظه ..مابين التردد و الاستجابه
تحفز عقلها و تعاند قلبها ..
طالعها و رفع حاجبه الايمن ..وبدون ما يعيد السؤال ..
حست بالخوف و مماطلتها مو في صالحها ..و تمردها معه لا طائل منه .
حست بالندم في ثانيه ..كلام فاتن يرجع يرن في عقلها
هذا ما يريده امراءه منقاده له بدون اهميه ....
لكن رغم كل اعتراضاتي اجد نفسي منقاده إليه ..كفراشه يجذبها اللهب .
منصااعه تحثني رغبات دفينه ..
رغبه انثى لا تريد مجابهه الرجل ..
اقتربت منه وادارت ظهرها له..
عظت شفايفها حاولت تكون طبيعيه ..
مجرد احساسها بأنفاسه الحاره تلهب رقبتها ..رجفت كل خليه في جسمها .
دبيب جعل شعر يدها يستقيم ..و حست بالحراره ..
لمسته جردها من مشاعرها الخفيه ..وكشف ظاهرها ..
اهتزت يدها و هي ترفع شعرها ..
مطلق ..و عيونه عليها ..شعور زهو يسيطر على قلبه
حسناء بين يديه هي له ..
يسيطر على انفعالاته ..يشعر بفخر كرجل وسيد ..
أليس شعورا معتادا منه ؟سياره .منزل , xxxx ,او صفقه رابحه
أليست انثى ..تقوده حواسه إليها ..و يرى فيها ردات افعاله..
تبعثر مكنوناته وينفرد بإحاسيسها ..
سألها يحاول اشغالها ليبدد توترها :كيف كانت العزيمه ؟
ابتلعت ما ضنته احجارا في فمها :الحمدلله مرت بسلام ..وضحكت بتوتر >>وبخت نفسها لحماقه غير مقصوده

يرى رده رعشتها حين يلمسها و ارتجافات مشاعرها حين يكون قربها ..
فهو رجل كامل ..يرى انثى تنضج رغباته الكامنه و تحرك مشاعره ..
التي ايقن بأنه لايملكها ..
فالحياة (أنثى ورجل)
عاد وسألها متثاقلا في عمله :مين كان موجود ؟
رجعت تجيبه بآليه وكأنهاغير مباليه :مافي الا عائله عمي محمد و خالتي غاليه ..
اطلت عيون سلطان بحده في وجهه لتذكره بتلك الهاويه التي عليه ان يجتازها .
مطلق وفي قلبه صراع كبير وده ينهيه ..
طول الجدال و المجاملات لا تنفع في اصدار الحقائق ..و على طاوله المفاوضات ستكون له الغلبه
ما يحمله في قلبه لا يوده عقله والعكس صحيح ..
ليس ممن يقولون مالايفعلون ..او يفعل ما لا يقول ..
كلماته احد وقعا من السيف ..تسيرها رغبه كامنه في معرفه كل شيء
لن يتمهل ويدعي بأن ذلك امر عادي ..ولم يؤثر فيه
فهو رجل لاتحركه مشاعر لا اراديه ولاتضبطه قوانين يقف عندها ..و تجبره على الخنوع بصمت .
تلمست العقد الماسي على عنقها ..وابتسمت في وجهه بعفويه ..لتطل بضياء في جهيم ليله ..
رد لها بإبتسامه طلت من داخله..غير ممزوجه بإزدواجيه رجل ..او تحمل اكثر مما تعنيه بل وصف سريع لمدى
استحسانه لمى رأه بعينه و هاله بإعجاب .
لن تصارح نفسها بأن سرت لتلك الابتسامه ..لكنها فعلت
زادته وسامه.. تمعن في وجهه برويه ..تتمهل في خطواتها مدعيه بأنها لاتراه ..
وهاهي تحاول انت تسنج مشاعر بخيوط مسلوله من قلبها ..سرحت في القريب البعيد ..نظراته الثابته والمركزه
جلسته المعتدله وكلامه القوي الرصين ..لكن لما ترى غير ذلك في عينيه ؟

مطلق ..ويجزم ان حياته ظلام ..و قد اصبح يرددها في داخله بإنهاك لما يبحث عنه ..
في اغوار عينيها يجد بعضا من حلمه المترامي ..ويكاد يلتقطه...يكاد فقط ولا يقدر على القرب..
مارس هوايته المفقوده وقد اشتاق لملمسه .شعرها الاسود المرغوب..لتتواصل النظرات لوهله ظنوها كدهر مر عليهم
لما الصمت يطبق عليهما ويكاد يكسر نفسه بنفسه >> ان توقفوا ان احيوا فيَ ضوضاء وجودكم بهمسات عابره
تتحول الى انغام في جوفي..
ارتفعت يده وكأنه احتار اين يضعها ..غير مستجيبه للامر الذي ارسله عقله عبر اعصاب يده بأن عودي >>..لكن ابت ان تنصاع له
فلامست وجنتها وكأنه زائر..يدعي انه طيف ليسرح بخيلاء غير مبالي ..بدائي يجهل ما يفعل مع انثى ارق من النسمه
مشاعره خرساء ..بكماء لا تريد ان تقفز في وجهه لتخيفه ..واهله خطوه بخطوه ..تراقب تلك الراقصه في عيني عذراء
متآلفه متواحده اتفقت عليها ..ويا لانفاسها الصاعده هل ستسمر تحت ضغط المجهول ..
ارخت نظراتها تحت وطأه الخجل و الذعر ..لذلك النابض الذي رفض رجاءاتها بأن يهدأ ولو قليلا ..حتى تعرف كيف ترتب انفاسها ..كيف تعتاد لمساته التي حركت ما جوفها و قلبت كيانها ..
عقلها يستحثها بأن تبادر ..بأن تقطع ما يفعله حتى تنقذ نفسها من الموت ..نعم موت من فرط المشاعر المجهوله
موت من ترف غير معتاده عليه ..رفعت نظرها وكلها أمل ..و خوف و خشيه تخاف بعدها الظمأ ..تخاف بعدها الضياع
توقفت يده وكأنها اكتفت وارتوت مما جادت به حتى الان ..واقترب برأسه بدون عناء يذكر ..وطبع قبله خشي ان تجرح رقتها
شهقت دون ادراك ..اخذ مايريده وابتسم ..ليس فرحا فقط بل جزما بأنها لن تكون لغيره ..
اقال ذاك اتحبه و يحبها ..هراء عاشق ظن نفسه في زمن يحكى فيه عن ألف ليله وليله ..
الان و قد طالت حياته ..عطاء وافر ..لم يبقى سواها ..فلن تكون لغيره ولو شاء الجميع ..
لن يلاحق ذاك المعتوه ..او يكشف سره ..فهي في يده له فقط ..ولا احد اخر
لن يفرط فيها ابدا ..لو تكالبت عليه سير العشاق كلها ..لن يقول انه اصبح منهم فهذه فكره في نظره بعيده المدى لن يلاحقها
ما وقع تحت يديه ..فهو ملكه ..
والان وقع على عقد الحياة ..بحسم
يجزم انه صار غريبا الان ..تحت اعينها المكشوفه ..
يخفي سر اهتزازاته وكأنه لا يشاء ان يفضح نفسه ..او يرمي بذاك الرداء القديم مدعيا السلام ..ولاغيره
ومضى بكل وقار و امتثال ورويه ..نحو الخلود في قراراته ..حازم و قاص النهايات المشوهه ..
وتلك الموبوءه بإرتعاشات دائمه في حضوره ..تعثرت خطواتها خلفه ..كلماته لم تصب مسامعها ..ودعها ورحل
وتركها في تخبط ما بين الواقع او الحلم ..مجهول او ادارك لهويه مشاعر غزتها متسلحه ومحاصره من كل اتجاه..

**************************

سلطان ..نثر الملح على الجراح متوسدا النعيم ..ظن ان آدم ذاك سيقايضه من اجل حواء تعشقه ؟
مطلق ..عابر للتحديات بقلب صلب ..يكابر من اجل شموخ رجل سره انثى ..يأبى من اجلها الانحناء ؟
ليلى ..تلك الزهره في مهب الريح مابين هذا او ذاك اودعت ذكرى قديمه بائسه ..و حل ما يكفل ان يهز جدران الامس واليوم و الغد ؟
والاخرون متأرجحون ..مابين الصواب والخطأ ..حالنا نحن جميعا ..لكننا ماضون

همس الحرف 05-Dec-2018 05:09 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت السابع عشر :


بعد اسبوع في القريه :

فرحتها لا توصف بعدما رجعوا الديره ..وبالاخص جدها شوقه للارض اكبر من شوقه للماشين عليها ..
وهي فرحتها الكبرى ..صديقتها نجمه ..
زياره امتدت من بعد العصر حتى اذان المغرب..وان قصرت فهي ماتجود به الايام لهن ..
تربعت نجمه على سرير ليلى وتكت على يديها :يالله اعطيني كل الاخبار و التفاصيل المهمه
ضحكت ليلى وقالت :ماعندي اخبار ..انتي اللي قولي
ضربتها نجمه بود وقالت :قولي يالخبله لاتستحين مني ..
ليلى :وليش استحي منك ..صدق مافي شيء اقوله
تأففت نجمه :يعني اقعد مقابل وجهك علشان مافي شيء اقوله ..مالت عليك
ابتسمت ليلى وقالت :ماتوقعتك فضوليه ..
نجمه :لا والله..لاتلوميني ..صراحه كل يوم صاحبتي تنخطب .
ليلى :خلاص ..ماصارت قولي ويش تبين تعرفين ..
ابتسمت نجمه واقتربت :اولا ..مطلق ذا مزيون ..
قاطعتهم سلوى وهي شايله القهوه والحلى وجلست على الارض :مو بس مزيون ..إلا يطيح الطير من السما..
نجمه بنظره لليلى و لسلوى :انا اقول اختك ما تتكلم ..خايفه نحسد زوجها ..مالت عليه وعليك
جلست جنب سلوى و اخذت فنجان قهوتها..لحقتها ليلى وقالت :اولا ..عيب الكلام اللي تقولينه يا انسه سلوى
وثانيا انتي يالخبله ..مالت عليك ..ماراح اقولك ولا شيء
ضحكت نجمه وقالت :اللي يسمعك يقول ..مره عاد طفشتيني من كثر سوالفك ...وغمزت لسلوى المبتسمه
ليلى بتعصيبه :خلاص عاد مصختيها ..ايه مزيون واخاف تحسدينه ..
ضحكت نجمه و تبعتها ..سلوى و ليلى اكتسحتها موجه الاحمرار ...

******************************

لها ثلاث ساعات ترسم لوحه بكل مشاعرها .
تحس في شيء جديد بداخلها..
ليست متناقضه كعادتها..طهاره نبعت بصدق عند مواجهه الحقائق
حملت روحها على أكف بلون السحاب ..
و اكملت الفراغات التي اعتقدت انها مملوءه لكنها امتلأت بوهم وضياع في غمار الحياة
دخلت ريم وراقبت ابتسامه اختها ..اقتربت وسألتها :ريهام ..وشفيك ؟
ريهام بتساؤل :وشفيني ..
ريم :ماادري احس فيك شيء متغير
ابتسمت ريهام :تعرفين حتى انا ..لكن مااعرف تعالي شوفي هاللوحه
وقفت ريم وابتسمت ..وقالت :وشفيها حلو رسمك مثل كل مره
ريهام :لا فيه شيء يخليني ابتسم كلما شفتها
ريم :الله يبسطك ان شاء الله ..المهم نسيت اقولك ..تبين تفطرين معي .
ريهام :انتظري ..خلي نصلي الفجر وبعدها نسوي فطور و ناكل سوا
ابتسمت ريم وقالت :اوكي وراقبت اختها ..و راق لها التغير الملحوظ
وريهام تحدق في اللوحه ..مبتسمه ...


*************************
في القريه :

ابتسمت وهي تتذكر كلام نجمه ...حست روحها ارتدت لها من جديد ..
سمعت صوت الاذان الذي طالما اشتاقت أليه ..فابتهلت اساريرها بصوت محبب الى الاذن ..
يشعرك بالطمأنينه والامان ...و يذكرك بسبب وجودك في الحياة .
ابتسمت فجأه ..داعبها حلم جميل ..كان ودها تعيشه حقيقه ..
توضت للصلاة و راحت تصحي خواتها وجدتها ..سمعت صوت جدها و هو يذكر الله
ويستعد للصلاة ..
جلست على سجادتها ما بين الابتهال والدعاء ...
رفعت يديها وعيونها تدمع بصدق و همهمه رجاءها من الولي الجبار تعلو ..

اللهم من اعتز بك فلن يذل،
ومن اهتدى بك فلن يضل،
ومن استكثر بك فلن يقل،
ومن استقوى بك فلن يضعف،
ومن استغنى بك فلن يفتقر،
ومن استنصر بك فلن يخذل،
ومن استعان بك فلن يغلب،
ومن توكل عليك فلن يخيب،
ومن جعلك ملاذه فلن يضيع،
ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،
اللهم فكن لنا وليا ونصيرا، وكن لنا معينا ومجيرا، إنك كنت بنا بصيرا

اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا محمد و علي آله
و صحبه و سلم و الحمد لله رب العالمين

بعد الانتهاء من صلاتها ..جلست شوي على سجادتها تسبح ..
قامت طوت سجادتها و ثوب الصلاه ..تتجاهل النظر الى سبحته ولكن ماتفعل اليست هي رغبه في النظر اليها و تذكر صاحبها
تركتها بسرعه لكي لا تنجرف في احاسيسها ..
صادفت سلوى ..في المطبخ ..شعرها منكوش و حالتها حاله
ضحكت ليلى وقالت :اعوذ بالله ..ويش هالحاله اللي انتي فيها .؟
سلوى والالم واضح عليها :ايه والله حاله حرب انا ومصاريني .
ليلى :سلامات وشفيك ؟
مسكت معدتها و جلست :مانمت البارحه..بطني يمغصني ..
ليلى :اكيد لازم يعورك ..البارحه ماخليت ولا صنف من الحلو و المالح يعتب عليك ..
يا اختي و لنفسك عليك حق ...والمعده بيت الداء ..
سلوى :ويش اسوي بعمري ..اااه يابطني ..اصلا كله من نجمه
ضحكت ليلى وقالت :وان يكن ..اهتمي بنفسك.
مسكتها ليلى وقومتها :قومي ريحي في سريرك بسوي لك نعناع ..الله يهديك ..
تركتها تروح لحالها وطالعت ليلى قبل تخرج :ليلى ..
التفتت لها ليلى وفي يدها كوب ماء :نعم
سلوى :ما باقي حلويات من امس
ليلى :لا والله باقي ..انا ويش قلت لك المعده ..بيت....
سلوى تقاطعها :عرفنا ..خلاص المعده بيت الدواء حشى صيدليه ..
ليلى بصوت ضاحك :بيت الداء ..بيت الداء ...ياسلوى
خرجت سلوى وهي تتحرطم على نفسها ..
وليلى كلما تذكرتها تضحك عليها ..

*************************

خرج مسرعا من دوامه ..بعدما عين طبيب نفسيا في احد المستشفيات
اصبح اكثر التزاما..و مواصله
ابتسم لما تذكر تلك الشقراء ..وهي تحاول الاتصال عليه ..قطع عليها جميع المسالك وابت ان تخضع ..
دخل سيارته وشغل التكييف ..تنهد براحه والبروده تلفح وجهه ..
فتح جواله المغلق ..و انهالت عليه الرسايل اولها من مطلق ..موعد للغداء
ضحك ناصر لذلك الصديق ..شغل سيارته وطريقه معروف ..
لما اقترب لاحظ سياره بالقرب ..ولما شاهدت سيارته انطلقت بسرعه ..
خرج ناصر مستغرب تواجدها ..
فتح الباب ..ليطل مطلق من البيت ويأشر له يدخل المجلس ..
ماهي إلا لحظات ..حتى دخلت ام مطلق ..يا لقلبها الكبير
وقف ناصر بسرعه ..و استقبلها كإبن لها وليس كصديق لابنها ..
لم تكن لتدعي بأنه غريب عنها ..وانه يجب ان تستتر منه...
فهي عجوز فاضت بالحنان فلمت شمله مابعد فراق طويل..يتيم احتوته في كبره
ستغدق عليه مثل ما فعلت مع اولادها ..فيا لرحمه الله التي شملت الجميع ..
ام مطلق :وينك يا يمه يا ناصر ..ماتزور ؟
توجهت نظرات ناصر الى مطلق المبتسم المتشاغل ..وقال :والله اشغال ياخاله..
لكن ان شاء الله من بعد اليوم فطور و غداي وعشاي عندكم ويش قلت ..
ابتسمت تلك الرحوم وقالت :ابركها من ساعه يا وليدي ..اذا ماجابك مطلق انا اجيبك..
ضحك ناصر و مطلق ..وخرجت هي متهاوده في مشيتها ..
مطلق بنظره لصاحبه .. يعرف ان الحنين يشده لذكرى غريقه وان الحزن فاض بحياته قد اصبح يفر منه هربا
يعرف ما يعانيه حقا ..يشد من تلك الخيوط الوثيقه بينهم ..لقد شاركه جزره فيكف لا يشاركه مده ..
انما وجد الصديق ليس لسد الفراغ وانما ليقضي الحاجه ..
قاطع مطلق تفكيره :كيف شغلك يا ناصر ؟
ناصر بإبتسامه ادرك فيها سياسه صاحبه :الحمدلله ..صراحه مرتاح ..
دخلت الخادمه بأاطباق الغداء ..لتقطع عليهم حديثهم ..
ناصر بعد اول لقمه :ايه صح تذكرت ..وانا جاي شفت سياره واقفه ..حركت بسرعه لما اقتربت
صراحه شكيت فيها ..
توقف مطلق عن الاكل وقال بشك :سياره ..يمكن سياره طلال لانه اخواته عندنا ..
ناصر :يمكن ..
ورجع يسأله بضحكه :إلا ماقلت لي ..ماودك تسير الديره..
مطلق بغباء مصطنع :اي ديره ..
فتح ناصر ذراعيه بطريقه مسرحيه :امر على الديار ديار ليلى ...أقبل ذا الجدار وذا الجدار

ضحك ناصر حتى كاد ان يحشر من تعابير مطلق المنزعجه وبالاخص لما مسك مطلق كأس الماء و هدده فيها ...

*********************

في نفس المكان :

صرخت اريام بإزعاج ..بنات خلاص
توقف الجميع ..للحظه ورجعت الحاله بعدها و لا حياه لمن تنادي ..
وفاء :اروى رؤى رنا ..خلاص يا ماما انتي وياها ..والله صدعتوا راسي
وداد بإبتسامه :ياني فديتهم ياناس ..يالله حبيباتي العبوا..
اريام بضيق :وداد ..انتي تبين تقهريني ..اقولك راسي صدع من هالمهبل ا للي هنا وانتي تزيدينها علي ..
وداد بإبتسامه :يااختي ..ويش اسوي فيك ...اطفال ما ينلامون ..
دخلت سمر بصحن السلطه :وداد ..ليش ما جات جود ..
وداد :لو هي جات ..مين بيقعد عند امي ..
ضحكت سمر :انتي..ماشاء الله عليك كل يوم والثاني رازه وجهك ..خذي استراحه
وداد بضيقه :سمروه ..نقطينا بسكاتك ..
وقفت وفاء و سحبت معها وداد ..:اقول خليك من هالبزره وتعال معي ابيك ..
دخلوا غرفه سمر ..
جلست وداد وعيونها على برواز صوره ..و قعدت وفاء جنبها
وفاء :هي ما رديتي علي ؟
وداد في شرود :في شنو بالتحديد
وفاء بقهر قرصت كتفها ..لتنتبه لها ..صرخت وداد متوجعه ..:وفاء وجع ..عورتيني
وفاء :وجع في بطنك ..تاعبه نفسي وانتي في شنو تفكرين .
ضحكت وداد واستدارت لصاحبتها :خير يا ام نايف ويش عندك؟
وفاء بهدوء:مااعطتيني ردك في اللي قلته لك ؟ اخو رياض
وداد في صمت و حيره ..تشاغلت بأظافرها وقالت :قولي مافي نصيب
وفاء:وداد فكري زين ..الرجال مافيه عيب ..عنده وظيفه وبيت لحاله واخلاقه ما شاء الله عليها
وداد :انا فكرت وقررت ..الله يوفقه في حياته ..لكن ما ابيه .
وفاء بحيره :طيب والسبب؟
وداد :مافي سبب محدد..
وفاء :على راحتك ..هذي حياتك مو حياتي
وقفت وفاء ولكنها رجعت تسألها :وداد ..اعطي نفسك فرصه ثانيه ؟وفكري
وداد :يا حبيبتي انا ما اتزوج واحد..إلا بيننا قصه حب عاصفه
فاتن بسخريه :ايه قولي كذا ..ما وداك في داهيه الا هالروايات اللي تقريها ..اقعدي كذا الين يطلع الشيب في راسك
وبعدها قولي قصه حب عاصفه ..
ضحكت وداد ..وعينها على الصوره ..

**********************
في القريه :

سعود والجد في طريقهم للبيت من المسجد
سعود مسك يد جده وباسها وقال بهدوء : ..الله يطول بعمرك و يخليك لنا .
الجد بإستغراب:علامك ياولد ..؟
ابتسم سعود وقال :ما فيني شيء ..
الجد بحكمه :قول ياولدي ولا تستحي ..
سعود :اشتقت لابوي ..وساعه اشتاق له ..اشوفك قدامي لانك ابوي .
الجد بحزن غير واضح :الله يرحمه ويغفر له .
لف بيده حول حفيده المقرب منه ..ووكمل :كان يقول دايم سعود سيفك يا بوي
و ماخاب ظني فيك ..
وقال بإبتسامه وكأنه يشوفه قدامه :قبل ما تولد جدتك حلمت في سيف جنبها ..
و جدتك فسرت الحلم بأن المولود صبي ..و الحمد لله جيت و جبت معك فرحه الدنيا وانا ابوك ..
سعود بنظره حب كبير ه لا تضاهي لجده ..مهما طالت بهم السنين و فرق بينهم العمر
الا ان صوره جده في باله دايما ..لا نه احتواه و رباه و علمه ..
إلتفت سعود على جده وقال :طلبتك يا ابو محمد ...
الجد طالعه مدهوش من سؤاله :وشفيك يا ولد ؟
سعود بحزن :طلبتك ..لا تردني في اللي ابيه
الجد و كأنه عرف كلماته من نظره عيونه ..
مشى كم خطوه قدام وقال :قول يا ولد ..اللي تبيه حاضر .
ضحك سعود و خذ نفس عميق :امي يا جدي امي ..
وقف الجد و قال :وشفيها امك ؟
سعود و هو يشير لقلبه :اللي هنا يا جد ماهو مرتاح و جنتي في ديره بعيده عنا .
الجد :امك ..راحت لحال سبيلها ..اختارت ونالت .
سعود :ادري ياجدي انك شايل عليها ..لكنه ماضي و امي دفعت الثمن افترقت عني وعن ليلى
ويش اقسى من انا ماتشوف عيالها طول هالسنين .
الجد :الله يهداك ياولد ..لا تتعب قلبي ..كفايه انك ما تقصر معها ..
سعود بحزن :لكن ماهي مرتاحه ولا انا مرتاح ..ودي اقول لليلى ...
كمل لما شاف ملامح جده بدت تلين :ليلى ..بتتزوج قريب ..لا تحرمها من شوفه امي ..
ما تدري بكرة ويش بيصير علينا ...انا رجال اتصرف بشوري لكنها محتاجه اكثر مني .
الجد :الله يشهد اني ما سويت اللي سويته الا عشانكم مير الظروف هي اللي قست علينا .
تنفس بعمق وقال :سوي اللي تبيه ياوليدي ..لكن بنت عامر ما تطب بيتي وانا حي .
سعود رغم فرحته الا ان كلمه جده اغتالها بكلمات غص بها الماضي الدفين ...
وده يصرخ هذي امي يا ناس امي ..
مهما سوت في حياتها تبقى امي ...
امي جنتي وناري ...
حبي و اشتياقي ...
حنان الكون في حضنها ..

ابتسم بفرح كطفل صغير وجد ما يصبو إليه و اسرع في خطواته ...
يحمل بشرى لغد من هي رفيقته في حزنه و حاجته الغائبه .

**************************

الجو ماطر و السماء تفرج اساريرها ..
و الناس يبتهلون بالشكر و الثناء لولي النعمه والرزق
رفعت ليلى راسها ..والمطر يبللها ..و ضحكت ..
فرحه تصنعها لحظات تنهمر بها السماء و تبسط فيها الارض ذراعيها ..
سمعت صوت جدتها من الداخل :يابنت ادخلي لا تعيين من المرض بعدين .
ليلى :شوي ياجدة ..و ادخل .
سلوى اللي نصها براو النص الثاني في الداخل ..قالت :ليلى ..يا مجنونه والله برد ..
ومطلق ماهو موجود حوالينا ندق عليه
كشرت ليلى في وجهها وهي تتذكر اخر موقف لها مع مطلق .
قالت لسلوى :يعني لازم تنكدين علي ..و تذكريني
قربت سلوى منها رغم بروده المطر و همست :ما رجع كلمك ..وإلا قفلتي جوالك يا المنحوسه .
ابتسمت ليلى و رفعت حواجبها وقالت :ما اشتكيت لك و ثانيا مايهمني دق ولا لأ..
سلوى وهي تخزها بضحكه :اهاا واضح والله ...و كل ليله ما*** الجوال ..تحسبيني ماادري عنك .
ليلى بإحراج :كذاااابه ..
سلوى حبت تحرجها وقالت بصوت عالي :الله واكبر عليك ..
وانتي كل ليله تقولين لي ادق عليه و لا انتظر هو يدق علي .
حمر وجهها وهي تسمع ضحك جدتها ..دفت سلوى اللي طاحت على الارض وتبللت ..
سلوى :والله لروايك يا العصلا...
ليلى بخوف وضحك من شكل سلوى ..هربت منها ..و ماقدرت تلجأ إلا للحوش الخارجي ..
راقبت الباب بتشوف سلوى ..وضحكت فجأه على شكلها وهي تتذكرها ..
كانت واقفه وهي تمد يدها للمطر اللي بدا يخف ..
جلابيتها البنيه لزقت في جسمها..وشعرها مبلل ..
سمعت صوت خلفها اكيد سلوى ..
فألتفتت بخوف وشهقت و حطت يدها على فمها.
وهي تقابل ابتسامته الاستفزازيه ..و عيونه الغامضه ..

وقف الزمن عنده..وثبت على طفله صغيره تحمل في ثنايا حياتها براءه و طهاره عذريه تحاكيها افعالها ..
ضحكتها وهمسها ومراقبتها لتموجات قطرات المطر المتساقطه ..نظراته تابعت حركاتها من بعد ..
راق له المراقبه بصمت ..

مطلق بإبتسامه و نظره شامله على شكلها :سؤال واحد ..ابغى له اجابه صريحه؟ايش تسوين هنا ؟
حدقت فيه و كأنها تحلم ..توها كانت تتكلم فيه ..كيف تلقاه قدامها فجأه
سألها بصوت عالي علشان تفيق :جاوبي ؟
ابتسمت بخوف وعيونهاماتصدق انها تشوفه قدامها ..اشرت جهه الباب وقالت بصوت متقطع :
انا ..سلوى ..احم ..كانت تطاردني ..
مطلق :اهاا..طيب يالله ادخلي بسرعه .

تنفست بهدوء وراحه و مرت من جنبه بسرعه قبل مايمسك يدها ..رجعت تطالعه بخوف و فضول في نفس الوقت
عض على شفاته و رفع حاجبه الايمن :نسيت ..كم مره قلت لك لاتخرجين الا وانتي لابسه شيء على راسك ؟
ليلى :؟؟؟
مطلق بود:هذي اخر مره اقولها لك ..فاهمه ؟
حركت يدها ..تبغى تهرب منه لكن وين تروح من قبضته الحديديه...
ابتسم و هو يمد يده على وجهها ..مسح قطرات المطر ..وقال :ماسمعت ردك ؟
ليلى بنفاذ صبر :فاهمه .. .
ابتسم اكثر و الخوف في عيونها تجذب رغباته كرجل ..
تطل كما طلت تلك المذعوره في خبايا جبل راسخ ..كرسوخ تلك النظرات
ابتسم لتلك الفكره ..لما لم تكن تلك هي نفسها التي امامي ..
قال بتفكير :طيب روحي بدلي ملابسك الجو بارد ؟
ليلى بخجل ما ردت عليه و عيونها تراقب عيونه و تكشف عنفوان رجل جديد
هزت راسها بنعم و ابتسامه بالكاد تتضح ..
رفع حاجبه لابتسامتها الصغيره ..
ألا يعقل لا يتذكر سوى ..تلك الابتسامه
لما قطعت كل هذه المسافه ..وانت تدرك بأنه ليس اشتياق
لما قدمت الى هنا ..
لما حسمت امرك و تداركت الوضع بسرعه فائقه ..
اكنت تحسب ان تنسل بهدوء بين يديك وانت لا تعلم ..
اكانت تلك نقطه التوقف التي تفصلك عن المجازفات الاخرى..
ما حالك يا رجل ..اتبعثرك انثى لم تكتمل بعد ؟
اي مغامره تحب ان تقودها انت
فأنت تجهل كل شيء عن الجنس الاخر
في جوف عيناها رحله الى الماضي ..تعشق العوده إليه .
ابتسامتها ..تجعل مني صخره قابله للانهيار في اي ساعه ..
مازال يتوغل في عينيها ..يزعم انه سيكشفها
لكنه من اكتشف نفسه وخادعها بجبروته المعتاد ..تحت طبقات مهمله مضت
حرر يدها لتنطلق من امامه ..و الابتسامه على وجهه ليتذكر مالم يتذكره من قبل ابدا..


أنشودة المطر - للسيّاب

َعيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،

أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .

عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ

وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ

يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ

كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...

وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ

كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،

دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،

وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛

فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء

كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !

كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ

وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...

وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،

وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر

أُنْشُودَةُ المَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر...

مَطَر

فاصله :مقطع القصيده مهداه لصديقه غاليه على قلبي (انشوده المطر)..تعشق المطر كعشقها لروحها الحرة ..
دامت بخيروسعادة بإذن الرحمن ... "


*********************

تهتز كورقه خريفيه في مهب الريح ..تجاريها في اهتزازاتها نبض قلبها ووجدانها .. مشاعرها مضطربه
وعيناها متربصه بذلك الرجل ..استندت على الجدار و حطت يدها على قلبها تتحسسه اما زال ينبض ام توقف وصلها
دفء لمسته إليها ليشعرها بالحرارة فجأه ....

مسكتها سلوى :اخيرا ..وينك انتي ؟
ليلى :؟؟
سلوى تهزها :ليلى وشفيه وجهك؟
ليلى بإرتباك :مافيني شيء..ليه ؟
دخلت بسرعه غرفتها و سلوى لحقتها ..
خرجت ملابسها من الدولاب ..و توقفت تفكر ..صدق غبيه ..بترجع له مره ثانيه
انا من غير شيء احس قلبي بيتوقف ايش اذا طاحت عينه في عيني ..
تراجعت للخلف شوي وجلست على سريرها ..وسلوى تراقبها
سلوى:ليلى ..من شفتي برا و تخرعت لهذي الدرجه؟
همست ليلى:مطلق
سلوى بصوت عالي :مين ؟
ليلى بنرفزه :مطلق
ضحكت سلوى على حالتها..وقالت وهي ترفع يدها في الهواء :يا عيني يا عيني على الرومنسيه
شكلك دعيتي من قلبك و انتي تحت المطر ..
ليلى بفرده حذاء ..رمته على سلوى وهي تصرخ :اطلعي برا ...

ماالحال يا قلبي و..و قد اهتزت اطرافك وانهارت ..ووقعت في ما لا تستطيع فهمه واداركه
مالحال وانت من دوامه لاخرى تعيش تناقضاتها وغربتها ,,و لاتستكين و تتريث قليلا في اختيارتك
لما تعشق دائما اللهو في متاهات الغربه و الضياع ..و التوغل في غابات المستحيل المظلمه و لاتعشق
النور إلا حين تنهي ما بدأته..
ماكان ذلك الذي لمسك و نفخ فيك هواء دافئاً...و قد امتد لاوصالي و ينفث فيها حياة اخرى

كل ما عقرب الساعة يرقص قلبـي الملهـوف
على شوفك وأناظر ساعتي من .. فيض وجداني
أسابق خطوتي واوقف على حد الرجا والخوف
بنفس الموعد اللي لا جفيته فاضـت أشجانـي
أحط ايدي على خدي / وكلي باللقـا مشغـوف

*******************************

دخل سعود المجلس و تفاجأ بوجود مطلق ..
سعود :يا هلا والله ومرحبا ..انا اقول الديرة منورة
ابتسم مطلق ورد :هلافيك ..الديرة منوره بأهلها..كيف حالك يا سعود ؟
سعود :من الله بنعمه و خير الحمد لله .
شوي و دقت ليلى الباب الداخلي ..
قام سعود لها ..اخذ منها دله القهوة وقال :ادخلي ما في الا مطلق
ليلى بخجل واضح :لا ..
سعود بضحكه :كل هذا خجل ..ويش نقول اذا كان زواجك قريب
شهقت ليلى بخوف ..معقوله جاي يحدد موعد الزواج
سعود حس فيها قال بصوت :ما نجيب طاري زواجك الا ينقلب وجهك.
دخلت ليلى بدون ما ترد عليه ..ضحك سعود وفي داخله وحشه بفقدانها يحسها من الحين
مطلق و اللي كان يسمع الحوار ..ابتسم وهو يتذكرها قبل لحظات ..
تجاهل الموقف وسأل سعود
مطلق :إلا وين العم ابو محمد ؟ما اشوفه .
سعود :الله يسلمك في هذا الوقت تلقاه في المزرعه ..يحول مجرى للسيول داخل الارض ..
وقف مطلق وقال :طيب خلينا نروح عنده ..الجو ماشاء الله يشرح الصدر
سعود :ابشر ماطلبت ...مير خليني ا قهويك ونمشي ..

"إما أن تحترق حياتي في غمار لهيب مشتعل أو أن تختنق في عفونة الركود "

امتزجت رائحه المطر مع رائحه الطين ..وهبت نسائم بارده تحرك المشاعر
تعيد لك ماضي دفين وتنادي من العمق بذكريات قد كتبت في صفحات قد انطوت ..
لكنها لم تمت ..ضاعت فقط في خطوط الزمن..لتجد طريقها الوحيد اخيرا
روحه حره ..عاشقه للارض و السماء
يحب تلك الاطلاله المرتفعه من سفح جبل مارد ...
تداعب خصلات شعره الطويله ..
سنين مضت ... يحن لها
انبسطت ملامحه القاسيه ..وعيناه تجولان في عذريه المكان ..
شامخ كشموخ الجبل الذي يقف امامه ...اصوات السيول الهادره جلبت له تلك الذكرى
ابتسم وكأنها تمر من امامه ..يتبعها..بنظراته العميقه
طفلة كانت ..و في عيناها رأى نفسه رجلا كاملا..
حملت شيئا من طفولته ..و هام في سماء براءتها..
ملمسها في ثنايا يده ..مبهم الاحساس ..ظنه انه لم يعد له وجود
لكنه كان هاربا من حنين الذكريات ..
هاربا من سخط ولده انين وعسرات في رحم الحياة ..
كم مضت السنين و قد تجاهل تلك الانحناءه في طيات الايام .. .
صوم طويل ..و هي مختبأه بقرب نبع الارتواء ....وانا ظمآن منذ زمان .
كم هي الحياة غريبه حقا ..
فذكراها تصاحبني دوما ..اراها حتى في احلامي ..و انا انكر وجودها ..
اتعلل بدماء مراهقه قد ضخها قلبي المرهف ..و تناسيت وجودها ..
وتلك الفتيه ..بإبتسامتها تعيد ما طويته بالامس البعيد
تذكرني ..بهدير العمر المنساب في جدول الحياة ..
ولا اندم ..ابدا فهو جزء من تكويني ..
ابتسم مطلق ...و عيونه تصاحب الغيم البعيد ..
و انفاسه ترافق نسائم الحرية ..و تجول به في اطياف الذاكره لزمن قد مضى ..
وقاده الحنين إليه ..


يا جارة الوادي طربت و عادني ما يشبه الأحلام من ذكراك ..
امتلت في الذكرى هواك و في الكرى و الذكريات صدى السنين الحاكي..

******************************

في القريه :

دخل المجلس الخارجي للرجال ..و مالقي احد فيه
دق الباب الداخلي ..ووصله صوت من الداخل ..
سلطان :السلام عليكم
هند :وعليكم السلام
سلطان :سعود موجود ؟
هند :لا والله ياخوي ماهو موجود راح مزرعه جدي .
سلطان :طيب قولي لجدتي تجي المجلس
هند :مين اقولها ؟
ابتسم سلطان وقال :انا سلطان
هند بجرأه :هلا سلطان ..حياك داخل المجلس ..و بقول لجدتي
دخل سلطان و جلس في صدر المجلس و عيونه على الباب ..
في الطرف الاخر
دخلت هند عند جدتها وهي تلهث :جده ..جده
الجده بخوف :خير يابنتي علامك ؟
هند ضحكت على شكل جدتها ..:سلطان برى في المجلس
الجدة :سلطان ..يا عسى خير ان شاء الله
اقربي وساعديني اقوم ..مالي شدة يارب سترك .
مشت بخطواتها الثقيله و قالت بصوت عالي :إلحقيني بالقهوه يا بنت .
تأففت هند ودخلت غرفه ليلى
هند عند الباب :ليلى ..جدتي تقول سوي قهوه وجيبيها المجلس .
ليلى :ليش امداهم يجون من المزرعه مالهم وقت ..
تدخلت سلوى اللي كانت جالسه على على سريرها :وانتي ويش دراك انهم راحوالمزرعه ؟
وجهت لها نظره بمعنى نقطينا بسكوتك ..
هند :لا ..هذا سلطان..
ليلى بخوف :سلطان ويش جابه ؟ لايكون احد صاير فيه شيء لاسمح الله
رفعت كتوفها وهي تناظرها ورجعت تقول :ماادري عنه ..المهم سوي قهوة
طالعت سلوى وقالت :ويش جابه ؟
عدلت سلوى جلستها وقالت :ماادري والله ..بروح اشوف
مسكتهاوقالت :وين ؟
سلوى :دقايق وراجعه ..انتي سوي القهوه ..
و خرجت وتركت ليلى في حيرتها
سلطان ومطلق ..في نفس الوقت
يارب ..جيب العواقب سليمه
دخلت المطبخ تعمل القهوة
سمعت صوت نجمه تناديها ..
نجمه :ليلى ..ما طليتي اليوم غريبه ..
ليلى :كنت مشغوله ..
نجمه بفضول :ايه قلتي لي..إلا خبريني اخوي صالح يقول في سيارة كشخه عند بيتكم مين صاحبها ؟
ليلى بشرود :مطلق
نجمه :الله ما قدر على فراقك جاك ركض ماشاءالله عليه
قاطعتها ليلى بإهتمام :نجمه ..سلطان موجود هنا
نجمه :طيب وشفيها ؟
ليلى :خايفه يصير شيء .
نجمة :لا يابنت الحلال .لايروح فكرك بعيد .هذي وساوس الشيطان اعوذ بالله منه يعني ويش بيصير بينهم ؟؟
لاحظت الخوف على وجه ليلى و كملت بضحكه :ما شاء الله عليهم رجال شخوط ..ما يبتصارعون مثل الثيران .
لو صار والله وناسه ..و اذا صار شيء خليني ا جهز الحب و الحلا والقهوه و نتفرج عليهم .
ليلى بملل :والله انك فاضيه ..انا وين وانتي وين؟..يا لله انقلعي بروح اشوف القهوه تركتها على النار .


********************************

بكت بحرقه و ألم ..وعذاب لاينتهي بالنسبه لها..
من اول يوم دق قلبها لذلك الغريب ..لم يعرف احدا غيره
وهاهي الان تدفع ثمن احلامها ..باهضا
وداد تبكي بحسرة وهي في حضن اختها
جود تمسح على ظهرها و تحاول تهديها :وداد ..ارحمي حالك الله يخليك
لا تخليني اندم علشان قلت لك .
رفع رأسها عن حضن اختها وقالت بعبرة :كان لازم هذا اليوم يجي اجلا ام عاجلا ..
انا اللي ضيعت نفسي بنفسي .
جود :قومي توضي وصلي ..و ادعي ربك ان الله يساعدك ..
وداد :اه يا قلبي يا جود ..احس اني بأموت .
جود لوت عليها :بعيد الشر عنك ..ما في احد مات من الحب من قبل ..
ضحكت وداد بحزن وقالت :إلا ليلى وقيس و جولييت ورميو
جود تناظر اختها بعيون متفهمه ..و في باطنها ترفض ان ترضخ لمثل هذي المشاعر التافهه
التي تجعلها تنهار و تصبح ضعيفه القوى مسلوبه الاراده ..
قالت جود بعقلانيه :هذا زمان ..ماكان عندهم شغل ولا هموم ولا هم يحزنون ..الحب كلام فاضي ..كلام روايات وقصص
مالها قيمه اوفايده ..
وداد توقف بوهن قالت :ابدا الحب ماهو كلام فاضي ..لكن بعض الناس ما تعرف تحب و تعبر عن مشاعرها.


اي لغه هو ذلك الحب ؟
اي مفهوم يسيطر على عقولنا ويسيرنا في رغباتنا ؟دون وعي منا او ادراك لافعالنا
نقع ضحيه شبكه احاسيس مبهمه ..و نكتشف في النهايه بأننا مسيرين لا مخيرين
مدى الصدق والكذب متاهاته الواسعه ..لا تحدده الهويه
ولاندرس خطواتنا القادمه معه ...نمشي غرباء في مدينته
منتشين بأحلامنا الزائفه ..

**********************

في احد المجمعات..
جلست فاتن مع اريام ...وكل واحده عينها على الرايح والجاي ..
اقتربت فاتن من اريام وسألتها بفضول :ريومه ودي اسألك سؤال..
اريام : اها قولي ..
فاتن :هذي ريهام ..من قبل كنتي تقولي انها كانت تحب ..
اريام :ايه وشفيها ..
فاتن : لا مافي شيء ..لكن شو نهايه حبها ..لايكون مثلي
اريام :ابدا..ماصار شيء
فاتن بتمثيل : مسكينه ..ومين اللي كانت تحبه ..يعني واحد من اقاربها .
اريام :ايه ..يكون ولد خالتها .
ضحكت اريام ونظراتها تراقب الماره وقالت :وشكلها بتطول تحبه ..
فاتن بفضول :ليش ..؟
اقتربت اريام منها وقالت : اصلا لو تدرين ان اللي تحبه ..خطب ليلى من قبل
شهقت فاتن واقتربت اكثر :اهااا ..واللي ما تتسمى ليش ما تزوجته
ضحكت اريام وقالت :ابد ..نصيب
لاحظت فاتن تكتم اريام وقالت :ريومه قولي لي ..؟
اريام بنظره لفاتن :اعذريني ..مااقدر اقولك ..لكن يكفي تقولي نصيب
فاتن وفي داخلها بذره شر سامه قد بدت تنمو رويدا ..نفخت بيأس و تأملت الماره مع كل خطوه قدامها
تمر فكره ..مدروسه و محبوكه بصناعه شيطانيه بحته .

************************

في القريه :

فوالله لاأدري علام هجرتني............... وأى أمور فيك ياليل أركب
أقطع حبل الوصل فالموت دونه.......... وأشرب كأسا علقما ليس يشرب
فلو كان لي قلبان عشت بواحد............ وأبقيت قلبا في هواك يعذب
رمتني يد الأيام عن قوس محنة............ فلا العيش يصفوا لي ولا الموت يقرب
كعصفوره في يد طفل يهينها............ تقاسي عذاب الموت والطفل يلعب
فلا الطفل ذو عقل يرق لحالها............... ولا الطير مطلوق الجناح فيذهب




لايسمع ولا كلمه كانت تقولها جدته ..
احساسه هناك يتعدى الجدران التي تحيط به وتصلها بمفردها .
نوبه يأس تعتصر فؤاده الشغوف ..و خيبه امل بقدومه
و هاله من الندم قد احاطت به ..و خارت قواه اخيرا على عتبه بابها
ولم ينهض مجددا ..
انهكه الشوق ولوعات الفراق ..
وفقد العقل و لسعات الضمير ...في غمرة المستحيل
ليس كل شيء تستطيع ان تطوله اليد و يناله القلب ..
و ان اجتمع عليه الكل ..
ودع جدته بحب اودعه في قلبها ..لعله يصل الى من يحبها قلبه

و خرج ..برهه بقي فيها يفكر على عتبه الباب .يزفر هما و أعصار قد اهلك داخله زمنا وجيزا
وها هو الان ينفض الغبار عن امسه ويمتد لغده ..محاولا ان يصلح ما افسده هو نفسه ..
هل سينساها ؟لا ابدا
لن يفعل ..ليس ساخطا على قدره ..او ناقما على قدرها هي
يحبها بصدق وهذه هي المشكله..وماذا يفعل الحب بقلوب العاشقين ؟
سيمضي ..نعم سيفعل
في كل خطوه سيخطوها ..ستكون ذكراها على جنباته
سيبتسم ويودع في قلبه اماني من اجلها
ان تعيش حياة سعيده ..يأمل هو

اول خطوه خطاها..اصطدمت بذلك النسر المحدق به ..و تعلقت شراارات فاضت فيها جميع المشاعر الا الودوده منها ..
ابتسم له كتهنئه بغيضه ..و في عقله ..حقد وغيره مشتعله لايعلم هل يخمده الزمن ..او سيحترق معه .
حدق فيه لمده ظنها دهرا ارسل فيها جميع ما لديه من كره و غضب دفين و عنفوان حب مازال يومض في عينيه و رساله قصيره مفادها :هنيئا لك ما نلته ..فعمري شقي بدونها و عمرك زاهر بوجودها ..
و ترك المكان ..

و فراغه الذي تركه يسده نقيضا لمشاعره .."مطلق "
بركان هائل يتفجر بقوة ..و حمم تطول كل ذرة عقلانيه ..و تصبر
ما كان يهاوده بالامس ..ثار في وجهه اليوم بدون رحمة
و مزق كل ما جمعه في جعبه الانتظار ..
و تلك الخطوات المتباطئه قد اصبحت وثبا على خط المعركه ..
دخل بسرعه .. و بالكاد احتمل و الشرر يتطاير من عيونه
و انفاسه لهيب نار مشتعله لا تنطفئ ابدا
وجدها امامه ..فخانته كل اخلاقياته و إلزامه كرجل
و ماتت وعوده على لسان الصدمه ..
طالته ابتسامه ذلك المودع و شعر بالاختناق والقيود تضيق على رقبته ..
كيف لها ان تخونه ..و تمزق عذريه علاقتهم ؟
اكان ذلك ثماله حب لا تعقل فيها ؟
احبها له اعظم من احترامها لرجل اصبحت له ..و لكلمه اهلها امام الناس
الهذه الدرجه استباحت رجولتي ؟ و قدمت نفسها كبش فداء من اجل حبها
اكان يتوجب ان يتصرف بكل قوه وصرامه وان يضرب بيد من حديد على من تعدى على حقوقه
اكان يجب ان اقص شريط النهايه بحزم ..و اقتضي الامر بنفسي
طالعته بخجل ..وابتساماتها تضيئ وجهها ..و كأنها محمومه من لقاء الشوق و العشق الدفين ..
و عقله لم يعد يحتمل ..تسخر منه
غير قادر على التفكير ..فذلك البريق في عيني ذاك العاشق قد تحولت لحمم بركانيه تصب في جوفه ..
اعصابه شدته للهاويه حيث لا يرغب ان يكون هو من يفعل ذلك بدا ؟
هوى بيده القاسيه على بشرتها العاجيه الناعمه...لتصرخ بكتمان ألما وقهرا و ظلما ..
و نفخ بأنفاسه بعيدا ..و عيونه تراقب دموعها التي هطلت ..ولم تمس قلبه ابدا
نوع من الخداع و المهادنه على حقوقه ..لن يفاصل من اجلها ابدا
قال بصوت كفحيح الافاعي :اكثر من مرة قلت لك لاتخرجي الا وانتي لابسه شيء على راسك ...شافك النذل و شبع من شوفتك
حاولت تتكلم تقول شيء ..لكن ذلك الخارج من جوفه بعثر الامان لديها وهي في دارها ..في مجلس حاميها ..
همست بألم و يدها على موضع وجعها بعد ما فهمت مقصده .:مطلق..لا
انعقدت في لسانها الكلمات و ماتت على شفاه الصمت ..حاولت تخرج تلك الحقيقه التي صرخت بداخلها
والله لم اراه ..ولم يراني
لما تعجلت في حكمك ..لم ارى حتى ضله فلم تحملني مالي طاقه به .
صرخ فانتفضت جميع حواسها :بتقولي ..صدفه او خطأ ..شفته بعيني ..
ليلى بكلمات متقطعه :انت فاهم غلط ..
كمل بعدما اقترب اكثر : اي غلط ...تعتقدين اني بانهزم بسهوله واترك الفرصه له ...لاوالله ماتعرفيني ..
همست تحاول ان تكون متجرده من ضعفها و تجمع ما اخذ منها الا وهو كرامتها :وانت ما تعرفني ..
حدق في عيونها المشتعله بألم و عنفوان لم يره في انثى من قبل ... تلمع تلك الدموع في مقلتيها و تقاومها بصعوبه
ادرك ان البقاء ثانيه معها سيسحبه للهاويه ..و ان ما في صدره سيعتلي عقله و يسيره على افتعال مايكره
ادار ظهره لها يحاول ان يصرف غضبه بعيدا عنها ..استغلت الفرصه و مسحت دموعها و تسلحت بقوه وهميه لا تعلم ما فائدتها
:مطلق..انت تشك فيني و هذا صعب ...من هاللحظه انهي كل اللي بيننا ..لانه افضل لنا .
و تنفست بصعوبه لتواجه غضبه المحدق عليها

استدار ببطء يعي تلك الكلمات التي خرجت للتو ليتدارك انه يقف مع ند اخر له ..وطل المارد المحبوس من عينيه كالدخان
ومسك يدها و هشم تلك الرقه بعصبيه ضربت بمصطلحات الصبرو التروي عرض الحائط ..راقبها مطولا حتى رأى تلك العلامات الطوليه التي اتضحت على وجهها ليقترب من اذنها اكثر ..
ويهمس بعض كلمات لتشهق بعدها بخوف و ألم ..و يأس مر المذاق.
وسقطت دمعتين راقب رحلتها على وجنتيها ..ولم تجفل عيناه ولم تمس عطفه ابدا ..

وخرج كالاعصار ..مخلفا الخراب والعتمه..و تقطعت السبل لديها ..
ومات كل شيء على لسان الصدمه و اظنه حالها الدائم .


تسألوني ~~ وشـ جرى في حياتي!!
خلوا {همومي} بالحشى "مستقرهـ"
الصمـ ثوبي والمواجعـ~[مأساتي]ـت
×والحزنـ , كلهـ وسط قلبيـ مقرهـ
لو (استعيد( بواقعيـ ذكرياتيـ ~
احيا واموتـ فيـ >الثانية< الفـ مرهـ
همــ يجيني من جميع الجهاتـ ــــي
وتجاوز :حدود: الكونـ والمجرهـ

*****************************

..ألم
..ألم
...ألم
احساس واخز متعب ..
و عذاب يطال قلبها المرهق ..
رأى ما يريد ان يرى وتركها ضائعه مع بصمه يده القاسيه على وجهها ..
اي قسوة تلك طالته ..و اي عنفوان جامح اصاب قلبه الظالم
انهال عليها بدون ادراك و او تمهل لتلك الخطوة الشائكه
كان مؤلما ..بل موجعا ان ترى الصدمه بعينيها
بعث فيها خوفا دائما من القادم
و ارسلها الى فوهه الظلام بيده
ما كانت تخشاه في اعماقها
قد تجسد لها روحا انبعث في وحش كاسر
اصاب براءتها و طهر قلبها
ودنس اخلاقها بأقواله
و عاث في مشاعرها فسادا
ماذا به ؟
اانقاد لفكره صنعها عقله الباطن ..لاعلاقه لي بتلك الثواني المديده
التي تبعت رحيله ..

"فذاك اتى لكي يقنع بما رحل
لكي يتركني لك ايها المجنون ..
لكي يسلم الامر ويرضى بالقدر ..مؤمنا بما قد كتبه الله لي ..
لقد رحل متجردا من محاوله استعادتي
من خيبه الرجاء والمكوث طويلا على اعتابي
فلقد كتبت لغيره
أين عقلك يا سرمدي ..
ارضيت ببؤس حالي وارحت رجولتك بزعمك "

لا تعلم مالحل و مالمصير الذي يتشارك فيه الجميع سواها هي ؟
ولا تعلم ايعود ذلك النابض مثلما قبل
ام يا ترى يستكين مكانه و يكف عن النبض المميت
كانت لتوها قد فرشت طريقها معه بالورد
لكن كقصص الخيال تحولت لشوك يدمي احلامها .
ويتسرب بسهوله من فوهات الحياة التي صنعتها معه..
ادركت ان العذاب لم يأتي بعد
وان جرعات السم الزعاف لم تذقه ..
وان الامر كله في البدايه .
لتبدأ بعدها رحله العذاب و الشقاء ....

للجروح اسما
.للجروح اسما

من يقول ان ما للجروح اسما؟!

تعال اقرا جروحي:

1- جرح

2- جرح

3- جرح

4-......

من الاكثر فضاعه.....الى الـ(ادما)

جروحي كلها تاخذ ملامح وجهك وخنجر

تصدق؟!

بعد هذا العمر ..هذا الالم

عجزت اذكر من جرحه الاكبر!!

نسيت اني:

سكبت الضي في صدر الورق

واسقيتني ظلما؟!


تحديت الكلام اللي من احلامي سرق

وْغنيت لك ..مهما؟!!


ركبت اصعب مراكب حزن ما خفت الغرق

وبسهوله...بعتني للما؟!


ما تفرق..

قسم بالله ما تفرق

مدام انك نسيت ..اني ..اعرف انك ..نسيت

اني..ومني ..وعني

وقررت تجرحني

عشان يكون لك اسم ما بين هالاسما


اقول لك شي؟!!

سلّم على سكينك الجاحد الغادر الخاين الاعمى

وقلّه..

مدام ان للجروح..أسما

.

.

بظل اسما


********************

وذلك الثائر قد عاثت مدائنه خرابا بعد خراب..
زوبعه ثارت ولم تهدأ..
كينونه رجل قد تهشمت إلى اجزاء صغيره وظن انه لن يجمعها..
لن يفكراساسا في جمعها..
بل سيعيد بناءها من جديد..فتلك الماضيه قد دنسته بالخزي على نفسه
وهو سيبدأ من الان ..
حصونه ستكون عتيده امام همجيه انثى ..
نفخ قسوه قد اكتسى به قلبه..و تدثر بهوس لا يماثله هوس ..
تلبسته عفاريت لا تهدأ و لاتستكن ..
جلس في السياره للحظه ..وقلبه يحطم ضلوعه
و تساؤلات تنهال على دماغه النابض ..
لما هي بالتحديد ؟
العقبه الوحيده في حياته ..لم يبالي بها
بل بالعكس فضحت ما دفن داخل نفسه و استباحت مخابئ عواطفه
ضرب المقود بيده و انهارت جميع قواه ..
غزو على جميع مخادع اسراره جعله ضعيف امام نفسه
ولن يسمح لغيره بأن يعرف مافيه ..
قرار رجل سيتسرد به كرامته ..و يعلو كعب امبراطوريته ..
لن يبالي بأحد ..وبالاخص تلك المتساهله في حقه
والان سيضرب بيد من نار ..
فأنا لم اعد اريدها ..ابدا لا اريدها
بل اريد كرامتي ..ولاشيء سواها .

الليلُ يسألُ من أنا
أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ
أنا صمتُهُ المتمرِّدُ
قنّعتُ كنهي بالسكونْ
ولفقتُ قلبي بالظنونْ
وبقيتُ ساهمٌ هنا
أرنو وتسألني القرونْ
أنا من أكون؟
والريحُ تسأل من أنا
أنا روحُها الحيران أنكرني الزمانْ
أنا مثله في لا مكان
نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ
نبقى نمرُّ ولا بقاءْ
فإذا بلغنا المُنْحَنى
خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ
فإِذا فضاءْ!
والدهرُ يسألُ من أنا
أنا مثلهُ جبّار أطوي عُصورْ
وأعودُ أمنحُها النشورْ
أنا أخلقُ الماضي البعيدْ
من فتنةِ الأمل الرغيدْ
وأعودُ أدفنُهُ أنا
لأصوغَ لي أمسًا جديدْ
غَدُهُ جليد
والذاتُ تسألُ من أنا
أنا مثله أحدّقُ في ظلام
لا شيءَ يمنحُني السلامْ

*************************

مر فصل من فصول الحياة ...
بكل تناقضاته مر ...
ألم و فرح محتضر على بوابته
و عذاب لا ينتهي ..
وسعادة لم تسطر بعد في دفاتر الذكرى الماضية..
ضياع مشاعر وسطوه مخادعه لعقول غائبه عن الوعي ..
و قلوب هائمه في عالم خيالي ضحل ..
بسمه ماتت على شفاه الصمت ..و ارتضت بالسكون ملجأ ..لها
كوابيس قادمه بصناعه شيطانيه بحته ..يخرجها البعض ..يرتجون الراحه من بعدها ..
و حلم شنق على باب الزمن ..ليرمي بما تبقى من عزم الحياة في المجهول...
ابتسامات انثى على شفير الانهيار ..تخادع نفسها ببعض من الامال ..
طموح متناثر على ارصفه حياة بعضهم ..
وهناك من يظن نفسه على الطريق الصحيح ..يهز رأسه لذاك الماكث على يساره ..
والاخرون ينثرون بذور طاهره..صفح عن ما دنسته ايديهم و عابرون بروح جديده ..
خطأ قد اختبأ بين اسطر الماضي ..يقفز للذاكره عند محاسبه النفس ..
و بعض منهم متسلحا بالسلام في معركه حاميه الوطيس ..مابينهم و بين الواقع المرير
كيف الحياة معهم ؟بل كيف البشر في سير خطواتهم
انطوت صفحات عابره بكل مافيها ..
و فتحت صفحات بيضاء ناصعه تنتظر سكب الحبر بفيض المشاعر بفارغ الصبر.
وهاهم خلفي قادمون ......

***************************



ثلاثه على مفترق طرق ....هناك حياة ستنتهي و مالبثت ان بدأت ؟ وحياة اخرى تبدأ حيث انتهت؟
ريهام ..طهاره تتلمس حياتها ..ستكون للمشاعر الغلبه في القادم فترقبي بأعين مفتوحه ؟
سعود ..للتو انتهى من سرد حكايته مع الامل ؟ فلا خيبه من علق رجاءه بالله جل في علاه
فاتن و اريام ..فن في تطريز الحيل و المؤامرات بمهاره ؟ و ماخفي كان اعظم
والقادم اجمل بإذن الرحمن ...

همس الحرف 05-Dec-2018 05:10 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الثامن عشر :

فراشه غايه في الجمال..
حوريه فاقت من الحسن الكثير ..
زهره بديعيه المظهر ..فاتنه الملامح ..
تمشي بكل استحياء بين الجموع ..
هالتها البيضاء تفوق السحر اذهالا ..
بارعه الفتنه و الزهو ...
عذرية نقيه ..
بهاء لامتناهي .
و صفاء طاهر يحيط بها ..
وقفت على منصتها العاليه ..
تحاكيهم في الابتسامات و تتمرد على الوجع الهائل في قلبها
تبحث عن مرسى السعاده ..
تكاد ان تغرق في وحل التعاسه و الخوف ..
تناقض ما يعتلي نفسها ..غير مباليه للقادم ..
تتجاهل تلك الوخزات الحارقه في عينيها ..
كانت السعادة والفرح تملأ المكان ..وهي ايضا فرحتها لا توصف ليست بها هي
بل من حفر حبها في الروح قبل الجسد..
عادت بها وابتسامتها تزيد ..و كأنها تراها امامها ..وياليتها امامها

امثلت بين ايدي الصناع ..كوافيره تشد شعرها بإتقان ..
و اخرى تتحرى الانقضاض على وجهها لتصنع منها حوريه
لليلتها الخاصه..
دخلت سلوى وقالت :لو سمحتم ..خلونا شوي ..
اقتربت من ليلى بعيون دامعه و طالعتها من المرايه
ليلى بحزن رغم ابتسامتها :سلوى تراني احذرك ..لا تعطيني فرصه ابكي ترى والله مااوقف
سلوى بضحكه :والله مااقدر كل ما اقول ماابي ابكي ..تخنقني العبره ..المهم سعود دق وقال فيه مفاجآه لك
استدارت ليلى :مفاجآه ..
سلوى :ايه اكيد مفااجآه ..مين قدك اليوم
وضحكت رغم الحزن لفرقاها ..لكنها الحياة أليس كذلك ؟
دخل سعود وابتسم لها بحب دنا منها وقبل جبينها :ألف ألف مبروك يا قلب سعود
ليلى بغصه :يبارك في عمرك يالغالي ..
ابتسمت لما شافته يمعن النظر فيها وقالت :سعود ..علامك ..
اصلا زيارتك غريبه يعني ما كنا في البيت قبل ساعه ويش هالمفاجآه اللي معك ..
سعود بفرحه تكاد تطل من عينيه :اولا ..ابغاك تمسكي نفسك ..
ليلى بخوف :سعود ..والله خوفتني
ضحك سعود وقال :لا تخافين ولاهم يحزنون ..
مسك يدها وقال :الحين تعرفين ..
سمعت صوتها القادم .وكاد يغمى عليها ..
يالله ما اعذبه من صوت ..و ما ارقه الى قلبي ..
كم احب دنوه من مسامعي ..
يرقص قلبي على اثره و تحمله انفاسي بداخلي ..
ام سعود :يمه ليلى ..يمه ياعيوني انتي ..يا قلب امك يا ليلى
ليلى بحشرجه تكاد تكون غصه مميته يجب ان تخرجها
تراها ..امامها
ليست مثل تلك الصوره الباهته التي تحملها معها
انما جسدا متمثلا بروحا طاهره نقيه
اليست مثلها تحمل تقاسيم وجهها الجميل ..
تلك العينان الساحرتين عيناها ...
لهانفس المعاني ..
لا تمحيها التجاعيد و ضريبه العمر ..
سعود الجمه الموقف و لم يعد يعلم كيف سيصرح بهذا اللقاء
خائفا ان تذهب احداهن جراء حده المشاعر التي تحملها كل واحده للاخرى ..
همست بخفوت يكاد لا يسمع :يمه
ام سعود وقفت مكانها و عيونها تتسع لتلك الجميله البهيه و قلبها يضج مسامعها بنبضاته القويه
فلتت يدها من يد سعود و خطت اول خطوه لكل شيء جميل ..في حياتها
ارتفع صوتها و ودها ترجع طفله :يمه
وقفت في المنتصف وصرخت بحب وعذاب وشوق مدفون من سنين :يمه
وليست الاخرى بأحسن حال منها ..
عجزالسنين وحكم العمر ..انهال على اعصابها
وعيونها ماتصدق اللي تشوفه ..
ليلى الصغيره ...ليلى الحبيبه
ابنتها اللي شالت همها لسنين طويله و اودعتها للرحمن يحفظها لها ..
و التقى الجسدان ..لتنهال المشاعر و تتواصل القلوب ..
حضنت امها بقوه و بكاها يزيد ويعلو من الاخرى..
تبوس راسها و تضمه لها ..
و كل همها انها لا تبعد عن حضنها مرة ثانيه ..
امتلت عيونها بالدموع ..ما تقدر تنزلها تخاف ترمش و يطلع كل شيء كذبه من صنع خيالها
ليلى و انفجرت بالبكاء ..و هي تردد :يمه ..يمه
وكيف ما تبكي ..كم سنه مرت و عصفت بها الحاجه والفقد ..الحنان و الحب و النصيحه و التضحيه
و العيون اللي بكت دم ومالقت من يمسحها ..و الانتظار اللي محى كل الذكريات الجميله الحانيه تبدلت
للعبوس في وجهها .
الخوف اللي عبث بحياتها و مالقت الحضن اللي يلمها و يربت عليها وينشد امان الكون في جوفها ..
مال الحياة بدونها وهي سر الحياة ...
نبع الحنان اللي جف من دونها ..
قلب الوطن ..و هي الهويه و انا من غيرها مجهول ما لي وطن ..
سر السعاده الكامنه ...و حب الامل هي تبعثه رسم وفنون ..
باستها امها بين عيونها و تأملتها :الحمدلله اللي شفتك قبل ما اموت ..
رجعت ليلى تضمها بدون كلمه ..وكأن الكلمه نزف للوقت
ستسغل الثواني بكل مافيه و تمتع نفسها بما فقدته .
ام سعود :ألف مبروك يابنتي ..ربي يسعدك ويهنيك
بكت ليلى و هي تدس رأسها في حضن امها ..
وسعود يتأمل ..و عيونه تنضح بالدموع ..مايلومها ابد ..وياليته قدر يساعدها من قبل ..لكن حكم الزمن
كان اقوى منه ..رغبه جده سيرته و ماقدر يختار لها إلا هالطريق
ابتسمت ليلى وقالت بلهفه :امي ..يا عساني فداك يالغاليه ..كيفك يا امي ؟
ام سعود وهي تمسح على شعر بنتها :انا بخير مادام انتم بخير ..
اجهشت ليلى بالبكاء ورجعت تدفن نفسها في احضان امها ..
في كلام كثيرتبي تقوله ..لكن ضاع في غمره مشاعرها
اولها ماني بخير ياامي ..من قال اني بخير
انا جسد من دون روح تسير ضايعه في هالدنيا ..ادراي جرحي واقول عايشه
وين يا يمه وين ؟الحياة كلها في حضنك كلها يا يمه ..
رفعتها امها ...و ابتسمت وقالت بصدق :الحمد لله اللي امد بعمري وشفتك عروسه ..
عقبال اخوك ان شاء الله

تنحنح سعود وابتسم لليلى ..مسكتها ليلى وقالت :امي بتكونين معي طول الوقت ..
طالعته بخيبه امل و قالت :سامحيني يا يمه ..ما اقدر
رجعت ليلى للخلف و قالت بحزن :يمه الله يخليك ..والله محتاجه لك ..كفايه اني انحرمت منك كل هالمده
جاوبتها ام سعود بعدما مسحت دمعه خاينه :ياليت يايمه بمقدوري ..لكن اخوانك خليتهم عند الجيران

كان بودها ان تصرخ ..وتقول انا ايضا بحاجه مقفره يااماه لك ولحنانك و لكلماتك التي تربت على قلبي و تواسيني ..
ابتسمت ليلى تحاول انها تجدد روحها و تجعل جسدها ينهض معها ,,:وحشتيني ياامي ..

حاولت ام سعود ان تبتسم لكن ..روادتها اشباح الماضي عن نفسها لتفتح تلك الثغره الكبيره في حياتها
كيف لها ان تعود وهي توصمت بعار ابدي..لن يغفروا لها الزلات ..مهما مضى بها الزمن.
عندما ترى هذين الاثنين ..تعترف بمدى ذاك الذنب الذي اقترفته ..وانها تدفع الثمن غالي ..غالي جدا

*********************

نبض دافئ و احساس صادق يعانق عواطفها المعدمه ..
كانت تتمنى لو بقيت معها لتريحها قليلا من ذاك الهم الاتي .
وهي ألم و خوف من المجهول..
جلست وعيونها تراقبهم ..تحاكي ضحكاتهم و معزوفه فرحهم ..
نجمه تهمس لها :ليلى ..حبيبتي
طالعتها ليلى وعيونها مليانه حكي وكلام ..
كملت نجمه :هدي اعصابك ..وشفيك متوتره ..
مسكت يدها وقالت :خايفه يانجمه ..خايفه
ابتسمت نجمه و في داخلها ايضا خوف يضاهي ذلك الخوف الذي يعتلي قلب صديقتها
قالت :توكلي على الله ..
ليلى بإبتسامه مصطنعه للحضور ..ماتركت يد صديقتها
قلبها يبتهل بالدعاء ..متضرعه بذلك الذي لا تنام عينه ..
نعم ..ذلك هو الخوف من الاعصار ..
لمست خدها ..و كأنها تتحسس تلك الصفعه الناريه الموجعه ..
لم تنسها و كيف تنسها ..وعيون ذلك المارد تخرج من الظلام و تسد النور وتذكرها بتلك اللحظات الكريهه
حاولت تتكلم لكن جميع تلك التوسلات ذهبت ادراج الرياح ..
اصمتها غضبه الجامح و ..و نارية كلماته الحارقه بدون رأفه..
وشم بها على نقاء بياضها و رحل ..
اتهمها بما لم يكن لها يد فيه ...
مابه و ما بال عقله جمح بأفكاره بعيدا ..بعيدا جدا
حيث لا ارض ولا سماء تحتوي كلماته الجارحه
حاولت ان تسترد بعضا مما فقد لكنه سلبها حتى حريه الاختيار
همس في اذنها ..و حطم جميع توسلاتها
" في احلامك " بعثر بها سرب الاحلام و داس على بعض الامنيات التي خبأتها ..من اجلها هي
شدت نجمه على يدها واقتربت وقالت :ليلى ..ابتسمي الناس يطالعون فيك ..
ليلى :مو قادرة ..احس بأنه بيغمى علي
دلكت يدها وقالت بخوف :ليلى الله يخليك تحملي..
رجعت ترسم تلك الابتسامه الصغيره على وجهها ...و تراقب بعيون وجله زائغه ..
و تدعي السعاده ..ببراعه فائقه .

***

في الجهه الاخرى :
في عيناه محيط امواجه هادرة ...
وقلبه إعصار مدمر .
قادر على التخفي ..
تلك المعركه الطاحنه امتدت لمده وها هو اليوم ..
يشعر بأن تلك اللحظه ..كانت اقسى و امر من سنين عمره المعذبه.
كان الوقت يمضي عليه ثقيلا ..صعبا..
ليس لديه ذره يتمهل ليدرك فيها ما حدث ..
وليست لديه الرغبه في اعاده ذلك المقطع الذي جرح رجولته و شرخ صلابه قلبه ..
كان ما نطقته قد قطع حدود الصبر لديه .."من هاللحظه انهي كل اللي بيننا ..لانه افضل لنا ."
و عزم انها لن تنال الحريه مهما كانت ..فلن تعبث به انثى غير ناضجه
وضع همسه في اذنها لتصب في قلبه صلابه على صلابه
" في احلامك " ردها بها ما تتمناه ..وقطع الشك باليقين .
سيتركها تنكوي بتلك الجمره الحاميه ..ضاقت عينيه وهو يتذكر ما حصل
في تلك الليله قضى امره ورحل .. قرر بقسوه على زواجه ليس حبا فيها بل نكايه فيها وذاك العاشق المهووس .
اعلنها في وجه الجد الذي لم يرفض و رضخ معه سعود ..و هذا ما يريده
ذاك الجدال العقيم لم يأتي بفائده سوى نزف للاعصاب والوقت فقط ..

ناصر الذي فهم مشاعر صاحبه من تقاطيع وجهه المتصلبة .
وكزه وهويهمس :يا رجال ابتسم ..اللي يشوفك يقول مغصوب على هالزواج .
ابتسم مطلق ..و كأن كلمات ناصر اصابت الجرح
فعلا الم أتزوج و انا مجبرعلى رد الاعتبار والاخذ بالثأر..
انتقام ..لمن همشوا وجوده و تخطوه بكل اهمال ..
ناصر :مطلق ..تعوذ من الشيطان وشيل الافكار السودا من راسك
مطلق بغضب عارم :ناصر اسكت احسن لك ..
التزم ناصر الصمت ..و هواكثر الناس درايه بصاحبه اذا زعل ..
دق جواله ...طالع الاسم ..و تأفف
ضحك ناصر بعدما شاف اسم المتصل وقال :يالله يالحبيب ..ضف وجهك عند العروسه
وقام ناصر ..و نادى بصوت عالي و عيونه على مطلق .. :يا شباب ..تعالوا زفوا العريس ..
و الشباب ماصدقوا خبر..من التصفيروالغناء..و مطلق اجبر وقتها على صنع ابتسامه
و كره العالم كله تجمع في قلبه على خويه ناصر.

دخل مطلق خلف سعود ..و الجد على زغاريد الاهل ..
وان كان قد رفض مثل هذه الشكليات التي لا داعي لها بالنسبه لها.
الجد اول ماشاف ليلى ..امتعظ من فستانها ..بفتحها الصدر الواسعه ..و الاذرع المكشوفه
شدت من الطرحه على كتوفها تغطيها ..طالعت سلوى بنص عين هي الوحيده الملامه .
لانها اجبرتها على الشراء غصب عنها ..
اصلا كل شيء كان غصب عنها ..
ذكر الله بصوته العالي مهللا ..لجمالها ..
قال وهو يقرب منها ..:مبروك يا بنتي ..الله يوفقك ان شاء الله ويستر عليك
قاومت دموعها و رفعت نفسها تبوس راسه ..و كتفه :يبارك بعمرك يبه ..الله يخليك لي ..ويعطيك الصحه والعافيه.
وقف مطلق خلف سعود غير رغبه فيه ان يتجاوزه ..يشعر بأن ملل العالم و هدر الوقت تجلت في هذه الدقائق الرتيبه
رفع نظره لتلك الهاله لالماسيه البراقه ..فتعلق بها فكرهـ تلك اللحظه الساحره التي جمعته معها ..
اردف الجد هو يحوط ليلى بكتوفه :اسمع يامطلق ترى بنتي امانه عندك ..حافظ عليه وصونها ..
مطلق بثقه كبيرة :بنتكم في الحفظ والصون ..لا تخاف عليها ..بحطها في عيوني ..
رفعت نظرها له ..و الكلمات التي تخرج من فمه ..ابدا ما تصل لعيونه ..رغم حرصه على اداء متكامل
ما يثير شكوك الغير ..تعلقت عيونهما لفتره ..لم تكن لتقوى لتلك الحرب الصامته فانسحبت بهدوء
اقترب منها حتى صار قدامها ..ارخت نظرها بعدما صدتها ظلام عيونه و غربته ..
و ارتجفت اوصالها وده تصرخ بأعلى صوت ...لا تخلوني معه ..

انا عمري بقايا شمع
احرقني الاسى والدمع
اذا مافيك ترحمني
احرق مابقى مني..

حست بلسعه اعلى جبينها .. و همس بثقل :مبروك ....
ردت عليه بخجل امام انظار الجميع:الله يبارك فيك.....و انتهى من واجبه قدام الناس ..
و سمعت الهمهمات الضاحكه والهامسه حولها وهي على نار ..وقف قربها يرد على المهنين عليه
الجد :الله يسعدكم ياعيالي ..و يرزقكم الذريه الصالحه .ما اوصكيم على بعض ..
اشتعل وجهها ..و قدرتها على الوقوف صارت مهلكه..
رفعت راسها تدور عليه ..على نصفها الثاني ..
و ابتسمت و دموعها ملت عيونها و هددت بالانهمار..و هو يحرك بيده بلا قدام عيونها :اقول لا تبكين يخترب
كل هالخرابيط اللي حاطتها على وجهك ..وبعدين ما تشوفين إلا غبرة مطلق ..من الخرعه يحط رجله.
ضحكوا الموجودين ..وبينهم الاثنين نداء الورح ..نداء الدم والحنين..
مسكت ثوبه من جهه صدره و حضنته بقوة ..و هو حضنها و عظ شفايفه لا يجاري احساسه الدامع ..
بالكاد..قدر يخلص نفسه منها ..مطلق ادار راسه غير رغبه فيه ان يرى ..لتأجج ما يجهله داخل صدره المنهك.
ضحك سعود وقال :مبروك ..يالغاليه ..
ما قدرت ترد عليه ..تحاول ترد غصه موجعه ..
قرأ كل شيء في عيونها ..و كابر على نداء الوجع .
طالع مطلق ومحى تلك الرأفه التي يعرفها الاخرون عنه وقال :اسمع يامطلق ..ترى اذا زعلت ليلى يعني زعلتني
و ياويلك مني وقتها ..
ضحكوا الباقين على اساس انها دعابه او مزحه ..
لكن عيون الرجال مكشوفه ..تقرأ و يكشف مضمونها بسهوله ..و صلت لمطلق مع انحناءه رأسه وابتسامه
احترام ..محافظ بها على هامته و شموخه..
خرج سعود و معه جده بثقل تارك وراه همه..و ما بقى إلا اهله ..و اهلها ..
قربت جدتها منها وهي تبكي وحضنتها بحنان الام الذي فقدته طويلا :الله يبارك لك يا ميمتي ..و يهنيك في حياتك
ليلى بحزن على فراقها هي بالتحديد :بشتاق لك يايمه ..انتبهي لنفسك ..
الجده :ما عليك مني ..انتي اللي انتبهي لحالك ...
و كلمت مطلق :الله يخليك ياوليدي ..لا تزعلها ..تراها غلاتي في هالدنيا ..
مطلق بنظره حب مزيفه لها : ابشري ..
ماقدرت الجدة تتكلم ..سحبت نفسها بثقل وهي تدعي لهم بصوت عالي ...
ليلى بثقل على صدرها و اللي كانت تحاول تهرب منه لايام طويله ..صار
راقبت جدتها وا نفاسها تزيد حدة ..ورجليها ما تقدر تشيلها..
إلى متى تقدر تتحمل ؟ الى متى ..؟؟
مالت بجسمها على مطلق بدون وعي منها ..حس فيها و لف يده حول خصرها ..
رفعت نظرها له ..وحست بقسوة عيونه رغم تصرفه معها..
حاولت تفك نفسها من يديه اللي شدت بثبات على خصرهاوكأنه يوجه لها رساله لها .
اقترب من رأسها و همس :خلي الليله تمضي على خير ..مالها داعي تصرفات الاطفال اللي تسويها .
اقشعر بدنها و هوقريب منها للدرجه هذي ..و يأست في الفرار
اقتربت منها ام مطلق :ألف ألف مبروك يا حبايبي ..الله يسعدكم ويوفقكم يارب
مطلق لوى عليها وباس راسها بعدما حرر ليلى من حصاره ..:الله يبارك فيك يالغاليه ..ويعطيك طوله العمر ان شاء الله
ام مطلق قربت من ليلى و حضنتها وكأنها تحسسها بوجود الام ..معها :مبروك يابنتي ..
ليلى بحب كبير ضمتها تحت انظار مطلق :الله يبارك فيك ..ويخليك يارب.
مسحت ام مطلق دموع الفرح ..و قلبها اخيرا ارتاح
اقتربت فاتن وريهام و سمر باركوا لها والفرحه مو سايعتهم ..
و ماباقي إلا خواتها ..حس مطلق عليهم ..وقال لوفاء :عشر دقايق ..و خرج بعدها
هجمت سلوى على ليلى ومعها هند ومابين دمعه وضحكه ..حست ليلى بروحها بتخرج منها
بتبتعد عنهم ..خلاص ..بتفارقهم ..بتكون بعدها غريبه في حياتهم
سلوى بتهديد :لا تنسينا ..دقي علينا يوميا ..لا تخلي مطلق ياخذك منا
ليلى سحبت نفس طويل لترد عليها بدون دموع :مابنساكم ابد ..انتم في قلبي دايما
تدخلت نجمه و بعدتهم و هي تبين نفسها قويه بينهم :اقول قلبتوها مناحه..وين رايحه هي ..عند زوجها يا حافظ
والتفت لصديقه عمرها وقالت :فديتك يا خويتي بتتركيني للبطه سلوى ..
ضربتها سلوى على راسها ..وقالت بصوت باكي :اقول انطمي يا بقرة ..
نجمه :ول ول هذي مو يد ..ماعليه يا سلوع حسابك بعدين ..خليني إلحين اودع صويحبتي ..ترى مالنا إلا بعض.
سكتت لحظه تجمع كلماتهاوقالت :يعز علي فراقك..ميير ويش نقول هذي سنه الحياة ..
انتبهي لنفسك..و لاتحطي في بالك اللي صار ..خليك قويه و حاولي معه ..الله يهدي سركم ان شاء الله.
حضنتها و ما احتملت دموع الفراق ..
همست ليلى :احبك يا نجمه ..لا تبعدين عني ..تراك الوحيده اللي تفهم و تعرف كل ظروفي ..
طالعت عيونها الدامعه ومسحتها وكملت :الجوال اللي معك لا يضحك عليك صويلح وياخذه منك ..
نجمة بمزح :خلاص عاد ماصارت ذليتيني بهالجوال ..شكلي بحنطه عشانك.
ضحكوا الموجودين ..وضحكت هي بدورها ..يا الله كم سأفقد هذي الوجوه الضاحكه
تدخلت سمر بلقافه :اقول يالله ..ليلى صارت من املاكنا الخاصه..
ضربتها نجمه رغم معرفتها القليله لكن روحها المرحه جعلها خفيفه على قلوب الناس
:اقول سمر يالنسره ..ما اوصيك في ليلى ..والله لودريت ان اخوك ذا العملاق زعلها ..لراويه نجومي في عز الظهيره
ابتسمت ليلى لكلام نجمه المبطن ..
ردت سمر :بسم الله على اخوي ..اخرجي منها وهي عامره ..
سلوى :اقول سمرحشا صارت ليلى حلاوه مو ادميه .. على فكره ترى مااسمح لك ..هذي نجمه ..
ربتت نجمه على كتف سلوى وقالت :فديت بنت ديرتي ..فيك الخير والله يابنت احمد.
لاحظت دموع عمتها ..وابتسمت ..صحيح هي ما تحبها ..لكن ليلى تكن لها بعض الاحترام رغم كل شيء
سلمت عليها وباركت لها وطلعت ..
دق جوال وفاء ..تكلمت شوي وبعدها قفلت
وفاء :ليلى يالله مطلق ينتظر ..بنات هاتي عباتها
انتفضت ..و كأنها مصعوقه ..
مشت مسيرة ..و تحس انها في عالم فارغ ما يوجد فيه إلا هي ..الخوف والحزن والالم مشاعر
ترقص بداخلها ..و تحدد خطواتها ..المتعثرة ..يديها متعلقه بخيوط متقطعه ..تنثر بقايا وصايا لسلوى
جدتها ..جدها ..سعود اخوي..و بعدها سارت مع الركب..



**********************


دخلت ريهام سيارة اخوها و معها رغد اخت سلطان ..
ريهام :السلام عليكم
زياد يعدل شماعه و يطالع شكله في المرايه :وعليكم السلام
ريهام :يالله حرك السيارة ..رجولي تعورني ..
زياد يشغل سياره و ماانتبه للشخص الراكب خلفه :اكيد بتعورك ..مركبه سلم في رجلك الله يهديك.
ريهام :ويش نسوي ..لازم هذي الموضه
زياد بضحكه :امحق موضه ..
سمع ضحكه خلفه ..طالع المرايه ..وقال لريهام :انتي ما قلتي ان ريم بتروح مع هند
طيب مين اللي جالسه وراي ..
ضحكت ريهام و طالعت خلفها :ايه هذي رغد ..نسيت اقولك وصلها اللبيت
زياد و هي يعدل شماغه مره ثانيه وكأن وجودها اسعده ..
و تذكر سلطان ..اللي ماحضر الزواج ..
وقف عند بيتهم و شكرتهم و خرجت على طول ...
معقوله هذي رغد اللي شفتها و حبيتها ..من اول مره
ليه ما احس في شيء..معقوله كل هالحب اللي شلته كل هالسنين ..كان مجرد نزوة
ريهام حست في شروده :هيه انت يا الحبيب ؟
زياد :ها خير ويش عندك
ريهام :انتي اللي ويش عندك ..يالله امشي البنت خرجت .
زياد :كيف كان الزواج؟ ..
ريهام :حلو ..الله يسعدها ان شاء الله
وقف السيارة عند بيتهم ..و التفت لها :ريهام تذكرين لما سألتك عن البنت اللي شفتها معك ؟
اردف بإبتسامه :يومها قلتي لي انها رغد بنت خالتي .
توترت ريهام وحست انها صغيره قدامه ..
خرجت بسرعه بدون ماترد عليه ..
زياد مستغرب :ريهام وشفيك ؟

وقفت في الحديقه ..و إلتفتت له ..
الى متى يا ريهام وانتي تهربين ..
الى متى شايله في قلبك وساكته ..
صار لازم تدفعين الثمن ..و الثمن باهظ بعد
يكفي ضحايا ..اول ضحيه كانت بسببك قبل ساعات زفت لقدرها ..
يكفي اهدار لمشاعر الغير ..و سلبهم حريتهم بالاجبار .
اقترب زياد منها وقال :ريهام علامك ؟ ماسمعتيني
طالعته و دموعها خطت بالاسود على خدها
قالت بصوت خافت :سامحني يازياد
زياد بخوف :ريهام ..وشفيك لا تخوفيني عليك .
ريهام ودموعها تزيد :انا السبب في كل شيء
زياد :السبب في ايه
ريهام تحاول تكون قويه :البنت اللي شفتها ذيك الليله ...ما كانت رغد
زياد هز راسه بدون فهم وقال :ماكانت رغد...إلا رغد انتي قلتي انها هي
ريهام بصوت مندفع :لا ماكانت رغد ..انا قلت انها هي ..كذبت عليك
زياد بصدمه :كم مر يا ريهام والحين تقولين انها ماكانت رغد ..ليش كذبتي علي
ريهام بشهقات متعاليه ..قالت :كذبت عليك علشان مصلحتي انا .
زياد لا رد اكتفى يناظر اخته وكأنها شخص غريب قدامه
كملت و الخسارة وحدها هي الاحترام
:لا تستغرب ..انا كنت ادور مصلحتي مع رغد ..لاسباب خاصه فيني .
صرخ فيها :اي اسباب خاصه بينك وبينها ...
ريهام :مااقدر اقولك ..
مسك كتوفها وهزها و الغضب معمي عيونه
ريهام ببكا مسموع :ارجوك ياخوي ..لا تجبرني الا هذا مقدر اقوله.
وقف زياد وكأنه مافهم شي من كلماتها ..
تركها على طول وقال :ريهام انتي ويش تقولين ؟
رفعت راسها و بعض الهم انزاح عنها..وباقي الجزء الصعب..
ريهام :سامحني يازياد ..
حست بألم قوي في وجهها اثر صفعه زياد المفاجئه لها ..ماقدرت تحط عينها في عينه
حست بانها اهانت نفسها ..و تستحق ما يجري لها .
زياد بحزن :عمري ما كنت اتوقع انك تنحطين لها الدرجه وتقللي من قيمه نفسك و تلعبي بمشاعر الاخرين .
سكت فجأه و كأنه اكتشف شيء خطير قرب منها و قال بصوت مقهور :مااقدر افكر بأي سبب ..خايف انصدم اكثر فيك ؟
خايف ..اعرف اشياء غيرت مصير غيري ؟
خايف تكوني غبيه لدرجه مافكرت إلا في نفسك ؟ خايف اكون اول ضحيه و مو اخرها يا اختي يابنت امي وابوي ؟

صمت يتمناه زياد للابد ولا يسمع تلك الشهقات التي تزيد من اخته اللي ظن بأنهاملاك طاهر
حس بالخيانه والوجع يغتاله ..و اخته وجهت له ضربه في الظهر ..
صمتها اكبر دليل على صدق شكوكه ..
وده يصرخ ويعبر عن وجعه و وجع غيره ..حمل همه و زفر بألم
دفعها للخلف و عيونه ما تشوف قدامه
وقال :يا حسافه يااختي ياحسافه ...
ريهام مسكت يده و صوتها يزيد بالبكاء :زياد ..الله يخليك سامحني ..كفايه احساسي بتأنيب الضمير
زياد بلوم :وحتى تموتين تأنيب الضمير ما بيفارقك ..اللي سويتيه كسر بقلوب ناس وحطمهم
وانتي تنتظرين نهايتهم ببرود اعصاب ..
ريهام تركت يده و كأن الالم تغلغل فيها و صار جزء منها ..
مشى كم خطوه وقال بتهكم :ممكن تتكرمين وتقولين مين البنت اللي شفتها معك ..مادام ماكانت رغد ؟
مرت دقيقه ..حست انها دهر اخذت من عمرها الكثير ..
: ليلــــــــــــــــــــــــى

ابتسم بعذاب وقهر و غيظ ..و كمل خطواته و ترك اخته يأكلها الظلام ..وقد اصبحت جزء منه..
اهلكته تلك الظنون حتى كاد ان ينفجر ..اتعلمون ماهو الشعور الذي يريده ولكن يقاومه بشده ..."البكاء "

**************************

طلعت رغد حجرتها ..وقبل ما تدخل..تذكرت اخوها فحست بالحزن عليه
من يوم درى عن تحديد يوم زواجها حبس نفسه بين الشغل و النوم ..يحسب انه رجع عادي
لكن ابد ..يكابر على جروحه ..
طرقت الباب مره مرتين وبعدها فتحت الباب بهدوء كانت الغرفه بارده والظلام حالك ..جات تنسحب مثلما دخلت
سمعت صوته :رجعتم يارغد .
ابتسمت ويدها تمتد لمفاتيح الضوء قاطعها: لا تفتحين الاضواء ..راسي يعورني ..
عيونها تبحث في الظلام عن لمعه عينيه قالت بهدوء :سلامتك ..اجيب لك حبوب
سلطان :لا ..توي اخذت واحده .
ابتسمت رغد لاصداء الحزن التي تسمعها في صوته قالت :اجل انا بروح ..ابدل ملابسي
تبي شيء يا خوي ..
سلطان بصوت ناعس :لا ..
وقفت شوي تراقب بصمت وخرجت بهدوء ..تصبر نفسها ماهي الا محنه و يتجاوزها بإذن الله
و ذاك الناعس ..ليس نعسا مااصاب عينيك ..إلا حزنا ترقرق في المقلتين ..تردها عزائم ماتت على باب الصبر
تنهد وعيونه تعانق سقف ليله المعتم ..الذي ظنه طويلا ..طويلا ...

ااااه يا اختي ..نعم كنت اريد
هل ودعتم معشوقتي ..بأمان في قلبها الطاهر ..
هل اسكنتم في روحها ..حب رجل لن ينساها
هل حملتم ورود حبي إليها ..هديتي ..الغاليه انتقيتها من اجلها
في كل ورده اودعت حبا و ذكرى راحله ..
انا رجل ..الجمتني العبرات ان افيض حزنا وألما ..
اهلكتني قلائد العرب ..بأن الرجل لا يبكي من اجل امرأه
لا يسقط مهزوم القوى من اجل انثى ..
ليست كل النساء يبكى عليهن ..
ليس كمثلك انثى ..
لا دمع يرضى بفرقاك ..او يطفىء لهيب الشوق والحسره
لا دمع سأسكبه عليكي ..سأرتضي بحالي هائما مترجلا في هواك

عادت به الذكرى لتلك الليله التي زار فيها القريه ..
انقاد بدون تفكير و لم يدرك إلا وهو على اعتابها
اهلكته محاسبه لم يطقها في عقله ..
بعض كلمات من جدته اهتدى بها مرغماً..بأنها انسلت من بين يديه كالرمل
الجدة بهواده تدرك فيها ما يعتلي قلبه من نبض عينيه :تعرف يا يمه الواحد ما ياخذ إلا نصيبه ولو ويش ماصار
لو انت تبي و كل الطرق مسيره ..رفعت سبابتها لفوق وكملت :رب العباد هو ادرى منك .
ابتسم مطأطئ الرأس ..شدت على يده ..وقالت بإبتسامه :جدك لو يبي كان غصب ليلى عليك
لكن مايصير يايمه ..ربي كتب قبل وانت في بطن امك ..
ابتسمت بفرح وقالت :الله يرزقك يا ولدي ..مثل مارزقها ..مطلق رجال من خيره الرجال ..
وانت رجال تستاهل كل خير ..

و اشتدت العروق و نزف الدم من الجراح ..و اسمه يضيء في عالمه مرحباً به و غير مرحب ..
حينها ايقن تماما ..بأن الاستسلام افضل شيء ..ولو كان مرغما ..


قـل لـلأحبة كيف أنـعم بعدكــــــــــم و أنـا الـمـســافر و الـقـلـب مــقـيــــــــــــــم

ليلى :
ها انا أعلن للعاشقين بأني
قتيل هواك
فـ لـ تكتسي مدن الهوى حزني
ولـ يعم ظلام البين دهاليز الليل
ولـ يبقى رحيلي إليكي
قصة حب وقصة عشق
وحكاية موت لا تنتهي بـ موت
ومازلت ها انا لليوم ..,,,
لا انوي البكاء ..ولا عوده الاطلال
سأدونها قصه لم يكتب لها عنوان ..


*************************

لاتعلم كم مضى عليها او كيف وصلت ...كل ما تريده من العالم كله ..ان تبقى بمفردها قليلا
تبكي تلك الدموع المخبأه ..لترتاح و تتوشح بعدها بالصبر لمتابعه المسير ..
جلست بمفردها في غرفه فسيحه ..لا ترى فيها أي لون وأي شكل ..
بعيده كل البعد عن عالمها ..تنتظر ولاتعرف سوى الانتظار..
كيف ستصبح حياتها ...
هل ستتقدم خطوه الى الامام او تعود عشرات الخطوات الى الخلف ..
ماذا ينتظرها ؟
ارتعاشات تمتد من باطن عقلها حتى اطرافها ..تتنفس بصعوبه مابين كل زفره واخرى .
تنتظر القادم ..و تشعر بالوحده
اوصلها الجميع على عتبه باب الغرفه المحجوزه بإسمه ..و ودعوها بخالص الامنيات ..
وبقيت بمفردها ..تطرق جدران الصمت برتابه و هواده ..
كتلك الوجيزه بداخل زجاجه ترتد مسامعها للجميع ..
سمعت خطواته قد اقتربت ..ارهفت سمعها له دون ان ترفع نظراتها له ..
سد ذاك الضوء المنبعث من الخارج و حل عليها الظلام كحلكه قلبه ..
رفعت نظراتها له ...لآلم قد حل برقبتها ..او هي حاجه دفينه تشد على اعصابها ان تراه
ان تتلمس الامان في غربه بعيده ..
اصطدمت بتلك العينين البارده ..القاسيه ..في داخلها قتامه لا يفسر لها معنى ..
كان يتكىء على الباب و عيناه تراقب تلك الهاله الالماسيه اللامعه ..عقله بدأ يرسم حديقه غناء هي ياسمينه نقيه
عطره وسطها ..رفعت بصرها له ..ليهتز جوفه لتلك النداءات الصامته ..ويعود يدثر برداء اللامبالاه
قال ببرود :اذا كنتي تبين عشاء تعالي وكلي ؟..وسكت لما سمع حفيف ذاك الفستان ..وقفت وهي تشد على طرف
طرحتها تستر ماظهر منها..قالت بصوت منهار :مطلق ..
تحاول به ان تستغيث قلبه و عقله في ان معا و يرحم حالها ..ضائعه في بحره الهادر..تريد ان ترسي ببره على خير
رفع يده يسكتها ..قال بتعب :ما لي شده على الاخذ والعطى...
ولو يقسم انه ليس قادرعلى العطاء ..لكن صوتها جعلته يشفق عليها ويدعي البرود الدائم..
تنهدت بنفس تعبه ..لم تعد لها تلك الطاقه ..لقد نفذ مالديها ..
سحبت نفسا عميقا على مرأى منه و تحركت ببطء ..لكنها وقفت ..نظرت له بإستفهام ..
رمى بمشلحه السكري على اول كنبه و قال :خذي راحتك ..انا بنام في الصاله..
قفل الباب خلفه...و تنهد بنفس الالم والقهر ..ثلاثين سنه من عمره قضاها في يوم واحد و زادت ثلاثون ..
سحبت لها بجامه قطنيه ..ابتسمت بحزن ..لتلك الوصايا العشر التي الحت عليها سلوى لسماعها ..
بيجامات نوم حمراء في حقيبتها الصغيره..علاجها و امور اخرى في شنطه يدها ...وامور اخرى لم تبالي بها.
ظنوها ككل عروس في ليلتها الاولى ..وهي ظنت نفسها ككل ميت يدخل قبره لاول ليله ..
دخلت الحمام و نزلت ذاك العبء المثقل و تركت العنان لدموعها لتنطلق بحريه ..
وتلك الشهقات تزيدها اكتواء و لهيبا و كأنها تحرق صدرها ..
وبعدها خرجت مهدوده القوى ..
صريعه مشاعر مهلكه لجسدها الغض..
اتكأت على الجدار تسند ضعفها ويدها على اختلاجات صدرها ..
لقد عاد لها ذاك الهيجان ..ضاقت انفاسها وشحت ان تريح قلبها المضطرب ..مشت بخطوات متعثره وذاكرتها تبحث
عن وصايا سلوى ..دورت على البخاخ وسط الكم الهائل من الضوضاء الموجوده داخلها ..
رمت بالاغراض بدون اهتمام مخلفه ضجه بعدما ضاقت بها الوسيعه و تدارك لضيق الوقت ..واخيرا وجدته
ضخت بداخل فمها ما تنعش به جوفها ....جلست على السرير ..بهدوء لتنظم انفاسها المرهقه..
سمعت صوت الباب خلفها يفتح ..ولم تشأ ان تظهر ما تعرضت له..
راقب بصمت اثار ما وصل لاسماعه..اشياء متناثره و هدوء غريب ..لايشأ ان يقترب ..
لمح البخاخ في يدها اليمنى التى احتضنتها ..مازالت معطيته ظهرها و غير مباليه بالتفسير
قالت تقاطع فضوله :كنت ادور على جوالي ..وطاحت الشنطه من غير قصد .
بقي لفتره ملاحظا بدقه .."يخاف "..
كلمه تراءات له من بين مئات الكلمات ..لما اهو عسر تحمل الامانه ؟
ام هو صوره ذاك العجوز الموصي الذي يتراءى لك لكي تشفق على حالها؟
اي شفقه ..لن احمل لها اي شفقه ..فهي لا تستحق ذالك ابدا
قفل الباب بعنف بعدما سيطرت عليه افكاره الموحشه ..

***************************

دخلت و جلست على سريرها ..
تنتظر ان تبكي ..و تعبر عن ما تشعر به .
عبثت بمذكراتها ..و حطتها على جنب ..
وقفت جود على عتبه الباب و طالعتها بهدوء..
وداد بنظره لاختها مع ابتسامه سخريه قالت :شكلي يحزن صح..
اقتربت منها و قالت :لا عادي شكلك ..اممم ايش اقول ..متقبله
ضحكت وداد : انفع ممثله صح
راقبتها جود بدون رد
كملت وداد و عيونها علقت على جهاز الحاسوب : شفتي كيف رقصت ؟
رجعت تضحك و كملت : لا ورحت باركت للعروسه ..لالا فيه تطور ..
وضحكت بهستيريا وجود لا تحرك ساكنا
دمعت عيونها من فرط الضحك اردفت :تعرفين تذكرت روايه قريتها من هالنوع ..سبحان الله كأني فيها ..
انحنت على اختها تضحك ..و تدعي انها بسلام ..
جود بلارد تراقب تلك الحاله الطارئه ..لكن لاحل لديها ..
مسحت دموعها وقالت :والله حالتي حاله ..
وقفت وقالت بجديه:اتركي الماضي خلفك ..وعيشي حاضرك..
هزت وداد راسها وهي تعيد نفس كلام اختها قالت بعدها :صح مين يتكلم ؟ البروفسوره جود ..صاحبه القلب الميت
طالعتها جود بإبتسامه سخريه و اكتفت بالصمت ..
وقفت وداد وقالت :لا تعتقدين انك افضل مني ..ابدا
ضحكت جود وقالت : وداد ..مافي احد افضل من احد ..
وداد:على قولتك مافي احد احسن من احد....
تركتها و دخلت الحمام ..و جود واقفه بنفس الهيئه و لم تحرك ذاك الصمت الذي اصبح جزء منها ..

******************

غفت عيناها لساعتين .. و ظنتها لدقيقتين ..كانت الساعه تشير للسادسه
ما جاها نوم بسهوله ..هاجمها ارق ليدعها و افكاارها تقتتلان ..على جبهه الصبر .
قامت توضت وصلت الفجر ..دعت من قلبها ان الله يهون عليها و يبسط امرها ..
قربت من الباب ..و متردده ..الحين هو صحي ولا لسى نايم
فتحت الباب بهدوء..لتصطدم بوجهه ..شهقت بخوف ورجعت للخلف ..
طالعها بإستغراب ..وقال :جهزي نفسك ..بعد ساعه نكون في البيت ..الاهل ينتظرونا.
ليلى بصوت هادئ :طيب .
مشى بسرعه من عندها ..وهي تجاهلته بتجهيز نفسها ..
لبست جلابيه حمراء بخيوط ذهبيه ..سرحت شعرها و ثبتته بشباصه ذهبيه
بحيث لمته من فوق وخلته على ظهرها ..و لبست طقم ذهب عليه ..
انفتح الباب فجأه ..ارتدت لوراء وهي تشوفه قدامها
تأملها لوقت لابد ان يطالعها لوقت غير قصير تحثه خطواته على التجاهل ..
لكن تلك البقعه الحمراء تطارده حتى دخل الحمام و اغلق الباب بإنفعال ..
تنهدت بخيبه امل ..و شالت اغراضها و عباتها و جلست في الصاله حتى ينتهي ..

كان لابد ان ترتعش ..خوف داخلي من ذاك المسمى زوجها الان ..
تحاول ان تتجاهل لكن اين.. في وسط زوبعته التي لا بد ان يثيرها في وجهها ..
خرج و مالقي احد في الحجره ارتاح مبدئيا ..لكن ريحه عطرها تغلغلت داخل روحه بدون اراده منه..
تنهد بتعب واسترخى ..على السرير للحظه يستغل عدم وجودها ..
رفع راسه يتأمل نفسه في المرايه .. وبدون عناء الصوره تتكلم ..
لبس ثوبه و شماغه بسرعه لما تجاوزت الساعه التاسعه ..وخرج ..
كانت جالسه على الكنبه تحرك دبله زواجها في اصبعها
بدت غايبه عن الواقع ..تحدق في البعيد ..
مطلق : يالله مشينا ..
لم تسمعه ..بالاساس لم تكن معه في تلك الحجره ,,عقل غائب في غيرادراك لعدم حضوره
شطحت افكاره بعيدا حيث جرف هاوي واقترب منها ..حتى صار امامها
وقال بإنفعال : يالله يا مدام ماودك تمشين ؟
وقفت مذعوره وقالت وهي تلبس عبايتها على عجل :اسفه ما سمعتك .
قال و هو يكتف ذراعيه على صدره : اللي ماخذ عقلك ..
طالعته بإستنكار و حاولت ترد ..لكن ذلك التنبيه داخل عقلها حذرها من محاكاه غضبه ..
مشت من جنبه قبل يمسك يدها و يلفها ناحيته .. اطلقت صرخه صغيره تعبر عن ما يحدث لها
قال بغضب : لا تتجاهليني وانا اتكلم معك ..
للحظه لم تدرك ذلك القرب المميت ..ابتلعت غصتها وقالت بصوت تحاول ان يكون مسموعا على الاقل لها هي
: وانت لا تتجاهل اني صرت زوجتك و من حقي عليك انك تحترمني على الاقل ..
ابتسم بسخريه و ماتركها ابد اصابعه التفت حول ذراعها و كأن ذلك قد راق له
وقال :عن اي حقوق تتكلمين عنها ..واللي صار كان فيه احترام لي .
صرخت فيه بألم : ما اسمح لك ابدا ..تتكلم عني بهاالطريقه ..قلت لك من قبل اللي صار كله ..؟؟!!
رجع لها نفس الصرخه لكن تأثيرها اقوى : لا تصرخين في وجهي ..
مره ثانيه علشان ما تشوفي شيء عمرك ماشفتيه...

وترك يدها بعنف ..حتى كادت ان تسقط وتركها لارتجافاتها و اختناق الدموع..
اخذ الشنطه و تقدمها ..و هي مسيره لذلك الارهاق الذي طالها من تلك المناقشه الحاده..
اطرقت راسها خلفه تخفي شهقاتها وخيبه املها التي تتساقط معها على طول الطريق .



********************

صباحها اليوم على غير حاله ..
اظلمت تلك الاجزاء المضيئه ..واصابتها العتمه في جوفها
وادركت ان ذاك الحساب البشري ..اقوى بكثير مما كانت تعتقد
وان مآل الامور..لن تكون في صالحها دائما ..
حاولت تتكلم مع زياد ..لكن صد عنها بكل الطرق .
جلست على الفطور..و طالعت جهه زياد ..اللي كان ياكل بصمت وهدوء مو مثل عادته .
حاولت تتكلم معه ..
ابتسمت وقالت :زياد ..اصب لك شاي ؟
زياد بنظره ..كفيله بأنها تمحي ابتسامتها
قال وهو يوقف :الحمدلله شبعت ..
وقفت وقالت :زياد ..ودي اتكلم معك .
طالع جهه امه ..و تجاهلها :يمه انا يمكن اتأخر ..لا تنتظروني ...و خرج
ام زياد :في امان الله يا يمه..
طالعت زياد وقالت :وشفيه اخوك ..شكله تعبان
جلست ريهام ..وقالت :ماادري عنه..

و غابت في تلك الحاجه الملحه ..ان تنعزل فيها عن العالم و تبكي
بحاجه للبكاء ..لتبدد ضباب اسود اعتلى حياتها ..
و ترتب احتياجاتها ..وفق لها و لغيرها ...


*********************

طال الطريق ..و ان قصر
مابين زفره غضب وشهقات حزن و يأس ..
تنازع تلك الرغبه في الهروب ..مازالت غير مصدقه بأن الماكث قربها قد اصبح زوجها
دخل الفيلا من البوابه الكبيره ..كان في سيارات كثيره ..
ارتبكت ..و نظرتها تمتد الى ما بعد الجدران الصلبه..سيكون ذاك منزلها او بالاحرى سجنها .
وقف السياره ..و تنهد بعمق ..والصمت يطبق عليهما..
قال بصوت عميق :اهلي بيكون كلهم موجودين ..واكيد اهلك ..
لا توضحي لهم اي شيء صاير بيننا ..وبالاخص امي ..
اومأت برأسها ..و فتحت الباب ..سارت بخطى بطيئه خلفه ..تصطدم بصلابته المعهوده ..
و تصنع ابتسامه عروس ..عادت وعبست في وجه افكارها ..و كيف هي تلك الابتسامه ..التي تريد ان تتصنعها
او ليست الابتسامات تنطقها العيون قبل الافواه ..او لا تدركها العيون الاخرى و تصل اليهم صادقه ان وجب ؟؟
ايجب ان اتصنع منذ الان ..ان اتقن لغه الكذب والحرفيه في رسم المشاعر كالالوان في لوحه بيضاء تضيع في مساحتها
ولا تعلم اي لون ستبدل الحال ...

وذاك الجمود بأسره ..يتحرك على وخز المشاعر ..بين انتفاضات رجل لا يريد و بين اخر يرغب ويزعم انه يريد.
طريقه شائك ..وطويل طويل ..مع انثى قلبت حاله .. قد ادرك في ساعه ثورتها في وجهه بأنه اخطىء في حساباته .
انتظر اقترابها منه ..حتى صارت بجانبه ..وفتح الباب ..ليغيب في غمره الافراح و الزغاريد ..
رفعت غطوتها ..و ابتسمت وهي في احضان ام مطلق ..و قد نطقت السعاده في عينيها و عادت فتيه ..
ام مطلق :ألف مبروك يايمه.
ليلى بخجل :الله يبارك فيك يا خاله..
توجهت ام مطلق لولدها الباسم ..مابين دمعه و ضحكه اعتنقت جسده
راقبته وهو ينحني يقبل يديها و يحنو عليها بحنان بالغ طل من عينيه و انصبغت في تصرفاته نحوها
كيف هذا وهي دانه دنيا و جنه اخره ..
ابتسمت ليلى وهي تواجه طابور من المهنين ..
احتضنتها سمر :الف الف مبروك يا ليلى ..
ليلى :الله يبارك فيك ..
سمر بفرحه :والله مو مصدقه انك خلاص صرتي عندنا ..
قرصتها وفاء وهي تبعدها عن طريقها :اقول ابعدي عني ..خليني اسلم على زوجه اخوي ..
الله يبارك لك ياليلى ..الله يسعدك ياعمري ..
ليلى : تسلمين يا وفاء ..يبارك بعمرك يارب ..
اخر المهنين اريام ..بذلك البرود باركت و تراجعت للخلف
ضحكت سمر لتجذب اهتمام لها ..كانت في احضان مطلق ..
سمر :الف الف مبروك يالغالي..
مطلق و هو يحوطها بذراعه :يبارك فيك ..
سمر :والله ياخوي ما بغيت ..صراحه يأسنا منك قلت الرجال كبر وما عاد فيه فايده ..لكن الحمدلله ربي هداك ..
ضربها بخفه وقال :انتي وهاللسان اللي ما بيقصر إلا على يدي ..
ضحكت ام مطلق و عيونها على ليلى وقالت :يالله يايمه ادخلوا ارتاحوا ..وانتي يا ليلى خذي راحتك .خلاص البيت بيتك
ابتسمت ليلى و كل الانظار عليها :تسلمين يا خاله ..
نزلت عبايتها ..و عيون لم ترتد نظراتها لمحجريها ..مطلق و قد اصبحت انفاسه تضيق
قال بصوت متغير عن قبل :انا بروح المجلس ..بسلم على ابو نايف
ام مطلق :مايصير يايمه خليك مع زوجتك ..اشرب شاي على الاقل
تحركت من امامه ..و ظن انها غير مباليه به ..فاحتدت نظراته عليها ..و ساير رغبته في ازعاجها
وقال :خلاص يمه ..اشرب فنجان وبعدها اشوف الرجال .
راقبها ..تتصرف بحرفيه تامه مدعيه السعاده ..
يالله مالقيت غير هذا الاحمر تلبسه حتى الشمس يعكس لونها على الجدران ويذكرني بوجودها ..
جلست ليلى ..بعدما فضي المكان الا منهم ..
دخلت وفاء ومعها بناتها ..اول ما شافوا مطلق ركضوا نحوه ..
ابتسم مطلق فاتح ذراعيه لهن..وقال بصوت محبب :ياهلا والله ..بحبايب قلبي
راقبته ليلى بإبتسامه ..وهو يبوس واحده و يحضن الثانيه ..و يجلس اخرهن على ركبته
وانشغل معهن في احاديثهن التي لا تنقطع ..
تحرك قلبها لتلك المشاعر الناقصه لديها ..رغبه في محاكاتها ولو لحظه
رفع رأسه فجأه ..لتتواصل المشاعر المبهمه ..و ليزيد الظلام عمقا في هذا و في الاخرى مبهمه لا رمز لها..
قالت وفاء مقاطعه التواصل :يالله ياماما ..سلموا على خاله ليلى ..
انقادوا لليلى ..ابتسمت ليلى بحب ..وسلمت عليهم ..
اقتربت ام مطلق و وراها الخدامه ..شايله الصحون ..
ابتسمت ام مطلق بعدها كشرت وهي تقول :ويش هذا ؟عرسان وكل واحد في جهه ..
ابتسمت وفاء و غمزت لاخوها بضحكه :والله كان ودي اقول لهم ..لكن قلت اكيد محرجين منا .
ام مطلق :ويش ذا الكلام ..اقول يمه ليلى قومي اقعدي جنب رجلك ...
ارتبكت ليلى ..والاحمرار اللي سيطر عليها ..ماهو إلا ضياع و توتر
ابتسمت وفاء ..وقالت :لا تحرجينها يمه ..شوفي كيف البنت انقلب وجهها .
اقتربت منها وسحبتها من يدها ..وقالت :قومي ..يايمه ولا تستحين هذا زوجك ..لازم تتعودون على بعض .
ابتسمت مجددا ..و حركت شعرها بتوتر ..تخفي بها رجفه يديها
جلست بهدوء ..تحتضن يديها ..و ذاك بإرتياح يراقبها من اعلى قمته ..
مرت اكثر من دقيقه ..و بعدها وقف وقال :يالله انا استأذن ..بشوف الرجال ..
وفاء :روح ..لكن لا تاخذك القعده و تنسى مرتك ..تراني اعرفكم يا لرجال ...تبدون بالسياسه و تنتهون بالاقتصاد
ضحك مطلق ...و قال :الله يعين ابو نايف عليك ....و مشى و تركهم
دخلت سمر وقالت بعجله :يا لله ياليلى ..قومي اوريك جناحك الملكي .. و ضحكت
وقفت ياليلى وقالت :يالله اسمحي لي ياخاله..
ام مطلق بحب :روحي يمه وخذي راحتك ....
و تحت نظرات ام مطلق ..
مسكت يد سمر بعفويه ..و طلعوا مع بعض ..وسمر ما سكتت ..من الوصف والشرح و التفاصيل الممله
و ليلى تناست ..بقصد ودخلت في اجواء راح تكون فيها دائما .

***************************

تجولت في جناحها..كلمه فاخر قليله فيه ..فاتن و مهيب وساحر
ابتسمت لتلك الكلمات التي انهالت على دماغها ..جزء من منزل فسيح هو لها ..
للمره الرابعه ان لم تكن الخامسه تدخل وتخرج من غرفه النوم ..سحرتها بشلك عجيب
مزيج من اللونين العودي والبيج تتقاسمها مقتنيات الغرفه..والسرير بأعمدته الرخاميه ..
والستائر المخمليه الجذابه ..توسطه كم هائل من المخدات الصغيره ..
خرجت من الغرفه للصاله ..كنب الجلد البيج ..و المزهريه الكبيره السماويه المتوسطه الاثاث
و المطبخ الصغير التحضيري ..غرفه اخرى ..فيها الكنب بلون عنابي ..ونافذه زجاجيه طويله تمتد من اعلى السقف
اقتربت منها ..تطل على الحديقه ..فيها بيت شعر ..ابتسمت لما تذكرت جدها ..يالله قدايش مشتاقه له ولجدتي
تنهدت ومازالت تتابع التجول في مملكتها الصغيره..
الغرفه الوحيده ..مقفله ..غريبه يمكن فاضيه ..تذكرت شيء مهم ..اخرجت جوالها وفتحته ..
انهالت عليه كم هائل من الرسايل ..ومكالمات كثيره..ثلاث من نجمه ..و احده من سعود ، ريهام ،الرقم الغريب
نفس الرقم "فاعله الخير "
فتحتها على عجل ..و جلست على الكنبه المفرده .."ماتوقعتك غبيه لها الدرجه ..على كل حال تحملي اللي بيجيك "
تنهدت بتعب ومسحتها ..همست ..لنفسها والله مالغبيه الا انتي ..مو غبيه الا جبانه
دخلت غرفتها فتحت الدولاب ..كان كل شيء مرتب و جاهز لها ..
جلست على كرسي التسريحه ..وقرت رسايل نجمه..ضحكت واحمر وجهها ..قليله الادب انا اروايها خليني اشوفها
دقت على سعود ..رنه ..الرنه الثانيه رد على طول بصوته المحبوب ..
حست انها بتبكي ..يالله كم اشتاقت لسماع صوته ..وحنت لرؤيه عيونه الناضحه بمشاعر صادقه ..
وكأن ذاك المعني قد شعر بها ..من دون ان تصرح ما نقله له الاثير ..
قال بحب :كيف حالك يالغاليه ؟ صبحيه مباركه على قوله المصريين وضحك ..و ليلى لا رد
تحاول ان تخرج صوتها ..
سألها بخوف :ليلى..حبيبتي فيك شيء ..
ابتسمت وقالت :تسلم لي يا خوي ..انا بخير لا تخاف علي ..لكن والله اشتقت لكم ..
سعود :تشتاق لك العافيه ..بكره بنزورك او بعده
ليلى بحزن :لا ياخوي ..تعالوا اليوم والله مشتاقه لكم حيل ..ومشتاقه لامي كيف حالها
ضحك سعود :ليش علشان مطلق يطردنا من البيت ....لا مايصير انتم باقي عرسان وبعدها بتملون منا
وامي بخير ..حتى هي مشتاقه لك..بخليها تكلمك لما ازورها اليوم ..
حست ان بتبكي على حظها العاثر ..اه يا خوي لو تدري عني ...انا ومطلق في جهه والعرسان في جهه ثانيه
ليلى :اقول وين جدتي ؟والبنات ودي اكلمهم ...
سعود :اصبري شوي ..انا بروح لهم ..مادريت انك غاليه ..ماناموا الليل طوله ..
إلا عاد عمتي فاطمه شكلها اول مره تنام ...و ضحك و ضحكت ليلى معه..
وقفلت الاتصال بعدما كلمت الجميع ..حتى جدها ..اعطوها علقه على الاتصال ..عيب و ما يصير
اصلا لو يدرون عنه انه في المجلس ولا طل في وجهي من يوم جينا ...
حطت يدها على راسها..يارب هونها علي ..والله مو قادره اتحمل ..ليلى كيف ما تتحلمين ؟انتي في بدايه الطريق
من البدايه كان قرارك ..تحملي ؟ انا الغلطانه ..كان لازم اقول لاخوي لجدي..
ضربت راسها براحه يدها و استندت على العمود الرخامي ..
مااقسى ان تعاني وانت في بدايه الطريق..مارا على خزينه الاسلحه تريد ان تذخر نفسك بالصبر و الامل
و بعض من دروع القوه ..وحصانه الامان ..
تدرك هي ان مايقف في وجهها لا يستهان به ..شخص غير متزحزح عن قراره واعتقاداته إلا بأضحيه ..
واظنها سعادتي واستقراري ..
استرخت على السرير و وعيونها على لوحه معلقه..اغمضت عيونها لفتره ..

**************************

فيلا حسان الوافي

على الغدى..جلست رغد و امها مقابل بعض
ابو سلطان..ناظر لجهه كرسي سلطان ..وسأل :وين سلطان ؟
رغد :نايم ..
ابوسلطان :قومي صحيه خليه يتغدى معنا ؟
رغد :قلت له ..يقول ما يبي.
ام سلطان :ماصارت هذي كل وقته نوم في نوم ..هذا الولد ما يحس بالجوع .
ابو سلطان : الله يهديه ان شاء الله .
رغد بحزن :يمه خليه على راحته..
انفعلت ام سلطان :لا ما يصير كلما زعلتم وضاقت فيكم الدنيا ..و تحبسون انفسكم .
ابو سلطان :استهدي بالله ..يا غاليه
ام سلطان : لا إله إلا الله .محمد رسول الله ..لكن والله مايصير
قامت من مكانها وقالت لابوسلطان بما يشبه الامر ..:القرار اتخذته ..من بكره بخطب له بنت اخوي
ريهام ..و خليني اسمعه يقول لا..
رغد :يمـــه
ام سلطان :ولاكلمه يارغد ..لا تساعدينه على حالته اللي هو فيها ..ما بعطيه فرصه يفكر فيها حتى ..
انا قررت و خلصت..
ومشت وتركتهم لحيرتهم ..

لن تلام ..صحيح ..أم ممكن ان توصف بأنانيه ورغبه في نزع حريه الرأي الاختيارو الديمقراطيه البحته ..
لن تطالب سوى راحه بال ..وحياه مستقره وهانئه ليست لها ..بل لفلذه كبدها ..التي لن تشح بها ...
قرار اتخذته على مضض ..مدركه لصعوبته ..وتريده من اجل ان ترى السعاده على وجهها مجددا..

*********************

دخل جناحه ..تأمله بعين ناقده..كل قرارته كانت سريعه ..واتخذها في سباق مع الزمن
و بالاصح سباق مع نفسه .
جلس على الاريكه بتهالك ..جسمه مهدود ..لو كان في شغله ماتعب هالتعب كله ...
ابتسم لتعليقات ناصر ..واللي طبعا ماسلم منها ..في داخلها حرص و نصائح مبطنه ..
شد على جبينه ..و تذكرها فجأه ..اصلا كيف نساها ..هي مختبأه في زاويه من دماغه
قام وفتح باب غرفه النوم ..كانت نايمه على ذراعها و حاضنه نفسها بطريقه غريبه ..
اقترب اكثر ..وقف و تأملها للحظه ..
لا يعلم اي نزاع ذاك بداخله ...يجاري لحظه مابين الهدوء والعاصفه ..
تنفس بعمق ..و مسك شماغه و اتكى على العمود ..وراقبها بصمت ..
راقب كل شيء صغيره و كبيره فيها ...حتى انفاسها المنتظمه ..
اشتدت قبضته ..و اختلجت انفاسه لهيب ..اشاركه احدا ما النظر إليه ..
هل تأمل فيها ولو للمحه فقط...
رمى بشماغه ..بطرفها و دخل الحمام ..
و انغمس في ذاك الهذيان ..
يشد من ازر نفسه للمواصله ..ليقطع اشواطا اضافيه
هو رجل ..كجبل لا تهزه العواصف ..تهدر فقط في مغاراته و تهدد بانهيارات صخريه
لكنه يبقى مثل ماهو..شامخ
و هو كذلك ...
اتعلمون ماذا قالوا عن الجنون ...ملاذ اصحاب العقول الراجحه ..!!


مطلق و ليلى ستبقى قصتهما معلقه ..ولا نعلم مالجديد الذي سيغير الموجه القادمه ؟
ريهام ...على اعتاب حياتك ماسيغيرها لاحقا ؟ فاستعدي
سلطان ..علامه استفهام ..وهل ذاك القرار سيغير حياته ؟

**********************

همس الحرف 05-Dec-2018 05:11 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت التاسع عشر :

في لا شيء تمر الاوقات سريعا ...والفراغ الممتلىء بالهراء يمشي الهوينا ..
يومها الثالث مر كمرور الكرام ..منذ ذلك اليوم وهو يتحاشاها وهي كذالك ..
المزيد من الاصطدامات تجلب التعاسه للطرفين ..مالجدوى ؟
صباحها اليوم باكر ..كعادتها لن تنسجم في ذاك الوضع الممل الذي خمنته في هذا المنزل .
عندها فضول في كل شيء ..التعرف على البيت بصفه عامه..عادات ساكنيه هذا وذاك و من هذا القبيل ؟
لبست فستان ازرق ..لاول مره حدوده تصل لمنتصف الساق ..اقتربت من المرايه وابتسمت
تذكرت نصايح نجمه لها ..ياحبي لك يانجمه ..والله مشتاقه لك
وقفت شوي عن اللي تسويه ورجعت تكمل..لمسات خفيفه..كلوس زهري و مجرد كحل ..بشرتها البيضاء الصافيه
ليست بحاجه لاي زياده ..مااجمل البساطه ..
رفعت شعرها بحيث تلف بعضه و تتناثر بقاياه على ظهرها ..و فرقت غرتها لنصفين ..ابتسمت لنفسها ..و رجعت تنهدت
وعيونها تحاكي فكره "حاولي مجددا ..لاتنطلي خدعتك علي ..اترسمين السعاده بقلم فارغ..هراء "
خرجت من غرفه النوم ..وطلت في الغرفه الثانيه بهدوء ..لقد اتخذ منها غرفه خاصه له ..
وقفت لحظه تفكر ..ليش تحس بأنها فارغه وان وجودها عبث لاطائل منه ..
خرجت بسرعه تهرب من افكارها ..البيت هادئ جدا ..الفرق واضح بين القريه وبين هنا ..
في هالوقت ريحه القهوه و خبز الذره يعبق في الاجواء..دخلت المطبخ ..ابتسمت للخادمه التي ابدت استغرابها
ليلى :صباح الخير..وين خالتي ؟
الخادمه : صباح الخير مدام ..ماما في يجلس برى ..في بيت الشعر
هزت راسها بإبتسامه ..و جات تخرج لكنها رجعت تسأل بود :انتي ايش اسمك ؟
ابتسمت لها تلك ببشاشه وقالت :خديجه ..
ليلى :عاشت الاسامي ياخديجه..وخرجت ..من الباب الخلفي ..كانت الحديقه غايه في الجمال
صعبه احد يزرع في الاجواء الحاره ..لكن بعض النباتات يناسبها الحر..كانت تمشي بمهل تتعرف على كل زاويه
ابتسمت لمن شافتها قاعده لحالها ..والله شكلها يحزن يا قلبي عليها ..ياناس امي تقعد مثلها ؟
وين البنات ؟ فرصه تضيع عليهم كل دقيقه يقضوها مع امهم ..بيندمون عليهم اكيد
اي احساس ذاك جعل قلبي يبكي قبل عيناي ..
انطوائيه عشوائيه لمن هم سر الحياة ..
لم الجحود ..هي لم تفعل ذلك في صغرهم..
دقائق تنسل هازئه من سخريتهم و عدم مبالاتهم ...
اقتربت منها و نزلت حذائها على طرف السجاد و هي تقابل ابتسامتها الكبيره ..
ليلى :صبحك الله بالخير يالغاليه .
ام مطلق بحب :صبحك الله بالنور والسرور..
دنت منها و طبعت قبله احترام على راسها وجلست جنبها ..
ام مطلق :وشفيك يابنتي ..صاحيه بدري ؟
ليلى بتلك الابتسامه الودوده:لا والله متأخره ..انا عاده من بعد الصلاه اقوم ..اصلي واجهز الفطور لاجدادي .
ام مطلق :ايه هذي حياه القريه ..ماكان فيه احسن منها ..لكن ويش تقولين اليوم تغيرت الدنيا ..
ليلى :افطرت ياخاله و الا اجهز لك الفطور..
مسكت يدها وقالت :ماعليه يابنتي توني افطرت ..وانتي عروس مايصير تسوين شيء .
عدلت جلستها وقالت :خليني اتعود ..من اليوم ورايح بصحى معك ..
ابتسمت ام مطلق وهي تمسح على شعر ليلى :بارك الله فيك يابنتي ..مابي اتعبك معي .
ليلى :تعبك راحه ..
وابتسمت بحب وقتها واسرت لقلبها بحب تحمله الاطيار لقلب تلك البعيده عنها
عبقه بعبير ورد وريحان و قطيفات كادي ..إليها .
..ماهي إلا لحظات و اهتز عرش قلبها ..بقدوم ذاك الذي رسمت مسامعها خطا واضحا لوقع خطواته الواثقه
اقتربت من مقعد ام مطلق ..و ترقبت بخجل ..طالعت فستانها و غمضت عيونها وفي داخلها نقم على افكار نجمه
دخل مطلق وعيناه قد ضاقت لتلك الحوريه الزرقاء ..تنفس بهدوء مدعي البرود وسلم ..
صوته الرخيم ..جعلها ترتعش ..ردت السلام و اكتفت بالتحديق في رسم السجاد..لم يكتفي بل جلس بجانبها
ام مطلق :صباحك خير وسرور انت ومرتك ..ماشاء الله عليكم صاحيين بدري .
ارتاح في جلسته ..و عيناه تبتعد عنها مجبره ..قال :صباح النور يالغاليه..كيف اصبحت اليوم ؟
حطت يدها على صدرها واليد الثانيه على ذراع ليلى :اليوم صباحي زين ..والله ما اكتملت فرحتي إلا بشوفتكم ..
ابتسم مطلق وامتدت يده لليلى ..واحتضن يدها البارده ..
وقال بنظره جمعت بين امه و مرت بسرعه على وجه تلك المذعوره
:يعطيك طوله العمر ..ويمدك بالصحه والعافيه ..
ام مطلق :اقول لخديجه تنزل لكم الفطور..
كانت تحاول ان تكون طبيعيه امام ناظري تلك المنتقده بحرص و ذلك المزيف بقناع السعاده و هي على شفير الانهيار
دغدغه مشاعر وانهزاميه جرأه في مثل هذه الامور ..
احتضن يدها المجمده بين دف ء يديه دون عناء استكانت هادئه ..
لا يعلم هو ايضا لما تذكر اول لقاء جمع بينهما وهو يسترق النظرات نحوها..يترصد كل حركه منها مثل قبل واكثر
انفاسها المتلاحقه ..و ارتعاش اصابعها ..و صدرها الذي يعمل كمضخه ..
وتلك الموجات الخجله التي تعلو حتى اذنيها ..ابتسم في داخله لما يحدث لها ..هوايه و فن راقي في التعذيب .

لعقت شفاتها لتهرب مما هي فيه ..وانسلت يدها بين يديه بسهوله وقالت وهي توقف بسرعه :
انا ياخاله اللي بجيب الفطور..ومشت بسرعه قبل تسمع ردها ..
راقبها ..بصمت ..افكاره تبحث عن ثغره لتفك العقد التي اجتمعت في داخل عقله ..ولعله يجد حلا ..بل وصل
حد السلوى ان يرتاح من هم جثم بكل ثقله على صدره .
كانت تسرع في خطواتها ..كالمذعوره شعرها تتمايل خصلاته السوداء على ظهرها ..و فستانها المفصل بعنايه على
ثنايا جسدها ..يرفرف بفعل الهواء ..
قالت الام بذكاء :يقولون اذا اعجبك شيء ..قول ماشاء الله تبارك الله .
ضحك مطلق بصوت عالي ..و هو يميل على والدته ويقبل يديها ..
يخفي ما برق في الاعين و سر الى النفس و لا علم لاحد به سواه .

*************************

نزل الدرج ..بعدما اعتصم حجرته لايام ..ظن ان فيها الحل..
ولكن هيهات في كل زاويه ..يلقى شبح او ذكرى ترجعه لنقطه البدايه ..
ابتسم وهو يشوف امه وابوه ..ماعدا رغد
اقترب على راس الطاوله وقال :صباح الخير والرضا ..شو شايف عصافير الحب لحالهم
ضحك ابوه وقال :صباح النور...
امه طالعته ولكن ماردت عليه ..
غمز لابوه و طالع امه ..فأكتفى ابوه بأنه رفع حواجبه وابتسم
اقترب من امه و قبل راسها وقال :وشفيها ست الحبايب ..زعلانه ؟
ام سلطان :ابعد عني ياولد ..لاتكلمني
سلطان :افاااا يالغاليه ..واهون عليك ؟
ام سلطان بزعل :مثل ماهنت عليك ..تهون علي يا ولد بطني
دفعته للخلف و لحقها :يمه لا تزعلين مني ..لكن والله ماكنت رايق لاحد
ابتسمت بغضب وقالت :حتى انت لا تزعل مني ..
ضحك سلطان وحضنها :يمه ..الله يخليك ..ماني طالع من البيت حتى ترضين عني .
ام سلطان:ارضى عنك ..
ضحك سلطان وقبل جبينها :فديتك يالغاليه ..
:لكن بشرط
سلطان بإبتسامه:اشرطي اللي تبينه ..انا من عندي اغلى منك .
قالت بحزم :شرطي انك تتزوج بنت خالك ريهام .

زادت الابتسامه وكأنه سمع نكته ..و نقل بصره بين امه وابوه ..
الوجوه جاده ..نطقها اللسان و صدقتها الاعين ..يريد ان يصنع هوابتسامه بالاجبار
و يسمع اصداء ضحكه من دعابه ..لاحقا وبينه وبين نفسه سيقول انها سخيفه ..ولكنه سيضحك .
لكن الملامح التي امامه لا تخفى عليه..جديه رجل و عزم امراءه هي امه نذرت هذا بذاك ..وهو مابين تلاطم
الافكار ..ان يرمي بكل هذا عرض الحائط ويمضي ..ام يقف بصرامه ويقضي امره وينتهي .
ام يهز الرأس فلاشيء لديه يخسره .

**************************

كل حركه محسوبه ..راقبت كل شيء بإتقان و اهتمام ..
خرجت بسرعه ..و هي شايله الصينيه ..كان ماخذ مكانها و يتكلم مع امه
جلست و مدت له كوب الشاي ..اخذ منها بدون مايطالعها
ام مطلق :اسمعي يا ليلى ..قلت لمطلق تسافروا في ديره من هالديار تتونسوا فيها .
رفعت ليلى نظرها له ..لكن كان شارد وكأنه ماعليه ..
قالت :اللي يشوفه مطلق ياخاله ..
ابتسم مطلق وقطع صمته وقال :انا اقول مالها داعي ..نروح للمزرعه كم يوم
طالع ليلى وكمل :انا عندي مشاغل و مااقدر اترك اهلي ..
رساله مبطنه ان افهميها ..
كانت نظراته كلها تحدي ..في باطنها يأس تعلم ان كل الطرق مسدوده معه ..
يحاول ان يدثرها بالخيبات ..بغيه رجل ان يطمس كيان امرأه ..
فتحت يدها تنفث صبرا..تراقب تلك النقوش التي صنعتها يد حرفيه بحناء فاخر ..
و ترك هو كل شيء و حدق فيها ..
قامت ام مطلق بحجه انها بترتاح ..الصمت بينهم قاتل ..و الحذر يعتلي كل من القلبين
مالها داعي تقعد جالسه ..جات بتقوم مسك يدها بسرعه وجلسها بالغصب وعيونه
مازالت في شرودها التام ..
قالت برجاء: ارجوك اترك يدي ...طالعت حولها خايفه يشوف احد التنافر اللي بينهم .
رد عليها بهدوء متسفز :واذا ماتركتها ؟شو بتسوين يعني ؟...و طالعها مباشره
ركزت نظرها فيه ..اطالت التفكير في الاجابه..لم تلقى وقت لذلك ؟ وكأنها لاول مره تراه
تلك الحده التي تمركزت داخل حجريه الاسودين ..
صحيح لم يكن يرتدي شماغ..شعره بخصل طويله بعض الشيء
تتطاير بخفه ..و ملامح وجهه قاسيه ..لا تستغرب ذلك فأقواله تثبتها دائما افعاله ..
لكنه وسيم مثلما يقال ..او مزيون مثلما تقول نجمه ..
احتار في نظراتها ..غير طبيعيه ..
وهي التي تغض الطرف ويشتعل وجهها خجلا عند كل لمحه .
حرك اصبعه على راحه يدها ..فخرجت من صمتها وقالت :مطلق ...خليني اروح .
ابتسم لنطقها اسمه و قال :بخليك تروحين ..؟ تأملها لبعض الوقت و تركها وعيونه تراقب بعثره هواء بورقه تتراقص
على ارض جافه ..كمل :تبدعين في دور الزوجه ؟ ماادري اهني نفسي او اهنيك ؟

تحاول جزافا معه ..مازالت تلك القسوه تحفر داخل قلبه و لا تبالي بها
الى متى ؟لم يمضي لها لذاك الوقت في النعيم المرغدا كما يزعمون
بل في جويفاء الشوك ترتجي الحياة ..
لن تبقى مكتوفه الايدي بعد الان..
فإذا كانت ستخسر فالتخسر بكرامه
سحبت يدها بعنف وقالت بصوت مهزوز :انا صادقه مع نفسي ومع الاخرين ..واذا كان هذا اعتقادك فيني
فهذي مشكلتك .
وقفت و وقف معها وقال بثقه بعد نفاذ صبر ..
وهو يقترب منها :طيب قولي لي ولد خالك يومها ويش كان يسوي في بيتكم ؟

سؤال ..طرق في دماغه كالمطرقه في محكمه حاسمه الحكم ..
لابد ان يقضيه ..
منذ ذلك اليوم وهو يرتجي التأجيل ..
لكن الان ..قد اصبح كل شيء في متناول يده وافكاره

سيدع كل شيء في مكانه ولن ينبش الماضي ..اهذا ما جال في خاطره ولم يسمع كلام عقله لاول مره
لما يشرك ذاك بذكراه بينهم ..لم يجدد عهده في حياتها ..

طالعته بجديه بتتأكد من سؤاله من قوه نظراته ..
حجر في بركه راكده ..خاض في اللا معقول
ترك صداه في عينيها ..ذلك العمق اصبح كالمحيط
ضائعه فيه ..
ما الفائده من المعرفه ..
فسبب يتبعه سبب ..و البقيه متواصله
لن اسردها عليك توالياً
دعنا نمضي لما نحن فيه
ولا تعيدنا الى بدايه الطريق..
فسيكلفنا العوده للبدايه ..مشاق و مهالك ..
لا يحق لك ان تطأ قدميك في محظوراتي ..
فهذا شيئا من الصعب علي قوله لك ..
ليس ما يجعل الانثى في عين الرجل بلهاء ..في نظرك انت وامثالك
لن يقدر ما يحدث في قلب حواء من مشاعر
فأمثاله لا يغوصون إلا في عالم العمل ..
عالم يركنون فيه العاطفه ..و لا يلجأون لها.
و لا يقدرون تلك الاحاسيس الوجلة التي تنبض بها قلوب العاشقين ..
لست عاشقه اثملها الحب و جنون المحبين ..
لكني اشعر و اتوجس رغبه في معرفه تلك الوجلات الثقالى بالمشاعر الدافئه
ارخت نظرها ومااعطته اي اجابه ...
شد قبضه يده وقال :ما يهمني اعرف ...
و صارع تلك الرغبه في هزها بعنف ليعرف السبب الخفي ..
قاوم تلك الهاله الحزينه التي احاطتها ..وكأنه اصاب يده في موقع جرحها
جرحت كبرياءه ولن يعترف ابدا ..
سيدع كل شيء في مكانه ولن يكون من الماضي ..
سوف يصنع الحاضر هو وارادته الحرة ..
طالعته و نقائض جميع الرجال ..تتجمع في رجل واحد ..
ادهشها تلك القوه النافذه المطله من عينيه ..و خافت منها حقيقه
قالت لتطفأ نيران قد اشتعلت بينهما :لو ما يهمك ما سألتني ...و وجهت له نظره رجاء بأن ينهي عذابها .
كلمات ..اعتقدت بها انها اطفأت بها اللهيب المشتعل
لكنها كانت مخطأه..فهي كمن تصب الزيت على النار..زادته اشتعالا .
وقف وقال بصوته العميق الواثق ..: ما في احد يهمني لشخصه ..لكني ما احب اكون مخدوع .
ليلى بذهول ..و تجمد غريب سيطر على انفعالاتها ..
يريد ان يكون دائما منتصرا و لو على حساب تعاسه الاخرين ..فلا يهم

انا الهم و الاهات و تمثال الاحزان ,,, و انت الرفيق الي ما تهمه احزاني

*********************

سلك شائك في الطريق ..اما الاستداره او القفز او لا اعلم ..
سؤال خطير كصاحبه ..يرمي قنبلته لتنتثر الاشلاء من حوله
مخلفه الدمار لا غيره ..
زوج على الورق ..مهلك لكل ذره عقلانيه
لاتهمه الحقائق ..لن اعترف بك سوى برجل غريب
دخل حياتي و غير مجرياتها ..وجلب لي التعاسه لا غير .
مازالت عينيها هي تبحث عن مكان ..لتركز فقط و لتستقر على فكره واحده .
وهو يعتقد نفسه احمق ..لطرحه مثل هذا السؤال ..لما يريدها ان تظنه شيئا مهما لكونه في واقعه مهماً
شخصيه فريده ..ليس اكثر من رجل عادي ....
كلماته نطقها بصوت هادئ يخفي غضبه خلفه و هو يعتبر نفسه ليس اكثر من زوج مخدوع .
شهقت كأنها لاول مره تسمعه كلامه غايه في السخف ..ليست غريبه عليه ..امتلأت عينيها بدموع خذلان و تركته
مشت كم خطوه و بعدها رجعت له لن ترضخ له ..وقالت بألم :انا قلت لك خليني اروح ..مادام ماانت واثق فيني
خليني اروح يازوجي المخدوع .
وتركته لتزيد ناره حطب من شجره غضى لا تهدأ اشتعالها و قد توقد فيها لهيب صاري يحرق كل شيء
امامه ..شد على اسنانه ..ويكاد يحطمها ..
هذا مايستحقه ..لن يبقى طويلا
لحقها بسرعه ..طعنته في غفله من امره
قالت اتركها ..حمقاء ..لا تعلم اني لو اقاتل من اجل لاشيء فهي من ستكون لي ..
قبل ان توصد بابها ..فتحه بدفعه واحده
وقفت في منتصف الغرفه وعينيها تراقب ذاك الغضب في عينيه ..كم تخافه ؟ وكم تكرهه هذه اللحظه ؟
عروقه انتفخت بدماء ساخنه ..يغذيها قلب نابض يضخ بشراهه مفرطه ..
في كل كلمه قالتها انذار له ولرجولته..
اقترب منها و كل خطوه يخطوها للامام تبتعد بها هي الى الخلف ..
قال بغضب :عيدي كلامك ..اخليك تروحين ..لو بترك بسهوله ماكنت تزوجتك ..
اخر المطاف جدار ودت لو تخترقه تلك اللحظه ..
و تفر هاربه ليس منه وحسب بل من ذاك البؤس الذي ركن في زواياها و طاب له المقام ..

صرخ بقوه كادت ان تخرق مسامعها و م***ا من ذراعيها وهزها بعنف :اذا كان عندك نوايا ثانيه قوليها لي ؟
غمضت عيونها بحزن ..و للحظه شعرت بحاجه عظيمه لوالديها ..حاجه ملحه ان تتبع اي احد منهم
اما غربه دنيا او مصير اخره ..
انسلت دموع تخون قدرتها على المواصله ..و خاضت كل مكنوناتها ببعثره همجيه لا معنى لها .
قالت بصوت اشبه بهمس :تعبت يا مطلق ..ماعندي طاقه اتحمل اكثر.
ورفعت راسها له ...تسجدي ان يعطف لحالها ..
رقرقه على سطح النقاء..مفردات تعني الكثير ..
فسبحان الله الذي خلق السموات في سته ايام ..
جعل قدرته في اغماض غضبه بنفحه هواء ..بثها الله في قلبه و رحم بها مستضعفه خانتها القوى .
ارتخت عضلاته ..و هدأت ثوران اعصابه ..لا يعلم لماذا ؟
هي اقرب إليه من انفاسه كيف هذا و هو يبادلها انفاسها ..
قريبه لدرجه يشعر بأن نعومه جسدها احالته الى حرير
توقفت بينه و بين رغبه جامحه في ان يجرب كيف هي الانثى في احضانه ..
تمرد رجل اطل من داخله لايهوى ان يكون ساذجا ..
سيره كبرياء لن يخضع لها ..
تركها بسرعه ..اخذ شماغه و جواله و خرج بسرعه .
ذاك العصي ..خانته قواه على اعتابها ..بدمعه و همسه شعر بها ..
لم يكن ذلك الرجل الذي يسطو على ضعف انثى ..
وليس من يهوون ان يرسمون طريقهم على اعتاب امراءه ضعيفه
هو رجل ..يشاركه رجال يعشقون في الانثى كل شيء ..وهو لا يعلم على اي منهم سيكون ..



*************************

تنفس بهدوء وعمق وهو يجلس على كرسيه ..
لا بد ان يهدأ ..و يعرف ما هوالقادم

دخل طلال بإبتسامه وقال :تحتاج شيء استاذ ؟
مطلق بهدوء :مثل العاده ..
وقبل يخرج ..سأل : في احد سأل عني ؟
طلال :طبعا ..لكن اعطيتهم مواعيد مؤجله ..بحكم انك عريس .
ابتسم مطلق و عنده رغبه يطبق الخناق على طلال ..الذي منعه من متعه الانغماس في العمل
سأل من جديد بإبتسامه : كيف الاهل يا طلال ؟
ابتسم طلال بإمتنان :الحمد لله بخير ..
هز رأسه و عيونه تطالع نافذته الكبيره : اوكي يا طلال ..تقدر تروح .
قام ووقف يتأمل الخارج ويديه خلف ظهره ..
سمع صوت الباب قال بتفكير :شكرا يا طلال حط القهوه على المكتب .
بصوت محبب إليه :صراحه ماصدقت انك موجود ..لدرجه اني كلمت طلال وحلفته ..
استدار نصف استداره وابتسم : كيف حالك ياناصر ؟
صافحه بقوه ..وناصر مبهور من صاحبه
ناصر مابين الغضب والهدوء :اعطني سبب واحد لتواجدك في الشركه
رجع يتأمل وقال :اول سبب انها شركتي ...طالع ناصر بإبتسامه وكمل :اظنه سبب يكفي .
وقف جنبه و تلامست الاكتاف مع الفرق الواضح قال : كيف الزواج ؟
مطلق لا رد وكأنه يبحث عن اجابه عميقه ليرد بها لكن ..لاشيء
هز ناصر رأسه وكأنه فهم الاجابه .
التفت لصاحبه وسأله :لا يكون تاخذ و تعطي مع نفسك في موضوع مفروغ منه ..
مطلق بهدوء : ماادري .. ووصل الجواب نموذجيا صرفا ً
ناصر :كيف ماتدري ..مطلق انت فاهم ..فهمني ..انا الي طبيب نفسي عجزت افهم عقلك البشري هذا من ايش متكون؟
اكتفى مطلق بالابتسامه وكمل ناصر بعصبيه : تعرف ودي اضربك ضرب اطلع فيه حرتي وحره ليلى ..
بمجرد نطق اسمها ...اشتعلت عينيه ..في وجه صاحبه
حظر و ممنوع الاقتراب ..ليس لأي احد ان ينطق اسمها ..بسهوله
قال بصوت حذر و طالع ناحيه الباب :لا تنطق اسمها ..يكفي تقول زوجتك
وقف ناصر قباله مع ابتسامه استفزازيه وقال : واذا نطقتها بتضربني ..مثل ماضربت ولد خالتها
احتدت نظراته ..و انعقدت حواجبه بما يشبه قوسين ..يخرج نفسا طويلا في ماراثون مع نفسه
كمل ناصر لما شعر بموقع الاصابه : يعني بتقول اكيد اني اعرفها ..و شفتها و من هذا القبيل ..مو بعيده لو شفتني خارج من
مجلسك و هي دخلت بعدي..بتقول ...اطلق شهقه صغيره لكماله الدور و حط يده على فمه .
ابتسم وسأل بذكاء :بتقول عني ايه يا مطلق ؟
خرج مطلق من صمته وقال محاول ان مايكون غاضب :انا ما اتصلت فيك ..علشان جلسه معالجه ..
ضحك ناصر وقال :طيب ..ليش اتصلت فيني ؟ ايه صح ..كمل جملته وهو متوجه للباب ..:علشان تعزمني على العشاء
ابشر طالع عمرك ..انا عندك من بعد الصلاه..
مطلق :مصدق نفسك انت ووجهك ..اقول لا اشوفك
فتح الباب وقال :مالك دخل ..انا جاي عند امي ...ايه صح بقولك شيء احتمى بالباب وقال بإبتسامه : ارسل تمنياتي
لاختي ليلى بزواج سعيد ..و هادئ وعقلاني ..رغم اني اشك فيك صراحه ..
ماكمل كلامه إلا بالباب يتقفل بسرعه وضحكه ناصر المسموعه ..في الخارج .
و مطلق ..مابين ابتسامه و تكشيره ..
ما صلب في ذاكرته ..لن ينساه
و قولها بأن يتركها لتذهب..مستحيل بل من سابع المستحيلات لديه
لايهم ..اتعيش سعيده ام لا ..فهي تحت كنفي ..
مال على مكتبه ومسك قلمه ..ما بالك يامطلق ؟
اي رياح تعصف بك و لا تعلم اين تروح غدا ؟
لم تكن بتلك القسوه من قبل ..وعليها بالذات اصبح كل شيء ممكنا ..
تعاند رغباتك و تضيع في غمره افكارك ..التي اصبحت تضج في عقلك ..
لست انت من كنت ؟ ولست انت من ستكون الان ؟
فتح يده و تلمسها بالاخرى ..و يطمس مشاعر بتجاهله المعتاد
تنهد بتعب من كثره التفكير ..
اخرجته رنه رساله قادمه فتحها و زاد تعبه ..إلى متى ؟؟؟
اشتدت قبضه يده على جواله ..حمقاء تظن الدنيا قصه قبل النوم ..
ارسل رساله بسرعه وبعدها رمى الجوال على سطح مكتبه ..و هو يفكر .

*************************

دخل سلطان حجرته بعد يوم عمل شاق باالنسبه ..يحاول فيه ان ينسى هذه و يتناسى تلك ..
رمى شماغه على سريره و لحقه بجسده المنهك .
دخلت رغد بإبتسامه ووقالت :السلام عليكم ..
ابتسم سلطان و هو يعدل جلسته ..حس بـتأنيب الضمير لانه اهمل اخته الوحيده لكن ما كان شيء بإرادته
سلطان :وعليكم السلام ..اهلين رغوده
ربت على المكان جنبه ..جلست وقالت :هلا فيك يا ابو السلاطين ..اخبارك ؟
سلطان :تمام ..انتي كيفك ؟ ترى الاجازه قربت تنتهي ..يعني شهر بالكثير و باي باي نوم
تأففت وردت عليه :يا شينك ..يا خوي اذا سويت فيها مجتهد
ضحك سلطان من قلبه وقال :شفتي كيف النذاله عاد
ابتسمت رغد وهي تطالعه ..
رد لها الابتسامه وقال بإستغراب :فيه نكته في وجهي ..علشان تبتسمين ؟
رغد :لا ..لكن حسيت اني اشتقت لك كثير
احتضنها بحنان اخوي ..
و مسح شعرها وقال :اعرف والله اني مقصر معكم ..اعذروني
رغد : الله يخليك ياخوي ..كل اللي نبيه هو سعادتك
طالعها سلطان ..:السعاده ..صعبه يا رغد ..قولي رضا وراحه بال
رغد : حتى هذي فيها سعاده ..ممكن ما تحصل على كل شيء تتمناه ..لكن في رضا لما تحصل على شيء بسيط
حرك شعره ..وقال :الحمد لله على كل حال ..
ترددت رغد في سؤالها و لاحظ عليها ..
ابتسم وكأنه فهم عليها وقال :امي قالت لك عن قرارها ..
هزت رأسها بإيجاب واكتفت بالصمت ..
كمل : احس اني عند مفترق طرق ..اما هذا او ذاك ..لكن رضا امي مافيه مساومه
ابتسمت رغد وقالت بحماسه :والله ريهام مافي مثلها ...
سلطان : انا ماقلت ان فيها شيء ..لكن ..>>اشار لقلبه واتبع ..:لكن هذا اللي فيه كل شيء
رغد بصمت و عينيه تنطق اكثر مما يبوح به ..
ظل لحظه ساكت وبعدها وقف عند نافذه غرفته و عقد ذراعيه على صدره و زفر بتعب طويـــــــل
وقفت جنبه وقالت :لازم تنسى يا سلطان ..الحياة تستمر ..اعطي نفسك فرصه ياسلطان علشان تنسى ..
وانا اقولك من هالوقت ..ريهام تناسبك ..
ابتسمت وكملت :اصلا احسها بعض الاحيان تميل لك ..
ضحك سلطان بصوت عالي وقال : ياحبكم يالبنات للتأليف والمبالغه ..
حمر وجهها و قالت :يا سلام ..يعني انا كذابه
سلطان :حاشاك يابنت حسان من الكذب ..لكن من عندك البهارات .
رغد : سلطان ..اتكلم معك بجديه
سلطان :خلاص ..انا قلت لامي تعطيني فرصه افكر ..لما ارسي على بر اجي عندك واقولك عن قراري
رغد :ياحبيبي ..الله يسعدك دنيا واخره..لكن ارجع واقولك ريهام مافي مثلها ابدا ..
م***ا سلطان و سحبها ناحيه الباب وقال :طيري ياماما ..يكفيني وحده .
ضحكت رغد وقالت : مقبوله يا سلطان ..اشوفك بعدين ..
قفلت الباب وراها ..وسلطان زفر كم هائل من الطاقه حسها تخنقه
ادعاء شيء و اخفاء شيء ..انجاز هائل ..
ضاقت عليه تلك الجدران التي تخفي كم لا يطاق من مشاعره الهالكه ..
مسك جواله ..ودق على زياد ..وخرج بسرعه قبل يختنق بهمومه ..


***************************

مرت السويعات تواليا ..و الوعي اصبح منسيا ..مازالت وحيده
ذاك خرج غير عابئا بها..فليذهب ..اشعر اني لا اطيق تواجده
جمع كل ما اريده او لااريده في نفسي..
اريد الهروب منه ؟ جمع مابين القوه والضعف في حياتي
جعل مني حواء متقلبه ..
تلمست اثار لمساته على ذراعه ..و انتفضت
حتى لمجرد الذكرى .. فصورته المرعبه حاضره ..
تنهدت بضجر ..اتصلت على اخوها حاولت بكل الطرق انها تكون طبيعيه
وعدها انه بيزورها الليله ..فرحت او صنعت فرحه في غمره السكون الذي تسكنه
فتحت باب حجرته ..و اتكأت على الباب تراقب بعثر الكنبه و الاوراق من حولها ..
رتبت الاوراق و طوت اللحاف ..و وقفت قدام النافذه الكبيره ..ترسم دوائر بسبابتها
هي مثلها تدور حول نفسها ..
اتصلت على نجمه لكن ماردت ..
لمن تشكي ضعفها ؟ وهوان امرها ؟هو لا غيره ولا احد سواه
الله جل في علاه..رفعت بصرها وقالت بهمس صادق :يارب ياكريم هونها علي ..
دخلت الحمام توضت وغيرت ملابسها و صلت بخشوع ..
مجرد انتهائها طالعت ساعه الحائط ..خرج من ثلاث ساعات و بعده ماجاء
لماذا تلك الوجلات الخفاف ؟ بطرقاتها المزعجه تشعرك بأن عليك ان تنبتهي لوجوده
اهو حصار يفرضه هو ..بدون وعي منك تحرصين على الانتباه لتواجده ..دوما .
طرقات على باب جناحها..فتحت الباب ..وابتسمت
خديجه :مدام ..ماما كبير يبغى انتي ..
ليلى :طيب ..انا رايحه لها ...وقبل تروح سألتها:خديجه ..البنات صحيوا ؟
خديجه :لا مدام ..مافي يصحى هالوقت ..
ليلى :شكرا خديجه ..تقدري تروحي.
اعوذ بالله كل هذا نوم ..لا صلاه ولاهم يحزنون ..
قفلت الباب و مشت ناحيه غرفه ام مطلق ..
طرقت الباب وطلت براسها بإبتسامتها المعهوده ..: السلام عليكم
ام مطلق على سجاده الصلاه :وعليكم السلام ..هلايمه اقبلي عندي .
اقتربت ليلى وجلست جنبها :تقبل الله
ام مطلق : منا و منكم صالح الاعمال ان شاء الله ...سكتت و قالت بإستنكار :خديجه تقول ان مطلق خرج .
بلعت غصتها و قالت بإبتسامه :ايه هو قال لي ..بيشوف له كم شغله وجاي ان شاء الله .
ام مطلق بزعل :هالولد متى يريح قلبي ..؟ ما يقدر يصبر عن الشركه..
ليلى :ماصار الا الخير ياخاله ..انا ما زعلت ..اكيد شيء ضروري
ام مطلق :الله يكملك بعقلك يابنتي ..ويهنيك ان شاء الله .

دنت ليلى من يدها وقبلتها بحب كبير و كأنها تقبل يد تلك الغائبه ..لعل ما تخفيه في صدرها من حب لها
ضاق ذرعا بإلاحتباس ..فأطلقت حبها لتلك الماثله امامها ..
ابتسمت ام مطلق و مسحت على شعرها ..
انفتح الباب بدون مقدمات ..واطل بوجهه ..اقترب منهم بطيف ابتسامه ..بعدما رأى احتضانهما لبعض
قال :السلام عليكم ورحمه الله
ردت ام مطلق السلام بينما اكتفت تلك بتحريك شفتيها ..
جلس على طرف السرير وقال :لا يكون قطعت حديث خاص بينكم ؟
ام مطلق بنظره لليلى اللي ما قدرت ترفع راسها وتواجهه بعد اللي صار ..
قالت : كنت اقول لليلى ..ان مطلق متزوج قبلك واحده ثانيه ؟
ليلى رفعت راسها بسرعه لمطلق ..
احتار مطلق في كلام امه الوضح و الكلام اللي نطقته عينيها الفاضحه ..
مطلق :خير يا ام مطلق ؟ تبين تولعينها بيني وبين زوجتي .
ام مطلق :اجل تروح وتترك زوجتك لحالها وانتم ماكملتم حتى اسبوع ..
ضحك مطلق وقال ويده تطول شعر التي غابت في زخرفات وهميه صنعتها في سجاده صلاه ..
مطلق :والله يمه كنت مع ناصر ..مريت الشركه شوي اشوف امورها .
تنهدت ليلى بصوت مسموع ..لفتت انتباه كل منهما نحوها .
ام مطلق :ماعليه يمه لكن مره..ماكملت كلامها ..إلا وليلى توقف و تقول :عن اذنك ياخاله بروح اصحي البنات
للصلاه ..واشوف الغداء .
وبدون رد انصرفت ..او بالاصح هربت ..
اسرعت في خطواتها و دخلت جناحها ..وهي تتنفس بقوه ..حشرجه تسد منافذ الاكسجين
دورت على البخاخ ..و طلعته ..استعملته و جلست على كرسي التسريحه ..
راقبت يدها وارتجافها الواضح ..ضمتها .
وفي داخلها تهمس ..تخاف ان يسمعها احد
ما بالك يا ليلى ؟
لا تتوقفي عندما ترينه ..بل واصلي حتى يشقى منك و يودعك للحريه او للسلام
ام عساه حربك الدؤؤبه ..
إلى ما تحتاجين ؟ لكي لا تنقطع انفاسك عن المواصله
ما تحتاجين لتكوني صلبه ..مثله

هٌزت دواخلها بسؤاله المباغت : انتي بخير ؟
استدارت له و طاح البخاخ من يدها ..فتحت فمها بترد ..لكن هزت رأسها بالإيجاب .
والتقطت البخاخ و حطته في الدرج .
كان مستند على الباب ..يراقب بصمت
تحركت من مكانها بغيه الخروج ..
تمعن في البلوزه البيضاء التي تضيق على الصدربشريط ازرق وتتسع بعدها و بنطلون ازرق حرير ..
ألا يمل من مراقبتها ..ألا يفوته شيء منها
التفاصيل الممله مهمه لديه ..اصبح هو معها هكذا
كانت بتخرج من جنبه ..لكن مد يده يمنعها من الخروج
رفعت نظرات مستفهمه ..قال و نظراته بنفس الجمود :أنا ماقلت لك لا تدخلين امي في مشاكلنا ؟
ليلى بنرفزه :انا ما كلمتها ..هي اللي كانت تشتكي .
هذا مايريده ..ان يسمع صوتها
جدال يعلم انه لا رخاء منه .
بغيه منه ان يزعجها و يرى انفعالاتها ..
وكأنه لم يكتفي تعكيره الصباح ..ليزيدها عليها .
رفع حاجبه وقال بسخريه :تشتكي مني ؟ وانتي زودتيها من عندك ؟
ليلى :اقولك انا ماجبت طاريك ..
وخزه شعربها في قلبها ولو يموت لن يعترف بها ..
حست انه غاضب من شيء هي لم تفهمه ..
مطلق : وليش لها الدرجه كارهه تجيبي سيرتي ؟
تأففت بقهر وعقدت ذراعها وقالت : يا اخي الله يخليك ..انا ماعاد فيني حيل ..كفايه
قلت لي ما اتكلم لا حد ..و من دون ما تقولي ..يعني القصه فيها شيء يسر علشان احكيه .

انفعالاتها مضحكه ..تحركات يدها ..و اغتضان وجنتيها ..
و حاجبيها التي تعلو و تنخفض مع كلماتها ..
لما اللوم ..اتريدين ماتسريدينه..انتي السبب فتحملي .

لما لاحظت صمته..مرت بجنبه لكنها فجأه صارت في احضانه ..
حاولت تتخلص منه ..كان يلمها بذراع واحده ..
تسارعت انفاسها ..بل اختنقت بعطره
لكن ما تفعل ..اتدفعه ام تصرخ ام ماذا تفعل ؟
رجل ..و هي في احضانه ..لا خيار لديها
لاول مره في احضان غريب
ليس اخاها او جدها ..بل رجل غريب
رجل غريب ..يا حمقاء هو زوجك هذا ..

لم يصل طولها إلا لأدنى من كتفيه فغاصت فيها ..تحاول عبثا كل الذي عرفته
حجم عضلات صدره و ذراعيه ..و قوته الهائله في تحطيم اي شخص اذا نوى في تحطيمه
يديها مستسلمه ..بعدما خاضت في التحرر تجربه فاشله وانتظرت .

همس في اذنها : ثاني مره لا تقولين لي اخوي ..ماهو معنى اني ما لمستك اصير اخوك .
ابتسم ينتظر موجات الاحمرار حتى تدنو من اذنيها ..و طاب له المكوث يتنفس عبير قد فاح من شعرها
وتركها ..ولم يطل في وجهها ..وكأنه غير راغب في رؤيه نفسه هو في وجهها ..
صد بطريقه سريعه ولم يسمع بعدها إلا خبطه الباب ..
طريقه توضح بأنه يشد قيود موثقه في املاكه الخاصه

استندت على الجدار خلفها ..و حطت يدها على صدرها تحاول انها تهدي نفسها
تلمست اذنها حراره قد سرت منها هي ..
ما زلت تشعر بأنفاسه ..ضغطت على اذنها وكأنها تحاول ان تطمس فحيح همساته
و تخرجها من الجزء السمعي ولو استطاعت لمحتها دون رجعه ..
والتفت يديها حول جسدها ..تداري ألما و حاجه للامان .

و ذاك ..سيد زمانه ..ملأ الغرور نفسه متجاهلا وخزات تعبث بقلبه .
لاول مره يشعر بأن فراغه قد امتلأ..
وانه هدد حياتها بوجوده ..رغم عنها .
لن تسرح بعيدا عنه ..
او تتخطاه بسهوله..
فهو اكبر تهديد لها ..
ابتسم ..بلذه و اعتد بنفسه اكثر و قد امتلك انثى لا يضاهيها انثى .

***********************

اثنان إلتقيا ..و كل منهما معزول عن الاخر بهمه ..يعزف على لحن احزانه بترانيمه الخاصه
زياد ..في حرات الاسى و الالم ..اخته اذاقته طعم الحنضل بدون مقدمات
بعد ان كان غارقاً في الشهد..
والاخر على اعتاب قصه جديده غير مقتنع بها ..و توه اغلق قصه كان هو بطلها
و مازال متقمصاً ..

تنهد سلطان و اتبعه زياد بتنهيده طويله ..
طالعوا بعض بطرف اعينهم و بعدها ضحكوا بصوت عالي ...
زياد :والله حالتنا حاله ..
سلطان :انا وحالتي معروفه ..وانت ايش عندك ؟
رفع اكتافه مع ابتسامه سخريه :لو قلت لك ماادري ويش بلاني ؟ احس اني انسان مليان هموم
ضحك سلطان وقال و هو يشير بالابهام في وجهه : حلوه انسان مليان هموم ..يالله قول اللي عندك
زياد بإبتسامه ترثي حاله و حال صاحبه ..ضائعين في نفس الدوامه
زياد :مافيني شيء ..طيب انت ويش فيك
سلطان : خليني ساكت احسن ..
زياد :بالله قول خليني اضحك ..
سلطان بنظره استغراب :سلامات ..بقول لك نكته انا
زياد بإبتسامه :لا ..لكن ودي اضحك من شيء حقيقه يصير لنا ..
هز راسه و هو يطالع زياد :لا شكلك خالص ..كان الله في عونك
زياد :كان الله في عوننا جميع ..قول بسمعك ..
سلطان بنظره بعيده ما بينه وبين الشتات ..فاصله سيواصل من خلفها رحله الشقاء
سيعلقون فيه ما لا قدره عليه ..
لا يريد انثى بديله لها ..ليس الان على الاقل
فليتركوه يشفى من تلك ..و يكمل حياته

***
و ذاك معه بخفاء ظاهر ..للتو انغرست في ظهره خديعه نكراء
نهش متواصل للذنب وندم يسري كالمرض هالكاً لكل من حوله.
اعادته الايام لما مضى ..ان يدرك ان ذاك الحب كان متلوناً
كان يشبع نفسه بأماني حوريه رأها يوما ..خبأها معه في جيوب الذاكره وليته مافعل ؟
الحقيقه مضت متمهله من امام ناظريه ..و قدم اضحيه في سبيل الحفاظ على جوهره قلبه
ولو يعلم انه فعل العكس ..ضحى بمن احبها و حافظ على وهماً..
قال سلطان بشرود :امي تفكر تخطب لي اختك ريهام ..
زياد وكأن صرع داخل ناقوس لترسل له الصدمه موجات عدم تصديق
جمد مكانه وبهت لونه ...
كمل سلطان وهويلتفت لصاحبه :ما اشوفك ضحكت.

وكيف اضحك وهي من غرست بذره تعاستنا و سقتها ببرودها
كيف تريدني ان اكون و خنجرها مازال مغروسا في قلبي
و دماءي ما زالت تنضح ولم تجف بعد ..
اختي يا ..صاحبي سر حزني
سر سكوتي ..لقد عشقت السكون من بعد فعلتها ..
هي من هوت بحلمي للارض تراباً..
بدلت امنياتي إلى شكوكاً و محاذير و خوف ..
اختي يا صاحبي
سبب تعاستي ..

**************************

اكان يومها طويل ..ام اعتقدت انه طويل ..لم تفعل شيء
كل الذي فعلته انها قضت نفسها في حوار محتد مع مشاعرها
مابين شد و ارتخاء ..
تحاول تهدئه الوضع وبناء اساسات جديده في حياتها ..
نزلت المطبخ ..بما ان اخواتها بيزورنها ..بستوي لهم الصواني اللي يحبوها
ابتسمت لما تذكرت سلوى ..الله يذكرك بالخير ياسلوى
تعرفين للتو اي مطبخ ادخله ..بذكرك فيه على طول ..
خديجه :مدام ..مافي مشكله ..انتي قول شنو اسوي
ليلى :شكرا خديجه ..يكفي انك تساعديني ..انا احب اشتغل
دخلت سمر بوجهها المنفخ من كثر النوم ..جلست على الطاوله بهدوء
ليلى :بسم الله ..الناس يدخلون يسلمون ..مو كذا كأنهم اشباح .
سمر بكسل :مالي حيل ..احس لساني ثقيل .
ليلى : اكيد بيكون ثقيل ..طول النهار نايمه ..يالله قومي ساعديني .
سمر :والله ما اقدر..كفايه عليك خديجه ...اصلا انتي شو جابك المطبخ ..نسيت انك عروس ؟
ليلى بإبتسامه : اهلي بيزورني اليوم ..قلت اسوي لهم كم صنف يحبونه ؟
وقفت سمر جنبها ..و طالعت الصواني ..جات تمد يدها عليها..ضربتها ليلى
:يدك لا تلمسين شيء ..روحي صلي فروضك وصحي اريام معك ..و رجاء مشطي هالكشه كأنك ساحره
ضحكت خديجه ..طالعتها سمر وقالت :يا سلام يا ليلى ..تضحكين علي حتى الشغالات ..؟
ليلى :ليش هم ما ينفع يضحكون ؟
سمر بإرتباك :انا بروح مثل ما تقولي ..وراجعه .
جات سمر بتطلع قالت ليلى : سمر لا تزعلين مني ..انا اعاملك مثل اختي ..
سمر بإبتسامه وهي تقترب من ليلى : افتخر انك اختي و زوجه ا خوي ..في نفس الوقت واشارت بأصبعيها
كملت : اثنين في واحد وضحكت
ليلى :روحي الله يستر عليك ..اثنين في واحد ..صرت اعلان تجاري .
خرجت سمر وهي تضحك ...وليلى مبتسمه من روح سمر المرحه ..
انغمست في الشغل بعد الصلاه ..تحاول انها ما تخرج من المطبخ و تلتقي بمطلق
بتحاول تعزل نفسها بعيد عنه اذا كان موجود ..
دخلت سمر بعدما استحمت و غيرت ملابسها ..: ليلى ..انتي باقي مالبست ..روحي انتي وا نا بكمل عنك
رغم اني مااعرف شو الحكايه ..
ابتسمت ليلى وهي ترفع خصله من شعرها : ياسلام عليك ..مسويه فيها راعيه فزعات وانتي ماعندك سالفه .
انا خلاص خلصت ..ذكري خديجه بالكنافه تراها في الفرن ..هي راحت تبخر مجلس الرجال .
سمر بإبتسامه :ياي كنافه ...اموت فيها يا ناس ..اعتمدي ما انا متحركه من جنب الفرن .
ليلى :خير ان شاء الله ...لاتنسين ..و قبل تخرج سألت :صحيتي اريام معك
جاها صوت اريام من خلفها : وشفيكم اليوم ويش هالازعاج .
سمر اقتربت وكأنها خايفه من اريام انها تقول شيء يضايق ليلى : مافي شيء ..اهل ليلى بيجون عندها
اريام وهي تشرب ماء :كل هذي الضجه ..علشان زياره طيب وشفيها ..؟
بنظره مستفهمه من ليلى ..
خرجت دون اي كلمه ..و كأن رغبتها في تبادل اطراف الكلام معها بالذات مالها معنى .
سمر :صراحه ..انتي قليله ذوق ..كسرت بخاطر البنت
اريام :اقول ابعدي عني موفايقه لك ..يا ام الذوق..صراحه قالبه البيت و مسويه ازعاج
علشان اهلها وان يكن انا ويش دخلني فيها ..
سمر :اريام اعقلي و زني كلامك قبل تتكلمين ..ترى والله اقول لامي عن حركاتك الماسخه .
وخرجت بسرعه ..ابتسمت اريام وهي تهز راسها بحاله عدم اعجاب بالوضع

**********************

ضبطت نفسها بسرعه قبل ماتشوفه ..راح يصلي العصر في المسجد
عدم رغبه في رؤيته ..تتجمع عندها كل الاشياء الكريهه فيه ..و تزعج نفسها في حضوره
دخلت المطبخ ..وشافت ام مطلق ..واقفه تسوي القهوه وسمر جالسه على الطاوله ومعطيه الباب ظهرها ..
ليلى :خالتي ..ويش تسوين ؟
ام مطلق بإبتسامه بعدما شافت ليلى :اللي تشوفينه يابنتي ..اسوي القهوه مثل العاده ..
التفت سمر لها وصفرت بصوت عالي :يا عيني يا عيني ...ايش هالزين كله ..
مسحت بيد خجوله على جلابيتها التفاحيه بلمعتها المذهبه ..مخصره و ممكن تكون مفصله لجسمها ..بأكمام شفافه طويله
منقوشه بزخارف بنيه براقه ..فتحتها مربعه تكشف عن صدرها المزين بطقم الالماس والغريبه انها هديه مطلق ..
الشيء الوحيد اللي لقيته مناسب لها ..
زينتها كانت جذابه ..بأحمر شفاه باهت و ظلال هادئ ملفت يجمع مابين اللونين التفاحي والذهبي و كحل انغمس داخل عينيها
بشكل ساحر ..
ام مطلق بخوف :اذكري الله يابنت ..
ابتسمت ليلى بخجل وقالت :ما عندها سالفه ياخالتي ..وانتي ليش تتعبين نفسك انا سويت قهوه وانتهيت .
ام مطلق :يابنتي ..مطلق الله يهديه ما يحب القهوه إلا من يدي ..
سمر :انا ماقلت لك قبل زواجك ..مطلق مايحب القهوه إلا من يد امي ..
ليلى : عن اللقافه يا سمر .. و كملت لخالتها : مو مشكله يا خالتي ..انتي علميني كيف ؟ وانا بصير اسويها
ام مطلق :خلاص يمه ..كذا ازين لي ولك ..ولزوجك .
ضحكت سمر وقالت : يا سلام على الحركات ...وينك يا مطلق ..الكل يطلب رضاك .
مطلق من عند الباب بوقفته الواثقه :انا وراك يا ام لسان ..
ضحكت سمر و هي توقف .:بسم الله من وين طلعت انت ؟
مطلق :من الفانوس السحري ..
سمر تهز راسها وتبتسم :لا فيه تطورات جديده..صراحه دمك بالمره صار خفيف..
تحرك ناحيتها مدعي الانفعال ..:يعني قصدك ان دمي ثقيل ..
شقهت سمر و رجعت خلف ليلى ..اللي تحاول بأي طريقه انها ما تشوفه
سمر :يمه ..داخله على الله ثم عليك ..بعديه عني ..طالعت اخوها وقالت :دعابه يا خوي دعابه ..
ام مطلق :تستاهلين ..خليه يأدبك ..و تركتهم .
وقف و بينه وبين اخته ..هي
كل نظره يوجهها لسمر يمررها بسرعه على وجه تلك ..
لا ترفع رأسها لمواجهته ..ألم يكتفي منها اليوم بطوله
احتدامات و صراعات بائسه ..
والان ..تزعجه تلك الحسناء بتجددها الغريب
يراها بكل الالوان كزهره في ربيع دائم ..
تصوير لجنه ساحره هي فيها ..
لا ترفع ناظريها لي ابدا ؟ الهذا لاتطيق رؤيتي ..
اتراني شخص غير مرغوب به ..
اختطلت لديه مشاعر كثيره
غضب و استفهام ورغبه و الباقي لا يعرفه
مبهمه تطير في جوفه .
وتلك ليست بأحسن حال منه ..
رغبه في تحريك قدمها والفرار
اتقول مللت منه ؟ ام لا تعد تصبر على وجودها معه
تضيق بها الجدران و تخنقها ..
بمجرد سماع صوته..الاجش تنهار كل حصونها التي ماتلبث ان تبينها ما بعد الانهيارات المتتابعه
ارتعاشات تهز جسدها صارت داءها الوحيد ..
سمر بعدما طال صمته ..حاولت تسحب نفسها وتهرب ..لكنه قدر يمسك بلوزتها و يسحبها جهته
وتلك تراجعت للخلف ..تراقب بصمت و لم تكن معهم ..
استنجدتها سمر ..وهي في عالمها الفارغ ..وحيده
سمر :انتي ..تراه قدامك اللي ما اخذ عقلك ..انقذيني بالاول وبعدها اشبعي فيه.
من قلبه شكر عميق لتلك الصغيره ..التي رأى بها هاله الخجل والتوتر التي غمرتها
ولو كان في غير مزاجه ..لوبخها لكن هذا مايريده
ان لا تبتعد عنه ..و تحلق في عالمها سارحه ولايعلم من يكون معها هناك ؟
ان تعود إلى عالمه مجبره ..
ليلى بإرتباك واضح : ملقوفه ..لسانك هذا يبغى له قص .
مطلق هز راسه و كانه يوافق على اقتراحها ..
سمر : مالت عليك ياالخاينه..استنجد فيك واثاريك مو كفو
مطلق :اعد لك يا ثلاثه ولا اشوف وجهك في المطبخ
ابتسمت سمر وقالت وهي تغمز له :ما يحتاج يا خوي ..قول انك تبي تستفرد بحرمتك وانا..
مطلق بعصبيه :سمر ..
خافت سمر ورفعت يديها بإستسلام ..و خرجت بسرعه ..
التفت لتلك وعيونها للخارج ..وكأنها تأمل في اللحاق بأخته
يبحث عن كل شيء و عجز عن الوقوف عند شيء محدد ..
ارهقه البحث ..في جوف عينيها و في شفتيها و اشياء اخرى
اقترب منها وقال بصوت عميق : لهذي الدرجه ماتبين تشوفين وجهي ؟
تأمل ان تكلمه بهدوء وان لا يتعدى حديثهما جدران المطبخ ..
بهدوء اجابته وعينيه تجوب نقش الحناء الباهت :انا ماقلت شيء ..واذا تبي تفسر على كيفك ما عندي مانع .
رفع راسها بحده بطرف اصبعه وقال بنرفزه :لما تكلميني طالعي فيني ..في وجهي ..عيونك في عيوني ؟
كل كلمه نطقها خرجت بحده قاطعه ..تهديد كالسهام يغتال صبرها ..
وها هو ما يريده وهي عكسه لا تريد ..
العيون تبحث في بئر عينيه ..عن حنان مركون
او عطف كالذي يمارسه على اخوان دمه ولا يعرفه معها
عن امان في كيان رجل ..رجل كالذي تشيد به العرب
و انتخى به البدو في عز الاصاله و عادات اضمحلت برمال الامس الذي مات ..
ذلك الذي ميز الذكر به عن الانثى ..
الرجل القائم على المرأه ولو بفتات شفقه..
تبحث فيه عن البدائل ..اخ واب فيما مضى
وزوج في حاضرها الان ..
اشتدت يده على ذقنها ..و بصمته قد اتضحت بإحمرار من شده لمسته
سيحطمها دون شك ..
قالت :رجاء اذا كان عندك اي شيء ..اجله ؟
تأمل عينيها بغضب جارف ..
ضرب على طرف الطاوله بقبضته ..جعلها تذهل منه و تهابه
قال من بين اسنانه يشد بكلمات و يكاد يحطم فكيه : مو على كيفك ..انا اللي اقرر و هذا اللي في دماغك بمحيه ..؟
وحرك رأسه بطرف اصبعه ..و تألمت منه لكن بصمت ..
اجابته بصوت منقطع :علشان مصلحتك ؟
حشرها في زاويه وقال : و من متى تهتمين بمصلحتي ؟
طالعت جهه الباب و طالعته وقالت بهدوء مضطرب : مطلق ..ماهو وقته الكلام ؟ ممكن اي احد يدخل المطبخ ؟
بصمت يراقبها ..انفاسه ألسنه نار موقده..
علقت عينيه بزمرده الذين صدره ..ذلك هو امضاء اخرى على صفقته..
رفع يده لخدها الايمن و حركه بنعومه و كأنه يذكرها بوصمته الماضيه
صفعه دوت في عقلها الخائر ..
وقال :تحسبين نفسك بتهربين مني دائما ؟
حس بأنفاسها تدفء وجهه ..و عينيها زائغه هاربه منه ..خائفه من القادم
وكمل بسخريه :لو انتي ما تبيني ما بموت حالي عشانك ..انا كمان مابيك ..

لن تبكي ..لا ابدا لن تفعل ..
لن تذرف دمعه من اجله ..
هانت عليه بصفعه قبل ان تدخل منزله ..
وها هوالان يهوي عليها بصفعات متواليه تخشى بعدها البكم ..
تخشى بعدها العمى الدائم ...تخدر كلي لمشاعرها ..لتصبح مثله بلا احساس .
ردت عليه :يوم انت ماتبيني ..ليش مخليني عندك ؟
مشى كم خطوه بعدما تركها وطالعها بإبتسامه سخريه :انا اذا امتلكت شيء احب يكون قدامي دائما ؟ معلومه للفائده ؟
وخرج بهدوء وسلاسه ..كذاك الذي انسل من روحها النازفه
مرثيا ..لتغريده الاحلام التي اصابها الخرس .
لاعناً..كل رجل على شاكلته ..و هو اول القائمه
كرهته من الصميم إلى الصميم ..
انتفضت ..قلباً ، شفةً ، وجهاً ، رمشاً
بضعه ألفاظ ..قضت به مقبره الاحياء
وعدٌ منه بالشقاء الابدي ..
فيا جراحي منه تعمق اشباراً و تزياد تقطيع النياب على الامل ..
وموكب احزان يعقبه موكب ..
من شهداء الاحلام والاماني التي سقطت على ارض الانتظار .
و توسدت الصمت ورثاء النفس ..وبينها وبين خالقها نداء قصي
فيا روحي استكني مكانك ..فخالقك اعلم بحالك ..

***********************

زمجره و هدير ..و زمهره خفيه ..لا يعلم احد بها
تحاكي محيط في حلكه الليل
صحراء حيث يدفن الاشلاء و يخفي اسراره الغرى ..
تحت كآبه لم يعرفها من قبل ..
راح يحفر كالرفش يشق روحها الحية ..
يلتفت حول نفسه كالمجنون ..
سيقتلها ..
لم يكن هو من يفعل ذالك ؟
رجل روحه انا وقلبه انا ؟ لكن ليس انا ؟

تنهد بيأس واقتنع ..
انه ليل طويل ..هو مرآتي و سواد قلبي
ميت لا تهمه تراتيل الحياة ..
كره ...اللون ، والنغمه ، والهمسه ،
و ذكريات خشنه ممقوته فظه ..تآكلت و ثوى هو في الفراغ
يغمض عينيه ليرى عذابات طالتها يداه ..
و رقه مزقتها حده كلماته
لكن ما يفعل ؟
فصورته تطاردني ..و تهمس في اذني بما لا طائل منها
في عذريه لطختها دماء عشق فتي ..
وهي تهفو في نفس خوف مني وإلي ..
يشق على مسامعه شهقات لم تطلقها ..
سأعلن السلام ..سأتركها
سأرحل عنها ..
سوف أقتلها ..ان استمرت في حياتي
سوف يخلصها من جسدها ..وهو ليس بقاتل
رجل كان يريد بأفعاله ان يسترد كرامته التي هدرت..
لكن الحذر الذي يصيبه فما هو إلا حذر انسان ..
احتدت نظراته ..على نقطه سوداء وسط جداره السرابي ..
واطال التفكير ..
غير مبالي بتلك العينيان المتربصه تستبيح النظر بنكران الهويه .


*******************

لو قالوا أنها أبرع ممن احترفن التمثيل ..و مارسن فنون الادعااءت والزيف .
وانها تستحق جائزه على وقفتها تلك ...لكانت صدقت حقا ؟!!
و طالبت هي بها ؟
تبتسم بسعاده و بشاشه وجه و اعتلاء فرحه لا تماثلها فرحه
والجميع يسرون إلى انفسهم ..مااسعدها ؟ و ما سرها ؟ ويا ليتني مثلها ؟
جلست جنب جدتها وفرحتها كبيره :كيفك ياجدتي ؟ تاخذين دواك ؟البنات يقومون بدري ؟
ام مطلق :حيلك بابنتي ..خذي نفسك جدتك عندك ؟
الجده بذاك الحب الذي لا يموت :ويه يايمه ..البيت من وراك ظلمه ..لكن مير هذا نصيبك
لا تخافين علي ..انا بخير ..فاطمه ما تقصر و سلوى ..لكن الملسونه هند تطلع روحي .
ماتسوي الشغله الا اعيدها اكثر من مره .
ليلى بنظره عتاب لهند التي لم تبالي بذاك الحديث .
ليلى : فديتك يا امي ..اذا بغيتي اي شيء دقي علي ..انا اجهزه وارسله لك ..
ضحكت الجده وقالت :الله يسعدك يايمه ..شوفي زوجك الحين ..ولاتسألي فينا ..
سلوى بعتب لما لاحظت تغير ملامح ليلى : جدتي يا سلام ..من كل يوم يصحى معك و يفطر ويسولف
ماخليتي ولا سالفه زمان ما ذكرتيها لي .
الجده :لا تصدقيها ..تتوسد المخده وتنام وانا طول الوقت احكي لحالي ..
ضحكوا الجميع بينما اكتفت هي بالابتسامه ..
دخلت في تلك الجمل التي تتطاير من الجميع ..وحتى المشاعر
وحتى من تلك ..التي جاءت على حين غرة ..فاتن تصرح بنظرات حاقده
وتخفي في القلب حقدا عظيما تأكله نارها الموقده..
تشاغلت ليلى .مع اختيها بالتحديد ..وسمر .وتلك المتربصه تقترب من بعيد
سلوى :بعد يومين راجعين الديره .
ليلى بحزن :بشتاق لكم جميع .
سلوى بفرح :ما نحن بمطولين ..سعود يفكر ينقل الرياض ..علشان هند والجامعه
هند :ايه صح ..امي شارت على جدي ..وهو وافق
ليلى :ياليت جدي يوافق و تنقلون كلكم ..لكن كويس علشان هند ..الله يوفقك ياهنوده
سمر :يا كرهي لسيره الجامعه ..غيروا السالفه
ليلى :ليش ..؟عكس انا افكر اني اكمل دارستي ..ويش رايك ياسلوى بما انك تكونين قريبه ؟نكمل سوى ؟
سلوى :انتي صادقه ؟ لواموت مااكملها ..انا بالكاد طلعت من الثانويه تبين تورطيني بالجامعه ...لكن تعالي
تتكلمين جد
ليلى بجديه :ايه والله ..بشوف كيف الوضع ؟ و ادخل مع سمر
سمر :تحمست صراحه ..انا وياك والله حلوه الفكره
تدخلت فاتن وهي تجلس بينهم ..سمعت سالفه جامعه شو عندكم ؟
هند :ليلى تقول بتكمل دراستها ؟
ضحكت فاتن بإستغراب ..:صدق ياليلى
ليلى :ايه اكيد ..ليش السالفه تضحك ؟
فاتن :لا ابدا ..مو قصدي ..
لكن عاده البنات ما يتزوجون الا هم خالصين من الدراسه وانتي الحين مسؤليه بيت وزوج وكمان
ممكن اولاد .
ردت سمر بحده : صدق انك متخلفه ..
في كثير من البنات اعرفهم كملوا و درسوا ومعهم دسته عيال و ما منعهم ..لا وعكس كانوا متميزين دائما .
ابتسمت ليلى وقالت بهدوء :العلم ماله عمر او حاله استثنائيه ..انا رغبتي اني اكمل وماعندي مانع .
تدخلت ام فاتن بأسلوبها المدعي :كلامك عين العقل ..تفكير سليم ..
التشجيع للعلم مهما كان عمر الانسان و قدرته على العطاء مافي شيء يمنع ..
امتعظت فاتن من تدخل امها وقالت بسخريه :حتى مطلق ما عنده مانع ؟
ارتبكت ليلى وقالت :اكيد ..ما بيرفض ...وغابت في ضبابيه جمعتها به .
و كثر النقاش ..وعيون فاتن تراقب ..وانسلت بهدوء دون علم احد .

الوقت الجميل ينسل بسرعه ..وقضاء الوقت مع من تحبينهم يمضي مهرولا .
جلست بتعب و ابتسمت لما احتضنت اخوها ..ممكن اكثر واحد كانت محتاجه لحظنه
رغم احساسه بأنه فيها شيء ...لكن انكرت و بإجتهاد مبالغ فيه .
جلست جنبها سمر ..وقالت :مرتاحه علشان شفتي اهلك ؟
ليلى :اكيد ..احس اني باأبكي ..لمااشتاق لهم ..واني مااقدر اشوفهم كل وقت .
سمر بحزن :ياقلبي عليك ..
وقفت ليلى و تنهدت بتعب ..قالت :يالله سموره تعبانه واصله حدي .
سمر :بدري ..
قرصتها ليلى :بدري من عمرك ..احسبي حسابك يا حلوه بكره بصحيك بدري .
سمر :لا الله يخليك ..
ما اعطتها ليلى اجابه ..تركتها و طلعت بتعب
قبل تفتح باب جناحها ..انفتح من الداخل .
رفعت حواجبها واستغربت ..سألت بعصبيه :انتي ايش تسوين عندك ؟
فاتن بإرتباك :كنت اشوف الجناح ..البنات مدحوه لي قلت اشوف ذوق مطلق..
ليلى : و ماتعلمت انه من الذوق والادب ..لازم تستئذني من اصحاب البيت ؟
ضحكت فاتن وقالت :استئذان ..شكلك نسيت حالك ..هذا بيت خالتي يعني ادخل واخرج على كيفي .
ومشت من جنبها ووقفت وقالت بصوت مستفز :اساساً هالمكان المفروض يكون لي ..

طالعتها ليلى ..تكون مكاني ياليتها كانت وريحتني من همي الكبير
دخلت جناحها وصفقت الباب بقوه..طالعت حولها
مقهور من تصرفاتها ..اصلا هي طول الوقت نظراتها ما كانت طبيعيه لها ..
ليش كل هذا ؟ يا ليتها اخذته وفكتني منه ..
كنتي ريحتيني من ثوب الحزن والكذب اللي انا لابسته ..
يعني من وين ألقاها ؟منك ولا من مطلق ولا مني انا ..؟
التفتت حولها ..خايفه من عمايل ما تدري عنها اساسا
خافت تكون شافت غرفه مطلق وقتها تعرف انهم ينامون منفصلين .
بسرعه راحت تشوف ..لكن الحمدلله لقتها مقفله..
تنفست براحه ..لكن انتبهت للغرفه الثانيه انها مفتوحه
لاول مره تدخلها...دخلت لخطوه واحده و حست انها في عالم ثاني غير عالمها الخارجي
جدران بصفوف عاليه مليئه بالكتب ..
مرت بأصبعها على الكتب و ما قدرت تحصي عددها ..
ابتسمت ..و كأنها لقيت لها حل ..للهروب من سيطره مطلق.
لفت حول المكتب الكبير ..والكرسي الاسود ..تلمسته وجلست
غمضت عيونها ..و هي تدور فيه ..
وبعدها توقفت للحظه ..و كأنه تذكرت شيء مهم ..
صحيح تذكرت انها تبكي ..تبكي
نسيت ..ابتسمت لانها نسيت لكن الافضل..
خرجت بعدما قفلت المكتب ..
اخذت لها دوش و لبست بيجاما زهريه ..
اخذت جوالها ..شافت رسالتين ..واحده من الرقم الغريب والثانيه من نجمه.
وثلاث مكالمات كلها منها ..
طنشتها ودقت بلهفه لنجمه ..
ردت نجمه :ياهلاو الله بالعروسه
ليلى :هلا فيك ..كيف حالك ؟
نجمه بهمس :انا طيبه انتي اللي كيفك ؟ وكيف مطلق معك ؟
ليلى :تمام ..غمضت عيونها بقوه وكملت : لا ابدا مو تمام ..
وبكت بصوت خافت .
نجمه بخوف :ليلى ..لاتخوفيني عليك ...لا يكون اذاك او ضربك مره ثانيه .
ليلى هزت راسها بنفي وردت عليها :لا .لكن قاعد يخنقني ..فيه قسوه كل العالم
ما عمري شفت رجال مثله ..
نجمه :ياقلبي عليك ..انا داريه انك ما تتحملين ..وانك حساسه زياده عن اللزوم ..
لكن لا تحطين في بالك ..اياني واياك تضعفين ولا تكتمين في قلبك ..
ليلى :نجمه انا مو داخله حرب.
نجمه :إلا حرب ..اعنبوا ترى زوجك ثور ما ينعطى وجه..
ضحكت ليلى وهي تتخيله ثور ...يا حبي لك والله ..شخص يمد بالطاقه خفيه
يحاكي احزانك وينسج منها أملاً ..
يصنع منك انسانا اخر في لحظه واحده .
صوته يسكن الروح..تعرف انك تعود إليه اذا ضاقت عليك دنياك .
ليلى و هي تمسح دموعها : الله يسعدك يانجمه ..إلا ماقلتي لي اخبار اهلك ؟

نجمه :والله الحمد لله كلهم طيبين ..عبدالله قبلوه في العسكريه ..والله اني بشتاق للقرد من الحين ..
و صالح على حطت ايدك ..في هالوظيفه الحكوميه ..ما نشوفه إلا خميس وجمعه .
ابتسمت ليلى وقالت :يا حبي له صالح ..ياليتني اخذته
ضحكت نجمه وقالت :اقول لا يسمعك الغوريلا اللي عندك ..و تراه غرقان لشوشته يحب الاخ ..
ليلى :لا هو مو موجود ..و من هي اللي يحبها صويلح ؟
نجمه :ماادري من هي ماقال ..إلا تعالي اما امحق عريس ..زوجك ذا المفروض ياخذ المركز الاول في ثقاله الدم
إلا ليلى ..ابغى اقولك شيء ..و خفضت صوتها ..
ليلى :ليش خفضتي صوتك؟
نجمه :ماابغى احد يسمعني..امي نايمه جنبي ..وخايفه تجيني ضربه مباغته لما تسمع كلامي .
ليلى :مادام هذا اولك معروف تاليك ..يالله تصبحين على خير
نجمه :يابنت خلينا نستفيد ..حرام عليك
ليلى :انتي ما تتغيرين ..هاللقافه في دمك ..بكره بتتزوجين وتعرفين كل شيء ..
ضحكت نجمه وقالت :افااا ..ماعليه صرتي نذله ..على صويحبتك .
دخل مطلق الغرفه بدون مقدمات ..و خافت من دخوله المفاجيء ..
دخل الحمام بسرعه ..
قاطعت كلام نجمه :نجمه ..مطلق جاء..اكلمك بعدين
ضحكت نجمه : بالله..اجل تصبحين على سعاده يا عمري
ليلى :يسعدك ربي ..تصبحين على خير .
وقفلت منها ..و شدت اللحاف عليها ..و اعطته ظهرها .
مرت عشر دقايق قبل يخرج ..ظل فتره ساكت
وقال بأمر :ليلى ..جهزي اغراضك .
جلست ليلى بسرعه ..و ناظرته بإستفهام مريب ..
معقوله اللي تفكر فيه ..
رجفت بخوف ..
ماقدرت تاخذ شيء مفيد منه ..الجمود يكتسحه
وعيونه جزء من الظلمه تغطيها ..
اعطاها الامر بحده ...و خرج تعصف بها الافكار
واشتد بها اليأس ..حتى استعصى عليها النوم في عز النعاس .
تغمض عيونها غصب و تدعي اللامبالاه ..
ما خلت شيء ما عدته ..
لكن ارق بسبب فظيع ..
ما قدرت تصبر قامت ..
ولحقته لكن ما كان موجود في غرفته ..
دقت الباب وفتحت ..كان جالس على المكتب ..
رفع راسه لها بفضول..وهي مانعت نفسها ان تطالع الكتب ..
ركزت معه وهي تسأله :ليش اجهز اغراضي يا مطلق ؟
ابتسم وهو يقلب صفحات الكتاب دون هدى ..وقال ببرود :ليش انا قلت جهزي اغراضك ؟
تنهدت بملل و شابكت يديها وهي تقول :ايه قلت لي اجهز اغراضي .
دار على مكتبه و جلس على كرسيه وقال :انتي دائما تقولين خليني اروح ..طابت لك العيشه معي واظنها رغبه مشتركه ؟
ليلى و تنفسها بدا يعلو و هي تسمعه بكل برود ..
كمل و هو يرتخي في جلسته :بعطيك حريتك يابنت الناس ..ولا تلوميني بعدها ؟
ورمى الكتاب وكأنه يعلن النهايه بدماء بارده تجري في عروقه و قد استحال جليداً: ليلى..انتي طالق
و انتهى من ذاك المتربص به ..
و العقد الذي قيده ..ولم يطقه ابدا ..
كانت تضحك بداخلها ..ولاتعلم لماذا بالتحديد؟
اتضحك على حالها الذي لم يتبدل
هو نفسه لكن تغير الجلاد
تغير من يذيقها المراره بألوان العذاب ..
هوت نفسها للقاع كم فعل جسدها على ارضه ..
و حينها ا دركت انها تريد دائما ان تكون فاقده للوعي دون احساس.

همس الحرف 05-Dec-2018 05:12 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت العشرون :

قام من نومه كالمعتاد بفكره خارجه عن السيطره ..فهمه متجددا او رغبه لديه في التجدد..
بل حرص على الخلاص..ضاق ذرعاً ..فالحياة لا بد ان تستمر ..
فكر كثيرا ..حتى تمنى ان يكون مجنوناً لا يعي كلمه تقال له ..
قرر بينه وبين نفسه ..ان الاستسلام هو أفضل حل ..
سيفتك به ذاك الحلم ..ولن يقوى على المتابعه ..
حلمه اصبح مستحيلا ألا يفكر بعقلانيه ..
امـ ان الحب قد اهلك كل خلايا العقل .
لن يجادل كثيرا..فـ عطاءه قد اصبح عقيما ..
و قلبه غير مخادع ..يخفي تلك و ينبض ويدعي انه قد جدد دمائه..لأخرى.
قام و دق غرفه امه ..
خرجت امه وهي بالكاد تفتح عيونها ..
ام سلطان :خير يمه ..
سلطان :خلاص يمه انا وافقت على ريهام .
ابتسمت ام سلطان و عانقته بسعاده : الله يسعد قلبك و يريح بالك ..مثل ما يريحت بالي .
ابو سلطان بحده من وراها :طيب ما قدرت تصبر وتقول لنا بكره الصبح ..
ضحك سلطان وهو توه ينتبه بأن الساعه متأخره..
سلطان : السموحه يا يبه ..ماانتبهت ..ماهان علي امي تنام زعلانه مني .
ام سلطان :الله يرضى عنك دنيا واخره.
سلطان بتحذير :يمه الموضوع لا يطلع لاحد ..خلي ناخذ موافقه البنت و بعدها نعلنها .
ام سلطان :وليش يا يمه ..ولدي البكر اخطب له ؟ وشفيها
ابو سلطان :خليه على راحته ياغاليه ..هو صادق خل نضمن موافقه البنت وبعدها يصير خير .
سلطان :يعطيك العافيه يبه ..اسفه على الازعاج ..تصبحون على خير .
ام سلطان :ما اظن بيجيني نوم ..ابكلم ام زياد في هالوقت
وتركهم سلطان ..وهو يسمع جدال امه وابوه خلفه ..
غير مهتم..حقا فهو كذلك
دخل غرفته قفل الباب و قفل النور ..
و دخل فراشه و اغمض عيونه غير رغبه في فتحها مجددا.

**************************

نوم مجبرين فيه على مواجهه الارق ..والعكس صحيح .
افكاره تحكي حكايه قبل النوم ..وياليته يصدقها
تختال هازئه به في محيط عقله ..غيرمستقر لها ..
اختار كتاب يشتت فيه ا فكاره ..ويبعد فيه عن تلك التي تقع خلف جداره الصلب..
بل ما تتجاوز به اسوار قلبه العاليه ..
لا يعلم اي كتاب يقرأه ...بل الاهم انه عن الحروب ..
حرب في عصر قد مضى وحرب في عصره هو ..
زفر بقوه ..ورجع يحدق بتركيز في سطور متتاليه..
سمع صوت قوي جاي من غرفتها ..
رفع اللحاف و مشى حافي ...حط اذنه على الباب ..كل اللي وصله انين متواصل ..
فتح الباب بسرعه ..عيونه تبحث عنها ..
و تخرق تلك الستائر المخمليه التي تفصله عن رؤيتها الواضحه.
مطلق : ليلى ..
مشى خطوات ناحيتها ..و فجأه وقفت من الطرف الثاني للسرير بسرعه و كأنها مذعوره ..
و الستائر باقي تخفي ملامحها ..
لعنه في داخله لتصميم تلك الخمائل التي ثنته عن رؤيتها ..
ليلى بصوت ضعيف :انا بخير .
مطلق :فيك شيء ؟سمعت...
قاطعته بصوت ضاحك : لا مافي شيء ...تعثرت في السجاده و طحت .
مرت تلك الدقيقه و هو يرسم صوره لوجهها الضاحك ..بنبره صوتها المميزه ..
تراجع للخلف وهو يقول : ..انتبهي مره ثانيه .
مسك طرف الباب بيغلقه قبل ما يسمع اسمه ..
اقتربت يحتويها جزء من الظلام و الجزء الاخر لم يصلها كلها ..
ليلى : لحظه ..ماسألتك ليش اجهز اغراضي ؟
دعك جبينه وقال :نازلين المزرعه بكره..
ليلى :بكره ..لازم يعني
إلتفت بحده لها ..قبل ما تكمل كلامها بسرعه وكأنها خافت يفهمها خطأ
: سعود قال ان امي بكره بتزورني ..علشان كذا ..
:اهاا..متى قال ؟
تقدمت اكثر و ظهر جزأها السفلي ..وقالت بلهفه :في الصباح ممكن ..
هز رأسه وقال : اوكي ..نمشي في العصر ..يالله تصبحين على خير
يقطع به مواصله الحديث معها ..
همست اسمه فجذبت جميع حواسه لها ...
: شكرا ..
رفع راسه لها لتتصل مع عيونها مباشره ..
بعدما خرجت من العتمه واطل الضوء على وجهها الاحمر
من اثر الانفعال او من اثر السقوط ..شعرها المبعثر حول وجهها
و وميض عيونها ..المشتعله بلهفه غريبه ...
هز رأسه لها دون اي كلمه و قفل الباب مسيراً غير مخيراً ابدا ..
سمع صوت ضحكتها و ابتسم ..و مشى وعيونه تعد الخطوات الفاصله بينه وبين غرفتها.

****

مسكت خاصرتها بألم ..وهي تأن
كابوس خرجت منه بسقطه قويه ...
اعادها منه رساله سعود..
وكأنه ينقذها من حتف مريب ..
صحيح خوف من القادم ..
ليس سهل الخلاص من العذاب ..
ياالله ..كم هي صعبه تلك الكلمه ..عندما تنطق
ممكن تكون رحمه او انعدام حياة ..
الخلاص بدون ضرائب مستحيل ..
جلست تفكر ..و كأن تلك العثره قد سببت ارتجاج في معقل افكارها
كيف تستعجل النهايه و تحكم القبض عليها ..
غير شاعره بتلك المراسيم التي ستعزف على الاطلال لاحقاً..
هل تريد هي ذلك ؟
اهو جهل بالنهايات ام احباط وفشل ترجو منه نهايه مبكره ..
تلمست موقع الطيحه و ضحكت..
وكأنها سعاده تبطن ماخفي من اسرار لديها ..
سعاده تخاف فيها ان تقتنع بها وتقول بأنها لم تكن تريد الخلاص حتى ولو كان حلماً..
بكره اكيد بتقول لنجمه ..
طبعا ماهي قايله عن الحلم ..
حست انها ما تقدر تنام من فرحتها ..
من لما قرت الرساله من سعود ..
بتطير و توصل لامها ..
تلحفت ونامت على جنبها الايمن ..و هي تفكر بقائمه اعمال
تنهدت براحه ..و نامت بإبتسامه لغداً اجمل بإذن الله ..

*****************

صباح يحمل الكثير للبعض..واللاشيء للبعض الاخر..
من يحملون تباشير فرحه للغد..في ثنايا التفاؤل ..يشمرون عن سواعدهم ..
و منهم من يحمل سعاده كامنه ..يخفيها في قبضه قلبه ..
و الاخرون يواصلون الشخير في غيبه عن الحياة ..منوال و طريقه عيش ..

من بعد قومتها للصلاه ..وهي تخطط عن لبسها و ايش تطبخ لامها ..
مطلق حست فيه يخرج للصلاه ..و ماخرجت إلا بعده ..
اول مادخلت المطبخ مالقيت احد فيه ..
صحيح الوقت مبكر لكن شيء تحب تسويه و ما عندها وقت محدد و مضبوط.
رفعت طرف بلوزتها ..و لبست مريله الطبخ ..وابتدت بسم الله والابتسامه تعلو وجهها .
كلما تذكرت وجه امها تزيد ابتسامتها..
دخلت خديجه و تفاجآت :مدام ..انت في يعمل الفطور.
ليلى :صباح الخير خديجه ..تعالي ساعديني ..
ابتسمت خديجه : صباح الخير مدام ..ليش ما في يقول لي .
ليلى :انا صحيت بدري ..قلت اسوي الفطور..
سمعت نغمه جوالها ..كان سعود ..مسحت يديها بطرف المريله .
ليلى :يا صباح السعاده و السرور ..
سعود :يسعد صباحك يالغاليه ..
ليلى :اخبارك يا قلبي ؟
ضحك سعود:شو ها لرضى كله ...
ليلى :مشتاقه ياسعود..متى تجي انت وامي ؟
سعود :اصبري يابنت الحلال ..باقي الشمس ما اشرقت ..
ليلى :لا تلومني ..هذي الغاليه ..إلا قول ليش متصل فيني هالوقت ؟
سعود :اشوفك قلبتي علي ..
ضحكت ليلى و اتجهت ناحيه الباب ..لتصطدم بوقفته و شبه ابتسامه على وجهه .
ما سمعت اي كلمه كان يقولها سعود ..
تلعثمت وهي ترد وترفع خصله خلف اذنها :ايش يا سعود ؟ ما سمعتك ؟
سعود :اقولك مطلق وينه ؟
: هااا ..موجود
سعود بضحكه :والله حالتك حاله ..نفسي اشوف وجهك ..
الحين كل ألوان قوس قزح مجتمعه فيه .
ليلى بإحراج: سعود اخلص ..تراني مشغوله ..
سعود :خلاص ..قولي يكلمني لاني ادق عليه لكن مايرد..
حست انها بتموت من الاحراج ..السيد ماخذ راحته ويراقب بهدوء
ليلى :تبي تكلمه ..تراه موجود عندي .
سعود: انا اقول ..تسمعين كلمها و تفوتين عشره ..هاتيه الله يهديك
اقتربت منه ومدت يدها له بالجوال ...اخذه بنفس الابتسامه الاستفزازيه
اعطته ظهرها وكملت شغلها ..وهي ما تدري شو تسوي ..تغسل صحن مغسول
و تشيل و تحط في نفس المكان .
ذاك مافتأ يتربص بحركاتها ..لايمل ابدا متجدد الرؤيه ..
قدره هائله لديه ان يركز و يتحدث و يتواصل بالشفاه و الاعين ..
مطلق :حياك الله يا سعود ..انا انتظرك .
قبض على الجوال ..وسألها : امي صحيت ؟
ليلى وهي تنشغل بأي شيء موجود قدامها ولا تطل في وجهه
:والله ماادري ممكن في غرفتها ..انا شوي واطل عليها .
مطلق :انا بشوفها ..و خرج بعدها
تنفست بعمق ..وكأنها كانت مضعوطه ..
طالعت خديجه المبتسمه ..وسألتها :خير خديجه ..ليش تضحكين ؟
خديجه :مدام ..شوف وجهك ..؟ انتي في خجل من بابا مطلق
شهقت ..ليلى وفي بالها ماتنعطين وجه ..صادقه سمر فيك ..
قالت :خديجه شوفي شغلك ..احسن لك .
ضغطت على وجهها ..قالت خجلانه ..مالت عليك وعلى بابا مطلق ..
دخل مطلق على طول وطالعها بإستغراب ..كانت تضغط على خدودها ..
تنحنح ..فنزلت يدها على طول ..وقال لخديجه متجاهل وجودها
: خديجه..جهزي فطور لامي ..و طلعيه غرفتها ..تقول تعبانه ماتقدر تنزل .
ليلى :خير وشفيها ؟
مطلق و مازال جوال ليلى في يده :تقول مصدعه ..على كل حال ترتاح في غرفتها احسن لها.
ليلى :بروح اشوفها ..ومرت من جنبه ..لكن نغمه جوالها رجعتها ..
رفع الجوال ..و قرأ اسم المتصل : مين تؤام الروح ؟
ارتبكت ومدت يدها للجوال وردت عليه :هذي صديقتي .
رفع حاجبه وسأل ببرود :وصديقتك مالها إسم ؟
كشرت في وجهه ..كرهت سؤاله المبطن بشك و عدم ثقه
: نجمه ..واكتفت و يدها ممدوده له ..
حط الجوال في يدها وقال : اذا تطمنتي عليها ..جهزي الفطور اذا جاء اخوك وتعالي المجلس.
اخذت الجوال بدون ماترد عليه ..
تطمنت على خالتها ..لكن بينها وبين نفسها ماكان تعب ..حبت انها تتركها مع مطلق
ما تدري ان كل واحد ما يطيق الثاني ..جهزت نفسها و تطمنت على كل شيء ..
وجهها مشرق ..و ابتسامه منبعها قلب شغوف ..
تأملت نفسها ..بفستانها الفوشي بأكمام قصيره ..متموج بخطوط صفراء متشابكه ..
ظفرت شعرها بظفيره واحده واعادتها خلف ظهرها وكأنها أحبت انها ترجع للوقت الذي كانت فيه صغيره..
دق سعود عليها ..فتحت الجوال وهي تنزل الدرج بسرعه ..
:هلا سعود وينكم انت ؟ في المجلس ؟يالله انا نازله ؟
ضحكت وماسمعت صوت اخوها ..
ليلى :خلاص قفل ..انا جايه
قفلت الجوال على طول وهي تجري و قلبها يقفز مكانه من شده فرحتها..
ابتسمت لنفسها وهي تتخيلها في احضانها و تشم ريحتها ..
فتحت الباب بسرعه و دارت ببصرها على الجميع ..و بإبتسامه بدأت تموت على شفاهها دون إدراك ..
تأملت الشخصين الواقفين بدون اهميه ..وحست بقلبها انه يؤلمها ..
مسحت جبينها وسألت :سعود وينها امي ؟
اقترب سعود منها وقال بصوته الحنون :أمي ..ما قدرت تجي معي ؟
حطت يدها على فمها و بلعت غصه معقده ..
لاحظ ارتعاش يديها و امتلاء عينيها بدموع لم تحتمل ايقافها كثيرا
فكمل و يده تمسح دمعتها : فديتك يالغاليه لا تزعلين ..والله رائد تعبان ما قدرت تجي ..
لكن ان شاءالله في هاليومين وهي عندك ..
تحاول ان تخفي ألم قد اعتصر القلب الفتي .
ارتعشت دواخلها ..و اختفت جميع الكلمات التي تستطيع مواساتها ..
حتى افكارها قد اختبأت منها ..و خارت القوى على ارجوحه الحنان ..

وذاك متفرجاً بصمت ..اهتز قلبه برؤيته براءتها وسعادتها تلك التي ماتت للتو
شفقه انسانيه لا تمت بصله مدى القرب والبعد ..
صدى واضح لانكسارات الغير تترجمه تفاصيل الوجوه..
لاحظ عليها صباحا متغيرا..
وجهها كان مضيئا وعينيها متلألأه بشوق وفرحه طفل دفين داخلها ..
عرف ان تأثير عليها سيكون كبيرا ....
وود ان يدعها ان تنفرد بأخيها ..فهو قادر على احتواء حاجتها..
لكن غايه في نفسه ..ان يرى احيتاجاتها تلك ..
رصد كل شيء ..و امعن في ترددات وجهها التي ماتت ملامحه المزهوه..
و اهتزت اطرافه وهي ترتمي في احضان اخيها و تشد عليه ..
ابعد ناظريه عنها مرغماً .. ووبخ نفسه على سذاجه جلوسه
ظن انه حتى في هذا مهماً ..لكن لم يكن هو ليحسب نفسه مهما لديها
ويجزم بأنه ليس بذاك الاهميه ..عندها .فلما اللوم ؟
ماتكلمت ابدا ..مشاعرها الصامته هي التي هدرت في تلك اللحظه ..
قدره هائله على الكتمان ؟ وان تصاعدت الانفاس ..و همت بالبكاء
فـ بوح الكلمات لديها معدمه ..
ابتسمت من بين دموعها وهي تمسح كتف اخوها
قالت بصوت ضعيف :ماعليه ياخوي اهم شيء رائد يتعافى ..
و رمت نظره لذلك الجالس بعيد عنها غير مبالي
وكملت : بتفطر معنا ؟ لا تمشي ما دام جهزت كل شيء ..
و خرجت بسرعه ..تخفي تمزق مشاعرها على العلن ..
و هدر دموعها و كأنه شيء يسير .
ستواسي روحها بينها وبين نفسها لاحقا في خلوه لها ..
وستضم اشلاءها فوق الجراح ..
أما الان فالمشهد الثاني يتطلب قوه و صلابه باطنها هش لا يكسر.
جهزت الفطور.. و دخلت عليهم
امتدت السفره بصنع يديها ..جلست طرف اخوها ..مبعده النظر عن ذاك
تدعي الاكل معهم وتشاركهم بكلمه و تغيب في الباقي ..و تهدر السمع في نقاشاتهم
تبتسم عندما يبتسمون ..و تلتزم الصمت عندما يحل عليهم ..
يواسيها ذلك المتقمص دور الاب ببراعه فائقه
حتى كادت فيها ان تنطق له بالابوه من بين شفتيها .
رفعت ناظريها ..لذاك وغرقت في سراديب عينيه المغلقه ..
مزيج منكر ..تحاكي لون الضباب ..
اسدلت عينيها بإغماضه طويله ...غير راغبه في التوغل
فيكفيها ماهي فيه ..
هبت واقفه تودع نصفها الاخر بوداعه المشتاق ..من الان .

***********************

ام سلطان ..ما كذبت خبر ..من بعد قرار ولدها
وهي اول شيء عملته بعدما قامت من نومها..ان كلمت ام زياد
اللي كمان فرحت ..
طبعا وين يلاقون مثل سلطان ..
مواصفات متكامله لشاب ناضج و خلوق ..والقائمه تتبع ...)
اما تلك المعنيه في الطرف الاخير ..نقيض مايعيشه الاخرون
تحاول تخليص نفسها من مصيده نصبتها لغيرها ..
تعبث بفرشاتها الابيه ..التي تعصي اوامرها
وكيف هذا أليست هي تعمل بأوامر من عقلها ؟
و تعبر عن ما تختزله من مشاعر..
رمت بالفرشاه و نفخت بملل ..
زياد من يومها ..وهو ما يعطيها فرصه حتى تبرر لنفسها
هذا اكبر عقاب ..نالته بالاضافه لنوبات الضمير ..
دخلت امها وهي مبتسمه و واضح من وجهها ان عندها كلام كثير
ام زياد : ريهام ..مشغوله يمه ؟
كشرت ريهام وردت عليها :لا يمه فاضيه ..خير في شيء
انعقدت حواجبها وهي تشوف امها تسحبها من يدها ..
ريهام :يمه وشفيك ؟
ام زياد :تعالي ابيك في موضوع ..؟
دخلتها المجلس وقفلت الباب و قعدتها جنبها ..
ام زياد بفرحه وهي تتأمل بنتها ..
مسحت على شعرها وقالت :والله كبرتي ياريهام ..وصرتي عروسه .
ضاقت عيون ريهام وكأنها حست بأن فيه شيء ..يخصها ..
ريهام بضحكه:اكيد..يمه انا كبرت تراني في الجامعه ..
ام زياد :قصدي كبرت وصار يجيك خطابه ..
وقفت ريهام ..وقالت :شنو خطاب ؟ لالا ما بي
ام زياد :بسم الله عليك ..وشفيك اخترعت ..اكيد بيجيك خطاب ..
ارتجفت حواسها ..و صرخه دوت داخلها ..
قالت بإنفعال : لا لا يمه ما بي ..قولي لهم رفضت..
ام زياد :يابنتي الله يهديك ..اعرفي اول من تقدم لك واعطي نفسك فرصه ..
ريهام وهي تتحرك بتوتر :يمه الله يخليك ..
ام زياد :انتي فكري يابنتي في الاول ..وقولي ردك..ترى اللي تقدم لك ولد خالتك سلطان ..واظن هذي
فرصه ما تتكرر ..
و خرجت ام زياد وهي تتدعي لها بالهدايه و الصلاح ..

وهي ليست هي ..كائن غريب قد اصبحت ..
ساكنه ..و داخلها ضجيج ..
مقبره ..تسكنها ملائكه ..
و شتاء ..زاخر بخزامى وعبق النعناع ..و بيلسان فواح
هدير مشاعر لا تتوقف ..و قلب يتراقص بخفه و بالكاد يتناغم مع انفاسها المتسارعه..
اشتعلت عينيها ..بصوره تعكس مشاعرها و تأججت دموع ذات معنى بداخلها ..
هو ..هو ..
ذاك الذي انتظرته ..منذ اجل ببعيد ..كان
هونفسه الذي رسمت عينيه في بياض عقلي ..
هو لاغيره الذي صنعت حياتي معه من اكداس احلام متراكمه ..
من رفات الاماني ..و بقايا عزم مات بعضه على شرفات اليأس ..
لكن الاخر حلق معانداً عسرات الحياة ..و ابى أن يتوسد الغمام او ينام في يقظه الانتظار ..
من قعر الظلام .. فراشات مضيئه قد حلقت حوله ..لتقوده لبر الامان ..
دارت حول نفسها في حديقه تغنت بسعاده وبهاء ..و امتلأت ضحكاتها بأجراس حلم قادم ..
لا حيز يتسع لها ولأفراحها ...و لا كلمات تختصر ما بها
فكل ماتجيده هو سرد روايه عن نفسها ..
عن حبها الازلي ..
عن سيد هام و بعثر برجاحه عقلها ...

وتوقفت فجأه وهي على طرف هوة سحيقه ..ترى نفسها في قعرها شبحٌ مكفهر حزين ..
حيث الظلام رهيب والسكون مخيف ..
اقالت انها صنعت حياتها معه من اكداس احلام متراكمه ورفات اماني و بقايا عزم معاند
ألم تنسى ان تضيف ..حز الرقاب البريئه على خطوات القدر ..
و كتمان انفاس حالمه بقلب يشابه الصخر في تكوينه ..
و سخريه من فوران المشاعر ..
هلاك في هلاك ..
قبطان قدم قرباناً للحصول على الكنز في قاع المستحيل .
و أوهم الاخرين بحصص متساويه ..
فله وليس لهم كان المنال ..
ضمت نفسها و قد استحال جوفها الى خواء قارس البروده ..
تجمدت مشاعرها لوهله وهي على شفير الاختفاء ..
احتباس حراري مقياسها فيه عتب و صد و محاسبه نفس ..لا تعلم إلى متى تطول ؟
اتضحك على نفسها ..فهي نقيض لشخصها لاغير
انانيه ..وتحب البشر
خيااليه ..وحياتي تسير
خريفيه ..واناجي الزهر
وعاطفتي لهيب من شعور

****************************

دخلت جناحها بخطى وتيده ..تجر اذيال الخيبه كالمعتاد لكنها مثقله بوزن زائد ..
جلست على سريرها ..تتأمل اصابعها بتركيز شديد..
مدت بصرها الى حيث لاتعلم ..
حيث تمتد مرارتها و رتابه اسرارها و خشوع احزانها ..
أمي ..اكانت تلك هي التضحيه رقم كم في حياتك وحياتي ؟
اانا الوحيده التي تتعثر خطواتك في القدوم نحوي ..
سأهرول إليك إن شئت ..لكنه صد اجهل معناه..
اهي عادة اصبحت لدينا ..الفراق وبعد القلب ومرأى العيون ..
انقنع بها و نخلفها ورائنا دون ذكرلها لاحقاً ..
لست بذلك الدلال الذي لا يرضيه شيء ..
او اميره تؤمر فتجاب وتلقى الاحباب ...
سمعت وقع خطواته من خلفها فقلبت عينيها بشيء لايطاق ..
تعرف ذاك الجمود حيث يقف على اعتابها ..
ويناديها دون صوت ..
طرق بأصابعه ..بتفكير عميق و عينيه لا تفارق صدها .
توقع ان تغلق على نفسها و تبدأ في النواح ..
و تهدر الدموع و تمطر سماءها غيما كاسحاً بالاحزان ..
لكن كما تسميه تؤام حياتها ..اخيها .. قد كان محقاً
كتومه لا تنطق بالحرف بالرجاء المخيف ..
تؤثر الصمت على النداء الاجوف..
قال بصوته الرخيم : جهزي نفسك..
اتسعت عيناها ..و بداخلها توبيخ هائل لقطعه الجليد المتحركه
الا يراعى ما تمربه ..يكفي انها تناضل من اجل ان تبقى متما*** ..
كانت قد لحقت عليه قبل ان يدبر و يتركها تكلم نفسها ويشاركها الجدران ..
سألته وفي داخلها امل : ليش ؟
رفع حواجبه يستنكر سؤالها ..وعدم مبالاه منها ..لكن لن يرضخ
شابك ذراعيه و رمى بثقله على الباب : كيف ليش ؟ بنمشي المزرعه هالوقت ؟
بصوت حاد لم تعلم كيف خرج : هالوقت ؟ ماله داعي ؟
طرقت رأسه بفأس ..و عد حتى العشره لا سيختار حتى المائه ..
سيطرق رأسها في احدى الجدران لكي يرتاح منها ..
اقترب بخطواته المتباعده و سألها بإهتمام مخيف : كيف ماله داعي ؟ فهميني ؟
اكان بلاوعي منها ان تجيب او هو كمايقال ..رمي في عرض الحائط
حركت يدها بشكل دائري وقالت :هذا كل ماله داعي ..ليش نروح ؟ نكذب على انفسنا ولا على غيرنا ؟ ويش الفايده
خبرني ؟ نمثل السعاده ؟ ونحن اكثر ناس تعساء ..
واطلقت انفاسها الحبيسه و كأنها للتو قد قفزت من ارتفاع شاهق .
صوتها زادته جنونا وثوره ..عاد يقلب ذاكرته على حد شفره حاده ..
اتخاله احمق ام ذاك المدعي ...او تهمه سعادتها ليستتر بخداع واهي ..
ليس هو من يفعل ذلك من اجل امراءه ؟
رد عليها و قد اصبحت خطوه واحده ماتفصله عنها محاول ان يزرع نفسه في مكانه ..للحرص فقط
: اسألي نفسك هذا السؤال ؟ تبين ترجعين لنقطه البدايه ؟ ماتهميني ابدا هذي اول نقطه ..وانا مااكذب علشان غيري
وبالاخص اذا كان الشخص مايستحق ؟ لو ما عندي شغل ماكنت اخذتك من اصله ؟

انفاسه احتدت بإزدراء و امتعاض تمثلت في نظرات حقيره قد صوبها نحوها ..

لقد عاد حتما لتلك النقطه المقيته ..كل كلماتها هبطت في مسامعها كالرصاص ثقيله المرور
هدم ما شيدته خيالاتها العذراء ..
اين ستهرب منه ؟ بل اين تختبأ ؟
مرت دقائق منفعلات و قلب مجروح تمزقه مديه الشك في حيره و ظلام رجل .لايبصر النور ..

صرخت بإنفعال :انت تتهمني بشيء مالي يد فيه..اذا تفكر في سلطان ..
و اشتعل الفتيل الذي جاهد في ابعاده عن نيرانه المشتعله لكن هيهات ..لقد احترقت غابته و ارتفعت
ألسنه النار ..هزها بعنف حتى تكاد تتهشم بين يديه ..
قرب منها : و تتجرأين وتنطقين اسمه ...
رفعت رأسها لتصارع قوه عينيه :مافي شيء صحيح من اللي في راسك ؟ افهمني
هزت نفسها بين يديه ..و طالبته بيأس انه يحررها ..:ارجوك مطلق ...اتركني .
لن يدعها ابدا ..بل سيجعلها تندم ..
لم يعد يطق نفسه. .و بالاخص ذاك الضعف الذي يسري فيه
ويعري قلبه من صلابته ..
مايفتأ ان يرى صوره ذاك ..و رنين كلماته "احبها وتحبني "
تضج صارخه داخل عقله المتحجر .
رمى بشماغه على السرير في غمره غضبه ..
فاتسعت عينيها خوفا و ادراكا تجهل فيه مالخطوه القادمه
مالذي سيمارسه معي ؟ يا إلهي رحمتك
حطت يديها على صدره ..لكن اين ؟ احرقتها تلك الحراره التي تخرج من جسده .
همست بضعف : مطلق ..ارجوك
ابتسم في داخله ..لن يودع الوحش الكاسر زنزانته
بل سيطلقه حراً ..
لم يعد التروي والحكمه من ضمن قاموسي..

التفت يده حول خصرها وقبضت عليه بشده ..قربها منه حتى كادت ان تتوغل في جسده بدون عناء يذكر
ارتفعت قدميها عن الارض ..و حملها بين ذراعيه ..شدت يديها على طرفي كتفيه..
ولفت وجهها عن وجهه حتى اصبح انفه يلامس خدها ..قلبها اوشك على التوقف
وهي على شيء لم تحسب له حسبان ..
همست للمره الاخيره ترتجي فيها السلام ام النهايه الوشيكه
همسه صبغت فيها كل مشاعرها بخوف ورجاء
همسه ترجوه فيها ان يرحم عذريتها و لايهدم ما خيل لها انه مشيد
همسه وضعتها في عمق اذنه لعله يهتدي عما يفعله ..
....: مطلق ..الله يخليك ...اتركني
فحيح انفاسه تزيد سخونه على عنقها ...
ثمن سيدفعه غالي ..هو بالذات
همس في اذنها بعمق : صبري له حدود ..يابنت الناس .
و انزلها بهدوء و قد شعرت بأن لمساته قد حفرت في مواطنها ..
تهالكت قواها و نظراتها قد انكسرت للارض
قال بأمر وكأن شيء لم يحدث :ربع ساعه وانتي جاهزه ؟
و خرج بعدها ...يخفي غضباً لم يخمد .
وتلك المرتعشه ..قد اصابها ما اصابها
ألم يعتري جسدها ..كاد يحطمها ..
تدفقت مشاعرها بأسى على ضعفها ..
شهقت و انتفخ صدرها برجفه هائله ..
وسقطت دمعتين ..تبكي فيها على حالتها
وتطلب الاذن لأخواتها..وتوالت الدموع
واختطلت بترنيمه الجمال ..حتى سال الكحل المرمري على خديها ..
سقطت روحها في هوى من يأس و جنون ..
و غلقت الابواب في وجهها ..ولم تبقى إلا هي ...و هو

***************

خرج بسرعه بعدما سلم على امه ..وابتعد فيها عن الاعين
حتى تخمد ثورته ولو قليلا ..
لم يستطيع ..
كاد أن يسلخ جلد رجولته بفعله ليست من شيمه ..
ليست من قيمه و صرح مبادئه ...
لم يطق صبراً..
هدراً لكرامته اوجده وهي في احضانه ..
رفض طاله منها بيديها وعينيها ..
قرب لا تستبيحه لها ..
لا تريده ان يمسها ..قشعريره سرت فيها و منها و وصلت لاخر سلسلته الفقريه ..
عناد عن حلال بغيض ..اصبح حراماً في نظره.

تكورت و اشتدت قبضته وانهال على الجدار مخدر الاحساس ..
ولو مكنوا الحائط من لسانه ..لصرخ متألما او او صرخ مستغيثاً ان يرحم حاله
كانت تلك الرابعه التي شعر فيها بالالم ..ارتعشت يده و شد من قبضته ليتأكد من سلامتها
كيف هذا و هي تنزف ..
مسح وجهه بيده المصابه..و تعوذ بالله
و دخل المجلس و غسل يده المرتجفه ..و حركها بضعف
غسل وجهه بعدها ..
تتحداه في ضعفها ..و تهمش رجولته بذكرها اياه ولاتبالي ابدا
ماكان مني ان اسمعها..
لم تمتد يده يوما ليضرب امرأه ..
معها هي كل شيء مباح في حياته ..
معها هي كل تجاربه هي الاولى ..
لم يفعل ..بل كاد ان يفعل ..
انتصرت فيها خفايا لا يعلمها ..
خرج ..وشافها واقفه عند السياره و معها الشنطه ..
نسف شماغه و اعاد ترتيبه ..و مشى بثقه و كبرياء
اخذ منها الشنطه ورماها في الجهه الخلفيه ..
وفتح الباب لها ..ومشى بقربها متجاهلها..
جلست واستكانت مكانها ..والتصقت بالباب ..
شغل السياره ..ومشى و كل واحد معزول وافكاره بعيد عن الاخر .
دق جواله..مسك جواله بيده اليمنى ..فارتعشت وطاح الجوال بين رجليه ..
زفر بقهر ..والمشكله الرنين ماتوقف..
انتبهت ليلى له..و زادت التصاقها بالباب ..لاحظ عليها .
تأمل و تأكد من خلو الطريق ..و بحركه سريعه التقط الجوال ..
و رجع يركز في الطريق ..
قفل الجوال ..انتبهت ليلى ليده ..شكلها فظيع ..الجلد المنكمش و بقع الدم ..
عضت شفاتها ..ماتصورت يكون انفعاله بهذي الطريقه ..
يارب رحمتك لو طحت انا تحت يده كنت رحت فيها ..
وحزنت في اعماقها ..عمرها ما تحب تسبب الاذى لاي شخص..
تنفست بهدوء و عيونها على الطريق ..الصمت اكبر تهويده للنوم بالنسبه لها
ارخت راسها على المقعد..و تأملت الطريق بعيون شبه مغلقه..
مسح على عيونه ..والتفت نحوها كان راسها طايح على كتفها ..انفاسها منتظمه
غطت في نوم ..
ثلاث ساعات ونص قطعها في مشوار يتطلب خمس ساعات ..
وقف قدام البوابه ..انتظر شوي وتذكر انه اعطى العاملين اجازه
فتح الباب وخبطه بقوه ..صحيت ليلى بخوف على اثره ..
عدلت عبايتها ..و مسكت شنطتها
رجع يدخل السياره ..وعيونها تتوغل في الداخل ..
شهقت بصوت عالي ..جذبت اهتمامه ..طالعها ورجع يطالع قدامه ..
ركن سيارته ..و خرج بعدها ..
طالعت البيت اللي قدامها ...والاشجار والنخيل بشكل ساحر
حست بغصه ..تذكرت ارض جدها ..وايام طفولتها فيها ..
طالعت وراها للبيت الكبيرمن دورين ..يشبه البيوت القديمه في تأسيسها
بسيط و ملفت للنظر ..لحقت مطلق داخل البيت ..
وابتسمت لما شافت الاثاث البسيط والجذاب ..جلسه بدويه في الصاله
الالوان مدموجه بين الاصفر والبني ..
نزلت برقعها ..و انتظرت مطلق اللي دخل واحده من الغرف ..
تفاجآت انه نازل من الدرج ..مغير ملابسه ..ببنطلون جينز و بلوزه بيضاء قديمه مقلمه بالازرق
رفع اكمامها ..وقف نهايه الدرج..وقال بسرعه : الاكل في البراد ..و غرف النوم فوق ..
وخرج بسرعه ..
تأففت ليلى ..معقوله بيتركني وحدي
ياناس هذا في راسه عقل ولا بطيخ
شالت شنطتها و طلعت غرفتها ...بعدما اخذت لها جوله في المكان ..
استلقت على سريرها ..الساعه على راسها تزعجها بدقاتها الممله ..
تحسسها بأن فراغها كبير وما عندها شيء تشغل نفسها فيه
غير تفكير ..تفكير..تفكير
و ملاحقه رجل غاضب ..اكثر شيء تخافه وتخشاه في هذا المكان .
اخرجت جوالها من الشنطه..دقت على اخوها ..
سعود :اهلين ليلى
ليلى : هلافيك ..تراني وصلت المزرعه ؟
سعود :والله ادق على مطلق ..جواله مقفل
اعتدلت في جلستها وقالت :ايه البطاريه خلصت..اسمع وين سلوى ؟
سعود :تراني مو في البيت اذا وصلت بخليها تكلمك .
ليلى :خلاص ..
سعود :انتبهي لنفسك ..
ليلى :ايه سعود ..تذكرت كيف رائد ؟
سعود :الحمدلله .بخير ..امي كانت بتكلمك لكن قلت لها انكم طلعتم اسبوع عسل غيرت رايها .
ليلى بخيبه:ليش ؟ كانت كلمتني ..اذا زرتها مره ثانيه خليها تكلمني ..ولا ارسل رقمها انا اكلمها ..
سعود : لا ..انا بكلمك من جوالي ..اخاف يرد عليك زوجها الغثيث ..سلمي على مطلق
ليلى وهي تحرك راسها بسخريه :طيب .مع السلامه

تأملت صوره اخوها ومسحت الشاشه بإبهامها..
كانت مركزه بعيونه ..
لو تعلم ماذا يحدث لي ..
تخبط في حلكه شديده..
لا أعلم ما تلك الخيوط التي تقيدني وتشدني إليها
رغبه ورهبه ..
أكف ودت لو مزقت بؤس الحياة..
و شفاه تموت ظمأى ..ولاتسأل عن الارتواء
وهي تحس بأعمق الاحساس و تبدو وكأنها لا تحس..
اتصلت على نجمه ..تلك التي تحتضنها من بعيد ..
تلامس كلماتها و تشعر بها دون ادنى كلام ..
ردت نجمه صوتهاالعالي :ياهلا يا ليلى ...
تعالت اصوات الاغنام من جنبها ..ابتسمت ليلى ..وقالت :نجمه وينك انتي ؟
نجمه : تراني عند الغنم مع امي ...وشفيك ؟
ضحكت ليلى وقالت :مافيني شيء ..حبيت اسلم عليك
نجمه بذكاء :والله صوتك ماهو عاجبني ..وينك انتي ؟
وقفت قدام المراه :في المزرعه..
نجمه :ياعيني على العسل ...وينه مطلق ؟

وقتها لم تطلق صبرا على التحمل .
فاض لديها الكأس حتى انفجر ..متململاً
هو ..ذاك نفسه
من كسر انيتي البراقه ..و حطم جماليتها
هو من ثنى العزم في روحي عن المواصله..
هو من دثر أمالي برماد قسوته ..
و اقتلع جذوري برياحه العاتيه..غير مبالي بأني كائن أي كائن
فـ شعوره بالشفقه مخدر..والعطف لغه معدمه لديه

نجمه بحزن تتابع بإهتمام تلك الشقهات الخفاف : ليلى ؟
زاد نحيبها وكأنها امامها :اكرهه اكرهه ..
نجمه :هدي اعصابك يا ليلى ..لا يسمعك ...قولي ويش صار معك ؟
حكت لها ليلى ..مابين انفعال و هدوء ..
غطت فمها وهمست وعيونها على الباب :ما اقدر اتحمل اكثر ..
نجمه بتوبيخ :ليلى ..كم مره اقولك لا تضعفين ..
انا حاسه انك اصلا مو عارفه الوضع اللي انتي فيه..
تنهدت ليلى وقالت بيأس :كيف يعني مو فاهمه الوضع ؟ تحسبيني صغيره ما افهم ؟
نجمه :يا حبيبتي يا ليلى ..زوجك الثور هذا ما يبغى له واحده تشد معه..لا تعاندين
الرجال ماخذ موقف وفاهم غلط ..وانتي كأنك تثبتين له بأفعالك ..
هدأت ليلى و هي تفتح الستائر ..و تعلقت عيونها في خلفيه رجل ..جالس على سورخشبي
تحت اشعه الشمس..يتكىء بكوعيه على ركبتيه ..و يراقب بإهتمام ..ماقدرت تشوف لان كثافه الاشجار
غطت عليها ...
بهدوء تعلن عن فكرتها : والله مجنون ..
نجمه :ليلى ..يالبقره انا اتكلم معك وانتي ولا معي ..ضيعتي وقتي كل الغنم اللي جمعته خرج ..
ضحكت ليلى وقالت :احسن ..ان شاء الله تاخذي لك علقه معتبره من خالتي .
نجمه بعصبيه :هذي جزاتي ..المهم انتبهي لنفسك وراعي زوجك ..واذا ماتبينه اعطينيه ..تراني احب العمالقه
ليلى :اقول اذكري الله ..
ضحكت نجمه وقالت :ماشاءالله ..يالله انقلعي امي تناديني ..

وقفلت الجوال على طول..و عيونها تراقب بإهتمام ..كان يصفر بإتقان ابتسمت وهي تشوف طريقته
و قام بعدها ..حاولت تمد نظرها و تتبعه لكن اختفى عنها ...

تنهدت بملل ..وراقبت المكان حولها ..

**************

لم يبالي بقسوه الشمس التي اذابت فروه رأسه ...او بالعرق المنصب بغزاره
تمرين جاف ليمرغ عواطفه في التراب ..ليصب على قلبه رصاص صلب ..
دار برأسه لما حوله ..يتابع بإتقان جموح خيله الواعده تثير النقع من حولها ..
تتراءى له من بين ذرات الغبار صورتها ..
وصل الذروه و انفجر ..
غايه ينأى بها عنها ..جنون تلبسه وكاد ان يحطم نفسه فيه ..
اكتشف ما خاب في عقله الباطن ..
انه ثائر على نفسه ..
هي ليست بذاك الاهميه لديه ..
مجرد انثى ..لا تتفاقم ثغرته بغيابها او وجودها ..
لكنه عبء و هم كبير ..
ان تجعل صورتك في كل برواز تصنعه في حياتها الان ام سابقاً
زفر بتعب ..واقترب من حصانه بثقه ..مسح على ظهره ..
"سرور "بث راحه في نفسه ..تكلم معه ..: تعبتك معي ..سامحني .
صب جام غضبه عليه ..مسح عيونه وطبع قبله بينها ..
ابتسم وهو يربت على ظهره ويقوده للاسطبل ..
اخذ جوله حول المزرعه
في قرارة نفسه قناعه بأنه لا يهتم به ..لكن ما غيبه إلا ليصرف تفكيره عنها
ان ينسى وجهها المتقلب في صباحه الباكر ..
اخذ نفس عميق من كل شيء حوله و طافت عيونه على املاكه ..
بحرص و اهتمام كبير لك صغيره و كبيره ..
الارض الكبيره البور التي اشتراها رغم اعتراضات الجميع عليها
حولها لملاذ خاص فيه ..عن عالم العمل و الانشغال ..
تنهد بتعب ..وبالاخص الالم في يده اليمنى يزيد..
رفع ناظريه للسماء حيث شمخت بأعلى منه نخيل باسقااات و اشجار مضلله
تخفي اشعه تخرق عينيه من شدتها ...

*********************

عملت لها سندويش جبن ..و عصير برتقال جاهز ..
شيء سهل عليها المهمه ..البراد معبى اكل و المطبخ مجهز كل شيء
هزت رأسها برضى ..و طالعت ساعه يدها ..
ثلاث ساعات ..وهي تتجاهل رقص الدقائق والثواني
في غمره انشغالها .
ما تقدر إلا تفكر فيه ..
صعبه ..بعيده عن الجميع ..و وحيده معه ..
مشت خطوه و توقفت ..لما حست فيه يفتح الباب ويقفله
اختارت اقرب كرسي وجلست عليه ..و تشاغلت بشرب العصير ..
مشى بسرعه دون المرور بالمطبخ ..
شرقت بالعصير ..و سعلت اكثر من مره قبل تسترد انفاسها ..
بعجله من امرها و حواس تتربص بالحضور..
لمحته واقف على عتبه الباب ..رفعت راسها وابتسمت بتوتر وعيونها مليانه دموع
ووجهها احمر..رفعت كاس العصير و كأنها تقدم سبب له : حشرت من عصير البرتقال.
تأملته بخجل هذي المره ..كان نص ازرار قميصه مفتوحه وصدره مشكوف و شعره مبعثر و مليان غبار
وواضح ان الشمس تركت لفحتها على وجهه .
رد ببرود :تمهلي ..ليش مستعجله .
ومشى و تركها تقع في وحل جليده
خطوه متعثره تتبعها اخريات ..تنبؤ هي اكثر العارفين به
لكنها ستحاول ..
وقفت وقالت بصوت يكون مسموع له :تبي اجهز لك غدا..
لكن لاشيء ..متوقع ..
تنهدت بيأس ..وعقدت ذراعيها ..و الافكار تضحك داخل عقلها
محاوله فاشله ..واخرى متلاحقات
رفعت الصحون ..هي نفسها مااكلت شيء كله منه ..
حتى الفطور ما اكلت مثل الناس..
قفلت انوار المطبخ ..و طلعت تريح ..
حست بتعب غير طبيعي ..
يجب ان تكون في كامل طاقتها ..كفايه المسحوبه منها في مواجهه المسمى زوجها .
ذلك الرجل قادر على امتصاص طاقتها و بعثرتها ..
دخلت حجرتها ..وارتمت على سريرها ..و عيونها في السقف
تتعانق جفونها ..لوهله وتعود تنفرج من جديد..لكن لما ؟ فلتطبق جفنيها وترتاح..

*******************

تأمل للحظه رقصه ألوانها على بياض لوحاتها..
نقيض تام لما صنعته بيديها ..سواد في سواد
مشاعر مكروهه كانت تحملها ..وان جددت النوايا فلن تغفر لها ؟
لاحظ عليها التغير المبذول ..يعرف تلك الهاله ..جيدا
و يشتم تلك الرائحه ببراعه فائقه ..
متخصص فيها و بارع كان في ما مضى ..
شيء يبث في جوفك نسائم دافئه
يجعل قلبك يتراقص طرباً ..
شيء كالافعواانيه ..هبوطاً ونزولاً ..رهبه ورغبه و لذه ..
ليس ألوانها فقط من تتراقص معها..
فالكل محتفل ٌ معها ..
ضحك بسخريه ..ولفت انتباهها
توقفت عن الرسم و استدارت له ..
اكانت متبصره بضحكته ام مستبشره خيراً فيها ..
ام طال البعاد و لم تعد تتضح الرؤيه لديها ..
قال ببرود ساخر :أشوفك اليوم على غير عادتك ؟ وكمل بجفاء :راضيه عن نفسك ..؟ آآمل
عتمت ملامحها واستدارت عنه ..
وقالت تتشاغل بما في يديها :تحتاج شيء يا زياد ؟
ابتسم واجابها :لا ..معاذ الله احتاج منك ..
ناظرته وقالت برجاء :زياد ..ارجوك يكفي ؟ ما صارت كل اللي تسويه انا اغلطت ونلت عقابي ..
:ايش اللي صار لك ..ندمتي وحسيت انك غلطانه بينك وبين نفسك ..
كمل بإنزعاج :لو بيدي دفعتك ثمنه غالي ..لكن محسوبه علي يابنت امي وابوي ..
اقتربت منه محاوله ان تذيب الجليد :الله يخليك ياخوي ..لاتزيدها علي ..
: لا تحاولين..اللي فيني ما طاب ..ما بنسى بسهوله .
إلتزمت الصمت ..وخاب ظنها ..
استدار و تركها وبعدها قال : صحيح سمعت عن خطبه سلطان لك ؟ ما بقول لك مبروك ..لانه بدري
لكن بقول لك ..نقل فؤادك حيث شئت من الهــــــــــوى ما الــحـب إلا لـلـحـبـيــــــــــب الأول...
ابتسم وهو يخفي ألما قد اعتصر قلبه
ليش بذاك الشر ان يعيد لها ما اصابه
لكنه اذى لا تحس به
يجب ان تشعر بما طاله ..ذلك الفقدان لا تعوضه ..
درساً قاسياً من دروس الحياة ..
تركها ..بعدما شاف ما طاف على وجهها ..
ثأر مباغت و انتقام رخيص ..نقطه سكبها في بحيرتها حولتها لبركان هائل ..
و تجمدت في قطب قصي بعيد عنها ..أغمضت عينيها لتعيد ذاك السيناريو الذي مضى ..
بمؤثرات خارجيه مؤثره ..دموع ساخنه ..وبخار متصاعد من القلب بحرات العذاب .


***********************


صحيت مذعوره ..تلفتت في الغرفه وكأنها تتأكد من مكانها ..
اقتربت من النافذه ..
اعوذ بالله كأني سمعت صوت صراخ ..
طالعت ساعتها وشهقت ..العصر اذن من نصف ساعه ..

"اللهم انت ربي ..خلقتني وانا عبدك و أنا على عهدك ووعدك ما استطعت
ابوء لك بنعمتك علي ..وابوء لك بذنبي ..فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "

توضت وغيرت ملابسها ..و صلت بخشوع ..
مسكت بطنها من الجوع ..و احتسبت في داخلها على من كان السبب
ودها تصرخ يا ناس مايحس ..
خرجت ..و على طول دخلت المطبخ ..ماعليها منه بتموت جوع اذا قعدت تنتظر حضرته .
تأففت وهي ترجع فطائر الجبن و العصير ..و تطلع بسرعه الدرج..
طرقت الباب ..مره مرتين ..فتحته بهدوء و رجعتها البروده القارسه ..
ارتعشت اطرافها ..وعضت شفايفها ..من التكييف العالي
هذا كيف ينام في البرد ..انا قلته من قبل معدوم الاحساس ..
الغرفه مظلمه ..هذا كيف اصحيه ..
تقدمت خطوه ..جسمه محتل نص السرير ..
اقتربت اكثر .وهمست :مطلق ..مطلق
لاحياة لمن تنادي ..
ضمت نفسها ..و هي تناديه بصوت اعلى ..
جات فكره في بالها و خافت منها .
..هزته بخفه ..شهقت بخوف وهي تهزه اكثر ..
خوف هز اعماقها ..علي صوتها وهي تهزه :.مطلق ..قوم لا تخوفني ..مطلق ..
وفي لحظه بدون ادراك ..سحبت من يدها ..و مافتحت عيونها إلا هو ما***ا من يدها واستلقت تحته
..وقريب منها.
متأهب وعيونه مفتوحه على الاخر حتى بانت فيها الشعيرات الدمويه بوضوح ..وشعره مبعثر على وجهه
وكأن معركه قد حصلت للتو فيه ..
ارتجفت وهي تطالع في وجه القريب منها ...والمشكله الادهى والامر ..ماكان يلبس شيء على صدره ..
قال بحده :وشفيك ؟
ردت بخجل :مافيني شيء ..إنت اللي فيك شيء ؟
غمض عيونه و رجع يفتحها وهو يتنهد ..وكملت وهي تحاول التملص من قبضته
:حاولت اصحيك ؟ لكنــ ....
تركها و استلقى على السرير و غمض عيونه بقوه ..و قال :اطلعي براااا
جمدت ليلى من طريقته الفظه .. و وقفت بسرعه و خرجت بدون ما تلتفت له ..
حست بالغضب منه ..دخلت المطبخ ..سد نفسي الله يسد نفسه.
عضت شفايفها بقهر ..انا الغلطانه يصحى ولا مايصحى بالناقص ..
حاولت تشغل نفسها بأي شيء ..وبقصد تسوي ازعاج لعل وعسى تقهره مثل ما قهرها ..
اخذت لها كم فطيره و عصير ..و خرجت لقعده في الخارج ..وقبل ما تخرج لبست شيلتهاعلى راسها
تحسباً ..وجلست بهدوء ..تنفست بعمق واريحيه ..
مكان هادئ و بعيد عن الضجيج
مريح للاعصاب ..لكن وين مريح و الاخ اللي معي مجهد للاعصاب..
تأمل لرحابه الكون وجماليه السكون ..
رفعت كأس العصير بتشرب منه ..لكن امتدت يد وسحبته منها ..
فزعت وناظرت مباشره للشخص الواقف جنبها ..واضح انه استحم وبدل ملابسه
كان لابس بلوزه سوداء يحاكي لون شعره الاسود ..و بنطلون بني .
جلس في الكرسي الفاضي جنبها..و ماطالع وجهها ابدا ..
يشرب العصير بهدوء و لا على باله ان في شخص جنبه..
رفعت الصحن وسألها :وين ؟
جاوبته بهدوء : ما تبي شيء تاكله ..مجهزه فطاير جبنه ؟
هز راسه بإيجاب و مشت ..
تابعها في غفله منها ..وهو كذلك غير متبع القوى الداخليه ..
تفاجئ بوجودها على سريره ..
كافح في جمح نفسه و تدارك تلك النقطه الشارده ..
نظره الخوف ..والرفض الذي لم يطقه ..
اصبح جلفا في مهاوده اللين ..
غلطه ارتكبها في القدوم إلى هنا ..
وبالأخص معها هي ..
واضح من وجهها الوجوم ..مستنكره ام لاترى قادما مثل هذا .
جهزت له صحن مليان و عصير برتقال ..
وقدمته على الطاوله ..جلست جبنه وراقبته.
يطيل في مضغ اللقمه تحت تفكير دقيق ..
تتعمق عيناه في ذاك المدى البعيد ..
تتأمل خصله الراقصه ..متعه في التوغل جوفها
رغبه غريبه ..
هناك بعض الشيب الخفي بين سويداء شعره ..و كأنه خجل من الظهور
اورده تنضح بإنفعالات فكريه صاعده و هابطه من دماغه
و تتواصل مع عروق عنقه المتشابكه ..
هزت رأسها ..و كأنها ترج افكارها لتهتدي للطريق الصواب..
لكن أين ؟ رفعت ناظريها من جديد لتسقط في جوف ظلماءه
فاكتسحتها موجه خجل ..كشفها ..
و خادع افكارها ..حتى ظن ان عينيها جردته من كل شيء
تصنع البرود وهو يسألها :تبين تتمشين في المزرعه ؟
مالت على الطاوله وهي ترد بإبتسامه :ايه ..اذا ماكان فيه مانع ..
وقف ورجع شعره للخلف وجاوبها وعيونه تجوب ماحوله ..
:لا مافيه مانع ..
وقفت بحماس و وقفت جنبه تتحرى مشيه قبلها..رمى عليها بنظرات عميقه
اقترب منها ..و فك شيلتها وحطها على الطاوله ..
راقب تلك النسائم الهادئه التي عبثت في خصل شعرها ..تطايرت حول وجهها
عاند رغبته تلك و قطع هوايته المفضله بعدم الممارسه ..
ملمس شعرها و تحسسه بين يديه ..
وقال بهدوء يناقض مشاعره : مافي احد في المزرعه ..خذي راحتك .
مشت بهدوء بين تعثراتها ..ترفع ناظريها لذاك وتعود و تدفنها في الارض ..
ابتسمت بإعجاب ..وبالاخص النخيل ..تذكرت موقف لها في الطفوله
وبالاخص مع نجمه ..كانت تحاول بأي طريقه انها تطلعها..ماكانت تيأس
حتى لما ينطردون من المزرعه ..
قالت بصدق :مزرعتك تذكرني في ارض جدي ..
قطعت الصمت ..و عادت به حيث رغب ان يكون بعيد عنها
ابتسامه صغيره ردا ..لها
وقال :قصدك مزرعتنا ..وشدد على الكلمه مؤكدا بها على احقيته لها
كمل :انا شفتها ارض جدك..و سكت وكأنه ألجم
واقع بغضه اشد البغض ..يذكره بذلك اليوم المشؤؤم السرمدي ..
ادار وجهه ومضى ..وفي بركه عينيه وحش مختفي ..
شعرت به..وصلت افكاره للمنطقه المحظوره ..تعرف ذلك؟
تعرف نقطه البدايه التي قضت بها حتى النهايه دون سير على الطرقات
ومعرفه المصائر .
رجع كلام نجمه يرن في اذنها ..
تنهدت ولحقته ..تحاول ان تجاريه في خطواته الواسعه ..
تعالت انفاسها و كأنها تبذل مجهود للحاق به ..
كانت يديه خلف ظهره ..يتسيد المكان والزمان..
سأل :اذا تعبتي ارجعي ..
اقتربت منه ليلى وقالت بخيبه : لا ..لكن اذا ماتبيني معك ؟هذا شيء ثاني .
لما المجازفه ..ساذجه
سيقول لك انه غير مهتمه بك..
هل تريدين وثيقه ليؤكد انك مجرد شيء ولاشيء ..
قالها من قبل ؟مجرد املاك عاديه
مسحت جبينها و اعادت خصل وهميه خلف اذنها ..
سمعته يقول وهو يتخطاها :عادي
عادي ام زاخر بالالوان ..فهو نفس الحال
عادي ماذا ؟ لما ترسلني من دوامه الى دوامه ..
اخبرني ..اعدني بكلمه ولو بزيف إلى الحياة
لاستشعر بالجمال من حولي ولو كان خيالاً
لاحظ عليها توقفها وتحديقها في الارض ..
غمض عيونه وقال : بتمشين ولا تظلين واقفه ؟
ابتسم في داخله وهو يرى تلك النظره المبهمه ..
كأنها تقول اين اسير ؟ معك ام اعود ادراجي ..
براءتها لم تجرحها خداع و نكران هويه ..او حتى ضياعه
الا يقرأ ما يكتب في وجهها ..حقيقه لا تستطيع إخفائها ..
اشار بيده للامام ..فمشت بخطى هادئه ..
تحاول ان تكسر حاله اليأس التي تعيشها
فلتعيشي اللحظه ..
فسحه كبيره تحفها النخيل وبئرقديم ..ظل مثلما هو
قال وهو يشير للبئر :هذي البئر يمكن عمره ميه سنه ..طبعا جف
ماحبيت اطمره ..يذكرني بالقريه ..
وابتسمت عينيه و ذكرى جميله طافت في عقله ..
وصلتها مشاعر غريبه وهي تحدق فيه..
اقتربت من البئر وقالت :حتى انا ..اذكر جدي كل مرة كان يطردنا فيها اذا اقتربنا منه ...
سألته وهي تنظر في عمق البئر و الظلمه تخفي قعره البعيد..:ما هو خطر يا مطلق ؟ يعني لبنات اختك؟
يمه لو احد طاح فيه ؟
نادت اسمها ليرتد اصداه في الجوف ويبلعه بعد ترددات داخله..
ابتسم و تأملها ..
عندما تنطق اسمه ببساطه
يشعر بأنه كشيء سحري في الاجواء
تتصرف كالاطفال ..
تنحني بحذر ..و تصغي السمع ..
غير محسوبه تلك العلاقه الملتهبه بينهما
تناسي تلك اللحظات ولو قليلا..لتذوق شيء جديدا وغريبا ً
اقترب وهي ترمي حجر و تنتظر قراره في ارض البئر الاجوف ...
استدارت له وابتسمت ..
غير مدركه لخطوره قدمها التي ارتجت الارض من تحتها
شهقت بخوف ..وهي ترجع للخلف حيث سحبت لمكان مألوف ..لها
ضحكت بخوف وهي تناظره بإرتجاف واضح ..
تلك الضحكه التي تخرج هازئه من مشاعر الخوف وكأنها تقول كدت تخيفني ..لكنه فعل
فما هي إلا كرده فعل من شده الذعر ..
قال بحده :انتبهي ..شكلي بطمره علشانك انتي مو بنات اختي ..
ابتسمت و مسحت جبينها ..غير عابئه انها بين ذراعيه ..ذلك الخوف جعل مأمنها معه هو
اشعرت حقا بالامان .؟
ليلى :تخيل لو طحت فيه ...ارتعشت بوضوح ..لتجلب له الابتسامه ..
كملت :لمجرد الفكره احس اني انتفض من الخوف ..
كانت ذراعيه تلامس كل من كتفيها ..قريبه ..لحد الخطر
رفعت راسها بهدوء ..
لتنتبه لعينيه الساقطه عليها ؟
ام لرائحته الرجوليه التي خرقت انفاسها بدون استئذان
ام لقشعريره سرت من باطن عقلها حتى اخمص قدميها ..
تراجعت للخلف وقالت :لاتنسى ..
و مشت بهدوء تخفي عواطف قد طفت على السطح و جعلتها تجدف هاربه منها ..
سمعت ذلك الصوت المألوف ..ليس في الحقيقه بل في الرسوم المتحركه وبعض الحلقات الوثائقيه او
تلك المسلسلات البدويه التي تتابعها بأنتظام مع جدتها ..
طالعته بأستغراب ..رفع حواجبه مع ابتسامه وقال :سمعتي الصوت ؟
تحركت عيونها في الارجاء وسألت :ما كأنه صوت حصان ؟
اشار برأسه للمكان وقال :تعالي نشوف
ممر طويل ..مرصوص احجار كثيره على طوله بشكل جمالي ..
وبعده ساحه كبيره محاطه بسور خشبي و بيت صغير بقمه مثلثه ..
فتح الاسطبل ..و دخل المكان الشبه مظلم ..وهي تتابعه بفضول ..
سمعت حركه و انفاس متهدجه ..
فتح الباب ..وخرج حصان فضي ..تراجعت للخلف وزادت ابتسامتها
صفقت بيديها وهي تشوفه قدامها ..من فرط الحماسه ما قدرت تتكلم ..
ابتسم مطلق و مسح على ظهر خيله ..وقال بفخر :هذا ياطويله العمر "سرور"
مسك اللجام بحرص وقال : اقتربي ..
هزت رأسها برفض ..:لاخليني ..هنا
مطلق بأمر:تعالي لاتخافي منه ..
اقتربت بحذر مسك يدها ..و حطها على ظهر الحصان ..ابتسمت له وقالت :مو مصدقه ..
لو اقول لاخواتي والله ينهبلون عليه..
رددت اسمه ..حرك راسه فشهقت بخوف و تراجعت للخلف ضربت في صدر مطلق ..
ربت على ظهره ..و نادى بإسمه ..
لف ذراعه حول تلك ليسحبها للناحيه الاخرى ..
وقال :لاتخافي منه ..الحصان مثل الانسان يستشعر بوجود غريب حوله ..
ليلى بعفويه :يقدر يتعود علي ..صحيح
جذبت كل اهتماماته ...مازالت ملاصقه له ..
كلمه تعنيها ام لا ..لقد قالتها
بريق الحماسه ..واللهفه تترجمه حواسها ..
قال بهدوء :اكيد بيتعود عليك ..
ضرب على مؤخرته ..وانطلق قدامه مثير الغبار ..
ابتسمت من جديد ..لم يعد سوى ابتساماتها تلك التي تجذبه
حرر جسدها ..و كأنه للتو تذكر مايفعل بيده الاخرى ..
او حتى يتذكر اين هي ؟
قاربت الشمس على المغيب ..تتأمل بصمت حركه حيوان عابث
يتمنى ان تشق حريته عالماُ فسيحا له..وينطلق حيث لا شيء يقف في وجهه..
وهو ..و افكاره عابثون بخصلات شعرها ..
يسرح في تفاصيل وجهها ..غير راغب ان يقاطع عليه احد
يدعي الاهتمام بذاك المتباهي ..امامها
وانا سيد مملكتي هذه ..سجني وحريتي بيدي ولا اعلم ما عساي فاعل ُ؟
خرج من صمته بصهيل حصانه الذي يذكره بوجوده ..
حان وقت الغروب ..وبعده تستتر الخفايا بالظلام ..
صفر لخيله التي استجابت للنداء..مسك اللجام وشده
قال بأمر : ارجعي البيت ..ولا انتظري حتى اخلص .
غاب عن نظرها ..واستندت على السور الخشبي ..ابتسمت وهي تفكر
لوقالت للبنات عن الحصان ؟ ما يصدقون ..
ضحكت بينها وبين نفسها ..
استعرضت شريط يومها ..بدايه منفعله
احتدامات متواصله ..
ويبدو انهما الان في استراحه المحارب ..
حركت خصله شعرها بين اصابعها ..
تنفست بعمق ..
اتشعرين بشيء ..ام انك مبهمه الاحساس دائما
الا تعقلين ان طريقك محفوف بالالغاز ..؟ وانتي تحاولين جزافاً ..
راقبت غرق الشمس في كبد السماء ..انسلت خيوطها المشعه بهدوء ..
وتركت صبغه الغروب هي السائده..
ماله يبعث في نفسي حزناً ؟ يثير صخب داخلي ؟ و يعيدني لذكريات
ماتت ام تحتضر بعد ..
لم تجتمع تلك القطع الصغيره وتتركني مسلوبه القوى..
أمي وساعات الفراق الطويله ..
حتى كدت انها انسى انها على قيد الحياة ..
اشعر بأنها قد اودعتني للدنيا غير مباليه بي .
جدتي وجدي ..حضن دافئ يتسع للجميع ..
سعود ..نبض قلبي يا اخي ..
صغائر الامور التي تخصني لديك عظيمه.
مسحت دمعه ضاقت بمحجر العين ..لاتريد ان تراها هي ..
فكيف بالماكث خلفها..يتأملها بكل دقه ..
متحفز الحواس ..
يكره السؤال ؟ لا يعلم ما بها ..
لما تلك الفقاعه الحزينه التي تحيط بها ..
أصدر صوتاً ليشتت انتباهها..و مشى قدامها..
سارت بجانبه..تتأمل طريقها ..ترسم خطواتها بتفكر على ارضه..
وحتى دخلت البيت ..وهي ساكنه..و هو ما بين ان يزعجها او ينضم لها ..
طلعت فوق مباشره ..توضت وصلت المغرب ..و ظلت جالسه على السجاده تسبح ..
استلقت على السجاده ..متوسده ذراعها..
تشعر بتعب غير طبيعي ..اهي مشاعرها التي انهكتها
ام هو عناء رحله طويله ..
غمضت عينيها لإغفاء قصيره ..

*****

من بعد ما صلى وهي في غرفتها..ماكانت طبيعيه ..انطفأت فجأه
دخل المطبخ ..ما عنده شيء يسويه ..فتح الثلاجه واخذ له ماء وطلع
فتح التلفزيون وارتمى على الكنب ..بذهن مشغول حاول يركز في اللي قدامه ..طالع الدرج
و شافها نازله بتمهل وهي تربط شعرها بدون تركيز ..رفعت رأسها لتتفاجئ بوجوده
توقعته في هالوقت في حجرته ..
طالع الشاشه ..يصرف نظرها عنها ..
سألت وهي ترفع اكمام بلوزتها الطويله ..:تبي شيء اجيبه لك ؟
رد بهدوء : لا..اذا بغيت شيء انا اجيبه ..
دخلت المطبخ ..سخنت لها فطاير جبن وقلت بطاطس ..و عملت شاي
حاولت تطول في الوقت ..ولا تظل معه ..
سمعت صوته يتكلم ..ويضحك ..ابتسمت لاصداء ضحكته ..
رفعت صينيه الشاي ..حطتها على الطاوله قدامه ..اساسا ماكان معها
تشاغلت بصب الشاي و اذنها عنده ..مع كل كلمه او ضحكه ينتفض قلبها ..
ناداها ..استدارت له بإبتسامه وكأنها كانت بأمس الحاجه لها ..
رفع الجوال لها وقال : خذي وفاء بتكلمك ؟
اخذت الجوال من يده..و كلمت وفاء بخجل ..حست انها مراقبه ..
منه وبالفعل..احساسها في مكانه ..
كل حركه مدروسه منه بإتقان ..مراقبه مستميته لا تراخي فيها ..
ماقدرت تاخذ راحتها في الحكي ..خلصت منها و راحت المطبخ ..
لحقها و عنده فضول يعرف ايش فيها ؟
سألها :انتي ودك تسكنين في المطبخ ؟
ابتسمت بتوتر ..ما توقعت انه يلحقها وردت بتلعثم :انا ..لا ..كنت اجهز شيء ناكله ..
اقترب منها اكثر وعيونه تضيق على وجهها و اخذ الصحن منها ..
كان وده يقول لها اذا ما تبين تقعدين معي انتي حره..لكن رغبه لديه في اجبارها على طريقته
لا انعزال بوجوده..لن تنأى عنه وان بغضت قربه لاقصى درجه ..
خرج بسرعه ينفض افكاره التي انقعدت بها حواجبه ..و تعكر مزاجه .
تبعته وهي ترتجف ..لما الخوف ؟ مابك ؟
حدقت في الشاشه و كل ماتراه هو ألوان فقط ..فحواسها متربصه .
تأكل بصمت ..و تسرق النظر لذلك المهتم في التحديق في التلفاز..
سحب فنجان الشاي بيده اليمنى المصابه..فانتفضت و انسكب الشاي على طرف من فخذه
غمض عيونه ..وشد على فكه وكأنه يقاوم ..بصعوبه ...اعصار بداخله..
قامت مفزوعه ..وقالت بهدوء :ما صار إلا الخير..
زفر بقوه وهو يرمي الفنجان بقوه في الجدار ..وقال :و من وين يجي الخير ؟
تراجعت للخلف..وهي تشوف رده فعله
ابتلعت ريقها بصعوبه ..وهي تلاحظه يكبح غضبه بأي طريقه ..
شد شعره للخلف ..و رمى بنظره متبدله عن ماقبلها ..حرك يده اليمنى و و انقبضت ملامح وجهه..
تنفس بعمق وتعوذ من الشيطان ..وانحنى يلتقط قطع الزجاج المتناثره ..
اقتربت رغم أنها مازلت تنتفض ..وعلامات الذعر واضحه على وجهها
قالت بهدوء وهي تمد يدها :اتركها انا بنظف المكان ..
رد : انا اللي كسرته وانا اللي انظفه..
مدت يدها ..وم***ا بشده وقال بحذر : قلت لك انا كسرته وانا اللي انظفه ..
لم يكن يطفو في عينيه سوى ازعاج ..ونقائض احاسيس لم تقرأها جيدا
قبضت على يدها ..وملامحها المستفهمه لتغيره الواضح تجول في وجهها
تركته و دخلت المطبخ ..
غسلت وجهها ..واستندت على المغسله ..
تجاهل لما هي فيه.. وهو غارق فيها لا محاله
تبدل من حال الى حال ..
وهي معه لاتعلم متى القرار على ارض ثابته ..
متى الرواسي المشيده لحياة قادمه..
تنهدت وكأن اليأس قد هد حيلها حتى على التفكير ..
وذلك ابعد ان يكون ثائرا ..هزأت افكاره منه وانقلب على نفسه ..
تنغرز فيه قطع الزجاج ..وهو معدم الاحساس ومدثر ببلاده العاطفه
مابك ؟ ما غيرك ..
لم لاتتقبل الوضع و تصمت و تكفك عن تلك التصرفات الرعناء
التي لا تجسدك يا مطلق ؟
جلس على الكنبه..يخالطه شعوربالذنب
ليس لها علاقه ؟ ما يدور في خلدك انت ..بعيد عنها
قطب حاجبيه لاستنكاره ..ووبخ افكاره المخادعه
كيف بعيده عنه ..وهي تتوسط عقلي
ألا تشعر بالرضى ..وتهز جدران قلبك
مايقول لها ؟ وهو غير معتاد على مسايره جنس ناعم
بل لا يعرف كيف يتصرف معها ..
رجعت مكانها ..و شرد بناظريه عنها ...
إلتزموا الصمت..و أليس الصمت سيدهم في هذا الوقت ؟
راقبت كل شيء ورأسها شامخ بزيف ..واستنكار لحالهما معاً..
تأملت يده المتورمه ..وبعدها وقفت وطلعت غرفتها بسرعه ..
غير قادره على الاحتمال..
راقب خروجها الصامت ..غمض عيونه ..واسترخى على الكنبه
هذا اليوم ماراح يمضي على خير ؟
اظن هذا الزواج كله ما بيمضي على خير ..
فتح عيونه فجأه وهي تجلس جنبه ..وتسحب يده المصابه..
راقبها بصمت وكأن كل الكلمات اختفت من قاموسه
بل ضاعت طريقه النطق و تهجئه الكلمه في موقفه..
واضح انها تبذل قصارى جهدها ..من الرجفه التي اعترت يديها
و تضرج خديها بالاحمرار اثر الخجل ..
يده بين اناملها تم***ا و تنقل إليه ارتعاشاتها ..
مسحت يده بالمعقم بحذر..
قال وعيونه مافارقت وجهها :ماقلت لك تعالي و عالجي يدي ؟
اجبرت عيونها على التركيز في شغلها ..
جاوبته بهمس :ولا بتقولي ..؟ واذا انتظرتك خايفه تكسرها
تنهدت وكملت :هذا اذا ماكسرتها ..
انفجر بداخله براكين خامده ..ظن انها خامده منذ زمن ..
و غام داخله بضبابيه كثيفه ..يراها هي بين كل شيء ..
ملمس يديها ..ادمان لا رغبه لديه في تركه..
سألها بهمس لم يعتد عليه : ليش ؟
طالت انحناءه رأسها ..ستكسر رقبتها دون شك ..
فنظراته تخترق جمجمتها لو تعلم ..
حتى تسيطر على تلك الانفعالات بداخلها ..سترفعه
تأمل هي بذلك ..
أجابته بتلعثم وانفاسها اصبحت مسموعه:بدون سبب..في شخص قدامي يتألم ..ويحتاج مساعدتي .
المرحله الاخيره وتكاد تنتهي و بسرعه البرق ستختفي من امامه ..
اطلق اهه صغيره ..شهقت بخوف ورفعت رأسها له ..
وسألت بخوف :اوجعتك ؟
ابتسم ..ابتسم ..نعم قد فعل ..
يا إلهي ..
ابتسامه ..جادت بمرأى صفي اسنانه
ستسجل في التاريخ ..في طوابع الذاكره ستحفظها
استذكرها حقاً ..فكيف لا ؟ وامامها شخص اخر
كاد يغمى عليها ..ابتسامه ودت لو ترسمها
او لتقول له الحقيقه ..ابتسم فذلك اجمل ..
شعرت ان قلبها قد هوى في باطنها ..
و انفاسها قد تقطعت ..
رد بأبتسامه :لا ..لكن بشوف عيونك وانتي تكلميني ..
و تعلقت الصفاء بالحلكه ..العتمه بالنور ..الربيع بالشتاء القارس
و توقف الزمن عند هذه اللحظه ..لم يعد سواهم في خلوه الكون..
ااصبح الفضاء خالياً ..ام خليت اجسادهم و حلقت ارواحهم
لا يفصلهما شيء سوى الهواء ..
وانفاسهما تذهب وتعود لكليهما ..أيهما سوف يبقى على قيد الحياة ؟
اكانت الرجفه تسري منها و تنتقل إليه ؟ ام منه وإليها ..
..
ليلى ..دعني اعود ارجوك ..
لاتطئ قدماي ..إلا في مكان معروف واضح المعاني
محدد الموقع ..لكني معك مجهوله الهويه والوطن
دعني ..املأ جوفي بأنفاسي
فقلبي يقطع اشواطا هائله ..قياسيه ..
أغمضت عينيها ..لم تعد تقوى على الاتصال بتلك الطريقه

مطلق ..
يا رجل بداخلي ..تحرك يا هذا ؟
ما تفعل ؟ الان
وقد تجمد احساسك ؟ و تخدرت افكارك عند خطوه قادمه
اين تلك الكتب التي امتلأت بها خزانتك .؟
عن النظام و حسن القياده وضبط االافكار ..
أم تلك لاتفيد في مثل هذه المواقف ؟
أكان يجب ان تحتل مكتبتي بعض القصائد او دوواين الشعراء
ففي مثل حالتي ميؤؤس منه..
ياقسوه ..جبلت فيها وعليها
افقدتك حس عفويه ونطق الشفاه..
اخفيت نفسي بين ثنايا الصلابه ..و اصبحت مثلها
لا انسلاخ إلا بشق الانفس ...

و انقطع ..الاثير العاطفي
برنين جواله ..
انتفضت ليلى ..وكأنها مفضوحه ..
لمت الاغراض بسرعه و طلعت ..
وهو يتبعها ..وفي داخله نقمه على ذاك الفظ المزعج .
شاف اسم المتصل ..وضاقت عينيه عليه
ود لو يطبق يديه على خناقه لاخر نفس..


*******************

في دسائس ليليه مسمومه ..
تغذيه لابليس ..انتقاص للحياء شعبه الايمان
هيمنه على افعال مخزيه ..
في ضمائر ماتت لديها الاستشعار ..
همست بصوتها المدلل :وسام ..بدي اطلب منك طلب ؟
تعالى صوت عاشق مهووس بالخداع :اطلبي يا قلب وسام ..؟
اللي تبينه يكون عندك بكره الصبح
ابتسمت لنفسها قبل كل شي وقد نسجت اول خيط ..
قالت :تسلم لي ياقلبي ..
كمل :انا كم عندي ريومه ..؟
كشرت في وجه الجوال ..وقالت بزيف مدعيه الاهتمام :كم عندك؟
ضحك وقال مدافعا بنكران :واحده ..ماخذه عقلي وقلبي و كل شيء فيني
ضحكت بغنج زائد وقالت :طيب ياحبيبي ؟ اسمعني زين
وسام :طلباتك ؟
: ابغى صوره ورقم شخص ..
انتفض ذاك مستنكرا :ليش ؟
ردت بدفاع : لا يروح فكرك بعيد ..واحده من صحباتي تحب شخص ..
لكن ماعندها رقم جواله والصوره ابغاها مفاجأه لها ...
صمت قابلها في الجهه الاخرى ..دليل على عدم التصديق
كملت :حبيبي ..والله مو عشاني ..مثل ماقلت لك ..
وانت ماتخسر شيء اذا جبتها ..بدون مايدري .
وقت المفاوضه وناقوس الخطر قد دق للتو ..
وسام :اوكي..لكن انا كمان عندي شرط
:خير
:اابغى اشوفك ..
ضحكت بدلال مصطنع وقالت :ماطلبت ياعيوني لكن في الاول مثل ماقلت لك ..
:طيب اعطيني اسم الشخص و عمله؟
احتدت النظرات وسقيت بذور الشر بكل برود
همست :سلطان الوافي ..

******************

فتحت عيونها..على اشراقه صباح جديد ..زقزقه عصافير تشدو بقربها ..
فتحت نافذتها بإبتسامه ..و سحبت نفس عميق ..من نقاء اخضر ..
استندت وهي تتذكر اللي صار في مساء يضج بالمشاعر ..
ابتسمت ..و كأن الابتسامه هي التي تفرض نفسها ؟ بمجرد التذكر تشعر برفرفه
داخل صدرها ..
تنهدت ..طالعت الساعه اول مرة تتأخر ..من بعد ما صلت الفجر نامت و ماحست بنفسها
فتحت دولابها ..احتارت في لبسها ..شيء بداخلها يدعوها للاهتمام بمظهرها ..
اختارت بنطلون جينز ازرق و بلوزه ليمونيه تصل لمنتصف الفخذ ..ثبتت شعرها بدبوس بحيث
ينسدل طرفه بشكل مقوس ..و حطت لها كحل ..و كلوس زهري شفاف ..
اخذت جوالها...وارسلت رساله لنجمه ..وهي تضحك ..
كان المكان هادئ ..ماتدري هو صحي ولا باقي نايم ..اقتربت من حجرته
كان الباب مفتوح ..و السرير خالي ..شكله صحي من زمان .
نزلت بسرعه ودخلت المطبخ ..جهزت الفطور و الشاي و حضرته على الطاوله
خرجت ..ومالقيت له اثر ..دقت على جواله ..وصلتها نغمته من الصاله ..
تأففت وهي تنتظر ..احسن شيء تشوف وينه ..؟
قفلت باب البيت ..ومشت ناحيه الاماكن اللي راحوها امس ..
دخلت الاسطبل ..وماله أثر ..حست بالخوف ينتابها ..وين بيروح ؟
اانتظرت ..وملت رجعت البيت ..جلست على الطاوله تنتظره ..
ارتباك غريب ..اصابها و احساس هائل يضغط على اعصابها
و انهالت عليها الافكار والمخاوف الرهيبه ؟
مسكت الجوال ..تكلم سعود و لامين ..
ايش بتقوله ؟ ياربي وين راح ؟
يعني لو صار له شيء ..
يارب رحمتك ..
اللهم اني لا أسألك رد القضاء ولكن اسألك اللطف فيه ..
وخزتها عيونها ..مرت نصف ساعه بنتظر ربع ساعه واشوف بعدها
ماقدرت تجلس ..ظلت رايحه وجايه ..تضغط على الجوال بين يديها ..
حراره الجو ازعجتها ..لكن لاتقارن بحراره جسمها من اثر الانفعال ..
و رجليها خانتها و ما تقدر توقف و تتحمل اكثر من كذا ؟
جلست ضامه ركبتيها وهي تهز نفسها ..بتوتر ..
دقت جوال سعود ..ورفعت راسها ...واول شيء تعلقت فيه هو مشيته الواثقه
قفلت الجوال بعد اول رنه ..
احساس بالغضب من تجاهله ونسيانه لها ..
مشت بسرعه ..ناحيته وكلها لوم ..
لاحظ عليها ان فيها شيء ..اسرع في خطواته ..
وقفت وهي تلهث ..صحيح هي ارتاحت انها شافته لكن مقهوره من تهميشه لها .
وحست ان كل الكلمات اللي جهزتها له ..فقدتها بسهوله لما وقفت مقابله ..
كان وجهها احمر و عيونها مدمعه ..
سألها بخوف :خير وشفيك ؟
قالت : انت ما تحس ؟ ويش هالقلب اللي معك حجر ؟
كملت وهي تشوف صمته :يااخي ..حس فيني ..تخرج من البيت من دون ماتقولي
لي حوالي ساعه ادور عليك ..
ابتسم وهو يمر بجنبها :اه ..حسبت عندك سالفه ..
شفتك طولت في النومه ..قلت اخذ جوله حول المزرعه ..
قال وهو يرفع يده : لا تسوين نفسك خايفه علي ..
ارتعشت من تطنيشه ..وحست نفسها سخيفه ..
قادر ينزلها لسابع ارض ..بكلمه
قفزت لها فكره شقيه ..التفت حولها و دورت لها حصاه صغيره ..
ركزت وهي تزم شفاتها ورمتها على ظهره بقوه..
استدار بإستغراب وطالع فيها ..طالع الحصاه و رجع طالعها ..
وفي اعماقه ضحك متواصل على حالتها
قال بفضول وهويقترب :انتي قد حركتك هذي ؟
رفعت راسها رغم خوفها..: ايه قدها ..لاتطنشني مرة ثانيه ..انا في مكان بعيد و مافي إلا انت معي ...
يعني طبيعي لازم اخاف ..
ارتفع حاجبه الايسر وهو يبتسم بخبث ويقترب بخطواته اكثر ..: طيب ..خلصتي كلامك .. .
تراجعت للخلف وهي ترفع اصبعها في وجهه ..:ايه خلصت و... لاتقترب مني ..
رفع كتوفه و اكتفي بالابتسامه ..
تذكرت مقوله لنجمه ..لمايتعرضون لمثل هذي المواقف
" حطي رجلك ياليلى ..وانطلقي "
وبالفعل ابتسمت في و جه نجمه الطفولي ..و استدرات و ركضت بسرعه
دون مبالاه بذاك الذي عقبها بسرعه ..يتحرى الانقضاض على غزاله شارده ..
ابتسم وهو يشوف اجتهادها في الفرار منه..
مسكينه ظنت نفسها انها قد قطعت مسافات طويله ..واطبق ذلك عليها ..
هو الخوف الذي جعلها تستسلم له ..
ابتسمت بإرتباك ..ورفعت يديها ناحيته :وقت مستقطع ..
ضحك ..امتلأت الفراغات برنه ضحكه..
اعتقدت ان الدنيا بأسرها قد سمعت اصداء ضحكته الرجوليه ..
ظنت ان الريح قد هبت من خلالها ..
وأنها تطير في عالم فسيح ..
زادت ابتسامتها وهي ترى كيف يضحك ..
غمضت عينها ورجعت تفتحها ..
تخصرت ..وقالت بإنزعاج :مافي شيء يضحك .
رأت ان كل التجاعيد الصغيره لم توجد حول فمه عبثاً
فأمامها رجل يهوى الضحك ..
دخل يديه في جيبه واقترب..:كل هذا و ما في شيء يضحك..
مالت برأسها كعلامه استفهام..فتراقصت خصلاتها على وجهها
عابثه بها نسمات متطفله عليهما ..
راقب تموجاتها على خدها ..شد قبضه يده اليسرى يمنع نفسه من معاوده هوايته ..
فخانته تلك الموبؤه ..يده المصابه ..عاندت ألم قد مسها و ارتفعت ..
تمهل في ابعاد خصلاتها عن وجهها و اعادتها خلف اذنيها ..
ارخت راسها ..و ثبتت الخصل بحركه سريعه منها ..
قالت بصوت مرتبك : بنطول واقفين هنا ؟ جهزت الفطور
هز رأسه بإيجاب ..يمنحها اذنا بالمرور ..
لكن ما إن مرت بجانبه ..حتى اطبق على ذراعها وسحبها ناحيته ..

فكان ما حدث شيء مثل السحر..مثل الومضه تمرسريعا ..
مثل الهمسه و رفرفه فراشه تشدها ربيع زاهر زاخر بالالوان ..
وبدون سابق انذار..تلمس وجنتيها بيديه ..و كأنه اكتشاف هائل ان يضع اصابعه على إمرأته..
مال برأسه نحوها ..ليطبع قبلته على شفتاها المرتعشه ..
لتزيد رجفتها و خوفها حتى شعرت بقلبها يتوقف
قرب من عيونها وقال بهمس :قلت لك من قبل لا تقولي ياخوي ...؟
سبب قفز له من بين ألف فكره و تزاحمت للخروج من كل مكان ..
تأمل عينيها كصفحه بحيره متلألأه..
ترك يدها لتنطلق من قربه مثل ضبيه مذعوره ..و هو الاسد
ابتسم و عيونه تطاردها ..لوهله ذهل من قراره ..لكن ليس هناك عقاب اجمل من عقابه ..
تمردها الانثوي و عذريه تصرفها ..جذبه بعناده و سطوته الذكوريه ..
لمده غير وجيزه ..روضت صبره .. تعلم كيف به يرد ذلك الدين الذي تستحقه
ليله كامله لم يجد نوماً هانئاً..تتراءى له في يقظته ..
لاول مره يشعر بأنه مقيد ..وانه مسلوب الارداه والتفكير
فر من بكره صباحه ..يجهد عقله بأمور اخرى
حتى رأه امامه..فرسب في اول امتحان له ..
ليس مثل ما كان ..ليس هو ..ابداً
ضحك ..و لمسه شفايفها البارده..تداعب افكاره ..

و تلك غارقه في لذه غير مسبوقه ..ترتعش كلها..
تسرع في خطواتها ..متعثره وهو حالها دائما ..
يا لتيها تجد داءها ذاك لتكتشف بعدها الدواء ..
ستدثر نفسها بعيدا عنه ..
و تتحصن لعلها ما مسها هو شيء خارق للطبيعه ..

همس الحرف 05-Dec-2018 05:14 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الواحد والعشرين :


اعتزلت حجرتها و كأنها ارتكبت جرماً و تخاف فيه أن تفضحها عينيه ..
تحاول ان تدثر نفسها بثقه بعد هزات اعترتها ..
و تعتبر أن ماحدث لها ..هو امر عادي ..
لكن ليس بالسهل ان تنظر حتى في وجهه..
ستنقطع انفاسها ..و تختفي في غمره ملابسها في لحظه .
و ذاك متباهياً بفعلته ..و كأن شيء لم يحدث .
لما يعتبر ذلك الامر سهلاً عليه ..و شاق عليها ..؟
نبضاتها خجلى و متربصه ..وانفاسها تتلاحق بمجرد التفكير .
و مضت تلك الساعات ثقالى ..عليها .
احساس بالجوع قد انهكها ..و ارتعاشات ما تلبث ان تهز كامل جسدها في موجات متتاليه
لمجرد التفكير فيه او العوده للحظه لتلك الذكرى ..
و ذاك متظاهراً بالامبالاه .مدثراً بالجمود كعادته ..
تلبس رداء العمل ..و تعالى صوته متحدثاً بشأن مصالحه و ضرب انامله على لوحه جهازه المحمول..
ارتاحت مبدئياً و تناست وانغمرت في المطبخ ..ملاذها الوحيد بعدما انتصف النهار
ترهف السمع لقدومه وكأنها متربصه به ما بين أمل و خوف ..او خجل في النظر إليه مجدداً..
الجوع من قاده إليها ..جوع الحواس المتطرفه ..
قدر تلك المشاعر التي سيطرت عليها ..الحياء ..زينه الفتاة ..الجمال الفتان ..سحر المرأه
و سر جاذبيتها ... ... ... ...
بعدما احتجز نفسه مجبرا ..لترغمه على مواجهه عمله الذي طارده حتى في اجازته..
لكن حتى الهواء متعاوناً معها ..فقد حملت له روائحها المعروفه ..
كلم اهله واطمأن عليهم ... انشغل اكثر في امور عمله مع طلال ...وبعدها تفرغ لها .
وقف على باب المطبخ و لاحظ انشغالها ..ابتسم بداخله لحركتها السريعه ..وانحناءتها المتكرره ..
كانت منها إلتفاته ..لتفاجئ بوجوده .. .. .. ..
ابدت تماسكاً مفاجئا..على الرغم من التخبطات داخلها ..و احساس مفرطاً بالخجل
قالت بهدوء مصطنع :جيت في وقتك..الغداء جاهز .
جلس على رأس الطاوله ..و طالعها دون اي كلمه ..
و كأنه يختبر قدرتها على الاحتمال ..
منافس حتى في مشاعرها ..
مراقب لكل ما يختلجها ..
جلست على الكرسي على جهته اليسار ..و جهزت له صحنه ..
ارخت بصرها ناحيه صحنها ..متجاهله نظراته مابين الفينه والاخرى..
وزع اهتمامه مابين الاكل والمراقبه بصمت ..
امتدت الدقائق ..
انتهى من طعامه بعد حصته الكامله في المراقبه ...ولايعلم ماهي الفائده المرجوه غير دراسه تحركاتها و تخزينه في باطن عقله ..
وقف بعد ان حمد الله على النعمه ..و قال بنبره امره محببه :سوي شاي وطلعيه حجرتي ..
لحقته بنظراتها ..حتى خرج ...
نكست راسها على صحنها ..مابين هزه واخرى ..عاد لها كلام فاتن ...ماتدري ليش؟ في هذه اللحظه حست بتعاسه حقيقيه
كأنها خادمه له ...تهتم بأكله وشربه و تعتني فيه وتحملت مسؤليه شخص معها ...و تداري وجوده ..لكن هو كيف معي ؟
اصلا بالكاد يحس بالوجود فيني ؟ ما يهتم ابد ..اكلت ولا ما شربت عادي بالنسبه له ..
مرتاحه ولا فرحانه ما يهمه ابد ..
حتى كلمه شكرا وابتسامه امتنان ...يشح فيها بوجودي..او حتى يعطيك العافيه ..امتثال لاحترام لجهد مبذول .
خرجت من تفكيرها ...برنه جواالها ..ابتسمت على طول ..لما شافت اسم سمر على الشاشه
:ياهلا والله بسموره ..
سمر بنبره زعل :لا هلا ولامسهلا ...يالقاطعه؟
ضحكت ليلى وقامت تسوي الشاي ..:والله مو قطاعه ..لكن مافضيت ..
سمر :لا والله ..صدقتك ..قولي مشغوله مع حبيب القلب ونسيتينا ... ؟
ليلى :سموره يالحشره ..عن اللقافه ؟
ضحكت سمر وخفضت صوتها وسألتها :بالله شو تسوين انتي و الشيخ مطلق ...انا عارفه اخوي انسان ممل و عملي ..و مايعرف يرص حكي مثل الخلق ؟
طالعت جهه الباب مباشره وقالت بخجل :سمر ...اعقلي ..لا اعلم عليك خالتي ؟
سمر :انا متأكده ان وجهك مثل الطماطم الحين ...ماعليه يالفتانه ماهي بعيده بتقولين لامي ..المهم كيف الاجواء عندكم ؟ وكيف شفتي المزرعه اكيد عجبتك صح ؟
ابتسمت ليلى وناظرت من شباك المطبخ لبرى ..:والله حلوه ..ماشاء الله تشرح الصدر ..ياليتكم كنتم معنا ؟
سمر :والله انها مو من قلبك ..خليك انتي وقيس ..تسرحون وتمرحون على كيفكم ..يمكن في اشياء ..ماتبون احد يشوفها ..
ليلى بنرفزه خجل :سمر يا قليله الادب ..والله انك ما تنعطين وجه ..روحي شوفي لك شغله تنفعك ابرك لك ..
ماوصلها غير ضحكتها الاستفزازيه ..فقفلت الجوال وهي منحرجه منها ...
حاسه بوجهها ولع ..وتذكرت الموقف اللي صار معها ..غسلت وجهها بسرعه...و جهزت الشاي و جات تطلع على طول ..
لكن رساله سمر وقفتها ..
ابتسمت وهي تقرا محتواها " ليلوه .. حسابك معي بعدين ..تقفلين في وجهي ...المهم الله الله في اخوي ...و خذي راحتكم
ماراح ادق عليكم مره ثانيه "
ضحكت ليلى وهي تهز راسها ..ياربي مجنونه هالبنت .
الباب مفتوح ...و الاوراق مبعثره على طاوله صغيره ..و جهازه المحمول الخاص ..على السرير ...لكن ماكان موجود ..سمعت صوت في الحمام
حطت الصينيه على التسريحه ...و انشغلت بترتيب الورق ..
:خليها مكانها ...
إلتفتت بسرعه لخلفها وقالت : كان ودي ارتبها ؟..
مايدري ليه حس بنبره خوف في صوتها ..قالت بصوت هادئ :مافي مشكله ...انا ارتبها بطريقتي ...
جلس على الكرسي وطالع ساعته : ربع ساعه ..علشان شاي ...لا لحظه ربع ساعه و دقيقه زياده ..
رفع راسه لها بإبتسامه صغيره وكأنه منتظر منها جواب ..
مدت له الشاي وقالت : انا خلصت من بدري ..لكن جاني اتصال واخرني شوي ..
بدون مقدمات تغيرت ملامحه و..سألها : من مين ؟
رفعت راسها ..كـ سرعه تلك الكلمات التي خرجت من فمه ...مازال موهوماً بشكوكه
ارخت عيونها عنه بيأس...وهي تمسك طرف بلوزتها ...وبهدوء جاوبته: سمر ..
تجاهل ...انكسارات صوتها و رجاء عينيها ..وانغمس في عمله متجاهل وجودها ..
وهو يزفر بقهر لتلك الحاله التي تنتابه مابين لحظه واخرى...
لما لاينسى ويمضى في حياته كغيره ؟
او ليس النسيان نعمه ...
راقبته بصمت ولاحظت انشغاله و تحديقه بتركيز في الورق ..في داخلها ..
ماذا في داخلها ؟ خذلان و تهميش لمشاعرها ....
اايقنت حقا انها توصمت بتعاسه ابديه مع شخص كهذا ...؟
لا يشعر بها ابدا ؟ وهي ماذا تحتاج ؟ بل إلى ماكانت تحتاج ؟
هل سد الثغور المحفوره بإتقان زمني ..
ام زادها عمقاً وصعوبه..
هربت بنظراتها ..بعيد عن كومه الحجر التي امامها ..وانشغلت بمدى بعيد حيث لا تريد ان يكون معها..
لكن ثقل جاثم ..على صدرها انهكها ولم تعد تقوى على الصبر...ستتوحد بنفسها بعيدا عن مرأى اي احد ..
وتبكي ما وصل اليه حالها ... رجل متغير ..كـ فصول الزمن ...
لاتعرف متى يكون ربيع لديه لتنعم بزهاء و و تنتعش .. في حديقه زواجها .
لاتستطيع التجاهل اكثر من ذلك..
انسحبت بهدوء ..فذاك يماثل الضوضاء ..بالنسبه إليها لانه لن يشعر بها ولن يلاحظ الفرق ابدا...

{فوضى شعــور..سكـنٌ في بآلي الف تفكيرٌ..
كيف أكونٌ !.. ومن تكونيٌ لو خذلـكٌ العطآءٌ او تعمد نسيـآنكٌ يذكرنيٌ.

همس الحرف 05-Dec-2018 05:15 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
لثامه على فمه ...يخفي فيه انات قد تعالت من قلب موجوع ... وعيناه تخفيها زجاجه باهته بذرات التراب المتطايره من حوله
في عالم ...مسكون بدون الاحياء ...وقف طويلا منتصباً دون ملل او كلل ...تحت شمس نجد الحارقه ..
يدعو في خفاء ...مابينه وبين نفسه ...همهمه مصدومه حزينه ..تشابه معزوفه ترق لها القلوب و تدمع الاعين بسهوله ..
وهو خائف ان تنفرج شفتاه ..فتنطلق بصرخات الفقد والرحيل الطويل ...والحاجه الملحه في صحراء الاشتياق ...
كم سنه قد مضت ..وهو مابين الفينه والاخرى ...يعود ويحيى الذكرى في مكان دفنهم ؟
و يموت بينهم ...بل تموت حياته وان عاشها ...
كم يشتاق لهم ؟ لن يعد السنين فهي تتوالى جزافا وتمضى بلااهميه... وهو وحيد ..
وحيد ...يعالج مابـ الناس من سقم نفسي ..و ينتقل من بين كآبات وسأم يختلف على حله الجميع ...
فيفك شفراته ويمد للاخرين بعون ...يساعدهم على تخطي مشاكلهم بسهوله ..
وهو ..يأبى ان يخرج من دوامه الماضي ...ويستحيل له الخروج ... كل يوم يذكره بيوم ..
يوم حياة ويوم طويل للموت ...
رمشت عينه .. لتنساب دمعه تختلط فيها حبيبات غبار تذكره ...بأنه من التراب و الى التراب يريد ان يكون بينهم ..
انتهى ..من همهماته الحبيسه بداخله .... فلوح بيده بيسر ..وادار ظهره ..مرغماً ..فحبه لهم يكاد يكون مميتاً ..
مشى متخطياً بإحترام ... ساكنيها ...ومضى نحو سيارته الواقفه خارج اسوار مقبرته القديمه ...
جلس بتثاقل ...و ازاح اللثام ..ومسح دمعه قد جفت .. رجع راسه للخلف ..كان يوم فقدهم قد نجح ببعثه ...
هو قد ابتعث لحياة اخرى غريبه ...وهم ابتعثوا لحياة اخره ..نقيض حياته... و ماتت فرحته على باب الصدمه.
كان وحيدهم في حياتهم ...و ظل وحيداً بعد وفاتهم ..
و لم يعد مثلما كان ...لولا الاوفياء الذين وقفوا بجانبه ..لكان قد اضاع حياته في غمره احزانه .. لم يكونوا كثيرين
بل هو واحد تجسد دور الكثيرين ...احبه اكثر من نفسه ..ستبذل له الروح ويرخص له الجسد ...
صديق .. نعمة في الدنيا ...وفي لحد الفدائيه ...شقه الاخر وان اختلفت الظروف ..
دور في جواله على اسمه ... وابتسم..
في لحظه الحزن و الهموم الصعبه تبحث عن ما يخفيك عنها .. و يدثر بأمان حبه .
يدواي علتك دون ان يعلم السبب ...
و تنسى ..
...مطلق ...
جاري الاتصال ..

ألا إنما الدنيا صديــــق تصاحبـــــــه ومبدؤ حق قلَ في الناس صاحبه
ترى في صديق الصدق عزماً وهمة ويهديك للحق الذي أنت طالـــبــه



***********************************


رفع رأسه فجأه ..بعد فوات الاوان وليس قصدا منه ليلاحظ خروجها ...
تأفف بضجر ...ورمى الاوراق على الطاوله بإهمال
نقص فيه يعرفه و يجهل الحل...يعرف مايولده فيها ..
يعرف انها ..تعاني من احتياج يتفاقم مع مرور الوقت ..وهو لا يبالي
كيف لايبالي..وهو يقف امام عائق كبير لا يستطيع تخطيه ..
عاجز امام مايطلبه الاخرون و يتنازل عنه ...بصعوبه
..وقف ..للحظه فكر يتبعها...لكن موجات داخله اعادته الى مكانه ..
هيبه لم يعتد على اسقاطها بقصد منه ..من اجل ارضاء اي احد...غير والدته .
سمع رنين جواله ..تحت اوراقه ..اخذه على طول ...و شاف اسم ناصر على الشاشه ..
ابتسم وهو يفتح الاتصال ..وفي نفس اللحظه يقرا الورق ....: ياهلا يا ناصر ..
ناصر بهدوء غريب :السلام عليكم ..
ارتخى مطلق و ترك الورق من يده :وعليكم السلام ...وشفيه صوتك؟
ابتسم ناصر لنفسه: مافيني شيء ..اخباركم انتم ؟
وقف وبدون اهتمام بالرد سأله بتركيز في نبره صوته..: علامك ياناصر ..صوتك متغير .. فيك شيء ؟
تنهد ناصر وقال بنفاذ صبر : ياوووه اقولك مافيني شيء ... انت اللي كيفك ؟ لو اقول اشتقت لك مااكذب عليك ...
وضحك ... ضحكه ميته..خارجه من فراغ و تعود اصدائها للفراغ ..
ابتسم .. .. لكن شيء سريعاً خاطفاً ..ادار به ذاكرته ..ليقف بتمعن امام المرآه ...اغمض عيونه بقوه وعاتب نفسه على خذلان
لم يعهده هو نفسه ...من نفسه ..فكيف بصديقه ...تاريخ ذكرى تصاحب يوم فقدهم
سأل بهدوء :وينك يا ناصر ؟
عم الصمت في الطرف الاخر ...وتلتها تنهيده طويله ...وبعدها جاوبه بصوت حزين : انا في نفس المكان اللي اندفنت فيه .
تنهد ..و قال بصوت يحاول ان ينعش الحياة فيه : يا رجال ..خبرني عنك ...ان شاء الله مبسوطين ...ايه صح تعال ...
تحولت تلك النبره الهاربه من قاع الحزن ..و خرج بها الى مسؤليه حملها على عاتقه ..كمل ..: انت اولا ليش فاتح جوالك ..
انت في اسبوع العسل ...ولانسيت ..
اعتصر جبينه بقله الحيله ..مابين اسى صاحبه الذي اصبح اساه هو ..
ومابين تلك التي تحت كنفه ولا يعلم ماحالهما مع بعضيهما ..
قال بملل : ناصر ..فكني من شرك ..وقفل الله يستر عليك ..
ضحك ناصر وقال : اف ..المزاج بالمره مقفل ..اقول روح ضف وجهك عند زوجتك ...احسن لك ...
جلس بتعب ونقل جواله للجهه الثانيه : يصير خير ...
ناصر بتفهم : لا تعقد الموضوع يا مطلق ..انتي في بدايه زواجك .. بإمكانك......
قاطعه مطلق بحده وضجر من مناقشه موضوعه : يكفي ناصر ..تراني مشغول ...انتبه لنفسك ..برجع اكلمك ..في امان الله .
وقفل بسرعه ورمى جواله ..جنبه دون اهتمام ...شابك يديه وهو يميل للامام في جلسته وعيونه تسرح على خطوط يده ..

كلمه واحده تزيد ..سترميه في الشتات ... يفهم ..ويقسم انه يفهم ..ل
كن ليس كل من يفهم و يعرف رسم الطريق الصحيح ؟ يفعل كل ماهو أصح ..؟
انعقدت حواجبه ..بعمق ..وافكاره تقول له ..لم تخطئ ..ولم تكن لتخطىء ..ا
نت رجل مغدور ..قدر له ان يبني حياة على اطلال غابره
و يدعي انه يعيش حياة وهو يدفن نفسه ..مع ......؟
مع من ؟ مع زوجته ... انثى بدت تنسل بعذوبه النهر الى محيطه الهادر ....بكل سلاسه تذكر .
عض شفتيه ..بقسوه وكأنه تذكر شيئا ما .... واغمض عينيه لاقل من الثانيه ..

همس الحرف 05-Dec-2018 05:15 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
يوم اخر يمر عليها ...وهي غير مصدقه ...حتى انها احتفظت للخبر لنفسها ..ولم تعلم اي احد
واخيرا ..بعد صبرها المر ..نالت تفاحه ستدخلها جنة ..انتظرت دخولها مطولا ..
صلت الفجر ...و استخارت ربها في امرها ...
امر واحد صبت عليه كل الاهتمام ... " هي وسلطان "اقتربت منه لحد الخوف ..
خوف تجهل مصدره ..وان بات امر ليلى الماضي هاجس يهدد راحه بالها واستقرار احلامها ...
رغم الاحساس الهائل بالحب من طرفها هي ...تغذى منذ سنين حتى حفر بداخلها ...و ابى ان يمحيه الزمن .
وان مرت عليها لوعات قصص الحب من طرف واحد ..لكنها لم تبالي ..مازالت تبني اساطير على كومه الرمال ..
ابتسمت لنفسها بأمل ..و مسكت جوالها وبدون تفكير ومباشره ..ستجعل ذلك الامر جليا للاخرين وتشاركهم فرحتها العارمه
ردت اريام الناعسه ... وبدون مقدمات منها او حتى سلام
:أريام ...سلطان خطبني ..
ماهي الا لحظات حتى استوعبت اريام الكلام ..وقالت : واخيراً ....
ضحكت ريهام وقفزت من مكانها وقالت بفرحه :مو مصدقه يا اريام ...احس اني بطير من الفرحه..
اريام :الحمدلله ... ضحكت وكملت : والله فرحت لك .... مبروك
ريهام : بدري عليها هالكلمه ..وعلى كل حال الله يبارك في عمرك .....جلست على الكرسي وكملت : من كثر مانطرت هذا اليوم صرت ماعاد اصدق ... قولي يااريام انا في حلم ولا اللي يصير لي حقيقه .?
اريام بتعاطف بعيد عن طباعها : لا ..ياحياتي حقيقه وواقع .... وعلشان تصدقين ..قولي لي متى قررتم الملكه والزواج ومتى تنزلين السوق ...؟
ضحكت ريهام وهتف قلبها بفرح : حيلك ..حيلك علي ...السالفه كلها بين النسوان ...باقي ماتقدم رسمي ... وان شاء الله يصير خير ..
اريام : خير ان شاء الله ...يعني مااحد يدري من العائله ...
: لا ..امي خبرتني .... ... و كمان زياد يعرف ...
سكتت للحظه وتذكرت كلامه وقالت بإندفاع : تعتقدين يااريام ان سلطان باقي يحب ليلى ....
انتبهت لنفسها ..بعدما نطقت اسمها في الاخير ..بتقبى ليلى هاجسها الوحيد
كملت بأسف : انا ويش قاعده اقول.... ؟ وقفت و مشت بإرتباك واضح
سمعت ضحكه اريام الهازئه : وانتي ويش دخلك ...يحبها ما يحبها هو خلاص خطبك وانتهى ...ولاتنسين ان ليلى متزوجه اخوي للاسف ..
ريهام : ليش تقولي كذا ...؟ ليلى مافي مثلها ...اكيد لاحظتي ..
بسخريه جاوبتها : ياحبيبتي هي ماتهمني من اساس ... اقولك خلينا منها ..شو رايك تجين عندنا الليله .
ريهام : لا والله مااقدر ...خليها وقت ثاني ... الليله ان شاء الله بخبر امي تقول لهم عن موافقتي ..
ضحكت اريام وقالت : يابنت اثقلي ...الثقل صنعه .. . لا يقول ماصدقت البنت....خليه يفكر انه انسان عادي مو ذاك الاهميه..
ردت عليها بصوت حالم : سلطان مو رجل عادي ..
اريام : اااييييييييه عليك ..وعلى الرومنسيه اللي ذبحتك ... عاد لو دري انك السبب في فشل خطوبته من ليلى شو يصير ؟
عم الصمت ...طويلا...تصاعدت انفاس ريهام ...وكأنها قطعت مارثون طويل وفجأه توقفت ..
عقبه كبيره ...كبيره ...كبيره .... تجاهلتها وتفاجآت بها في وجهها ..
ارتبكت اريام في ردها وقالت : اكيد مابيعرف..اصلا من يقول له .... خليك في نفسك و لاتفكرين كثير ..اهم شيء انه خطبك ..
سكتت وقالت بسرعه لما ماسمعت منها جواب: لنا اتصال ثاني ...ريهام ...خبريني شو بيصير معك؟ مع السلامه
قفلت الجوال بهدوء ... ومشت بآليه ناحيه لوحات مركونه في زاويه .. دورت على لوحه طلت منها عيون فقط ...
عيون حدقت فيها لليالي طويله ..و ماملت منها ابد ..
عيون رسمتها حقيقه و تخيلتها حيه نابضه تطالعها ... و تخجل منها ..
يناديه فؤادها ..و تناجيه ..و تهيم في تفاصيله الدقيقه وتغوص فيها ...
قالت بهمس وعيونها بدت تدمع ..: لو تدري عن اللي في قلبي لك ... شو بتسوي ...؟!!!

وأشـكـو من عـذابـي في هـواكـــــــم و أجـزيـكـم عن الـتـعـذيـب حـبــــــــــا.


***********************************

سطعت شمسه .. و داخله غيم كاسح ... منذ قراره وهو يتقلب على جمر الحيرة ..والضياع
يبحث عن ظالته في دجى ليله الطويل .. يدعي انه بخير .. من اجل الاخرين ..فقط
وهو سقيم وتائه و عليل القلب والجسد .. .. ..
ابتعد عن الضوء ليقبع في الظل ..يراقب تسلل اشعه الشمس لداخل حجرته .. لعله يجد بعضاً من الضياء لنفسه..
ابتعد عن مواجهه عائلته ..يكبح جماح نفسه و يتماسك ..قد اصبح الامر يخنقه ..وهو لم يبدأ بعد...
دق على جوال زياد اكثر من مره....لكن لارد
طلت عليه رغد ... حامله كوب نسكافيه ..
بإبتسامه :صباح الخير ...
سلطان : صباح النور ... انتي باقي مانمت ..
رغد : لا والله ماجاني نوم... خلاص تعودت ..صباحي
جلست على سريره ..وشربت القهوه وقالت وهي ترفع حواجبها : انت اللي شو صحاك بدري ..؟
دعك عيونه ..وابتسم ..: مانمت اصلا ..قاعد افكر ..
حركت حواجبها ..وقالت : ياعيني عليك ..من الحين مشغول بالك ... بتوافق ..يعني بتوافق ...وين تلقى مثلك ؟
اختفت ابتسامته..و رد عليه بغضب دفين وما يدري ايش السبب : سبحان الله ..نفس الكلام اللي قلتيه ..لما خطبت ليلى
شكل المشكله لانه مافيني سبب يخليهم يرفضوني ..
..انصدمت رغد لكلام اخوها ..وحاولت تواسيه بكلامها ...لكنه رفع يده وسكتها .. ..قال بصوت صارم : لا تعيدين وتزيدين
خلاص انتهى ..اذا ما وافقت مايهمني ..اصلا ابيها من الله انها ترفض..
رغد بحزن : سلطان ..عمري ما شفتك ضعيف ... البنت اللي ترفضك ..وراها الف بنت ..
ضحك بسخريه وقال : انا الود ودي ما اتزوج بالمره ..لكن كل شيء علشان امي ..
وقفت رغد و في عيونها حزن لحاله اخوها : غلط ياسلطان ..اللي تسويه كله غلط ...يعني بتتزوج علشان ترضي امي
شو ذنبها اللي بتتزوجك..
ارتفع صوته بحده و اشتدت اعصابه ..: ذنبها انها وافقت علي ...
غمض عيونه بشده ...و تنهد بتعب وفي داخله لعنه حلت على سيطره شيطان مارد ..لسوء حاله
: رغد ..اتركيني ..لحالي واللي سمعتيه كله انسيه ..فاهمه..
هزت رأسها ..و تركته لحاله دون اي كلمه ..لانها عرفت تماما ان لاجدوى من اي كلمه تقال ...
تمتم بأمنيه ... بينه وبين نفسه ...و نذر من اجلها نذرا ان يتحقق ...


**********************************

دخل المطبخ ..ولاحظ وجودها ..تشتغل دون إلتفاته منها إليه ... تنحنح و جلس في مكانه المعتاد
استغرب تغير حالها...احتدت نظراته عليها ..ابدأت تمارس دور الزوجه المهجوره .. منذ البارحه
وهي تصد عنه ..وبالكاد تجيب عليه بكلمه او بإيماءه ... وهو ما يريد منها ..اهي رغبه والسلام
ام ماذا ؟ حاجه يريدها منها ولا يعرف كيف يطرحها و يتناول اطراف الحديث معها؟
ارتفع حاجبه بكبرياء و حاكى افكاره ..بتصرف رجولي مسيطر ..فقط من صنع عقله الباطن ..
وقف..و اقترب منها ..وهي تتشاغل ليس إلا بغسل صحن غايه في النظافه ..
اخذت موقف محايد منه و من طريقته في معاملتها ... اصبح خلفها ... امتدت يده ..
و اخذ الصحن منها وحطه في مكانه ..ولفها ناحيته..
غمضت عيونها..و تهدجت انفاسها ...قريب منها ..
اصبحت امامه مباشره ...ارتفعت نظراتها لتحاكي طوله ...
تجمعت تجاعيد في زاويه فمه وقال : بإمكانك انك تتكلمين معي و توضحين سبب ضيقتك ؟
لم تجفل عيناها..بل حاولت ان تبقى متماسكه ..رغم طفره الخجل التي اعتلت وجنتيها ...
وتساءلت في داخلها الهذه الدرجه هي مكشوفه ..
اهي متضايقه ام عدم مبالاه زرعتها في نفسها ..لئلا تشغل بالها به مرة اخرى ؟
رفع حواجبه كحركه تعجب وعاد الى تهكمه الواضح : لهذه الدرجه ..صعب انك تقولين ؟
ارتفع صوتها بالكاد ..وردت عليه : من قالك اني متضايقه ...؟
و تعلقت عيناها في رموشه التي تغطي تلك اللؤلؤه السوداء ..و تناست عما يدور بينهما..
لاحظ و ابتسم وكأنه سر في داخله ..: على العموم .. الصراحه تريح ..؟ اذا حبيت انك تتكلمي ..فأنا موجود
اتكأت على المغسله وقالت بجرأه مفاجئه : صحيح الصراحه ..مريحه.. لكن انت دائما ..تتكلم و ما تسمع غير نفسك ..
نقطه مهمه..سيقف عندها بكل جديه... وهي شعارها ليس لدي ما اخسره ..
عقد ذراعه على صدره ..وقال : صحيح ... طيب انا اسمعك الحين ؟ رغم ان كلمه " دائما " حطي تحتها خط احمر ..
نظمت تنفسها ..وهي توبخ نفسها عن الورطه المريعه التي وقعت فيها ..
لاتعرف كيف ستغير مجرى الامور ؟ ولاتنحرف عن مسارها التي هي تريده ... او يفسر الامور على هواه ..
جاوبته بحزم: اولا : الانسان مو شرط نعاشره بالسنين علشان نلاحظ تصرفاته وطباعه ...و ثانيا : انت ليش جايبني هنا
طول الوقت انت في شغلك .....وانا بين اربع جدران ...على الاقل هناك فيه ااهلك او اهلي ..
وتغيرت نبره صوتها ... بل تغيرت مطالبها الدخلى ...احقا اصبحت زوجته تطلب و تطالب...
وهو يتنقل بناظريه من عينيها الى شفتيها ...اهو عرق الغضب الذي نبض في جبنيه ام الانفعال ام ماذا ؟
في الاولى قد اصابت ...وفي الثانيه ..فلاحول ولا قوه له ..فما يفعل كيف يداوي علتها وهو عليل بالاساس ؟!!
امتدت يده نحو شعرها ..و لمسه بلطف .. ظل مفكراً ..متجاهلا عيناها المشتعله بغضب ... واضح
تهميشه لها .. وهي لاتطيق ذلك ..
قالت بنفاذ صبر : تعرف .. مايهمني اعرف جوابك..
تحركت من قدامه ... فمسك يدها ..وقال بأمر : كم مرة قلت لك لا تتجاهليني ..؟
ابتسمت بسخريه : ماادري كم مرة قلتها .. تهدج صوتها بخيبه وقالت : ليش تزوجتني اذا ماكنت من مستواك الثقافي
و ما اقدر اتواصل معك ؟
ونجحت فاتن في زرع فتنه كبيره بينها وبين عقلها ...مالبثت تنخر في العظام مثل دود الارض حتى وصلت الى المراد..
رفع حاجبه الايمن بحركه استنكار لكلامها وقال بإستغراب : كلام جديد ..ويش سببه ؟ ماله داعي تذكرينه ..
ارتفع صوتها بغضب : كيف ماله داعي اذكره ... اثنين في بدايه زواجهم ..ما هم قادرين على التواصل ..كيف تبيني اعيش
مع شخص مهمش وجودي .؟
كملت بنفس الصوت الغاضب : كنت تزوجت بنت خالك ...فهي من مستواك ...ولايقين على بعض .
تكلم مطلق بجديه : لحظه ..لحظه .. ويش دخل فاتن في الموضوع...
احتد صوته وهو يرجع ويسألها : تكلمي ..؟
رفعت نظراتها له وقالت : ماادري عنك اسأل نفسك ..
ضغط على يدها بقوه ..و تجاهل علامات الوجع عليها وقال : لا تتكلمين معي بهذي الطريقه ..سبق و حذرتك ؟
تحررت يدها بقسوه من قبضه يده وقالت : سمعت منها هي الكلام ..انها المفروض تكون الانسانه اللي تتزوجها مو انا ..
مسحت دمعه خائنه وهي ترخي بصرها ...لئلا يرى ضعفها ...
حس بكم هائل من الغضب من اسلوب غادر ..من ابنه خاله...لكن كل شيء متوقع منها ...
فلم الان يشعر بأنها طعنته من الخلف .. وانه موجوع ؟!!
شمخ بهيبه وقال بتعقل : اسمعيني .. الكلام اللي سمعتيه مافيه اي اساس من الصحه..و انا تزوجتك انتي ... بعيد عن كل
الخلافات .. اذا تبين تخربين بيتك بأوهام غيرك ..فأنتي حرة.
*كلام يعتقد نفسه هو انه نقيضه ..فما يحدث له من سبايب غيره ... ولايعلم انها تعنيه من بين السطور .
شهقت اثناء انهمار دموعها ..فسكت وهو يراقبها ..تدعك يدها من جراء قبضته.. .
نفخ في الهواء لقله حيلته ..و كأن حالها اضعفه ..ولا يعرف كيف يتصرف معها...
اقترب منها كحركه يراد بها ان يبعث الاطمئنان في قلبها ... ويبني اول لبنة في جدار زواجه ..
شد شعره بإرتباك ..لم يعتد عليه وقال : اظن ان اعصابك مرهقه من قعده البيت... او مني ماادري .. بخليك لحالك .
وبكره بالكثير .. .. راجعين . وخرج من المطبخ مثلما دخل ..
جلست على الكرسي ..و انتحبت بصوت عالي ...لايخفى على مسامعه القريبه ....
لم يحل شيئاً .. بل زاد الامر تعقيداً.. سيقسم نفسه شطرين ..لانه لايجيد حل الامور السهله ..؟ يتفنن في التعقيد
كمركبه هو نفسه ...؟ كان بإمكانه ان يبسطها على نفسه وعليها.. ..
مضى في طريقه لمؤنسه الحالي ...لعله من اسمه يبعث في نفسه السرور.. .. ..

همس الحرف 05-Dec-2018 05:15 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
دخل على والدته ... بعد اتصالها به ...رائد زادت حالته سوء ...و الاب الغير واعي ...مختفي في غياهب السُكر
واضطر انه يوديه المستشفى ..ارتفاع في درجه الحراره .. ..
جلس جنب سريره و كظم غيضه بقهر ..وقال لوالدته : الحمد لله ... صحته الحين ازين ..
هزت رأسها بأسى ..و مسحت على شعره ..
تخفي انكسارات جمى ... و سقوطاً عميقا الى القاع ..
تداري به عن اعين ابنها البكر ... خوفا من الغد .. و الامس مافتأ يطاردها ويتربص بها كل حين ..
سعود ..و ياحال قلبك ياسعود...
اي غضب اعتلى قلبك ... واي حزن كسر آنيات الصبر والتعقل ...
لا يد لك ..انه قدرها .
وانت مادورك ؟ متفرجاً صامتاً يبلع صخورا عظيمه ..للاحتمال و الاستسلام ...
ما اقسى الحياة ... و ما أقسى الشعور عندما تقيد يدك بسلاسل وثيقه و لا تفعل شيئا حيال اي امر ...
جلس جنبها وقال : يمه خليني اوصلك البيت ... وانا بقعد معاه..
مسحت دموعها وعيونها مافارقت جسد صغيرها : لو ما كنت موجود ... كان راح فيها ؟ ويش اسوي من دونك يايمه ؟
مسك يدها وشد عليها : الله معك ... انا بحاول انقل للرياض علشانكم .... و ان شاء الله ما يصير إلا كل خير .
هزت رأسها .. و اعلن الصمت تسيده ...لعل ذلك افضل فهي في حال وهو في حال اخر..
يهاود نفسه على ان يسير بخطوات صارمه ...
و يقبض روح من عبث ببراءه اولاده .. ولم يحفظ الامانه التي اودعها الله بين يديه ...
شدت على يده وقالت بجديه : لا تخبر ليلى..واذا سألت عنه قول لها انه بخير.
سعود : يصير خير... يالله يمه امشى معي ..نسيتي ان رغد عند الجيران ... بوصلك وارجع له .
باست راس ولدها المسجى ... و مشت ببطء ..مسنده على ذراع بكرها الرجل..


********************************

ارتاحت مبدئيا لما بكت .. .. رغم انها مااستفادت شيء غير انها صارت اكثر عاطفيه..
غسلت وجهها اكثر من مرة بماء بارد ..على كل حال ماراح يتغير شيء .
نفس الجمود وان نطق ... ولو تزحزح من صمته بيظل نفسه .
بل العكس حملت لها تأنيب ضمير غريب ..ما كان ودها ان تدخل فاتن في الموضوع..و تسبب اي شيء بينهم
اصلا السبب كله فيه هو ... لانه نشف دماغه على اسباب من صنع عقله ..
تنهدت ...وراقبت الفطور اللي ما لمسه احد... اصلا ليش يصحون بدري وماعندهم شيء ...كان دخلوا في سبات
طويل .. و ما يصحون منه ..حياة راكده مالها معنى ..
اخذت جوالها و دقت على نجمه ردت عليها بصوتها المرح : يا هلابك ويامرحبا كثر حبه رمل في الربع الخالي ..
وضحكت.... اما ليلى اكتفت بإبتسامه..
ردت : هلا فيك .. كيفكم ؟
نجمه وكأنها حست بأنه فيها شيء قالت : والله كلنا بخير .. وانتم ؟
تنهدت : على نفس الحاله ..مافي جديد
تأففت نجمه وقالت : انتم ما ترسون على بر ... خير ويش صاير بينكم ؟
ليلى : مافي شيء اقولك ... قاعده بين اربع جدران ... لا احد يكلمني و لا اكلم احد ..
نجمه : والله انك نحيسه ..تعرفين ان زوجك لوح ..تصيرين مثله ..يابنت تلحلحي سوي لك كم حركه ... تدلعي عليه ..
ليلى بقهر :نجمه ..الله يخليك ..مو ناقصه خبال ..اقولك ما نكلم بعض تقولين سوي كم حركه .. ويش اسوي له يعني
ارقص له ..
ضحكت نجمه وقالت بإصرار : وشفيها ..تحزمي وارقصي له .
ليلى : والله انك فاضيه .. دقيت عليك ابغى ارتاح ..زدتيها علي ..
نجمه : خلاص ..خلاص .. بسم الله صرتي ما تنطاقين ..الله يسامحك يا مطلق ...المهم وينه المنحوس ؟
: طلع ..ماادري وين راح ..
: طيب انصحك نصيحه ..ما عمري جربتها ...ضحكت ..و كملت : روحي انتي و اقعدي فوق راسه .. و اكتمي على نفسه
إلا يحس فيك ..
ليلى بتعب : مالي شده على الاخذ والعطا معه ..كفايه الاحساس اذا كلمته كأني اكلم نفسي ..
نجمه بجديه : تعرفين شو نفسي فيه ..انا امسك من كشتك يالبقره وامسح فيك الارض .. دائما انتي كذا تنهزمين بسهوله
بكره اذا تزوج عليك و حطها على قلبك لا تشتكين .. ..
بصوت عالي سألتها : ويش تبيني اسوي ... ألزق في واحد ما يبيني ؟
بهدوء ردت عليها : ليلى..انتي في بدايه زواجك ..اصلا من قال انكم بديتوا ... ممكن تفشلين معه مرة و مرتين و ممكن عشره
لكن ابد لا تستلمين ... والله الرجال اكثر ناس معقدين على وجه الارض ..
ضحكت ليلى وقالت : الله عليك ..وانتي ويش دراك ؟
نجمه : ياحبيبتي ..لاتنسين عندي اكبر اثنين معقدين في الدنيا .. .. وصراحه قاعده اعمل عليهم تجارب ..علشان افيد و استفيد.
ليلى بحزن : لكن الاخ مو مثل الزوج . .يالبى قلبي ياسعود والله اللي تبي تاخذه لترتاح في حياتها .
نجمه : صدق ..اجل خلاص ..اخطبيني له ..
بمزحه ردت عليها : لا والله ..اللي باخذه تكون عاقله ..مو واحده بنص عقل .
نرفزت نجمه و وضح صوتها من خلال سماعه الجوال : انا يالبقره ..الشرهه مو عليك الشرهه علي انا ..اللي اعطيك نصائح
انتي و الثور اللي معك ...حطي في بالك نصائحي صارت بفلوس من اليوم وطالع ...
ضحكت ليلى وارتاحت : كنت امزح معك يالخبله ..والله مافي منك ثنتين في العالم كله ..
نجمه بثقه :ادري ...اقول تراني مو فاضيه لك ... عندي غسيل مكوم ..روحي إلزقي في خشه زوجك لعل وعسى ينفع معه .
مع السلامه ..
ليلى :مع السلامه ..
اخذت نفس طويل ... و حبكت فكرة بإخراج نجمه ... و تمني النفس بخطوه جريئه تنحسب لها ألف حساب ..
جهزت لها ترمس شاي .. و عملت كم فطيره سريعه .. و طلعت تغير ملابسها ...
بلوزه خضراء تصل للساقين بأكمام طويله وفتحه مثلثه... و بنطلون جينز فاتح ... و ماحطت شيء على وجهها
اكيد الجو حار و مااحتمل احط شيء ...اكتفت بقلوس اورنج فاتح ..
تنفست بعمق ..و نزلت اخذت السله في طريقها ... و ركزت طريقها لمكان واحد لعل وعسى تلقاه ..
ارتاحت لما شافته من بعيد ..و توقفت تقدم رجل و تأخر الثانيه ... ارتعشت اوصالها ..جرأه مااعتادتها ..
عمرها ما كانت جريئه مثل نجمه..رجع كلامها يدور في راسها .
اااخ منك يانجمه ... كل هذابسببك ؟
توكلت على الله و اقتربت .. وكل هذا الوقت تحاول تركز عينها عليه .. .. مستند على السور يراقب حركه "سرور "
انتبه .. لها ..وراقبها بشك .. غريبه منها ..
اقترب منها .. وسأل : خير في شي صاير ؟
جاوبته بخجل : لا مافي شيء ... تنحنحت تطرد غصه وقفت لها وكملت : ما اكلت فطورك .. قلت اجيبه لك هنا .
ورفعت السله ..لتثبت كلامها...
نبض قلبه بعنف .. ونظراته تشملها ... وهي تحاول تصد عنه ...
حرك شعره بتوتر وقال بهدوء : شكراً ... اخذ السله من يدها ... فحطت يدها خلف ظهرها و تشاغلت بـ "سرور "
صب لنفسه كوب شاي ... ورفع رجل على السور..
لوت بوزها بضجر .. اول خطوه فاشله ... طيب يانجمه دواك عندي ...
اقتربت من السور ... طالعته بطرف عينها ..كان ياكل بتمهل ... و لا كأن احد معه... يارب ألهمني الصبر ..
ابتسم بينه وبين نفسه .. يعرف انها وصلت حدودها معه ..
تجاوز السور و اقترب من سرور ..وركبه بسهوله اعجبت فيها ... صارت بارعه في التأمل و المراقبه ...
خرج من حدود السور ..واقترب منها وسألها بهدوء : انتي بتبقين ولا بترجعين البيت ؟
وانسكب ماء بارد على راسها .. والجمت حواسها امام برودته القارسه ..
طيب يا نجمه .. كل هذا من وراء خططك الفاشله ...
ويش ذنب نجمه ..كل من المنحوس على قولتها ؟
هزت راسها بخيبه وقالت بانهزاميه : لا برجع اكيد ..
راقبها ..وهي ترجع ..وده يضحك على شكلها ..و تسمع الدنيا ضحكاته ..تحرك بسرعه خلفها
ومال ناحيتها و مسكها من خصرها ...ورفعها بحذر ..
صرخت بفزع : مطلق ... ويش تسوي .... يمه ؟
اجلسها قدامه وهو يلهث وقال بأمر :تمسكي ..؟
تمسكت في ذراعه وقالت : مطلق نزلني...والله خايفه.
جاوبها و مازال شامخ : لا تخافين مادامك معي ..
حاصرها بيديه و استكانت في جويفاء احضانه .. رأسه يعلو بكل هيبه ..
ابتسمت ..بشغف المغامره التي تخوضها ... و انحصرت معها كل المغامرات اللي كانت قريبه منها وماعاشتها ..
قال وشفتاه بالكاد تلامس اذنها ويبعد الشعر عنها ..
: شكلك حلو اذا زعلت ..
ابتسم ..لنفسه و قامته منتصبه .. وحراره جسدها تنتقل اليه وتدغدغ مشاعره..

موقف ثاني ..كان تضايقت واخذت على خاطرها ...لكن بالعكس فرحت .. فرحه خرجت من القاع راقصه
زاد في نبض قلبها .. و اشتعل فيها مكان خامد منذ وقت .. وبالاخص دقات قلبه القويه التي تخترق جداراتها
و تشعرها بوجود حي بين ضلوعها ... وارتعشت ككل مرة يلمسها فيه ..
ليس شيء عادي ... ابدا غير عادي الذي يجري لي ... ابتسمت وعيناها تعلو للسماء برجاء خفي ..
رفعت رأسها له .. وسط معركتها مع الريح ..في الهواء اصبحوا معلقين ... وتعلقت نظراتهم .. وهامت في ألغازها..
لكنها عادت الى الماضي حيث توغلت في مثل تلك العينين وكانت قريبه منها.... ذلك الفتى الذي تثاقلت عليه
فيما سبق وحملها على ظهره...ياربي مالفرق بينهما ؟ اكاد اتلمس الشبه الواضح ... يكاد يكون هو ..
وهذا يكاد يكون ذاك ؟ لما لم ارى ذلك من قبل ؟ مِثل الشعر المتمرد الغجري ...و الوجه الجبلي القاسي
هزت رأسها لكي ترج افكارها الغبيه وتعود وتنصب عيناها في عمق عينيه ...


ممــكن ســؤآل ..!!

هآلنــظره مــعنآهآ " آبــتعد "

و لآ مــعنآهآ ..,,

تـــعآل ..!!

احب ان يكون مسيطرا دوما ..ولم يعلم ان في الوجود مثل هذه السيطره التي تملكته.. الان وفي لحظته هذه
سيوثق لحظه حاسمه في حياته ..ونقله في مشاعره ..سيكون حريصاً ان تكون دفينه في اعماقه...
سيدع كل شيء للايام ..لتقضي في امره ... و يركز في شيء واحد هي ..هي التي بين يديه ..

همس الحرف 05-Dec-2018 05:16 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
اختلفت المجريات ... و عادت حياة اخرى تسكن اخرى لم تكن بحياة ..اظن انا ؟؟

...في غياب عن اعين لم تكن تعتقد ان من بينهن من يحمل كم هائل من الخبث لدرجه المساومه بالعرض ..
دسست الصور بين الكتب ... وابتسمت بحقد خفي ..غايتها ليس ان تناله هو بل ان تنتقم منه...
أشعرها بالذل ... وستذوق الهوان من اجل ان تراه كسيرا ... فلايهم ما هو الثمن ؟
ام تلك ..فستريه ..بأنه شتان مابينهما ..؟
اهناك غيرها .. ما جعلت قلبها ممتلئاً برماد الحقد نحوها ..
ليست بالكمال ان يفضلها عليها... لكن حواء لا ترضى ولو كانت احداهما سراب في سراب ..
اول خطوه بدأت ..ولا تندم او تشعر بالسأم .. او تنهزم
ستتلوها اخريات ..وبكل دماء بارده ستخوض معركتها الخاصه ..
خرجت ..تحت ستار الطهر ..و الاخلاق ..و ما خفي كان اعظم ..

*********************

لـــي حـبـيـب كـمـلـت أوصـافــــــه حـق لـي في حـبـه أن أعــــــــــــــــــــذرا.


حزمت امرها ... ...سـ تنثر الورد في طريقها و تنشر عبيره في الاجواء
غدا ستدخل مملكتها الخاصه .. التي عبدتها بالاحلام و سارت على خطاها سنين طويله ..
ستقول نعم ... وبعدها نعم ..والى الابد ..ستظل ترددها ..
همست لنفسها ..سامحيني ياليلى لن ادعي اني صاحبه ضمير على حساب سعادتي الى الابد ...
وانت ياسلطان ..ستكون لي ..وسأجعلك سعيد في حياتك.. و ستعرف مامعنى الحب ؟!!
والحقيقه التي تجهلها او تتجاهلها تقال "ماكل ما يتمناه المرء يدركه..تجري الرياح ..................."


***********************************

دخلت بفرحه عميقه... حست انها لاول مره تكتشف شيء مفيد .. تضاهي اكتشافات فاتتها منذ زمن ..
مثل صعود الجبال ... فالتعرف على اشياء بسيطه من شخصيه مطلق ..يضاهي القمم بالنسبه لها ..
ابتسمت وهي تلتفت له : مشكور .. صراحه مغامره ممتعه .
شرب الماء وتجاهل النظر لها ...
ماانتظرت جواب منه وكملت بحماس : المرة الثانيه بتعلمني كيف اركبه من حالي ؟
استند على الثلاجه وقال : واثقه .
حركت راسها بعفويه وقالت : اكيد ... لاني ما راح اخليك تركب سرور لحالك ؟
ابتسم ..فجأه ...لتلاحظ تعجلها في كلامها ...
و ذابت في ابتسامته الرجوليه الساحرة ..
قالت بخجل واضح : انا بطلع حجرتي ...تبغى مني شئ ؟
هز راسه بلأ..و عيونه مسمره عليها ...
تركته..و قلبها يخفق ... اكان من السعاده ان تذيقها طعمها لها ؟
ام هو الاستقرار..على ارض ثابته ...
تعرف انه متغير ولا يقر على لون ... لكن راقها ما رأته فيه ..
اغمضت عيناها تحت الماء ... و تخيلت عيونه الحاده ..وابتسامته التي يشح في اظهارها ...
سطوته الرجوليه و شموخه المسيطر ...
مالها تذكر كل شيء ؟ توالياً ..لاتروي ابدا
تنهال عليها كل الافكار ..ووسط كل هذا تبتسم ..
خرجت ..ومازالت الابتسامه مرسومه على وجهها الوضاء ..
سبحان الله منذ دقائق وهي تبكي ... والان تشعر بفرحه تخاف ان تظهر للعيان ..و تختفي مذعورة
انفتح الباب فجأه ... شهقت بخوف ..لانها كانت غائبه بعيدا عن حاضرها ..
اتصلت عيونهما ... عبر خط طويل من الانتظار ..
تتلو كل رمشه مشاعر متجدده .... يجهلها كل الاثنين ..
يخافون من اظهارها بكلمه فتجرح الصمت ...
تجرح كبرياء رجل ... لا يحب ان يظهر الخضوع ..لاحد
رجل بدائي .. يخاف ويقسم انه يخاف ... كيف يتعامل مع انثى ؟
يرتجف .. ويخفي ارتعاشه بجلد صخري ... لا يتأثر بالعوامل الخارجيه..
قفل الباب خلفه ..و تقدم بكل هيبه وان اخفى تحتها ضعف يهزه ويهابه ...
وهي متسمره مكانها ... تنتظر بخوف وخجل .. وفضول ..
اقترب منها ... فلم تعد تحتمل ...ارخت نظراتها لتقع على صدره المكشوف ..
فأغمضت عيونها بقوة ...فأعادت فتحها على اثر لمسته على وجنتها ...فكان قريبا ..قريبا
فكلامها ..يريد ان يكون عاديا ، جاهلا ، مخموراً بتلك الاحاسيس الغريبه التي تجتاهما ..
لم يعد احد يعرف مايفعل ...
وكأن الدنيا اسدلت عليها ستاره تخفيهم عن الجميع ....
تخاطبت الايدي و عبثت الحاجات بأنفسهم ...
و ذابت الاروح بلا ارتواء ...و انسلخ العقل في هوة الشغف ..
و تجاذبت المشاعر كالمغناطيس لا مانع لها..و امتزجت الاجساد ..
وغابوا فلا شيء يوصف بعد. ..

*****


لـــو طلعــــت لفــــوق عانقــــت القمــــــــر
يستحـــي نـــور البــــدر لا شـــاف خـــــدك

لـــو حسبــــت الشـــوق ينبــت لـــك شجـــر
تثمـــر أزهـــار العمـــر أضعـــاف حـــــدك

لـــو حصـــرت أيـــام وأحـــــلام البشـــــــر
كلهـــا قطــــرة وفـــا مــن جـــزر مــــــدك

**********


مـــاودي انــك عابـــر كنــــك الطيــــــــــف
وانـــــي انــــا نجمـــــة وطاحــــت بكونــك

ودي أكــون البحـــر لــك وانـت لـي سيــف
واكــــون لــــــك عمـــرك وقـــرة عيونــك

واصيــر لـــك ديـــوان شعـــر وتوصيـــف
وفـي وســط صحـرا الحـب تهطـل مزونك.

همس الحرف 05-Dec-2018 05:17 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الثاني و العشرون :



>>>كان الظلام يعم المكان ..و السكون يبث الخوف في الارواح ..متخبطه بمفردها ..تبحث عن اهلها
جدها او جدتها ...هند.. سلوى ..وينكم ..اخوي سعود ليش تركتني ...
دربها طويل ...و طبول قلبها قد بدأت بالقرع و كأن حدثاً ما قادم ..التفتت للخلف كانت عيون مخيفه تترصدها
الخوف شل جسدها و لم تقدر على الحركه ...فجأه غشاها نور قريب ..لمحته كان يقف باسماً بقامته المديده
و عنفوانه القوي..هو منقذها من كل هذا ..حلمها الذي طالما انتظرته .
ركضت له تنجو بنفسها من اشباح تطاردها ..استكانت في احضانه و السعاده تغمرها ...تسمع حتى نبضات قلبه
راجفه متوعده ...
دفنت رأسها و همست لنفسها بنعيم و طمأنينه...أهو ذاك الذي ينتظرني ؟؟؟
رفعت ناظريها لمنقذها ..لمن استكانت بين احضانه وديعه ...حالمه .....
لكن فجأه حل الجمود و توقف الزمن و نزلت الصاعقه على رأسها غير مدركه للحقيقه ...من انت ؟!!!! <<<

>>> >>> فانقشع الظلام ..وسطع ضوء اعمى عينيهاا .. فاندست في احضانه تحتمي من سطوعه القوي ..
و غابت في دفء مريح .. و استكانت و تركت عناء البحث عن الواقع من الحلم ... .. فإبتسمت ..لنفسها وهواء بارد
ينعش تنفسها .. .. فرفعت رأسها ..لتشكره بإمتنان على مساعدته...
فلم تخف ..او ترتعش او حتى تستنكر ..بل على العكس من اعتقدته غريباً لمساعدتها ... هو اكثر المقربين لها الان
تسلقت عينيها الخجلى ..قامته المديده لتستقر في ااعماق بحيرته السوداء .. .. وتبتسم بإمتنان ..و عادت تغوص في كنف
احضانه .. >>>

فتحت عينيها فجأه ..في عالمها الواقعي ... لتلهب اذنها انفاس حارة ... بعثت بـ وابل من الهزات العنيفه التي اعترت جسدها
و اعتراها خجل لايطاق .. كتمت انفاسها ..محاوله الفرار ..بهدوء .. لعلها تتصنع الجرأه و تتجرد من حلة الخجل لفتره ..
بعيدا عنه على الاقل .. .. .. ما كادت ترفع رأسها حتى تعود ..جزء من شعرها تحت ذراعه ... غمضت عيونها بتوتر
انه في اي لحظه يصحى ..و قتها ما تقدر حتى تتنفس ...حاولت تشد شعرها .. .. و تفر منه ..لكن هيهات المجازفه ..
ويبدو انه حس فيها ..و تحرك من مكانه ..استغلت الفرصه و تسللت على اصابع رجليها .. .. ..
ابتسم ..في صحوته وهو يراقب هروبها الصامت ... محتلها بالكامل من رأسها الى اخمص قدميها ..
... مزهواً بفخر لامتلاكه ... شيء لايعلم احد انه يملكه ...بمثل هذه المواصفات .


رأيـت بهـا بدراً على الأرض ماشـيـــــاً ولــم أر بـدراً قـط يـمشـي عـلـــــــــى الأرض.



************************



دخلت جود ..وطالعت اختها المتأنقه .. ..
استندت على الباب ورفعت حاجبها بإستغراب ..سألت بهدوء : اوووووه شو هالتأنق ؟ على وين ياحلوة ؟
انتهت من الماسكار والتفت لها وقالت بإبتسامه : عيونك انتي الحلوة .. والله داقه علي فاتن ..وعزمتني
جلست على الكرسي وقاالت : والمناسبة ؟
وداد :بدون مناسبة .. صديقات و حابين نلتقي ...ما يبغى لها مناسبه .. .. .. المهم ويش رايك ؟
دارت حول نفسها اكثر من مرة ...ورفعت يدها بطريقه استعراضيه ....
ابتسمت جود وقالت : طالعه مثل القمر ..
ضحكت وداد ... وشالت شنطتها ...و ردت بغرور : قديمه ...
وقفت جود بسرعه وقالت : الله يرحم التواضع ...ترى يمدحونه ..المهم طلال اللي بياخذك ؟
وداد :اكيد .... إلا سواقي في اجازه كان وداني هو ...
سحبت عباتها وقالت : هاهاها بايخه ....خلاص ..بمشي معك ..يوصلك طلال قبل واروح انا المكتبه ..؟
وداد : والله فكره ..خلاص انا بدق عليك واقلك اسماء روايات بالمره ... و كمان مجلات ..
تأففت جود بضجر وهي تخرج قبل اختها : انا مااحب اقرب قسم الروايات .. ..
وداد بترجي : الله يخليك يا جود ... والله لو ماخايفه اني اتأخر على البنت ..لكنت مشيت معك ...جود لاتذليني عاد ..
جود : خلص .. لكن اكثر من روايتين ومجله مافيه...فاهمه..
وداد :خلاص يوووه منك .. صراحه المفروض سموك نذاله مو جود ..
ضحكت جود و سحبت اختها معها ....

*******************************

صلت العشاء.. وجلست على السجاده ..تذكر الله ...
وبقيت فتره ... وعيونها على الباب ...توجس المسامع ..لذلك الخفي ... الذي تدثر بالعمل من جديد ..
اكيد مايبغى شيء ... وهو ما يحتاج شيء اكيد لو يحتاج شيء كان قال لها ..
ابتسمت .. و كأنها خجلي من كل اللي صار ...
سمعت نغمه جهازها قامت بسرعه ... شافت تؤام روحي ... وابتسمت وهي ترد
: هلا والله بأحلى اخ في الدنيا كلها .
سعود : ايه اضحكي علي ..بكم كلمه ...
ليلى بزعل : فديتك يالغالي ... انا عارفه اني مقصره ... حتى اهلي ماكلمتهم ... كيفكم ؟
ضحك سعود .. وارتاح لصوتها وقال : ماعليه ..ياحبيبتي ..كلنا طيبين ... والحمدلله ...
: لا تخبي علي يا سعود ...طمني كيف جدتي وجدي ...والبنات ؟
سعود : والله كلهم بخير ..يسلمون عليك كلهم..
ليلى : وحشتوني كلكم...
سعود بحنان : والله وحشتينا كمان ..ماودي اقول مكانك فاضي في البيت ...و مافي احد يقدر يسده لان عارف انك بتقلبينها مناحه
تجرعت الشوق ..بصعوبه وصوته المحبب لقلبها .. يرهف اسماعها ..
ردت عليه : الله يخليك لي ... إلا قولي انت من وين تكلمني ؟رجعتم صح ؟
تلعثم سعود وقال : لا والله ما رجعنا .
ليلى بخوف : ليش ياسعود ..قبل ماامشي قلتم انكم بترحون بعد يومين ...فيه شي صار وانا ماادري ...
سعود : بسم الله ... انتي على طول فسرتي الموضوع على كيفك ..؟ مافينا الا العافيه ... حبينا نطول شوي
بتبدى التسجيل في الجامعه الاسبوع الجاي ... وقلنا ننتظر حتى تنتهي ..فهمتي هذي السالفه كلها .
ليلى بحذر :سعود ... تحسبني مااعرفك .... قول لي ..بسرعه ؟
تأفف سعود وقال : الله يهديك .. اقول اعطيني زوجك ؟
بصوت منفعل ردت عليه : سعود ... تحسب اني بصدقك .. جدي واعرف عناده لو قال مشينا ... يعني مشينا..
ومطلق مشغول ...
جاها صوته من خلفها .. : انا موجود .. خير في شيء .
رجعت خصلات شعرها خلف اذنها ..و طالعته ..وقالت : لا ..سعود يسأل عنك ..
تدخل سعود بصوت ضاحك : اقول اعطيني زوجك ...
تنهدت ..لكن تفاجأت بأن يده تلتف حول رقبتها .. ويأخذ الجوال باليد الثانيه ... بالتالي صار وجهه ملامس لوجهها ...
اشتعلت .. فابتسم لانه يعلم بأنها في اصعب حالاتها...
مطلق : هلا فيك ..ابو احمد..
سعود : هلا فيك ..اخبارك ؟
:الحمدلله ..كلنا بصحه وسلامه ... حرك شعرها من الجهه الثانيه ..و تركيزه فاق اعلى الدرجات.... ظل يتحدث ولاهمه
المشاعر اللي رقصت في قلبها وكادت تحطم صدرها ... من شده خفقانه ..
شال يده .. من عليها ... وقال بصوت هادئ : سلامات ان شاء الله .. اشوفك على خير ..
ظل يطالع في الخارج ... حست ليلى ان فيه شيء ...و كلهم يخبون عليها
اقتربت منه وقالت : مطلق ...ويش فيه ؟ سعود مخبي علي شيء ؟ صح
رفع حواجبه وقال : مافيه الا العافيه...
مسكت يده بتوسل :مطلق الله يخليك ...
ناظر ناحيه يدها .. وشد عليها بإطمئنان ..
وقال : يابنت الحلال... كلهم بخير ..ثقي في كلامي ... و بكره ان شاء الله راجعين
سألته بخوف واضح في صوتها : وليش بكره بالتحديد ...
بكل ثقه رد :في مشاكل في الشغل لازم اكون متواجد علشان احلها .. ..
هزت رأسها بالموافقه...رغم كل شيء مازالت خائفه
مسح وجنتها المتوهجه ... وابتسم ..
ردت له الابتسامه ... وشالت يدها من على ذراعه ...
وقالت بتوتر : انا نازله اجهز العشاء.. تبي شيء محدد..
رفع حاجبه الايمن بخبث و قال :ايه ...اقترب اكثر وسط ترقبها >>>
ارتفع رأسها وفي خلدها تدور كلمات كانت تريد ان تحتج لكن اختفى صوتها فجأه ... في ذروه المشاعر ..
غابت معه ...


***********************


يالله امشي ...
ريم : زياد .. يااخي اصبر شوي ..
زياد بقهر : انا ويش جايبني مع اكبر آآآآكله للكتب .. ..
ريم برجاء : زياد الله يخليك .. عشر دقايق وخلاص ... والله كلها كتب مهمه للجامعه
زياد : اففففف منك صرت اكرهها ذا الجمله ... اذا خلصت دقي علي ..بروح اتصفح لي كم مجله ...
تركها وهو يتحلطم ... انا اللي غلطان ... كنت خليتها في البيت ... مسوي فيها اخ كبير على غفله
مالت علي بس ... واحد احرق جوالي بالاتصالات .. والثانيه ..جننتني بالكتب ...
ركن على قسم المجلات العالميه ... مسك له مجله .. وانشغل فيها... دق جواله ...
زفر بملل وهو يعطيه مشغول .. . . و رجع يدخله ..لكن كوعه ضرب في بنت خلفه..
شهق بخوف ..لما انتبه ان البنت تأذت ...و مسكت صدرها ..قرب منها والخوف واضح من صوته ..
: انا اسف ..ما انتبهت لك ... والله ...فيكي شيء ..تحتاجين اوديك المستشفى .
اشارت بيدها بلا وهي ماسكه صدرها .. .. ..
إلتفت حوله ... وباين عليه مذعور ..
ورجع يسألها بخوف :يا اختي ..فيك شيء ...تحتاجين شيء ... شكل الضربه قويه على ...واشار على صدره ...
همست البنت بألم : مافيني شيء ... ...
مسح العرق من جبينه ... و طالع خلفه بتوتر... ولما رجع يطل في البنت ...شافها اختفت من مكانه
دار حول نفسه ...يدور عليها ... ومشى ناحيه المخرج ....
تخصر وهو يشوفها بين الزحام....زفر بقهر ..واخذ جواله ...ودق على اخته
وبغضب قال : دقيقه واحده ..اذا مامشيت والله ثم والله لاترك في المكتبه .... وقفل في وجهها .
ومشى لموقف السيارات ... وهو مقهور و متضايق من نفسه لايكون سبب لها ايه اضرار .. ..
لكن فجأه شافها ..تمشي من قدام سيارته....ومعاها واحد اكيد اخوها .. ويبدو انها متأذيه لانه كانت تمسك صدرها
تنهد بضيق و نظراته تلاحقها حتى دخلت سيارتها ومشت ...


***********************


جلس في مكانه المعتاد ..يراقب الناس عبر النافذه الزجاجيه ... ناظر ساعته .. وكمل مراقبته وكأنه يهمه ما يفوته
شيء ابدا ...
دخل زياد ...و هز مفتاح سيارته قدام عيونه .. : السلام عليكم
ابتسم سلطان وصافحه بقوه : هلا وعليكم السلام ..وينك يا رجل ... ادق عليك ما ترد ؟
ضبط شماغه و اشار بيده للجرسون ..
رجع يطالع سلطان : يااخي منت صاحي ..احد يدق في الفجر ..ما صحيت الا بعد المغرب .
والله كرهت الجوال من وراك ... وبعده اخذت اختي المكتبه الله لايردها ساعه ...
طالع جهه شباب يعرفهم و اشار بيده لهم بالسلام ورجع انحنى على الطاوله
وكمل : يااخي والله كرهت اغنيه محمد عبده اللي حاطها ...
ضحك سلطان وقال : مااحد قالك ..تحطه على العام ..كنت خليه على السايلنت ابرك لك ..
كشر زياد في وجهه وقال : والله من قراده حظي ... نسيت احطه على السايلنت .
ابتسم للجرسون وقال :واحد كوفي مر ..و نطق الاخيره بمراره في وجهه سلطان ..
ابتسم سلطان ..: خلاص ذليتني ماصارت عاد ...
زياد : خلاص... يالله قول ويش عندك ..ماحرقت جوالي علشان تشوف وجهي الوسيم .
شرب شاي و طالع زياد ..وقال وعيونه على الكوب : ما قدرت يا زياد..
رجف قلب زياد وقال وهو عارف تماما مقصده : ما قدرت ويش ؟
لمعت عيونه بإهتمام ..ومال على الطاوله وقال بصوت هادئ حذر : زياد ... اكبر خطأ انك تمشي في طريق خطر ..وانت تعرف
انه خطأ في خطأ....مليان بالقرارات الفاشله ...و ...
قاطعه زياد بحذر : اختصر يا سلطان ...
اخذ نفس طويل .. .. وصل لنقطه ما يقدر يرجع فيها للخلف ..لابد ان يمضي ..
كمل : ما اقدر اخذ اختك ... و اظلم حالي و أظلمها معي ...
تنهد زياد وكأنه وصل لاخر الطريق .. و ركن للصمت ..
تأمله سلطان .. وقال بجديه : زياد ... ناظر عيوني ...و خذ الامور من وجهه نظري ... اختك مافيها عيب والله يشهد ..
اشار لنفسه وكمل : العيب فيني انا ..والله فيني انا ..
سأله زياد بخيبه امل : ويش تبي مني يا ولد خالتي ؟
سلطان: اولا ابغاك تفهمني .
زياد بحده :فهتمك وبعدها ....
برجاء طلب منه : الله يخليك لا تزيدها علي .. .. انا من غير شيء مهموم ....
ريح نفسه على الكرسي ... في وقت جيه الجرسون .... عقد يديه على صدره ..انتظر لمن راح
وقال بسخريه : تبي مني.. اقول لاختي ... سلطان مايبيك . .. عادي اقولها في اوامر ثانيه ...
تعب من الانتظار وحس ان الموضوع مقفل من كل الجهات ...وان مصيره موشوم بالتعاسه .
لقط جواله و مفتاح سيارته ..و جا يوقف ..لكن زياد مسكه من ذراعه وارغمه على الجلوس .
زياد : اقولك اقعد ...
همس سلطان بغضب : مافيه فايده ... انت الوحيد اللي لجأت له وخذلني ...قلت احل الموضوع بالتراضي ما فهمت علي
تجي من اختك قدام الناس ولا تجي مني ...تفهم علي ....
هز راسه بتفهم وقال : خلاص ..مابقي الاتبكي ...وتفضحنا قدام الرجال .
زفر سلطان بقهر ... و سكت
اقترب زياد وقال بجديه : رغم ان الموضوع صعب علي ... وبيكون اصعب اكيد ... اذا نقلته لاختي ....
سكت لحظه و تذكر كل شيء مر بينه وبين اخته ...
ورجع كمل بمرارة : انا عارف ان الوقت اللي انحطيت فيه كان ضغط كبير عليك ..رفض ليلى و اصرار والدتك...
لكن قرارك جاء في الوقت المناسب .. والله يعين ان شاء الله .
سلطان : مشكور يا زياد ..
رد عليه بجديه : لو ماني فاهمك و فاهم سبب رفضك لاختي ..كنت دعستك بسيارتي و اروح فيك اعدام ..
ابتسم .. فكمل زياد له : الله يوفقها بواحد احسن منك ان شاء الله ..
رد له الابتسامه رغم الالم داخله ...وهز رأسه بإمتنان ..وهمس : امين ..
شرب الكوفي .. وهو حاس بثقل الهم اللي شايله ... .. وبالكاد قدر يبلع ..كيف راح يبلغ اخته الخبر الصعب
اصعب شيء انك تلاقي الرفض و ذراعيك مفتوحه بكل ود و تنتظر الاستقبال على احر من الجمر ..
مد لسانه ..وغمض عيونه ..وقال بلوعه : وع ويش هذا ... انا طلبت مر ...
ضحك سلطان بصوت عالي على تعابير وجه زياد ... و تناسوا مؤقتا ما ينتظرهم ...
هي قدرة يغدقها العقل في لحظات صعبه .. لعله يمضي قدماً في قراراته المصيريه .



*******************


الساعه الثانيه و النصف ...
ماكان يعتقد انه في اي لحظه ... بأنه يحمل قرار صعب مثل هذا وينقله لاخته ..
في هذه الثانيه ... شعر انه تخطى كل المصاعب مع اخته .. وانه نسي ما زرعته في نفسه
من خيبة و صدمه ..احتاج لايام حتى يصدقها انها تأتي من اقرب الناس إليه ..
جلس على عتبه الباب ... والانهاك قد اصابه...
مايفعل في لحظته هذه ... كيف يخبرها .. كيف يحطم ايقونه احلامها بكل سهوله ..
ابتسم ... كم ولو انه قد شفى غليله ..بهذا و اصبحت النتيجه متعادله ..
وعاد وكشر في وجه افكاره وكأنه يبغضها اشد البغض ...
لم يحبذ ذلك ... اي احساس قد تسرب لقلبه ورضي بمكوثه..
مهما يكن فهي اخته ..لب جروحه الظاهره ... و مفتاح اسراره ..
وقف على حيله ... عاقد العزم انه يخبرها في الوقت المناسب ...
دخل البيت... ليشق طريقه وسط الظلام .. .. ناحيه الدرج..
لكن سمع صوت تكسير ... من ملحق الرسم الخاص في ريهام ..
مشى بسرعه ... و توقف على عتبه بابها ..
اين ذاك العزم الذي تدثر بخوف الان ؟
و ذاك القرار الذي انتصب اعلى افكارك ... اين فر منك ؟
راقبها .. بشفقه ..تجمع قطع الزجاج ...
ابتسم بحزن .. و حال نفسه يقول ..هل ستقدرين على جمع اشتات نفسك ...غداً
هل ستعودين مثلما كنت ... لا ليست مثل ماكنت لقد بت اكرهها كثيرا تلك الفتاة ؟
تلك التي غرزت اشواكها السامه في قلوب الابرياء ... واستباحت الامهم ..
على حساب ان تنهض بغرائز انثى غير مباليه بالاخرين و أولهم اخاها .. .. .. ..
تلك التي صورت كيف تنهمر الدموع .. وهي في رغاده الضحك وعشق الفرح ...
اريدك ان تسدي الثغور التي صنعتيها بنفسك .. و تلمي بقاياك المتناثره ..
وتقفي صامده ..وعزيزه نفس ...تأبى ان تنهار تحت وطأه الاحزان ..
فغدا يوم اخر علمه عند رب العالمين ... ...
اقترب منها ... و جلس لمستواها ..يلم بقايا الزجاج ..لعله يتقاسم الالم ويعينيها على ماهو قادم ...
يتجاهل نظراتها المستغربه من تصرفه ..
قال :كنت طالع غرفتي .. وسمعت الصوت ..
ابتسمت وردت عليه : انكسر الصحن دون ما انتبه .. ان شاء الله اامي ما تلاحظ فقدانه ..
ابتسم ..و هو يرمي الزجاج في سله المهملات ..
غمض عيونه بشده ..وقال : كنت بكلمك في موضوع صراحه... وفرصه اني لقيتك لسى صاحيه .
جلست على كرسي بدون ظهر ..وقالت بإبتسامه مشعه : كلي اذان صاغيه .
استند على الجدار وقال : الموضوع يخصك انتي وسلطان .
ابتسمت ... و دلكت اصابعها بتوتر ... و هاله الخجل تغمرها قدام ناظريه ...
ابتلع ريقه بصعوبه بالغه ..وانتظر حتى تزول الغيمة الكاسحه من امامه و يقطع في امره وينتهي..
لم تعلم ..بأن موجات من المشاعر قد تفضحها وتعريها من جلادة صبرها..
اهو ذاك الشعور نفسه .. الذي تخيلته لنفسها ايام و ليالي طويله حالمه ...
تعالت انفاسها ..لترفع رأسها له ...و تقول له ..بصوت مليء بنشوة الاحلام .. و تزف له موافقتها بنفحه الورد
و فرحه العيد بعيد ... وزادها ذلك ابتهاج كبير ..ان اخاها قد توشح بالسلام و عفى عما مضى ..لتكمل المسيرة
ناحية حلمها المشيد في قممها العاليه ...
قالت بصوت منخفض : كنت بقول لأمي الليله ... لكن ماكانت فاضيه ... لكن اكيد بقولها بكره الصباح ...
تأملها بصبر طويل وقال بإستفهام غبي : بتقولين لها ايش ؟
رفعت عيونها بإبتسامه خجل : عن موافقتي ...
وسدت عليه جميع المنافذ لرمي قنبلته و الهروب ... لما لم يقذفها في محيطها الهادئ ويتركها تبتلعها ببطء
و يدعها تلعق جراحها .. بصبرها الذي غذته طيله هذه السنين ...
انتصب في وقفته و شمخ بإصرار .. وكله عزم انه لن يدعها تكمل مشوراها في السراب .. و تخوض في اللامعقول
سيقول عنه احمق ..و جلف و لا يتحلى بذوق او مراعاه للمشاعر ...فليفعلوا
فما اقسى من الانتظار وانت تعلم المصير ...
وسط نظراتها المستغربه لصمته الطويل ... و صلابته التي اكتسحت حتى عينيه ..
وبصوت حازم : ريهام.... سلطان ما يبيك ..
إبتسمت .. وجفلت عينيها..مع ان ابتسامتها بدأت تذبل و وجهها بدأت تكتسحه ظلال العزاء و فقدان خلع من قلبها
خلعاً مؤلماً...
فتحت فمها .. .. لكن الكلمات اختفت داخلها ... و اعتراها برد قارس جمد معجم المشاعر .. ومات الشوق
على عتبه الانتظار .. و انحصر الحلم في زاويه ضيقه و اختنق حتى لفظ انفاسه الاخيره...
وهاجر السرب الاخيرمن مجرد " اماني " ... و ظلت هي وحيدة .. .. ..
و فراغ كبير ...يتردد في صداه .." ما يبيك " .
تنفس بإرتياح بالغ ..لانه انتهى من مرحله خطرة... والباقي سيكون عليها هي الشق الاكبر لشفاء روحها ...
اغمضت عينيها ... تريد ان تعيش الفقد .. ولوعه الصدمه ... فذرفت دمعه مجنونة ... صاخبه ..
والحقيقه انها ساخرة .... ذكرتها بدمعه قد انتفضت متمردة من اعين بريئه ... ذكرتها بأن الدنيا تدور ..و تدور .
و استرخت ..في اغفاءتها ... وتريدها طويله ... طويله .
وغابت عن الحياة .....في سقوط الى قاع ..عميق .. لاتظن انها ستبصر نور القمه من جديد ..

اليوم لا يمر
وقلبي من الالم والوحدة يؤذيني
فينعكس الحزن على وجهي
وحتى حبي قد تعب من الحزن
وكل قطرة حزن تنزل مع دموعي بلا امل
كل هذا يحدث من دونك
وعندما تمر الليلة من غيرك
يعود الى قلبي التعب
ليس لدي حب
فالحب ممنوع بالنسبة لي
فببعدك عني تخفق روحي وتتلاشى من جديد
ببطئ ببطئ
اغني لوحدي
اه من حب شدني اليك
حزني يسقط في قلبي كالجمرة الحارقه..
يوشم في نفسي ..جروحا ابديه باقيه ..


***********************************


في كل يوم ..حينما تشرق شمس الصباح .. نرفع ابصارنا لرافع السماء ..
ونبث دعوانا له .. .. .ونتأمل في خفيه عن بنو البشر ... في تواصل روحي ..ما بيننا وبين خالقنا..
نشمر عن سواعدنا ..ليومنا ... متجلدين بالتفاؤل والصبر .. ذاكرين الله في كل ساعه..

انتهى من شيل الشنط .. .. وراقبها تثبت عباتها على راسها ... وتمشى ناحية السياره ..
عدل شماغه ... وانتصب بشموخ .. و دخل .. .. انتظر حتى دخلت وحرك السيارة و مشى ..
إلتزم الصمت .. من بدايه الطريق ... .. طالعته بطرف عينها ... و كأن حس عليها و لبس نظارته الشمسيه
استرخت على الكرسي ... وفي بالها تدور على شيء ..على نقطه بدايه ... الصمت يقطع حدة العلاقه ..
الطريق طويل ... لو تقدر تقضيه بالنوم كانت اختصرت الوقت ....
دق هاتفه ..لتخرجه من صمته .. .. و تراقبه تلك الكاميرا الزوجيه بنقد ... و تأمل و اكتشاف ..
مطلق : ياهلا والله براعيه الصوت ...
إلتفتت ليلى جهته ..وعضت شفاتها تحت غشوتها ... رقص قلبها على اثر ضحكته ..
و ساورتها الشكوك ...خلف ستار اللامبالاه ...
إلتفت ناحيتها و بصوته الرخيم : والله كلنا بخير ... والله هي السبب .... وضحك ..
ناظر ليلى وقال : ابشري ..خذي كلميها ..
مد الجوال لها وعيونه على الطريق .. .. .. مسكت الجوال وهي تجهل هويه المتصل ..
اول ما حطته على اذنها ..ابتسمت بخجل لان افكارها راحت بعيد..
: هلا وفاء ...
وفاء بضحكه : هلافيك يالقاطعه ...وحشتينا والله ..اخبار اخوي معك؟
ليلى : الله يخليك ..وانتو كمان وحشتوني .. اخبار البنات ..؟
وفاء : الحمد لله ... مثل ماتركتيهم ... إلا ماقلتي كيف مطلق معك ؟
رمت بنظره عليه و هو مازال مركز في الطريق ..: تمام ..
وفاء بضحكه : اكيد ..مابتقولين ثقيل طينه و ما يتكلم كثير..و يرفع الضغط ...
ليلى : لا حرام ...مو لهذي الدرجه .
وفاء : اوووه ... والله قمنا ندافع ...من قدك يامطلق .. اقول ليلى ليش راجعين ..كان قعدتم شوي ؟
ضحكت ليلى ..وقالت : مطلق عنده شغل في الشركه .. .. إلا خبريني اخبار خالتي و البنات ؟
وفاء :الكل بصحه وسلامه ... وينتظروكم على احر من الجمر ...
ليلى : على خير نلتقي ان شاء الله ...
وفاء : مااطول عليكم ..ننتظركم في البيت ...مع السلامه .
ليلى : في امان الله .
مدت الجوال له ...قبض على يدها ..وقال : وفاء ما تفوت مكالمه الا تحش فيني .. ؟ يالله اعطيني الموجز
استرخت يدها في قبضته القويه ..و لم تحاول حتى ان تسحبها ..
ضحكت برقه وقالت بمشاكسه اصبحت تهواها معه ..: كلام خاص فينا .. ؟ ماينفع نقوله لاي احد ؟
شد يدها ناحيته وقال بنبره ممزوجه بعناد : ومين قال انه انا اي احد ؟
ابتسمت ... و ناظرت لقدامها .. واحساس مماثل يغزو قلبها الفتي .. ..
انتظر جوابها .. لديه الفضول ان يقر جوابها بشي يفوق سؤاله ... ان يلمح على وجهها المدثر تحت السواد
بعلامات الرضى والقبول ..
ترك يدها .. و كأنها ضاعت في صحراء كبيرة ... احساس طمرته برمال مماثله في خفيه عن الماكث قربها ...
راقبته مطولاً وكأنه فصل فصلاً تاما عن تواجدهما ... وغاب في عالمه الفردي حيث يعيش هو و تنتظره هي .
حزنت ... ان تنقطع خيوط التواصل فجأه ..و بغرابه شديده .. اكان عليها ان تضع كل شيء جانباً ، الخجل ، والتردد
والخوف منه ومن القادم الذي سيحضر برفقته ...
تنهدت بيأس و عضت شفاتها فأسرعت الكلمات تتوالى من حنجرتها ..وبدون رويه ونظراتها مازالت للامام
: تعرف ويش قالت عنك اختك ..ثقيل طينه ..و ما يتكلم كثير ... و و تحركت من مكانها لمواجهته ونطقت اخر كلمه
بحده اكثر تظهر ماتبطن .. : و تررررفع الضغط .

نقل نظراته مابين الطريق وبينها ...لم يتوقع حربها الكلاميه التي خرجت من الصمت ... ولم يظن ان ذلك الهدوء الذي
كانت ترتديه سيسبق عاصفتها الهوجاء تلك .. فضحك ...بأعلى صوته ... يخرج من رزانته المعهودة .. و سكوته الثقيل ..
و يكون رجلاً عاديا جدا .... لم يعتد عليه ...


*******************************


يومي لا اشعر به بدونك ...اشعر ان الساعات تمر جزافا وان الحياه كالفضاء ..
وانا اسبح فيه هائمه لا اعرف اين احط ..
امان ...مطلبي الوحيد ...كيف اناديك ؟
قدري ان ابحث عنك طويلا ..ولا اجدك .
قدري ان انتظرك ..على رصيف الحياة رغم المطر و الالم المباح والرياح العاتيه ..
ولا أمل ابدا ...
قدري ان ابلع الشوك في سبيل جنة اللقاء .
يمضي كل شيء امام ناظري وانت الوحيد الذي لم تعبر ..
تأبي ان تسير بكل هدوء ..بل العواصف رفيقتك المرحه والبحر الهادر موسيقاك المفضله ..
ترفض ان تعيش هانئا ببساطه ..وتدلك افكارك بهواده ..
وتعود إلي ..ساكناً ..متلبساً السلام ..رفيق العهد بحياة متجددة
مابالك يارجل ؟
رميت بزي الحياة ... و تجردت من مجاراتها ... و كأنك تعاقبني ..
تحملني وزر رميته على غيري ... و تجاريني في خدعتي العظيمه ...
و ترميني في نفس الحفره العميقه تلك التي رميت بها غيري ... وتتركني وحيدة
اعاني اليأس والحرمان و حرقه الهجر .... والضمـــــــــير .


بعضنا يرفض الحياة ... اذا رمته هي على ناصيه اليأس والخيبات ...
و بعضنا ينكر وجودها حتى في عينيه وان عاشها وخرجت انفاسه حارة لتذكره بوجوده فيها ..
والبعض الاخر ...يهيم فيها و هو حي وميت و لا يبالي بها ...

بالكاد استطاعت ان تفتح عينيها ...تحت الهموم المثقله التي صاحبتها حتى في احلامها فقلبت كيانها ..
و عادت لاغماضها وسط الجمهره حولها ... ولاترى سواه معها ..ناقم عليها
... والان عرفت انه سامحها...انه غفر زلاتها ...
فجرحه الان ... قد ألتئم و جروحها تفقت من جديد ... تنزف للابد ..
أليس للحب جروحاً غائره و مؤلمه ... أليس نصله يقطع عروق القلب ويدميها ؟
عانت الامرين منه و ماعادت تطيقه ابدا..
كرهت مسماه البغيض ... و اندثرت جمالاته تحت وهميه الاحلام ... وخدعه المشاعر ..
اقترب زياد منها بخوف وسألها : ريهام ... انتي بخير ... تحتاجين اوديك الطبيب ؟
نامت على جنبها و اعطته ظهرها و قالت بضعف : اتركني لحالي يازياد .. ارتكني لحالي ..
وهو مالبث ان استجاب ... فهو اشد ضعفا منها لو تعلم ..
لن يأخذ ويعطي .. في وقته هذا لان االاخذ نادر والعطاء محدود ... بل معدوم
يأمل ان تشفى جراحها .... فألمه الان كبير ولا يقااومه
مهما يكن فهي جزء منه ... لم يعتد فصله ولو اراد ....


*******************************

سلمت على الجميع بحب .. وقد اصبحت جزء منهم ...وهم منها ...
جلست جنب ام مطلق ... المرأه العطوف ... خفايا الحنان والحب ... تحمل من العاطفه الكثير
حتى رأتها تنطق من عينيها ..
مسكت يدها وقالت : عسى مطلق مريحك يمه ؟
مرت عليها الايام تواليا ... و اسرعت قبلها ... رمت عليه نظراتها المبهمه للغير ...
كادت ان تعرفه... فيه مايجعلها متخبطه .. مترقبه و متأمله...
وقالت : الحمدلله يا يمه ... مايقصر علي بشيء .
تدخلت سمر ..الجالسه جنبه : اقول ليلى ... اعترفي ... ليش اول ما دخلت كان وجهك احمر ...
حدجتها ليلى بنظره متوعده ... تحت انظار مطلق وابتسامته الغامضه..
و رجعت للموقف اللي سواه ... او عندما قالت الكلمات الخطيره في حقه .... ارااد اسكاتها بطريقته ونجح
واعتمدها طريقه فعاله في تهدأه انفعالات المرأه ... وكأنه اكتشف سر الجاذبيه الارضيه للتو
وقف السياره على جنب ...ورفع نظارته ....وابتسم بمكر ...
اقترب منها دون ان تعلم خطوته القادمه ... وبسرعه الضوء طوقها بذراعيه وختم على شفتيها بقبله ناريه
افقدتها رباطه جأشها ... و شل حركه افكارها وخدر مشاعرها ... و عرقل انتظام انفاسها ...
ونجح في اخماد ثورتها بسرعه قصوى ...
قالت بتوتر : من الحر اكيد ....
ام مطلق : اجل قومي ريحي انتي وزوجك .؟ اكيد انكم تعبانين...
سمر : يمه ... خليهم شوي ... والله اني مشتاقه لهم ..
وقف مطلق و قال : ملحقين علينا....
غمزت له سمر وقالت : وين .. خلاص صرت حصري يا لحبيب ؟
شهقت ليلى ... مع ابتسامه لا تخفى ... ناظرها بتحدي ورجع يتوعد سمر ..مسك عقاله ولوح فيه قدامها
:يمه ... انا لو ذبحت البنت هذي لا احد يلومني .؟ ...
ام مطلق : علمها الادب ... انا خلاص غسلت يدي منها
سمر بضحكه : الله يسامحك يمه... شايفتني صابونه .
مطلق بحده خرجت للسطح : سمر... طول لسانك هذا بيقلب حالك ... وبيقلب معاملتي لك .
توترت سمر ... وقالت : اسفه... كنت امزح .
مطلق : المزح له حدود .
رمى بنظره غاضبه على ليلى ... لم تكن لها لكنه لم يستطع الخروج منها ..
وقال لامه : يالغاليه ارخصي لي ... انا بطلع ارتاح شوي .
:روح يايمه .. الله يعطيك العافيه ... وخذ مرتك معك ..
طالعها مباشره وقال : خليها على راحتها... ممكن تبي تبقى مع البنات ..
و رقى الدرج ..بسرعه...
نفخت سمر وقالت بضجر: والله لو بعد ميه سنه ما راح يتغير ... اخوي واعرفه.
ليلى بتفهم : انتي تعرفين طبعه ... لاتزعلين منه .
سمر بإبتسامه : ابد لو ازعل من البشر كلها ...إلا مطلق ...
ام مطلق : قومي يمه ياليلى ... روحي لزوجك ... لو قابلتي سمر ما بتخلص السوالف ..
ضحكت ليلى ... وسط ترددها .. هو قال انه مايبيني معه .... خليه يرتاح بعيد عني ..
لكن بالرغم عنها طلعت لجناحها ...
اول مافتحت الباب.... دخلت في الظلام ...والبروده العاليه... نسيت انها كانت تشغل الغرفه وحدها
وهو كان ينام في الغرفه الثانيه ... اكتسحتها موجه خجل ... ..وهي تتذكر المواقف السابقه ...
اول ماجات تفتح النور ... باغتها ومسك ذراعيها وثبتها على الحائط ..
شقهت بخوف و قالت : مطلق ... بسم الله خوفتني ..
مطلق : خوفتك .... وضحك... وكمل بحده هادئه : كنتي طولتي في الجلسه ... ؟
ابتسمت في الظلام.... تظن انه لايراها ...
وقالت بهدوء : انت اللي قلت خليك على راحتك .... ووهذي راحتي .
شد على يديها ... بتملك وكأنه يريد ان يعاقبها بدون سبب ...
حط جبينه على جبينها ... واقترب اكثر حتى انفاسه صارت انفاسها هي ...
تنفس شذاها.. وهام في رقتها .. اغمض عينيه ليستمتع في لحظته ..طبع قبله هادئه على رأس انفها ...
ارتجفت بخجل ... حاولت تتملص من قبضته ...
طال الصمت ... و كأنه لايعلم ماذا يقول ؟ اصبح يكشف نفسه رويدا ..رويدا ويخاف ...
و كأنه مخدوع من نفسه ؟ لم يتوقع ان يكون هو هذا الشخص الان ...
يملك من الخفايا .. ما يستعجب منها هو نفسه ..
لكن ما حيلته امامها ؟ وقع في شركها بسرعه كبيره ولم ينظم افكاره و يعد خطته في التعامل معها
اتغير حقا ...كيف ولماذا ومتى ؟
لم يعتد هذا ابدا... ولم يريده في بدايه الامر ... وكأن نقيضه يخرج من دواخله و يعيش حياته
او انفصام لشخصيه رجل كان يريد ان يعيش عاديا متجردا من ترهات الصلابه والقسوة ..
حررها بسهوله ... مطاوع لافكاره
لن يقنع بتلك الدواخل الغريبه ... لا يعرفها اساسا ... لما يفضح نفسه امامها ويتجرد من كبرياءه
اختفى في الظلام الذي اكتسحه فجأه...

وسألتُ نفسي حائراً أنا من أكون ؟
مالي عشقت السير في طرق الظنون
فإذا جنوني صار بعض تعقلي
و إذا بأفكاري يغلفها الجنون
أنا .. أنا من أكون؟


وهي اصابها برد قارس اثر تغيره المفاجئ دون كلمه او رد فعل توضح مابه ...
حضنت نفسها بإستغراب وهي مكانها ... لم تبرحه
رفضها ... بسهوله وكأن شيئا ما لدغه ...
رفضها .. ليجرحها بقصد او دون قصد ...
رفضها .. لينتقص من كرامتها ويخدش مشاعرها ...
رفضها .. ليهز انوثتها ورقه قلبها ...
رفضها ... ليعيدها الى نقطه الصفر معه ...



ويبكيني ..~
.... ضياع الفرح كأنه |مبتلعه الحوت ..
أمده بْ السعي لأجله ..!

. ويخذل مدة ... [ ذرآعي ]
.....على صدر الأمل أغفى : ~
وفي حضني ثلاث كروت ./

............وجع / اشوآق [ يآذلي ]
وحنين مربك أوضاعي،



واصحيني على منوة ...
.... بْ يبني من غلاي بيوت
ويصفعني قسى.. قلبه .
.. بْ وقت
.......... مآله اي دآعي /
.......... مآله اي دآعي /
.......... مآله اي دآعي /
.......... مآله اي دآعي /

همس الحرف 05-Dec-2018 05:18 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الثالث والعشرون :



ياللي تلومني بالسهر ..../ وينه النـــــووم
وشلون انام .../ وحآلة الجرح حآله

ويآجارحي مبسووط ؟/ .. يآعـــــلها دوووم
نومك عوآفي ونومتي أستـــــحآآله


هجرها النوم والراحه... بعد صدمته الموجعه لها ...
جلست تقلب في القنوات ..بدون اهتمام ..
اخذت جوالها... فكرت تكلم جدتها... لعلها تنسى همها ولو شوي ...
ابتسمت على اول رنه... وانتظرت حتى يتم الرد لكن يبدو انهم نايمين
طالعت ساعتها... و رجعت تدق مرة ثانيه..
انفتح الخط ..
سلوى : نعم .
ضحكت ليلى : نعم في عينك يالبقره .. الناس تقول هلا ..مرحبا ..السلام عليكم ..
سلوى بضحكه عاليه : هلا فيك و مرحبا فيك والسلام عليكم ...
ليلى : باقي على هبالتك ... مافيك امل .
سلوى : بعض مما عندكم ..إلا اخبارك .. وكيف شهر العسل ؟
ليلى بإدعاء : الحمدلله ..كلنا طيبين ... وتراني اكلمك من بيتي ..
سلوى : امحق .. اسرع شهر عسل في العالم ..
ليلى بضحكه مزيفه : مو مشكله احنا راضيين ... المهم كيف جدتي و جدي ...وسعود ..؟
سلوى : كلنا بخير ... جدتي طيرت عقلي خلاص ... وجدي يطلع حرته فيني ... كل يوم والثاني رجعوني الديره ..
ليلى بحب : فديتهم ..والله مشتاقه لهم موووت ...الاتعالي ..وانتم ماكنتم مقررين انكم تمشون ؟ سعود...قال لي...
قاطعتها سلوى بقهر : ولله كله من سعود ...كل يوم والثاني جاي لي بعذر ... لكن والله ماينلام مهما كان هذا اخوه
استغربت ليلى ..من كلامها وسألتها بإستغراب :مين اخوه ؟
سلوى بدفاشه : رائد ..اخوك انتي كمان والانسيت ... والله شكله مطلق لحس عقلك ..
غمضت عيونها وفتحتهم بسرعه .. وكأنها تبي تستوعب الكلام ...
ليلى بهدوء :سلوى ..شوي ..فهميني الموضوع ..
سلوى بخوف : والله شكلي ..خربتها ..ليش سعود ماخبرك ؟
ليلى بنرفزه : يخبرني ايش؟
: اسفه ياليلى ... ماادري انه مااقالك ..لكن هو خبرني ان اخوه رائد مريض و منوم في المستشفى ..
دعكت جبينها بألم ...و قالت بسرعه :خلاص ..سلوى ارجع اكلمك ..لاتقولي لااحد اني كلمتك ..اذا قدرت بزوركم الليله ؟
وقفت بتوتر .. دقت على سعود لكن مايرد ...
دخلت الحجره وفتحت النور .. ومااهتمت بكتله الجليد النايمه على سريرها ...
هزته بعنف وقالت :مطلق ابيك توديني المستشفى الحين ؟
قام مفجوع من نومته ... وبينها وبين نفسها حست براحه كبيره ..انها نغصت عليه بأي طريقه ..
خبرت السبب...وقام بسرعه لبس وجهز نفسه ... وانتظرته تحت ..
في السياره ...
قال بهدوء : سعود خبرني ..انه بخير ... و حالته تحسنت .
طالعته بصدمه وقالت : وانت كنت تدري و ما خبرتني ..
هز رأسه بدون مبالاه ... وقال : ماحب انه يشغل بالك ..
ردت بسخريه : ماقصرت انت وياه .. .. مهتمين في راحه بالي ..
مطلق ببرود: ماصار الا الخير ..
تجاهلته و ظلت منتبهه للطريق ... الاخذ والعطا معه بيفقدها صوابها اكيد ..
على ماوصلوا المستشفى ..سأل عنهم .. ومشى قدامها ..فتح الباب .. و سمح لها بالدخول قبله ..
اول ماشافت حال سعود نايم على الكنبه.. ماقدرت تمسك نفسها .. وبكت بصوت مسموع ..
وقف سعود لما حس على احد ... و استغرب ..طالع مطلق اللي رفع كتوفه واشر على ليلى ...
اسرعت لحضن اخوها ... ولمته بقوه وهي تبكي .. .. تحت انظار مطلق المتجهمه...
ليلى بصوت باكي : فديتك يالغالي ..انت دائما كذا ..تكذب على حساب مصلحتك وراحه بالك ..
فكته شوي ..وكملت : ليش ما خبرتني يا سعود ؟
حك شعره وقال : يابنت خفي علي شوي ... خليني اسلم على الرجال ..
مسحت دموعها بسرعه... و طالعت الجسد الصغير ..وحنت له ..
اخوها الصغير ..جزء منها ..و جزء كبير من الغاليه امها ..
اقتربت اكثر ... ولامست يده بخفه ... ونزلت دموعها شفقه على حالها وحاله..
كتمت شهقاتها...
حست فيه يلمها من كتوفها ... اول مارفعت نظرها له ... استغربت
توقعت اخوها ..لكن كان زوجها ...
همس في اذنها برقه : رائد ..بخير وعافيه .. وسعود رجال ماعليه خلاف .. ليش خايفه ؟
همست له بالمثل : ماادري ... حسيت اني وحيده فجأه .
صدمته الحقيقه..واوجعته الكلمه التي اوجعتها هي قبله ..
اخبرته بالصراحه المؤلمه.. ولم تبالي بوقعها ..
وحيدة وهي معه...
لم يجد كلمه ليواسيها بها ..
ظل لفتره.. و تركهم لحالهم ..
ماتركت ولا سؤال يدور في بالها ... الا وسألته فيه ..
حرصت على راحته بشتى الطرق ...
مسحت وجهها بمنديل .. بعد ماغسلت .. سألته.: تبي اجيب لك غداء؟
ابتسم وهو يتسرخي على الكنبه : مشكوروماتقصرين ..ياام سعود
ضحكت بحب وقال : على طول سميت من عندك ..
طالع جهه رائد النايم وقال : ماعليه سلطان ماقصر طول الوقت معي .
جلست جنبه.. .. وطالعته بإهتمام ..و حست بالشفقه عليه ... واضح شكله تعبان و الراحه بعيده عنه ..
مسحت يده .. بحنان .. فعرف مقصدها وافكارها المقروءه من صفحه وجهها ..قال : لا تخافين ..انا بخير..
ابتسمت .. : الحمدلله .. رغم اني كنت زعلانه عليك .. لكن من لما شفتك ..راح كل الزعل ..
ضحك وهو يركز نظراته لها : كيف مطلق معك ؟مرتاحه معه.. ؟
ارخت بصرها بتوتر ..و كأن تلك الذكرى المنفره ..فابتسمت لتمحي تلك الذكرى .. و لتبعث الامان في قلب اخيها
:الحمدلله ..مرتاحه كثير .
لم يعر جوابها اي اهتمام ..بل مازال محدقاً في وجهها ليقرأ الحقيقه التي تغيبها هي بإرداتها..
ارخت بصرها مجدداً.. لتقطع قراءته المتواصله ...و باغتته بسؤال يغير مجرى الامور بذكاء منها ..
: كيف امي ... ؟ اكيد تعبانه مسكينه ..
تنهد .. و كأنه فهم طريقتها المدروسه في الهرب ... واذعن لها
: الحمد لله على كل حال ... بالها مشغول في رائد .. وماهي مرتاحه ابدا.. كان ودها تكون معه .
ليلى بلهفه :لازم ازورها ياسعود واكون معها .. الحين مافي سبب اني ابعد عنها ...اكيد مطلق مابيرفض ..وهي تحتاجني .
سعود : اكيد ..اليوم بعد العصر بيرخصون رائد ... تعالي لها ..
ليلى :خلاص بقعد معك حتى تجي ..
سعود : لا ياحبيبتي ..انتي وراك رجال ... حتى لو وافق ..ماراح اخليك .. وثانيا سلطان على وصول لاني اتصلت فيه.
تأففت بضجر ..وطالعته بنقمه : يعني مسوي فيها مسؤؤل .. يااخي انا باخذ الموافقه من مطلق وانت خليك على جنب .
ضحك سعود عليها ورفع حواجبه لها بغيظ ... فأخذت الشماغ اللي جنبها ورمتها في وجهه....


*****************************


مابرحت غرفتها المظلمه ..وهي تنتحب على حالها وبؤسها الدائم ..
مال هذا الحب الدفين ..جعلها ذليله في كل احواله ؟ لالقاء ولاحتى فراق ..اذاقها طعم الهناء ..
هم اصبح يرافقها ... و مراره تذوقها حتى في المشاعر ...
كرهته ..بحجم ما حبته ...كرهته ..في صمته و حزنه و عنفوانه ...
كرهت كل ذكرى جمعتها لوحدها وكدستها بحالميه ساذجه...
كم تشعر بالفراغ يسود حياتها ... فراغ كبير كفضاء خارجي تدور فيه كواكب لا حياة فيها ..
دخلت ريم .. و فتحت النور ...اقتربت منها..وقالت : رهومه ..وشفيك اليوم مالك حس ؟ عسى ماشر ؟
ريهام بدون رد ..
ريم :رهومه .. وشفيك اذن الظهر ..قومي صلي .. ؟
ريهام : ريم ..اخرجي من غرفتي ...
ريم : ريهام وشفيه صوتك ؟ انتي مرشحه ؟
ضلت لحظه صامته وبعدها قالت بضعف تخرج فيه الكلمات بصعوبه : مافيني شيء..اخرجي وقفلي النور وراك .
اذعنت ريم لكلامها وخرجت بصمت ...
وهي اغرقت نفسها في الدموع التي لا تنقطع .. .. سلواها الوحيد .
تفريغ دائم لتلك المتدكسه داخلها... ولن تنتهي ...
هل شعرت بالكرامه الان فقط ..هل هو الشيء الذي ترثيه في نفسها؟
هل اتبعت تلك المقوله التي تقول" لاكرامه في الحب " ... هل اصبحت تفهمها الان ..
جاءت منه هو ... وكأن القدر يلعب لعبته معها ... تلك التي مارستها مع غيرها ... وتمادت كثيراً
غرز مدية مباغته في ظهري ... وانا التي انتظرته بأذرع مفتوحه ...
علمني درساً من دروس الحياة ... درساً كـ نقش على صفائح الحجر ...


انا والله ياحبي اعرف اني انا الغلطان
....ولكن سنة الدنيا ,تحب, ولازم تعاني
انا عايش مع نفسي وشوقي يحترق عطشان
وامني نفسي بحبك ..ويمكن تصدق اشجاني


انا يمكن عشان الحب ابقى للفجر سهران
...احس اني انا منفي وساكن داخل اوطاني
شعور الضد وسط الضد وسط الحب والهجران
...شعور العاجز القادر شعوري دون وجداني..>>>>> منقول



******************************


ضحكت كثيرا ولم تكن تعتقد انها ستسعد بلقاء ذلك الصغير ...
روحه البرئيه جعلتها تنسى همومها ...
احبته بفطرته واحبته اكثر لانه اخاها الصغير ...
يشبه عزيز قلبها ..ذاك لديهم نقطه اتصال جميله ..وحرب مسالمه دائمه في نظرات العيون ..كم تعشقها
نظره متمرده قتاليه ..ماتفتأ ان تندثر بضحكه استسلام ...
ابتسمت و راقبت بصمت ... تكلم رائد الذي عشق زائرته بدون اي حواجز..
: ليلى ..خذي سعود معك..؟
ضحكت وغطت فمها بسرعه تحت نظرات سعود الغاضبه .و.اقتربت منه ومسحت على راسه
قالت بهمس : ليش حبيبي ..؟
غمض عيونه بإبتسامه كبيره و خفض صوته المسموع لدى سعود : اصلا سعود ..يخشر اذا نام ...؟
ضحكت ليلى ..و تدخل سعود بغضب مزيف :انا اخشر على قولتك ... انت انطق الكلمه صح وبعدين يارائد ..
مافيه شوكولاته بعد اليوم ..
طالع ليلى بسرعه ورجع طالع سعود بتوسل وقال : بابا سعود ..والله ماعاد اعيدها .. خلاص بسد اذوني لما تنام ..
رهف قلبه لدى سماعه كلمه بابا.. لما استشعر وجودها الان وحن الى وجود ذلك الغائب ..برحمه إلهيه ..؟
شعر بالضعف لحال ذلك الصغيرين وان الفجوه بداخله تتسع و تمزق كل هواده في حقهما ...
تدخل الجوال..يقطع حاله الصمت المخيبه ...فانشغل سعود به ..وهي تشاغلت مع اخيها الصغير ..
تصب فيه حباً واهتماماً واضحاً ...
قفل الاتصال وقال بإبتسامه : يالله ياحلوه ..زوجك ينتظرك ...
ليلى : ليش ما قلت له ان ودي اقعد معك ؟
سعود : قلت له ؟
سألته بلهفه مبطنه : ويش قال لك ؟
ابتسم سعود وقال :يقول لك ما يستغنى عنك ولو دقيقه ...
ودها تضحك بملأ جوفها ... كاذب محترف ...
يرفعني لاعلى قمه و يهبط للقاع دون اهتمام ..كالرفض الواضح الذي اهداني اياه ..
جرح مشاعري بسهوله والان يتساهل في السخريه من وجودي ...
شمخ راسها بتصميم ...و لبست عباتها بسرعه ...ودعت رائد .. و خرجت مع اخوها ...
لكن المفاجأه التي لم تحسب لها حساب ... و التي غيرت لون جلدها من شده الهلع ..
لانها تبصرت بعاصفه قادمه غير مبشره لها..اذا سارت الامور كما تخاف ..
في رواق المستشفى ..إلتقت الاعين من بعيد ولو كانت مبهمه لكنه عرفها بسرعه البرق
بل كيف ينساها ...قامتها المحفوظه لديه في مجلدات ذاكرته ..
و مشيتها المتواضعه ما بين الهدوء والرزانه ...و عفافها الواضح في سواد عباتها ..
هزته مشاعر ظن انها تناساها ... لكن عادت إليه مجدداً اقوى ..من سابقتها ..
وتوقف .. مابين المضي قدماً او الهروب والاستتار لكي لا تفضحه عينيه ...
او يصرخ قلبه عالياً .. ويهتف بإسمها
ابتسم سعود له متناسياً وجودها واقترب منه .. حاولت تمسك يده لكن خانتها قوتها ..
غمضت عيونها برجاء ...ان تمضي هذه الدقائق بسرعه ..
توقف الزمن لديها ... تسمع ذلك الجدال الصاخب بين الاصحاب ...
سلطان بنظرات مشتته ..: وينك ادق على جوالك القاك مشغول ؟
سعود : والله كنت اكلم مطلق ...
ارسل نظره للخلف كان يقصد بها ان يتصل معها ولوكان معنوياً لكنها كانت بعيده عنه كل البعد ..
حتى لم ترفع رأسها .. كان يريد ان يلقي عليها سلام الاقارب ... و مباركه بعيده المدى عن التهنئه..
معقوله هل تغيرت لهذه الدرجه ؟ غبي ..ماذا تخالها تفكر فيك الان ..؟ لقد اصبحت في عهدة رجل اخر ..
لايحق لك التفكير فيها .. لا تدنس اخلاقك بمشاعر اصبحت محرمه عليك ...
ارخى بصره ناحية سعود بصعوبه وقال ..: طيب يالله اا استأذن .
مسكه سعودوقال : يارجال خليك معي ..بوصل اختي السيارة و ارجع لك ...
تنفست بإرتياح ...تخطت الاهم وباقي المهم ..واصلي يا خطى واسرعي في الفرار ..
لاااحبذ المكوث هنا طويلا وانا بداخلي خوف يتربص بكل مكامن الامان والرجاء الخفي ..
اول خطوه ... اصطدمت عينيها بالجدار الهائل المتحرك.. فاحتبست انفاسها في الغوص العميق ..
واقفه معه وان كنت ليس معه ...بالتحديد ..سامحك الله ياسعود لقد زدت العقدة تعقيداً و صعوبه ..
لقد اتى ..و يارب الكون الطف بنا ...سأحتمل العناء بمفردي ..لكني خائفه على ذاك سيحطمه دون رحمة...
يارب استر ... يارب استر ...يارب استر
لهثت انفاسها برجاء متواصل .. و دعاء يلسن به قلبها قبل لسانها.. ..
خوف سيطر على كل مافيها ..لاول مرة تشعر به ..
وتهتم بسير الظنون ..بل تهتم به "هو" لا غيره الى اي طريق سيؤدي بها ...
تريد ان تغمض عينيها و تفتحها والوقت غير الوقت والمكان غير المكان ...
توهجت جمرته الخامده بداخله منذ زمن ليس ببعيد ...
واشتدت قبضته وعينيه يسودها غضب وان اخفاه فما يزيد جمرته إلا اشتعالا ...
لايعلم لما خرج من سيارته ؟ كان في انتظارها و عجل الزمن بحضوره ..
وصلب قلبه بقسوة وتوعد كل شيء يقف امامه ...
ارسلت نظراتها الى المحاربين بصمت .. و تعالت انفاسها التي ستتوقف ان طال الوقت ..
وفجأه .. وكأنما سعود شعر بتلك الاحاسيس المتوعدة ...
طلب من سلطان انه ينتظره في الغرفه مع رائد على مايوصلها ...
و تلطف فيه رب االعباد... ارتاحت مبدئياً ..باقي نصف العذاب كيف سيجرعها اياه ؟
ألقى بعض كلمات على سعود .. وتسلم العهدة منه.
فأرسل لها نظره انا امضي امامي ... فمشت بخطواتها المتخبطه.. ومازالت متربصه بخوف مالقادم .
جلست مكانها .. وقفزت منه فجأه ... بخبطه قويه باغتت هدوءها بفعله منه .. والحمدلله انها كانت في باب السياره .
تسمرت نظراتها امامها ... تهدا نبضات قلبها بيدها ولعله يهدأ ولو قليلا .. وتفكر في حل او طريقه للهروب ؟
تجاهلت حدة انفاسه ..لن ينطق اعرف ذلك ..يريد تعذيبي اكثر ..
يصب جام غضبه على المقود .. و يتمرد على نظم المرور فجأه ... وهو الهادئ الرصين ..
وزادت وتيرة الخوف .. .. ما إن دخلت السياره الفيلا .. ظلت للحظه ..حتى تهدأ محركات السياره و معها محركات قلبها ..
فتحت الباب و قفلته...و هو لم يتحرك ..ينظر للجهه الاخرى .. .. لكن انفعالاته واضحه ..
دخلت البيت ... مرت بسرعه قبل ما تستوقفها نداءات ام مطلق ...
تنفست بهدوء .. ابتسمت بتمرن ..ودخلت ..الصاله بعدما نزلت عباتها وضبطت شعرها ..
ام مطلق : وينكم يايمه ؟ عسى ماشر ..
حاولت ان تمسك اعصابها وتنتبه : مافيه إلا الخير .. اخوي الصغير ..في المستشفى ورحت اشوفه ..
ام مطلق : ان شاء الله بخير ...
ليلى : الحمدلله ..صحته طيبه ان شاء الله الليله يرخصون له ..
ام مطلق : الله يعافيه ..إلا وينه مطلق ؟ مادخل معك ؟
بالكاد قدرت تبلع وهي ترد : جاي وراي ..
ابتسمت بتوتر وكملت: اسمحي لي ياخالتي ببدل ملابسي .. واصلي وانزل علشان اتغدى معك ..
ابتسمت ام مطلق وقالت : الله يحفظك يابنتي ... روحي وخذي راحتك ..
طلعت جناحها ... و دخلت الحمام على طول ... اخذت لها دوش بارد ..يهدي اعصابها المنفعله
اول ما خرجت ... اصصدمت بعيونه الحاده... و تراجعت للخلف .. واستسلمت
المكتوب واضح ومبين من عنوانه ....فكان الله في عونها .


********************************


في ورقه فارغه ..بدت تنفض عنها ما تراكم داخلها وسبب ازدحاماً هائلاً ..
كانت تريد به استخلاص الافكار ... والانتهاء منها بمجرد كلمات والخلاص فقط ..
تحاول ان تفسر تلك الظاهره الغريبه التي يمر بها الاخرين ولم تستشعرها هي ..
تضع لها مسمى و تدرس خصائصه وميزاته واشد عيوبه أهميه ...
مثل الكيمياء .. التي تتعلمها ..
يشكل لها مركب معقداً صعب الوجود في الطبيعه وان وجد فإنه تحت مسميات غريبه ..
دخلت وداد وارتاحت على سريرها ... طالعت جود المتشاغله بالكتابه اتكت على يدها : جود..
لاحظت شرودها في ما تكتبه ونادتها بصوت اعلى :جود ...
استدارت لها جود بإهتمام : نعم ..
وداد : نعم الله عليك ... بدري .
رجعت تكتب تحت انظار وداد المقهوره : جود ..
جود وهي تكتب : نعم يااختي ..قولي واخلصي ..تراك اشغلتنيني .
ابتسمت وداد : عن ايش اشغلتك ؟
جود بسرعه : عندي بحث .
وداد بإستغراب :بحث .. . عن ايش ؟
ابتسمت لنفسها اثناء الكتابه وقالت بإختصار : عن الجنون .
ضحكت وداد و استلقت على ظهرها : وهذا اسم مركب ... ولا تتكلمين عن الحالة اللي تعيشينها .
إلتفتت لها جود ..بسرعه وكأن كلام اختها اثار اهميتها : اي حالة جنون انا فيها .. ؟
طالعتها وداد .. و انتبهت لملامحها المهتمه ..و جلست بإعتدال : لاتهتمين ... مجرد كلام
جود : مافي شيء مجرد كلام ..بدون اسباب ..تكلمي عادي ياود.. .. تراني متعودة على صراحتك .
وإلا اقولك انا وانتي حرة يا توافقيني الرأي او ترفضين ..
ابتسمت وداد ..لاقتراحها و هزت رأسها بالقبول ..فتكلمت جود بكل ثقه : لاننا نقيض بعض ..انتي حالمه ورومنسيه
وانا جديه وعمليه اكثر ... انتي الافتراضات الوهميه بالنسبه حلول ثابته عندك وانا العكس البراهين والاثباتات على ارض
الواقع .. هوالحل الامثل .
طالعت الورقه الممتلئه بالكلمات الغريبه عليها.. و جعدتها بدون اهتمام ورمتها في السله ...بعشوائيه
وقالت بتفكير عميق : انتي تؤمنين بالحب ... وانا اعتبره مجرد سخافه اخترعها البشر علشان يلتهون فيها عن الامور المهمه في حياتهم . .. حتى صار نقص للكمال .. وعيب للمثاليه ...
ابتسمت بسخريه وكملت : والمشكله صار ..تشخيص ..لازم تحبين علشان تكونين طبيعيه ..والا فأنتي مجنونه رسمي .
وانتهت من كلامها بنقره من قلمها على سطح المكتب ...وانتظرت رد وداد ...
وقفت وداد واقتربت منها .. وقالت بأسف : ماكان قصدي اسبب لك كل الارتباك هذا علشان كلمه ... ممكن كلامك صحيح
ماهو ممكن إلا اكيد ... انا حالمه لحد السذاجه ... و تقدرين تقول ان نسبه 95% من النساء يفكرون بهذا المنطق ...
وانا اللي يفصلون العاطفه عن العمل يرتاحون ...
هزت كتوفها وكملت : انا ماجربت ... العالم اللي اعيش فيه عاطفي وبريء يخليني اظهر مشاعري بدون اعتراض مني ..
عايشه مع اطهر مخلوقات الله ... اكيد بكون عاطفيه اكثر . ... ممكن اكون حسيت بالحب او الاعجاب ..لكن الشيء المتأكدة منه
اني ماحبيت بالطريقه الصحيحه... حبيت شخص مايدري عن هوا داري ... و على كذا متزوج و مرتاح ... والله اللي يفكرون
مثلك يرتاحون.
ابتسمت لها جود فشاركتها الابتسام ..
و قالت بصدق : تعرفين ياود ... صراحه اللي بياخذك بكره والله امه داعيه له ... مافي منك .
خجلت وداد وقالت: اكيد .. لكن خليه يجي .. الله يسهل عليه .
جود بضحكه : اكيد ضيع الطريق إلا هو واصل ان شاء الله .
رفعت وداد يديها بصدق ودعت بصوت عالي ...
ليدخلون في جو مريح من المزح بعيدا عن التشنجات او الحسابات الصعبه التي لاتريح احداهن ...فكل واحدة منهن تعتبر
كطرفي مغناطيس لاتلتقي ابدا ... لكن رغم كل الاختلافات فهن اخوات ...


*********************************


ماكان الظلام يستر ما يعتلي وجهه ... مازال الغضب دخيلا على مشاعره وان فرغها
فكل الغضب من نفسه وعليها ...
لم يعتقد ان تؤؤل الامور الى تلك النهايه الموجزه...
انفطر عقله لما رأه واقفا بقربها وان كانت بعيدة عنه كل البعد ..
وان تدثرت بالسواد من اعلى نقطه في رأسها الى اخمص قدميها ..
إلا انه حرم عليه انفاسها التي تخرج من جوفها..
لايعلم اي حرب وقع بينها ... إلا ان جموحه المتعالي كاد ان يفتك به وبها ...
سوف يخذله التعقل وهو يهدأ نفسه ... ويحاول عدم التفكير في ماذا كان يشغل عقليهما تلك اللحظه ؟
هل تخاطب قلبيهما ... و ارسلت اعينهم نداءات الحنين...والشوق
اغلق عينيه بتصبر ... سيجن حتما ... وقريبا
اعتزل عن الجميع ... يحاول ان يفكر ..و يعيد بناء ماهدم في ذاته
بعدما حدث ... غير وتيره تفكيره ...
إلتقت اعينهم بعد صراع مع النفس ... اخذتهم الهواجس بعيدا حتى ظنوا ان لاحياة على الارض بعد اليوم
لم يعطها فرصه ... باغتها على حين غرة ...
فأول سؤال قهره ان يصاغ بتلك الوضعيه ... لكنه كل الذي استطاع تكوينه منذ الثانيه التي وقعت عينيه عليهم
: حبيت تقعدين مع اخوك.. لما سمعت ان حبيب القلب جاي ...؟ لهذي الدرجه استخفيت في وجودي ؟
رجفت اطرافها واشتدت عروق الغضب في صدغها ...وغمضت عيونها بقهر ..
فنطقت بيأس : تعرف انك مجنون ...؟
اشتدت يده .. بغضب مسيطر ... مالذي كان منه..
ارتفع صوت مجنون بداخله وقال بغضب هادر : اعطيني سبب لوقوفك ..معه و كأن كل شيء عادي ..
جاوبته بمثل النبره المقهوره : انا ماكنت واقفه معه لحالي... كان اخوي معاي...
كملت بتوسل : مطلق والله العظيم ... كل اللي تفكر فيه ماصار ... حتى ماقال لي كلمه ..
ضرب يده في الاخرى بقوه وقال : وانا انتظر منك تتكلمون مع بعض .. وقوفكم مع بعض اكبر مشكله ...
اقترب منها وهمس : حنيت للذكريات والبكاء على الاطلال ... اشتقتي له ...
غطت عيونها ... بإنهزاميه ... و انتحبت بالبكاء بصوت عالي ... فقلد اصاب منطقه حساسه من قلبها
همش مشاعرها وداس على كرامتها و ارغمها على الخساره الفادحه .. وذكرت نفسها ان لا تنسى ابداً
صرخت في وجهه بصوت باكي ومقهور : انت مجنون ...كيف تسمح لنفسك تتكلم بهذي الطريقه معي ...
انا اشرف منك يانذل ...
ضربت عل صدره رغم ضعفها إلا ان استفزازه لها قد وصل لدرجه الجنون
كملت بغضب : اخلاقي ما تسمح لي حتى التفكير بالطريقه هذي ... سلطان انتهى من حياتي .. وماعمري فكرت فيه
دقيقه .. اصلا ماكان له شيء ... الرجل خطبني ورفضت وانتهى الموضوع .
تركت العنان لدموعها امام نظراته التي لم تنكسر لضعفها ... دموع قوة خانتها القوى تلك اللحظه
فبعض الدموع لاتنطق ضعفا بل اعصاراً وقهراً و فتكاً بالخسارة ...
دموع متمرده لاترضى بالحال ... تخرج عصارة الالم .. رافضه الخضوع وان انهمرت ..
مسحت دمعها بظاهر كفها وقالت بهدوء : مطلق .. لاتزيد عذابي ... يكفي لحد هنا ... كل شيء ولا انك تشكك في اخلاقي .
للحظه حسيت ان الوضع تبدل .. وانه ممكن نعيش بشكل عادي مثل كل زوجين ... لكن ....
رفعت يديها بقله حيله قدامه ... وهزت راسها بالرفض ... وابتعدت ...
تجد حلا لما حفر داخلها ... لم يعد السكوت يجدي حلا بل على العكس يزيد الفجوة اتساعاً ..
اتخاذ موقف في هذه الحالة ... قوة واثبات حق وان هدر منذ زمن ..
لاول مرة ...يكتفي بالصمت و يتداعى لديه قوة التحمل ...
خرج معاكس الحاله التي دخل بها ... هل اهانها ...؟ نعم قد فعل
هذا الذي لايرضاه لاختيه .. رضي بها لها وهي زوجته ..
هذا الذي يتعارض مع مبادئه ... اصبح مطبقا لها
اي نقائض دفينه ..دثرتها بمظاهر رجل لا يصدأ قد ظهرت على سطح حياتك وخانت قوتك ..
خرج بغضب من نفسه ... وتعلل بالعمل ...وهو الغائب الحاضر ..

إعترف في غلطتك .. خلك " صريح " ..
لا تكابر بـ الخطا دامك جرحت !!


*********************************


اهملت كل شيء كان مهماً بالنسبه إليها ... وتفرغت له هو لاغير ..
تشعر بألم حيث قلبها المجروح ... و لاتنسى ابداً
مازال يمرجح مشاعرها مابين الهدوء والاثاره ولاترسي على بر في محيطه المزاجي ..
حزنت كعادتها .. وبكت اكثر معه .. اكثر واشد
دموعها هذه المره لم تكن على بؤسها فقط ...
بل لأنها رسمت شيئاً جميلا فتحول للبشاعه اثيرت في وجهها و صدمت منه ..
هل تخبئ على نفسها ماحدث ... او تحاول ان تتناسى كعادتها لتمضي في حياتها..
هل تسامح ما فعله بها ؟
لايفهم ..ابدا لايفهم ..مايفعل كلامه بالانثى ...

فعندما تجرح الانثى ...
مطر .. برق
[ .. صوت رعد ..] !!
النآس يسرعون .. وهي .............
تمشي .. ببطء .. على حفآت .. ذآلك الرصيف ..
تمشي .. ولاتعلم .. آلى اين تذهب ...؟!تمشي بدون مشآعر .. !؟
---------- .. بدون احآسيس .. !
لآتبكي .. ولكن .. ترى الدموووع ..
في عينيهآ .............! ------------
لآتتألم .. ولكن ترى الالم .. في انفآسهآ .. !
لآتيأس ولكن ترى اليأس ..
يحكم عآلمهآ ..! -----------
لا تفقد الامل .. ولكن .. لآترى بقعة ضوء .. في دربهآ ..

صلت العصر.. واعتزلت حجرتها ..تجاهلت الطرق على بابها ...
تشعر ان كل شيء مقروء في صفحه وجهها .. ولاتقدر على المواجهه الان ..
لعلها تسترد بعضا مما ضاع منها.. وتحاول الاستمرار ..
اتصلت على سعود وطلبت منه يجي وياخذها ...
حزمت امرها ببساطه ... وبعناد لاول مرة تعيشه وبدون خوف يهدد حياتها ...
اخذت عباتها .. ونزلت بسرعه ..
قابلت سمر في طريقها ..
عقدت حواجبها بإستغراب وسألتها : ليلى ..عسى ماشر فيك شيء ؟
ليلى بإقتضاب :لا ...رايحه مع سعود..
تجاوزت سمر بسرعه وهي تلبس عباتها وكلمت : بروح ازور امي ....و ممكن اروح لاهلي لاتنتظروني على العشا ...
لحقتها سمر وسألتها :ليلى .. وينه مطلق ليش هو ما اخذك ؟
تنهدت بتعب وقالت: مطلق مشغول ... يالله سمر مع السلامه ..
وخرجت بسرعه .. حتى سعود المستغرب صمتها ... احترم رغبتها و سايرها لعلها تشكي له من حالها ..
وهي ماتكلمت ا بدا ... كل تفكيرها حصرته في شوفه امها ...
اول مادخلت غرفه رائد .. وجهت نظراتها لمكان واحد بالتحديد... وابتسمت بحزن لما شافتها ...
و تلك قابلتها بإبتسامه اوسع وانقى ..فتحت ذراعيها بحب لتملها في احضانها وتستعيد ما قد سلب منها ..
اسرعت لها ..ليلى وفي لحظه كل الصمت المختفي تحته ..جروح دفينه و الآلآم الحبيسه بصبر ..قد اعلنت انهزامها
فارتمت في احضان والدتها ..باكيه ..ترتعش من شده تلك المشاعر التي خانتها .. وحسبت انها مسكت بزمامها ...
تشد من احتضانها ..تخاف ان تكون وهماً او خيالاً رسمته حاجتها المختبئه ...
تحت انظار الذي لاتخفى عليه ملامح حزنها .. .. هز رأسه بإستغراب وهو ينظر لبكاءها المتعالي ..
وتركهما لعل احداهما تجد السلوى عند الاخرى ..
مسحت على راسها بهدوء وقالت بحنان : اسم الله عليك يابنتي ... علامك يايمه ؟
ليلى : خليني يايمه ..ماشبعت منك .. حاسه اني بموت ياامي ...بموت ...
ام سعودبخوف : اسم الله عليك ... وشفيك يابنتي ؟ لاتخوفيني عليك ؟
ازداد نحيبها وقالت بين شهقاتها المتواليه : مشتاقه لك ياامي ... لاتتركيني الله يخليك .. لاتتركيني ..
انهمرت دموع الام اللاهثه خلف كلمات العزاء .لعلها تجد ما قد اخفاه القدر عنها ...
ام سعود : انا معك يايمه ... ماعمرك رحتي من بالي .. ادعي لك في صلاتي و اهوجس فيك .. يا بنت الغالي ...
وزادت دموعها... ابي ...يا لفقر حاجتي لقربك الان... اكان منه ان يظلمني في وجودك يا عزوتي
لقد مرغ كرامتي في دناءه افكاره وهزأ بي ....
اااه ياابي ..لما الحياة اخذتك مني ... وانا الان في اشد احتياج إليك ..
ليس نقصا في اخي و جدي لكن حاجه في نفسي ان تدثر حاجاتي بنفسك ...
رفعت رأسي ياابي بشموخ ..فذكرك فوق الرأس تاج ..لي ..لكن لايعطون للاحياء احترامهم فكيف بالاموات ..
تركت امها فجأه وسألت : ليش ياامي ..ليش كل اللي جرى لنا ؟ ليش ابوي طلقك ؟
واختفت في غباب الذكريات ..كل شيء عاد ..ابتسامته و ضحكاته المجنونه ..عناده الممزوج بكبرياء الرجال كلهم
وحبه الكبير ..الذي اضعفني ياابنتي ..
لاتلوميني ..فهي حفرتي تلك التي وقعت فيها ..
فحبي له مزقني .. جعلني انانيه .. ابعدته عن من كانوا سبب في جلبه للحياة .. وحرمت عليهم العيش بوجوده
وتركتهم يعتقون رائحه طفلهم المفقود في الحياة ..بكل بساطه ..
قبضت عليه بشده لكنه كالزئبق كان ..لا تبسط ولا تقبض ...وها انا اليوم اذوق جرعات مرارتهم وحرى فقدهم
توالياً ولا ارتياح ..ياابنتي ..دعي الذكريات ولاتفتقي جروحي اكثر فما عدت اقوى على الصبر ..
همست بضعف وعيونها تشرد لصغيريها المتأملين بإستغراب : المكتوب بابنتي المكتوب ..
و استسلمت عند هذا .. المكتوب الذي لامفر منه..من باعد زوجين محبين ... ومن اخذ روح غاليها ايضا من الوجود
من جمعها بذاك ..و جعلها معه كسفينه محطمه .. في غياهب البحار ...
مرت السويعات ..فقضتها بين جنباتها بكل اهتمام ..ونبذت معذبها بقصد منها ..فهو من سلب منها الراحه لايام طوال
ولن تترك له ان يسلبها حتى دقائق معدوده مع والدتها ...
عادت مرحة و هادئه وجميله اكثر .. جلست مع امها كطفله .. بريئه ..تكلمت في كل شيء حتى في المدعو زوجها
وان حاولت ان تتجنبه..لكن ذكره كان اهم نقطه تثيرها امها في وجهها .. ابهجها ان تغدق عليها امها بالنصائح
و الاهتمام ....ورافقتها حتى بيتها ... لكن ماقدرت تدخل لان زوجها موجود ... حبت اخوانها الصغار كأنها تشوف نفسها واخوها فيهم ...ارتاحت لانها قدرت تلقى راحتها مع ناس يحبونها ويهتمون فيها ..
تنهدت براحه وشردت مع انوار الطريق ...
راقبها سعود وبعدها سألها بهدوء : انتظرتك تتكلمين من حالك ؟ لكن طبعك ما تغيرينه ابدا ؟
ابتسمت وقالت : اتكلم عن ايش بالتحديد ..
: عن اللي مضايقك ؟
طالعته بإهتمام وقالت : مافي شيء مضايقني ..كنت مشتاقه لامي ..وانت اول العارفين بحالي دون امي ...
هز راسه بتفهم وقال : ليلى ..ممكن يكون شوقك لامي سبب ... لكنك متغيره ..قبل الظهر كنت غير والحين غير ..
اصلا اتصالك علي ... يثبت كلامي ..
ليلى : مافيني شيء .. لاتتعب نفسك ..
تنهد بيأس وقال : طيب في شيء بينك وبين مطلق ؟
تأففت ليلى وقالت : سعود الله يخليك ..قلت لك والله مافيني شي .. لا تتعب حالك ياخوي ... اصلا من لي غيرك بعد الله
اشكي له و افضفض له ..
هز كتوفه وقال بمزح : عندك زوجك ..
ضحكت وكأنه قال نكته ..كيف ماتكون نكته ... اذا كان هناك شيء عكس النكته ويحزن تراه ينطبق عليه
زوجي انا اللي اشكي له ..كيف وكل الشكوى منه هو ...
قالت بهدوء : اكيد ..مثل ماتكون زوجتك المستقبليه ان شاء الله ؟
ضحك سعود وقال بخجل بعض الشيء : جبتي مربط الفرس ..كان ودي اكلمك في موضوع
ليلى : خير ..
ابتسم وهو يوقف عند بيتهم : نويت اتزوج
ضحكت بصوت عالي ..ماصدقت الخبر ..اخوها الوحيد اخيرا بيفرح ويفرحها معاه..
مسكت يده وقالت بصدق : فديتك يا خوي ... الله يسعد قلبك مثل مافرحتني بهالخبريه ... والله مو مصدقه ؟
سعود : لا صدقي ... لا واخترت بعد ..
حست بخيبه امل ..فجأه لكن ماحبت توضحها لاخوها وقالت بمسايره
: من ورانا .. اثاريك تخطط و تدبر على كيفك ياله قول ...من هي سعيده الحظ اللي بتاخذك ؟
ضبط شماغه وقال بإختصار : ريهام بنت عمي ...
يارب سترك ..ويش قصه اليوم المنحوس هذا ..شكله ماراح يمر علي الا واانا مسطحه في العنايه
اكيد بتجيني جلطه ..ريهام مرة واحده ...يارب رحمتك الحين ويش اقوله ..
انت وين ياخوي وهي وين ؟ لا تجازف ياسعود ولاتبني احلامك مثل اختك التي سرعان ماانهارت ...
لو تدري ان ربي حطها لي من اكبر الاسباب لرفضي سلطان ...
هزت رأسها بدون تصديق ... وفجأه حست بصداع رهيب يشل كل افكارها ...
لا والاخ يخطط من زمان ... لا واضح انه بنى وانتهى ..
ياقلبي عليك ياخوي لو تدري عنها ... والله مثل ما رفعت نفسك لعالي سما لتنزل للقاع بألف علة ..
ماقدرت تتكلم او حتى تبتسم ..
سعود : ليلى ..علامك ؟ ليش تغير وجهك كذا ؟
ليلى : ماادري ياسعود ..فاجأتني بالموضوع ..توقعت انك تقولي علشان ادور لك بنت الحلال ..
سعود : وليش تتعبين نفسك وهي موجوده ..
ابتسمت ليلى بمراره وقالت : كلمت احد غيري ؟
سعود : لا .لكن نويت في هاليومين اكلم جدي ..
ليلى بذعر : لا ياسعود
استغرب سعود من رده فعلها ...
فكملت بحذر : لاتستعجل..خليني اكلم البنت واجس نبضها ..تعرف البنات يحتاجون وقت طويل علشان يقررون .
ابتسم بإطمئنان : ماعليه ..شورك وهدايه الله ...الله يكتب اللي فيه الخير ..
هزت رأسها و تمتمت بنفس الدعاء ..وزادت عليه ..بصدق ..
دخلت البيت وقابلت جدها ..تأملته بحب حست انه كبر اكثر في الايام التي غابتها ..اهو الشوق لحنانه
قبلته بإحترام كبير ..وابتسمت له ..متناسيه تلك الهموم الجم التي اثقلتها اليوم بطوله..
انغمرت في اجوائهم المفقوده ..وارتاحت ..
سلوى وهند ..داحس والغبراء لاتمل ولاتكل ..
و العمة فاطمه ..مازلت ترمقني بتلك النظرات رغم التغير الملحوظ ..تتبادل معي الاحاديث متناسيه تلاحم الذكريات .
والجده العزيزه .. تجلدني بالمواعظ و النصائح ... صحيح ضعفت واصبحت نحيله ... في رأيهم هم
دخلت في نقاشات معدومه من ناحيتي ومثمره من ناحيتها هي فهي لاتخرج خاسره ابدا..
مافتأت تذكرني ..بأنيسي ..عديلي ...المحبوب دائما من الجميع مطلق العزيز ..ياكم افتقدوه هم وليس انا ..
دخلت المطبخ ..تجهزالعشا .. انغمرت في العمل بإشتياق يتفاقم مع الوقت ..
دخلت سلوى وجلست على الطاوله وقالت : يالله قولي ويش عندك ؟
استدارت ناحيتهاوقالت : وشفيكم اليوم ؟ كلما جلست مع واحد قال لي ويش عندك ؟
رجعت تكمل شغلها : اشتغلتم لي محققين ...مافيني شيء .
سلوى : اعوذ باالله ..ماصاركل هذا علشان سؤال ..يابنت بالناقص قلتي ولا ماقلتي ..مايهمني
ووقفت تبي تخرج ..
نادتها ليلى بأمر : سلوى ..اقعدي احسن لك ولا والله بالفنجان على راسك .
ابتسمت سلوى .. : لا فيه تغيرات .. إلاوينه حبيب القلب ؟ ولا على قوله نجمه الله يذكرها بالخير العملاق ..
ضحكت ليلى .:مشغول ..إلا هو مايتركني دقيقه طويل العمر ..
سلوى : اصلا واضح من نبره صوتك ..انك زعلانه ..خليه يجي يراضيك قليل الشيمه ..
عقدت حواجبها : مين هذا ؟
سلوى ببراءه : مين غيره ..مطلق
ليلى : الله يسعدك ياسلوى ..يعني خلاص حكمتي من عندك ..
كل الموضوع اني زرت امي في المستشفى وبعدها قلت لسعود يوصلني عندكم علشان اشتقت لكم .كفرت يعني ...
سلوى بضحكه: فديت اختي اللي اشتاقت لنا ..وجات فاضيه اليدين ..
ضحكت ليلى وقالت بنقمه : اعنبوا ..تبين ضيافه مني ..اقول تعالي ساعديني بدل هذرتك البايخه ..



********************************


اول مادخل البيت ... افتقد حسها .. وهي الدخيله عليه وعلى حياتهم ...
لكن ذلك التغير ملحوظ ... والدته التي اخيرا شعر بالراحه لانها تتواجد معها معظم الاوقات ..
فأول ماطاحت عينه عليها وهي جالسه لحالها ...
عقد حواجبه ... و جالت نظراته تفحص المكان ... او يشتم رائحتها العطره و يطمأن ...
وكأن والدته قد فهمت مغزى نظراته الباحثه : ليلى ..عند اهلها من بعد العصر .
مزيج من الغضب والراحه ... كيف لها ان تمر على كلمتي بدون توقف ؟
جلس جنب امه بصمت ... يحاكي افكاره الهادئه .. ويتمعن في يومه الشقي ..
يغرق في فنجانه الساخن .. ويحاول ان يهدأ ...
سألته امه وهي ادرى بحال ابنها : خير يايمه فيكم شيء ؟ مرتك زعلانه يوم راحت عند اهلها ؟
ابتسم ليطمأن قلبها : مافيه إلا العافيه يالغاليه .. راحت تزور امها ...و تمر اهلها وتبقى معهم للعشاء...
تخمين رائع ...اكيد ستبقى بماان الساعه تخطت الثامنه والنصف ...
يحاول ان يهدأ من انفعالاته ... لكن الحقيقه التي تجاوزها ..ماذا فعل بها اليوم ؟
هل هي الفاصله التي وقفت عندها ... هل صب الزيت على النار ليزيد الاشتعال بينهما ...
دخلت سمر وتفاجآت بوجود مطلق ..سألته : مطلق انت هنا ... وينها ليلى طلعت جناحها ؟
غفله وقعت منه قصدا ... استراحه كان يودها له ولها ... للوقوف على النقاط المهمه ..
تجاهل النظر إليها ورد : لا بتبقى عند اهلها الليله ..
طالعت امها بإستغراب وقالت : اليوم حالها بالمره ماعجبني ... ما خرجت من حجرتها طول الوقت وخديجه تدق عليها
وما ترد .و مااكلت شيء ... و جوالها مغلق ...
وقف على طول ... شيء ملح يوخزه ..
خرج الحديقه ... اخذ جواله ..بالفعل دق اكثر من مرة .. لكن جوالها مغلق ..
لم يعتد على الخذلان او التهميش ..ألم يشعر سابقا بأن كل شيء معها مباح وجديد ..
ابتسم لنفسه بغموض ... و حزم امره ..


********************************


دخلت حجرتها .. و ابتسمت ..حست بالدفا فيها والراحه ...
فتحت درجها و شافت دفتر مذكراتها .. اخذته وجلست على سريرها ..
تقرأ كل كلمه بتمهل .. تمعن و تستشعر احاسيسها فيها..مابين ابتسامه او طيف حزن تعود لها الذكريات ..
كل التفاصيل المهمه ..كانت تدونها بجدية ..
حتى اللي مرت عليها في صغرها ..لم تطوفها في كبرها ... علقت عليها وان مضى عليها من الزمن الكثير .
انفتح الباب .. وطلت سلوى بإبتسامتها الاستفزازيه : مدام ليلى .. مستر مطلق يبغى يكلمك ..
رفعت يدها بدون مبالاه وقالت : قولي نايمه ..
تخصرت ورفعت حواجبها وقالت : لا والله..ويش قالوا لك ..مرسال العشاق... روحي طلي في وجهه السمح ..تراه
قاعد في المجلس مع سعود ...
تركت الدفتر من يدها .. و حست بالتوتر فجأه ... و استغربت من نفسها وين كل العزم والتصميم
ام هو مجرد قشور سرعان ماختفت عند اول مواجهه ...لهذي الدرجه حضوره يطغى على حواسي و يثير جميع
مشاعري في وجهي بدون هويه..
طالعت شكلها في المرايه.. ..تركت شعرها مفرود على ظهرها .. و حطت قلوس زهر باهت .. تحت انظار سلوى المنتقده
قالت بسخريه : بالله ماشبعتم من بعض ..توكم مالكم ساعات يوم وصلتم من شهر العسل ..
كشرت في وجهها وقالت : مالك دخل ..ابعدي من وجهي ..
تجاوزتها ومضت في طريقها ... وقفت تسمع صوته الرخيم ..و لاشيء همه
استندت على الجدار ... صوته نفسه اعاد لها العذاب ..
لم تنسى خيبه الامل التي عادت لها بسهوله .. و ماجرحها به لايتنسى ..
كيف تسامحه وهو اخطأ في حقها .. و شكك في اخلاقها ..و تمادى في شكوكه الوهميه ..
لكن كيف تلقى الحل ؟ لو قالت لاخوها و لا جدها اكيد بياخذون موقف صارم مافيه تسامح .. وتكبر السالفه
لازم تعرف تداوي علتها بنفسها ... و تعزل مشاعرها عن الكرامه ..مو كل شيء يستهان فيه على حساب حياتها ..
دخلت .. مبعدة النظر عنه..تحاول ان تكون طبيعيه امام اخوها الذي ينتظر زلاتها وكشف حقائقها الخفيه..
اعتذر سعود وتركهم لحالهم ..
مارفعت نظراتها عن عن الخاتم ..في اصبعها ..و حركتها المتوتره ..لايهمها كم يطول الصمت بينهم ...
اهتزت قدمه بتوتر .. وعيناه لاتبرحان وجهها .. ..تنهد مطولا ..وخرج من صمته
قال بهدوء مبطن بضيق : حركتك هذي لاتعيدينها .. ..
رفعت نظراتها بإستفهام وكمل وهو يشير بإصبعه ناحيتها : تخرجين من البيت دون اذني .. هذا مااسمح فيه .
وقفت بعصبيه وشدت على فكها وجاوبته : والله ويش متوقع ..من واحده ماعندها اخلاق ..
راقب عصبيتها الواضحه ..من عيونها المشتعله و تضرج وجهها بإحمرار ..
حك حاجبه و قال بهدوء : انا ماقلت ان ماعندك اخلاق ..انتي اللي قلتي ..
ضحكت بسخريه : انت تضحك على مين ..اللي يشكك في اخلاقيات زوجته و في كرامتها ...يكون ايش ؟
وقف ند لها ..يعلم انه اخطأ لكن لايتراجع ابدا ..
مطلق بهدوء : طيب ... والحل ؟ بتظلين هنا ؟ ولاتمشين معي ..
رجعت خصله خلف اذنها و التزمت الصمت... تطفأ ذلك اللهيب الذي نفخ في قلبها ..
لازال لامبالياً بها ..عابرا على نزاهه مشاعرها بكل غرور ..يظن انه على حق في كل شيء ..
ودها تصرخ وتملأ العالم بصراخها ..ليعلم ان هناك من نال من العذاب مايكفي ..
طالعته بيأس :وانت ويش اللي يرضيك ؟ ابقى معك او اظل هنا ؟
ضبط شماغه وابتسم ..تلك الابتسامه التي تسحرها ..وقال :تدورين رضاي ..
بلعت ريقها بصعوبه وتلعثمت وقالت : انت ماتهمني ..وعلى كل حال انا بأبقى هنا ...
وركزت نظراتها في زاويه الغرفه ..تهرب من نظراته العميقه والمتفحصه ..
تجعلها تنسى عن ماذا هي تبحث ؟ يخفيها في نفسه بدون وعي منها ...
استرخى على الكنبه وقال بتصنع : طيب خلاص ..دبري لي مكان انام فيه .. ولا تعالي خلينا ننام هنا ..
وغمز لها ..
شهقت ..لماسمعت كلامه ..وخجلت من نفسها ..الله ماحلاهم نايمين في المجلس لا والاخ يخطط ومرتاح
تخصرت قدامه وقالت برفض : انت اكيد مجنون ؟
ضحك بصوت عالي ..فحطت يدها على خدها من شده الخجل ..قدر يقلب موازينها في لحظه ..
كيف بدأت واين انتهت ؟
اقتربت منه وقالت : مطلق ..لاتفضحنا ..
سكت فجأه وابدى استغرابه ..
رغم اشتياقه لتلك الهاله الحسناء التي يصنعها الخجل في وجهها ... لكن احب تعذيبها بسذاجه
صنعها حول نفسه لم يعتادها هو ...
: اي فضيحه .. اثنين متزوجين قاعدين مع بعض وين المشكله ؟
طالعت جهه الباب ..ومسكت يده تشده ..للوقوف : المشكله اننا مو في بيتنا عشان تاخذ راحتك .
وقف ملاصق لها ..ليزيد من تخبطها واشتعال وجهها ..
ابتسم اكثر ..وقال : والحل ؟
ابتعدت عنه .وقالت بيأس : انتظرني في السياره ..
تأملها مطولا ..لم يكن ليتركها هكذا دون ان تمنحه او يمنح نفسه الحياة في دقائق جافه عاشها مع نفسه
رفع راسها بهواده وكلاهما يتوغل في عيني الاخر .. قبل وجنتها بعمق ...يستمتع بلهيب انفاسها اللاهثه على وجهه
.. انزلقت يده من على وجهها ... ليبقى الحوار الصامت ونداء الاعين ... انسلت بسرعه .وخرجت...
ابتسم برضى ..وراحه ..
راحه غمرته حقا .. كل هذا مضى لم يفكر بشيء غيرها هي ..
كان يعتقد ان كل شيء سوف يقف في وجهه ... او يجد صعوبه في مواجهتها
لم يكن يريد ان يعيدها معه ؟شاء ان يمنحها المزيد من الوقت ..
لكن لم يشأ ايضا ان يتركها بعد ان رأها .. كأن دهرا مضى بينهما و لهث بلهفه نحوها..
اعادته صورتها النقيه الى طبيعته ... وغاب ماحدث في طيات الذاكره ..
سيحاول ان يصلح ماافسده هو ...
دون منغصات ...وان كانت تتواجد دواخل غريبه فعليه ان يتجاوزها بحكمه ..
ويعيش كسائر البشر ...



أنا و انتآ بهـ الدنيـا .. :: تحمـّلنا ::بعضــنا كثيــر
تعودت ., إنتآ على عـنادي و سـرت أحب هـ / الغيـرآ !


أنا و انتآ حكـــايتـنا .. مثـل/ صدر السمـاء و الطير /
كثيــر الليي ُطالعهـا و لا أحـــدٍ طـالهـا .. غيـرهـ .,

أنا و انتآ حكـــايتـنا .. مثل لعبهـ .. وطفـل صغيـر
مع آنوهـ ُ دوم يهمـلها رفض يسمــح بهـا لـ / غيـرهـ !

همس الحرف 05-Dec-2018 05:18 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الرابع والعشرون :




صحيح هو قادر على قلب كيانها ... و تقييدها
لكن مالعمل ؟ خوفها ان يتعاظم الامر و يصبح كالفقاعه التي تنفجر في وجوه الجميع
وتجلب العديد من المشاكل لها ..
لن تتسامح معه بعد الان ..وتلك الساذجه ستسلخ عنها زيها الباهت .. فهي لاينفع مع امثاله
ابتعدت عن مواجهته ... نامت في الحجره المجاوره له ...
و انصرفت في امور لم تكن بالمهمه لها ..لكن لابد ان تقضي وقتها في اي شيء ...
بمجرد ان يخرج للعمل ... تصحى من نومها المزيف ..
واذا رجع ..تلهي نفسها بالشغل في المطبخ او الجلسه مع امه او سمر ...
واقنعت نفسها بأنه مايهتم ولا سوف يهتم ...
وتختصر جلساتها معه في حضره اهله ... تلاحظ عليه شروده و غيبته في عالم العمل ..
في باطنها حسدت عمله القادر على صرفه عن امور الحياة الاخرى ...
مرت الايام .. ولم تقنع بالحال ..
بالعكس احساس يتفاقم بالحزن والوحده..
لم يكن مؤنسها .. او رفيق يقودها الشوق إليه ..لكن اصبحت تستغرب نفسها ...
جلست مع امه بعد العصر ..مدت لها بالقهوه ..
ام مطلق : علامك يابنتي ؟
ابتسمت ليلى وقالت : مافي شيء .. ياخالتي ..
تركت الفنجان وقالت بجديه واضحه : اسمعي يابنتي ..انا ماودي ادخل في حياتكم ..لكن حالكم مايعجبني
قولي لي يابنتي ... اذا كان مطلق مزعلك باخذ حقك منه .
اقتربت منها ليلى وباست يدها : يعطيك العافيه و يخليك لي يارب ... مافي شيء يا يمه ..
ابتسمت ام مطلق بحب ودمعت عيونها لما سمعتها تناديها بأمها : والله انك في مقام بناتي .. واغليك مثلهم
ليلى بغصه تتعاظم .. قالتها بصدق ..ذلك الحب تقيسه في نبض العيون و تعرف حاجته له ..
كانت محتاجه لدفعات الحنان ... لتسقي جذورها و تمدها بالحياة من جديد ...
دخلت سمر وشكلها تحفه بعد النوم .. الشعر منكوش والبيجامه معفوسه .. وحالتها حاله
ام مطلق : بسم الله.. انتي لو شافك احد غيرنا بيقول مجنونه اكيد ..
سمر بنعاس : يمه الله يخليك ..مالي خلق تعليقات ...حدي منومه..
ليلى بضحكه : وانتي مضيعه سريرك ..
فتحت عين والثانيه مقفله وقالت بهبل: مين ليلى ؟ تعرفين ماشفتك ..وشفيك لابسه بيج مطقمه مع بيت الشعر ..
ليلى بزعل : مالت عليك .. اكيد ماتشوفيني من الظله اللي على راسك ..قومي الله يستر عليك ... روحي مشطي شعرك
سمر : اقول ليلى .. ويش رايك تروحين معي المشغل ..ودي اقص كشتي شوي .. ..
حركت فمها بتفكير وقالت :والله فكره ..خلينا نغير نشوي ..
تدخلت ام مطلق : ليلى ..لاتقربين شعرك ..
عقدت حواجبها ومسكت شعرها و تأملته وقالت بتوسل : والله ياخالتي ..ودي اقصره شوي ...
و ممكن اصبغه ويش رايك ياسمر ..
فاقت سمر من نومتها وعدلت جلستها : اي والله فكره ... غيري شوي من شكلك ... لازم تجددين علشان مطلقوه
تراه مسكين حافي ومنتف .. و عطشان من زمان ماشاف نسوان عدله..
بحلقت ليلى فيها بنقمه ورمت عليها فنجان فاضي ..وقالت بشكوى لام مطلق : تسمعينها ياخالتي .. يعني انا شينه
ياقليله الحيا...
ابتسمت ام مطلق وقالت : لا والله انك زينه البنات... اكيد ماقالت كذا الا غيرانه منك .
ضحكت ليلى ورفعت حواجبها بإستفزاز ...بوزت سمر في وجه امها : افا يايمه .. هذا وانا اخر العنقود ..
ليلى : اقول سمر ... لقطي وجهك ...
سمر :ماعليه .. صدقوا يوم قالوا القرد في عين امه غزال ...يالله اقول لاتأخرينا خذي شور مطلق لا يقف لنا في البلعوم
هو من غير شيء يبغى ترخيص موافقه قبل الخروج بأسبوع .
ابتسمت ليلى .. و كأن شيء محتم عليها ذكره كل ساعه ..
تمتد عينيها للبعيد ..لعلها تلمح طيفه وتستقر حاجتها على جهه
اصبح شيء يدخل في مسام القلب ويذكرها خفقاته فيه هو ..
صحيح انه لايشعر بها...لكن تفرق عنه بأشواط
أليس هو ذلك السر الذي وضعه الله بين يدي الانثى ...
لا يعلمه سواها وان حاولت اخفاءه او تجاهلته او حتى جهلت مسماه ...
فهو شيء كالسحر يغيرنا ولا يغير ما حولنا ...حاله صعبه ان تمر على الاخرين بسهوله...
وان مرت عليهم لا يدركونها ..
صرخت سمر في وجهها : ليلى ... اللي ماخذ عقلك يتهنى فيه يارب ياكريم
ابتسمت ليلى وقالت : وانتي ويش دخلك .. قاعده لي في كل مكان ؟
سمر بضحكه : اكيد تفكرين باخوي .. يالبى قلبي يامطلق ...
ليلى : والله انك فاضيه ..اقول ام كشه ..روحي جهزي نفسك .. وكلمي مطلق مره واحده ..
شهقت سمر :لا والله ناويه علي انتي ... طيري ياماما .. كلميه انتي اكيد مابيرفض لك طلب ..
ام مطلق : كلميه يا يمه ..واذا مارد عليكم روحوا انتم وانااقول له اذا رجع من شغله .
ليلى : لا ياخالتي...يمكن يتضايق انا بدق عليه اذا مارد برسل له رساله ..
اخذت جوالها وقامت تكلمه بعيد عن نظرات سمر الفضوليه...
في الاساس هي خايفه انه يفشلها او يعارض على اتفه الاسباب ...
دقت مرتين لكن لارد ...و كتبت رساله
اهم شيء انا استأذنت وامه عندها خبر ...
مشوا كلهم .. و معهم اريام اللي ارتاحت انها كسرت الحاجز ومشت معهم برضاها
قررت تقص وتصبغ ... مجازفه كبيره بتعملها ..لاول مره تتخذ قرار لنفسها دون مشاوره احد وبسرعه ..
نادت اريام العابسه وسألتها : اريام .. ودي اسألك اي لون حلو علي اكثر .. البني او الاحمر احس الاحمر لون جريء وقوي .
تلعثمت اريام في ردها وقالت :انتي ايش مقرره .. صراحه البني حلو عليك ... وممكن خصل عسلي يظهر اللون اكثر
اندمجت اريام بدون حواجز ..
ابتسمت ليلى لها ..:مشكوره ياالريم ...
تدخلت سمر : ليلوه انا بصبغ احمر ...
ليلى بضحكه : انتي من غير لون وتفجعين صراحه.. ويش بيصير اذا قلبتي حمراء الله يستر ..
شاركتها اريام الضحك ...
اريام : بتوقف نص سيارات الرياض ...على بالهم اشاره مرور .
فرحت بالاجواء الغير عاديه .. والالفه الواضحه .. حست انها منهم وفيهم رغم المنغصات لكن في نفس
الساعه حست انها فرحانه و مرتاحه ..
بالفعل رغم ترددها إلا انها ...صبغت شعرها وقصت مدرج ..وعلى كذا مايبان ان شعرها مقصوص ماشاء الله
اعجبت في النتيجه وكمان البنات اعجبوا فيها ..صحيح مو كل قرار يتخذ بسرعه تكون نتائجه مخيبه للامال ..
دخلوا البنات... و توقفوا فجأه ..خبطت سمر في كتف اريام بدون انتباه ..
سمر : اريام يالبقره مالقيت توقفين إلا في نص الطريق ..
اريام من تحت اسنانها : مطلق .
سمر بصوت عالي :مطلق ..ورفعت راسها لناحيه اخوها ..وشهقت بخوف
اما ليلى فحالتها حاله ..شدت الطرحه على راسها .. ودها تضحك على شكله ..كان مثل المحققين
يقف بإنتصاب .. حاط يديه خلف ظهره و عيونه مركزه على كل واحده فيهم ..
رفع حاجبه ..وركز على ليلى بالذات قال : امي تقول انكم خرجتم من بعد العصر ... والحين كم الساعه
همست سمر بضعف : والله ياخوي .. اانا قلت لهم ..خلونا نرجع بسرعه ...لكن حكم القوي
وكزتها اريام ..و تحلفت فيها ليلى بنظراتها ..
بالكاد قدر يمسك ضحكته ..رفع حواجبه وقالت : يالله قدامي انتي وياها ... جهزوا العشا لي و ناصر
وان شاء الله اشوف واحده جالسه والثانيه تشتغل ...
اريام : مطلق يعني عقاب ..
هز رأسه : اكيد عقاب ... تخرجون من غير اذني ...و تتاخرون .. ويمر كل هذا مرور الكرام ..
اريام : البنات قالوا انهم اخذو موافقتك ..والا غير كذا ما كنت رايحه معهم من اساس
سمر : يالخاينه
اريام : ومنكم نستفيد ..
سمر اشرت على راس ليلى من فوق وقالت بضحكه : كله من هذي... ياما نصحتها وقلت لها ياليلى مايجوز مطلق بيزعل علينا
لكن هي واثقه ..ويش قالت .. مطلق حبيبي مايرفض لي طلب ..
شهقت ليلى .. وطالعتها بنقمه .. حاولت تضربها ..لكنها على طول راحت خلف مطلق ..
ليلى بحنق : سمر .. كذابه ... وناظرت مطلق وقالت : والله تكذب ..
رمت بالاكياس ... و لحقتها خلف مطلق ..ابتسم مطلق ...على شكلها ...
وسمر ترقص خلف اخوها و فرحانه بالانتصار ..
مسك يدها .. فرجعت للخلف وطاحت الطرحه ... ضاقت عيونه على شعرها ..
قال بأمر : يالله انتي وياها ...فوق بسرعه ..
و ماصدقوا خبر البنات ...طلعوا فوق على طول ..اما ليلى بقيت بين يديه ...
همست بخوف : دقيت عليك اكثر من مرة ...وارسلت لك رساله
تجاهل كلامها ومد يده ناحيه شعرها وقال : ليش قصيتي شعرك ...وكمان صبغتيه من سمح لك ؟
حركت شعرها بتوتر وقالت بإبتسامه : ليش مو حلو...
ردد بنبره منزعجه : مين سمح لك ؟ المفروض انك خبرتيني بالانجاز العظيم
استغربت من انفعاله وقالت بهدوء وعيونها على المكان تخاف احد يسمعهم : مطلق ... ماصار شيء حبيت اغير من شكلي.
مطلق بغضب حرك شعرها بإهمال وقال : اي تغيير .. المفروض تاخذين رأيي .. انا زوجك مو رجل كنبه عندك ..
فكت يدها بإنفعال : خلاص ماصار شيء...بتعطيني محاضره على شيء تافه ...
طلعت دون اعتبار له .... متجاوزه تلك ..العقبات التي وضعها .. ..
دخلت جناحها وقفلت الباب بقوه ..لكن انفتح بعدها بمثل القوه .
مسك يدها بقوه خافت ان يكسرها ..وبنبره حاده : لاتطولين لسانك علي فاهمه ... خرجتي دون اذني وسامحتك فيها
اما ترفعين صوتك و تتواقحين علي فهذا اللي حذرتك منه ...
شمخت بنظراتها و تحدت سطوته : وانت اياك تكلمني بالطريقه هذي وقدام الكل ؟
كل اللي سويته اني غيرت من شكلي وين المشكله ...؟
ألمتها يدها وخاصه انه يضغط على الخاتم .. كمل بإنفعال : لاترفعين صوتك علي ...
حاولت التملص من يده وبحده نفضتها منه : ليش مهتم ..انا كذا ولا كذا مافرقت معك .. .
يعني اهتميت لما غيرت من شكلي ..ولا لازم اخذ امرك قبل ...
وقف بصمت يراقب حدة انفاسها و تمرد عينيها ... وابى ان ينهزم ولو كانت تلك ضد رغبته ..
قال بنفاذ صبر : لا تحاولين ثاني مره تهمشيني ولو كان الامر تافه .. واشار لشعرها بإستخفاف ..
وتركها بسرعه .. اخذت نفس عميق ..تطرد الغصه التي وقفت لها منتصف الكلمات وابت على الحركه ..
.. ووقفت منتصف حجرتها ... تداري تلك الدموع التي تحجرت ..
غبيه..لوكنت اعتقد انه سيهتم ..ولو حتى يدير رأسه لي بإعجاب ..
غبيه ..لو ظننت انه مثل سائر الرجال .. يهتم بأمرأته كما لو كأنها حوريه امامه..
قفلت الباب بهدوء ..و استندت عليه ..تقاوم دموعها و تكتم انفاسها بصعوبه
لن تبكي .. لن تبكي ..لن تبكي..
كتمانها ..ضيق انفاسها وسد منافذ الهواء لديها ...
بسرعه .. سحبت درج الكومدينه و اخذت البخاخ وانعشت تنفسها .. للتتواصل مع افكارها ...
لن تجد له ذريعه ..بالاساس لا يوجد
فهو مثل الامس واليوم و سيظل غدا ...يعتبرني شي من اشياءه ..لا غير
ولاضير عنده ..
مجرد انثى يجد سلواه عندها ..في كل شيء
وقفت قدام المرايه ..وطالعت شكلها ..بالعكس شكلها حلو ..ليش ماتقبلها ؟
تقليديه .. فكره اثارتها فضربت بيدها على التسريحه
ارادني تقليديه ..قرويه..لاتهتم ...صوره قديمه ليشوهها بحريته وسطوته الذكوريه البشعه ..
كيف له ان يغيرني ؟ وكيف له هو ان يتغير ؟
حركت شعرها بخفه ..وابتسمت لنفسها ...رغم الالم بداخلها ..ألم محسوس
ألم تناقله جسدها و اصبح ينهكها ...
ستصبح عادة .. فعليها اعتياده ..
لبست بنطلون جينز ...و بلوزه نص كم ..تركوازي و رفعت شعرها بشباصه .. و خرجت
لاحظت وجود البنات ..واضح انهم سمعوا كل شيء
حركت شعرها بخفه وضحكت بفراغ : شكله ماعجبته الصبغه ..
أريام على طول دخلت حجرتها وقفلت الباب .. وسمر شكلها متفشله ..
اقتربت وقالت : انا اسفه ياليلى ..والله ماقصدت ..
مسحت وجهها بيدها وقالت : وليش تعتذرين ..انتي مالك دخل .. انا السبب ؟
سمر : ياااه ياليلى كل هذا وتقولين انك السبب .. لو مااعرف اخوي كنت قلت كذا .. دمه ثقيل و ما يتقبل التغيير بسهوله ..
ابتسمت ليلى : سمر ..مهما يكون هذا اخوك الكبير .احترميه .. وماصار شيء بيننا لدرجه انك تتحاملين عليه ..
روحي كلمي اريام .. لاتاخذ على خاطرها من اخوها ..
احتضنتها سمر بقوه : تعرفين يا ليلى ..اخوي مايعرف النعمه اللي بين يديه وربي ليندم اذا زعلك بعدين ..
غمضت عيونها ووقفت العبره في حلقها ..بلعت ريقها بصعوبه وقالت : عادي ..شوي ونرضى عن بعض ..
كملت بأمر : اشوفك قدامي انتي والست اريام ..ولانسيتوا العقاب .

شمرت عن ساعديها.. ستعجن الامها في العمل وتتناسى ذلك الذي وشم على فرحتها بخيبه امل كالمعتاد ..


*******************************



تأفف ودخل المجلس .. و كأنما دخل صومعته الخاصه وانفرد بأفكاره بعيدا عن رفيقه
غمض عيونه بعمق ..و شد على جبينه ...
وشفيك يامطلق ؟ كلما قلت بتبدأ ترجع للخلف اميال ..
شكلها ماكان حلو..إلايطيح الطير من السما..
صارت احلى ..كلمه فاتنه قليله فيها ...انا من قبل ضايع في كلمه اوصفها فيها ..
وجات على رجليها لحد عندك ..و طمرتها بسذاجتك .
هل هو خوف ؟ ان تعزل نفسها عنك و تستثنيك عن امورها وحياتها ..
وانت المهتم بكل شارده ووارده .. و تتصنع البرود
او غيره ..ان تتبدل هكذا بتلقائيه بدون سبب
احببت ان تكون انت السبب الوحيد في حياتها ان تتغير من اجله ..
عقده ..صعبه تنحل فيك ..الحظ السيء رفيقك ..
ماتعرف تقول حلو وانتهى ..
كيف تكسبها وانت مقفل كل الابواب في وجهها ..
تأففت للمره الثانيه على مرأى صاحبه المتفحص بدقه ..
تنحنح ناصر وقال : كل عقده ولها حل ..لاتكدر خاطرك..
مطلق بنظراته الحاده : اي عقده ...
ناصر بهدوء : العقده اللي مزعجتك ..لاتقول مافيك شيء ..خرجت بمزاج و دخلت بمزاج ثاني ..
مين المدام هذه المره ..ضحك وكمل : اصلامافيه غيرها متحملتك المسكينه .
رمى بشماغه جبنه وبعثرشعره وقال : ناصر ..اطلع من راسي ..
ناصر بضحكه : ويش شايفني قمله عندك..
ضحك مطلق وارخى راسه على المسند وناظر السقف ..
و ظل لحظه خايف فيها يسأل و يسقط القناع عنه..لكنه سأل بهدوء : ناصر ..انا معقد ؟
هز ناصر رأسه وقال : مين قال انك معقد ؟
مطلق بحده : رد على قد السؤال
ناصر بتفهم : لا مو معقد معقد ..يعني نص ونص ..
رفع مطلق راسه وناظره بلوم وقال : بالله هذا جواب دكتور نفساني ...
ناصر بضحكه : طيب انت تستشيرني بصفتي طبيب ..راح اعطيك التحليل ياسيدي الفاضل
رجع وسند راسه على المسند و كمل ناصر : فيه امور في حياتنا ما تعودنا عليها و في دقيقه تصير امور حتميه علينا
و لازم نتعامل معها كواقع .. و تتغير معاملتنا لها بحسب شخصياتنا ..
يعني مثلا في امور بسيطه نعقدها و ممكن في امور معقده يانبسطها او نزيدها تعقيد ...
يعني انت مو معقد لدرجه المرض النفسي لكن نقول عنك صعب المراس شوي ..
و ثقيل شوي و عندك الكبرياء اهم من المشاعر ..و ماتعرف تقول كلمتين حلوه على بعض
واذا جيت للحق يامطلق والله انك ما تتعاشر ...
وضحك بقوه ..لما سحب مطلق شماغه ورماه في وجهه ...
مطلق بإبتسامه : اقول انقلع ..مالك عشا عندنا ..
ناصر : افااا ياذا العلم ...تطردني ..مقبوله بكره اذا تزوجت لاردها لك ..
مطلق بتفكير : لا تسويها والله لو رجعت بي الايام ....
وسكت فجأه وكأنه غير مجرى كلماته بداخله وابى ان ينطقها ...
ناصر : كمل لو رجعت بك الايام ما تزوجت ... عادي ويش يصير يعني بتتوقف الكره الارضيه عن الدوران
او هي بتنتظرك طول عمرها ..ااكيد بيجيها نصيبها ... يمكن الشيء الوحيد الثابت هو انت ..
ناظره مطلق بإبتسامه وقال : وانت معي ..
جلس جنبه وقال : كل شيء جايز ..ممكن كنت تزوجت ماريا .. و هاجرت لامريكا و تركت الديره لاهلها..
وكزه مطلق وقال بتهديد : تعرف الشي الاكيد وقتها ..كنت سحبتك من رجليك من امريكا .. وزرعتك في ديرتك بالغصب .
ضحك ناصر ..وفجأه حط يده على بطنه وقال بإمتعاض : لابارك الله في هذي العزيمه ..ماصارت .. قوم شوف لي
شي اكله ..مالت عليك انت وعزايمك ..والله لو درت عني ام مطلق لتعلمك الاصول ..
وقف مطلق واعطاه نظره تحذير : انثبر مكانك لا يجيك اللي مايسرك .
فتح التلفزيون وتشاغل فيه ..بينما مطلق دخل المطبخ من الجهه الخلفيه ..و تسمر مكانه لما شافها تشتغل و معها سمر
ترسم الابتسامه و تميل برأسها بضحكه عاليه .. وتعود تكشر لنفسها ... تحرك شعرها بخفه ..و تمسح انفها بظاهر كفها
ابتسم .. وتذكر شكلها لما صارخ فيها ..بسط يده ..نفسها اللي كانت تشد على يدها و كادت تحطمها
زفر بحده ...
اعجبه تلك الروح القويه التي تصنعها من اجل الاخرين ..
غيرها من جنس حواء كيف ستفعل لو تعرضت لمثل الموقف ؟
تنحنح و دخل بسرعه ..ليعم الصمت فجأه ..
استدارت للمغسله ..و غسلت يديها ..وقالت لخديجه : خذي السفره لامي .. وانتي ياسمر روحي نادي اختك للعشاء
قفلت الماء واستندت على المغسله قبل تطالع فيه ..: هذا العشاء .. تبون عصير برتقال او مانجو..لان مافي إلاهو
خلي المطبخ الا منهم .. تماسكت وهي تطالعه ..كأنه اول مره تشوفه عادي ..بدون تكلف او مظاهر
شعره الاسود الكثيف يصل لاسفل اذنيه والمجعد بطريقه ملفته ..وعيونه الذابله وان كانت ممزوجه بصلابه .
كملت بتوتر : عملت معجنات وبيتزا و صينيه مكرونه بالجبنه ..الوقت ضيق وماامداني اعمل غيره لكن ان شاء الله تعجبه ...
وترها زياده ..وقفته الصامته وترقبه الغريب ..كان يصف الحروف في عقله لينطقها بسهوله لكن توقفت له
و صعبت عليه المهمه السهله جدا والسخيفه ..كل رجل في كل زاويه بل في كل شبر على وجه البسيطه يجيدها
وكيف هو مستثنى من بين رجال الارض ..
مثلما قال ناصر ..بعض الامور البسيطه اما نبسطها او نعقدها ..وهو من عشاق التعقيد بدون اراده ..
حركت الخاتم في اصبعها ..لكن انتبهت انه منبعج و مايخرج بسهوله..تنهدت بحزن ..خاتم زواجها ..
حتى هوماسلم من هوائيته القاسيه ..
ودها تبكي .. وتختفي عن العالم ...اول مره تتمنى الموت والفضل يرجع له ..
اقترب منها ..فرجعت للخلف ..كملت بنبره مهزوزه : فيه شاي ... و عملت لكم حلا ..هذا بعد العشا لو تبون
انا قلت لخديجه تجهزه لكم ...وبالعافيه عليكم مقدماً.
اخذت نفس عميق ومسحت انفها الاحمر من شده الانفعال .. ..
وناظرته بهدوء قبل تخرج تحث خطواتها على الهروب والتدثر ببلاده المشاعر مجدداً ولا تهتم ...
ستطول الحاله وتدوم ..ياتكون مثله او تنعدم في حالتها هذه ..
وهو نفس ماهو ..كل الذي فعله ..منذ دخوله هو خطوه فقط ..وبعدها توقف
يراقب.. يراقب.. يراقب ..حتى اصبح يمتهن المراقبه ..
تنهد بتعب طويل ..وهمس بضجر : الله يقطع شرك ياناصر ..



******************************



طال الوقت ..والحال ان تبدل فهو نفس الحال...
اعلنت قرارها الذي لم يكن منها... واجهه اجتماعيه يجب ان تحافظ فيه على نفسها ..
يأتي الرفض منها ولاتعاب فيه ...أما ان يأتي من الطرف الاخر فهو العيب المذموم ..لدى الناس
مثير للشبهات و محرك الافواه التي لاتصمت ...
ازعجها وابل الكلمات من والدتها ... لم يكن بمقدورها الاحتمال
مديح متواصل ولاينقطع عن المتكامل ..صاحب المال والاخلاق والسيره الذاتيه المرضيه ..
ابتسمت بسخريه ..اتخبرها بالجديد عنه وهي حفظت كل المواصفات و ما خفي فيه ظاهرا لها ..
لم يشفع لها كل ذلك ..
وطالبتها بالمزيد من الوقت ...المزيد من الوقت هدرا للامال فلا تحاولي ...
او على الاقل ان تقنعها بالاسباب ... للقناعه لها ولغيرها
اماه ..لاتحاولي ..لو تفيض العين بالدموع و ينضح القلب بالهموم ...فلن ترتاحي اذا علمتي الاسباب
اتركيها ياامي للنصيب .. وهو كذلك .
حبها الخفي الاسطوري ...لم يفدها في شيء...هو موبوء بحب فتاه لاادري هل اقتنع برحيلها
ام مازال يوبئ نفسه ااكثر بحب ماضي ...
امتلأت نفسها بالهراء .. ولم يعد يشغلها شيء مهم ...
اعطته مايريد ...حريته ..التي اكتشفت انها اصبحت تملكها فجأه ..
و منت نفسها بما تريد .."الراحه والخلاص ".


****************************

دخل البيت .. لتقابله دموع والدته و تجهم اخته ..
انعقدت حواجبه ..وسأل بحذر بعدما ألقى السلام عليهم : عسى ماشر وشفيكم ؟
ماتغير شيء ..فقط زاد بكاء امه و تجهم اخته ..
جلس جنب امه و حاوطها بيده وقال : خير يمه ..فيكم شيء ؟ خبروني
لامست فخذه بحنان وقالت : والله ياولدي شكله معمول لك عمل ...
ابتسم وسأل بإستغراب : بسم الله ....مره وحده عمل ..ليش ؟
وقفت رغد وقالت بعصبيه : اليوم بنت خالتك المصون ... اعطتنا ردها ؟
قاطعها سلطان بتفهم : رفضت
انتحب امه بصوت عالي ..طالع اخته وقال : وخير ياطير ... مو انتي اللي قلتي البنت اللي ترفضني وراها الف بنت .
رفعت امه رأسها بعزم وقالت : والله ياولدي مااخليها في قلبي ..من بكره ادور لك زينه البنات .
رغد : واضح ياسلطان انك ماتضايقت ..
ارتاح على الكنبه ..بالفعل تو حس انه مرتاح و خفيف..: وليش اتضايق...النصيب .
ام سلطان بضيق : انا اللي قاهرني ..ما اعطوني سبب واحد لرفضك ..تقول البنت استخارت وماارتاحت ..علتها مثل اللي قبلها
سلطان اقترب من امه واحتضنها : امي الله يخليك .. لا تجيبن طاري البنات الله يستر عليهم ...انا مازعلت
ليش انتم شايلين همي وقاعدين ...
وقف بعدها ...وقال : الله يعطيكم العافيه ...لاتكبرون السالفه او تتغير معاملتكم لهم ..مهما يكن نحن اقارب
وهذي الامور مافيها حساسيه...عادي ربي ماكتب .. ويش دراكم يمكن ربي يشيل لي الاحسن ..
ابتسمت امه و وقفت معه : الله يسعدك ياولدي ..ويهنيك ويرزقك ببنت الحلال..
ابتسم وناظر اخته ..و كأن الكلام كله ما عجبها ولادخل مزاجها
رفعت حواجبها له وكأنه تذكره بالمحادثه التي درات بينهم قبل فتره .. تركها لشكوكها وطلع حجرته
حس كأنه طفل صغير خرج من كابوس عكر نومه ..
تنهد بإرتياح و رمى بجسده المثقل على السرير ...وابتسم ..
واخير انزاح عنه هم ثقيل ... و تخلص من عبء زواج ماكان في باله ..
اقنع نفسه ان هذا من مصلحته ..و مصلحتها ..
الزواج اخذ وعطاء و هو غير قادر على العطاء بعد اليوم ..
سيكون شخصا اخر .. و يجدد حياته وينسى ...
فكر يكلم .زياد ويشكره على المساعده ..لكن غير رأيه
الموضوع هذا انتهى .. و العرفان له وعليه ..
دعا بصدق ان الله يرزقها بأحسن منه حال ...
و يسهل له امره ... ويعينه في حياته ..



***********************


لاتبكيني ياقدري ..
فدموعي اعلنت التمرد و ابت ان تنهار تحت وطأه الالم ..
لاتبكيني ياقدري ..
فإبتساماتي شحت ان ترسم على وجهي و تضيء عالمي المعتم ..
لاتبكيني ياقدري ..
سأحتمل جروحي النازفه ..و ادعي قوة زائفه واكابر على الآمي المبرحه وارتدي دورعاً خفيه..
لاتبكي ضعفي وانهزامي ..فلست انا من يهرب من قبضتك ..ليس أنا ؟

توشحت بالصبر و الشفافيه... وازداد البعد والجفاء ..
و تحملت مالاطاقه بمخلوق عليه ...
من اجل نفسها ..من اجل غد افضل >> تأمل هي بكل جوارحها ..
لكنها ظلت تتساءل من هو في حياتي ؟ من هو ؟ اكثر من تلك العلاقه الزوجيه الممله من هو ؟
رجل بمسمى زوج له كامل الحقوق ..وانا معه من اكون ؟
من اكون ؟
ضائعه في سير الركب .. لاتعرف مع من والى اين ؟

مر اسبوع .. وهي تتجاهل حتى النظر إليه ..
وهو .. في عالمه المنفي عن الجميع ..

حتى الخروج من البيت حرمته على نفسها ..
اهلها رجعوا الديره ... راحت لهم مرة واحده سلمت عليهم قبل مايمشون ..
وطبعا برفقه العميل االخاص..
تحمل من الهموم الكثير ..وان استبعدت همها ..طفى على السطح خطوبه سعود لريهام ..
ما تقدر تفكر في الموضوع ؟
يكفي من التشنج بمجرد ذكر اسمها ..و معاوده تلك الذكرى البغيضه ..
هي ترفضها وان تجملت بالفضائل الحسان..وان تناست ما فعلته ؟
العيب الاكبر والاخطر انها تحب واحد غيره ...
هذي كبيره في حق اخوها .. ما ترضاها لو ماصار
كانت تفكر في نجمه ..ابتسمت لفكرتها
لو نجمه من نصيبك ياسعود ..والله لتسعد في حياتك ..
لكن حظك شين مثل اختك .. حظنا ما يطيح الا في الشيء العوج ...
دخلت وفاء ..وهي منشغله ترتيب غرفه النوم ..
و تتوقف كل لحظه تهز افكارها بهدوء وما انتبهت لوجود احد معها ..
طلعت صوت ..التفتت ليلى لها ...و تتنفست براحه ان ماكان هو ..
ليلى : وفاء..ايش المفااجاه الحلوه ..حضنتها وسلمت عليها بحراره ..
وفاء : تسلمين حبيبتي .. ويش هالقمر ماشاء الله عليك .. الصبغه زادتك حلا ..
مسكت خصله من شعرها وطالعتها : بالله حلوه ... ماادري حسيت اني استعجلت .
وفاء : لاوالله من جد طالعه تجنني ... ويابنت حلو التغيير ...
ابتسمت ليلى..حست ان كلماتها اعطتها ثقه بالنفس ولو شوي ..
سحبتها من يدها وجلستها على السرير ..: وين البنات ؟
تنهدت وفاء :والله هالبنات بيطلعون لي قرون .. جن ازرق اعوذ بالله .. قاعدين مع امي تحت ..
ليلى :ربي يحفظهم ان شاء الله ..
طالعتها وفاء بتمهل : حاسه انك نحفانه زياده ... ليش مسويه ريجيم ؟ لايكون اخوي بدا يتشرط ..
ضحكت ليلى على نفسها اولا وعلى المزحه اللي سمعتها
: لا والله مافي ريجيم ولا شيء ...
: لايكون في ضيف جاي على الطريق ..
ليلى بخوف : مين ؟
وفاء بضحكه :قصدي لاتكونين حامل .
ليلى بشك:لا مافي شيء من هذا .. المهم انتي بتبقين معنا اكيد للعشاء ..
وفاء : اكيد ..وجيت اقولك ان في ضيوف بيجون عندنا ..صراحه عزمتهم ..
: ياهلافيك وفي ضيوفك ..
: تسلمين ياقلبي ..ماادري مااظنك تتذكرينهم ...حضروا زواجك .. وداد وجود ..ناس طيبين ..ابوهم الله يرحمه كان يشتغل مع مطلق
لكن الله اخذ امانته .. فصار ولده يشتغل معه.. واحنا صرنا مثل الاهل ..
: لا والله ماحصلي الشرف ... لكن اكيد اني برتاح لهم .
وقفت وفاء ومسكت يد ليلى : طيب تعالي معي .. قلت لخديجه تسوي لي كم صنف ..خلينا نروح نشوفها ..
نزلوا الدرج .. ابتسمت ليلى للبنات كانوا مسوين جو حول جدتهم ..
وفاء : تعالوا يابنات سلموا على خالتكم ..
بالكاد قدرت تميزهم بعلامات واضحه فيهم .. ظلت تتكلم معهم .
وماشاء الله تسكت الاولى وتقاطعها الثانيه .. و تدخل الثالثه .. وهي تضحك و نص الكلام ماتفهمه منهم ..
نزلت سمر ..بإستعجال ..ووقفت نهايه الدرج وقالت بصوت عالي : يامشجعات ريال مدريد ...
ضحكت ليلى وهي تسمعها داخل المطبخ ..
وفاء : صحيح نسيت اقولك ..اليوم مباراه ريال مدريد و برشلونه... وطبعا هي تشجع ريال مدريد
وولدي المصون يشجع برشلونه ..لو تشوفين المعارك اللي تصير بينهم ..
ليلى : والله حلو... مسوين جو حماسي ..
وفاء : ماشفتي مطلق .. ضحكت وفاء لما تذكرت شيء : كان دائما ينتظر المباراه ووقتها ينشغل ..
او ينسى الموعد و لما يتذكر ..تصير خبر خير ..
ليلى بإهتمام : وهو مع اي حزب ؟
بوزت وفاء : وتعتقدين الرجال يجون حزب البنات ...ابدا ..وصراحه كنت اقول ان ولدي طالع لمين ؟
دخلت سمر وهي لابسه فنيله ريال مدريد وبنطلون جينز ...
وقالت بحماس : يالله يابنات ..اليوم ابغاكم كلكم معي ..
ليلى : لا والله السموحه ..انا ما اشجع .
سمر :لا بتشجعين مو بكيفك ..ومن الحين البسي ابيض ..اليوم بيجي كريستانو يالبى قلبي عليه ..
طالعت ليلى وفاء بإستفهام ..فهمتها على طول وقالت : اختي تشجع نادي بكبره علشان لاعب ..
يقولون عليه وسيم ..لكن والله مااشوف فيه اي وسامه ..والله يا رياض انه ازين منه ..
ضحكت سمر ..وبعدين سوت نفسها تستفرغ وقالت : وع وع ..بالله ويش جاب زوجك الاقرع عند شامبو ضد القشره
اقول مالت عليك ..انتي و زوجك ..
ضحكت ليلى لما شافت وفاء خرجت ورا سمر تبي تضربها ..
دخل مطلق .. راقبته ..من اول مادخل ..هجموا عليه البنات ..ضحك وكل واحده تتحدى الثانيه انه يشيلها
قدر يحملهم كلهم واحده على ظهره والباقيات كل واحده على يده ...
وفاء : بنات عيب ..تعبتوا خالوا ياله انزلوا بسرعه ..
مطلق بإبتسامه : خليهم شوي .. انا ودي العب معهم ...
راقبت لعبه و ضحكه معهم .. و الملامح اللي ترسم على وجهه ..
ابتسمت تلقائياً ..ماتوقعت روحه الحلوه مع الصغار .. يعني يعرف يضحك على الاقل ؟
طالعت اشكالهم ..كانوا بالمره مستانسين ..وماعندهم هموم ..وهي المبدعه الوحيده بينهم
حتى ولو حست بالانغماس معهم وفي جوهم ...ترجع لنقطه تتذكر انها وحيده في عالمها ..

مطلق ناظر ناحيه سمر و ابتسم بغيظ : وانتي يالمسكينه ..متأمله خير..يوم انك لابسه و جاهزه ..
سمر بغرور : اصلا انا ضامنه الفوز..ماناقصني الا الاحتفال ..وهذا اخليه بعد المباراه ..يعني من باب التواضع
مطلق بإبتسامه : واذا خسرتم ..
قاطعتهم وفاء : ماتشوفها ثلاث ايام بلياليها ..
تلفت حوله وكأنه حس بغيابها... قرات وفاء ذلك الاستفهام الذي اعتلى وجهه ..
فهمست له : تراها في المطبخ .. وصراحه مااعجبتني .. البنت نحفانه و كل وقتها قاعده لحالها ...
اقتربت اكثر منه وسط الازعاج وقالت : اذا في شيء بينكم ..
قاطعها مطلق بتوتر : مافي شيء ..يمكن تعبانه ..
وفاء : روح شوفها ..
مطلق بإختصار منهي النقاش : في وقت ثاني ... والتفت ناحيه البنات ..غائب في افكاره ..
كأنه مالاحظ عليها وحدتها و انغماسها في العمل .. وافتقار جسدها لتلك الحيويه ..
انتبه لخروجها من المطبخ ..وخديجه تلحقها بصينيه القهوه ..
جلست بعيده عنه .... قدمت القهوه لامه ..
رفعت طرف عينها له .. اخذت فنجان القهوه و وقامت تمد له ..
عاند رغبتها في البعد ..سوى نفسه مشغول في ضبط شماغه .. وتركها امامه تتنتظر فراغه ..
وامتدت يده ..امسك الفنجان و لامس اصابعها و تواصلت عينيهم بفراغ ..
او ليست الايام تلك تمحي الجفاء ..لكن عبثاً مضت فما زادتهم الا قسوه ..
اكتفى بالمراقبه كعادته ..
ابتساماتها في وجه الجميع ... واحتكاكات مشاعرها معه مغلقه ...
اهتمامها في والدته ..وكأنها امها هي ... عمرها ماتكلمت في امها ؟ ومايعرف شي عن خصوصاياتها ؟
انعقدت حواجبه بإستفهام مع نفسه ..ونحن خرجنا من اطار الغرباء ...
غرباء حتى ولو تشاركنا نفس الفراش ..
مااعرف عنها شيء ..وهي نفس الشيء و ممكن حاولت ...لكن انا ؟
واضح انها متغيره .. كالروح بلا جسد ..
وبخ نفسه لانانيته .. قام بسرعه منزعج من نفسه
ام مطلق : عسى ماشر ياولدي ..
مطلق بتوتر : نسيت ناصر في المجلس ..
مشى بسرعه ..
سمر بضحكه : والله اخوي ينسى روحه ولاينسى صديقه ....ماادري ايش اللي شغله ؟
وغمزت لليلى ..اكتفت ليلى بالابتسامه فقط ..
وفاء بفخر : والله مافي مثله ناصر .. اخ دنيا ماتلقين مثله في الزمن ..
ام مطلق بحزن : الله يجبر خاطره ويهنيه في حياته..ويرزقه دوم ..
اقتربت وفاء من ليلى المستمعه : ناصر هذا يكون صديق مطلق ..الروح بالروح ..مايتفارقون ساعه ..
سمر : مسكين ..اهله توفوا في حادث ..ومابقي الاهو ...
ام مطلق بإنزعاج : واحنا وين رحنا ؟ احنا في حسبه اهله ..والله اني اعزه مثل مطلق ..
سمر :انا ماقلت شي...لكن مهما قلنا بنكون مجرد اهل صديقه ..
ليلى : الله يخليهم لبعض ...والله في هذا الزمن صار الصديق يشترى ..
حنت لنجمه فجأه و لجلساتهم مع بعض ..
ام مطلق : ايه والله يابنتي ..الزمن شان ووالناس صاروا اشين ..يالله حسن الخاتمه ..
انقطع الحديث بوتيره صمت هادئه ..و كأن كل واحد قد وقف عند نقطه يفكر في حياته
ويفكر في دنيا غريبه .. او ناسها الاغرب ..



***************************

صلت المغرب ..وجهزت نفسها ..
ابتسمت وهي تدور على ملابس بيضاء ..على كلام سمر
اختارت فستان ابيض طويل بدون اكمام بشرايط زرقاء .. استغربت اول مره تشوف هالفستان ..
ورجعت هزت راسها بسخريه ..اساسا كل ملابسها ما اختارتها هي ..فكيف لها ان تستغرب ؟
اخذت لها دوش و ااستشورت شعرها ..ولبست الفستان ... ابتسمت برضى رغم ان فتحه الصدر ما اعجبتها
دورت على دبوس او بروش لكن ما وجد عندها ..فكرت تطلب من سمر بعدين ..
حطت لها مكياج ..وهذي المره مثقله شويه..رغم انه مو ذاك الزود في المكياج لكن بتتعود مع الممارسه
اعجبتها النتيجه ... ظلال زرقاء مع رذاذ ابيض لامع .. وخطت بالكحل عينيه و اللون الزهري القاتم على شفتيها ..
دخلت سمر وصفقت : ياعيني ..لا ام التشجيع يا شيخه ... اقول البنات اليوم بيحقدون عليك ؟
ليلى بضحكه : ها كيف حلو ؟ هذا اللي لقيته ..الوحيد الابيض عندي ؟
: اقول اليوم فايزين فايزين ..مادام انتي بهاالزين بيكون وجهك حلو علينا ..
ليلى : وانتي بتبقين بالشكل هذا..
: اكيد. المهم نسيت اقولك ترا البنات جوا.
اخذت العطر وبسرعه رشته على رقبتها وقالت بلوم : ولك ساعه تهذرين معي وتوك تقولين.. ياله قدامي ..
سلمت على البنات بحراره ..رغم انها ماتذكرتهم لكن اشكالهم ينحبون ..وكمان امهم اللي ذكر الله على لسانها طول الوقت
جلست جنب وفاء ومقابل لوداد.. ..
ام وداد :ماشاء الله ياام مطلق .. مره ولدك مزيونه لا اله الا الله ..
ام مطلق : ربي يحرسها ..ويحفظها ان شاء الله .. والله هذا حظ ولدي فيها ..يارب انك تهنيه ..
ابتسمت ليلى و طالعت وداد اللي مانزلت عيونها من عليها ..
تدخلت سمر بضحكه .: اقول يابنات ترا انحرق كرتكم ... عذبتم اعماركم يامساكين بهالزينه كلها
وداد : سمر ..روحي شوفي المباراه ..لااعطيك على دماغك ..اللي يسمعك يقول عاد من الزين .
مدت لها لسانها و طالعت ليلى وقالت : اكيد ..بشهاده ليلى .. ..
ليلى : متى شهدت ؟ الحمدلله انا مااشهد زور..
ضحكوا البنات على شكل سمر ..اللي قامت وشغلت التلفزيون في الصاله ..
دخلت اريام متأخره سلمت على البنات وجلست جنب جود ..
وفاء : ليلى..وداد بتكون معلمه بناتي في الروضه ..
ليلى : والله ..ماشاء الله ..وكيف الشغل مع الاطفال .
وداد بإرتباك : والله حلو و مو حلو في نفس الوقت .. يعني صيحه ولوعه و ازعاج ..
ليلى : والله الاطفال مافي منهم ...
وفاء : اكيد بتقولي كذا...ماجاك العلم الصحيح ..اذا ربي رزقكم بتشوفين الويل وتقولين ياليت اللي صار ماكان ..
ضحكت جود و قالت : وفاء ..احمدي ربك غيرك يدور دواره على الاطفال ..
وفاء : يارب لك الحمد والشكر ماقلت شيء والله ..لكن قصدي ثلاثه توائم مره واحده هذي القشه التي قسمت ظهر البعير ..
وداد : ترى اريح لك اختصرت في حمل واحد...
قامت ليلى تجيب الضيافه .. ونادت سمر تساعدها ..لكن لاحياة لمن تنادي .
قدمت القهوه والتمر ..و جلست ..لاحظت الكل مشغول بالثاني ..فظلت ساكته ..
لاحظت نظرات وداد كل فتره...
وفاء : ليلى .. مطلق دق يقول ماتردين على جوالك ..
ارتبكت و طالعت وداد مباشره وقالت : نسيته فوق .. وصراحه مالي خلق اجيبه ..
وفاء : طيب خذي كلميه ..
اخذت الجوال و دخلت المطبخ ..كانت تفكر تطنشه وبتقول انها دقت ومارد عليها ..
لكن كأنه حس عليها ..دق اكثر من مره قبل ماتقرر انها ترد عليه ..
تنفست ببطء ..وسمعته وشكله منزعج : وفاء ...الى متى انتظرك ؟
بلعت ريقها بصعوبه : انا ليلى ..
سكت لحظه ورد : بدري ..وينك عن الجوال ..ادق ما تردين ؟
قلبت عيونها بملل وقالت : كان بعيد عني وماانتبهت له ..خير في شيء ..؟
: اعطيني ملابس داخليه و ثوبي السكري بسرعه ...
: خلاص ..برسل لك البنات ..
مطلق بحده وكأنه بيطلع من الجوال : لاترسلين احد اطلعي انتي ...
وقفل الجوال في وجهها على طول..غمضت عيونها و تأففت
جاها صوت وداد خلفها : خير ياليلى فيك شي؟
ليلى بإبتسامه : لا ياقلبي ..تسلمين لكن تعرفين الرجال و طلباتهم اللي ماتنتهي ..
وداد : الله يعينك ..
خرجت بسرعه قبل ماتصيرمشكله ..اخذت الملابس و جوالها وخرجت من الباب الخلفي ..
انتظرته لكن ماكان موجود ...كرهت حركته ..الحين كل العصبيه وفي الاخير ....
حركت شعرها بقهر و اخذت جهازها بتدق عليه قبل ماتسمعه : لو جيت بكره كان احسن ..
رفعت راسها بتحدي : انا لي مده انتظرك انت اللي تأخرت ..
تأملها ...بهدوء ..وبجرأه ..تنحنحت بخجل و حطت الملابس في يده ..
وقالت : الرجاء لو تبي شيء .. كلمني بإحترام مثلما تكلم خديجه على الاقل ..
وجات تمشي ..لكنه سحب يدها ناحيته ... وقال : انتي زوجتي ..ومن حقوقي عليك انك تلبين طلباتي ؟
تعوذت من الشيطان ..قبل ماتقول شيء تندم عليه ..
: ماقلت شيء ..لكن كمان من حقوقي عليك انك تعاملني بإحترام ..
ظل يناظرها وكأنه لاول مره يشوفها ... رجع خصلاتها خلف اذنها قبل ماتنزل يده على خط فكها ..
مسك ذقنها وقال وكأنه يفكر : الحين كل هذا الزعل علشان قلت لك اطلعي ؟
حست بالرجفه من لمسته ..و خافت تضعف قدامه ..
قالت بهدوء : انا مو زعلانه ... لكن طريقتك تخليني اتضايق ..
ارخت نظراتها على ازرار ثوبه ..بأي طريقه كانت بتهرب منه و من نظراته ..
حست انها في سباق مع مشاعرها .. وقلبها كأنه يقرع طبول .. وانفاسها حبيسه وبالكاد تطلعها ..
شد على يدها وكأنه يقول لها خليك معي ..حست بالرجفه ماتدري منه ولامنها ..
لاحظت نظراته على صدرها ..رفعت حلق فستانها .. و احتدت عيونها عليه ..
سألت بتوتر : تبغى شي ثاني .. قبل ماادخل ..
ابتسم وقال بإستفزاز : لهذي الدرجه ماتبين قربي ...
حست انها خلاص ما تقدر تستحمل بروده اكثرمن كذا
فقالت بإنفعال : طول اسبوعين مااهتميت بقربي ولادريت عني ...
والحين حزه يكون عندنا ضيوف تبيني اقول ابي قربك ..بإختصار لا مابي قربك ..ارتحت ..
رفع حاجبه ..وهو يشوف انفعالاها الواضح ... ترك يدها .. لحظه حتى تسترد انفاسها ..
والمسكينه اعطته الامان ..اعتقدت انها ارتاحت بالهجوم المباغت .. لكن لكل فعل رده فعل مساويه له في التيار
ومعاكسه في الاتجاه ...قانون لاينفع فقط في فيزياء الماده بل فيزياء القلوب و العقول ..
سحبها ناحيه العتمه و لف يده حول خصرها و شدها ناحيه جسده ... امطرها بوابل من القبل ..
ابتدأها بوجنتيها وانتهى برقبتها .... افحم تمردها و قاوم عقله ان يكفي ..لكن هيهات ان يستمع الان ..
بكل المشاعر المتواجده ساعتها... لهثت انفاسها بحراره جسدها الغارق في بحر العاطفه .. و هو تمادى بشوقه الدفين
منذ ايام طويله وهو يعلي من كبرياءه و يهبط من عواطفه ... و الان غائب حاضر في سكره مشاعره المطموره بتجاهله
اعتقد انه صابر معاند في كل الاحوال ..منذ ذلك اليوم وافكاره تشد وترخي ..
كيف له ان يمحي صورتها وهي امامه .. حتى في عمله اصبحت شغله الباطن وان تعاظم عمله و هام في اسراره
لابد ن تخرج له من بين الكلمات وتذكره في وجودها ..
يذكره بها الجميع .. ضحكات سمر .. ودعاء والدته .. واحتياجاته البشريه العاديه ..
ملأت تلك الفراغات الناقصه في بيته .. وعبأت الحاجات الفائضه ..
قيم وقمم ..دخلت حياتهم بمجرد دخولها ..
فتحت عيونها على وجهه القريب منها .. .. رفرفت رموشها بإضطراب و خجل مشتعل...
غمرتها كم هائل من النواقص المدفونه ..تلك الحاجه الملحه ان تبكي اصبحت تراودها..
تعلم الان في قراره نفسها انه اصبح مهما في حياتها .. وانه من يحرك فيها جميع المشاعر ..وان كان بارداً
كصخره .. كانت تريد ان تصرخ فيه عدم مبالاته ان تلعن في قلبها ضعفها الكسير .. ترغب ان تصبح مثله غير عابئه ..
غابت في مزيج منكر في جويفاء عينيه ... لاتعلم كيف تصفه ؟ بل تخاف ان تستنتج و يخيب ظنها ؟
همس في اذنها وكأنه يخاف ان احد يسمعه : اول مره اقولها .. وان قلتها مره يمكن ماتسمعيها مره ثاني
" آآآسف " فحطيها للماضي والحاضر .. و اذا قدرت يمكن نحتاجها للمستقبل ..
ضحك بتوتر ليصب في اذنيها ارتعاشاته اهتزت لها سائر جسدها ..
فابتسمت رغما عنها .. رفع رأسه ..عنها و طل في وجهها ..ماقدر يتكلم كل اللي قدر يسويه
انه يشوف اهتزازات مشاعرها عبر حواسها ...ويغيب معها ..
قالت بصوت اقرب للهمس : ليتني مثلك ..اختصر كل شيء بكلمه ...
رفعت عينيها له بتوسل خفي ..برجاء يكاد يختفي ..أن افهمني ؟
.رجعت شعرها لخلف اذنيها تحت عينيه المراقبه بتمعن بل المتفاجئ
لا يعرف اي معنى سيتخذ من كلامها ..
ولم ترفع رأسها عن اتنفاخ صدره بأنفاس عميقه ..
ما قدرت تتحمل اكثر ..بعد كل الصبر والتحمل المنشود من عقلها الباطن انهزمت في غمضه عين ..
لم تسطيع ان تحتمل....لما يكون هناك سواه امامها.. هو الذي فتك بصبرها و هاود امالها في مهد جلافته..
سقطت دموعها توالياً ..امام ناظريه ..قيدت يديه ..و احتار في امرها ..تلفت حوله وكأنه ضائع ..
لامس كتفها برفق و سرعان ماتركها ... خاف من انه جرحها بتصرفاته الرعناء
خدش بتلات الزهر بخشونه افعاله .. ..
همس بحنان : ليش البكى الحين ؟
مالت بجسدها ناحيته وكأنها انهارت لحضنه و بكت ...
بكت.. لفقدان الحنان و انتقاص الامان في حياتها ..
بكت خساره شجاعتها .. في غمره شوقها .إليه..
بكت حاجتها الملحه ..
بكت مشاعرالانثى التي تقف عند بوابه صلبه ..ولاتعبر للخارج ..
بكت صبرها الطويل ..بكت اكتشافها العظيم في رجل قاسي ..
بكت ان تكون قد انهارت على عتبه المجهول .. مع شخص مجهول
بكت مقاومتها الفاشله..
بكت غرقها في محيط رجل ظنت انه لاشيء ..وفي الحقيقه انه كل شيء

تفاجئ في رده فعلها..يديه على جنبيه...و ارتعاشاتها المتواليه تتناقل إليه .. وتهز خفاياه المندثره ..
يعرف انه جرحها بإهماله و نسيانه لها ...
ويزيد في تجريحها بقسوته العاديه ..
عابرا على الالم الذي يراه في جسدها الغض..
مدركاً ايقونه الانثى و غائبا عن مسايرتها على الاقل ...
وان تجاهل فهي رحمه يضعها الله في إلا من رحم من بنو البشر .. لعله يعود و يفعل الصحيح .
لف يديه حول جسدها و احتضنها بقسوه و حنان .. بكل دفئه وبروده .. بكل جموده وحرصه..
احتضنها لان عليه ان يفعل ذلك ..نداء من اعماقه بأن يحتويها ..
احتضنها حتى كادت ان تصبح داخله ..ومسح على شعرها ..و ماقدر ينطق كلمه ..اصلا مايعرف يواسي
فكيف يصف الكلمات الصحيحه ..وبالتالي يخرج بجمله مفيده تؤدي المعنى المطلوب ..
تعالت انفاسه و كأنه على حافه الهاويه ..فكيف هذا ؟
ألا يماثل شعوره الجارف كلما كانت بين يديه ؟
مسحت دموعها .. و انسلت بصعوبه من بين ذراعيه ..متداعيه القوى .. منهاره على اعتاب رجل لايعلم حالها..
ماقدرت تطل في وجهه ..اكيد شكلها اخترب بعد الكم الهائل من المشاعر ..
شاركها ومسح دموعها ..قال بتوتر محاول يخرج من الجو : اطلعي ضبطي شكلك .. والله يعينك على لسان سمراذ شافتك .. ..
وبلا جواب هزت رأسها ومشت بهدوء يماثل تلك التي تقبع داخل رأسها ... وتريد ان تدور وتدور بلا نهايه .. ..
مشت من قدامه ..و ماحاولت ان تلتفت له .. ..
تخاف ان يرى ماتحاول ان تطمره في بئر الظلمات وتغيب فيه ..
تخاف ان يكسر ماجوفها في نظره عينيه ..
عبقت رائحته في مسامات جلدها ..ولن تنساه ..ماشعورها وهي بين يديه ..
آي متلازمه صعبه انفكت بسهوله الهواء و تناثرت بعدها الحلول ...
اخذ نفس طويل ..طويل ..كل اللي يشمه رائحه جسدها هي لا غير ..
و ودفقات دموعها تذرف امامه .. لامس اصبعيه هي نفسها
التي لامس خديها و مسحت دموعها الملتهبه ...
التفت حواليه .. وابتسم وكأنه في مغامره شيقه ومثيره .. بكل الاحاسيس خاضها ..
رغم انه يقيس شيء مجهولا قرأه في مؤشرات ملامحها و صوتها المبطن بألغاز ..
و كأن الياأس قد دب فيها واخذ منها كل مأخذ ..
ضرب راسه براحه يده وقال لنفسه : وبعدين يامطلق .. وبعدين ... ومشى وهو في حيره من امره ...
يدور في متاهه ..كلما شارف على النهايه ..اكتشف انها البدايه لديه ..


****************************


جلست وداد مع التوائم بعيد عن الجميع ... وظلت تحكي لهم حكايه ليلى والذئب
ضحكت رؤى و همست لاختها ريما و ضحكوا مع بعض..
وداد :ها يارؤى انتي وريما ضحكوني معاكم ..
راقبتهم ليلى من بعيد ..بعدما عدلت مكياجها و ما في احد لاحظ غيبتها ..
ريما : ابله... تقول ليلى و خالو مطلق..
ضحكت وداد و قالت بصوت عالي : تعالي ياليلى ... البنات قلبوا اسم الحكايه .. صار اسمها ليلى و مطلق بدال الذئب
اقتربت ليلى منهم ...وضحكت عليهم ...
ليلى : والله حلو ... صرت مشهوره انا و مطلق ..
قاموا البنات بسرعه ..فجلست ليلى ..والتهت بالشريطه الزرقاء تلعب فيها
وداد : ودي اقولك شيء ياليلى ؟
ليلى : خير ؟
: انا صح توي اعرفك ..لكن سبحان الله انتي من الناس الي اذا تعرفتي عليهم حسيت انك تعرفينهم من زمان ..
اكتفت ليلى بالابتسامه .
كملت : وصراحه حبيتك و ارتحت لك ..
ليلى : والله القلوب عند بعضها و حتى انا ارتحت لكم ...
: ودي اقولك شيء لكن ما تزعلين مني ... يعني اذا حبيتي لا تردين علي .
:لا ابد تفضلي
: لاحظت عليك كأنك متضايقه و مهمومه .. حتى تسرحين كثير ..
ابتسمت ليلى و حطت يدها على خدها وقالت : لا الحمدلله ..مافيني الاالعافيه ..لكن انا طبعي كذا كلامي بالمره قليل ..
سكتت لحظه ... وقالت : حلو اذا كان عندك صديق قريب منك ..و تحكين معه..
وداد : اعتبريني صديقتك ...
ليلى : والله فيك الخير ..تعرفين تذكريني في صديقتي نجمه .. من اعز صديقاتي من ايام الطفوله ...
والله مشتاقه لها المجنونه .. احس انكم تشبهون بعض ..تعرفين تحب الاطفال وهي اللي تربي اخوها الصغير طبعا ..
لكن اذا اجتمعوا تصير مثل المجنونه بينهم ..
وداد بضحكه: الله يخليكم لبعض..
ابتسمت ليلى ... وكأنها تذكرت كل المواقف ..وهمست: امين يارب ..
جات رؤى تركض وقالت : ابله ...ريما ..وروان خرجوا الخديقه..
وداد : الحين انا ماقلت لكم ..لاتخرجون في الليل لوحدكم ..ياربي عليكم طيب انا بشوفهم خليك عند امك ..
وقفت ليلى معها وقالت بروح اشوفهم من الباب الخلفي .. .. اخذت رؤى معها
مالقت احد ...قالت الصغيره : خالو.. بروح اشوفهم عند نايف ..
ليلى: لايا ماما .. انا بكلم خالو ....
دقت عليه و كأنها لاتطيق ان تعيد تلك الذكرى الماضيه ..
احساس بدأ ينهكها .. وهو بدأ يستنفذ جميع قواها ..
ليلى : مطلق ..البنات عندك..
الصوت كان عالي و ماقدر يسمعها ..
ليلى : مطلق انت تسمعني ..
شكله خرج من المجلس لانه الصوت ابتدى يهدا : معك ليلى ..
تنهدت بتعب وقالت : البنات ريما وروان عندك ..لانهم طلعوا من البيت ..
مطلق : ايه ..تراهم موجودين عندنا..طمني امهم
ليلى : طيب خلاص ..قالتها لانهاء المكالمه بضعف قد انهكها ..
مطلق وكأنه حس بضعف صوتها قال : وشفيه صوتك ؟
استندت على الجدار خلفها وقالت : مافيني شيء .. ..
طالها الصمت منه فقالت بخلاص : بقفل يامطلق ..وفاء تكلمني ..
وقفلت وهي تلهث وقلبها يدق بقوه .انتبهت لرؤى معها .. ..
فأخذتها ودخلت ....


*********************************

ريما ..روان ...وينكم يابنات ..
وقفت نهايه ..الممر و قالت بضيق : بنات والله مااحكي لكم حكايه ليلى والذئب ..
سمعت صوت حركه خلف الشجره ..
رفعت حواجبها وابتسمت ..و اقتربت بهدوء ...اول ما ازاحت الاغصان ..نطت لها قطه و افزعتها ..
صرخت بخوف ..وجات تتراجع ..لكن الحذاء العالي اللي كانت لابسته ..انغرز في الارض ..
فطاحت على ظهرها ..
غمضت عيونها ..وفتحتهم ...واول مافتحتهم تفاجآت بستاره بيضاء فوق رأسهم ..
شهقت بخوف ... و جلست بسرعه ..
سمعت صوته : سلامات ..لايكون تعورت ولاشيء ..
فتحت عيونها على وسعهم ...وانتبهت انها قدام رجال ..بدون غطا ولاشيء
قالت بخوف : غطي عيونك بسرعه ..
ابتعد شوي ..للحرص فقط ..
: سلامات ...لايكون الضربه اثرت في راسك ..
انتبه لوجهها الصغير المتوهج ..و شعرها القصير الناعم المتمايل خلف اذنيها ..
اعطاها ظهره ..وابتسم
قامت بسرعه .. بدون فرده الحذاء العالقه ... وقالت بضيق :عديم الذوق ..مالت عليك
سمعت ضحكته على شكلها ..ولما بعدت قالت بصوت عالي : ضحكت من سرك قول امين ..
انفجر بالضحك على شكلها ..مسكينه
كان منتبه لها من لما سمع صوتها تنادي البنات ..
ابتسم .." ليلى والذئب " ياحليلها والله
البنات قاعدين ومرتاحين مع خالهم وهي تفكر في ليلى والذئب
لا كل شيء كوم وطيحتها كوم ثاني ..
ضحك بإنفعال ..و لاحظ حذاها في الارض ..
اخذه وشاف مقاسه ..37وابتسم ..
دخلت بسرعه ..وقابلت ليلى في انتظارها ..
ليلى بخوف لما شافت حالها : وداد ..خير ان شاء الله ..وشفيك ؟
ابتسمت وداد ونفضت ملابسها من التراب : مالقيت البنات ..
ليلى : البنات عند خالهن ..انتي ويش صاير لك ..
جات سمر من خلفها وضحكت على شكل وداد وقالت : وداد .. شكلك يضحك ..و طلعت غصن يابس من شعرها
و كملت : لايكون كنتي تدورين للبنات بين الشجر ...
ليلى :سمر عن اللقافه ماتشوفين البنت ..ادخلي ياوداد ماعليك منها .
دخلت وداد وتركت حذاها عند الباب ..
همست : كل كوم واللي شافني طايحه كوم ثاني ...ياني اعتفست و تفشلت ..
ليلى ..وكأنها حست بإحساس غريب سألتها بلهفه : مين شافك ؟
وداد : والله ماادري ..لكنه عديم ذوق و قليل ادب اكيد ..قعد يضحك علي ولا همه شيء ..
فكرت .. مطلق يسوي كذا ..لا ابدا يضحك ..هو مايضحك الا وقت الحصاد يعني شبه استحاله
لا كيف استحاله ..ويش دراني عنه ..عديم ذوق هذي من صفاته صحيح ..
لا لا ياليلى .. عن الافكار الغبيه ..
وداد بصوت عالي : ليلى ..وين رحتي انا اكلمك ؟
ليلى : هاااا.. لاانا معك . ..
وداد : اقولك ...وديني حجرتك بضبط شكلي ..
اخذتها و فكرها مشغول ...




*********************************



افترش له مع جده .... و ظل يحدق في السقف ..
جده راح في سابع نومه ... وهو لسى ماجاه نوم ..اصلا ماهو متعود ينام هذا الوقت ..
اعتدل في جلسته .. ..
اخذ جواله ..بعدما خلاه على الصامت وظل يشوف الرسايل ..
وانتبه لرساله من اخته " سوسو ..اعرف انك ماتحب احد يناديك بالدلع لكن نكايه في حركتك النذله
تترك اختك و تروح ..يااخي حتى اناوحيده ...اقول ارجع لنا بسرعه ولاتطول الغيبه تراوالله نشتاق لك بالحيل
ارجع لنا سلطان الاولي ..و رجع الضحكه معاك ..انتبه لنفسك و في حفظ الرحمن يالغالي .... رغد "

ابتسم ..رغم حزنه و شوقه لهم ...
يعرف انها ماتقدر تتكلم معه على الجوال ..لانها حساسه و بتضعف معه ..
اخذ فكره البقاء مع جديه ..افضل من الغربه
وان اغترب فسيحيله ذاك إلى الوحده والعذاب ..
وهو لايريد ..
رغم انعدام وسائل الترفيه ..لكنه بيتحمل ..ويتعود على نمط عيش جديد
ارسل لاخته..يواسيها فيه و يعدها انه بيرجع في اقرب فرصه ..
وابتسم ..لما تذكر تذمر زياد ..لكن في الاخير تقبل على مضض ...
اغلق عينيه .. لعل النوم يكون رفيقه ...
ويبدا رحله جديده ...مع نفسه

همس الحرف 05-Dec-2018 05:20 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الخامس والعشرون :


الصمت أوجع من مدى زفرة البوح !
والبُعد أقسى من الظما ،،/ لحاجة الماي .."
تدري وش اللي ينهك القلب و الروح ؟
إنك تعيش لـ/ شيء عدّك
ولاشيء


الساعه واحده ... هدي البيت من الضجيج ..واخيراً
مابقي الا سمر ..وشكلها بالفعل يضحك ..
تندب حظها وخسارتها .. ماخلت ولا واحد ما دعت عليه ..
جلست ليلى بتعب وقالت : سموره..روحي نامي ياقلبي ..
سمر بقهر : وين يجيني النوم؟ جوالي مايهدا ..كلهم يضحكون علي ؟
ابتسمت ليلى وقالت : طيب المباريات كذا فوز وخساره ..
دخلت اريام وهي تاكل تفاحه ..ضحكت وقالت : سمسم هارد لك...
سمر : بدري ... مين قالك انتي ماتفرجتي معي المباراه ..؟
اريام : والله ساعه سمعت صرخه الفوز من نايف ..عرفت على طول ..
سمر : انا ماقهرني الا اللوح نايف ..صدعني برسايل الشماته ..
جلست اريام مقابلها ..: مثل ماتسوين معه ..
سمعوا صوت الباب يتقفل ...
دخل مطلق .. وانتبه لوجودهم .. اقترب منهم ..
رفع حواجبه لسمر وقال : وين اللي ضامنه الفوز ؟
سمر بقهر : كله غش في غش ..الحكم حرامي
مطلق بضحكه : غش هااا..إلا عله الخساره ...قومي قومي جيبي لي كاس مويه ..
جات تقوم ..فقاطعتها ليلى اللي وقفت قبلها : خليك ياسمر ..انا اللي بجيب المويه ..
راقبها وهي تدخل وشكلها متغير ..لحقها ووقف على عتبه الباب ..
ماانتبهت له ...سألها : ..شكلك تعبانه ؟
طالعته وابتسمت بتعب واضح : مافيني الا العافيه ..لكن تعب من الشغل ..
اقترب منها ..وقال بإهتمام : ليش تشتغلين ؟ خديجه موجوده ..
حركت شعرها بتوتر : والله ماتقصر مسكينه ...انا ماادخل الا اشرف على الشغل ..
حاصر خصرها بيديه وكأنه يقيسه ..وقال : وكل هذا ليش ؟
تأملته بنفاذ صبر .. و يأست ان يفهم مابها..
تلعثمت ورفعت كاس المويه : خذ اشرب المويه ..
شرب الماء .. ونظراته مانزلت من عليها ..
تخلصت من يده .. ورجعت الكاس مكانه بعدما غسلته ..
استندت على المغسله ..غمضت عيونها بتعب ..
ماتبي قربه ؟ ودها تهرب ؟ لكن شيء يجذبها له ..
تحس الحراره ..تلسعها .. وقلبها يدق بجنون ..
ماعاد تقدر تتحمل ..

غديت ما بين الرجا . . فيك و الياس
هذا . . يبي مني وهـذا . . يبينـي
ان قلت شنت وخاطري طاب كذاب
وان قلت ابيك ارخصت نفسي بعيني
خيرني امري بين اصعب خياريــــن
موتي انا او موت الاحساس فينـي !


اقترب منها ..حس بتمايل جسدها ..و ارتخاء قدميها ..
عقد حواجبه بخوف .. و لف يده على خصرها ..
همس بحذر : ليلى ..
مال راسها للخلف و سمحت لنفسها ان ترتاح على كتفه ..
ثقل جسمها .. مسكت يده كأنها تطلب مساعدته.. ولهثت انفاسها ... زاد الوهن عليها .. غايتها راحه طويله ...
فأغمضت عيونها وارتاحت على صدره على صدى نبضاته القويه ..
وغابت في اللاوعي وذراعيه تحتضنها ..
شعر كأن كوباً بارداً من الماء قد سكب على رأسه تلك اللحظه ... اطلق نداء عالياً لاريام ..
وحملها بخفه بين ذراعيه ..خرج بسرعه وقال بأمر : جيبي مويه و تعالي بسرعه ..
سمر بخوف : ياربي ..بسم الله ويش صاير عليها ..
حطها على الكنبه ..و لامس وجنتها بخفه ..
مطلق بحده : وينك ياأريام .
مسح وجهها بالماء ..و اقترب منها ..
: ليلى ..ليلى ..
اريام بذعر : مطلق ..خذها المستشفى ..شوف شفايفها كيف صايره ..
مسك يدها و ضغط عليها.. و مسح وجهها اكثر من مرة ..
فتحت عيونها بإعياء ..وغمضتهم .. بسرعه
قال : ليلى افتحي عيونك ..ليلى
جلسها واسندها على ظهرها ..واخذ كوب الماء من اريام ...
وجرعها الماء بهدوء ..
قال بأمر : سمر روحي وجيبي عباتها ..
مسكت يده بخفه .. و همست بضعف : ماودي يامطلق ..
اريام : ليلى الله يهديك .. .. شوفي شكلك كيف صاير..
نظره ملؤها رجاء لايفهمها سواه ..شدت على يده بلطف ..
شد شعره بتوتر وكأنه عاجز ... نزلت رجليها .. لكن كان اسرع منها .. فشهقت ..وهو يحملها بدون مشقه فتعلقت به..
ومااهتم بنظرات اخواته له ..قال بدون يلتفت : جهزوا عصير برتقال ..وطلعوه.
صعد لجناحه ..فتح الباب و مباشره على السرير ..
وقف ..يتأمل ملامحها ..كانت نايمه والتعب باين عليها ..
شد على شعره وكأنه بيقطعه من جذوره ...
احساس بالعجز قد صب في قلبه ..
خوف نقلته من جسدها إليه .. و احساس بالمسؤوليه يتعاضم و هي بين يديه
و انذار يلفت نظره .. لأمور قد مر عليها ولم يهتم ...
جلس جنبها ..مسح على شعرها ..بخفه ..
ففتحت عيونها ... و تأملت رغم الانهاك و ثقل جفنيها ..
رأت وميض من الحنان قد لمع في عينيه .. فسرعان مااجفلت و اغلقتها وكأنها خائفه .
خائفه ان تكون تلك الصوره ..قد صنعها خيالها المتعب ..
رجعت فتحتها و مالقته قدامها .. فحزنت اكثر ..لانها سرعان مااختفت ..
برقت عينيها بألم ..يساير الالم الذي انهك جسدها ..وجعلها شبه غائبه عن الحياة ..
ارتفع رأسها ..بشبه احتضان منه ...ايقنت انه معها ولم يتركها .. لم يدعها لوحدتها التي تنهش ماتبقى من عزمها ..
بالكاد اخذت جرعات من العصير .. واستكانت على كتفه الايسر ..
همس لها : كيفك الحين .. تحتاجين اوديك الطبيب ؟
هزت رأسها بلا.. لكنها نطقت بعدها ببكاء : احتاج امي ..
حست بدموع حاره تبلل خديها ..
حاجه كان لابد منها ..ان تقولها ..
نعم محتاجه لها...حاجه زمنيه لاتفتأ ولا تنتهي ..
حاجه في القلب منبعها ...لاتزول مع الايام او تصدأ بمرور الزمن وستبقى للابد..
ألجمته مشاعره .. حاجتها عظيمه فكيف أقضيها لها ؟
عاجز مازال ..وان ضاع بين الاساليب والحلول ..
شد يده حول خصرها وكأنه يبث فيها الامان ..وقال بصدق : أنا معك ...
وصلتها كلمته من عمق قلبه فـ قنعت بها ...
هدأت انفعالاتها ..وانتظمت انفاسها .. داعبها الكرى في احضانه ..فنامت
نامت ولديها بعض من كل ..تريد تفسيره ..
نامت ..في دفء لاول مره تعيش فيه ... من شخص بارد..


***************************



وكزه بعكازه اكثر من مره ..
رفع اللحاف وقال : جدي خليني مانمت البارحه .
الجد بلهجه صارمه : اقول قم ..
تأفف وجلس : جدي .. لاتخليني اندم علشان جيت عندكم..
الجد : اقول قم لاعطيك بالعصاه على ظهرك .. مادام جيت تحمل .. يالله قم والحقني للصلاه ..
خرج الجد .. و تلحف سلطان .
دخل سعود وقال بصوت عالي : يبه تعال .. سلطان رجع ينام ..
وقف سلطان بسرعه ..وقال : خلاص ها شوفني قمت ..
سعود بضحكه : ايه خليك كذا رجال .. يالله انتظرك ..
توضأ بسرعه وخرج وهو يتثاوب ..
سعود : قفل فمك ذا اللي كنه فرس النهر ..
سلطان بضيق : مالك دخل ..انا عاجبني كذا
سعود بسخريه : يالمسكين كان ودك تنام ...
اعطاه نظره وسكت ..فضحك سعود عليه ...
دخلوا المسجد ..صلوا الفجر جماعه ... تعرف على اهل القريه عن قرب ..
وكلهم رحبوا فيه ... ومدحوا ابوه ..
ابتسم سلطان وقال : واخيرا بروح انام ..
سعود : ااذا قدرت ابقى قابلني ..وابتسم بخبث ..
انتبه انهم اخذوا طريق ثاني ...
سلطان : جدي ..احنا وين رايحين .. ؟
الجد : للمزرعه ..
طالع سعود و همس له : ليش ماقلت لي ..
سعود : انا ويش دراني عن مخططاتك ..ترى هذي الحاله مع جدي ..يعني بما انك عندنا تحمل ..
تأفف و طالع المكان حوله بطفش ...
و انتبه ان سعود قريب من جده كثير ...لف يده حول كتفه و ظلوا يتكلمون طول الطريق
وسلطان خلفهم .. .. صحيح ان سعود فقد ابوه في سن مبكره و جدي هو اللي اعتني فيه ..
ليش انا طيب متضايق ..؟ الله عليك ياسلطان بعض الاحيان تفكيرك سخيف ..
شده صوت العصافير في شجره كبيره ..
يا سبحان الله حتى العصافير وهي اضعف المخلوقات سيرها الله للعمل الدؤؤب
ورفضت الاعشاش و طارت تدور الرزق حالها حال البشر..فكيف بحاله هو ؟



***************************



.... ابتدأ يوم جديد ..
يوم جديد رغم الامس .. يحمل لنا مالانعلمه ..ومانحن الا مسيرون فيه ...
يوم جديد..قد دون في طياته .. عزم بعضهم و امال بعضهم و البعض الاخر مازال يجهل خفاياه ..
مما يجعل يومه ككل يوم عادي يمر عليه ..
يوم جديد ..يحمل من الامس الشيء الكثير لبعضهم ... و القليل للاخر واللاشيء للمعدمون في الحياة..

فتحت عيونها بسرعه وجلست وكأن شيء قد فاتها ... ومر سريعا امام عينيها ...
الغرفه مظلمه وبارده ...وهي وحيده ..
قامت بسرعه فتحت النوافذ لتنسل اشعه الشمس القويه داخل حجرتها ..
سارت بخطى متمهله وشافت الساعه .. تنهدت بتعب .. اخذت لها بيجامه قطنيه قصيره ..
بقيت تحت الماء مده طويله .. نسيت نفسها ..انحصر تفكيرها فيه .. غطت عيونها بكفوفها وبكت ..
بكت للالم اللي نبت في قلبها..وما يحس فيه احد غيرها ...
ارتاحت بعد خروجها ..نشطت دمها ...بحمام دافي طويل وان تخللته بعض الدموع ..
دخلت خديجه بعدما دقت الباب ..وابتسامتها العريضه على وجهها ..
: مدام ليلى ..
عدلت جلستها : تعالي ياخديجه ..
دخلت خديجه ومعها صينيه غداء... وقالت : مدام ..انتي كويس ؟
: الحمدلله..
: مدام ..مستر مطلق ..كل شوي يدق يقول ...مدام لازم في ياكل ..
كشرت لما شافت الاكل ..رغم انها جائعه لكن انعدمت الرغبه عندها ..
اشارت للطاوله وقالت : حطيه هناك ..راقبتها وسألت : مطلق موجود هنا ؟
همست خديجه وهي تبتسم ابتسامه عريضه : نو ..مدام ..لكن كل شوي يدق ..يقول خديجه مدام صحي ولا لأ
: طيب ياخديجه ..روحي انتي ..
تجهمت خديجه وكأن الباب انقفل في وجهها فجأه.. وخرجت ..
مالحقت تخرج خديجه .إلا ودخلت ام مطلق .. .. سألت عن حالها وتطمنت عليها ..
ابتسمت بحب ..ذكرتها بجدتها ..من ناحيه حرصها و و تعليقاتها المحببه .
اكلت سلطه شوي .. وشربت عصير برتقال ..
استرخت على سريرها .. .. استرجعت احداث البارحه.. رغم انها ماكانت بكامل وعيها ..
لكن احساسها يقول انها كانت في مأمن .. ..نامت مرتاحه بدون هموم تشاركها ..
خافت تكون تتوهم وتصنع احلام من مجرد اوهام ...تتوشح الفرحه والسعاده وتخفي التعاسه في جوفها ..
سمعت صوت الباب فأغلقت عينيها بإدعاء النوم وقالت بصوت خافت : خديجه ..خذي الصينيه..
اقتربت الخطوات منها ...
وصلها صوته : ليش ماأكلتي ؟
فتحت عيونها على طول ..و جمدت عليه ..كان لابس ثوبه العودي المفصل على جسده و شماغه الابيض زاده سحر ...
صوره متكامله لشخصيه فريده ..رجل يملأ المكان بالهيبه .. دمار رجولي قاتل ..
رمشت عيونها على نفاذ نظراته الغامضه .. وتقاسيمه الحاده ...
ارتعشت لسيطرته الواضحه .. وتهدجت انفاسها ممزوجه برائحه عطره القوي كحضوره الطاغي ..
زادت تلك التجاعيد حول عينيه .. ابتسامه قطعت عليها تأملها ...
سألها بنبره ضاحكه : خلصتي ؟ باقي شيء ماشفتيه ؟
اعتدلت في جلستها ... ارتجفت يدها وهي ترجع شعرها لخلف رقبتها فضح نظراتها له وارتبكت ..: مالي نفس اكل ..
حست انها سؤاله مر عليه دهر .. لكن لازم في النهايه تجاوب ..
جلس طرف السرير واشار للاكل ..وسأل بإهتمام وضح في صوته : خديجه تقول مااكلت شيء من البارحه ..
مارفعت نظرها له ..انشغلت بأصابعها فجأه ..وقالت : اكلت الحمدلله ...
رفع رأسها بطرف يده وقال : اذا فيك شيء..قولي ... ؟
ابتسمت ..و كأن فرحه داخلها تفجرت ..يسأل عنها ويهتم وتشوف في عيونه اللي ماشافته من قبل ..
ماذا تقول له ....بل ماذا تحكي .. عصيه هي الكلمات ان تندفع بسهوله .. ..
ورغم كل هذا الا انها تماسكت وردت بهدوء: لا مافيني شيء ... كنت تعبانه شوي ..
تأملها مطولاٌو خاب رجاءه ان يجد مايهدأ تلك الانفعالات المتفجره داخله... ان يعرف السبب ؟
ان يرتاح على الاقل ويصدق بأنه ليس جزءا من عذابها ..
ساد الصمت .. وقطعه تنهيده ابت الا ان تخرج وتقطعه بحده وان كان رافض لها من القاع ..
لكنها دخان الهموم تخرج من باطن حراته و ضيقه .. ...
لفت انتباهها .. و وخز قلبها ..تلك الخارجه من فؤاده ..احرقتها تنهيدته ..وعذبت حواسها ...
يالقلب الانثى عندما ينبض بالحنان والرأفه ..وايضا الحب ...تعطي ولاتقف عند حدود العطاء ولو اغلقت الابواب
في وجهها ..و نفثته رياح النكران توالياً ..
وقفت وتصنعت قوة قد اذهلتها هي نفسها وقالت : انت تغديت ..؟
رفع رأسه ..متفاجئ بتغيرها الغريب وابتسم .. .. لامس يدها برقه .. و اعادها الى حضنه
مذعور من مخاوفها هي ان ترمى في وجهه ...
وقال بإختصار يغير مجرى كل الامور مبتسماً بتشجيع : اهم شيء استرجعي عافيتك ... ..
اذا احتجت اي شيء عندي البنات ..
لم يكن ينظر لها .. يتجسد الصلابه حتى ولو نطق بالسهل الممتنع ...
كان صادق و ان حاولت ان تفرض داخلها بأنها مجرد ترهات يتفوه بها ..
يريدها ان تعود... ان تعود مما هي فيه .. وتساير حياتها التي اوقعتها معه ..
كمثل ذاك الاب الذي يعد طفلته بأن عودي الى عافيتك و امنحك على اثر استجابتك هديه مثيره ..
لم يكن ينظر إليها .. .. دس كلماته في طي مشاعره وتفجرت براكين داخلها ..استحدثت قوى الانثى فجأه
وابت ان تتلبس رداء المرض والتعب امام زوجها .. ابتسمت في وجه افكارها احقاً يقول ؟
اراه رجل متكامل القوى وفي عينيه اصداء طفل بريء ...
خرج بعدها وهي مكانها ...مذهوله منه ومن نفسها ...
لامست صدرها وقلبها ينتفض بين جوانحها ...
امعقول ما هي فيه ؟ امعقول ما تشعر به ناحيته ...
اغمضت عينيها لتنسل دمعه لاول مره ..ترحب بها وكأنها اكبر اعتراف لما هي فيه ...


لقد تسلل حبك المجهول الى سرائري يا دخيل في حياتي قد كنت ..
اما االان فأنت عزيز بت في النفس إلي ,..
تومض عيناي برؤياك واتحرى نطق صوتك ..
وتطوف ابتسامتي على محيا الشمس ..
ويأسرني صوتك ..واعيش فيه ذلك الفقدان البعيد ..وارفضه
قلبي آآآله موسيقيه ..تعزف من تلقاء نفسها بمجرد ان اارك ..
فعشقت الرقص على نيران نظراتك لي ..
احتبست انفاسك الطليقه ..واودعتها مكامن اسراري ..وهمست لها ان ابقي معي ..لتدفئيني
احببت ان اكون لك ..اسرت نفسي بمحض ارادتي في زنزانه عيناك وبت فيك سجينه..
شيء ما دخلني او انا من وطئت لارض غريبه ..رياحها نسائم عليله الى القلب ..تبرد حراته و تطفأ لهيبه المشتعل
و تجعلني اطير من شده فرحي وان كنت على ارض منبتها تعاسه..


*************************

:اووووف ..
دقت الباب اكثر من مره ... و اقتربت من الحوش اللي يصل لمنتصفها ونادت بصوت عالي
: ام سعد ..وينك ؟
رجعت دقت الباب بأقوى من عندها .... وبعدها جلست على عتبه الباب ..
: اوووف ...وين راحت هذي وتركتني ..يارب رحمتك والله انحرقت من الشمس ..
طالعت قدر الغداء... فتحته واكلت لقمه منه ورجعت قفلته ...
الحين بقعد طول الوقت هنا ...اوووف..
اقتربت من الحوش و تلفتت حولها اكيد في هالقايله من بيطلع من بيته عضت شفاتها و ابتسمت بخبث ... ...
حزمت عباتها على وسطها .... حاولت ترفع نفسها ..لكن ماقدرت .. دورت لها شيء يساعدها ...
اخذت لها قطعه خشب عريضه سندتها على الجدار .. ابتسمت لانجازها ...وقالت بصوت مسموع :
والله ماانتي سهله يانجموه ...
اول مارفعت رجلها و طالت الجدار .. ماحست بنفسها بعدين إلا كأن شيء رفعها وبعدها ماحست
بنفسها إلا على الارض ...
: آآآآآخ ....
سمعت صرخته الغاضبه : يا قليل الحيا...ماتستحي على وجهك تهجم على بيوت الناس في النهار .. وتسوي نفسك حرمه بعد ..
ماقدرت تتكلم ... حاسه ان عظامها كلها متكسره ..... و حريتها مقيده..
كل شيء تجمع في ثانيه الحراره و الالم والخوف و الصدمه .. ..
رمشت عيونها تحت الطرحه .. .. تستوعب الموقف ... تنتبه لنفسها كانت فوق ..والحين هي تحت..
وضعيه غريبه ...لحظه من هذا قدامي ؟؟؟؟
انتفض جسمها فجأاه...لا فيه شيء غلط
مين هذا ؟ وليش يلمسني كذا ..
همست بضعف و خوف كتم على صرخاتها : ابعد عني ياكلب ..
انتفض مكانه ..لكن ماتزحزح ...اشتعلت عيونه بغضب وقال : الكلب امثالك ياقليل المروه ...
ماتخاف من ربك تتعدى على بيت حرمه ...
حركت راسها متجاهله الالم تحتها من الاحجار الصغيره ...
ألجمتها الصدمه و انكتمت صرخاتها... حتى كادت تبلع لسانها من شده الذعر ..
شال اللثام وتجاهل صرخاتها المكتومه ..وحركاتها المتمرده ...
فجأه تراجع للخلف و كأنه مقروص ورفع يديه تلقائيا ...سهام من عيون واسعه ناريه عروقها نابضه
تكاد تنفجر ... ووجه احمر منفعل ..
وقفت بصعوبه ...متجاهله وخزات الالم ...
قال بأسف مبعد نظراته عنها : السموحه ..والله ماكان قصدي ...حسبتك حرامي يتهجم...
صرخت فيه : ماعندك نظر يا اعمى ...حرامي في هالقايله ...
شد من قبضات يده .. وحس بالخجل من عملته ..ولتسرعه في قراره ..
: انا اسف .. اغلطت...انا ســ
سكتت لحظه ..ضاقت عيونها على الملامح المألوفه ...متناسيه ان وجهها مكشوف ..
ابتسمت بسخريه وقاطعته : ويش يفيد الاسف اذا احد شافني ...
: يابنت الناس .. انا تعذرت منك ..صدي وروحي بيتك احسن لك ..
رمت بطرف ثوبها على وجهها .. لما شبهت عليه ...شخص تعرفه
شدت يدها وكملت وهي تنفض عباتها : مالك امر علي ..فاهم ..
ارتفع صوته : يابنت احشمي حالك ..

صرخت فيه وقالت بعصبيه : انت اللي احشم حالك ..مسوي فيها سوبر مان على غفله ..
وقالت بحرى وسط صدمته القويه : مالت عليك ...
تخطته بإهمال وقالت بسخريه : رجال اخر زمن ...
وبسرعه تجاوزته لما شافت ام سعد فتحت الباب ..دخلت بسرعه و قفلت الباب بقوه في وجهه
...وقلبها يدق بقوه ...الخوف والتهور وحتى الالم ...
كفايه الرعشه اللي اصابتها يوم لمسها ..
الواطي ..والله لاعلمه علوم الرجاجيل ..مااكون نجمه ..
وهو واقف مكانه ..مذهول ومرعوب و مصدوم ...مايقدر حتى ياخذ نفس طويل ...
لو شافهم احد اكيد بيفهم الموقف غلط ..
مسح العرق بشماغه ... البنت هذي اكيد مجنونه ...
لا انا اعرفها... ما في غيرها مجنونه الديره نجمه الله يصلحها
ابتسم لما لقبته بسوبر مان ..الله يهديك انت الثاني ... تروى و شوف قبل ما تسدح البنت مثل المصارعين ...
انفتح الباب فجأه ... لتطل منه عجوز .. ...
: هلا يمه .. السموحه ياوليدي .. مادري وشفيها حطت حرتها في الباب ..ماعليها لوم نجمه كل يوم تجيني في عز الحر..
ابتسم و حاول يكون طبيعي : ماعليه ياخاله ... هذا غداك ..
اشار للسله اللي كانت معه ... ..
قالت بحزن : الله يعطيكم العافيه ياوليدي .. .. ماتقصرون .. مالي غيركم في الدينا بعد الله ...
مجنونه اكيد اخذت لها ضربه شمس ...
مابقي الاهي والله ..
تجهمت وقالت : ماكان عذبت نفسك .... شفت نجمه جابت لي الغدا ..
: ماعليه ياخاله .. زياده الخير بركه ..يالله ارخصي لي ..
ابتسم لنفسه .. ورجع طريقه ..
ما تتغير من صغرها هالبنت .. مطفوقه ومتهوره ..
الله يهديها ...
ضحك وتخيل نفسه سوبر مان ..


قفلت الباب بعنف وقالت بعصبيه : انتي ليش تهرجين معه ؟
مسكت يدها و ساعدتها حتى جلست وقالت له بلوم : الله يهداك ياخاله .. كان قفلتي الباب في وجهه .
مايستحي ..قليل الادب ..
: الله يهديك يابنتي ..الحين الرجال جاء عشاني وانت تهاددينه ليش ؟
: اللي يتصدى لبنات الناس ويعمل نفسه رجال....ماهو كفو احد يحترمه ..
تأففت ام سعد و قامت تنشب غداها وقالت : والله سعود من خيره الرجاجيل ..احن علي من ولدي اللي هو ابن بطني ..
بحلقت فيها نجمه بدون تصديق وقالت بدون تفكير : مين سعود ؟
وكملت بإستهبال : سعود ماغيره ..اخو ليلى .. ولد احمد ..حفيد عزيز و ضبيه ..
ضحكت ام سعد وقالت : الله يصلح بالك يابنتي ... هو ماغيره .
غطت وجهها بيديها و صاحت يافضيحتي ...
ويش قلت له ؟ قطع الله لسانك ..
لا ارتاحي ..الشي المتأكده منه ..اني ماقلت ولا كلمه سنعه
افرحي يانجمه ... اضفت لتاريخ حياتك مغامره تفشل ..
الله يغربلك يانجمه على طوله اللسان ...
سوبر مان ... باقي ....
هزت راسها و تنهدت تحت انظار ام سعد المنتقده ...


*************************



ارتجت منها الايام ان تهدأ وان يستكين قلبها عن الرجاء المتواصل...
وهو تقوقع على نفسه يخاف ان يظهر شبحه المخيف في وجهه .. و تخاف منه ..
ارتفع صوته المنفعل في مكتبه الخاص ...
فضلت المكوث في جناحها .. حتى لما دخلت سمر و اريام يسلمون عليها رفضت بحجه انها تعبانه ..
من بعد طيحتها وهو لا يحتدم معها ... او بالاصل لايتواجد الا قليلا...
ابتسمت ..لغمزات سمر و تهكم اريام البارد ... وابدوا استغرابهم من رده فعل مطلق ..
ميزه عاطفيه مخبأه تحت صلابته ... لم تظهر للعيان لكنها مكشوفه في احنك الظروف ..
اهتمامه الغير مباشر بها او بالاحرى بالجميع ... جعلتها تحمل الامتنان الكبير لشخصه ..
انعقدت حواجبها لتلك الليله ...نواقض احساسيس عاشتها وقتها ...
زمت شفايفها .. و استنكرت احساس اجج نيران داخلها ...
مين الشخص اللي طلع لوداد وقتها ؟
جلست تتفرج على التلفزيون ومتأكده ان عالم الحيوان اللي تشاهده ماتسمع منه شيء ...
حواسها مع ذاك ..وقلبها يرجوها بأن تفعل ماتريد .
قفل الهاتف بإنفعال ... وضغط مابين عينيه ...رمى نفسه في غمره العمل وعشق الضغط
انهالت عليه الاشغال من كل مكان ولاحقه حتى في مكتبه المنزلي ... وكأنه جذبها لتراعي حالته الميؤسه ..
ابتعد عنها بقدر الامكان ... و ان هوى قربها ..
انفتح الباب ..رفع نظرته المنزعجه ... وارتخت ملامحه .
دخلت بهدوء وقفلت الباب خلفها ... ابتسمت بتوتر وهي تقرب كوب الشاي منه ..
قالت : سمعت صوتك ..وباين عليك منفعل ..قلت اسوي لك شاي نعناع يروق دمك شوي ..
ابتسم وهو يلتقط الكوب منها ...وقال : يعطيك العافيه .. والله جاء في وقته ..
اخذ رشفه منه وعينيها عليه .. تلتقط بحواسها جميع النقاط المهمه .. واضح انه تعبان ..
ظلت واقفه بطرف مكتبه .. لاتبعد عنه إلا خطوه ...
قالت بهدوء وان طل الرجاء من عينيها : لك ثلاث ساعات في المكتب ريح شوي ...
استند على الكرسي ..ورجع شعره للخلف وقال : ماعليه ..متعود ..
استندت على المكتب واخذت قلمه الخاص .. وحركته بين يديها وكأن في كلام كثير ودها تقوله ..
لكن فضلت الصمت معه .. وانها تحس بأنفاسه الحاره لتدفء مشاعرها ..
سأل بهدوء وعيونه عليها : وانتي ليش قاعده لحالك ؟
رفعت اكتافها وقالت بدون ما تطالع فيه : البنات مشغولات ..وخالتي نايمه .. وصراحه انا مالي خلق اتكلم مع احد
: حتى انا ؟ باغتها بسؤاله ..وانتظر الجواب بفارغ الصبر ...
رفعت نظراته له مباشره وابتسمت بتوتر : لا ..ماقصدي كذا...
رفعت حواجبها وكملت بإبتسامه واسعه : اصلا ..ماكنت دخلت عليك ...تحركت من مكانها ورجعت القلم مكانه
وقالت : اخليك لشغلك .. تحتاج شي مني ..
مسك يدها .. ورجعها مكانها ... مع ابتسامته التي تذيب جدران قلبها ...
ترك يدها وتقدم بكرسيه من المكتب وقال : خليك هنا .. الا اذا ماتبين تجلسين معي او عندك شغل ..
حرك شعره ورفع رأسه بكبرياء ... ...
وكأنه ضاع في طرح السؤال ..وضيعها معه ..كان من السهل عليه ان يقول ابقي ...
تنهدت بإبتسامه وقالت : ياالله يا مطلق ... الحين انت فسرت كل شيء على هواك ... انا قلت مابي لكن قلت مشغول اكيد .
ناظرته ..بتحدي ...ولامست باصبعها ما بين حواجبه وهمست : فك العقده ..
ارتخت ملامحه وانبسطت التجاعيد المعتليه جبينه .. وابتسم و عيونه تملأها ..وقال : لاابدا ..ما تضايقيني ...
بالعكس انا تعبت من الشغل ... وعلى انتهاء من جملته ..رن جوال العمل ...
ابتسمت ونقلت نظراتها بينه وبين الجوال ...وحركت يدها بعشوائيه .. ..
رفع حواجبه بإستنكار ..وترك ا لهاتف يدق ..
: ماودك ترد ؟ يمكن شيء مهم ؟
ارتاح على كرسيه وقال : كل شيء يتأجل ؟ بكره انا رايح المكتب والله المستعان ..
ابتسمت وقالت : اجل خلاص ..روح نام بدري ..
تحركت بسرعه من مكانها .. ..فوقف معها ..وناداها : ليلى ..
حك شعره وقال بهدوء : كنت بسألك ..ماودك تزورين امك ؟
ناظرته بإهتمام ..وقالت : اكيد ودي ...لكن ..
حط يديه في جيبه وقال لما قرأ في ملامحها التردد : ماعندي مانع اوديك .. ..يعني هذي امك مهما يكن ..
ابتسمت وقالت بلهفه: يعني اقدر اروح مع السواق ...
رد بحرص و جمود : ابدا.. يا معي يا بلا ...
زادت ابتسامها وكأنها حصلت على مرادها : طيب ... على امرك ... يامعك يا بلا...
ارتفع حاجبه : ليش احس بنبره سخريه في كلامك ...
ضحكت بخفه وقالت : حرام عليك ... والله اتكلم من جد .. ..
شد شعرها بخفه وقال : والله ماادري عنك ...
استندت على الباب و تصنعت الفضول : صحيح .. البارحه لما سألتك عن البنات ؟ كنت في الحديقه ..
رفع حاجبه واطال النظر في ملامح وجهها ... مستغربا هروب نظراتها فرد : لا ..ليش تسألين ؟
انفرجت اساريرها و هدأت الثوره داخلها وجاوبت متظاهره بالامبالاه : كذا فضول ...
ابتسم ... لم تصرح ما اظهرته مشاعرها على صفحه وجهها .. متخبطه وان اظهرت الاستقرار و اللامبالاه ..
و اقنع نفسه انه لم تأتي اللحظه المناسبه للبوح بدون حواجز ...

جلست في الصاله تحاول تستجمع مشاعرها المنتفضه ..
و قلبت القنوات تحت عينه المراقبه ...جلس جنبها ومسك خصلات شعرها
شده بقوه ليشد انتباهها .. طالعته بألم وقالت : مطلق ..يااخي ...وسكتت فجأه مع شبح ابتسامه على وجهه
سحبها ناحيته حتى ارتمت على صدره وكأنه لم يطق نفسه حتى نطقت بالزلل وقال بهمس ناعم : كم مره ...
قاطعته لاهثه : عارفه ..زله لسان ... السموحه .
ضحك وقال : وتمشي كذا ...
مسكت مخده صغيره وغطت وجهها وقالت : ماراح تاخذ اللي تفكر فيه بالقوه ..
ضحك بإنفعال واضح ..من تصرفها الطفولي .. عشق نبره التحدي ..رغم انه متنبأ ببراءتها لكن
حب يجازف و يشعل تلك الخامده .. :اوكي اتفقنا .. اقبل بالتراضي ..
وباالكاد مسك ضحكته رغم عنف مشاعره التي تدك قلبه ..
ابعدت ..المخده و طالعته بنص عين وقامت بسرعه ..وقالت بضحكه : لايلدغ المؤمن ..واشارت بيدها له ..وتركته
مع ضحكتها الهامسه .... ابتسم لمكانها الفارغ .. وارتاح لتلك الغمامه التي رحلت بعيدا عنهم .. على الاقل
مؤقتاً ....



****************************


جلست في الحوش ... تقلم اظافرها ...ابتسمت بشر ...
تلفت حولها وضحكت ..وقالت تفكر بصوت عالي : بسم الله عليك يانجمه ..
كشرت ..وخافت بكره اهله يدرون ولا ليلى ... اصلا ما تقدر تقولها شيء
يافشيلتك يانجمه ..
الحين يقولون انها طويله لسان وماتستحي ..وفي هذي ما كذبوا فيها
تنهدت بيأس...
الله يسامحك ياسعود يعني لازم تدخل هالدخله القويه ..
والله لو دري عني صالح ولا عبدالله ...ليموتوني مكاني ...
سمعت امها تناديها ...قالت بصوت عالي : طيب يمه ..
خلصت شغلها ... وقفلت الانوار ... ودخلت فراشها ..
ابتسمت لنفسها في الظلام .. وقالت بصوت منخفض :يمه تدرين منو شفت اليوم ؟
امها بصوت ناعس : مين ؟
استندت على مخدتها وقالت : سعود ..
: مين سعود ؟
: يمه ..ماتعرفين سعود الحين ... ..اخو ليلى
: صدق يمه ... وين شفتيه ؟
: عند خالتي ام سعد ... تعرفين والله يايمه ماعرفته ... ماشاء الله عليه صار رجال ..
في البدايه شبهت عليه .. لكن الشمس شكلها عملت عمايلها ساعتها ...
امها بجديه : الله بالعقل ان شاء الله بيضت وجهي ..
ابتسمت ابتسامه عريضه ...وقالت : افرحي يمه ..ياني بيضت وجهك ...
وهمست بخفه : الله يستر .
: بكره اذا فضيت بتقهوى مع العمه ضبيه ..بتروحين معي .
نجمه بإرتباك : لا انا مااودي اروح ...خليني هنا مع نواف ...وانتي روحي من حالك ...
ياله يمه تصبحين على خير ..
ابتسمت لنفسها ..تحت لحافها و استرجعت كل اللي صار لها .. حتى ملامح سعود في ايام طفولتها ..
وقارنتها مع رجولته الواضحه ..ووجهه الوسيم .. وتنهدت بخيبه ...مع ابتسامه صغيره ..


****************************


دخلت فراشها ... وابتسمت لنفسها ... يعني بعض الرضا يكفي ..
في تحسن في معاملتهم لبعض .. لاول مره يقعدون مع بعض بهدوء..
تغير بعض الشيء وان مااعترف ..تأملت مكانه الفارغ ... و تجهمت ...

دق الباب بهدوء ... فزعت من مكانها وقامت بسرعه ...
فتحت الباب ... كان واقف ببيجامته الكحلي ....
قالت بخوف : خير يامطلق ؟
حك شعره ..وقال : ماقدرت انام ... راسي مصدع ..احتاج بندول اذا وجد عندك ..
تخصرت قدامه وقالت بلوم وعفويه : اكيد بتصدع ... في الليل والنهار شغل و ضغط ...لازم بينفجر راسك .
ابتسم وكأنه اتخذ الحبوب عذر ...استند على الباب وقال : عندك حل ..
كشرت في وجهه وقالت بعد لحظه تفكير : عندي ..لكن في الاول ..اعطيني الصلاحيه .. ..
رفع حواجبه بتفكير عميق وكأن المسأله صعبه بالنسبه له ..فتنهدت ..وقالت بيأس : مطلق ..ودك في الحبوب ..
فتحت النور ..و تقدمت من التسريحه تدور على الحبوب...وكملت : المهم ..انتبه لنفسك ..الادمان على حبوب الصداع
مشكله ...و....
طالعته ..لكن استغربت نظراته العميقه والمركزه بإهتمام فيها ... نظره تخترقها و تكشف مشاعرها
خافت منها ..خافت انها تفضحها و تجردها من قوتها المزيفه ..
لحظه ..انتبهت لنفسها ..لابسه بيجامه حمراء تصل لنصف فخذيها ..وبدون اكمام وشعرها منثوروكل هذا تستغرب نظراته ..
جمدت اطرافها ..وتسمرت مكانها ... وقت لبستها ما حسبت حسابه ..حبت تجرب الشيء الوحيد اللي اهملته و ركنته
في درج خزانتها ...
قادته خطواته دون ان تستحثها عقله وعينيه انتشلت من القاع بمرأى لم يعتاده ..
لم تكن محتاجه لكل هذا لكي تلفت نظري لكنها اصابتني بغشاوه غطت على عيناي فقادتني رجلاً محتاج لانثى في حياته ...
صار قريب منها وقال بصوت خافت يخاف يجرحها
: تخافين علي ؟
رمشت عيونها ... وقالت بإحساس عميق : اكيد .. بخاف عليك .. يعني.. .. انت ..
قاطعها : اوووووووص... يكفي ..
تهدجت انفاسه وبات قريب منها وسألها بصوت اكثر خفوت : طيب تخافين مني ؟
رفعت نظراتها له ... و ارتعشت احاسيسها داخلها ... تكذب اذا قالت لا .. ..اكيد تخاف منه
ارخت نظرها .. يشق عليها انها تجرحه ...تبيه وتخاف منه .. ماتقدر توافق مشاعرها ..
على طرفي نقيض ساخن .. مابين مشاعر تسحبها لأرض جرداء لاحياة فيها وخوف يهوي بها للقاع ..
همس لها : قوليها ياليلى ... باحترم قرارك واخرج ..
بدا قلبها يخفق ..يخفق ..يخفق ..حتى وصلت خفقاته له هو ... امتدت يده ولامست وجنتها ..
فأغمضت عينيها وكأن تلك الرغبه الكامنه بداخلها قد تفجرت ...لاتريد ان ترفضه
لكنها لاتريد ان تصطدم بجداره المتين و تصيبها الخيبات المنجرفه ..
لن توقع نفسها في فخ مشاعرها المنجرفه ... اااه كم هي مؤلمه المشاعر .. كما هو مؤلم الوجع ..
وكم هو مؤلم الصد وانت لا ترغبه ... لكن ليس بمقدوري ان اتجاهل تلك الوخزات في صدري ..
او اخطو خطوه للامام وانا غير واثقه من مشاعري ..
فتحت يدها له وهمست بتوتر وخوف : خذ الحبوب ..
خافت ان لايفهم و يمضي بعنجهيه على رغبتها كما يمضي دوما ..
طالع يدها ..وابتسم ..ابتسامه مخيبه مريره ..وكأنها جواب غير مرحب فيه ... اخذها بسهوله
وقال بإبتسامه مريره ..: تصبحين على خير ...
ولم يكتفي ..طبع على جبينها قبله دافئه عميقه متفجره ... و تركها ...
اكان من الخطأ ان ينجرف وراء مشاعره ...
اجعله شكلها المثير يهوي الى القاع ...ويكتشف كم هو محتاج لها ...
قرأها في عينيها .. ولم يكتفي بل لم يصدق ..تخاف منه ..نطقتها عينيها و عصى على لسانها نطقه..
بل لم يصدق ..لقد رفضته ..
بل لم تتقبله ابدا ..كزوج ..او رجل ...تساير وجوده بشكل عادي ..
ضاع في تساؤلاته وانجرح في صميمه ؟ و دارى الجرح بكبريائه الذي اعتلى قممه عالعاده .

جاهل وان زخرت مقوله تعلموا من المهد الى اللحد كل حياتي بكل الاشكال ..
وعلي يدك سيدتي اكتشفت سذاجتي ..وان أأمي في علم امورك ايتها الدخيله ..
قد كنت يوما اسير بعناد واحيل خطواتي صخورا خلفي ...واثق الخطى متمردا على اللحظات
واضح المقاصد خفي المعاني ..قادر على الكتمان دهرا ..
لكن الان تبدلت حالي ..اصابني سقم عجيب ..رفضته بكل قوتي لكنه حاربني
اصبحت اقف على النقاط الصغيره وادقق النظر فيها ..بلا كلل او ملل .
لن يفصح عنه لنفسه ..فاتحا ذراعيه يتلقف حيرتي ويبعثر وضوحي ..
فهو رجل يعتقد هو اعتقادا لاتغير فيه " رجل لا تغزوه المشاعر الغادره ..او تسيطر على حواسه ."
سيكون مثل سائر الرجال ..واثق الخطوه غير مبالي ..
فمثيلاتها ليست من اولويات الرجال ..
ماضون على فواصلها العطره ..مدعين ولو على حساب حياتهم ..


*********************************


قام بدري على غير عادته .. توضا و سبق سعود و جده على الصلاه ..
جده اوكله مهمه الاشراف على العمال .. طبعا العمل في المزرعه ...
وكأن يختبر صلابته ..وان المدينه بأضوائها لم تبعده عن الصلابه والقوه ..
عنده مقارنه وهميه صنعها عقله الباطن ..يحاول انه يكون عادي .. تحدي لازم يخوضه ..
تلك النظره في عيون الجميع .. وكأنه نازل من السماء بحله فضيه ..
كلمه غير معتاد عليها ..هي الاصح ...
سيقى زمنا يسيرا هنا متجردا من تلك الهموم وبعدها سيعود انسانا اخر كما يأمل هو ..
قاطع تفكيره ضربه خفيفه على راسه التفت وابتسم على طول : على هونك يارجال ..
سلطان : هلا سعود ..
: علامك .. اليوم انت متغير ..؟ مو اليوم من البارح وتصرفاتك ماهي عاجبتني ؟
حط يديه في جيبه وقال : لا ..ابدا ... ممكن تغير الجو علي ..
: لا تزعل من كلام جدي ... تراه والله يعزك اكثر مني حتى .. لكن هو كذا ماعنده إلا القويه ..
ابتسم و حط يده على كتف سعود : لا والله مازعلت ولا شيء ... اصلا لو زعلت كنت ماشفت إلا غبرتي ..
ضحكوا مع بعض ...
وبعدها سأله : الا بسألك يا سعود ؟ ويش قصه ام سعد ؟ اللي رحت لها امس ؟ و توصيه جدي عليها ؟
تنهد بحزن وجاوبه : الله يسلمك .. هذي ماجابت الاولد وحيد اسمه سعد ..تخرج من الثانويه ..وسافر ..
اشتغل في المنطقه الشرقيه لكن الله يهديه ..قطع امه ..لاهو اللي يزورها ولاهو اللي اخذها معه..والله مسكينه
سعود : ليش تسأل ؟
: كذا فضول ..لاحظت انكم مهتمين فيها ..
ادار رأسه ..للعمل و ابتسم لذكرى الامس المضحكه ..
سعود بتفكير : اقول سلطان .... ماودك تتزوج ؟
سلطان بضحكه مريره : لاوالله ..القلب مايود ياسعود ..
فهم سعود مغزى كلامه والتزم الصمت ...اليوم لمح لجدته في بنت عمه ..و ماصدقت
فرحت له وكأنها ضمنت الموافقه ... حتى لو كان متفائل بالموافقه لكن تجارب الاخرين علمته درس
او بالأحرى تجربه اخته ..

ابتسم لنفسه ..وتلك الذكرى الصغيره تعود إليه .. ببهرجه الالوان على وجهها و الفرشاه المثبته في شعرها الكثيف
عيناها الجميله ... و ملامحها الطفوليه الملفته للنظر ...
زادت ابتسامته .. و كأنها للتو قد طرقت الباب في وجهه بعدما حفظ ملامحها بين طيات عقله و خزنها جيدا ..


******************************


مرت عليه الساعات وهو في قمه انغماسه في العمل ...
بقصد منه اراد ان يبتعد بقدر الامكان ..
يبتعد عن الركون للتفكير والتمختر في فهم مشاعره ..
وهو يرفض ان يكون ضعيفاً ..مقيداً ..و مسلوب القوى ..
غير قادر على التحكم في دواخله الغريبه ..
راقب العمل عن كثب ..و قام بزياره ميدانيه لموقع البناء الخاص لفرع شركته ..
تحت الشمس الحاره ... خرج من سيارته ..وراقب سير العمل ..
اقترب زياد ..بما انه المهندس المسؤول في الموقع ...
صافحه بثقه : اهلا فيك ..استاذ مطلق ..
مطلق : هلافيك ..كيف الشغل ؟
وقف جنبه ..واشار للبناء وقال : حتى الان على مايرام والحمدلله ..وعلى نهايه الشهر القادم نكون انهينا العمل ..
مطلق بإبتسامه : جيد.... اذا امكن مهندس زياد تزورني في المكتب نراجع بعض الامور..الخاصه في الشغل ..
زياد : ان شاء الله ..
هز راسه له ..و رجع لسيارته ..تحت انظار زياد الفاحصه والمعجبه بالشخصيه الفريده
الكل كان متخوف من العمل معه ..شخصيته صعبه ..مايرضيه شيء بسهوله .. .
دقيق في طلباته ويحب الانضباط و المسؤوليه .. .. و العمل معه مغامره كبيره
وجريئه ..حب الدخول فيها لانه اختبار كبير لقدراته واثبات لمهاراته الواسعه ..
..دخل سيارته و تأفف من الحراره العاليه ...فكر يدق على البيت و يسمع صوتها
لكن دفن رغبته بسرعه .... وانصرف في اموره ..
رجع للمكتب ولحقه زياد بعدما تأكد من سير العمل ....
كان وده يروح البيت يغير ملابسه لكن ما قدر ...
انتظر عند مكتب السكرتير .. و تنهد بتعب ..
اقترب طلال وقال بإبتسامته الصادقه : اسف ..استاذ زياد .. كنت مشغول ..
تفاجئ زياد...فيه ..وظل لحظه ساكت..
طلال : استاذ زياد ..تفضل المدير ينتظرك ..
ابتسم زياد بتوتر وقال : احنا تقابلنا من قبل ..
: مااظن ..
زياد : وجهك مألوف بالنسبه لي ...لكن على العموم تشرفنا .. اعرفك على نفسي زياد محمد..ومد يده لمصافحته
طلال : غني عن التعريف مهندس زياد ...
صافحه بود وقال : عن اذنك ..بدخل للمدير ..
: تفضل ..
قبل مايدخل وعلى قبضه الباب ..رجعت له صورته .. هو نفسه اللي كان في المجمع مع البنت ..
ارتاح مبدئيا واستغرب الفضول الذي تحدى فيه خلايا عقله لاسترجاع ذكرى قديمه غير مهمه ...



*************************************


تمطت في سريرها .. و فتحت عيونها بسرعه ... زمت شفايفها وهمست بحنق : عديم الذوق.
فزعت جود و وقفت لها : وداد بسم الله عليك ..
وداد بضيق : مافيني شيء .. اه لو اشوفه مره ثانيه لاقطعه بأسناني ..
جود بضحكه ..رجعت لسريرها بعدما فهمت الموضوع : انتي ماتنسين .... خلاص ..موقف وانتهى ...مثل الموقف اللي صار لي
الشاب ضربني في مكان حساس وعلى كذا نسيت الموضوع ..
: لكنه ماضحك عليك .... آآآآه لو تشوفينه وهو يضحك علي ... كفايه اني كرهت الاحذيه العاليه من وراه ...
ياربي ليش هم كذا ؟
بإستفهام : منهم ..هذولا ؟
: الرجال برا .. لو واحده تفركشت وطاحت ..فزعوا لها وساعدوها بكل ادب ... والواحده عندنا تتمنى تختفي
من كثر مايفشلون فيها ..
جود بإختصار : نحن نختلف عنهم ..
:طيب ليش ..
: انتي تتكلمين من عقلك ... هذي فيها شبهات و شكوك وعيب و مايجوز ... خذيها من قصيرها مجتمعنا غير ..
تأففت وداد : ادري انه غير ...
استلقت على فراشها و صدى ضحكته ترن في اذنها ..
رجعت تأففت وقالت : مااقدر انام ..لازم اعرف من هو ..
جود : لايكون مطلق
تنهدت : لا مو مطلق ... مطلق اعرفه من بعد كيلو مترات ..
بسخريه جاوبتها وهي تستند على يدها لمواجهه اختها : زرقاء اليمامه على غفله ..
وداد بجديه : لاوالله .. ماهو مطلق ..
سكتت لحظه تفكر فيها وبعدها قالت بإندفاع : تعرفين ياجود ... احس اني كنت غبيه ...
جود بضحكه :توك تدرين ؟
: اقول انطمي واسمعي لاني كنت افكر في شخص بعيد عني ... و حتى بعدما تزوج كنت افكر فيه ..
: القلب بعض الاحيان ..مالنا سيطره عليه ..
: صحيح ... لكن بعدما عرفت ليلى ... حسيت انها انسانه صادقه و عفويه ... وانا بإحساسي كأني اخدعها ..
جود : حبيتها هالانسانه ؟ لكن في نفس الوقت اشفق عليها ..
وداد بإستغراب : ليه ؟
: ماادري .. احس امثالها دائماً..ياخذون مقلب في الحياة ..
وداد بنرفزه : والله انا اللي ماخذه مقلب فيك... تكلمي مثل العالم كلام افهمه ...
جود: بعض الاحيان ..افضل انك ماتفهمين ..
استدارت للجهه الثانيه .. بينما وداد ..رجعت للصوره الضاحكه ..مع غليان دمها
و ارتفاع ضغطها عزمت انها تعرفه ...


وفي الطرف الاخر ... جلس يتأمل فرده حذاء ... متلبساً دور الامير في حكايه سندريللا
يمسكه تاره ويتأمله تاره اخرى .. مابين ابتسامه و لمحه تفكر عميقه ... وعوده لنقطه الالتقاء ..
يجاري افكاره في رده فعله و يحاكي مشاعره ...
يهز رأسه بتعقل و يخض افكاره الحالمه لترتد الى الطريق الصواب ...
ابتسم لصورتها ... وخفق قلبه لتعابيرها المنزعجه ... تشبه الحمامه الجميله الصاخبه ..
رفرفاتها المتواصله ... ريح لاتضر ...
خرج من صمته برنين هاتفه المزعج من الغرفه المجاوره ..
اول مارد عليه ... ابتسم فجأه ...لم يرده صوى الصمت وانفاس مبتوره ...
انتظر حتى الدقيقه الثانيه ..وبعد طول انتظار قال : مـــــــاريا..
اندفعت الانفاس اللاهثه بيأس وخيبه و تمطت في عربيتها الركيكه المزعجه للاسماع
: لقد عرفتني ...
هز رأسه بإستخاف لنفسه مجاوبا عليها.. الامر لايحتاج الى تفكير ... او حتى ذكاء او تخاطر بالاذهان ..
فأنتي الانثى الوحيده التي اعرفها ولاتخفي حيله في الاتصال بي ... وابتسم لخيبته ..وعيناه تبحث عن طيف ...
" حمامه بريه مزعجه " ...

همس الحرف 05-Dec-2018 05:21 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت السادس والعشرون :


مثل ما يموت الليل في مشرق الصبح ...
يموت همي لا سرحت وذكرتك!!!


اليوم كل وقتها تشتغل بحماس و تلقى الكثير الكثير ..
رغم انه لاتناول لافطور ولاغداء ولااتصل ...
لكن على الاقل اشتغلت بالعمل عن التفكير فيه
دق جوالها لاكثر من مره .. ومسكت الخط على اخر رنه ..
نجمه : يامساءالورد والكادي ..
ليلى بضحكه : مساءك عسل يا عسل ..
نجمه : اوووه الله يرضى عنك و يسعدك يا بنت احمد..ايه الرضى كله ؟
ليلى : يسعد لي اوقاتك يا اغلى صديقه في الدنيا ...والله مشتاقه لك
: وايامك يالغاليه ..اقول ليلوه تراني نجمه مو مطلق...
ليلى : لا عارفه لاتخافين ..اخبارك واخبار اهل الديره ؟
: كلهم بصحه وسلامه ... وانتي طمنيني عنك ؟
: انا بخير .. وسكتت
نجمه :و كيف مطلق معك ؟
ابتسمت برضا وقالت : طيب ..اليوم كله ماشفته ..من طلع الصبح بدون فطور حتى الحين ..
نجمه : ياقلبي وانتي مشتاقه له ..
حكت لها كل اللي صاير بينهم ..
: وليش كل هذا يا ليلى ؟
تجهمت لافكارها وقالت بصوت واطي :ماادري يمكن لاني خايفه..
نجمه بانتباه: ليش الخوف ؟ ومن ايش ؟
: خايفه اني احبه .. وابني عليه امالي وفي الاخير ..
نجمه بضحكه :مالت عليك وقفتي قلبي ..تقولين خايفه انك تحبينه ..والله شكلك وقعتي ومااحد سمى عليك ..
ليلى : نجمه ولله اتكلم معك جد ...خايفه اني احبه وفي النهايه يجرحني
: بسم الله ..عليك هذا زوجك مو عابر سبيل ..عادي تحبينه وتموتين فيه .... صحيح يمكن فيه طباع ما تعجبك
لكن في الحالتين زوجك ... وانا اقولك يابنت عيشي الحب و تمتعي فيه..تراوالله امي تحكي لي حكايات عن زمان
ماكنت اعتقد اصلا انه يحبون بعض مو يحبون قصدي مايعرفون الحب حتى ..
ماقلت لك ان امي وابوي التقوا مره ...وحبوا بعض من اول نظره..
لا وازيدك من الشعر بيت ..تقولي كان يدبغها دبغ لانه ولد عمها ..وعلى كذا يحبون بعض ..اللهم ياكافي .
غصت ليلى من الضحك على كلام نجمه ..
قالت : والله مافي منك يانجمه... الحين سألتك سؤال ..جاوبتيني بقصه ..وثاني عيب تقولين عن امك وابوك كذا
نجمه : وانا اللي قلت ..هي اللي قالت ..الله يرحمك يابوي ..لا وتشوفينها تحن لايام زمان ..
ليلى بضحكه: نجمه ...خلاص
نجمه : خلاص ..المهم اقولك نصيحه اسمعيها ... انتبيهي لزوجك و املي عينه ..خليك فرحه وشرحه و منبسطه ..
ليلى : وهذي من نصايح جدتك لامك ...
نجمه : لاوالله... هذي نصايح ام سعد ..ماقلت لك انها اشترت بقره جديده .. بعد المرحومه ..وفرحانه فيها مسكينه
ضحكت وكملت : و حطت لها جرس في رقبتها ..
: الله يبارك لها ... .. إلا ولدها سعد يزورها ؟
: الله يقطع سيرته النذل ... اه لو اشوفه مره ثانيه والله لاتوطى في بطنه ..قليل الشرف ..ترك امه وسافر ..تتذكرينه ياليلى
في صغره كنا نلعب معه .. والله كان طيب ... اعنبوا ابليسهم اصحاب السوء اللي ماخلوا فيه خير حتى لاهله ..
:.. الله يهديه ويصلحه ... و يجزاك خير انك تزورينها ..؟
وكملت بلوم :
: الله يسعدك يانجمه .. اخذتيني في الحكي ... اسمعي .. ادق على سعود طول الوقت يعطيني مغلق ..
ابغاك تكلمين سلوى وتقولي لها تدق علي الليله ضروري .
نجمه بإرتباك : من متى مادق عليك ..
: من صباح امس ادق عليه وطول الوقت مغلق ...
نجمه بإرتياح : خلاص .. ابشري ماطلبت .. الحين اكلمها ..اوامر ثانيه
: يعطيك العافيه ..
: طيب ..انقعلي انتبهي لنفسك وبوسي لي مطلق ..
ليلى بحنق ..: نجمه يا>> ..
لكن انقفل الخط فجأه... ابتسمت وهي تطالع الجوال .
فكرت في كلام نجمه ... مافي شيء صعب و مافي شيء سهل ..
والطريق الى القمه شاق ومضني ... لكن نشوه الوصول تلملم جراح الصعود ..
وتنسيك هموم الامس و تسعد من اجل غد افضل ..
رجعت عند خالتها وعقلها ابد مو معها ....


****************************


دخلت فاتن بحلتها المبهرجه كالعاده .. .. تمهلت في خطواتها ونظراتها هازئه..
رفعت يدها وقالت بصوت عالي متصنعه الدلال : هاي للجميع ..
تأففت ليلى وارخت نظراتها وقالت بصوت مسموع : وعليكم السلام ..
اقتربت من خالتها وسلمت عليها وجلست جنبها ..بعدما سألت عن حالها رفعت نظراتها لليلى
: كيف ياليلى ؟
ليلى بإبتسامه : الحمدلله ..انتي كيفك ..
زمت شفايفها وقالت بإعجاب : ايش هاللوك الجديد .. صراحه حلوه .. ماصدقت اريام يوم قالت لي ..
تضايقت ليلى داخلها ..معقوله اريام صارت مثل العميل السري تخبرها كل شي يصير ..
: شكرا ..عيونك الحلوه ..
همست لخالتها وضحكت بصوت عالي ..
قالت : وين البنات ؟
ليلى : كل واحده في حجرتها ..
قامت .. وقالت : عن اذنكم ... وقبل تمشى قالت لليلى : لو سمحتي ياليلى خبري خديجه تجيب لي عصير بارد
ليلى ..رغم انها مقهوره من المكياج اللي حاطته على وجهها .. و العبايه اللي تلفت الانظار اكثر من الملابس العاديه
و احساسها انها مميزه في كل شيء
الاان ليلى ردت عليها بنفس النبره : خبريها وانتي في طريقك ... انتي موغريبه يا فاتن ..
كشرت فاتن في وجهها وكأنها ما توقعت جوابها .. وانصرفت بسرعه ..
ارتاحت ليلى انها قفلت حجرتها ... رغم ان تواجد فاتن بحد ذاتها يربك راحتها ..

دخلت فاتن وتأففت ..رمت الشنطه على سرير اريام وقالت : اكرهها ياناس ..اكرهها
مااحتاجت اريام للسؤال علشان تعرف ...ابتسمت وقالت : الناس يسلمون قبل يدخلون ..
جلست وقالت بإنزعاج : اقول مالت عليك ... انا في ايه وانتي ايه...
انشغلت اريام بجهازها الخاص ..واقتربت فاتن منها وقالت بهدوء مبطن بحذر :
إلا كيف اخوك معها ؟ يعني ما صار شيء بينهم يعني كذا ..
اريام بتشاغل : يعني مثل ايه ؟
: قصدي ..كيفهم مع بعض ..يعني مافي مشاكل ......
: مافي حياه بدون مشاكل
بلهفه قالت : والله ...مثل ايه ..
فهمتها اريام وسألتها : فاتن ..انسي مطلق خلاص .. لا تعلقين امالك في المستحيل .
ابتسمت فاتن وقالت : مافي شيء اسمه مستحيل ..
: فاتن ... ممكن اكون مااهتم ..لكن افهم ... وانتبهي يافاتن ..حركاتك ماتمشي علي.
ضحكت فاتن وقالت : اوووه ..مين يتكلم ؟ اريام خليك في حالك ..اصلا مين قالك اني افكر في شيء مو زين
وقفت اريام وقالت بإنزعاج: قلت اقولك قبل تفكرين ... المهم .. ايش تشربين ؟
: برتقال ..
لعبت بخصله شعرها ..وضحكت بخفه ... والله يا اريام ماشفتي شيء ... صبرك علي ..
الايام بتثبت لك من هي فاتن ..


خيط ارفع من خيط العنكبوت تنسج حول "فكره "
وفكره تصنع "حلم "كما يعتقدون ..
عصا سحريه مخادعه ..تحول الحلم الى "كابوس واقعي"
"واقع " مجرد من تعابير الحياة ..يختصر "سعادة " مزيفه
"سعاده "الغير يحولها الناس الى "بؤس وخيبات "
نهايه تعلنها "بدايه "و الحكايه لها بقيه...


*****************************

{ الشوق’ } .. مآ يرحم ولآ فيه .. ( حيلـه )
لآ جآك’ مآ يقبل’ .. تصآريف’ و أعذآر ..!!

لآ جآك’ حمّلك’ ~ الحمـول’ .. الثقيلـه
حتى لو انك’ ( جآمد القلب ) تنهآر ..!!




مر الوقت طويلا معبء بالملل ..طلعت دقت الباب على سمر ..لكن مافي فايده ..
خالتها ...راحت عند وفاء .. واريام مشغوله مع فاتن ...
كلمت سعود و تطمنت على الجميع .. وازعجها انه خبر اهله بفكره الزواج من ريهام ..
حست انها تجاهلته مرغمه ... او عن قصد منها ..
فمساحات عقلها مشغوله كثيرا بالهموم وليس هناك اي متسع لامر يجعلها منزعجه كهذا ..
لكن الايام القادمه ستحسم الامر ...
طالعت ساعتها كانت اربعه و نصف ..معقوله ما خلص من شغله عاده يجي الساعه 2و إن تأخر 3
اخذت جوالها ..دقت عليه بتردد ..كانت بتقول اي حجه ..اي كذبه ..
مثلا ... مثلا.. ايه ياليلى ..
يعني تأخرت يامطلق ... اكيد الرجال مشغول ..
قفلت الجوال بسرعه ...و دارت في مكانها ..
نزلت اريام وجلست على الدرج ..وسألت لما شافت توترها : خير.صاير شي ؟
ابتسمت ليلى بتوتر : لا مافيه شيء...طالعت الساعه وبعدها قالت : مطلق تأخر ماهي عادته ..
وبخت نفسها..ليش تقولها ..اصلا علاقتهم بارده و ما تهتم ..
هزت رأسها و كأن الموضوع كله ما اعجبها .. فتحركت من مكانها ودخلت المطبخ..
وخرجت بعدها ومعها عصير برتقال وقالت : اكيد في الشغل ...وين يروح ..؟ ماعنده إلا هو..
ابتسمت وهي تطلع الدرج : بتتعودين عليه ..شخص عملي حتى النخاع ..وضحكت فجأه
وكأنها قالت نكته ..
استغربت ليلى ..طريقتها في الكلام .. بارده و ناكره للمعروف ..في داخلها حنق على ذاتها الانانيه ..
صحيح رجل ..لكن رجل أليس من البشر...يشعر بأن الحياة تنسل بين اصابعه بدون انتباه
يعمل .. يعمل .. يعمل ....ويعمل من اجل من ؟
صعب ان يتدراك الوقت لانه يمر في المهم بالنسبه له لغايه يصبو لها من اجلهم ..و لغيره لايهتمون ...
يقضي كل وقته وهو غارق في العمل حتى نسي نفسه و تجزم من تصرفاته انه نسي كيف هي الحياة ؟
حست بالشفقه عليه فجأه والحزن ..
عادت و استغربت نفسها .. لماذا كل هذا ؟ انها الحياه
لما تتحاملين عليها من اجله هو ؟ لما تعتقدين انه لايقضي وقت ممتع بعيدا عن الجميع
لما تشعرين بأن معدم و منفي عن الدنيا لمجرد انه يعمل ...
يمكن مابيي يشوفك ... و يقضي اطول وقت بعيد عن البيت ...
اعادها صوت محرك السياره .. .. تأملت شكلها في المرايه.. وانتهت تلك الضرواه المشتعله بسلام بين افكارها ..
قادتها خطواتها بشقاااوه الصغار ... وقفت على عتبه الباب .. انعكست عليها اشعه الشمس
رفعت يدها تظلل عيونها وراقبته و قلبها يتراقص بين ظلوعها ...
خرج من سيارته .. يمشي وعينيه لاتفارق سير خطواته ... وكأنه في كله خطوه يبحث فكره عميقه
حرك رقبته وكأنه يتألم ...و دلكها بيده .. وهي في كل حركه تعقد حواجبها وتبسطها وكأنها معه ..
رفع ناظريه لها فجأه ... واحتدمت نظراتهم بغرابه اللقاء ...
هي لم تكن تظن نفسها بأن تتحرى رؤيته ؟ وتنتظره واستغربت تلك البراءه المقصوده بوضوح فعلها ..
وهو ماظن ان رؤيتها ستدخل بهجه الى قلبه استغربها هو نفسه و تصنع البرود كعادته ... وقوفها على عتبه داره
جلعته مستفهما واقفاً على اهم الفواصل..
ابتسمت له .. من قبل ان يقترب حتى ..
مطلق بصوته الرخيم الخارج من الاعماق ببروده المعتاد : السلام عليكم ..
زادت ابتسامتها لتبان صف اسنانها ..: وعليك السلام ورحمه الله ..الله يعطيك العافيه ..
ابتسم و كأنه نال جائزه للتو : الله يعافيك .. .. ليش واقفه هنا ؟
دخلت قبله و ابتسمت بتوتر ..وفكرت بتقوله كنت انتظرك .. لاماهي معقوله ..
بسرعه ردت : كنت قاعده برى ..
تنهد وجلس على الكنبه الوثيره ..غمض عيونه بتعب واضح على ملامح وجهه ..
وقفت تراقبه بصمت .. .. ولديها احساس طاغي ان تخفف عنه ولو قليلاً..
: تغديت ولا اجهز لك الغدا ..
رمى شماغه جبنه وحرك شعره بإهمال ..دعك جبنيه و قال : لا ماودي في غدا...
رفع نظره لها فجأه وقال : انتي كيفك الحين ؟
ابتسمت ..في وجهه بإطمئنان وفرحه ..على الاقل تذكر تعبي .. : لا الحمدلله ..الحين افضل ..
مدت يدها ..تلقط شماغه ... فمسك يدها بسرعه .. وعقد حاجبيه يستغرب نفسه لماذا مسكها ؟
احتبست انفاسها ..وشهق قلبها منتفضاً بين ضلوعها ..واجهت عيونه بشوق لم تحسب له حساب ..
وقال بصعوبه متحجج : خليها... شوي و بطلع ..
هزت رأسها بإيجاب ...ترك يدها و خبأ يده في جيبه وسأل وعيونه تدور في المكان : وين امي ؟
: راحت عند وفاء .. تقول في ضيوف عندها ..وحبت تكون خالتي معها ..
حرك شعره بعشوائيه : وانتي كنتي رحتي معها ؟
اخذت شماغه رغم اعتراضه وقالت تغير مجرى الموضوع : اليوم تأخرت .. ماهي عوايدك ..
و تقابلت نظراتهم كأن لم تلتقي من قبل ... تتأمل راجيه ان تهدأ مشاعرها و تتريث قليلاً ..
فضل السكوت على ان يقول ابتعدت من اجلك ...
جاوبها بمراوغه : ما انتبهت للوقت ... و حتى اذا انتبهت ماحسبت ان في ناس بينشغلون فيني .
كان تود ان تصرخ به ... لانك جلمود لاتقرأ ما يفصح به قلبي على سكنات وجهي ...
بلهفه ..اتحرى قدومك .. و ملامه على الغير من اجلك انت .. وفي نهايه كل شيء ..تدعي بما لا طاقه لي به ..
همست بيأس و لوم ..: ليش تحسبني زوجه ماعندها احساس ؟
و تفجرت ماليس له قوه به ... جثم هو و كبريائه و حاجته الدفينه تحت قدميها ..واستعصى عليه الكلام ان يروض ..
وتذلل له المعاني المكبوته ان تباح و تتجرد من حله الجمود ..والعصيان ..
ابتسم ممتلأ بفخر انه يملك مثل هذه .. فريده و نادره ..وان كانت الاولى و الغريبه ...

ما الوم نفسي لو كثر شوقي عليك .....
من عرف طيبه قلبك لابد
(((( يوله عليك ))))

حرك خصلات شعرها القصيره المداعبه لجبهتها وقال بإمتنان : الحمدلله امي راضي عني ..
كمل بمثل الابتسامه الساحره ولما شاف علامات الاستفهام على وجهها : يوم اختارتك لي ...
فتعانقت لغه العيون .. وعم الصمت ليكشف المستور في القلب ... على الاقل بالنسبه لليلى ..
لما لايجيدون إلا الصمت و كلمات الاعين المجهوله ... لما لاتصيغ المفردات التي تودها بسهوله ..
وتنطق مايود قلبها ان تقولها له ..لما تخاف من مواجهه تلك الحقيقه .. و تشق عليها لغه التعبير ..
عينيه تلك التي تسحرني و تشدني الى حياة اخرى ....فـ يارب الكون لي رجاء عندك ... أسالك بأن
" تجعل الحياة فيها دوماً ولا تغيب صاحبها. "..
ابتسمت لدعواها الخارجه من الاعماق و هتف قلبها بها للذي لايخفى عليه شيء..
تأملت تلك التجعيده التي اعتلت جبينه والخصلات التي تناثرت عليها بتمرد... و دغدغه احساس بأن يعلم سبب ابتسامتها !!
تعرف ان المعاناه مازلت في المخاض وان الالم محفور في الذاكره ..وان مامضى محفوظ ولم يغيبه الزمن ..
لكن ماتفعل .. لم تشأ هذا الطريق ان تسلكه لكن لاخيار لها ..
تحركت يدها بإرتعاشه واضحه ..وابعدت خصلاته ... لن تتخطى ماتفعله فهو مايجعلها سعيده فلاتحرم من تلك اللذه
التي تتواصل دوماَ... مررت اصبعها على حاجبه المرسوم بعنايه ربانيه... ابتسمت ..لانبساط عقد جبينه ...
وانبسطت كفها لـ تلامس وجهه .. و تتحسس اشتداد فكه ... فخسرت الرهان ضد نفسها و اعترفت ..
بأن اهميته في حياتها يماثل حياتها كلها .. وانه واقع لابد منه ..
ومازالت عينيه الحاده تخوض توغلاً لها ولنفسه ... يرى نفسه على صفحه عينيها رجل اخر ..
مسلوب القوى والاراده ..محاط بالجاذبيه .. .منهك و على اعتابها يجد راحه يستغربها ..
ظمآآآآن ..وفيها هي لاغير ارتواءه ... يرتجف تحت جلده الصخري .. ويداري حاجاته تحتها ..

انقطعت وتيره فضاءهم الرحب ..على صوت خطوات خديجه القريبه ..
ابتعدوا عن بعض بتوتر.. .. و كل منهما متخبط بذعر في مشاعره ..
تنحنح يطرد غصه قد اوقفت الكلمات ..
قال بصوت يكاد يخرج من اعماقه كالمعتاد : بطلع اخذ دوش .. وانتي جهزي نفسك ..
كاذب .. يريد الفرار من هول مشاعره .. .. قفزت في وجهه كالنار ..
لايجيد التصرف في اشد الحالات لديه استنكاراً..
بهدوء سألته : ليش اجهز نفسي ؟
دخل يده في شعره وعيونه على خديجه تدخل المطبخ : ماتبين تزورين امك ؟
تهللت اساريرها بفرح طفولي .. وقالت : تتكلم جد ..
ابتسم لصورتها المبتهجه وقال : اكيد ... بعد المغرب ان شاء الله بنمشي
ادار ظهره لها وطلع ..
نادته بصوت حاد بعض الشي لما قفزت صورتها في وجهها .. طالعها بإستغراب
فقالت له : ترى فاتن عند اريام في حجرتها...و لفت شفاتها بحركه امتعاض ماغابت عنه ..
ابتسم رغم انزعاجه من سيرتها .. و حاول فهم التكشيره الكبيره التي اعتلت وجهها والارتخاء في ملامحها السعيده ...
وكمل طريقه ..



****************************


جلسوا للعشاء وكل واحد رايح في تفكيره و منحى غريب في حياته ..
سلطان على مفترق طرق للبحث عن الجيد الجديد في نفسه . ..
يرمم ما فتحه الزمن من ثغرات و ثقوب ...
والاخر ... يضع بذره لايعلم ماذا ستنبت ؟
وضع فيها كل الاماني ..لحياة جديده .. و مستقبل يبني فيه الاسس الصالحه ..
غدا ..امر محير و ملفت للانتباه ..صبغه تفاؤل و قبلها إيمان كبير بالذي يعلم خائنه الانفس و ماتخفي الصدور ...
وسيرحب بالقادم بكل قناعه ...

الجده : يمه سلطان .. ليه ما تاكل ؟
مد يده للاكل وقال : شوفيني اكل ..
سعود بضحكه : اعذريه يا يمه... ترا عقله راح مع حبيبه القلب ..
حشر سلطان في لقمته .. وناظر سعود بنقمه ..فضحك سعود عليه بينما جدته سمت عليه و ناولته الماء
الجده بلوم : الله يهديكم سمو بالله ... وشفيكم مستعجلين ..
ومالت على سلطان وهمست له : من هي حبيبه القلب قولي عنها .. ومن بكره اخطبها لك ؟
ماقدر سعود يتحمل فضحك بصوت عالي وقام من مكانه ... بينما سلطان تنهد بقهر ..وقال : سعود
يمزح ياجدتي ... ماعنده سالفه ..
:لايكون في بالك واحده وماتبي تحكي عنها ..
ابتسم : مافي احد والله .... قلت لك سعود يمزح معي ..
دخل سعود بعدما غسل وقال : إلا ياجدتي ... طفي ناره واخطبي له بنت سالم ..تراها من خيره البنات ..
وضحك ..لما تذكر الموقف وتخيل سلطان مع نجمه ..
سلطان بجديه : سعود الله يخليك عن المزح الثقيل.. الحين تقلب السالفه جد ...ما تعرف جدتي ..
جاته ضربه خفيفه على راسه من جدته .. : اعنبوا ..طالع لابوك ما تسمع كلام احد ... لكن على قوله سعود والله انها خيره
البنات ... لو مايبي هو بنت عمه كان خطبت له ..
تفاجئ سلطان وقال : مين ؟ انت يا سعود بتاخذ ريهام
الجده : ايه .. والنعم فيها بنت محمد ..
سلطان بإبتسامه صادقه : على البركه يابو السوس ... ماتلقى افضل منك والله .
رجعت جدته تحاكيه بود : وانت مو ناوي ؟ خلينا نزوجكم في يوم واحد
ابتسم سعود .. وسلطان حدجه بنظرات معصبه وقام منرفز : ارتحت الحين ..ياله دبر لي حل معها ...
سعود بجديه : يمه ..تراني امزح معه الله يستر على بنت الناس لاتورطينا معها ...
الجده : روح انت وياه ... ماادري وشفيكم ياشباب اليوم .. ما تطيقون سيره الزواج ..
وشفيها نجمه والله انها تسوى كل البنات ..
بسخريه رد عليها : لا واسمها نجمه ... عال العال .. والله هزلت ياسلطان .
ضحك سعود على تعابير سلطان و جدته... وخرج بعدما سحب سلطان معه ..لما تهجمت جدتهم عليهم
وبدت في موشح الشباب و الزواج ...


************************



عندما تقدم السعاده لشخص ما .. وانت تدرك ماسوف يصنعها به .. تشعر بأنك تحلق في سماء صافيه
خاليه من الكدر والغموم السوداء و اوشحه الظلام ... وانك ناصع كسحابه بيضاء ...
بدت كفراشه في يوم ربيعي زاهي ... ادرك ان الخطوه التي اتبعها كانت هي الافضل منذ زواجه ..
وان رؤيتها بتلك الاريحيه جعلته قنوع بفكرته ومرتاح لها ... لدرجه انه سعيد من اجلها ..
رغم ذلك التخبط الذي لم يدركه ... لكنه رأى في عينيها شيء اسره .. وجعل قلبه يدك بجنون داخله ..
اخذت هدايا لاخوانها ولأمها .. واسعدها انه برفقتها طول الوقت ..
رغم تأنيب الضمير لها .. شكله تعبان و مهدود حيله ..رغم كذا متعاون معها...
ارشدته على بيت امها ... فتحت باب السياره ... ووقفت ..
اخذ الاكياس .. ونادها لما لاحظ عليها انها ماتحركت من مكانها : ليلى ..
اقتربت منه وقالت بخوف : يمكن زوجها موجود... ؟
مطلق بثقه : وان يكن .. انتي جيتي لها .. وعلى العموم مابتطولين ..ساعه بالكثير ونمشي ..
ابتسمت تحت غطاها ومشت قبله ... دقت الباب حتى فتح لها رائد ..
فتحت غطوتها وهي تدخل معه وقالت : رائد ..حبيبي ..
حضنته بحب : روح حبيبي وقول لماما ليلى عند الباب ..
بسرعه ركض لداخل ... ناظرت مطلق اللي كان مشغول بشماغه .. و كمان هو باين عليه التوتر
بيلتقي بحماته .. لاول مره .. ومسكت يده بحنان .. اوصلت اليه احساس بالتوتر .. فشد على يدها مطمئناً ..
ماهي الا دقائق حتى طلت ..ام ليلى الغير مصدقه ..وقالت بترحيب كبير : ياهلا ويامرحبا ..
احتضنت ليلى بحب شديد لايخفى على مطلق ... بعدما سألت عن حالها و دمعت عيونها بسرور
شدت غطاء شعرها وقالت بخجل : يا هلا ياولدي ..
لم تخفى عليه ذلك الجمال الذي سرى في عروق ليلاه ... فتلك هي لكن السنون قد مضت بقسوه على
عظام وجنتها وبؤس حالها الواضح للعيان .. وعيناها الذابله ..و كأن خريف عمرها دائم ..
اقترب مطلق و قبل رأسها بإحترام وقال برزانته المعهود : هلا فيك ... اخبارك يا ام سعود .. واسمحي لي
اناديك بأم سعود ؟
ابتهجت وقالت : مسموح ياولدي .. .. حياكم ادخلوا ليش واقفين ..و ازدانت ابتسامتها وهي تحتضن ابنتها .
رفع يده ممانع وقال : اسمحي لي .. عندي مشوار اقضيه و ارجع اخذ ليلى ... توصين شيء ...
: الله يهديك ياولدي ..ريح شوي .. خذ قهوتك ليش مستعجل ؟
: تسلمين يالغاليه ... اخليكم على راحتكم .. بغيب ساعه و ارجع ان شاء الله .
ضاعت ليلى المبتسمه من الاعماق بينهم ..عرفت ان مطلق يبغى يتركهم لحالهم .. ولايثقل على احد
مادام مافي رجال في البيت ...
تدخلت ليلى : خلاص يمه ..عنده شغله بيسويها ويرجع ..ان شاء مره ثانيه ..
طلع رائد وغلا .. وتخبوا خلف امهم .. ابتسمت ليلى ومدت يدها لهم .. جلست لمستواهم ..
رائد وهو يدفع غلا قدامه : ليلى .. هذي غلا ..
سلمت عليها بحراره و ضمتها لها .. تحت انظار مطلق المبتسم لكل تحركاتها ...
نزل مطلق لمستواهم ومد يده وقال : مين الشاطر اللي يجي يسلم علي قبل .؟
تقدم رائد بكل جرأه وقال بتلعثم : انا ردال البيت .. سعود قال لي ..
ابتسم مطلق وشد على يده الصغيره وقال : والنعم فيك .. والحلوه الصغيره مين ؟
رائد : مو حلوه هذي غلا اختي ..
ضحكوا كلهم ...ووقف مطلق واستأذن ...
ام سعود : على راحتك ياولدي ..
اخذت العيال ودخلت البيت ... بقيت ليلى ومطلق ..لحالهم ..
: مجرد ماادق عليك ..تخرجين ؟
هزت رأسها بإيجاب ..كان ودها تقوله .. شكرا من الاعماق وتصرحها افعالها ..
ماقدرت غير تحمل له في قلبها عمق الاحساس....
كانت تريده ان يفهمها بنظره واحده ... ان يجس النبض ولو من بعيد ..
هسمت له.: شكرا
.. سمعها بوضوح لكنه تجاهلها ...لانها تبني مالايريده في حياتهم ...
بجديه : اقفلي الباب .. واذا جاء زوجها دقي علي ..
ليلى : ان شاء الله .. انتبه لنفسك .
تأملها لفتره وحثته خلايا عقله ان عجل بتلك الدقائق ..
فليس المكان و الزمان المناسب للتعبير او حتى للتفكير ..
خرج بسرعه بعدما قفل الباب خلفه ...
وهي دخلت بتلك الرحابه الواسعه التي رسمت داخلها ...
احتضنت امها بشوق ... وحب كبير .. متأمله في القادم ..



***********************


اخذ له كم لفه في شوارع الرياض .. وقف في كوفي المعتاد يجلس فيه مع ناصر ..
اتصل على ناصر .. ..
: سلام ..
: هلا وعليك السلام ... وينك اليوم ؟
: ويني يعني يافي البيت او الشغل ..انت اللي وينك ؟ رحت لك اليوم الدوام ..قالوا ماداومت ؟
ضحك ناصر وقال : والله كنت البارحه اتابع فيلم سندريللا و راحت علي نومه ..
مطلق بشك : سندريللا ؟!!
ناصر :ايه سندريللا ...وشفيها ؟
مطلق :مافيها شيء .. الا انت وين تقدر تجي الكوفي ؟
ناصر : ليه وشفيك ...ماتروح الكوفي الا فيك شيء ؟
مطلق بنفاذ صبر : مافي شيء .. تجي ولا لا ؟
: خلاص .. اعوذ بالله مسافه الطريق وجاي
قفل منه ... و ماهي الا ربع ساعه و ناصر على الكرسي قدامه
مطلق بإستغراب : بسم الله .. من وين جيت انت ؟
ناصر بضحكه : من بطن امي .. من وين يعني ..ساعه كلمتني كنت قريب منك؟
تنهد مطلق وشرب الكوفي و مااعار انتباه لناصر ..
ناصر : يعني داق علي .. و تنافخ باقي .. وفي الاخير سافهني .. يااخي من الذوق اطلب لي شي على الاقل ..
مطلق : معك لسان .. اطلب ولا اقعد .
ناصر : لا لا لا ..فيك شيء ..قول ياحبيب وقلب ناصر ..
: يا شينها من لسانك
ضحك ناصر وقال : الله يرحم ... قبل ماكنت تقول شيء.. والحين ما تطيقها مني ... لا خلاص المدام نستك اسمك ..
ناظره مطلق بنرفزه ومال على الطاوله وقال بتهديد : ماتعرف تحط لسانك في فمك و تسكت .. تراني تعبان و مهدود حيلي ..
ناصر بتفهم بعدما مسح ابتسامته : طيب .. ابشر ..لكن سؤال واحد ؟ شكلك مهموم و ضايق الصدر .. وبصراحه من يوم تزوجت
ماشفتك مبسوط ؟ طيب جاوبني .. اذا ماتبيها اتركها ؟ اذا مااسعدتك خليها ؟ يااخي اللي خلقها خلق غيرها ..
زفر نفس طويل وقال بهدوء مخيف : واللي خلقني .. ياناصر ..مااتركها لو اخر نفس فيني ..
ورفع نظراته لناصر و بدت الكلمات فيض من الغضب و العصيان .. حدتها اشد من السكين ..
طاعنه في صميم الشك و معلنه اليقين ...
ابتسم ناصر .. ابتسامه اعجاب وتقدير ... على الرغم انه نقيضه .. يعلم ان هناك مايخفيه ولا يبوح به ..
رجل لا يستسلم ابدا .. ولو اهلكته الخسائر و اتعبته الظنون واصبحت جنون ...
ناصر بهدوء : كان الله في عونك ... رغم اني مااعرف ايش مشكلتك ؟ لكن واضح انكم في ازمه ؟
ابتسم مطلق يخفف حده التوتر التي سادت في الاجواء : اكيد ازمه الاقتصاد العالميه ...
ضحك ناصر ..وقال : يا رجال هونها تهون ...
كمل ناصر بإبتسامه كبيره : الا ماقلت لك اني نويت اتزوج ؟
مطلق ...اتسعت ابتسامته وقال : على البركه ان شاء الله .. كيف فكرت رغم انن مستبعد الفكره من اساس ؟
ناصر بحزن :الوحده يا مطلق ..
تفهم مطلق حزن صاحبه و تأمل كوبه بفراغ ... صعب ان الواحد يعيش في وحده مع نفسه .. طول حياته ..
وكمل بضحكه خارج من قوقعه حزنه كالمعتاد : وسندريللا
تأفف مطلق وقال : انا نفسي اعرف .. وشفيك على سندريللا هذي ..بتحكي حكايتها انت ؟
غمز له ناصر و قال : كل شيء في وقته حلو .



*****************************


اتعرف ما الحزن الكبير الذي نخفيه بملامح جامده و تخبرنا عقولنا انه لاشيء او حتى لا يعني لك
عندما ترى دمعه ألم و تقاسيم تعاسه و زهد مشاعر و انتقاص حياة ..و لا تفعل شيء حيال ذلك
بل لا تستطيع حتى المحاولة .



رثاء جسد متهالك و ضياع أرواح طائره في عالم موحد بألوان رماديه ..
لا تشاؤم في هذا فهي حقيقه لا تنسى او تبهت ملامحها ..
حقيقه ان تنظر إلى وجه الامان و تخاف منه ..و تدعي بأنك لا تخاف و انت ترتعد في نهايه الامر
حقيقه ان تصارع الحياة من أجل ان تنير هويتك في عالم خفي لا يعترف بمصطلحات وهميه صنعها هو ..
مالك أو عليك لا يتوجب قوله ..
يغمرك الصمت في حاله عدم تصديق .. ألمتها الحقيقه التي اعلنتها والدتها بكل عذاب ..
مر شريط حياتها ... امام عينيها هي امها وابيها و اخيها ... وحياتها التي حلمت ان تعيشها ..
الحب والانانيه ..لايجتمعان ..
الحب و الخيانه .. لا تلتقيان
الحب و التضحيه ..لم يتعارفان في حياة والدتها .. على الاقل ليس منها .. و عندما عرفت معناها
كانت هي الضحيه نتاج اعمالها .. وكانت هي واخيها الاضحيه التي قدمت من اجل نذور فاسده عديمه الفائده ..
الاسى والقسوه لاتنشىء الصحيح النادر ... و ما يولد فاسدا يموت كذلك ..
لم تلم والدتها .. الحب اعمى كما يقال ..
نشأت تحت كنف اخ عاجز .. تصب فيه الحب والحنان وهي في امس الحاجه اليها ..
غارقه في الحرمان .. ولاتعرف لغه للامان ..
وعندما .. وجدته ...تمسكت به بأسنانها ويديها.. وخانت نفسها التقيه .. و انهارت القيم ..
بكت معها ...حتى انهار جسر تواصلها مع ذلك الصبر ..
بكت .. كيف باعت كل شيء .. بإحساس ..كان بإمكانها ان نعيش فيه جميعاً..
لم يكن حب ذاك الذي اوصد ابواب الحياه في وجه الجميع ..
لكن في النهايه ... عذرتها ..ماضيها لم يكن ليرحمها لولا لم تجد مثل والدها ..يحبها ويرعاها ..
ويهبها قلبه الكبير ... وان اخطئ في حق والديه ..
و من حق جديها ان يصدوا عنها ... دعت من قلبها ان يهب الجميع رحمه لانفسهم وغفران لذنوبهم
و يجمع بين عائلتها في خير دائما ..
اتصلت على مطلق ... و طول طريقها الصمت والحزن والخيبه كان عنوانها...
علمت ان البحث عن الماضي والنبش فيه ..ليس من مصلحتها ... مجرد تفكيرها بهذه الطريقه
جعل قلبها يحمل الكثير من الامتنان والعرفان لجديها ..لإخفائهم مثل هذا الامر عنها ..
رمت بنظره مستفهمه لمطلق وارتاعت ان تكون مثل والدتها .. .. لا فالامر يختلف هو لايحبني
هو لايريدني .. لكن انتي ؟ ااحببته حقا ام هو مجرد مشاعر مراهقه.. اتفكيرك فيه شغل شاغل فقط
اشوقك له مجرد ملهاه ...
اتكذبين على نفسك ؟ عندما يخفق قلبك حتى التوقف عندما ترينه ماذا يعني ؟
عندما تنظرين الى الفراغ و تتخيلينه ماذا يعني ؟
عندما تهتفين بإسمه لنفسك ؟ بماذا يفسر
عندما ..تبتسمين لمجرد انه ابتسم ولو كانت ليست لك ؟ ماذا يعني ؟
هل كل شيء عادي ...
هزت راسها ... وقالت بصوت مسموع : لا لا ..
انتبه مطلق لها .. : ليلى ..
طالعته وعيونها مليانه دموع لكن حمدت ربها انه مايشوفها : خير
سألها : وشفيك ..تعبانه ؟
: لا مافيني شيء ..
الم يلحظ عليها ..تلك الغمامه التي اخفت ابتسامتها المشرقه ...
متوتره و متعجله وكأنها لاتطيق ان تخرج من ذلك البيت الخرب ...
تبدو غريبه .. وليست على حالها ...
وقف السياره وخرجوا ...كانت تمشي بتمهل خلفه .. وبدون ماتحس خبطت في شيء قدامها ..
فارتدت للخلف ..مسكها من كتوفها وقال : لا ..انتي مو طبيعيه وشفيك ؟
تملصت من يديه بسرعه و قالت : تعبانه ..راسي مصدع .
تركته بسرعه تخفي دموعها .. وصعدت جناحها ... رمت بعباتها .. ودخلت الحمام ...
و بكت ..بكت كل شيء مضى ... بكت امها وبكت ابوها ... وبكت حالها ..
بكت ..حتى حست انها بالفعل مصدعه ...
غسلت وجهها ..اكثر من مره و طلعت .. شافته واقف قدامها ... ارخت نظراتها .. و مشت ناحيه خزانتها
تدور على شيء وهمي ..
سألها : ليلى ... بتقولين وشفيك .. كل هذا البكا علشان صداع ..؟
ليلى ببرود : ايه صداع ..
انقفل الباب فجأه وقابلت وجهه الغاضب : طالعيني وانا اكلمك ..
رفعت نظراتها وقالت برجاء : اسفه يامطلق ...لكن بالفعل انا مصدعه ..
زفر بقله حيله و خرج ... اخذت لها بيجاما ليموني قطعتين .. بنطلون و بلوزه بدون اكمام
دخلت فراشها .. لكن ماجاها نوم ... كل كلمات امها تمر قدامها ..وتسمعها بإذنيها
نحيبها و دموعها .. وشقهاتها المعذبه ..
غطت راسها بالمخده ... وقامت بإنزعاج .. مسكت جوالها .. الساعه 12 وماراح يجيها نوم
خرجت ..يبدو ان مطلق من تعبه اليوم ...نام ... يعني ما اقدر افتح التلفزيون ..
كان باب حجرته مفتوح ... وهو نايم على الكنبه ...بدون لحاف واضح من شكله تعبان ..و بدون مايقفل الستائر
والانوار الجايه من الخارج مزعجه ...دخلت بهدوء وقفلت الستائر .. و قربت باللحاف منه ..
تأملته على ضوء الابجوره جنبه شكله مسالم في نومه .. .. كانت بتخرج بمثل الهدوء .. لكن يده كانت اسرع منها
سحبها ناحيته ... قالت بذعر : مطلق هذي انا ليلى ..
رمش بعيونه واعتدل في جلسته وقال : ليلى .. ويش جابك هنا .؟ تحتاجين شيء ؟ ..كم الساعه الحين ؟
ليلى بخجل : مافي شيء يامطلق ... لاحظت انك ماقفلت النور ,... دخلت علشان اقفله ؟ نام لسى بدري ..
مسح وجهه وقال وهو يطالعها : وانتي كيف صداعك ؟
: لا ..الحمدلله خف .. اخذت بندول ..نام والله ماعندي سالفه .. اسفه ازعجتك ..
وقفت بعجله ... لكن فجأت استدارت لها وقالت : مطلق ..بسألك سؤال ؟
تيقظ مطلق لها وقال بتجاوب : اسألي ..
تشاغلت بأظافرها : ممكن السؤال ماهو وقته لكن لو عرفت ان في شخص قريب منك سبب في هدم حياتك ؟ بتسامحه
مسك يدها وجلسها غصب وقال بتفهم : على حسب .. اذا كان يقصد او لا ..
هتفت : اكيد مايقصد انه يخرب حياته ..وحياه اللي يحبهم
ابتسم وقال : اذا ..العفو عند المقدره ...
تجهمت تعابيرها .. وقالت بحزن : ليش نعتقد ان في الماضي شيء يسر ... المفروض الماضي يبقى ماضي ... وما ندور فيه
يعني يموت مع الاموات ... و يدفن معهم تحت التراب ..
تفاجئ من كلامها .. لمس يدها البارده .. و قبض عليه براحته : ويش في خاطرك ويحزنك يا بنت احمد ؟
شهقت و و تعالت انفاسها و انهمر دمعها ..وقالت بصوت باكي : احمد .. هو اللي يحزني يا مطلق ...
رفعت عيونها الباكيه وكملت :
ابوي .. اشتقت له ... فقدته يامطلق... اليوم حسيت بفقده ... حسيت ان النار في قلبي وكأنهم يقولون ابوك للتو مات ..
راعته دموعها فاقترب منها يحاول يواسيها .. ضمها لصدره وهي تشهق بالبكاء ..
ارتجف جسدها من هول احساسها فزاد من ضمها وقال بصوت عميق هادئ : ترحمي عليه ... وادعي له ..
تعلقت فيه وقالت بانهيار : لا تتركني يامطلق ..
مسح على راسها بلطف.. وقبل جبينها بحنان : وعد مني مااترك ابد ....
و كررها على اسماعها اكثر من مره ... يوعد نفسه هو قبل ان يوعدها ...
" وعد مني مااترك ابد " ...
" وعد مني مااترك ابد " ...
" وعد مني مااترك ابد " ...

***************************


تلك المساحه الصغيره لم تعتدها في سريرها المريح ... وتلك القيود تمنعها من الحركه ..
فتحت عيونها ...ليصطدم رمشها بذقنه ... ملاصقه له ..ويديه وقدميه تحيط بها .. لا ليست كذلك بل
مقيدها وكأنها اسيره ...حراره جسده تدفئها .. تحركت لتبحث عن الخلاص .. وكأنها شعر بها و اوثق قيوده حولها..
ابتسمت ..وتذكرت الليله الماضيه والمشاعر العاصفه التي مرت بها ... و الراحه التي وجدتها في احضانه ..
وتساءلت كيف اتسعت لهم ..الكنبه .. رغم صغر حجمها ؟ كانت بتضحك على طريقه نومهم لكنها تماسكت ..
رغم اللوم على نفسها انها ضيقت عليه .. إلا انها في نفس اللحظه حست بالسعاده وكأن الوضع عاجبها ...
تأملت وجهه.... لاقرب التفاصيل دقه .. ذقنه محتاج لحلاقه ... تأملت الشعر النابت و لامسته بنعومه .. ابتسم و كأنه شعر بها
لكنه لم يفعل .. ابتسمت بمتعه وهي ترى تلك الصبغه الطفوليه النادره على ملامح رجل شديد القوى ...
واغلقت عينيها وغاصت في حضنه .. متجاوزه كل الحدود ..مستمتعه بنفس اللحظه .. لا هموم او الالام تتوعدها ...

انزعج من المنبه المتواصل ... امتدت يده اليسرى و قفل الجهاز بعشوائيه .. .. و رجع للنوم يضم ليلاه ..بين يديه
متنعماً بالهدوء والراحه التي سرت بين عروقه .. سحب نفساً عميقاً ..من شذى الورود و ابتسم و كأنه يتخيل نفسه
في حديقه ربيعيه زاهيه.... بدى عقله اكثر نشاطاً .. تذكر الليله الماضيه .. وليلى ... ليلى .... ليلى
فتح عيونه على اتساعه ...ورفع يده اليسرى ...بينما الاخرى تتوسدها براحه... فمها مفتوح بنصف انفراجه .. و انفاسها
تلهب صدره .. .. كانت تضم يديها و كأنها صغيره ... و جسمها مزموم بين قدميه .... قبل رأس انفها وابتسم بشغف ..
وهو على شفير السقوط ..ابتسم على شكله رغم الالم من تصلب عضلاته ... قدر يرفع راسها برفق ..
و ينسل بصعوبه ..مسد ذراعه المتصلبه و حرك نفسه بمرونه .. غطاها باللحاف ..
وخرج ... اخذ له حمام دافئ ينعشه تفكيره و جسمه المتعب ...
تذكر تفاصيل الليله الماضيه .. و انهيارها بين يديه ... كان يأمل انه قدر يحتوي احزانها و يريحها ولو قليل من الهموم
تحت قطرات الماء .. و افكاره تعبث بمشاعره ... كان يشعر بها طيله الليل وان اغفله النوم عن اللحظات التي ضاعت منه..
كانت جزء منه ..ووجدت مكانها الطبيعي في احضانه وبين يديه ... عقد العزم على المتابعه .. و ابتسم لافكاره التي اخذت مسارا
اخر ...


كانت الاجواء في الاسفل هادئه ..تخللتها اصوات الصحون من المطبخ ... وحديث غير متواصل من طرف ام مطلق ..
ابتسمت بشجاعه رغم انها تشعر بالخجل... و مما لا تعلم ..فهي ليست اول مره تنام مع مطلق في نفس المكان ؟
كانت تحاول ان تبدو عاديه .. حتى وهي تغسل اسنانها ..رفعت حاجبها لنفسها تستنكر الاحاسيس التي تنتابها ..
كانت ليله امس مدمره لمشاعرها ..حست بالخجل انها تحط عينها بعينه و ان كان الامر جدا عادي لغيرها ..
لكنها محرجه .. مهما يكن فالامور بينهم لم تأخذ منحى طبيعياً ككل الازواج ..
اول مادخلت ..سلمت عليهم وصبحت على ام مطلق .. و تجاهلت النظر الى ذاك ..رغما عنها ...
بدى وسيما .. في ثوبه الابيض الذي تناقض مع سمرته .. و شماغه الذي جعله ينضح بالرجوله والاتزان ..
فوجهها المصطبغ بالاحمرار قد انبأه بمدى حياءها تلك اللحظه ..
ام مطلق : عسى ماشر يايمه ؟ اليوم شمسك عاليه ؟ لايكون فيك شي ؟
رفعت نظرها لمطلق مباشره الذي ابتسم لنفسه ابتسامه صغيره وهو يقرا الصحيفه
وضاعت في الرد لكنها قدرت تدور لها حجه وقالت: الحمدلله يا خاله مافيني شيء .. لكن البارحه طولت في السهر ..
ام مطلق : براحتك يايمه .. لكن السهر مو زين عليك .. كفايه سمر و اريام ...
صبت لنفسها حليب .. و اكلت بهدوء ...
ناظر ساعته وقام بسرعه ..باس راس والدته و قال بمحبه : انا رايح يمه .. تبين شيء ؟
ام مطلق : الله يوفقك ويرزقك ويسهل عليك يايمه ... ويبعد عنك عيال الحرام ... تسلم راسك يايمه .. مانحتاج شيء
مطلق : الله يخليك يا الغاليه .
ابتسمت ليلى وهي توقف .. وليش وقفت ماتدري ... طالعها وابتسم .. و معه ابتسمت والدته
و بحثت عن شيء وهمي مفقود حولها لتترك المجال لهما ..
ضبط شماغه و ميداليه مفتاحه تتدلي من يده .. : تحتاجين شيء ..؟
هزت راسها بلا .. كان بيقول لها اكثر من توصيه ... لكن خاف لا ليس خوف انما خجل ...
انه يزلزل الصوره الثابته والمعروفه عنه ... سيضحك بينه وبين نفسه انه عرف اخيرا شعور الخجل ..وهو الرجل
الجرئ المتعالي ..لا يشعر الا بمجرد كبرياء ...زائف يناقض دفعات قلبه المتواليه .. وتحريض مشاعره ..
هز راسه بإيجاب وترك المكان .. حست بفضاء شاسع وكأنه كان يشغله ..
جلست مكانها ..لكنها لاحظت جواله على الطاوله ابتسمت وكأنها حازت على جائزه للتو ..
اسرعت خطواتها ... وهي تبتسم و قلبها يدق تدريجيا و كأن اللقاء من بعد فراق دام طويلا ...
لكنها تجمدت مكانها و اختفت الابتسامه لتحل محلها وجوم و صدمه غريبه ... وقلبها عاد ضجرا في دقاته
تستغرب نارا وقودها شخص واحد تمقته بل جزمت انها تمقتها الان حتى النخاع ..
كانت فاتن بلثمتها والتي لا تخفي شيء وعباتها الفراشه المزركشه
و مطلق الذي يدراي نظراته بعيدا عنها وان حاول فلابد ان يستقر عليها ..
قد وقفوا قباله بعض في موقف صريح و مزعج ..

همس الحرف 05-Dec-2018 05:22 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
تجمعت الدماء في وجهها وتقلصت اطرافها .. احساس بفرقعه هائله داخلها ...
كان بودها تخرب عليهم وقفتهم السخيفه لكن اعصابها فاتره لدرجه عدم الانضباط ..
خافت انها تعطيه صوره بأنها مهتمه فيه ...رجعت لجناحها .. قفلت الباب بقسوه تعبر عن مشاعرها المحتده ..
مشت بتوتر .. سمعت صوت المحرك .. تنفست ..اكيد مشى .. انتبهت لجواله في يدها ..
طالعته بقهر ..كان ودها تطلع حرتها في شيء يخصه على الاقل ..قفلته ورمته على السرير بإهمال ..
تأملت شكلها في المرايه ... عرق نابض في جبينها يظهر للعلن ... وعينيها ااكثر عمقاً ...ووضوحا
تأففت بقهر .. وتساءلت فاتن هذي ماتستحي بالفعل .. طيب هي ما عندها اخلاق ..
السيد واقف قبالها وماباقي الا ياخذ صوره لها ... على الاقل يحترم هيبته ..لا مو هيبته الا شيبته
يحسب نفسه ولد عشرين ..
طيب عادي وشفيك زودتيها .. هم اقرباء و اكيد يسلمون على بعض ..
يسلمون على بعض !!! سلامات يا ليلى واللي يسلم يوقفون الوقفه المريبه هذي
اه ياقلبي .. وشفيك اهدأ ..
تنهدت ..بأسى و نيران داخلها متأججه السنتها وجه فاتن الضاحك المستفز ...
فتحت دولابها تدور على شيء ضائع ... او يتهيأ لها انه في شيء ضائع ..
رجعت لها صوره ... فاتن ببهرجتها الدائمه و تغنجها السخيف .. فعضت شفايفها حتى كادت تقطعها من شده الغيظ ..
كل افكارها انحصرت .. .. لكن مااستطاعت تعلن انهزاميتها بسرعه .. او تسمح لاحد انها يسلب منها شيء
في قعر دارها . . .. نزلت فستانها بقهر ورمته بإهمال طرف السرير ولبست بيجاما حريريه .. و اندست في سريرها ..
تحاول انها تنام .. تحركت بإنزعاج واسدلت الستائر المخمليه ...لعل النوم يداعب اجفانها ..
جلست بإنزعاج وشدت شعرها بتوتر .. وسألت نفسها فاتن ويش جابها من الصبح ..
عندها شيء اكيد .. الذيب مايهرول عبث .. حسبي الله فيك يا فاتن ..
قامت بسرعه وفتحت خزانتها اخذت لها بنطلون جينز و بلوزه بنفسجيه ضيقه في رسم غجريه بلون ذهبي ..
ونزلت تحت رغم انها ماتدري كيف تقابل فاتن اذا شافت وجهها ...لكن لابد انها ما تبين انها شافتهم ..
كان صوت ضحك عالي من الصاله .. ميزه ضحكه فاتن الرنانه ... حاولت تكون عاديه فابتسمت بتصنع
كانت اريام وفاتن قاعدين يفطرون مع بعض .. اتكت على الداربزين : صباح الخير
ابتسمت فاتن بدلال و رفرفت بعيونها وقالت بصوت اشبه بالهمس : صباح الخير ... ليلى كنت احسب انك في سابع نومه
مرت من جنبهم وقالت : حساباتك خطأ ... ...
حاولت انها تهاجم في فرائسها قبل ما تدافع ..عضت شفاتها لما لاحظت ابتسامه فاتن ..
اريام : ليلى ..فتون عازمتنا عندهم الليله .. ويش رايك تمشين معنا ؟
ليلى بإقتضاب : والمناسبه ؟
فاتن بدلع : بدون مناسبه... جمعه بنات ..
طنشت كلامها ودخلت المطبخ ..شربت ماء بارد تطفي النار الحاميه ..
ولما خرجت .. ماكان موجود الا فاتن ... : ها ياليلى شو رايك ..؟
ليلى بدون اهتمام : رغم اني مااحب اختلط بناس مااعرفهم الا اني بشوف مطلق .
ضحكت فاتن وقالت بغنج مستفز : مطلق مابيقولك لا وانا متأكده ..
بلعت ريقها بصعوبه وقالت : ماشاء الله متأكده..
رفعت يدها بإدعاء وقالت : انا اعرف مطلق .. يعني بحكم اننا اقارب وكمان....
اشتدت اطرفها قسوه ...ارخت نفسها على الجدار خلفها وقالت بصوت جاهدت انه يكون طبيعي .
: وكمان واثقه .....؟؟؟
طالعتها فاتن بتحدي هالمره وبصراحه : لاتنسين اننا كنا بحكم المخطوبين ... اظنك تعرفين ؟
تفرستها ليلى بقهر كان ودها تصفعها لكنها سألتها : مااعرف ابدا .. لكن بما انكم كنتم مخطوبين ليش ماتزوجتم
ليش غير مطلق رايه في اخر لحظه ... لازم كان عنده اسباب ..
انزعجت فاتن من نبره ليلى المتهكمه لكنها ردت عليها : النصيب
ضحكت ليلى وقالت : ماكنت اظن ان النصيب من ضمن قاموسك ..
فمشت متجاهله نظراتها المخترقه .. : لا انا مؤمنه بالنصيب ..مثلما باعدك عن سلطان و تزوج واحده غيرك ..
ليلى بإستفهام وذهول : سلطان تزوج ..

نزلت اريام في نفس اللحظه و انتبهت للمعركه الصامته بين الثنتين ..
فاتن بهدوء مريب : اكيد قالوا لك انه خطب بنت خاله ريهام .. ماقالت لك اريام ..
ناظرت اريام بدهشه و طلعت الدرج بدون كلمه ... ماكان في بالها سلطان او زواجه اصلا مصيره متزوج
ليش بيموت شهيد قصه حب ماكتب لها البدايه علشان تنتهي ...
لكن المسأله تخص سعود المقدم على خطبه ريهام ... الحين كل الامور تنصب لمصلحه ريهام وسعود بيدخل بالعرض
حست بالراحه والالم في نفس اللحظه ... يعني ان اخوها كل عزمه في الزواج بيتحطم ..واكيد بيؤثر على نفسيته
لانه هو اللي اختارها بمحض ارادته ...
تجهمت في وجه افكارها .. الحين فاتن ايش دراها بسلطان انه خطبني .. اكيد اريام قالت لها بما انها صاحبه
ريهام المقربه ... تنهدت وكأنها في مأزق لازم تخرج منه بأسرع وقت .. احساس انهال على اعصابها وكأنها
رجعت لنقطه الصفر .. ذكرى اليوم نفسه الذي زارتها فيه ريهام وابلغتها بأنها تحب سلطان ..
صحيح طالت المده و لكنها نالت مرادها ..
جلست على سريرها بتعب ... حاسه بنفسها ضعيفه ومرهقه من التفكير و الاكثر عناء هي فاتن
تقول كانوا مخطوبين .. ؟ ليش عندها امل ترجع له .. يحبون بعض لدرجه انهم ما يهتمون لاحد
طيب ليش كل هالعذاب ...؟
ماحست بدموعها .. ومسحه الالم على وجهها .. لكن انحصر تفكيرها للحظه برغبه منها ..
وسبب لحل مشاكلها ..الاهم هو سعود ... لازم احذره لكن كيف .. .؟


**************************


جلست اريام وقالت بعصبيه : فاتن .. المفروض ماقلتي لها ..
فاتن بإبتسامتها الصفراء : وليش ؟ اجلا ام عاجلا بتعرف
اريام : صحيح تدري لكن مو منك على الاقل وريهام حتى الحين ما اعطت الضوء الاخضر
و ثانيا ..تعالي انتي جيتك بدري مو لله ..اكيد في راسك شيء
ضحكت : يعني بتحرمون علي اني ازور بيت خالتي و السبب ست الحسن والدلال ..
اريام ببرود : لا ابدا ..بيت خالتك مفتوح .. ابتسمت وكملت : بيني وبينك يا فاتن .. تعتقدين هالوقت مناسب
للزياره .. و تفجرين فيه قنابلك ..
فاتن : اذا كان هذا رأيك انتي حرة ...ما يهمني احد ..
اريام بنظره تحذيريه : فاتن .. انا حذرتك من قبل وانا ارجع واحذرك و لايهمني احد .. حياة مطلق الخاصه مالك
دخل فيها ...
استندت فاتن ورفعت كأس العصير وابتسمت بمكر : طلع لك صوت يااريام .. غريبه كنتي من قبل ماتحبين ليلى
ويش اللي تغير عليك ..
اريام : كل اللي يهمني هو مطلق ... وما راح اسمح لاحد انه يخرب حياته ..
فاتن : وانتي ويش دراك انه سعيد في حياته ...
تنهدت وكملت بجديه : بالله عليك ..طالعي وجهه تشوفين زوج سعيد .. والا شوفي كل وقته برا و في شغله
لو فرحان بنسبه واحد بالميه كان بين عليه ..
اريام بتفهم : مايهمني ... مادام هو ماتكلم ولا اعترض .. و تعالي انتي من وكلك الملاك الحارس له بتراعينه وتهتمين
في سعادته ..
فاتن بعصبيه : احبه .. احبه واظل احبه لين اموت... وطبعا تهمني سعادته .
ضحكت اريام : وتبيني اصدقك يا حلوة .. تهمك سعادته مره واحده ... اسمحي لي يافاتن من خلال معرفتي العميقه
فيك .. اقول انك ما تحبين الا نفسك ..
قامت و لوحت لها بيدها مودعه و قالت بدون التفاته وهي تطلع الدرج ..: بنام يافاتن .. تراني مواصله ..موعدنا
في الليل ..باي ياحلوه .
قامت فاتن بإنفعال .. رغم معرفتها بأريام لكن ماتوقعت بتفضحها بالطريقه هذي .. خرجت بعدما قفلت الباب بقوة
خلفها .. رغم ان خطتها فشلت مع مطلق .. اصلا هو اعطاها فرصه ... لكن على الاقل حققت شيء مع ليلى
الخبر هذا بينفجر في وجهها بدون موعد ... ابتسمت و كأنها رمت بحجر في مياه راكده ..


************************


للمره الثانيه .. يدق على البيت و ترد عليه خديجه ..
دق على جوال ليلى .. لكن ما ترد ..
غريبه ماله ساعه ..من طلعته من البيت ..يعني لحقت تنام ..
خديجه تقول انها مصدعه ..
كان بيطمن عليها من بعد انهيارها البارحه ..
تنهد .. و ركز في الارواق على مكتبته ..
و ابتعد عن التفكير بأموره الخاصه وهو غارق في عمله حتى اذنيه ..
رمى قلمه وزفر بقوه ... و تحدى افكاره
رجع دق على البيت ..و ترد عليه خديجه ..
بدون مقدمات : قولي للمدام تكلمني ضروري ..
خديجه بتردد : مستر..لكن ..
مطلق بعصبيه : بسرعه .. انا انتظر ..
غابت لدقايق .. و رجعت تقول وهي تلهث : ... مدام ليلى تقول تعبان ..
قفل الخط بسرعه .. ووقف بسرعه ناحيه مكانه المفضل ..
وبخ نفسه على هدير مشاعره ...
اخطأ في تفسير ما رأه في عينيها ..
..لكن لماذا انت منفعل ؟ و حانق عليها ؟
الا تعذرها لاسبابها ؟ ماذا تريد حقا منها ؟
تنهد بتعب .. على عكس ماكان يشعر .. فرؤيه فاتن كانت بمثل الازعاج بحد ذاته ..
استغرب حضورها المبكر ... ومشيتها المتمهله ..عرفها من الوهله الاولى ..
وكيف لا ؟ وهي التي تثير اشمئزازه على جنس بأكمله ..
بالكاد رفعت اللثمه اعلى انفها وقالت بدلعها المعتاد : صباح الخير ..مطلق
رمقها بنظره محذره من الاقتراب فرد بإقتضاب : البنات ..بالداخل ..
تمايلت في وقفتها وقالت بعتاب : افا يا ولد الخاله .. لها الدرجه ماتطيق حتى ترد علي ..
عدل شماغه و اعطاها ظهره وقال : عسى ماشر يافاتن ..اهلك فيهم شيء
تململت في وقفتها وقالت : لا مافينا الا العافيه ..
دخل السياره وحركها .. وقال بصوت متذمر عالي : الحمدلله ..

سمع طرق على الباب ... وبدون إلتفاته منه رد : ادخل ياطلال ..
دخل ..وقال بإبتسامه : ينفع ناصر ..
إلتفت مطلق واشار بيده وهو يرجع لكرسيه : هلا ناصر ... حياك .
صافحه بقوه وقال : دقيت على جوالك ..لقيته مغلق .. قلت لازم ازورك .
ابتسم مطلق : نسيته في البيت .. .. إلا قول انت ماعندك دوام ..؟ كل يوم والثاني راز وجهك عندي ..
ناصر بضحكه : ماعليه بمشيها لك .. الا عن دوامي .ماخذ اجازه ... بالله كيف واحد يدور على عروسه
وهو مشغول طول الوقت ..
طالعه مطلق بغرابه وقال : ليه وانت مضيعها في صحراء ..
ناصر : لا .. سكت للحظه تفكير وبعدها قال بحماس : مطلق .. انت تعرف قصه سندريلا ..
مطلق : اهااا ... اكيد من القصص المصوره من بنات اختي ... وابتسم
كمل : شفت كيف الامير كان ضايع ومايعرف عن سندريللا شيء .. لكن استدل عنها عن طريق ....
انتظر لحظه علشان مطلق يكمل عنه ..فهز رأسه بيأس وقال : الحذاء
استرخى مطلق مكانه ويده على ذقنه ..يطالع صاحبه بعمق فسأل بهدوء : ناصر .. انا اللي اعرفه ومتأكد منه
إن الامراض النفسيه ما تنتقل بالعدوى ...
ناصر : مطلق .. عن المسخره .. انا اتكلم جد .. انا مااعرف العروس لكن اعرف انها مقاس الحذاء اللي تلبسها
رقمه 37
ضحك مطلق بإنفعال ولاول مره يخرج من رزانته .. ومال على المكتب والابتسامه مرسومه على شفاته
وقال : ناصر .. انت تتكلم من عقلك ... اختفت الابتسامه لما شاف الاصرار على وجهه
وبهدوء : ناصر ..
رد ناصر عليه : انا اتكلم من اعماق عقلي ...
: حذاء يا ناصر ..حذاء .. الناس يستدلون عن طريق عنوان .. لقب .. اسم .. رقم لكن اما حذاء فهذي ما تتصدق ..
وقف ناصر وقال بإهتمام : ادري السالفه غير معقوله ..
مطلق : قول مستحيل ..
تنهد ناصر وكمل : لو حصرت المنطقه اللي كانت فيها و كمان لاتنسى المقاس ..
مطلق : طيب .. خليني اخذك على قد تفكيرك ... انت تقول المنطقه .. كيف يعني ؟ بتتحط اعلان في الجريده
بالخط العريض " البحث عن سندريللا سعوديه الجنسيه .. مقاس حذاءها 37 . "
ناصر : لا.. المكان هو بيتك ...
طالعه مطلق بغضب وانتظر تعقيب ناصر لكنه رد : ناصر .. تراني اعطيتك وجه ..
وتعال قولي قبل كل شيء انت من وين اخذت مقاس الحذاء و كيف عرفت البنت من الاساس ..
ابتسم ناصر بتوتر وقال : لايروح تفكيرك بعيد ..
مطلق : وليش ؟ ...
ناصر ببعض الخوف : مطلق لاتزعل مني .. لكني اصطدمت في البنت في حديقتكم .. ..
والله ثم والله ماصار شيء بيننا غير هالموقف ..
مطلق : واخذت عقلك من اول نظره ..
تنهد ناصر وجلس بإسترخاء : انا اكلفك بالمهمه ..
مطلق بإبتسامه : لا ..ارجوك ... ايش الشرف هذا يعني انا صرت الخادم الخاص بالامير ...
ناصر : مطلق .. هذا بالنسبه لي حلم .. المهم انك تعرف من كان موجود ساعتها ...
مطلق بتفهم ..دار حول المكتب وجلس مقابله وقال : ياخوي .. لا تطير بأفكارك بعيد.. وفكر بعقلانيه ..
تخيل لو انها مثلا مرتبطه ... فكر من جديد وتمهل انت ماتعرف عنها الا مقاس فقط .. يعني لو الجميع
الموجود كان لابس نفس المقاس .. كيف بتلقاها ؟
اخذ نفس طويل وتنهد بيأس : شكلي تأثرت بقصه سندريللا .. .
ضحك وكمل : . السموحه يامطلق .. اخطأت في حقك وحق اهل بيتك
وقف و تحرك بتوتر وقال : انا استأذن .. بقطع اجازتي .. اكيد في مرضى يحتاجوني ..
وخرج بسرعه ... دون اي كلمه
مسح جبينه و عقله يرجع خطوات ناصر الواسعه .. وهمس لنفسه .. سندريللا .. ابتسم بحزن على حاله ناصر
وكمان على حالته .. يدورون في متاهه يعرفون طريقه الخروج لكن يرفضون الخلاص بمحض ارادتهم .


**************************



رغم استلقائها طوال فتره الصبح وانها ماعرفت طعم النوم ولاالراحه ..بسبب ضجه الافكار داخل عقلها الصغير ..
الصوره الثابته لفاتن و مطلق .. تزعج اعصابها .. وكأن شيء ساخن يكوي قلبها و يلهب انفاسها ..
تجاهلت اتصال مطلق ..رغم كل محاولاتها في كبح غضبها الا انها ماقدرت .. كيف تنسى وكلمات فاتن ترن في راسها
تقول انها كانت خطيبته و تستفزني في سلطان ؟
توضت وصلت الظهر و رجعت لسريرها وكأنها تطبق المقوله اذا كثرت همومك نام ... ليست لديها اي رغبه
في المواجهه حاليا على الاقل حتى تجيد التصرف في القادم ...
لكن قلبها ينبض بقسوه .. و وخز مؤلم يزعج عيناها .. تريد البكاء بسبب او بدونه ..
دفنت رأسها في المخده ... واشجهت بالبكاء ... ليش كل هذا ؟ سألت نفسها وجاوبت بصوت عالي
احبه .. والله احبه .. ضربت بقبضتها المخده وتداعت لديها الحواجز كلها في الاعتراف على الاقل لنفسها
هذا هو جرحها ..قلبها الذي هوى لقاع الحب .. قد سكرت بمشاعر الهوى حتى ثملت و لم تعر لعقلها اي اهميه ..
وليتها فعلت .. ؟ فـ فاتن قد رشت الملح على الجراح .. و سببت لها الاذى ..
دخلت سمر دون استئذان ..وقالت بإندفاع : ليلى ... ويش رايك نطلب غدا من برا ؟
مسحت دموعها بسرعه .. و قالت بصوت ناعس : ابغى انام ياسمر ..
سمر بشك: ليلى .. غريبه ماهي عادتك.. . لايكون تعبانه
ليلى : مافيني شي.. لو سمحت ياسمر اطلعي واتركيني .
سمر بهدوء : على راحتك .. وخرجت بهدوء ..
قامت ليلى منزعجه و دخلت الحمام تغسل وجهها... تأملت وجهها في المراه
عيونها حمراء ومنتفخه ... وباين عليها الضيق ..
نشفت وجهها .. و طلعت ..وبدون انتباه منها اصطدمت في اللي قدامها ..
اهتزت مكانها ... فحست نفسها في احضان دافئه ...عرفت قسوتها المنحوته ..فيما سبق كانت
ستدفئها بل هي الان استحالت قطعه من الثلج ..
شالت نفسها بصعوبه .. لكن يديه تحيط بكتوفها ..
خرج صوته بعمق : عسى ماشر .. سمر تقول انك تعبانه ؟
تنحنحت ليخرج صوتها طبيعي : مافيني شيء..
رفع رأسها فأرتعشت اطرافها لحده نظراته المتفحصه : شكلك يوحي بأنه في شيء ... ؟ حتى اتصالي مارديت عليه
وجوالك مغلق ؟ ممكن اعرف الاسباب ..
انسلت من بين يديه و تشاغلت بشعرها .. حاولت تخفي الارتعاشه في صوتها : مافي اسباب ..
تأملها بدقه .. رمى بشماغه .. على طرف السرير وقال بهدوء مبطن بغضب لايريد ان يظهره
: مااظن اعتكافك في غرفتك و عدم الرد على اتصالاتي .. كذا بدون سبب .
اخذت نفس طويل وردت : مافيني شيء.. كم مره تبيني اقولها لك علشان تفهمها ..
اهتزت اطرافها ... فضمت نفسها بطريقه دفاعيه ..نظرته الغاضبه اتحدت مع حاجبيه المتقوسين
اتخذ نفس وضعيتها محاولا ان يظهر قدرته على الاحتمال ..: لا واضح .. ..في الصبح ماكان فيك اي شي
والحين تبكين .. بتقولي مافيك شيء..
سرحت شعرها بعصبيه .. متجاهله الغضب داخلها.. فسحب يدها بغلظه .. مع بعض خصلات شعرها
تألمت منه لكن نسيت الالم كله ..بنظره من عيونه ..
: اكره اي شخص يتجاهلني ... تراني زهقت من مزاجيتك ..تعبانه مصدعه مافيك شي ..تبكين ..تخفين عني
اسرارك ..إلا انك تتجاهليني ..قوليها بالصريح .. ماابغاك .
شدت على فكها .. و ماقدرت تتكلم او تنطق ... حاسه بنفسها محشوره في زاويه .. ضاعت في كلامه
ونظره عيونه المرهقه .. ترك يدها بإستحقار واضح .. قدرت تشوفه بدقه ..فتهشم قلبها بنظرته القاسيه
ادار ظهره لها وكأنه تجرع المراره و قرأ ردها في تعابير وجهها ..
جفل لما سمع صوتها ..
: اكيد بتكون زهقت مني .. مادام شفت ست الحسن والدلال فاتن.. حنيت للماضي ...
توقف مكانه والتفت.. وطالعها بعيونه ضيقه .. ارتعاشه جسمها الواضح وتهدج صوتها وانفاسها الطويله اللاهثه
قدره كبيره ..لم تستطع احتمالها .
غمض عيونه بعدم تصديق وقال : انت ايش قاعده تقولين ؟
تحركت بسرعه من قدامه ..دخلت الحمام و قفلت الباب ..
دق الباب بهدوء ..
: ليلى .. افتحي الباب .
انتظر للحظه ..دق الباب بقوه اكبر لكن لارد ..
: ليلى اقولك افتحي الباب لاكسره على راسك ..
تنهد بتعب .. لكن انتبه لكلماتها ..فاتن والماضي ..ايش قصدها ؟
لايكون شافتنا مع بعض .. طيب وقفتنا جدا عاديه ..
خرج من الغرفه .. و جلس على الكنبه بتعب .. اصلا جيته بدري كله عشانها
لكن يبدو انه قرار خاطئ جديد في قائمه اخطائه .. شد على شعره. وكأنه عجز عن الحلول ..
طلع بسرعه .. قابلته سمر ..
مطلق :سمر .. ابسألك سؤال ؟
سمر بإبتسامه : انت تأمر امر .. مو بس سؤال ؟
سحبها من يدها وقال بهدوء : فاتن قعدت مع ليلى اليوم ....
سمر بإستغراب : والله ماادري .. انا كنت نايمه .. اسأل اريام هي الاقرب لها ... طيب ليش تسأل
لايكون العقربه سوت شيء ؟
دفعها برفق .. و دخل حجره اريام بدون استئذان ..
قامت اريام مرعوبه وقالت بخوف : مطلق ..بسم الله وشفيكم ؟
مطلق بسرعه : فاتن قعدت مع ليلى
اريام بشك : ليش تسأل ؟
بحده : انتي ردي علي ؟
: طيب انت اهدأ ... هي زارتنا في الصبح و قعدوا مع بعض لكن ماادري عنهم ..لاني ماكنت معهم ..
تأفف وقال بعصبيه : هذي البنت ماتترك حركاتها البايخه ..
اريام : وشفيه يا مطلق ؟ قولي يمكن القى حل ..
بدون انتباه قال بعصبيه : اذا فهمت راح افهمك .. المدام زعلانه و تبكي .. وتقول فاتن وانا اساساً مو فاهم
السالفه ..
عضت اريام على شفاتها بحزن على حال اخوها وقالت : تعوذ من الشيطان .. على كل حال انت ويش دراك انها
زارتنا اليوم .
: لاني تصبحت على وجهها ..
ابتسمت اريام من شكل اخوها .. لكن مسحت ابتسامتها فور نظراته الموجهه لها ..
قالت بهدوء : رغم اني مااعرف ايش اللي جرى بينهم .. لكن انا متأاكده انها شافتك معها ....
يااخي هذي غيره النسوان وصراحه من حقها ..
ضحك بفراغ .. لكن وقع هالكلمه ردت له الروح .. حس ان طاقته قد عبئت من جديد وانه انتعش فجأه
شد من طوله وقال بتهديد : قولي لبنت خالك تحشم حالها و تحترم نفسها .. تراني ماسك نفسي عنها ..
انا مو ناقص مشاكل اللي فيني يكفيني .

وخرج بسرعه .. دخلت سمر بعده على طول ..
سمر : اريام شو القصه ؟
اريام : مافي شيء ..
سمر : لا والله .. كل هذا وتقولين مافي شي..اخوك معصب من العقربه اللي ماتتسمى ..
اريام : خلاص ..لاتكبرين السالفه .. ليلى زودتها من عندها ..مالها داعي الغيره
سمر بضحكه : ليلى تغار من فاتن .. ليش ؟ مافي مقارنه
: لا يا ذكيه . .. مطلق اكبر مقارنه بينهم ..
: لايكون حاطه عينها على مطلق والله ثم والله لافقع عيونها اللي ماتستحي ..
اريام ببرود : انتهى الموضوع .
ضحكت سمر .. وقالت بهدوء : تقولين ان ليلى زودتها لما حست بالغيره .. ماألومك لانك ماتعرفين
ان الغيره اكبر دليل على الحب .. فتحت الباب وكملت بصدق : الله يسعدك يامطلق ..
طالعت اريام الفراغ خلف سمر .. واصداء الكلمه توجد في النفس عمقاً ..
فابتسمت .. لوقع الحب الذي تنقر بعض كلماته بعيدا عن قصور الجليد التي تعتليها .


****************************



لاتدري كم مر عليها وهي في الحمام .. تعرف انه اسوأ مكان في العالم احد يفضي مشاعره فيه
لكنها تعبت .. و مااحتملت كلماته القاسيه .. زهق مني .. و مزاجيه .. كله منه هو خلاني بدون عقل ..
تأملت وجهها و فزعت منه .. وجهها شاحب و عيونها منفخه حمراء ..
خرجت بسلام .. قفلت الانوار و نامت في فراشها .. اغمضت عيونها بسرعه ..
طاقتها كلها نفذت في البكاء ... فغطت في النوم مباشره .. و ماانتبهت لمطلق لحظه دخوله..
تنهد بتعب و كأنه يحتاج لسرير كبير يضم متاعبه كلها ... اقترب من سريرها .. طالع شكلها
رفع خصله من شعرها .. و عرج بأصبعه على صفحه وجهها وابتسم ...
ماقدر يصدق انها تغار عليه و من مين ؟ من فاتن ..
ليش حس بالفخر وانه سيد المكان والزمان فجأه ... وان قلبه يدق بجنون غير معتاد
رغم كل شيء إلا و قدر يتصرف بحكمه معها ..
كانت مخطئه في اعتقادها لكن بعض المشاعر تحرك العقل والقلب معاً..
الغيره .. الغيره ..ابتسم و هز رأسه بهدوء ..
غير معتاد للجاذبيه القصوى و لفت الانتباه .. او تسليط الاضواء عليه فيكون محور اهتمام احدهم
بصوره غريبه .. .. و نتاج كل هذا لايجيد التصرف وفق تلك المتغيرات ..
خرج بهدوء مثلما دخل و اعتكف مكتبه الخاص... لعل السكينه و الهدوء تجعله يهتدي للطريق الصحيح ..
دق على ناصر .. لكن مايرد عليه ..
حس بتأنيب الضمير لانه خيب امله فيه .. لكن الامال المعلقه لاتجلب سوى الهموم ..
وهو انسان جدي حتى النخاع ..صعب يتعايش مع الاوهام ويعتبرها حقيقه او حتى يحولها لواقع ..
استرخى على الكنبه الجلديه ... و غمض عيونه .. و كأنه في حلم بالامس كانت تنام بين احضانه هانئه
وعندما اعتقد ان الغمامه انجلت من امامهم .. عادت سحابه سوداء تضللهم و يبدو ان امطارها موسميه
طويله الامد... غلبه النعاس بعد عسره نوم .. و تمسك به حتى النهايه .. لعله ينشد الراحه الدفينه في اعماقه
...



**************************


كانت تمشى بصعوبه .. اليوم حاسه نفسها مكسره و تعبانه .. شكلها مسخنه
ولا انتقلت العدوى من ام سعد .. كل وقتها تعتني فيها و تهتم في البيت ..
حتى يمكن تنام عندها الليله اذا سمح لها اخوها صالح ..
شدت عباتها على راسها .. ومشت متعثره .. سلكت الطريق الثاني ناحيه بيتها..
رغم انه اصعب لكن اسرع ..وهالوقت يكون الرجال خرجوا لصلاه العصر وهي ماتبي احد يشوفها.
استندت على الجدار جنبها .. ماتقدر تبصر قدامها و كأنه في ظلال على عيونها ...
جلست شوي تاخذ نفسها .. همست بصوت متعب لنفسها : الله يسامحك يا سعد ..
ارتعش جسدها .. ودمعت عيونها ..يبدو ان الحمى اصابتها ..
بالكاد قدرت تميز صوت خطوات تتجه نحوها ..رفعت راسها وهي توقف بصعوبه ..
شافت سحابه بيضاء تتجه نحوها .. فثقل جسمها و ماقدرت تصمد اكثر ..فأغمى عليها ..
عقلها الباطن كان يصرخ .. قومي .. يانجمه .. قومي لكن طاقتها كلها مستنفذه ..
وكأنها حست انها في نعيم دافئ و ظلت نايمه ..
اقترب منها ..بهدوء و الخوف دب في اوصاله وهو ابن الثلاثين لكن موقف كهذا سيجعل الاخرين
يفكرون في ثالث اثنين .. امتدت يده برعب للجسد المسجى امامه ..التفت حوله ..
جلس بالقرب منها ..ونادى بصوته المرتجف : يابنت .. انت بخير ؟
لكن لارد ..صوت همهمات متعبه .. وانفاس مكتومه ..
طالع خلفه بخوف وهز كتفها : يابنت الناس ..قومي الله يستر عليك ..
استشعر الحراره المشتعله من خلال عباتها ..رفع يده بسرعه .. وقام مثل الملسوع
لا حول ولاقوه الابالله ... ويش السواه الحين ؟ يارب سترك ..
يعني اتركها .. لكن البنت شكلها مريضه ..
رجع وجثى على ركبته .. وبدون تفكير رفع طرف الثوب الملتصق بسبب العرق عن وجهها ...
لغايه انها تتنفس وما تختنق ..شهق بذعر مثل طفل .. و رجع وقف بقله حيله .. عرفها
مشى كم خطوه للخلف لكنه رجع مره ثانيه ... وبعزم رجل مضطرب يحاول يلقى حل ..
نادى بهمس : نجمه .. نجمه .. قومي ..
نفس الهمهات نتيجه المرض .. يالله ارحمني البنت مريضه .. افضل ان المكان شبه مقطوع ومايمر منه احد ..
لف الشماغ حول وجهه .. و عبس لافكاره الغريبه ..وبدون تروي انسلت يديه بين ثنايا جسدها فارتعش جسده ..
كانت خفيفه .. تعوذ من الشيطان واستغفر الله في كل خطوه ..يخطوها ناحيه بيتها من الجهه الخلفيه ..
و جزم انه في حياته ماراح ينسى تنهيداتها الطويله المتعبه وانفاسها القصيره المتلاحقه .. او حتى حراره جسدها
التي انتقلت اليه ..
وصل لجهه البيت من الخلف ... الباب الصغير مؤدي لحوش الغنم .. ريحها على العتبه بأنفاس مقطوعه
من الخوف والتوتر تأمل وجهها لفتره وغطاها .. دق الباب بقوه ... ورجع طريقه .. على امل انه احد
يفتح الباب .. وتنهد براحه لما فتح صالح .. وصراحه مايلومه لما تفاجئ في اخته ..
تنهد براحه وهو يشيلها ويدخلها البيت وضم نفسه وكأنه مصاب بعدوى الحمى ..
استدار راجع بسرعه لما سمع اقامه الصلاه ...لكن الصدمه ارتسمت على وجهه كطفل في السادسه من عمره
و بحده تخترق حاسه السمع لديه فخرجت من عمق الغرابه : سعود ..
جمد مكانه فاغرا فاهه .. لم يستطع التفوه بكلمه .. شعر ان مايخرج من فمه سوى هواء ..
فهمس بصوت مرتجف يكاد يسمع : جدي ...
وابتلع نصف الكلمات بنظره صارمه من جده ... مسح على وجهه .. بيأس وكل اللوم على نجمه
المره الاولى مرت على خير ..وهالمره من قال لي امر من هنا وألمحك ...
رفع يديه بطريقه دفاعيه وقال برجاء : جدي لاتفهمني غلط ..
ارتفعت يد الجد بصرامه وقال : في البيت تفهمني الصح .. ومشى بخطواته الواثقه
وترك سعود يغوص في مواجهه المجهول ...


*********************


قامت مفزوعه من النوم .. الغرفه مظلمه .. دورت على الساعه بعشوائيه ..
شهقت لماشافت الساعه تعدت الخامسه مساءاً... قامت وبدون انتباه صدمت ساقها في كرسي التسريحه ..
وكملت طريقها تعرج .. توضت وغيرت ملابسها .. صلت العصر و انتظرت حتى اذن المغرب .. واستغلت
الوقت في الاستغفار ... ريحت نفسها لما حست بالالم في ساقها ..
انفتح الباب ..ودخلت سمر ..
سمر بإبتسامه : ليلى .. تسمحين لي ادخل ؟
استدارت لها ليلى بإبتسامه صافيه : تعالي .. حياك ..
جلست جنبها وسألتها بإهتمام واضح : وينك اليوم بطوله ماشفناك ؟ عسى ماشر يا ليلى لايكون متضايقه منا .؟
مسكت يدها وقالت : آفااا يا سمر ..ليش تقولي كذا ؟ والله لوما انا تعبانه ...كنت نزلت ..
: سلامتك ان شاء الله .. والله انها عين ماصلت على النبي ..
ابتسمت ليلى وقالت : الله يسلمك من كل شر .. ويش رايك نسوي مكرونه بالباشميل والله نفسي فيها ..
سمر : جبتيها على الجرح .. ياني مشتهيتها ..
ضربتها ليلى بخفه : وانا اقول .. هالادب مو لله ...إلا علشان بطنك ..
: لاوالله حرام تقولي كذا .. بالفعل فاقدينك .. انت والاخ مطلق .. سكتت للحظه وبعدها كملت بحزن :
صراحه ماودي ادخل في حياتكم .. لكن حالكم بالمره ماهو عاجبني .. ولا عاجب احد .. ادري بتقولين انا صغيره
ومااعرف شي ... لكن اللي اعرفه ان الشي اللي ملكي ويخصني ماراح استغني عنه مهما يصير ..
ابتسمت ليلى بخيبه وقالت بهدوء : طيب هو اذا استغنى عنك ..
دخل مطلق فجأه .. ونقل بصره بين الثنتين ..ابتسمت سمر بخجل تحت نظرته الغامضه
: هلا مطلق ... كنت جايه اقول لليلى بنسوي مكرونه بالباشميل ..
ركز نظره على ليلى اللي تشاغلت بالمصحف .. وقال بإبتسامه : وانا اقول ليش الجناح منور .
وقفت سمر و ابتسمت : الله يخليك .. صراحه مااصدق مطلق الغانم يقول كذا ... لا لا ..
ضحك مطلق و قال : خلاص .. تبيني اسحبها ؟
سمر : لا دخليك لاتسحبها .. خليني اخرج بنوري احسن ما تتراجع .. طلعت بسرعه وهي تضحك ..
تعلقت نظراتهم مع بعض فاختفت ابتسامتها وصدت عنه .. تجهم وقال بغضب مكتوم ...
: اذا كنتي بتستمرين في هالحاله .. قولي لي علشان اخذ احتياطاتي ..
بهدوء همست له : خذها احد منعك ؟
ابتسم واستمتع على الاقل بالحوار الجاف بينهم .. : ولا تزعلين بعدين ؟
طالعته وقالت برعشه : وليش ازعل ...؟
هز اكتافه بدون اهتمام وقال : صحيح ليش تزعلين .. على العموم كل واحد يسوي اللي يبيه او يفكر في اللي يبيه ...
ألجم لسانه على اثر تعابير وجهها المصدومه...
شهقت بخوف وتسمرت نظراتها عليه ...كرهت ضعفها و الدموع بدون معنى ... لكن احساس بالاختناق
يهددها .. هو يهددها .. كان صريحا بما فيه الكفايه .. ؟ ليطوقها بقيود تعسفيه تخنقها حتى تموت ..
لما هو اصبح نقطه ضعفها التي تنهش روحها بدون رأفه ... لما لايشعر بما في قلبها ؟
... لما يعجز لسانها عن الصراخ .. اي حماقه تلك التي يرتكبها
لاحظ ارتعاشه اصابعها .. و تهيج بشرتها ..
حركت يدها بعشوائيه : اتركني لحالي .
جاوبها بحده : ماراح اترك لحالك ..فاهمه .
طالعته بعيون دامعه : قلت لك من قبل اتركني لحالي .. لكن مافهمت .. خليني اروح ..وخذ اللي تبيها ..
برق الغضب في عيونه ورجع مسيطر و متحدي بقوه .. مسكها من كتوفها وهزها بتعنيف
: ليش ماتفهمين ..؟ اللي تبينه من سابع المستحيلات ..
وقف وكمل بعصبيه : انا صبرت عليك طويل .. لكن يبدو ان الصبر مافيه فايده معك .. كان لازم علي
ان احط النقاط على الحروف من البدايه ..
ااتصلت عيونهم بتلك الوتيره المتفاوته مابين الهدوء والاثاره والصخب في الهواء المبعثر من انفاسهم
زفر براحه بعد اللي قاله .. وكأن شيء جاثم على صدره .. ارتفع الاذان في المكان ليعلن حاله من الهدنه
فخرج بسرعه ... وهي تدثرت من جديد بحاله من السلام ..بين يدي الرحمن.. توجهت إليه بقلب صادق
مبعده ذاك عن قلبها و عقلها للحظات تنشد فيها البارئ .. وتدعوه ان ينعم عليها براحه البال ..


اخذ زاويته البعيده .. بعدما قضى وقته في السخافات .. .. جلس في مكانه الفارغ وحده
وتذكر نفسه قبل الزواج .. مافي شيء تغير .. الحال نفس الحال .. ماتغير شيء سوى ان عقله
امتلأبالامور الغير مهمه .. او المهمه في تصور الاخرين و اخفاها هو ... تحت مسمى ما لا يجدر بنا
ان تعيقنا مثل هذه الامور في حياتنا ...
الهواء عليل و المكان هادئ .. لكن اللي يزعجه هو دقات قلبه القويه .. وانفعالاته التي يسيطر عليها بصعوبه
دخل البيت لما حس بلسعه البروده ... كان وده يبقى لفتره اطول خارج البيت .. حتى لما انتهى من صلاه
العشاء بقي في المسجد ...
استقبلته سمر : هلا مطلق ... تعال تعشى معنا ..
: ومن معك ؟
ابتسمت : معاي انا وليلى ... اريام راحت عن فاتن .. ومافي الا نحن ..
سألها بعدما رمى بنظره لليلى من خلفها : وامي وينها ؟
: في غرفتها .. ليلى طلعت لها عشاها ... تعال انت ماودك تتعشى ؟
رمى بشماغه بدون اهتمام ومشى ناحيه الطاوله : مالي نفس في الاكل رغم اني ميت من الجوع
: اقول تعال .. تراني مسويه لك مكرونه تاكل صوابعك وراها ..
ضحك بخفه وهو يجلس في مكانه المعتاد : خليني اشوف ابداعاتك ..
شم ريحه عطرها ..وهي تقترب .. فتجرع كوب الماء اللي قدامه دفعه واحده مدعي عدم الانتباه لها ..
جلست على مضض بعدما شافته جالس ... وان حبت تتراجع إلا ان الوقت فات على التراجع ..
بدى الجميع يأكل بصمت .. طالعتهم سمر بشك وبعدها قالت : صراحه ..ذكرتوني بفيلم كنت تفرجته زمان
بلعت لقمتها الكبيره وكملت : عن بيت اشباح ..
ابتسم مطلق وهو يدفع صحنه قدامه: ماشاء الله تذكرت فيلم ولاتذكرت ان من اداب الطعام انك ما تاكلين
وفمك مليان ..
ابتسمت ليلى .. لتعابير سمر المتذمره .. وانتبهت لصحنه اللي ماكمله .. طالعته بسرعه فلاحظت شروده
لكن رجع بعدما ابتسم لسمر وقال : يعطيك العافيه ... تسلم يدك يا سموره ..
ابتسمت بخبث : بالهناء والعافيه .. الكذب خيبه صراحه .. انا ساهمت فقط في التقطيع لكن كل هذا
نفس ليلى في الطبخ .
وقف ..و رجع الكرسي لمكانه وقال بتمهل مع ابتسامه غامضه : رغم انها ماعجبتني كثير .. لكن يعطيك العافيه
ضربه تحت الحزام اراد بها الانتقام و رد جزء قليلا مما سببته له ..
غطت سمر عيونها بخيبه امل ... و عظت ليلى شفاتها السفلى بشده ..لكنها قدرت تبتسم بغيظ على الاقل في وجهه
وردت بهدوء : بالعافيه عليك ..
استمر في تحديقه لها .. مع ابتسامته و هدوء اعصابه ..فغمز لها بعينه كأشاره انتصار .. وطلع بسرعه
تحجرت مكانها وماحست الا بسمر تهزها من اكتافها ..
سمر بإبتسامه مشجعه : انا متأكده انه كان يمزح ..
هزت راسها بدون مبالاه وقالت مدعيه : ماعليك ... اساسا مازعلت ..انا عارفه انه يمزح .
: انا جدا اسفه ... ماكنت ..
هتفت ليلى بجديه وهي توقف : بنت ..خلاص ..اسمعي ويش رايك نشوف شيء نسهرعليه؟ ترى سهرتنا في اولها ؟
ضحكت سمر و سحبتها من يدها : اوكي .. نشوف فيلم رومانسي هادئ ..
فكرت ليلى وضحكت هذا اللي ناقض ..رومانسيه في غمره احزانها او لا ليست كذلك بل عواصفها الدخيله
لاتعلم كم من الوقت مضى عليها وهي تحدق في اشخاص ولاتعلم ماهي الكلمات التي يتفوهون بها ..
موسيقى حزينه تعيد لها نغمه الذكريات المزعجه ..

دخلت حجرتها بعدما مرت بنظراتها على حجرته .. الانوار مطفيه اكيد في سابع نومه ..
رفعت يديها فجأه لنفسها وهمست كوابيس مزعجه يارب ..اخذت لها دوش سريع ..
وقفت قدام المرايه .. حست بالانتعاش .كريم معطر .. ومياه دافئه و هدوء مريح ..رغم الاعاصير داخلها ..
لكن اليوم بالتحديد عدم قدرتها على المواصله في التفكير نحو منحدر هائل ..
لفت جسمها بمنشفه كبيره .. وخرجت ..فتحت دولابها ..فأخذت اول بيجامه لمستها .. وتوقفت للحظه
تفكر ..جلست على كرسي التسريحه ... وكأنها تعبت من التمثيل مع نفسها ..تمشى و تضحك وتبتسم
وهي شديده الاسى و تعيسه للغايه ... دعكت جبينها وكأن محتاره ؟ وسمعت افكارها داخلها
الى متى بتستمر الحاله ؟ ليش انتي خسرانه في كل الحالات ؟ حتى بدون محاوله
تقتنعين بأنك خسرانه ..وتنسحبين بعد اول جوله .. احتدت اعصابها حتى كادت عروقها تنفجر من شده الضغط
رمت بنظره عابره على نفسها .. مهمشه و محطمه كعادتها الحياة معها .. لكن الحياه معه تختلف
هناك شيء يدفعها ان تحفظ كينونتها داخل روحها وتغامر بمشاعرها ..
بخطوات ثابته و عنيده عن اي فكره دخيله ..دخلت حجرته وفتحت النور .. فقفز من مكانه وكأن استشعر
بوجود الخطر من حوله ...
تأمل وقفتها و المنشفه الملتفه حولها .. بلع ريقه بصعوبه وكأن قدام امتحان صعب .. ماقدر يتكلم وكأن لسانه انربط
عقدت يديها بشده .. طريقه دفاعيه تسترد فيها رباطه جأشها وتوسلت افكارها انها ماتخرج عن الترتيب داخل عقلها
اخذت نفس عميق وقالت : .. لاتعتقد اني راضيه عن الحاله اللي وصلنا لها ... على الرغم من كل شيء
والبدايه السيئه لزواجنا .. انا يهمني اني اكون سعيده او على الاقل راضيه عن حياتي ... انت ماتهتم في شيء
اعتدل في جلسته بدون كلمه و بدى مستمتع بالاصغاء والتأمل فقط .. رغم ارتعاشاتها التي تخللت صوتها الا انها كملت
بجديه : وعلشان ارتاح لازم اعرف من تكون فاتن بالنسبه لك ؟ وقفتك معها اليوم الصبح ازعجتني .. و كلامها عنكم
خلاني اكرهك .. تفهم ايش يعني اكرهك ...
وقف ..فتراجعت للخلف كحصانه وشمخت برأسها بعزم زائف وهي ترتعد كقطه محشوره في زاويه ..
قال بهدوء : كل للي يدور في راسك ماله داعي ... حلو انك تكونين صريحه بدل اللف والدوران من الصبح
فاتن محسوبه علي كصله قرابه فقط .. ولاتدخليني في كلام ماله داعي .. وساعه شفتينا واقفين مع بعض ليش ما تدخلت
المواقف تحسم ساعتها و إلا مالها داعي تراجعينها حتى في ذاكرتك ..
ارتعشت اطرافها .. اعلنت افكارها الانسحاب عن قناعه .. عدم القدره على المجابهه والتحدي .. و طول الصبر
ليست من ضمن صفاتها .. كلماتها لاتجعلها مرتاحه .. بل لايبذل اي جهد في ازاحه تلك الشكوك عن رأسها
يبدو واثقا من نفسه ... بهدوء يخبرها ان تلك لاتعني له شيئا لكن لما لايقول و يصرح بذلك بجديه تقنعها...
تأمل اسفل رقبتها حتى عرق النبض الواضح اعلاه .. وحتى ملامحها البريئه .. وابتسم لفكرته السابقه
" لبوة في جسم عصفور "
همست بإنزعاج : ليش انت بارد كذا ؟ اقل شيء انك تسويه هو انك تعتذر عن طريقتك الفظه
واللامبالاه الواضحه معي ؟
بإدعاء زائف اشار لنفسه : أنا؟ شكلك يامدام حامله علي .
تهدج صوتها وكأنها فقدت القدره على الاحتمال اكثر : اكيد حامله عليك ..
مسحت وجهها بيأس وكملت : ليش اتكلم معك .؟ الكلام معك مافيه فائده ..
خرجت بسرعه تسابق خطواتها .. مالحقت تشوف رده فعله ..
يكفيها الرجفه التي اصابتها والقوه التي هدت حبائل التحمل عندها وهددت مكامن صبرها ...
قفلت الباب بقوه وكأنها تستقوي على الجماد ..
لبست بيجامتها .. بسرعه و حذرت نفسها من انها تبكي .. دموعها من اجل واحد مايستاهل
فهي مضيعه للوقت وهدر للمشاعر وان كانت صادقه ..
سمعت صوت القفل في الباب .. فشهقت لما شافته قدامها ..
ارتفع صوتها بحده : انا تعبانه ومصدعه ..
رد بهدوء : ليش ماكان عندك صداع ساعه دخلتي علي حجرتي ؟
اختنقت بكلماتها لما لاحظت انه يفك ازرار بلوزه البيجاما .. فانتبهت بأنها كانت في مأزق كبير ..
صحت الوحش النايم داخله .. رمى البيجاما بعشوائيه .. وعيونه تبتسم بغموض ..
نطقت بهدوء وخوف : مطلق .. ويش تبي مني بالتحديد ؟
ببرود : ما ودي غير اني انام .. فكرت لا اكتشفت يامدام ان نومه الكنبه تجيب الروماتزيوم المبكر ... وثانيا
ااستنتجت بعد التجربه الفعليه انك تتوهمين اشياء مالها داعي ولازم اكون موجود علشان اطيرها من دماغك .. وابتسم بإحتيال
حاولت تغطي نفسها في الجزء المكشوف .. اخذت المنشفه واعتراها الخجل تحت نظراته وضاعت الجلاده والصبر
وكل المفاهيم اللي دارت في عقلها قبل دقائق ..
اخذت الطرف الثاني في السرير تخفي نفسها وبدون كلمه اقتنعت بقراره ... وكأن فيها قوى مسيطره داخلها ..
غير الخجل الذي اكتسحها ...
ارتمى على فراشه و كأنه مستمتع بتعذيبها .. لن تمر هذه الدقائق بسهوله .. سيتذكرها دائما .. منحته شعورا
كاسحا لايفهمه فقط بل يجهله .. منذ دخولها العاصف بتلك الهيئه .. تخدرت قواه وخشعت مشاعره .. وانهار
عند باب المقاومه الزائفه ... وان جعلته يثور غضبا باطنا عليها وعلى افكارها السخيفه ..
جعلته يمشى على خيط رفيع من التحمل و المسايره ..من اجل ان يسير طريقه بثبات
ابتسم على شكلها الخجول .. استند على ذراعه وقال : بتظلين واقفه طول الليل .. تراني تعبان .. قفلي النور
ونامي .. .. استدار للجهه الثانيه وكمل : تراك امنه مني الليله ..
ارتجفت بخجل وهي تطالع صدره العاري .. و حقدت عليه .. قفلت النور على السريع ..
لانها اضطرت انها تمشي من قدامه ويشوف بيجامتها القصيره .. دخلت فراشها بخوف ..
وااخذت طرفها البعيد عنه .. فحاولت تغمض عيونها لعلها تنام ..لكنها اوجست السمع لتحركاته و لانفاسه
حتى شعرت به قربها ..قربها حيث هلاك عواطفها .. حيث سيطره جمدت خلاياها العصبيه .. و امتنع عقلها
عن التفكير .. والتحرك .. بل على العكس ادعت انها مجرد هواجس .. وان الخوف هو المسيطر الوحيد
على افكارها .. لكن كيف تنام او حتى تدعي النوم ؟ وانفاسه الحاره على رقبتها .. هبط قلبها لقاع المجهول
و تعالت انفاسها العميقه ... اغلقت عيونها و ادعت انها تحلم او تتوهم ...
لثم اعلى رقبتها ... وتدحرجت قبلاته حتى اعلى كتفها .. وعاد مجددا الى اذنها حيث همس برقه :
في كلمتين ازعجتني في كلامك لي .. اولها : انك تكرهيني ... رفع نفسه لاعلى وقبله وجنتها و كمل
: وثانيها ان الكلام معي مامنه فايده .. .. تمهل ثواني محدق في وجهها ..وفكر
لعبه خطيره يشدها بخيوط صبره الرقيقه ... ينتظر تلك الاشاره لينتهي من الحسم المبكر ..
في الظلام اخفى عليه قراءه عينيها .. لكن يقيس مدى مشاعرها برجفه جسدها ..
حرك وجهها ناحيته بدون تفتح عيونها وقال : قلتي انك حامله علي .. ماعندي مانع افتح معك دقيقه
صراحه و تقولي كل اللي داخلك .. .. ابتسم لشكلها وهي تحاول الهروب منه ..
فتحت عيونها .. و انبهرت بمدى قربه منها ..ففتحت فمها بترد لكنه كان اسرع منها فلثم انفاسها
بلطف... ارتفع وجهه المبتسم بعدها ليراقب رده فعلها الصامته : كنت اعرف انك بتقولين تعبانه ومالي شده
في الاخذ والعطا... وانا معك فيها .. على كل حال عندنا وقت طويل ..
استرخى جنبها .. مهمش ردودها و طريقه تصرفها اتجاهه .. لف ذراعه القويه حول خصرها
وهدأت انفاسه وكأن استغرق في النوم فجأه ...
بينما ليلى تنازع رغبتها في مهاجمته او المكوث في مقامها الحالي بهدوء و استقرار
لم تهدأ مشاعرها بعد ...كيف استطاع ان يقلب حالها ببساطه وكأن شيئا لم يكن قبل دقائق ؟
استطاع ان يطفئ ثورتها بأفعال لم تتوقعها منه في اوقات سابقه .. هدأت افكارها وابتسمت
ككل مره تكون فيها في احضانه .. همست برقه و كأنها تكلم نفسها : مطلق ..
جاوبها بهمهمه ناعسه .. .. ابتسمت وكملت : ماقصدت اقولك اني اكرهك ..
انتظرت ثواني لتسمع رده .. فلم يخب ظنها .. احتضنها اكثر ودفن وجهه في شعرها اكثر ..
فارتخت اعصابها المتوتره ورحبت بالنوم بعد طول شقاء ...

همس الحرف 05-Dec-2018 05:23 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
:أتزوجها ..
ارتفع صوته بحده غير معتاده فوق راس جده .. وان بدى غير مصدق إلا ان تعابير الرجل الصارم اللي
جالس قدامه لا توحي الا بالعزم والصدق و الجديه ..
جلس جنب جده .. وقال بهدوء : جدي .. كل اللي سويته مقصدي وراه الخير ..
الجد بصرامه : طيب .. احسنت .. واللي قلت لك عنه مقصدي وراه خير .
بإنفعال : كيف خير وانت تقول اني اتزوجها ؟ يبه الله يخليك افهمني ... ماكان عندي حل ..
وقف الجد و ضرب بعصاه الارض بحده : الا كان عندك اكثر من حل .. شفت البنت و كشفت على محارم غيرك
ماترضاها لاختك يا ولد احمد ...
اقترب من جده و قال بصوت منخفض : يبه .. مافي احد شافني .. مريت بالصدفه كان بإمكان اي احد ان يعمل اللي عملته .
زجر بعصبيه : استحي على وجهك .. هذا وانت رجال ومتعلم .. تخاف الناس وماتخاف ربك ... لاتزيد علي ياولد
انا قلت كلمتي ..
وقف قدام جده : جدي ... لاتغصبني على وحده مابيها ...انا تكلمت مع جدتي عن ريهام بنت عمي .. و خطبتي
لنجمه بتخرب علي ..
: بنت عمك ماهي بايره ... وبكره نصيبها جاي ..
برجاء : لكن انا ابيها ..
توقف الزمن لبرهه .. وعاد للخلف للذكرى الماضيه .. ذكرى نفس الكلمه و المشاعر ..
ومثل الموقف لكن بإختلاف الاجيال .. وان صمد الاساس فالفروع ابت الا ان تهزها رياح الحياة ..
وتعيد ما يزيد شرخ القلب و يفتق جراح الماضي . .. وان اختلفت الظروف ... فللمواقف ثوابت
لا تتغير بمجرى الزمن ..
تهاوت عصاه على ارضه .. وابى ان يذل ظهره لانحناءه الزمن المتعجرف ..
وتساءل في نفسه ما نوع تلك الدماء التي صبها في في هذا و من قبله ذاك .. و مانوع العقاب التالي
هل سيكون بفقدانه ايضا ؟ لم يعد يقوى ان يفقد عزيز قلب ارهقته السنون و عسفت بأمره الذكريات
لكنه يأبى بعزم الرجال و بعناد الجبال ان تهزها الرياح ... ان يصرخ " ارحموا عزيز قوم ذل "
جلس على الكرسي ومازال حاجباه مرفوعان بهيبه وقوه وقال : قالها ابوك من قبلك ياولد احمد ...
دير ظهرك و اخرج من مجلسي ..
مسح وجهه بيده .. و واعترك مع الذكريات .. التي عاش اثارها حتى يومه هذا .. اهو نفس احساس
والده ذاك الذي كان يعتقد ان يلومه الدهر كله ولايفتأ يذكر نفسه به ؟
هل سيكتفي بلومه بعدما نخرت عظامه دود الارض ويصفح عنه.. و يقدر موقفه ..ويرحم عجز مشاعره
عندما وقع بين اجبار على شكل حياه و اختياره لحب حياة ..
أم ان القدر يلعب نفس اللعبه حتى يرى نفسه في والده او يرى والده في نظره جده المنكسره وان حاولت
ان تبقى قويه ...
مال مشاعره تتنازع مابين الوفاء لقلبه او الوفاء لمن هم سر حياته و مصدر قوته ... و منبع عطاءه الدائم
جثى عند قدمي جده وان كان حزينا في تعابيره الصامته : ماهو سعود اللي يخرج عن طوعك ..
ابشر يبه .. من بكره نخطب بنت سالم ..
وقبل يده المجعده بكثير من العرفان والاحترام وان وخزه الالم و عذاب الاختيار ..
وهز رأسه بإعتراف .. ليس هو من يرمي بهم كفضلات حياه لا معنى لها ...
ليس سعود من يهب لنفسه الراحه و النعيم ويترك الاخرون يتقلبون على نار العذاب والفقدان مره اخرى ...
ليس الابن سر ابيه او وريث لاختياراته في حياة سابقه ...
سيعيش وفق ا ختيارات غيره.. ويعيش مالم يعشه والده من قبل ... لكن لن يعقد المقارنه فوجع القلب الان
يكفي للايام القادمه ... ويحس بوالده حي بين جوانحه ... يقيس الالم بفتره زمنيه ماضيه .. ويعيشه بكل دقائقه .


********************


وقف قدام المرآه يعدل شماغه .. وفي نفس اللحظه يسرق نظرات على المتشاغله خلفه بترتيب السرير
من نجمه الفجر استيقظ و هي بين يديه .. وكأنه امر اصبح روتيني كشرب القهوه او قراءه صحيفته اليوميه
هي مثل الباقي واكثر قيمه .. ان يشعر بها ملتصقه به ... بالامس قد دق ناقوس دماغه وشعر بالطنين يفجر رأسه
تعلمه بوجودها القصوى في حياته ..
نغمه جواله اخرجته من بوتقه افكاره .. : هلا ناصر ..
انعقدت حواجبه و كرر بصوت عالي : ناصر وشفيك ؟
إلتفت حول نفسه واخذ مفتاح سيارته ..قفل الجوال بسرعه ... وقبل يطلع مسكت ليلى يده .
وسألته بخوف : مطلق .. خير في شي صاير ؟
ربت على يدها بلطف وقال : لا خير ان شاء الله ... ناصر شكله تعبان .. ولازم اشوفه.
ليلى : ربي يعافيه ...
تحرك من قدامها بسرعه .. فمشت وراه ...لاحظت خطواته الطويله السريعه وكأن المريض
اخوه وليس صديقه ... تكت على الدرابزين وابتسمت ... شيئا ما جعلها سعيده وهي ترى مدى وثاقه
لصديقه ..حست ان هناك شيء يفيض من قلبها .. وان عيناها تمتلأ بشخصه ..
روحها احتوت عنفوان رجل .. لاترى له مثيل ..

اعرف بين رجال العالم رجلا ....
قد علمني لغه الحلم ولغه الحجر ولغه الماء...
كسر الزمن اليابس حولي وغيرترتيب الاشياء ... وان بعثر حاجاتي فكوني ممتلأ به..
اعرف رجلا ايقض اعماقي الانثى حين لجأت إليه.. وان اغلق في وجهي ابوابه .. فهو مفتاحي نحو حياة سريه..
اعرف رجلا يستعمرني ..و يحررني ويبعثرني ويلملمني ويخبئني بين يديه القادرتين ...
يكوي قلبي بنيرانه و يطفئها بأنفاسه ... ويعيدني صغيره حيث مضت بي الايام ..


اخذت جوالها و اول اسم فكرت فيه دقت على طول .. وانتظرت الرد لكن طال انتظارها ..
حاولت مره ثانيه وثالثه ..ومافيه فايده
طالعت شاشه الجوال وكتبت رساله قصيره مفادها " دقي علي ضروري "
ابتسمت من جديد وهي تضم الجوال بحالميه .

في الجهه الاخرى .. استلمت الرساله وهي على فراشها .. ارتفاع درجه الحراره اقعدها في الفراش
رجعت جوالها تحت المخده .. و تجهمت لالم جسدها .. انهكها التعب والمرض .. وانهكها التفكير الصعيب
في مثل حالتها .. ردت على تساؤلات الجميع بنعم و صح وإيماءه الايجاب .. واكتفت بإقناعهم .. وهي ضائعه
لم تكن هناك فكيف وصلت الى هنا ... تعرف اي نقطه توقف وصلت اليها ..فكيف بها تفتح عينيها وهي تحت سقف بيتها
حيره انهكتها ... لتزيد من اتعابها .. تجهمت لافكاره مشمئزه غريبه تسيطر
عليها و تتحاشاها متوسله من الله ان يتلطف بحالها ويرحمها .. و يستر عليها .. طفحت دموع من عينيها
لتقيس بها مدى حراره جسمها و خوفها الذي بلغ اقصى مراحله ...



*******************************


دق جرس الباب لاكثر من عشر دقائق وبث الانتظار الطويل فيه الخوف .. استعجل البواب ليفتح
بمفاتيح الاحتياط ... فتحركت قدميه بسرعه وحذر يطرق على كل باب يواجهه ... دفع باب الحمام ...
ليرى ماكان يخشاه .. صديقه ملقى على الارض ويبدو في حاله مزريه ..رمى بشماغه على السرير
ورفع اكمام قميصه ..اقترب منه ونادى بخوف : ناصر .. ناصر
فتح ناصر عيونه وابتسم و تكلم بهمهمه غير مسموعه
زفر مطلق و رفع يده لجبين صاحبه .. وتكلم : انت من متى على هالحاله ؟ يااخي كنت تكلمت
البارحه ماكان فيك شيء ... فتح الدوش على الماء البارد .. و رجع يحمله ..
دفعه ناصر بلطف رافض فكره الاستحمام ... لكن مطلق اجبره بعدما رماه داخل المرحاض ..
صرخ ناصر لبروده الماء .. تركه مطلق لفتره في الحمام . .. دخل المطبخ وفتح الثلاجه ..
اشمئز من الرائحه .. و خرج بسرعه ..
رجع لصاحبه .. وخرجه من الحوض ولفه بمنشفه كبيره .... ساعده حتى سريره ..
وقف على راسه وقال بعصبيه : ايش هالقرف اللي انت قاعد فيه .. يااخي قل للبواب ينظف البيت
والثلاجه فاضيه... و الصحون مكومه في الحوض .. وين عايش انت ؟
رد ناصر بضعف : الله يخلي المطاعم .. وضحك وهو يرتعش .
تنهد : يالله البس .. علشان تمشي معي .
التفت له ناصر وتدثر في نفس الوقت : مايحتاج اروح المستشفى كله تعب بسيط ..
مااعطاه مطلق اي رد اكتفى بأنه طلع له بنطلون جينز و فنيله كحليه ... ورماهم عليه و لبس شماغه وعدل ثوبه
و قبل يطلع قال بأمر : خمس دقايق تكفيك تلبس ملابسك .. اذا مالبستها بكيفك بدخل انا و البسك ...
قفل الباب خلفه ليسمع كلمات ناصر الغاضبه منه ..
: مو كل شيء بكيفك .. انت شايف نفسك ..مغرور و ماعندك قلب ...
ابتسم مطلق وهو يستند على الجدار ... وطالع ساعته و انتظر حتى انفتح الباب
وقال وهو يسند صاحبه : انت دائما دقيق في مواعيدك ..
احتج ناصر : مطلق الله يهديك .. ماكان لها داعي ..
مطلق : اول شيء بنروح المستشفى وبعدها على الطول البيت .. بتعقد معي حتى تتعافي وبعدها تقلب وجهك ..
ناصر بإنفعال : تعرف بعض الاحيان اكرهك ..
لكنه في النهايه اقتنع لانه يحاول جزافا مع مطلق ..
ابتسم مطلق وقال بهدوء : سبحان الله في شيء مشترك بيننا ..


***************************


خرج بعد صلاه الفجر بعد ليل سهر طويل ... اظناه التفكير و انشغال البال ...
لم يطق الصبر ... وزن ثقيل من الهموم قد جثم على قلبه .. وشطر عقله الى نصفين..
مابين هذه او تلك ... ضاع في اختياراته واختيارات غيره ... ورضخ بدون مقاومه ..
لان هذا ما حكم به عقله ....
جلس في مكان بعيد عن الانظار ... سافر بأفكاره مغتربا فيه عن حقيقه الواقع ..
يأمل من حياته ان يجد الراحه ... ان يجد السلام بعد معترك شرس ..
قرار جده قد اوقعه في العذاب ... ماكان سيفعل هل سيتركها على ناصيه الطريق ؟
هل سيدعها للشبهات .. و لاصحاب الضمائر السوداء ..
لقد فعل .. ما اوجبه ضميره .. ذلك الوخز الاخلاقي الصغير الذي اوداه الى الرذيله في نظر جده ..
اخطىء .. وان كان تصرفا سليما .. لكنه في النهايه ركبته الاخطاء ..
زاره طيف من الالوان .. و عبس في وجه الواقع الذي جعلها غيوم سوداء في وجهه..
مااراده اصبح محالا .. و تعسفا على مايريده الغير ..
حنق كبير حمله على فتاه قادتها المشيئه وسار في طريقها .. لما طرفت عينه على كومه السواد الملقى
على جانب طريق لم يسر فيه يوما .. لما لم يدر ظهره و يمشي كسائر البشر الغير مباليين ..
اليوم هو بدايه الشقاء ... جده لن يترك فرصه للمفاجآت.. حرص على الكمال بحسب العرف والتقاليد ..
سيدوي هذا الخبر بين اهله .. يصعب عليه التفسير والشرح مايقول ؟ وقد اختار هو اسم فتاة قد احبها
من اول نظره ..
سيبدأ بـ شقيقه روحه البعيده تلك .. يعرف في اعماقه انها ستكون سعيده لانه اختار صديقه عمرها الوحيده
لكن سيساورها الشك .. وستهاجمه بطريقتها المعتادة .. وسيعلنها للجميع .. ويصمت .
فكان الله في عونه وسهل امره ...


*********************************


انقضى الوقت ... ومرت الساعات بدون قيود ...دخل البيت و التعب هاد حيله ... هم صاحبه قد اثقله واشعره بإنهاك
المشاعر .. وهو الذي لم يعتد ان يقرن كل شيء بالعاطفه .. عدوى صاحبه قد انتقلت إليه .. تلك الرهافه التي تصيب
قلب المريض قد مست قلبه و ارهقته ..
حال صاحبه لم يرضى به ... في قاع المراره يرضى بالعيش .. و يمثل السعاده وكأنه يملكها ..
استقبلته والدته بأسلتها الملحه .. مابين لهفه و وشفقه .. يلهث لسانها بدعاء صادق من صميم القلب بالشفاء بالذي
شغل مكانه الابن الاخر ..
طلع جناحه .. لحاجه الاسترخاء من بعض سويعات قد قضاها في ازقه المستشفى .. وان لم يحبذ تلك الرائحه النفاذه
التي تجعلك مريض ولو كنت في رخاء عافيتك وكامل صحتك ..
استرخى على اريكته الوثيره .. وانشغل بالافكار و ان تخللتها الهموم....
" تسمم غذائي " ذلك ما علل مرض افضل اصدقائه ..وجعله طريح الفراش .. استعجب من رده فعله البارده
وابتسامته الهادئه .. وكأن الطبيب قد بشره للتو بأنه سليم ومعافى .. نظرات عينيه تقول له " ماذا تتوقع من حياتي " ؟
وصلته الفكره ..قد استحسن المرض ليودع الحياه من بابها الضيق ... همس لافكاره صاحبه معترض طريقه
ملقي عليه بعظه قد جاد بها قرآننا الحنيف و زرعها رسولنا الحبيب في نفوس المؤمنين ." ولاتلقوا بأنفسكم الى التهلكه "
اكتفى بالغضب يتأجج داخله و ناقضه الهدوء الذي اكتساه ...ولم يرتاح مطلقا للاطمئنان الذي حاول الطبيب ان يبعثه في قلبه
فخوفه اصبح يتعاظم فنصب نفسه ولي امره ووالده العطوف ... وتعامل معه كشخص فقد رشده واصبح غير مسؤؤل عن
الحياة التي بين يديه .. حتى يقضي الله في امرهما ...


*******************


خرجت من حجرتها .. بعد ان ملت في معاوده الاتصال ولاتلقى مجيب.. انشغل بالها به وبصاحبه ..
وقفت مكانها وذهلت .. جالس بإسترخاء .. عيونه مركزه على نقطه بعيده و يبدو عليه الشرود ..
اقتربت وقلبها تتصاعد دقاته ..خوف من القادم همست بحذر : مطلق ..
استجاب فورا ولكنه لم يعطي جوابا اكتفى بالنظر .. جلست وسألت بخوف : دقيت عليك اكثر من مره ولكن مارديت
طمني كيف صار ناصر ؟
انعقدت حواجبه وجاوب بشرود : بخير ..بخير ..
مدت يدها بدون اوامر عقليه ولامست خده.. فانصاعت ملامحه بلين تحت نعومه يدها .. و اختفت تلك القسوه التي
كانت تومض في عينيه .. ارتاعت من نظراته وسألته بلطف : مطلق .. فيك شيء ؟
مسك يدها و ثبتها على خده .. اخذ نفس عميق من صدر ضايق : ودي انام .. حاس اني تعبان .
وقفت بسرعه و شدت يده : طيب روح ..نام على السرير ..
رمى بشماغه .. و قال : لا ..بنام هنا حتى يأذن الظهر .. .. لازم اروح الشركه . ..
جلسها مكانها وارتخى راسه على فخذها و اغمض عيونه بدون مقدمات
وكمل بهدوء وكأنه يغط في نومه : عندي شغل كثير ....كثير
عجبت لامره ..يتصرف دائما بعفويه ... تضخ في قلبها السعاده ..
لايفصح عنها بالكلمات .. يفضل صمت المشاعر و تترجمها الحواس بدون عناء منه ..
بعض الاحيان تحتاج لتفسيرها لترضي فضولها و تغذي غرورها ولو قليلا بوجود شخص تهتم لامره
وتريد ان يهتم بها بطريقه واضحه... تفهم معانيها بدون ان تتوغل في المجهول و تحلل هذا او ذاك ...
تخللت شعره بأصابعها بلطف .. وابتسمت لافكارها المتغزله في كيان رجل هو الوحيد الذي شعرت نحوه
بمشاعر جارفه وان كان ذو مزاجيه متصلبه ..فلقد راق لها رغم كل شيء .
دخلت سمر بسرعه ..وعلى طول اشرت لها ليلى بالهدوء .. ابتسمت سمر واخفت استغرابها ..وان شعرت بالخجل ..
اخوها بشكل غير مألوف .. ماعمرها شافته نايم بطريقه بريئه ..
همست : خير وشفيه مطلق ؟
اشرت ليلى بإستحياء على راسها واوحت لسمر بأنه مصدع ...
عجلت في فكرتها علشان تتخلص من فضول سمر وترتاح من إلحاحها ...
تنفست الصعداء ..لخروج سمر و رجعت لخيالاتها المصنوعه من ظلال تقبع تحتها بكل اريحيه ..
و تساءلت هل كل النساء مثل حالها ؟ يشعرن بأن بركان عواطف هائل يخمد ويثور داخلها ..
يارباه كم هذا محير ..كم كبير من المشاعر لاتستطيع فصلها عن بعضها البعض .. قلبها يرتعد بين جوانحه
دبيب يسري في عروقها و يجعلها ترتعش..
هل حال كل النساء مثل حالي ..اما انا مستثناه من بينهن ..؟
هل تفصح الواحده عما يعتلي بداخلها ..لمثيلاتها ؟
هل بالامكان ان تفسر مشاعري الدخيله تلك بمعاني واضحه تضعني على الطريق الصحيح
ما بال كل افكاري تسأل نفسها ولا تجد جوابا يسد فراغاتها العميقه ..
لحظه... بلحظه ..
سأفكر جيدا ..هل احتاج لورقه وقلم ..لاشرح مابي وافسر كل شيء على حدة
ام سأحتاج ااستشاره صديق ليفتيني في امري .
حراره تلهب جسدي ..و قشعريره تهز عمودي الفقري ..و نسائم تجعلني ارتجف في عز الدفا
هل هي علامات الحمى ؟
حمى !!! اي حمى تلك تصيبني فقط عندما اراه من بين البشر ..
فقط عندما تقع علي عيناه ..اود لو اكون زهره ..يمر بقربها و يشم شذاها
اريد فقط ان يراني زاهيه بروعه الربيع و خيالاته البديعه ...
عندما اسمع صوته ..او اشتم رائحه عطره العابثه في الاجواء تصيبني هزات لا يقيسها احد سواي ..
غرور ..هل هي من اعراض مرض جسدي ام نفسي
استعشر الغرور ..و تصيبني ملكه حواء عندما ارادت ان تملك الجنه و آدم بين يديها لابد الابدين ..
رجل متكامل ..تملأه العيوب لو تعلمون ... في نظري كاملا و لو امتلأ بالثقوب
اواه يارباه ....فأني غارقه في حبه حتى النخاع ..
غارقه في بحر عواطفي ناحيته .. كم هو مؤلم ذلك الشعور .. تشعر بأنك لاشيء امامه
قوي وعاصف وهالك للاعصاب ... مدمر اذا احتل القلب وعبث بخيوطه جميعها ..
هزت رأسها بعنف ..واغمضت عيونها وكأنها تريد ان تطمس تلك الافكار العابثه براحه بالها ..
ابتسمت لتمحي ما دار في عقلها ... انفاسه الرتيبه الهادئه دليل على نومته العميقه ..سعدت لراحته
وان شعرت بالخدر والجمود في اطرافها ... لكنها لم تتحرك فأنست للنوم رفيقا لها معه ...



****************************


لم تعلم كم من الوقت قد مضى وهي تلوذ بالنوم في مساحه صغيره .. لكنها استيقظت وحيده متعرقه
خائفه .. بعد كابوس قد اطبق عليها ... التفتت حولها لتجد نفسها بمفردها .. لهثت انفاسها .. وصعبت عليها ..
سمعت صوت الاذان.. فاارتاحت .. وارتخت على الكنبه .. فخرج مطلق من الحمام .. عاري الصدر و حاط منشفه
تصل لركبته .. وقطرات الماء تشق طريقها من اعلى جسمه ... طالعها بريب .. وجهها شاحب وجبينها مضبب بالعرق
وانفاسها متسارعه ... اسرعت خطواته بخوف وسألها : علامك ... وشفيه وجهك ؟
اغمضت عيونها و اشرت له على تنفسها .. وقف بإرتباك .. و دخل الغرفه ... حاس في الاغراض بفظاظه
ابتسمت لانه مايعرف مكانه لكن في النهايه شافته يركض حافي ناحيتها ... اول ماناولها البخاخ استخدمته على الفور
انتظرت حتى يسري مفعوله ... و ابتسمت له بإطمئنان ..
سألها بلهفه : كيف صرتي ؟
وقفت وابتسمت له : الحمدلله انا طيبه الحين ..
جات بتمشي من جنبه لكن مسك يدها : ماتبين اوديك الطبيب ؟
: لا مايحتاج .. هذي حاله ضيق تنفس عاديه .. اذا كان كل مره بتوديني المستشفى اذا تعبت .. عز الله شاب راسك ..زياده .
رفع حواجبه وشد على يدها مع طيف ابتسامه على وجهه : زياده ... قصدك اني شبت يامدام ..
ضحكت بخفه واخفتها بيدها ... و احتجت بعدها : لا ابد .. انت شيخ الشباب .. لكن تعبير على انك بتتعب ..
غرق في ضحكتها المغريه ... و تأملها .. حاولت تنسحب من يده .. لاحظ عليها الخجل بعض الشيء ..
شدها ناحيه جسده ..لتختفي في ثنايا جسده العاري .. احتضنها بكل رقه .. ..
وقال : لاتخوفيني عليك مره ثانيه ... عض شفاته وكأنه ارتكب غلطه فادحه .. و ارتعشت عضلاته
ادعى القوه وهي بين يديه وانه غير مبالي .. كعادته ..يبني قشوره الصلبه حول نفسه..
شهقت بإثاره مكبوته .. و تفاجئ سيطر على مشاعرها ..لاول مره يعبر عن عاطفته بصراحه ..
انتعش جسدها و خرجت متاعبها من مساماتها الواسعه .. وان تقلصت عضلاته ..تعرف انه شاق عليه الاعتراف
فهي كما تعرفه.. رجل صعب يحسب لكبرياءه الف حساب ..مبطن بمئات الخلايا المتصلبه التي لاترق بسهوله ..
تركها بسرعه و قال بحده يحاول يكون فيها عادي ... : عن الدلع .. بتقوم الصلاه وانتي مأخرتني .
ابتسمت من خلفه .. وان ازعجتها طريقته الفظه .. لكنها في قراره نفسها ان مايفعله اويقوله يزيد من حجم
ما تكنه له في قلبها ولا يتنقص منه ..



*************************


كما اعتقد بالفعل .. اصبح محط انظار الجميع .. الجده والاخوات .. وحتى سلطان المذهول الذي تركه قبل
ساعه .. لم يترك اي اثر للتعاسه .. خبأها كلها لنفسه ولن يشاطرها مع احد غيره ..
ابتسمت سلوى و قالت بلهفه : والله زين مااخترت يا سعود ..ربي يبارك لك ان شاء الله ..
هند بفرحه : ياي .. يعني قريب بيكون فيه زواج عندنا ..
سلوى : ان شاء الله .. وزواج مين ..سعود بن احمد بن عزيز السلطان .
عبست الجده و اكتفت بالصمت..
تكلمت العمه فاطمه بعد سكوت طويل : الله يقدم اللي فيه الخير .. لكن قبل يومين نويت انك تاخذ بنت عمك
ويش اللي جرى لك ؟
فأعقبت عليها الجده وكأن فاطمه اعطتها تلك الانطلاقه السريعه : ليش يايمه وشفيها بنت عمك ؟ مااقول
ان نجمه فيها خلاف .. لكن خبرني يا ولدي وشفيها .. سمعت عنها شيء .. ولا هي ماتريدك ؟
ارتجفت يديه .. و تيبس حلقه .. شعر برغبه في الهروب ..
تدخلت سلوى بطريقه دفاعيه : بسم الله ..وشفيكن ؟ ويش تفرق نجمه عن الثانيه .. كلهم بنات ناس و محترمات
لكن النصيب .. ريهام ماشاء الله ماهي بايره كل يوم يتقدم لها واحد ...
قاطعتها الجده : البنت لولد عمها ... وين بتروح عنه ؟ هو احق فيها
سلوى : ليش ؟ هي قطعه ارض ولا نعجه تسوقونها بدون شور .. البنت عقلها في راسها وتعرف تقرر ..
تدخل سعود بهدوء مع ابتسامه عرفان اهداها لاخته : يا يمه .. البنت ماتريد تتزوج الحين حتى تخلص جامعتها
وانا مستعجل ودي اتزوج بسرعه .. وعلى قوله سلوى ويش تفرق نجمه عن الثانيه .
شد من قبضته كنهايه يتمناها.. لما لايسهلون عليه الامر .. ويتركونه يمضي في تعاسته بمفرده ..
سألته سلوى : قلت ل ليلى اكيد طارت من الفرحه ..
: لا باقي ..قلت اخبركم انتم بالاول .
نطت هند لعنده وقالت : الله يخليك .. انا بقولها الخبر .
شدتها سلوى من شعرها وقالت : لا انا الكبيره .. واعرف اتصرف .
ودخلت الثنتين في نقاش حاد ماله اي نهايه ..
فصل سعود بينهم وقال : ولا واحده منكم .. انا اللي بخبرها ..
طالع جدته وقال بإحتياج : وانتي ياجدتي .. ماودك تسمعيني دعوى يسر لها القلب وتشرح الخاطر .. يعني ماتبيني اتزوج
ابتسمت الجده بحزن و قالت بصدق : لا والله ياولدي .. اني فرحانه لك .. انا من لي غيرك ياسند ظهري .. جعل يومي
قبل يومك ياولد الغالي .. ربي يسعدك ويهنيك ..ويرزقك بالزوجه والذريه الصالحه ..
قامت فاطمه قبل يسمع مباركتها ...
ابتسم بتفاؤل محاول ان يطرد غمامه اليأس و التشاؤم التي ظللته .. هو رجل لاتعسفه الظروف سيكون مثل غيره
لن يموت ان لم يتحقق مايريده .. الزواج بعض الاحيان ليس لتحقيق غايه او طموح يرتجيه .. او نهايه تقليديه لقصص
الحب .. ما كان يريده لن يظهره الزمن عيبآ و عارآ على رجولته ..
بل وسيله في بعض الاوقات للراحه والاستقرار والعيش فيما يرضي الله .. فالرجال جميع ينهجون نهجه ولايبالون ..
وهو ايضا لايبالي .. و الدليل القناعه بعد ان همس لنفسه برخاء ينعش روحه : الله يكتب اللي فيه الخير .


************************************



عوض الساعات التي انقطع فيها عن العمل ... و كد حتى الثانيه عشر والنصف ... ولم يبالي
لم يخطر بباله انه سينغمس دون ان يدرك الزمن ..
تأفف بإنزعاج لانه خرج عن وقت الدوام الرسمي و اخل بنظام الشركه وان كان المتواجد الوحيد مع
مدير الحسابات والسكرتير ..
ارخى نفسه على الكرسي بتقلص وارهاق .. .. بعد اعطى الاذن لمدير الحسابات بالانصراف ..
دخل طلال : استاذ مطلق ... الوقت تأخر ..
دعك جبينه و قال بتعب : دقايق اراجع بعض الاوراق المهمه .. انت تفضل روح البيت ..و اعتذر عن تأخيرك .
ابتسم طلال : لا ابدا مافيه مشكله .. لكن بكره جدولك مزدحم .. فيه موعد مهم مع مهندسين المشروع لازم تحضره
لانه تأجل اكثر من مره .
رفع رأسه بإبتسامه مرهقه : شكرا ياطلال.. تقدر تروح .. نلتقي بكره بإذن الله .. مع السلامه .
: مع السلامه ..
انتظر حتى انقفل الباب .. وطلع جواله اللي قفله بعدما دخل الشركه .. .. انهالت عليه الرسايل

آنَا آحبّك " ,
وَ لِـيْ فِي شُوفِتِك غِيْر آلعُمِرْ عُمْرِيْن ,
آنَا مِنْ كِثْرِ مَا آشْغَلْنِي خَيَآلِكْ ,
بِيْنُهُمٍْ سَــآرِح

ارتفعت حواجبه بدهشه و غيظ .. بعيد عنها في تلك الساعه .. ود لو يرى معاني تلك الكلمات حتى يستكين
قلبه عن النبض المجنون ان يفهم كيف تكون رسم الكلمات على لمح المشاعر ...
انتفضت حواسه و.. ابعد الجوال عن مرمى يده .. فأنتفض قلبه برنين رساله اخرى
شد قبضه يده و اكتفى بالتحديق ... و خانته قوته القصوى.. ممسكا بجواله .. يحاول تنظيم انفاسه وضبط اعصابه
كرجل راشد لا تخونه ثقته في نفسه ..

ليه ما ارتآاح الا وانت جنبي !!
ولما عني تروح اتعذب واعآااني
بكل صراحة عنك انا مليت اخبي
بجد ابيك وما ابي انسآن ثاني ..~


ودي تعرف عن مدى احسآسي وحبي
بس كل ماجيت اعبر ما امدآني
ابغى اقول انك سكنت { وسط قلبي }
واني اتنفس عشآانك موعشآني ..


ارخى عضلاته المشدوده بإتسامه كبيره .. تظهر اسنانه و تخفي حقيقه مايشعر به ..
هل حقآ كانت ستجرؤ ان ترسلها وهو امامها ... او تتفوه بالحقائق بدون عناء
لكن الا يعرف معنى تصرفاتها.. انصياع حواسها و خجلها وهي بين يديه ..
لؤلؤه عينيها الراقصه و مزيج المشاعر فيها ..

"آنا آحبك "
ماذا تقصد بهذه الكلمه .. وهل تعنيها ؟ هل تجدني شخصآ محبوب .. تفتقده و تشعر بغيابه
قام من مكانه .. مسير الخطوات بقوى عقليه خفيه .. يداري شعوره بالامبالاه كالعاده ..
يرافقه شوق للقياها ... ألم تكون معه طيله النهار .. ألم ينم في حضنها .. و كأنها ملاكه الحارس
لم تغب عنه .. صحيح هو يفقد تذكرها في غمره الانشغال
لكنها تعود وتطل عليه بصورتها الروعه ..هناك خيوط تجذبه نحوها ..كل مافيها يشغل بالها ويؤرق افكاره ..
اشتد طوله في لحظه تعقل و تدراك نفسه ... لوهله جرفته مشاعر مراهقه لم يدرك معناها .. ليس هو
يشعر بأن روح غريبه قد لبست جسده .. وغمرته بالضياع في واقع هو من رسم خطوطه الثابته ..
ومشى في دروبه الواضحه بدون علامات فارقه او مفترق طرق تضيعه في متاهات مجهوله ..


*******************************


قطعت الغرفه بالذهاب والاياب حافيه ... بروده اعترت جسدها العاري تقريبا تحت الحرير القاني
وسماكته الشفافه... ضربت رأسها بقبضتها .. وشتمت نفسها.. غبيه .. غبيه ..
يعني لازم ارسل رساله ... اصلا تعرفين انه مابيرد عليك .. وانتي هنا آكله نفسك بالشكوك
يارب حاسه اني تسرعت .. مالها داعي من الاساس ارسل ..
طلعت مذكراتها و استلقت على السرير .. راقبت الساعه ... وعقرب الدقائق قد استقرت دقاته على رأس الساعه
الواحده تمامآ.. تأففت بضجر و كتبت على رأس الورقه....

" دقات قلب "

ابتسامه عاشقه
و قلب يخفق بألحان شاديه في فجر كل ليله
لا يعرف السكون او الركون ..
انتظار متواصل و لحن يعزف على اهبه الاستعداد
عيون عمياء تطارد وهما او اسرابا
او حتى حلما كضوء شارد ... في سراديب الظلام
يبني قصورا في غباب الظلمات ..
و يمد جسوره في عالم الخيالات المرسومه على لوحه بيضاء بلا وعي و ادراك
همسه لا تنسى
و صوره حفرت في الذاكره
حلم عنيد ... محارب لا يعرف الهزيمه
قاسي لا يهاب الدموع و لا يجثو عند خيانه المشاعر
يسكن متربعا على ضفاف قلبي
مسيطرا على جيوش المشاعر المرهفه ..




مع كل كلمه كتبتها .. اغرقت عينيها بالدموع ... لما تتأثر بما تكتبه ؟ و كأنها تمتحن صدق كلماتها
ابتسمت لنفسها و استرخت بهدوء على صفحه مذكراتها التي مهما كتبت فيها لاتصف ما تشعر به
لاتعلم كم من الوقت قد مضى ... لم تشعر إلا بالدفتر قد سحب من تحتها ... فأفاقت من احلامها
اتسعت عيونها وجلست بسرعه .. اعترتها تلك الرعشه لتهز مكامن قوتها وضعفها ...
ابتسم على شكلها المسكينه .. رغم ان ظل عشر دقايق يتأمل فيها ..وهي طبعا ماحست فيه ..
رمى بجسده المنهك مع اهه طويله على السرير وقال : غريبه سهرانه لها الوقت ..
ناظرته ...رومقت دفترها بسرعه وحاولت تأخذه وهي ترد عليه : ما جاني نوم ...لكن توي كنت بنام ..
رفع الدفتر فوق وابتسم : لها الدرجه الدفتر مهم عندك ؟
جاوبته بسرعه و بتذمر : دفتر مذكراتي .. اكيد مهم عندي .. ارجوك رجعه لي ..
رفع حواجبه بغيظ : ما عندي مانع خذيه بنفسك ..
حاولت تصل له لكن كان يرفع يده ويرواغها .. ففقدت توازنها و طاحت على صدره ..
تأوه بألم مع ضحكه ... قالت بإنزعاج على شكلها ..قربها منه جعلها مرتبكه : تستاهل .. اعطني الدفتر بسرعه
لف يده حول خصرها وثبتها على صدرها : وشفيك ترتجفين كذا .. بردانه..
توهج وجهها بالحمره .. و قالت : شوي .. بتعطيني الدفتر ولا لأ ؟
رفع خصله خلف اذنها ومرر يده بتكرار على ملمس شعرها وقال : خلص .. لكن في الاول تقولي ليش هو مهم لك ؟
حركت اصابعها على ازرار ثوبه وجاوبته بإبتسامه خجوله : لان فيه كل لحظات حياتي .. و ذكريات طفولتي ...
استغربت صراحتها العفويه معها والتعامل بدون حواجز لكن كل هذا جعلها مرتاحه .. و شفافه..
هز رأسه بإقتناع وقال وهو يحاول يتفح الدفتر ..: اوكيه ..بفتح على اخر صفحه اشوف ويش كنتي تكتبين ..
صرخت بخوف : لا ..
طالعها بفضول ملح .. فأكملت برجاء : هو عادي طبعا ..لكن .... الصفحه الاخيره ماتخصني ..
اتكى على يده وابتسامه غامضه على وجهه .. فحب يرحمها وقال : طيب .. خذي دفترك ...

وقف و مد يده بالدفتر وقال بجديه سيطرت على كلماته : كان بإمكاني اني اقرا الدفتر .. لان مافي اسرار
بين الزوجين .. لكن بترك على حريتك ..
بان عليها التردد فرفع الدفتر وقال : كلامي صحيح ..؟
خطفت الدفتر بسرعه : صحيح .
: انا باخذ لي دوش .. لاتنامين ابغاك في موضوع خاص

عدلت نفسها واخذت مكانها في السرير وتمنت يجيها النوم ..لكن حاسه اليوم ان ماعندها اي رغبه في النوم بتاتآ
غريبه ماجاب طاري الرسايل .. حست بخيبه الامل .. يعني مااهتم مثل العادة .. اهم شيء مايعرف اي شيء عن
مشاعري ناحيته .. لازم اكون عاديه معه .. يعني بيفرق شي ياغبيه .. الحال مثل الحال مايتبدل ولا يتغير ..

ماذا تحاول ان تفعل ؟
هل ستتخطى ألسنه النار التي اوقدتها بنفسها و تدعي انها تجيد القفز من فوق الحواجز ببراعه ..
حمقاء..هاهي توقع نفسها في شرك افكارها الساذجه ..
هو رجل لا تقيده املاك خاصه ..ولاتحرره منها كلمات موثوقه ...
هل كانت تريد ان يأخذها بالاحضان ويؤكد لها انه علامه مسجله و ابديه لها.
هل كان سيهز رأسه ويقبل بشكل عادي ؟ ألم تعرفه كفايه
والم تعلم ان هناك شتان ما بين حواء وادم في كم وكيف العاطفه التي تحتويهما ..
ماذا تريد..؟ يختلف البته عما هو يريد ؟ ولن يقول ..
جلبت لنفسها خيبه امل و ألم انكسار لعواطف لا تعرف الاستقرار داخلها ..


ابتسمت لخروجه السريعه ..و قلبها يخفق .. شكله رجع له ذكرى شخص حبت تطمسها كلها بمعالمها ولكن ماقدرت ..
تخدرت حواسها .. و طافت عينيه على تقاسيم وجهه .. وعلامات رجولته الطاغيه ..
مازال يقرأ تلك التعابير التي تذهب و تجيء على صفحه وجهها ... دعك راسه بإرهاق واضح عليه
سألته : انت بخير ؟ كملت بتوبيخ : شعرك مبلل والغرفه بارده ... جفف شعرك بسرعه
تنهد بتعب ..ارتاح على مسند الكرسي و تجاهل كلامها ...
تأففت .. اخذت المنشفه واقتربت منه .. و جففت شعره ... وهو مغمض عيونه و مسترخي ..
ابتسمت لما شافت اساريره انفرجت ولانت ملامحه المرهقه ..
سأل بهدوء : ليلى ...كم مقاس جزمتك.. قالها بطريقه عاديه ..فاجآتها
تركت تجفيف شعره ...و جاوبته بشك : مقاس ؟
: ايه مقاس ..
رجعت خصله وهميه لخلف اذنها .. .. و دارت نص استداره : 38 .. ليش تسأل ؟
وقف لها و دخل سريره وقال بإبتسامه راحه : حاجه في نفس يعقوب ..
اقتربت و عندها فضول كبير ... و سألته بإلحاح : طيب قول لي بسرعه ... بتشتري لي يعني ؟
ضحك وغمض عيونه متجاهل إلحاحها ... : بكره اقول لك ... إلحين تعبان ..
... تنرفزت من بروده و عدم اهتمامه ... وهزته : لا .. ماعندي صبر حتى باكر.
مسح عيونه بإرهاق : انا تعبان ... قفلي على الموضوع ..
قاطعته بحزم وكأنها تنتقم من لامبالاته معها : لا.. مابقفل عليه ..
رفع حاجبه الايمن دليل على تغيرمزاجه : ماتلاحظين انك اعطيتي الموضوع اكبر من حجمه ... سألتك سؤال
وانتي جاوبتي عليه ..
ردت بإنفعال مع ابتسامه خجوله : لا ابدا ... بتقولي ولا والله ما اخليك تنام ..
ضحك وسحبها ناحيته وقال : انتي متى خليتيني انام ... دائما مزعجه ..
شهقت و ضاقت عيونها و قالت بسرعه : حرام عليك ...
لف يده حول خصرها ... وقال وعيونه مغمضه : خلاص ..بقولك ..ناصر شاف واحده يوم العزيمه .. و ماعرف عنها
غير رقم الحذاء ..
استغربت ... طالعته بجديه وقالت : طيب ويش يبي منها ؟
: الاخ يقول انه حبها من اول نظره ... حتى انه شبها بـ سندريللا
ضحكت ليلى وقالت بإعجاب : سندريللا .. شكله رومنسي .. والله ياحظ اللي تتزوجه...
فتح عيونه ... وطالعها بتفكير ... فبادلته النظره بإستفهام .. : وشفيك ؟
: قفلي النور ... ودي انام ..
استغربت تغير نظرته ... كأنه متضايق ... قفلت النور .. وواجهته .. واستمعت بهدوء لانفاسه
وكأنه غط في نومته ... ابتسمت وكأنها تذكرت شي

( ليلى :سمر عن اللقافه ماتشوفين البنت ..ادخلي ياوداد ماعليك منها .
وداد : كل كوم واللي شافني طايحه كوم ثاني ...ياني اعتفست و تفشلت ..
ليلى .. : مين شافك ؟
وداد : والله ماادري ..لكنه عديم ذوق و قليل ادب اكيد ..قعد يضحك علي ولا همه شيء ..)

اقتربت منه وهمست له ..: مطلق ..اظن اني اعرف من اللي شافها ..
لوت فمها وطالعت السقف ورجعت تبتسم ... فكرت في وداد ..
وداد طيبه وحنونه ... و اظن انها تنفع لناصر ..
يعني ناصر محتاج لواحده مثل شخصيتها ...
سمعت صوته يقول لها : انتي ماودك تنامين ...
اتكت على يدها و قالت : كنت تسمعني .. اقولك اعرف سندريللا اللي يدورها الامير ..
تنهد بتعب وقال بدون اهتمام : خلاص بكره ..كلميني عنها .. نامي
نادته بإهتمام : مطلق ...
تبسم في الظلمه .. طول الوقت كان يراقبها ويدعي النوم ... بالفعل مزعجه
كيف ولا وقد نبض عرق مزعج في صدغه .. عندما امتدحت ناصر تركت له كل الحظوظ ..
وهو عن منأى عن عالمه ذاك الرومنسي ... المخادع
سلب كل تفكيره من اجل حذاء .. ما دهاه ؟ و ما سبب اهتمامها ؟
رفع نفسه لمواجهتها ... و قال بخبث : انتي ماتسكتين .. لكن عندي طريقه فعليه تنفع معك ..
ستدعي انه اجتذبها هو .. لكنها سلمته نفسها .. مبطنه تلك اللهفه التي اشتعلت في عينيها ..
فأطبق على شفتيها مقبلآ بشغف .. واحتوى روحها قبل الجسد .. متكاسلآ
متجاهلا ذلك التعب الذي ارخى عضلات جسده ..
نهمآ على المشاعر التي احدثت نقلة فوريه في حياته ...
لاتهمه سوى متعه اللحظه ... هي و هو ولا احد سواهما
لا سندريللا ولا الامير العاشق الذي ندم اشد الندم لذكره قصته الغبيه ..
فانسدل الليل في ساعات الفجر الاولى وكأنه للتو قد إبتدأ ..

همس الحرف 05-Dec-2018 05:25 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت التاسع والعشرون :






بدايه يوم قد سطعت فيه شمس الارض من المشرق ... و على بلاد الشرق قد بدأت معترك الحياه
من اجل الحياة ... هكذا تسير الايام برتابتها المعتادة ... نتقاسم مع الاخرين حياتنا .. و نعيش
وفق المعقول لاإفراط أو تفريط ....

منتعشه ... نديه في صباحها الباكر .. وكيف هذا وقد اصبحت لياليها تسقيها من الشهد الكثير
و لحظاتها معه لاتقدر بوصف كلمات او جمله معاني جزيله ... لن تتقاسمه مع احد ..
لاتعطيها حقه ذلك الينبوع الذي تفجر داخلها كان هو مصدره الحقيقي ....
اصبح ينسل يسيرا بدون عناء الى قلبها ... كل يوم تكتشف شيء جديد ..
لم تكن مخطئه عندما اعتقدت انه رجل يختلف عن سائر الرجال وسوف تقسم بأنه غيرهم ..
ولو وضعوا الجنس الذكوري في مواجهتها فلن ترهق نفسها البته ..
فمن غير الانصاف ان تشمله بالمقارنه ..
هاهي انفه الحب قد شمخت في سماء دنياها ... راقيآ بأجمل المعاني و اصدق المشاعر ..

خرج بسرعه وهي تلاحقه بعزم ان تنهي الموضوع الذي اسرها طيله الليل حتى انهاه هو بطريقته الخاصه
: مطلق .. لحظه ..
راقب الساعه وانتظر وصولها .. ابتسمت : مطلق ... بتقول لناصر عن البنت ؟
: اوكي اذا رجعت ..
تنهدت ومشت معه لحد السياره ..: ليش مو متحمس لصديقك الامير ؟ اكيد بتتحسن حالته ؟
كشر في وجهها وقال : والله كرهت قصه سندريللا بصراحه .. الله يسامحك يا ناصر .
: هذا لانك مو رومنسي ......... و ضحكت عليه رغم امتعاضه .
طالع ناحيه الملحق و بأمر اشار ناحيه البيت : ادخلي البيت بسرعه ..

اخفت ضحكتها و اطاعته دون نقاش ... لانها تصل لنقطه تشعر فيها بأنه لايحتمل المناقشه ..
يبدو جدي الملامح .. عاقد العزم دائما على الا يتخطى حدوده القديمه الباهته التي يقفز من فوقها
في بعض الاحيان ويعيش المجازفه ...

راقبها حتى اختفت عن انظاره وشق طريقه ناحيه الملحق .. دخل متذمر من قصه سندريللا والامير
في باله بيتخلص من الموضوع كله مع صاحبه .. علشان يريح راسه ويريحها بعد .
اول مادخل شافه نايم على الكنبه ..التلفزيون شغال ... ابتسم على شكله .. و تذكر ايام الجامعه
والسهر مع بعض ... قفل التلفزيون ... واقترب منه ..
هزه بشويش ..لكن ناصر قام مفزوع .. جلس بصعوبه ... و تنفس بإرتياح لما شاف مطلق ..
ارخى راسه على الكنبه وقال : مطلق .. انقذتني من كابوس فظيع ..
تنهد مطلق بضجر وهو يجلس وقال : خير ان شاء الله ..
انعقدت حواجبه وقال بتمهل وهو يتذكر : شفت سندريللا ..
وقف مطلق وقال : يا ذا السندريللا ناشبه لي نشبه ... قول بسرعه انا مشغول ..
كان يلاقي صعوبه في التذكر .. لكنه قال بعد مدة : شفتها كانت واقفه قدامي لابسه فستان زهري ...
كنت ألبسها نفس الحذاء اللي معي ..... و فجأه ابتسمت ..و تركتني ...
ناظر مطلق بإستغراب و كمل : غريبه .. سندريللا ما تترك الامير لما يلبسها الحذاء .. صح يا مطلق
تجهم مطلق ... و قرر ان يخفي عليه التطور الجديد في قصه سندريللا و معرفه ليلى لشخصيتها ..
الحذر من الوقوع في الصدمه والارتداد بعد كومه من الخيالات المزعجه ..
عدل شماغه وقال بإستعجال : ماادري عنها .. يمكن راحت تجيب فردة الحذاء الثانيه ...
رغم ان مأساه صاحبه لا تفرح ... لكن ضحكه ناصر ابهجته على الاقل ...
وقف ناصر بصعوبه ومشى ناحيه غرفه النوم .: صراحه مافيك خير .. تيسر لشغلك ودي انام ...
وقبل يدخل كمل بتذمر :ايه تعال ... يااخي طفحت من كثر السوائل ..... قول للاهل يجيبون شيء يسد جوعي ..
ابتسم مطلق وهو يفتح باب المحلق .. وقال بدون يطالعه : نحن نتبع اوامر الطبيب ... مع السلامه
كشر ناصر في مكان مطلق الخالي .. وقال بقهر : مسوي فيها حريص .. .. لو بيدي دخلتك مستشفى المجانين
و قول بعدها نتبع اوامر الطبيب ...


*****************************


جلست مع خالتها والابتسامه ماتفارقها .... تأكل بشراهه غير معتاده ..
ولم تنتبه للاعين المعجبه التي تراقب ...
رفعت رأسها فجأه ... و اكتسى وجهها بحمرة مفرطه ....
نطقت ام مطلق : الله يهديه مطلق كان افطر قبل يمشي..
و كأنها حست بشيء ... ترمي بكلمات الاشتياق الواضح والملموس ...
جاوبتها : كان مستعجل ... يقول عنده شغل كثير ...
: الله يقويه ... إلا خديجه ارسلت لناصر الفطور...
ردت بحزن : والله حالته تحزن .. كل وجباته شوربات ..
: ربي يسعده ويرزقه بواحده مثلك ...
ابتسمت ليلى وجاوبت بتفاؤل : ان شاء الله واحدة احسن مثلي . ..
قاطعتها رساله الجوال ...فتحتها... وابتسمت .. كانت رساله من نجمه
تبلغها بأنه ماعندها رصيد وتنتظرمكالمتها ...
دقت عليها بلهفه ...وانتظرت حتى ردت ..
ليلى : صباحك فل ..
نجمه بصوت متعب : من وين الفل ياحظي ..صباح الخير
حست ليلى بتغير صوتها : خير يانجمه وشفيه صوتك ؟
:تعبانه .. مسكتني سخونه و مابتفارقني ..
: ألف سلامه عليك يالغاليه .. انا اقول ما رديت علي.. والله اني مقصره في حقك
: اكيد مقصره ... إلتهيت في بعلك و تركتي صديقه الطفوله ..
ضحكت ليلى و قالت : نجمه عن اللقافه ... مريضه و لسانك باقي طويل ..
نجمه : اذكري الله ... لاتحسديني ..
ليلى : لا إله الا الله ... الله يعين خالتي ام صالح عليك ..
: الله يعينها صح .. البارحه صالح قال اني في ضيوف بيجون عندنا الليله .. وهي مسكينه ما ارتاحت .
ليلى بخباثه: لايكونون خطابه ..
ضحكت نجمه وهمست بصوت منخفض : من فمك لباب السما... لكن والله ما ظنتي ..
ليلى : استحي يابنت وقومي ساعدي امك... مافيك الا العافيه .. وكلميني اذا راحوا ضيوف اخوك
نجمه : خير ان شاء الله ... يالله ما اطول عليك ... سلمي على سموره .. مع السلامه..
: انتبهي لنفسك .. مع السلامه..

ابتسمت و قالت بصوت مسموع : الله يرزقك يانجمه ويسعدك ان شاء الله ..
تدخلت ام مطلق : هذي رفيقتك ..
: ايه هذي هي .. تقول انها مريضه شوي ..
ام مطلق : ربي يعافيها ..
ليلى بصدق : امين يارب ..





*****************************




دخل زياد بسرعه .. اليوم تأخر عن شغله على غير العاده ...
لكن سيارته تعطلت دون سابق انذار في منتصف الطريق ..
واضطر انه ياخذ تاكسي وعلق في الزحمه بعدها ...
اول مادخل .. ضبط شماغه وسأل طلال : بدأو الاجتماع ؟
ابتسم طلال وقال : صباح الخير استاذ زياد ..تأخرت ..
تنهد زياد : الله المستعان .. سيارتي تعطلت ..
طلال : من حسن حظك ..تأخر الاجتماع شوي ... لكن تفضل غرفه الاجتماعات ..
ارتاح زياد و انشرحت اساريره ..فجلس بإرتخاء وقال : الله يبشرك بالخير ... ويش سبب التأخير ؟
طلال : الاستاذ مطلق ..
بحلق زياد فيه بعدم تصديق وقال : خير ان شاءالله ...
بمجرد انتهاء الجمله دخل مطلق .. بشخصيته الفريده .. اعطى نظره سريعه للاثنين وقال بأمر
: طلال .. استدعى الجميع لغرفه الاجتماعات .. ..
ناظر لزياد وكمل : تفضل معي استاذ زياد .. اعتذر عن التأخير ..
ابتسم زياد بتوتر ..: لا ابدا مافي مشكله ماوصلت الا قبل خمس دقايق..تعطلت سيارتي في الطريق ..
و اخذ يتكلم براحه .. وفي داخله اعجاب كبير بشخصيه مطلق .. مسيطر ومتواضع
هاله من القوه و الخبره والثقه بالنفس محيطه به ... مما يكسبه هيبه واضحه تجعل الاخرين تحترمه ..
ولاتخافه ....
اول ماجلس .. انطلقت نغمه جواله ... أغنيه لإحداهن نانسي عجرم ام أليسا رفع فيها مطلق حواجبه
بإستنكار لتلك الكلمات المزعجه للاسماع ....
ارتبك زياد وضغط على انهاء المكالمه بسرعه مع ابتسامه اعتذار ...
:بإمكانك انك ترد على المتصل ... عندك وقت ..
لكن زياد غير رأيه ... لما شاف المتصل سلطان ... ارجى الرد لبعد الاجتماع
اغلق جهازه وقال : مايحتاج ... هذا واحد من الشباب ... بكلمه بعد الاجتماع ..

تشاغل مطلق بالاوراق اللي معه ... في انتظار بدء العمل .. .. فأعلن جواله حاله الطوارئ
اخرج جواله.. ليرد بآليه : نعم ...
تكلم بأريحيه وهو يوقف : هلا يمه .. آنا في المكتب ... خير في شي ؟
اقترب من النافذه و كمل : على راحتك ... ماعندي مشكله .. خلاص ... مع السلامه ..
قفل جهازه ... وظل واقف مكانه لحتى انفتح الباب و دخل طلال معلن بدء الاجتماع ..




******************************





جلس لوحده .. بعدما قلت اجتماعاته مع جده.. عنده احساس ان علاقته بجده اصبحت فاتره بعض الشي
يقضي الوقت الكثير مع سلطان و كأنه بطريقته يعاقبه على ذنب كان مقصده و نواياه خيره ...
تأفف ..لمهمه قادمه صعبه بعض الشيء .. وده لو يرمي بحله الادعاءات و الخداع قليلا و يرتاح ..
تردد انه يكلمها وينقل لها ذلك التطور المريب .. هل ستفهم و لا تنبش في الخفاء او تحمل شيئا من الشكوك في دواخلها
لكنها ليلى ؟! الوحيده القادره على فهمه و تفسير مشاعره .. تستطيع ان تقدر موقفه و تحترم رأيه مهما كان ..
انتظر لحظات حتى امتلك شجاعه يسيره و اتصل بها ..
ابتسم تلقائيا بمجرد سماع صوتها .. .. ليرميه الشوق عند جاده الحقيقه ..
تغلغلت كلماتها بلهفتها : هلا بقلبي وحياتي وعمري ..
ضحك سعود و غارت عينيه بحزن الاشتياق : الله الله .. شوي علي .. هلا فيك يالغاليه ..
ليلى بذلك النفس الطويل : سعود يالغالي .. اخبارك واخبار اهلي ؟ وحشتوني كلكم
: تسلمين يالغاليه ..كلنا بخير وعافيه .. انتي كيفك .. وكيف مطلق معاك ؟
ابتسمت تلقائيا و قالت بصدق : والله كلنا بخير .. ياعلني فداك يالغالي والله وحشتوني ...
رق صوتها .. حاجه الانثى مهما عاشت وطال بها العمر .. حاجه تتداركها النفوس المشتاقه .. نذور الحياة
لابد منها ..صله فطريه في القلب ومن القلب وإليه تعود .. شوق لاتدفنه الايام وان شق عليهم اللقاء ..
لكن ذاك انبئته حواسه بخوف فطري على من يحبه قلبه .. انفتحت ابواب عقله لرهافه احاسيسها ..
اخته القريبه الى مسكن فؤاده ... يقيس مدى احتياجاته بمدى بعدهم عن بعضهم البعض ..
رصد توتر صوتها و نداءات قلبها الصامته ...
: ليلى .. ليش البكا ؟ فيك شي ؟ لاتخوفيني عليك ترى والله مايردني عنك الا لسانك ؟ الحين اركب السياره و ..
قاطعته : فديتك ياخوي .. مافيني الا كل خير .. لكن مشتاقه لكم كلكم .. جدي وجدتي و البنات .. طمني عليهم ؟
سعود :كلنا بصحه وسلامه لاتنشغلين في احد .. الله يهديك يا ليلى .. كان ودي اقولك خبر يشرح الصدر
لكن الله يهديك عكرت مزاجي ..
ليلى : الله يسعد ايامك .. قول ويش عندك ؟
تنحنح مدعي السرور لكنه يحاول ان ينقي صوته من نبرات التعاسه : اخوك قرر يخطب ويتزوج قريب اذا ربي يسرها ..
كان صوتها عادي .. لم تتفاجئ ..
: انا عارفه انك نويت الزواج ؟ لكن متى جايين تخطبون ريهام ؟
كمل بإلتزام : الله ان شاء الله
اندهشت من تعارض كلامه : كيف الليله ؟ انت هنا ولا في الديره ؟
: لا انا في الديره ... لكن اللي اخطبها موجوده هنا ..
التزمت الصمت حتى يفهمها بوضوح دون مقاطعه ...
ضغط بأصابعه على جبينه التي استحالت قطعه من الجليد ...: اللي ودي اخطبها هي ... هي ...نجمه ..صديقتك ..
كل اللي سمعه في الطرف الاخر شهقه صدمه او مفاجئه غير متوقعه ابدا.. وفقا للظروف والاسباب
و النصيب الاكبر وفقا لاختياره هو .. لم تتوقع التطور المثير للجدل في حياة اخوها ..
ساد الصمت طويلا .. وبدأ حوار طويل بين الاخوين لايفهمه سواهما ....




*******************************



سحبت يدها بسرعه عن الصينيه الساخنه ... بدون انتباه منها عادت الى جاده الصواب ..
بعد ان اغرتها الافكار في الانحراف قليلا..
كانت مشتته الفكر وضائعه ... اتصالها مع اخيها غير مزاجها ..وتركها تدور في مدار واسع من الاسئله
و الخيالات الممتده بدون اي اجوبه ..
دوامه كانت تتناصفها ريهام ونجمه ... ابتدأ بريهام .. وغير رأيه ..فجأه ؟
السبب بيكون سلطان اكيد ..يمكن عرف ان سلطان خطبها قبله وتراجع عن الموضوع ..
بعدما سلمت امرها واقتنعت فيها كإختيار ورغبه من سعود ...رجع و قلب توازنها و يختار
الوحيده المفضله عندها والاختيار الامثل والاول عندها لاخوها الوحيد ...
ما تقدر تصف شعورها بالتحديد .. مزيج من الفرحه و الفضول والراحه وعدم الاقتناع وبعض الرضا
لنفسها ولرفيقتها لكن .. خوف و استفهام كبير على اخيها ...
ماتنكر ان نجمه المفضله لها و كانت تسعى اقترانها بسعود .. لكن في الاول والاخير مصلحه اخوها
وسعادته فوق رغباتها ...
قال لها ان في اسباب ثانيه مايقدر يقولها .. وهي ماتقدر تخاطر وتكلم نجمه .. ودت هي لوكانت السباقه
في البدء و تخاطبها مباشره ... لكن هي غير واثقه من الاسباب ... خايفه تتورط في شيء ما تعرفه
ولاتفهمه ... بتترك الامور تسير بهدوء بدون تدخلها و في النهايه بتشوف النتائج ..
دخلت اريام صبت لنفسها الماء بعدما سلمت عليها ..
طالعت كيك الشوكولاته بإعجاب وقالت : لمين هالكيك ...شكله لذيذ ..
ابتسمت ليلى وخرجت من صمتها : صراحه للتوائم ... بمشي مع خالتي عند وفاء .. لي مده ماشفتها
ودي اسلم عليها ..
اخذت لها لعقه من الشوكولاته : الله يعينك عليهم ... تراهم مثل الغراء لاحبوا شيء مايتركونه .. طالعين لخالتهم سمر
مصلحجيه ...
ليلى : على قلبي مثل العسل ... بترك لك قطعه لو تبين انتي وسمر ..
ابتسمت اريام وقالت : مشكوره ...
دخلت خديجه .. : مدام .. ماما كبير تقول في روح عند مدام وفاء ..
: طيب .. انا خلصت .. اطلعي وجيبي عباتي ..
طالعت اريام : وانتي ماودك تمشين معنا ؟
: بتطولون هناك ..
: والله ماادري .. على حسب .. لكن اذا غيرت رأيك تعالي انتي وسمر ..
جات خارجه فسألتها : كلمتم مطلق .
ابتسمت ليلى تلقائيا : اكيد .. واحنا بنخرج من البيت من دون شوره ..



****************************



جلست في زاويه ..بعيده عن صخب التوائم .. تفكر ..في الاونه الاخيره
شغلتها امور كثيره .. اولها قصه سندريللا و ناصر .. و بعدها قصه اخوها و خطوبته المريبه ..
لازم تتخلص من الامور العالقه لها هنا ...و بعدها تكون قريبه من اخوها و تعرف كل الحكايه ..
جلست وفاء جنبها و سألتها : خير يا ليلى .. من ساعه جيتك وانتي جالسه لحالك ؟
ليلى : لا مافيني شي.. لكن كنت افكر في امور شاغلتني .
وفاء : كيف امورك مع مطلق ؟
ابتسمت وردت بعفويه : الحمدلله .. امورنا تمام التمام ..
ردت وفاء الابتسامه وقالت : ربي يسعدكم و يحقق امانيكم ...
اكتفت بالابتسامه الخجوله مع ابتهالات الاماني لمثل تلك الادعيه ...
انصرفت وفاء وتركتها لافكارها تحاورها من جديد .. لكنها فكره طرأت في بالها و بدأت في تنفيذها
لحقت وفاء .. وسألتها : وفاء .. ودي اسألك ؟ وداد مرتبطه ؟
ابتسمت وفاء و ردت : لا .. ليش تسألين ؟ عندك لها احد ..
ارتاحت مبدئيا وقالت : تقريبا
اقتربت وفاء منها و همست : تتكلمين جد .. من هو ؟
: ناصر
عبست وفاء ورددت :مين ناصر ؟
: ناصر صديق مطلق ... اقولك تعالي احكي لك القصه كامله
ضحكت ليلى لما تذكرت مطلق وتذمره من حكايه سندريللا وسط تعجب فاتن ..
فكملت : والله انها قصه ...



*****************************



دخلت البيت بسرعه .. خائفه و واضح عليها التوتر .. اخذت نفس طويل ورسمت ابتسامه عريضه
ونادت بصوت عالي : اريامو .. اريامو ..
خرجت خديجه من المطبخ : منو فاتن ؟
كشرت في وجهها : لا خيالها .. اخلصي علي وين اريام
ردت لها خديجه التشكيره وردت بإستهبال : وين يعني .. اكيد في غرفتها ..
طلعت بسرعه الدرج قبل تتوقف في منتصفه وتشوف اريام على راسه ..
اريام : خير يافاتن .. اتصالك خوفني ..
راقبت المكان و سألت : وينها خالتي و زوجه اخوك المحترمه ؟
: طلعوا زياره لوفاء ..
جلست على الدرج بدون اهتمام و لوت فمها بفكره طرأت في بالها ..
قعدت اريام جنبها وطالعت وجهها .. وقالت : واضح انك مو طبيعيه ..
فاتن : مافيني شي ... حاسه بالوحده . ..
: وحده ..غريبه ؟
طالعتها بإستغراب وقالت : ليش غريبه ؟ انتي ما تحسين فيه لان عندك اخوات ..
ردت عليها ببرود : الامر عادي ..
وقفت ونفضت عباتها : على قولتك الامر عادي .. المهم انا جائعه .. اعملي لي شي اكله ..
اريام : طيب روحي غرفتي وبلحقك على طول ..
طلعت الدرجات المتبقيه بسرعه .. و كملت دون اهتمام حتى وصلت للاعلى .. رمت بنظره من فوق
كتفها للاسفل .. واتجهت بسرعه مع التفاتات حذر ... ودخلت المكان الوحيد ..و مبتغاها الرئيسي
رمت بشنطتها بسرعه على الكنبه ... و دخلت غرفه النوم .. عضت شفايفها و نظراتها تتركز
على السرير الكبير .. اقتربت ولامست ستائره المخمليه بهدوء ..
لا تنكر تلك الكومه السوداء في قلبها اتسعت حتى اصبحت فجوه هائله لاتسدها اي شي
ولا حتى تلك الضغائن المتراكمه ...
لم تكن لنتسى ابدا ... اشتعل ذلك في قلبها ولم تجد له حلاابدا ..
كل يوم تمني نفسها بأن غدا نهايه احقادها ..لكن يبدو ان الصله بينهما تزداد قوه و صلابه ..
تنفست بهدوء و حبكت افكارها .. اسرعت في تنفيذ خطتها بشكل اسرع و ادق .. و ايضا اوضح
بغيه الانتهاء بالشكل الصحيح المرغوب ...
ابتسمت بخبث لانجازها الرائع و تمنت بأن تصيب في رميتها للمره الاخيره .. وان تسهل لها
الخطوات الاخرى ..
خرجت من الغرفه بدون اثر وبهدوء كبير وحرص على المتابعه بشكل عادي دون اثاره اي ا نتباه..
ونفضت عن يديها ... بإبتسامه رضى .. وسارت بشموخ متناسيه تلك الاثار خلفها التي لاتتضح
للعيان تكون خفيه ..متسخه و ذات رائحه كريهه .. دنيئه مثل احقادها سامه تقتل صاحبها قبل ان تخرج منه .
والاهم لاتخفى على من يعلم خائنه الاعين وما تخفي الصدور ..




********************************



لعبت وضحكت .. وماانتبهت ان الوقت مضى بسرعه ..
ركضت لجوالها و تذكرت انها قفلته ...
ضلت تفكر وهي تتأمل شكلها في المرايه.. بنطلون جينز اسود .. وبلوزه بيضاء طويله وضيقه ..
خافت تستقبل اي شي من نجمه ولاتعرف كيف تصرف الامور لمصلحه الجميع ..
سمعت وفاء تناديها من غرفه النوم .. فقامت لها ..
وقفت على عتبه الباب ..
مدت وفاء بالجوال لها وقالت بإبتسامه : تفضلي يامدام زوجك يبغاك ضروري ..
عضت اصبعها و اخذته منها بهدوء .. مع ابتسامه خجوله ...
ردت بهدوء : الو .. مطلق ... انتظرت لحظات حتى كلمها بهدوء
: وينك انتي ؟ ادق على الجوال يعطيني مغلق ؟
: اه .. خالص شحنه .
مطلق : طيب ماعند وفاء شاحن ..
تنهدت وقالت بصراحه : الحقيقه انا قفلته ... ؟
ماسمعت صوته لكنه رد عليها بهدوء اكثر : وليش ؟
طالعت ناحيه وفاء المتشاغله بملابسها .. لكن تعرف انها تسمعها فقالت : بعدين اقولك ..
حبت تغير الموضوع وسألت : انت في الشركه .. ترجع تتغدى ولا مشغول ..
ضحك على طريقتها العفويه في الاسئله : لا انا مشغول حاليآ .. لا تنتظروني .
ظلت ساكته ... لفتره ..فاستشعر القلق في صمتها ..
فتكلم برسميه لما دخل طلال عليه : اكلمك بعدين .. مع السلامه ..
انتظرت شوي و بعدها قفلت ... كان ودها تقول عن اللي مضايقها .
و تعبر عما اعتلى القلب من هموم ... لكن يبدو ان الظروف لاتسعفها
ابتسمت في وجه وفاء و خرجت بهدوء ..
و انشغلت بوقتها موزعه وقتها بين اللعب مع التوائم او الجلوس مع خالتها و وفاء ...
و تجنب التفكير بخطوبه سعود .... لنجمه رغم ان الوقت ضيق الخناق عليها ..
ماقدرت تتحمل ... فتحت جوالها .. وانتظرت .. لعل في رساله او اتصال يفاجئها ...
طلت سمر من خلف الباب .. وبصوتها المزعج : ليلى ..نحن هنا ..
ليلى :بسم الله .. من وين جيتي من انتي ..
ابتسمت سمر و جلست جنبها : من الفضاء الخارجي .. من وين يعني ؟ من البيت اكيد
والله زهقت لحالي .. قمت اخذت بعضي و جيتكم ..
تأففت بضجر فلاحظت سمر عليها وسألتها : وشفيك شكلك مشغوله ؟
: لا قاعده انتظر اتصال من اخوي .. إلا تعالي وين اريام ؟
: مارضت تجي معي ... تقول تعبانه ... انسه فاتن هدت حيلها بالسوالف ..
قلبت ليلى عيونها وردت بإمتنان : الحمدلله ماكنت موجوده ..
سحبتها سمر من يدها : امشي خلينا نجلس برى والله الجو حلو ...
اخذت جوالها معها.. وطلعت معها كان الكل جالس .. والبنات يلعبون في المراجيح ..
الجو شوي بارد و ملابسها خفيفه عليها .. لكن رغم كذا جلست جنب خالتها ..
غمزت لها وفاء وقالت : ليلى .. مادق عليك مطلق ؟
ليلى : لا مادق .. ليش تسألين ؟
ضحكت وفاء : سامحيني يا ليلى .. انا دقيت عليه وقلت له يجيب معه عشاء جاهز ..
وصراحه قلت انك انتي اللي تبينه ..
ابتسمت ليلى وكأن الفكره اعجبتها و سألت بفضول : ويش كان رده ؟
انقطع الكلام فجأه بدخوله المفاجئ.. : طبعا وافقت .. جلس جنب امه وكمل بعدما انحنى عليها بقبله احترام
: والله خفت من جوعك تاكليني وانا نايم ...
ضحك الجميع بإستثناءها .. بينما اكتفت بالابتسامه .. مع كلام العيون الطويل ...
تنحنح مطلق تحت سيطرتها الصامته و انتهز الفرصه : ياله انتي وياها .. جهزوا العشا تراني ميت من جوعي ..
وقفت ليلى مع البنات لكن استوقفها فجأه : لا تدخلين المجلس .. ابو نايف وولده ...فيه .
: ان شاء الله ..
وقبل تدخل ناداها .. لكنه وقف و اقترب منها تحت انظار والدته ..: ويش هالملابس اللي لابستيها ؟
طالعت ملابسها بشكل اعتيادي وهمست بشك : وشفيها ملابسي ؟
كرر جملتها بإستخفاف فغطت فمها تكتم ضحكتها وكمل : مالقيت الا هالجينز الضيق تلبسينه...
: حسبت انه مانطول في الزياره ...وكنت مستعجله ..
طالع ناحيه امه .. وشافها اخذت راحتها و استلقت مكانها .. فسحبها من يدها لمكان بعيد وفاضي
وسألها بجديه : اي موضوع كنتي بتكلميني عنه ؟
: اجله بنتكلم فيه في البيت ..
: لا .. اساسا جيتي بدري علشان افهم ..
ابتسمت و حركت اصبعها على ازرار ثوبه وقالت : مافي شي مهم ... كنت مشغوله على سعود
:وشفيه سعود ؟
: بيخطب ..
ضحك وقال : وكل هذا علشانه ..
هزت رأسه بقلق وقالت : لا الموضوع مو كذا .. سعود بيخطب نجمه ..
: طيب ؟ وين المشكله ..
: مطلق .. خايفه ان سعود مااخذها عن رضى .. لانه في الاساس كان يحب ....
ابدى عدم التأثر وتكلم بجديه : حتى الحين مافهمت سبب المشكله او سبب انزعاجك ...
مسكت يده برجاء : مطلق افهمني ... هو قال لي قبل عن واحده كان يبيها ... يعني يحبها .. وفجأه بيخطب غيرها ..
ابتسم بسخريه : يا بنت الحلال ..بلا حب بلا كلام فاضي .. سعود عاقل وما يتأثر بالتفاهات ..
مشى بشكل عادي و تجمدت قدميها عن الحراك وهي ترقب خطواته الواثقه بدون احساس بها ..
كلام فاضي .. و تفاهات .. وجنون يدك ابواب التعقل ان كان محبا ويملك تلك المشاعر ..
صدمت به .. او بنفسها او لاتعلم بمن اصطدمت بالفعل ...
اهي مشاعرها التي قفزت بخوف عندما رأت شبح الواقع .. و عفاريت الحقيقه التي اطلقها بسهوله
لا تعبير بعدها ... صمت و خفوت وخفقان بدأ بالهدوء ... وذبول مفاجئ بعد ربيع كان قد عمر في القلب
وطال امده تعتقد هي ...

وٍنٍيًتِ مٍنٍ َقِلبُيً تِلوٍعُتِ عُقِبُگ
سِلبُتِ ليً َقِلبُيً وٍ جَرٍحِگ سِرٍقِنٍيً
أَقٍِوٍل َقٍِلبُيً تَِقٍِوٍل وٍشُ عُآدُ َقِلبُگ
وٍإنٍ جَيًتِ أبُخٍفٍيً آلحِبُ جَرٍحِگ َفٍضَحِنٍيً



************************************



لم يخفى عليه تلك الحاله الذهنيه الغائبه .. حضور جامد وابتسامات اشبه بتكشيرات باهته في وجه الجميع
تدعي الوجود وهي غائبه ..
كان يوقن في قراره نفسه ان هناك شي وضع في مكانه الغير مناسب ...
كرجل راشد و متعقل يفهم صيغه المشاعر التي تبحث عنها الانثى وتقدسها ... لم يتجاهلها لكنه في الحقيقه
اخطأ في صياغه الكلمات بطريقه تجعله واضح و شفاف ..
كان بالامكان ان يتحكم في دوران الكلمات التي خرجت بحده .. وسيفهم هو ولا يريد ان يعلم او يتأكد بالفعل انه
جرحها ... صحيح مازال يعتقد انها تفاهات و خزعبلات الفارغين ... و مازل متأكدا من ذلك
فصديقه قد صدع رأسه بحب من اول نظره وسندريللا الضائعه .. وهاهي ترثي حب اخيها وتضحيته من اجله
و الى اخره من تلك الامور التي لايحب السرد فيها مطولا .. لانه بإختصار لايفهمها بالشكل الصحيح
ماذا يقول لها لكي تهدأ ؟ ياللهول وياللمصيبه ... ومسكين اخوك ضحيه ؟
كان لابد ان يثبتها على ارض الواقع ..لكي لاتزلزلها الظروف ...
دخلت الغرفه ورمت بعباتها على الكنب بإهمال .. تحت نظراته المترقبه ...
ظلت فتره ... في الحمام وبعدها طلعت ... كان لابد ان يهدي من ثورتها الصامته ..
مسك يدها بسرعه ولفها ناحيته ..
سألها بهدوء : ممكن تفهميني سبب زعلك ؟
تعجبت في امره .. يرمي بكلمات قاسيه في وجهها وفي النهايه يسألها ..
ردت بمزاجيه غير قادره على العطاء معه : مافيني شي .. من قال اني زعلانه ..
رد بثقه : انا متأكد .. لكن كيف تبيني اخذ ردة فعل واضحه ... تبيني مثلا اقول اخوك مسكين و يحتاج مساعده ...
عقدت ذراعيها على صدرها وقالت بهجوميه : وانت تعتبر الحب كلام فاضي و يخص المجانين ...
رفع حواجبه بدهشه ..إلتقى معها في مكان غير واضح .. كان يبحث عن رده الفعل فنسي الفعل تماما
غاضبه من اجل تلك الكلمات ..
ضحك بسخريه : كنت اعتقد انك زعلانه لاني مااعطيتك حلول في مشكله اخوك ... وليش اقول عنها مشكله
الامر عادي جدا ..انتي مكبره الموضوع ... الحب ماهو سبب للزواج ..
: لكن تعتقد انه تفاهات ..
رفع اصبعه بتفهم : لا انا ماقلت انه تفاهات .. الحب اللي يسبق الرابط يعتبر مضيعه للوقت و كلام فاضي ..
تنهدت بتعب لكن رغم كذا ارتاحت : يعني تؤمن بالحب بصفه عامه .. ؟
ابتسم بسخريه : والله ماادري عن الحب اللي تتكلمين عنه بالتحديد .. لكن علشان اريحك اوكي انا معك ..
رجعت لنقطه البدايه ... وحست انها دخلت مكان مظلم مافيه اي نور ...
: مطلق .. انا ماودي انك تريحني .. ممكن يكون لك رأيك الخاص .. لكنك تحبطني صراحه .. سعود اختار
واحده وحبها بمحض ارادته ... وبين يوم وليله اختار واحده ثانيه .. انت ماتفهم المشاعر الخاصه .. هو ..
حركت رأسها بتوتر تبحث فيها عن الكلمات المناسبه ...
فقاطعها بجديه و جمود : وانتي تفهمين المشاعر الخاصه ؟
ابتسمت وهي تطالعه بأمل : اكيد افهمها ... انا امرأه ابغى احب وانحب ... وانا ...
سبق اعترافها الخطير ... بجملته المعبره في ملامحه القاسيه : وانتي اكيد عرفتيها قبل الزواج ؟
وانغشت بالظلام في عينيه و مادت الارض تحت قدميها ... ماذا يقصد ؟
ماله اي داعي يذكرها و يزعج اسماعنا فيها ..
قبل الزواج ... حب قبل الزواج ... تلك التفاهه التي تسبق الزواج .. كان يعتقد انها عاشت قصه ليلى العامريه
التي اماتها الحب والهوى على مااعتقد ... من يظن نفسه ؟ واين ؟

شعر بنبض يكاد يفتك برأسه ... اشتد فكيه لذكرى فارقته طويلا وعادت تحتل نصف دماغه الان ولايرى سواها
"انا احبها و هي تحبني"
وعادت تلك الاوهام تحوم حول نفسه ... وهاهي تصيغ عباراته بطريقه وكأنها تسرد فيها ذكرى ولحظات حب
لم يعيشها هو و تصفها له بكل اريحيه وهو احمق احمق احمق ... سمح لنفسه ان يقع في محظور افكاره
ويعبث معها بدون تخطيط ..

تجهم ..في وجهها وادار ظهره لها >>> يعارض تلك الرأفه التي ارتسمت في ملامحها .. واشتدت وتيره
الصمت حتى ضاق به ذرعآ.... وده يخرج من نفسه فكيف بالمكان وهو معها ...
: تكلم معي بوضوح ؟ ضحكت بإستخاف وكملت : لاتخليني استعجل في فهمك ؟ ...
انطلق صوتها من العمق .. حتى ظنت ان داخلها ركام و دخان ... اصبح خوفها رمالآ متكدسه تخفي امالآ جمى ..
لن تنطقها حتما لن تخبره بمدى ضعفها .. بمدى حبها .. وبمدى امتهان مشاعرها .. معه هو ..
طالعها وعيونه خاليه من المعاني ... : افهمي اللي ودك تفهمينه .. في اشياء في حياتنا ماننساها حتى ولو حاولنا
مثل قصص الحب قبل الزواج ...
اغمضت عينيها رغبه ان تعيش الحلم .. لا.. سترضى به حتى ولو كان كابوسآ .. جحيمآ مطبقآ عليها بالعذاب
سترضى به .. عن تلك الدقائق التي تقضيها معه الان ..عن تلك الحماقات التي يتفوه بها .. وتجعلها تعيسه لحد لايطاق ..
: إنت مجنون ...

شد على فكه بقسوه .. و احتدت نظراته فعبث به الحِلم و ماد به التعقل بعيدا ... واكد قولها بفعله السريع
بحركه واحده .. جرد التسريحه من كل شيء عليها .. فانتشر عطرها في المكان وامتزج بنفاذه عطره ليعلن
تمازج و تناقض غريب .. حده وهدوء وتصارخ رغبات ...

ارتمى دفتر مذكراتها بطريقه قدريه .. تحت قدميه ولتكون النهايه هناك .. حيث وقع بصره على مااخفاه القدر له
حتى الان ... ما أتمن نفسه عليه اصبح خيانه عظيمه ...
ارتعدت مكانها .. ولاول مره وفي لحظه غمرتها كلها بخوف كبير .. قبل لحظات كانت ستغامر وتخطو خطوه للامام لكن الان
ودت لو تعود للخلف بخطوات واسعه تبتعد فيها عن لحظته الشيطانيه المخيفه وتختفي عن الانظار و تبتعد بأقصى سرعه ..
بعيدا حيث لاترى مثل تلك النظرات ... او تعود لها .. في زمن قادم ..
التقط دفتر مذكراتها بوتيره بطيئه مصروعه و متردده .... ومات كل شيء على باب الحياة وابى ان يتواصل معها
في اي لحظه من اللحظات .. ندم فتك به بقسوه .. و خيبته في نفسه اشد وطئا من خيبته فيها ...
لان الصدمه اشد واقسى مما كان يتوقع ... او حتى يتخيل ..
ارتفعت نظراته الناريه الجوفاء إليها ورفع دفتر مذكراتها بطريقه آليه : انا مجنون بالفعل.. لاني ارتكبت اكبر غلطه في
حياتي .. اني تزوجتك ..

شهقت بخوف .. وعلقت نظراتها في صوره مبتسمه ضاحكه ... فأنتقلت مابينه وبين الاخر برجاء وخوف ... وتوسل
ان يقف عند تلك الثانيه ويعود بتعقل ... تعقل من اجله ستهديه حياتها كلها ...
لكنها عرفت ان المصائب بعض الاحيان لاتأتي فرادى ... ففي حالتها جاءتها تواليآ لاتعرف التمهل ولا الشفقه
كانت ومازلت تصارع البقاء من اجله فقط .. فغرقت في اليأس حتى اخمص قدميها ...

غطت فمها بيدها المرتعشه بخوف شل كامل جسدها : اقسم يا مطلق ........
صرخ بعنف : لاتقسمين .. شفت بعيني اثبات كلامك ... الحب والحب والحب ... و انا الزوج المخدوع ..
اقترب بخطوات سريعه ..فتراجعت خطوة للخلف لم ترغب ان تخطوها ...
استشعرت حراره جسده ..و سخونه انفعاله .. حتى ماتراه في عينيه عادة قد اختفى و استحال انه كان موجودآ
من الاساس ...خافت انه يفقد اعصابه و يمد يدها عليه وقتها تضمن انها دقائق حياتها اصبحت معدودة ... او ينهي
حياتها بما لم يكن في الحسبان ...

؟؟؟؟؟؟؟

فـ ختم على كل شيء بكلمه ... طمس بها وجودها وغمرها بالتعاسه والعذاب ... ستعيش مجرده منه ومن الحقيقه ..
مثل ما بدأ معها بقسوه ... .. انهاها بتلك القسوه .. وجردها من روحها النديه لتصبح خواء و فضاء وبعثره هواء
وحمل ثقيل زاد من هلاكها و القى بها في طوفان حياه غادره لاتعرف الرحمه .. او بالاصح قلبه الغادر
الذي لايعرف الرحمه ولا يحمل ولو جزءا يسيرا من حب .. تكدس في قلبها وكله له لاغيره ..
ودعته لاخر مره ... برجاءات وصراخ مكتوم و حلم وأد قبل ان ينفض انفاس الولاده ... ومات كل شيء
على اعتاب الضياع .. واختفت النقوش التي زخرفت بها البدايه ... واندثرت الذكريات ..و فقدت في الضباب .


والأمَانِيْ الليْ رُوينَاهَا أمسَتْ " جفَافْ " !!
والله ضآآآآيقه يا بشرْ / وضآق فيني هالصبرْ
ومَا تغيّرْ أي شيّ !
هَذا إنتْ و هَذا آنا ..
و بِيننَا [ كُومَة مآسِيْ ] !


جَرحْ / يَأسْ / خُوفْ /
ألمْ

ا
ح
تِ
ض
آ
ر !!

همس الحرف 05-Dec-2018 05:26 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الثلاثين ..








شهقت بخوف .. وعلقت نظراتها في صوره مبتسمه ضاحكه ... فأنتقلت مابينه وبين الاخر برجاء وخوف ... وتوسل
ان يقف عند تلك الثانيه ويعود بتعقل ... تعقل من اجله ستهديه حياتها كلها ...
لكنها عرفت ان المصائب بعض الاحيان لاتأتي فرادى ... ففي حالتها جاءتها تواليآ لاتعرف التمهل ولا الشفقه
كانت ومازلت تصارع البقاء من اجله فقط .. فغرقت في اليأس حتى اخمص قدميها ...

غطت فمها بيدها المرتعشه بخوف شل كامل جسدها : اقسم يا مطلق ........
صرخ بعنف : لاتقسمين .. شفت بعيني اثبات كلامك ... الحب والحب والحب ... و انا الزوج المخدوع ..
اقترب بخطوات سريعه ..فتراجعت خطوة للخلف لم ترغب ان تخطوها ...
استشعرت حراره جسده ..و سخونه انفعاله .. حتى ماتراه في عينيه عادة قد اختفى و استحال انه كان موجودآ
من الاساس ...خافت انه يفقد اعصابه و يمد يدها عليه وقتها تضمن انها دقائق حياتها اصبحت معدودة ... او ينهي
حياتها بما لم يكن في الحسبان ...

صرخ بجفاف بهت فيه لون وجهه : هذي خيانه .. ويش تبيني اعرف اكثر من كذا ؟

فـ ختم على كل شيء بكلمه ... طمس بها وجودها وغمرها بالتعاسه والعذاب ... ستعيش مجرده منه ومن الحقيقه ..
مثل ما بدأ معها بقسوه ... .. انهاها بتلك القسوه .. وجردها من روحها النديه لتصبح خواء و فضاء وبعثره هواء
وحمل ثقيل زاد من هلاكها و القى بها في طوفان حياه غادره لاتعرف الرحمه .. او بالاصح قلبه الغادر
الذي لايعرف الرحمه ولا يحمل ولو جزءا يسيرا من حب .. تكدس في قلبها وكله له لاغيره ..
ودعته لاخر مره ... برجاءات وصراخ مكتوم و حلم وأد قبل ان ينفض انفاس الولاده ... ومات كل شيء
على اعتاب الضياع .. واختفت النقوش التي زخرفت بها البدايه ... واندثرت الذكريات ..و فقدت في الضباب .
" خيانه " " خيانه "
تهشمت عند كلمته .. واعتبرتها حد جارف للانهايه ..
قابلت عنفه بهدوء حذر واقتربت : انت تتهمني بشي مالي يد فيه ..
ناظرها بجنون ... رفع المذكرات بيده .. وحذفه على التسريحه بدون اهتمام ..
وتهشمت قطع الزجاج قدامها ... يحمل اجزاء من صوره ضائعه .. محطمه للقادم الغريب ..
بالكاد قدر يخرج انفاسه كالنيران من صدره ..
مايدري يحط حرته فيها و لا في نفسه ...كانت قريبه منه لدرجه الخطر ..
ملامح وجهه المنفعله .. متصلبه .. وعرق في جبينه يكاد ينفجر من شده الغضب ..
وكان الخطر نفسه ... والخوف يلازمها ..
صرخ بغضب شديد : اتهمك .. اتهمك .. الصوره قدامي ويش تبين اكثر ..
" صاحب الحق صوته اعلى " جمله رنت في رأسها ولاتدري عن فاعليتها في مثل حالتها
: اقسم بالله يامطلق .. مالي علاقه فيه ..
تجاهلها وكأنه ابد ماسمعها ... ولم يبالي بقسمها العظيم ..
صرخ في وجهها بحده : ماانسيتيه صح ؟ تكذبين على نفسك ولا علي ..
انتفضت مذعوره وتمنت من اعماق قلبها .. ان نامت ليلتها اليوم بسلام فإنها لن تنسى لحظاتها هذه ..
شمخت ما تبقى لديها من قوه : مطلق .. انت تهين كرامتي ؟ انا معك ..ماعمري فكرت في احد غيرك ..
اقترب منها فتراجعت خطوه للخلف ..حتى ان حراره مشاعره قد شعرت بها قبل ان يلمسها
انتفضت بين يده .. لم تمانع لمساته .. لكنها خافت منه في الواقع ...
لم تكن تلك لمساته المعروفه بل قبضات من حديد ... يحرق بها جلدها ويؤذيها ..
كان يريد منها ان تصرخ ان ترفض الالم .. لكنها زادته سوءا واشعلت ماتبقى من رماد الامس
لكن هو من اصخب جسده بإستنفار جميع الحواس ..
ضرب بقبضه يده على الباب بدون وعي منه .. بل غضب اعمى البصر والبصيره ..
تراجعت للخلف بهلع جمدها ..
شعرت بكل ضربه على الباب فيها هي ...
خافت على هلاكه من نفسه ..
خافت ان الغضب يهشمه بدون رحمه ..
خافت ان يؤذي نفسه بما لايستطيع دواءه غدا..
مسكت كتفه وقالت برجاء: مطلق ... الله يخليك ...
دفعها وناظرها بإحتقار .... شد على اسنانه و قبض على يديه بقوه .. متجاهل نبض الالم الذي تورم في امشاط يده ..
همس بهلاك و قسوه ..: تعتقدين بطريقتك بترك له ... لاوالذي خلقني .. بتعيشين معي مثل الجاريه
وبعلمك كيف تخدعيني مرة ثانيه ..
حاولت تفتح فمها لكن فعلته اخرستها .. امتدت يده بقسوه نحو شعرها وشده حتى كاد ان يقتلعه من جذوره
او فعل وكفى ...
و قال بنبره جافه مافيها رحمة : لاتفتحين فمك .. كرهتك وكرهت كل شيء فيك ... ماابغى احس بوجودك معي
فاهمه .. .. دفعها بقسوه لترتطم بالجدار وانصرف ...
وتركها لنهش الاوهام و طعنات الالم الموجعه التي تباغتها من كل مكان ..

" ادركت تلك المقوله الضائعه في صفحات الكتب ان ساعاتنا في الحب لها أجنحه .. وفي الفرآآآق لها مخالب ... "
ومابقي من العمر اكثر من ما مضى ... واندثر .. في ثواني معدوده تختفي اثر السنون..
في ساعات الفقد والالم يعيش المرء اضعافآ وينحني قوس الحياه بشيخوخه قد هدت حبائل صبره وقوته ..
وهي ضائعه في اللامعقول ... لو كانت تسمع بمثل قصتها ماكانت الا لتخاف ان يحدث لها مثلها وتدعو ربها
أن يبعد عنها الشر والشرور ... لكن كان ماكان وانتهى ..

لكنه بالفعل حدث ...لم تتوقف الدموع و سيل المشاعر المنجرفه .. عدم التصديق مازال ساريآ ولم تفصح عن الحقيقه
تأملت الصوره وقطعتها لاجزاء صغيره بدون تأمل .. اللي شلت نصف عقلها ... كيف وصلت لهنا ؟ ومين ارسلها ؟
صوره سلطان .. اللي عمرها ماشافته إلا بالصدفه ..
لكن كيف جات صوره لغرفه نومي .. ولدفتر مذكراتي بالتحديد ...
شك واهانات و تجريح و قسوة فظيعه ماتصورتها ابدا.. لو حلفت لثلاثه ايام متواصله ما بيصدقها ابدا ..
اجهشت بالبكاء بحرقه .... في زاويه مظلمه .. تجاهلت رنين جوالها .. ونست كل شي حولها ..
ضربت خدها .. بحيره وكلمت نفسها بصوت مسموع ...
والعمل ياليلى ؟ وين اروح ..ياربي رحمتك
ويش اسوي ؟ ياربي ..
حسبي الله ونعم الوكيل ...حسبي الله ونعم الوكيل ..

قامت بسرعه .. فتحت الانور ونفضت سريرها و قلبت الادراج .. خايفه يكون في شي ثاني يفاجئها
تحسست الالم في شعرها .. ومسحت دموعها بإرتعاش .. دارت حول نفسها بضياع ..
وارتعبت من نغمه الجوال ... كانت نجمه تدق ... شكلها عرفت بخطبه سعود ..
لكنها مشلوله عن الكلام ومصدومه من اللي صار وماتقدر تتكلم ..
اخوها في مرحله مهمه في حياته وماتقدر تعكر عليه بمشكلتها .. او بالاحرى مصيبتها
حست بالاختناق ... و وجع كبير في صدرها ... و ماتت عندها رغبتها في الحياة .. بدون ارادة استسلمت ...
هدها التعب حتى استرخت على ارض الغرفه البارده ... كالتي سرت بين جوانحها
الان وانسلت من يدها عناقيد الامل في بلوغ ماكانت تطمح إليه ... و رفعت الرايه للخضوع .


**************************


لم يحتمل البقاء ولم يستطع ان يواصل في المواجهه وهو على الطرف الخاسر ..
تداركته الاماني و لاامل في اللحاق بها وقطف ثمارها .. وفاتته محطات الحياة الرغيده ..
و انصدم في مدى حماقته .. و نسيانه لامر مهم ...
اخذ سيارته و مشى بدون هدى .. مقهور .. و الغضب سيطر عليه ... ضرب المقود بقوه ..
متجاهلا كل نبضات الالم في جسده .. يده التي هد عظامها بضربات متواليه .. ام عزمه الذي مات ..
صرخ بشده .. حتى حس بالالم في حباله الصوتيه ... و رضخ للصمت بعدها وكأن شيئا لم يحدث ..
لأول مرة يشعر برغبه في البكاء بصوت عالي ... ويعبر عن مشاعره بالطريقه الصحيحه ..
كان يظن انها مثل غيرها .. بتقنع في حياتها وتخبي مشاعرها ..و تدعي انها زوجه مخلصه وصادقه
وفي النهايه كانت تخدعه .. و تخفي حبها بين خصائصه هو .. و تحت سقف بيته ..
خدعته بسهوله وهو اغتر بوجودها معه متناسي الحسابات الاخرى ...

... آآآآه يامطلق ..
ارتكبت اكبر غلطه في حياتك .. غلطه انك تعلق حياتك بإمرأه وتعتبرها شيء مهم فيها
لكنها كانت مهمه ؟ شي افتقدته و احتجته ..
ارتوي لما اشوفها وألمسها .. و احس الرضى ..
ارتاح بوجودها قربي ...
اآآه يامطلق .. انت السبب ؟
تخليت عن تماسكك .. و كشفت كل اوراقك لها .. وهزمتك بسهوله
لكن الوقت ماانتهى ..
بتدفع الثمن غالي .. غالي بقدر المهدور ..كرامتي و عزه نفسي كرجل ..



**************************


تلك الليله المشؤؤمه لاتنسى ابدآ ...
كل منهما عاش في كابوسه الخاص بعيد عن الاخر ...
ليلى .. سجينه بريئه لاتملك من الحق سوى الكلمات .. ولاسبيل الى الفرار ..
ليس لديها من الحلول مايكفي إما الرضوخ .. لحياة ذليله توعدها بها ...
او المقاومة تدارك الاخطاء بسرعه وايجاد المسرات ..فكلامها شائكا وصعبآ ...
وعادت لها تلك الكلمات التي حفرت بجلافه داخل قلبها .. يكرهها و سيعتبرها كجاريه ...
كم هو صعب ذلك حقآ ....

طلع الفجر عليهما بعد ليلى طويل مليئ بالارق .. تتغنى فيه الكوابيس و تمرح فيه الهموم بدون قيود ..
هي استيقظت من غيبوبه موت جزئيه بشبح لها .. غير واعيه بنضوج لما حدث ...
وهو متعب على جميع الحواس .. يجلد نفسه بـ سياط مؤلمه .. لايريد ان يفرط في المزيد
ويخسر الان دوره هو ليضع قوانينه كلها ويتدارك حياته ويعيش بإلزام وفق مايريد .. وان انسلت
من بين يديه خيوط القيادة واتسعت فجوه الذل .. ألا ان تمرده يأبى ان ينهار ويسمح لاحد ان يسخر منه مجددآ .

انتظرته في كل دقيقه وكل ثانيه ... و تمني النفس لعله يرجع بعقل اخر لكن كل ساعة تمر .. تثبت شكوكه فيها
لكن كل ساعه مرت عليها .. تموت الاماني ببطء .. و تنخدع اكثر في كل لحظة مرت عليها ..
دخلت خديجه وانبهرت بتعجب على حال الغرفه ... لكنها ما تكلمت غير بالمطلوب مع نظرات الاستهجان الواضحه ..
: مدام .... ماما تقول تعالي افطري معي ..
تنهدت بتعب وبالكاد وقفت .. مالها اي شهيه في الاكل او الشرب او بالاصح حتى للحياة ..
لكن ايمانها يبعثها على الصبر ... هذا ابتلاء وعليها الاحتساب .. و اللجوء الى الله ليفرج عليها همها ...
بتحل مشاكلها بصمت وبدون إثارة ... اذا خرج الموضوع من سيطرتها بتكون المشكله اكبر ..
حست بدوخه .. جلست مباشره فاقتربت خديجه بخوف منها : مدام .. انت في مرض ؟

حاولت ان تبتسم لكن الالم في كل مكان ... و وقت التظاهر صعب عليها
حركت رأسها بلا.. و دفنت وجهها بين يديها وقالت : خلاص .. خديجه روحي انا بغير ملابسي و ألحقك .
مشت خديجه بتمهل وهي تراقب المكان حولها وعلى راسها علامه استفهام كبيره ... قبل ان تقفز من سؤال
ليلى المفاجئ : خديجه .. في احد دخل حجرتي البارحة ؟
بانت ملامح الخوف على خديجه .. وقالت بتوتر : لامدام .. انا مافي يدخل جناح انتي .. والله مدام ...

عضت اصبعها و دارت حول المكان .. بينفجر رأسها من كثر الاسئله
مين اللي تجرأ ودخل حجرتي ..؟
مين غرضه يخرب بيني وبين مطلق ؟
انا متأكده ..هذي صورة حطتها يد قاصدة الخراب ...
انا عادة ما اخرج من البيت ... وهذي انحطت في دفتر مذكراتي .. يعني كل يوم افتحه و اكتب فيه...
سألت خديجه بجديه : فيه احد جاء البارحه عندنا ؟
لما ماسمعت رد من خديجه .. استسلمت وخارت قواها على الكرسي محدثه صوت مزعج والتزمت
الصمت .. لكن خديجه قطعته فجأه : مدام .. هذي فاتن .. يجي امس عند اريام ..
وقتها حست بشيء ينفجر داخل رأسها ..
فاتن و مطلق ..
مابتكون مصادفه .. وجود الصوره في حجرتي .. لاني ماقفلتها مثل العادة ..
هي بدون شك .. هي تعرف كل شيء عني ..
هي الوحيده القاصده تدمر حياتي .. دائما كانت تحاول تخليني اتراجع او تزرع فيني الشكوك ..

>>>مطلق انسان شايف نفسه يعني معتد بنفسه زياده عن
اللزوم يحب يكون هوالافضل دائما والمسيطر و متعلم على كذا
يعني اكيد ما بياخذ واحده مثله تحط راسها براسه .. ..<<<

>>>لاتنسين اننا كنا بحكم المخطوبين ... اظنك تعرفين ؟<<<<

>>>>لا انا مؤمنه بالنصيب ..مثلما باعدك عن سلطان و تزوج واحده غيرك <<<

>>>> اساساً هالمكان المفروض يكون لي .. <<<<


كل كلامها لي وتصرفاتها كانت تثبت انها تطمر الشر لي ..
وتنتظر الفرصه .. كن كيف اعرف بدون ما اظلم احد ...

يارب اعني يارب .. ماابغى اظلمها ...
يارب تعرف اني مظلومه ومالي قوة ...
يارب اانصرني على من اراد بي شرآ ...
حسبي الله ونعم الوكيل في اللي كان السبب ..
حسبي الله ونعم الوكيل ...


سألت خديجه : انتي متأكده انها مادخلت حجرتي ؟
: مدام انا مايعرف كنت في المطبخ ..
: طيب خلاص روحي ..

رغم الحيره .. الا ان الامل موجود .. الامل بالله اكبر دائما ..
و مادام هي على حق ... فلاتخاف لانه لابد من يوم تبان في الحقيقه ...



************************



البارحه .. اعلن للجميع عن صدق قراره ...
و خطب نجمه اخيرا ... او جده خطبها له ..
ما ينكر الفرحه اللي شافها على وجه صالح ..
ابدى ارتياحه مبدئيا .. و اعطى جواب مؤقتا حتى يشوف رأي البنت ..
والمهله بينه وبين نجمه .. وهي بتحدد القرار والحياة القادمه الجديدة ..
كان بيدق على اخته و يخبرها .. لكن اكيد نجمه كفت ووفت ..
دخل سلطان وابتسم مباشره : صباح الخير يالمعرس ...
طالعه سعود بنظره يعني اسكت ...
سلطان : هيه ياابو الشباب اعطنا وجه .. يعني خلاص خطبت وتكبرت علينا ...
سعود : الله ماحلاك وانت ساكت ..
ضحك سلطان : متوتر .. خايف ترفضك ... ماعليك انا ضامن الموافقه ...
سعود : اقول اقلب وجهك ..قال ايش خايف ... إلا افكر الامور زادت تعقيد
احتمال انقل الرياض .. وجدي مصمم الا اتزوج قبل تبدا الدراسه .. وانت شايف ماباقي الكثير ..
سلطان : ما تلاحظ ان جدي معزم على زواجك .. اللي يشوفه يقول هو اللي بيتزوج ...
رد عليه بهدوء : يعتقد ان هذا افضل لي ... يقول انه مو ناقصني شي.. وظيفه و بيت وناقصني الزوجه ..
سلطان : وهو صادق .. ياشيخ اعقلها وتوكل .. بكره او بعده بالكثير يجيك الرد وان شاء الله خير ..
وبعدها ابدا بتجهيزات الزواج ...
ابتسم سعود ومارد عليه وكمل سلطان : وانا خلاص شكلي بودعكم ... ابوي دق علي يقول انه يحتاجني في المعرض ..
سعود : عاد انت تدلع انت ووجهك ... تارك ابوك يحوس لحاله ... يااخي حس بالمسئوليه .
سلطان : يا شيخ
فتره نقاهه ... العمر يخلص والشغل مايخلص .. لكن انا خلاص عزمت بأبدا حياة جديده ..
حتى اني افكر اكمل دراستي ..
سعود : الله يعينك ..
وصله صوت نغمته المخصصه لليلى ...فقام لجواله الموصول بالشاحن ..
: صباحك خير ...
عبس للحظه وسأل بخوف : سلامات يالغاليه ؟ علامه صوتك ؟

هب الاخر .. و اشتغل لديه رادار السمع ليبلغ حاجته ...
تدفق لديه الادرينالين .. لوجودها معه بشكل غير مباشر ..
و عبث به الاحساس بأنه ليست على مايرام .. وشعر بالغضب فجأه لانه غير قادر ..
انتبه لهدوء سعود .. فكان معه في كل صغيره وكبيره وانتبه ان يبحلق في سعود بشكل يثير الشك ..
ادار ظهره وتشاغل بجواله ...
فانفرجت اساريره فجأه بضحكه سعود ..اللي سمعه يردعليها بوضوح
: لا تتوسطين ولاهم يحزنون... يعني بتوافق علي لانها صاحبتك .. ما عليه اخوك قلبه جامد
ما بينهز على رفض بنت ..
: يصل ان شاء الله .. لا ماعندي غير سلطان ..
: خلاص اوكي .. اكلمك بعدين ..
قفل منها و ظل يفكر ... فباغته سلطان بسؤاله : عسى ماشر يا سعود ؟
سعود : لا مافيه الا الخير ... تقول انها تعبانه شوي .. علشان كذا انشغلت عليها ..
تنهد سلطان .. وسأل بدون انتباه : كيف زوجها معها ؟
انتبه سعود لسؤاله المبطن و تدارك الموقف بسرعه .. : مطلق ..رجال يعتمد عليه .. انا واثق فيه
و واثق انه بيسعدها ويريحها ان شاء الله ..
كرر سلطان من وراه : ان شاء الله ..
وتجاهل مطلق .. وتخيل لو انه هو من كان زوجها ماذا سيفعل من اجلها ؟؟؟


***************************


انتفضت بعدما ذكر اسمه ... وكأنه برجعها لنقطه الالم .. واستعجلت في انهاء المكالمه
كانت ستشعر بالخيانه لانه كان قريب منها عبر اخيها وهي لم تحتمل ...
حاولت بشتى الطرق انها تكون عاديه .. وبصوت مريح .. وسعيده ..
لكن اخوها شك في صحه كلامها .. ادعت المرض ..لكي تريحه واخترعت بعض من الاكاذيب
كان يجب ان تكون عاديه .. وتعيش وفق الموجود ..
ان تركن مشكلتها وحياتها الخاصه على جنب وان تتعامل مع حياة الاخرين بطريقه اخرى ..
وبالاخص المقربون لديها...
فليس لهم علاقه بما وقعت فيه .. ولايستحقون ان تقاطعهم او تعاملهم وفقا بمتغيراتها ...
ستضغط على اعصابها وعلى نفسها حتى لاتبين شي من متاعبها ... ستضحي براحه بالها من اجلهم فقط ..
كانت بتدق على نجمه ... لان الحاحها الواضح من خلال عشر مكالمات لم ترد عليها وعلى ثلاث رسائل
تطالبها بالاتصال عليها .. كان يضعها في مأزق حذر ..
لكن قلقها المتزايد على مطلق .. وعدم عودتها اتعبت عقلها وارهقت اعصابها ..
قاربت الساعه على منتصف النهار .. وهو من ليله الامس مارجع للبيت ..
خوفها يتزايد مع كل تجاوز لعقرب الساعه .. حتى انتصفت .. و عاد هو بطريقه عاديه
و كأن شيئا لم يكن ... بدى بحاله مزريه .. عينيه ذابله و محمره تحيط بها هالات من السواد
و ثوبه مجعد بطريقه لم تعتدها في مظهره من قبل ... وخوفها الذي تعاظم من بقع الدم .. ذكرها بأيامها تلك ..
دخل الغرفه ..بهدوء وتناول حقيبه ملابسه تحت انظارها .. وقد تسمرت مكانها
تنفست براحه اخيرا لكن مايفعله امامها يجعلها محتاره .. و خائفه
كانت بتسأله لكن ماقدر صوتها يخرج من عمقه.. إلا مهزوز
: مطلق.. انت بخير؟
مااعطاها رد ..فزادها ذلك ذعرآ ...
كانت بتصرخ فيه ..
يا رجل عد لنقطه التعقل ..
لاتظلمني و تخنقني بشكوكك ...
ليست لي قدره على ان اكون محرومه من مشاعرك ..

سألته بهدوء : مطلق .. ارجوك .. خلينا نتكلم و نفهم بعض .. انا ...
ضرب باب الخزانه بقوه اخافتها و ناظرها باشمئزاز ..
قال : ماقلت لك ماابغى اسمع صوتك ...
مااستسلمت له و قالت برجاء : اقسم بالله يامطلق انا مالي دخل في الصوره ..
اصلا مااعرف كيف وصلت ..
غمض عيونه و همس بكم كلمه وكأنه يطلب الصبر والاحتمال ..
وتكلم ببرود : اسمعي يابنت الناس .. الصبر له حدود .. وانا رجال تحملت الكثير
اصعب شيء على الرجال .. انه يعيش غافل و زوجته تلعب من وراه ..
حست بالظمأ والجفاف فجأه .. وتقطت سبل الامل .. و مارتجته سابقآ اصبح محالا
تحت وقع كلماته و نظره عينيه الصريحه لها بالاتهام ..
همست بألم : انت تظلمني يا مطلق... وربي ماعرفت رجال غيرك في حياتي ...
رمى بأغراضه والتفت لها .. والشرر يطل من عيونه ... واقترب منها
: لاتحلفين .. مابصدقك ..
بكت بصوت مسموع : طيب مادامك ماتصدقني اتركني .. اتركني .. مااقدر اعيش مع شخص يشك فيني ..
ضحك بألم واضح و قال بقسوه واضحه : اترك .. اترك .. هذا اللي تبينه ..تحلمين ...
مثلما قلت لك بتعيشين معي مثل الجاريه... بدفعك الثمن و اخذ حقي منك ببساطه...
صرخت فيه : مالك حق تعاملني كذا ... اذا ماتبيني طلقني ... انا اللي اطلب فرقاك .. ماعاد لي خاطر
اعيش معك ...
اشتدت يده وبهت لون شفايفه .. و ماكان منه كردة فعل ...
إلا ان اصخب الصمت بصفعه احتلت جزء كبير من وجهها
فتهاوت امامه على الارض من شدة الالم .. وقوتها ... و تهدل شعرها على وجهها
لم يكن منه الا ارتعاشات الغضب ... وهي ارتعاشات الخوف والالم و الصدمة ..
والحزن العميق ... حزن على مامضى .. وحزن على القادم ...
لم تعد تشعر بشيء في شق وجهها الايسر .. خدر جعلها تنتفض طالبة اليقظه ..
ولم تدمع عينيها لوهله تستجيب لعقلها .. هل هذا واقع يحدث معي حقا ؟
لن يصدقها .. ولن يكون...
وان فعل .. ففي قلبها مات شيء .. وهو يختنق ..
خرج ببساطه دخوله .. و تركها لأهواء الحياة

قفل الباب خلفه بعصبيه .... و تنهد بقهر .. لم يكن ان يريد ان يعاقبها بتلك السهوله
كان يريد من تعذيبها شي يسيرا بطيئا و متلذذا فيه ..
لكنه لم يشعر بالراحه... و لم يخفف ذلك العبء الثقيل على صدره ..
كل الذي سبق وفكر فيه تبخر .. عن طريقه العيش معها ..
اول خطوه كانت ان ينقل ملابسه كلها للحجره الاخرى .. وان يبتعد عنها بقدر الامكان ..
ان يتجاوز اماكن وجودها و يتركها وحيدة ...
بسط يده التي احمرت من شده صفعته... و قبض عليها بشدة ..
وارهف السمع ... فما وصله إلا الصمت ..
فلم يمنع نفسه من الخوف عليها .. وتأنيب نفسه
وإن كره لحظات شفقته التي لاتستحقها .. فمشى على وخزات ضميره بدون مبالاه .
عاد متصلبا خشنا.. لايقف عند فواصل الرقه والحنان ...
غير ملابسه ... وخرج من البيت ...
فتعقبه الاخر بنظرات الاستفهام .. ولاحقه حتى موقف سيارته ..
مسكه ناصر بصعوبه : مطلق .. انتظر لحظه
ناظره مطلق بنفاذ صبر : خير ياناصر .. ماعندي وقت ..
: وشفيك يارجال .. من البارح متغير .. من ساعه طلعتك وانا انتظر.. وين كنت ؟
تنهد مطلق : ناصر .. انا مو فاضي لك ..
شد ناصر عليه بعصبيه: وشفيك .. موفاضي .. مو فاضي .. كلها كلمه و السلام .. وشفيك يامطلق ؟
يااخي على الاقل ريح بالي .. من البارحه مانمت .. القلق اكل عقلي وفي الاخير تقول مو فاضي
ابتسم مطلق بألم و ربت على كتف صاحبه وقال : يعطيك العافيه ياناصر .. اعذرني ياخوي
عندي مشاكل في الشغل .. طلعتني عن طوري .. اذا لقيت وقت بقعد معك ..
تجاوزه ودخل سيارته بينما ناصر ردعليه : بروح بيتي ..؟
ناظره مطلق بتحذير : احذر تروح ... بيتك يبغى له تنظيف .. .. وناقصه اشياء كثيره..
وسكت لما تذكر قصه سندريللا والحاح ليلى عليها ...
وكمل بصوت اعلى متجاوز صوت المحرك : خليك .. بيننا كلام .. و مشى في طريقه بسرعه ..
مااخفى على ناصر ... ملامح التعب على صاحبه او حتى لغه الهروب الواضحه
في مشكله .. ومشكله ماتخص العمل ابدا ..
انتظر حتى اختفت السياره من قدامه .. ورجع طريقه للملحق ..
قبل يحس بشيء غير طبيعي لاحظه اكثر من مرة ...
و تعدى الامر محض الصدفه ... لابد انه يعالج الامر بنفسه ويهتم فيه ..


*******************************



اخذت لها حمام بارد ... وتركت نفسها تدور في الضياع
تحس وماتحس هذا افضل ...
صلت الظهر ودعت ربها برجاء متواصل انه يفرج همها ..
من صبح ماحطت شي في بطنها .. وماعندها الرغبه في الاكل
عندها مهمه ثانيه ...
تكلم نجمه و تترك الحياه تستمر بطبيعتها ..
تنفست بهدوء ... وابتسمت لعل الكلمات تصطبغ بها .. وتصدق فيها ..
دقت على نجمه التي باغتتها بهجومها الصريح
: ليلى واخيرا ... من البارحه ادق عليك ماتردين .. ليش ماقلتي لي ؟
وليش مارديت على اتصالاتي ؟
ليلى بهدوء : اولا السلام عليكم
: وعليك السلام ... بسرعه تكلمي ..
ليلى: بسم الله نجمه شوي علي .. ماعندي قدرتك في الهذره صراحه
في البدايه اعتذر لاني ماقلت لك .. قلت سعود تعرفونه زين .. وماهو غريب عليكم
و في الاول والاخير .. القرار لك .. وسواء قلت لك او لا فما بيغير حاجه صح ..
نجمه براحه : صراحه.. ماصدقت ساعة قالوا لي ... قلت اكيد ان الحمى اثرت على حاسه السمع عندي ..
و كنت اتمنى انك خبرتيني من قبل ..
ابتسمت ليلى وردت : المهم في كل هذا قرارك انتي ... وثقي تماما اي قرار تاخذينه بكون معك فيه ..
نجمه : يعني اذا رفضت اخوك ماتزعلين ..
ادعت العصبيه : انسي ان لك صاحيه اسمها ليلى..
ضحكوا مع بعض وبعدها قالت نجمه : صراحه سعود .. رجال والنعم فيه .. ماينعاب ..
واكيد قالك عن الموقف اللي صار بيننا .
سألتها ليلى : اي موقف ؟
ضحكت نجمه بخجل : اسفه ياليلى ماقلت لك عنه ... لاني ولله كنت مستحيه من نفسي ..
لكن اسألي اخوك هو بيحكي لك .
ليلى : من صدقك انت ... لا والله طالت وشمخت .. طيب يانجوم تخبين علي .. وانا احكي لك كل شيء..
نجمه : لا والله .. لكن الموقف محرج ..
: مصيري بعرفه ... المهم انتي شو قررت ؟
: اصبري انتي .. خليني اثقل شوي على اخوك .. ويش بيقول عني ؟ مصرقعه على الزواج ..
ضحكت ليلى : ياحبي لك يانجومه .. انتي وين والركاده وين ؟ اخلصي علي واعطيني ردك ؟
:بتسمعينه من اخوك .. وضحكت بخجل
عرفت ليلى عن موافقتها .. ماخفى عليها اعجاب نجمه في سعود من قبل .. ولها الحق
مو لانه اخوها .. لكنه بالفعل الرجل المناسب واللي تتمناه كل بنت ..
: . ان شاء الله ..ربي يكتب لكم الخير والسعاده ..


انتهى الاتصال .. وارتاحت مبدئيا .. مع ان فرحتها ناقصه إلا انها حست بالسعاده لاخوها
رمت جوالها على جنب .. و ضغطت على عيونها تمنع رغبه في البكاء ..
مع تلك الوخزات المتنمله في وجهها .. و الالم الموجع في قلبها ..
تحسه وتدركه .. وليتها تضع يدها عليه وتطمسه و للابد لترتاح ...
تناولتها المشاعر و اخذ كل واحده منها طرف محايد ..
مابين الخوف والالم والضياع .. والحزن ان تفقده ليس سواه
سيهون الالم كله في جوفها .. بعودتها الى دفء حضنه ..
دمعت عينيها .. ليس استجابه للالم الجسدي او النفسي الذي تمر به
بل لمجرد الفكره بأنها ..ستفقده .. وتفقد اجزائه الصغيره المبهجه ..

اه يا قلبي الكسير .. لماذا وقعت في غرامه ؟
لما لم تنبض بعيدا عن حدود حبه وتكتفي بالحياه وحيدا ؟
لماذا ارغمتني على ايجاده وملأه في مساحات حياتي الشاسعه
لماذا هو ؟ من يحفر في قلبي شغفا وحبا و ألما كبيرا..
اواه ياقلبه الجامد ...
بثثت شكواي إليه .. فذاب الجليد ..
واشفق الصخر علي .. ولان الحديد
إلاهو .. متحجر .. لايقيس سوى نبضاته

ضممـتـك حتى قلت نـاري قد انطـفت فـلـم تـطـفَ نـيـرانـي وزيـد وقـودهـــــــــا.


لهثت انفاسها بدعاء خالص على الذي لاتخفى عليه صغائر الامور ..
متوكله عليه وصابره .. من يفتح لها من جوف الظلمه باب من نور ..
و يختصر لها المسافات بـ كن فسيكون ..

لله ابــشــكــي (حــيــرتــي ) لله رب الـعـالـمــيــن
وامــد لــه كـفـي (دعـــا) يـــالله عـفــوك ياجـلـيـل
يامنتـهـى (الشـكـوى) إلـــه العـابـديـن الصـابـريـن
يـالله (عونك0فزعتـك) همـي عـلـى قلـبـي ثقـيـل

*************************


مرت الايام سريعا... وغابوا الجميع في غمره ساعاته و دقائقه ..
متخفين عن الجميع .. بأشياءهم العاديه الممتلئه .. و في دواخلهم صراخ يتردد صداه في الفراغ
هو قضى لياليه متجابها مع النوم لعله يغرقه في سبات طويل ..
اعتزل حجرته و ابتعد عنها .. وان بحثت عينيه عنها ..
وهي لاتريد الاستيقاظ من نومها ..
عادت الحياة تسير بركاده ممله غير طبيعيه .. ولا لون لها ..
ماعادت تطاق ابدا ..
اصبحا يتجنبان بعضيهما كالغرباء .. لايتصادفان وان فعلا فإنهما يتجنبان بعضهما كالصرعى .
هي اهملت روحها و جسدها ... حتى اصبح للناظر جسدا خاويه بدون روح ..
في غيابه .. تملأ فراغه بحاجاته .. .. تقضي وقتها في اسعاد نفسها بالاهتمام به او تعذيبها
تتلوى جائعه محرومه منه ... لا ليل يحاصرها النوم فيه متوسده الراحه .. إلا وتحتضن مخدته
تعبء فراغه وتبكي ضياعه بشوق ..
رتبت فراشه .. و اخذت ملابسه ... و ملأت انفاسها برائحه عطره ..
لا متعه في ذلك .. إلارغبه في العذاب .. عذاب يسعدها ...
لاتنكر اشتياقها له .. فهو جزء من ذلك العقاب الذي يسحقها به ..
اصطدمت بوجهه القاسي فتيبس حلقها ..
هاجمها كالعاده : ماقلت لك من قبل لاتدخلين حجرتي ... اتركي اغراضي لحالها اظن في خدامه ..
ردت بهدوء : كنت بنظفها ..
رفع حاجبه بقسوه وكمل : ولا اقولك .. كملي شغلك .. لانه مافيه فرق بينك وبينها ...
لم يتوانى في جرحها وهو الذي يقرأ بسهوله دلالات الالم الواضحه على وجهها و يرتجي بعدها الراحه
ليبدآ مجداا وينال منها بشتى الطرق ...
غامت عينيها ... و انجرحت روحها من جديد .. وادركت انه لافائده ..
لا فائده .. لا فائده ..
ذلك الجوع امتلأ بالهراء .. هراء مشاعر لامعنى لها لديه ..
وان اليأس قد ادركها وهي تدعي ان بصيص الامل قريب ..
مس قلبها ومزق تلك العاطفه ...
لن تحتمله ابدا .. ولن تعيش فيه ..
ذلك الالم تحول لرغبه جسديه يجب ان تخرجها ..
رمت بملابسه رغبه منها في الهروب ... لكنه ادركها .. بقبضته القويه على يدها ..
مستشعرا بروده يديها و ارتعاشتها ... لكن رغم كل هذا .. تجاهل و مضى في تجريحه لها
: زعلت .. وليش الزعل ؟ هذا وضعك الطبيعي ؟
ماقدرت تطل في عيونه .. لم تعد لها الرغبه المطلقه ..
همست بصعوبه : خليني اروح ...
رد بحده مظهرا حقده : تعودي على وضعك من اليوم ...
ابتسم لملامح الالم .. و حرر يدها .. فانطلقت من قدامه بسرعه ودخلت الحمام ..
ذلك الصراع النفسي غرس اشواكه في جسدها وانتهك عافيتها بسهوله قصوى ...
معدتها بدأت تقلب عليها وهي فارغه .. لكن الالم وجد طريقه .. حول رغباتها الى صرخات عذاب ..
وصلت لاسماعه فاقترب من الحمام .. تتنازع لديه الرغبات بين المضي والتجاهل ..
مابين كل شهقاتها .. صرخه ألم يتلوى فيه جسدها .. و تقفزالدمع من عينيها ..
وتبكي بصدق ..لانها وحيده .. وحيده ..
جلست على ارض الحمام البارده ... واجهشت بالبكاء .. قدره لم تعد تحتملها بمفردها ..
تنهد بتعب وهو ملاصق لباب الحمام ... عدم الرضى عن مايقوله او يفعله
لكنه بهذا يشبع رغبته في الانتقام منها ... ولايتذوق منها سوى المرارة..
فداس على نداءات قلبه وتجاهلها ...
و مضى في عقابه .. غايته ان يغرس مديه الخداع في قلبها ويجرحها حتى تكره حياتها ..
ففعلتها ليست هينه .. ولن ينساها ابدا ... فذلك شرخ في كيان رجولته .. يترك اثارا لاتمحى ..



****************************



ابتدأت الاستعدادات للمدرسه ... الجميع انتفض بعد شهور الاجازه والراحه ..
و تداركوا نزف الوقت بإعداد العدة والاستعداد ...
ليلى .. وفقدت تلك الرغبه في اكمال دراستها .. لكنها رغم ذلك واصلت.. قبولها كمنتسبه
جعلها تتحفز لمواصله امالها .. وان اجحفتها الظروف ...
و شغلت نفسها بالقادم ... اخوها واستعداده للزواج .. و انشغالها مع نجمه في الاعداد ..
بعدما صار الامر علني ... وتم التحديد .. اصبح لابد من التفرغ ..
دخلت سمر بعدما مشوار طويل في السوق وارتاحت على الكنبه جنب امها
: والله انهد حيلي ... كلما قلت خلصت .. تطلع لي حاجه جديده ..
ام مطلق : والله من حبكن للسوق .. الود ودك انتي واختك لو تعيشين فيه ..
ابتسمت سمر للفكره ..وقالت : ياليته صدق .. ويش رايك ياليلى ؟
ناظرتها ليلى بإستفهام .. لانها ماسمعت الكلام ..
فسألتها سمر : سلامات ياليلى.. احسك متغيره هالايام ؟
ليلى بنظره لخالتها ولسمر : مافيني الا العافيه .. ويش كنتي تقولين ..
سمر : كنت اقول لواني اعيش في السوق ؟
ابتسمت ليلى : وانتي ناقصه ..تزيدين هبال ..
ضحكت سمر بإستخفاف .. وقالت : بايخه ..
تجاهلتها ليلى و بعده ابتسمت وهي تقول : صحيح ماقلت لكم ان اخوي سعود خطب ... و ملكته
ان شاء الله بعد اسبوعين ..
شهقت سمر بعدم تصديق : تتكلمين جد .. مين اخذ ؟ الله يسامحك ياليلى انا ماقلت لك احجزيه لي
جاتها ضربه من امها : عن قله الحياء .. و كلمت ليلى بإبتسامه : بالمبارك يايمه ..ربي يتمم عليكم ان شاء الله
: يبارك في عمرك يالغاليه ...
سألتها سمر ويدها على مكان الضربه : ومين المنحوسه اللي اخذها ؟
: نجمه ..
سمر : نجمه ماغيرها ؟ ياحبي لها .. اجل تستاهل ؟ الف مبروك ان شاء الله ..
لكن ياليتك قلتي لنا قبل شهر على الاقل علشان نجهز انفسنا ..
ضحكت ليلى : اووف ياشهر .. الموضوع كله ماله اسبوع ..
سمر : وليش العجله ياحافظ ؟
ليلى : خير البر عاجله ..
دخلت اريام فطالعتها ليلى بسرعه .. وحست بالنقمه منها ...
جلست اريام وسألت : ويش السالفه ؟
سمر : تدرين ان سعود اخو ليلى.. بيتزوج قريب
اريام : صدق . .. مبروك
كملت سمر بلهفه : وبياخذ نجمه ..صديقه ليلى الروح بالروح ..
اريام : حلو .. يعني بيكونون قريبين منك ...
ارخت ليلى ظهرها ..لاحساسها بالالم فجأه .. و قالت : ان شاء الله ..
تأملتها اريام .. و كأن شيء ما واضح ومقروء في وجهها
لكنها تجاهلتها رغم ذلك ...

كان البقاء معهم .. جهدآ بالغ .. يأخذ منها طاقه هائله .. معهم جسدا خاويه تنصاع
لتلك اللحظات مجبره و لاتستدير الى نفسها إلا اذا انفردت بها و بقيت وحيده ...
دخلت المطبخ .. بعدما انفضت تلك الجلسات البارده ..
تأملت كوب الماء .. قبل ان تشربه دفعه واحده .. فهو ما يسكت جوعها في الايام الماضيه
تبعتها اريام .. و ادعت انشغالها ..
سألتها : تمشين معي السوق ؟ بما ان ملكه اخوك قريب قلت اكيد تحتاجين شي ؟
ناظرتها بإستغراب لكنها ماقدرت تتفاعل مع سؤالها
فردت ببرود : مالي خلق اروح اي مكان صراحه .. حاسه اني تعبانه ..
جلست اريام مقابلها : واضح عليك .. .. تنهدت و سألت بهدوء : ليلى ممكن اسألك سؤال بصراحه
بما اني مااحب اللف والدوران ... انتي ومطلق بينكم مشكله ؟
رفعت ليلى راسها لها و بدت مهتمه بمنحى الكلام ...
ادعت بكذب : لا .. ليش تسألين ؟
ابتسمت : ماادري احسكم متغيرين بالمره... مطلق صار معصب ومشغول كثير ويقضي اوقات طويله برى ..
وانتي ... وانتي حالك مقلوب ...
: عادي .. الحياة الزوجيه كذا .. مافيه اثنين مرتاحين في الدنيا لابد من المشاكل ...
ابتسمت اريام وقالت وهي توقف : حتى ولو كان فيه .. ماكنت بتقولين لي صح ؟
جاوبتها ليلى بدون تردد : صحيح ..
كان في اتصال في العيون ... وهجوم واضح من طرف ليلى ... كانت في داخلها تحمل اللوم عليها ..
جزء كبير من اسرارها الخاصه ... قد سربته للغير .. وهذه تجاوزات لاترضاها ابدا...
طلعت اريام وبقيت هي مكانها ... تقول لاحظت انه معصب و مشغول .. يعني الامور واضحه
للجميع ...
طيب الى متى يا ليلى ؟
الحال ما تطمن ولاترضي احد ؟
بتبقين وحدك الى متى ؟ مافيه احد يقف جنبك ويساندك في مشاكلك ؟
مهما يكن .. لا تتوقعين ان الحال يستمر ؟
بكره يتغير .... هو حتى الحين يتحملك بإعتبارك خدامه له ..
الى متى بترضين بالذل لنفسك علشان ترضين غيرك ..

ريحت راسها بين يديها ... و فكرت لو لجأت لامها كيف بتكون رده فعلها ..
لو تشكي لها همها كيف بتحتضنها ..
لو تقول يمه مالي معه في الصبر حيله ...
يايمه .. ابتليت في الحياه ببليه مالي فيها يد ..
و مالي فيها لا حول ولا قوه
ويش اسوي يايمه ؟
اتحمل الى متى ؟ ولمين يايمه ؟
لاتقولين اصبري ... وتحملي .. طبع حواء الحنون ..
لاتقولي .. يابخت من نام مظلوم ..
والله يمه .. زاد حالي سوء وقاربت المنون ..
صعب يمه احساس الظلم .. واني اكون مظلوم
يمه ابي اسألك .. وين انا ؟ وين كنا ووين صرنا ؟
يمه .. وين حضنك وقت ادوره بلهفه
يمه .. وين القاك مني ..
يمه .. بنتك ضايعه في دنيا ماتدري كيف ترضيها
يمه .. الحقيني قبل تاخذني في غمضه عين ...

رجعت بلمسات على كتفها ... لم تنتبه لنفسها او تدرك انها تبكي بدون احساس
ارتاحت ان خديجه الوحيده اللي شافتها .. كانت مرتاعه المسكينه وواضح عليها
سألت بشفقه : مدام .. انتي تعبان ؟
ابتسمت ليلى ومسحت دموعها بسرعه وقالت : شوي ياخديجه... راسي مصدع ..
خديجه : خلاص مدام .. انتي روحي ارتاحي .. انا يجيب حبه صداع و مويه ..
: يعطيك العافيه .. مايحتاج خلاص .. توي اخذت لي حبه ..
وقفت ومشت مثل المسيره لغرفتها...
نامت على سريرها مدثره بأحزانها ...
تساوم نفسها على الصبر والتحمل ..
لكن ثقافه التفاؤل .. تفرض علينا نعيش بتوازن كأن نبسط كفوفنا او نقبضها بشده ..
تلك الفرضيات التي تفتح في العقل افاق اخرى ..
من تزرع في انفسنا روحا جديده نشطه ..
لايأتي شيئا بمحض المصادفه او عبثا ..
ايمان .. ينعش الجسد و يجدد الروح ..
غدا .. يوم جديد .. لابد فيه تطلع الشمس ..
لابد يضيء الكون .. و تفرح في يوم ..
وتضحك من قلبها ..و تنزاح الغمه عن حياتها وتعيش مرتاحه ..
ابتسمت .. لتخيلاتها التي رسمتها لنفسها ..
متفائله بغد اجمل ... نعم غدا اجمل ..

فتح الباب عنوه ... ولم تعود الى الواقع .. تعرف انه عاد ليجعلها متعذبه ..
عاد مجددا لموعد العقاب .. كما حدده هو ...
سترد له الدين .. ستكون هي الافضل ..
إلتفتت له بإبتسامه ... فلم تخفى عليه تجهمه العميق
لن تسلم من صراعاته الدائمه ..
ولن ترتاح من صراعها مابينها وبين نفسها ...

ارتد على نفسه .. وازداد غضبا ..
منها ..لابتساماتها و ماسببها؟
تبدو مختلفه .. مرتاحه ومتقبله الوضع ...
ومن نفسه .. لانه اشتاق لها وإلى رسم الابتسامه الجميله التي تكون على وجهها
وتشرق لها محياها ...
ترك الباب مفتوح ... وجلس على الكنبه بعد ما شغل التلفزيون ومع الثواني ارتفع صوته
وكأنه يصارع افكاره ان تهدأ ... متشاغل بأوضاع سياسيه لا تنتهي ..
جلست وراقبته بهدوء ...
اشواط طويله تفرق بها عنه ... ويبتعدون فيها عن بعض ...
آآآآه ياطول المسافه ..
ويا بعد الطريق ..
الدروب اللي جمعتنا ليه ضاقت ؟
وليه قلوبنا صارت تخاف ؟
والسبب صوره .. صوره احرقت كل شيء جميل بينهما ...
كان الحنين إليه من يجعلها حزينه . ...
وقفت على اعتاب بابه بدون ان تطرقه .. لانها تعرف الجواب مسبقآ ..
ماتلومه .. ولا تزيد من عتابه شي ..
حال ابن ادم .. ماتنكرها عليه ..
تعذرت له .. وانتظرت الفرج ..


"الحنين"
اللي وقف بي عند بابك ..
اشبع اشيائي غرابه ..!
كيف تقدر ..؟
تبعد بلحظات عني ..؟!
وتملى اشيائي كآبه ..


طال صبره و تململ مكانه ... تذكر ناصر وانه طول اليوم مشغول عنه ...
قام بعدما غيرملابسه ... لكن سبقته قبل يطلع ونادته برقه
مااستجاب لها ..
قالت بهدوء : ودي اتكلم معك ؟
رفع يده بإهمال وقال : مو فاضي لك ..
رفعت رأسها و قالت بعزم : لو صار ولقيت صوره معك ؟ ويش بتكون رده فعلي ؟
رفع يده بعنجهيه : لا تقارنين ...
ابتسمت بألم : وليش ؟ لانك رجل ؟ انا في حالتي خيانه وفي حالتك حق من حقوقك ...
طالعها بإستنكار .. مع الحاح للانتقام ..
ابتسم هذه المره وببرود لانه استطاع ان يرى نقطه ضعفها :
: لاتتكلمي عن حقوقي ... بتتعبين ؟ ..
كملت بنفس القوه : وانت في مثل حالتي .. لاتتكلم عن حقوقي بتضيع فيها يامطلق ..
لم يفهم ماتعنيه بالضبط .. كانت بذلك تريد ان تساومه وتجرحه
لكنها خائفه مرتعده تدعي الثبات والقوه ..
اقترب وهمس : مافي مقارنه ... بيدي من بكره اتزوج عليك .. لكن انتي تحتاجين مني كلمه .. كلمه واحده
ارتعشت لتمتعه في تعذيبها ... و لنطق الانتقام في عينيه
يساومها على راحه بالها ..يريد ان يزعجها بشتى الطرق ..
ماخفى عليه ملامح الغضب والرغبه الشديده في البكاء ..
انطفى شيئا داخله واشعر بقليل من الرضا ..
ليلى : بتكون فاتن اكيد ؟؟
قال بسخريه : ممكن ...
وخرج بشكل عادي ... تنفست بصعوبه لتجاهله ..
ستأكلها الغيره حتما .. لن تهنئ بشيء بعدها
و وبخت نفسها لمضيها في مثل هذه المحادثه الكريهه .
لم تأتي بفائده منها سوى تعكير مزاجها ااكثر .. وخوفها من ما لاتعلمه ولا تتوقعه منه ..



وبخ نفسه على الاستمرار في التجاااهل ؟ و تستر بالغربه دواء غير شافي لكن مخففا للالم ...
دخل عند صاحبه ...رغبه في الهروب والتفكير بدون انقطاع ..
قابله ناصر اثناء خروجه من المطبخ و قد بدا متعافيا ..: هلا والله بالقاطع ..
مارد عليه .. جلس بتثاقل و غاب في التفكير
لاحظ ناصر عليه شروده واستشعر الالم على ملامح وجهه فسأله : في مشكله ..
هز رأسه بلا .. وضغط على عيونه بتعب واضح ..
لما لاحظ الصعوبه الواضحه في عدم قدرته على الكلام .. إلتزم الصمت ..
لكن وقتها تكلم مطلق : لا تسكت .. تكلم ..
ناصر : ويش تبيني اقول ..
: قول اي شي .. لاتسكت ..
ابتسم ناصر وقال : خلاص .. احكي لك قصه سندريللا ..
غمض عيونه بقوه رغبه في النسيان والاختفاء ...
وصرخ عقله داخل رأسه.. لا ارجوك .. مابي شي يذكرني فيها
مابي صورتها و لحظات شقاوتها معي ..
مابي اذكرها بشي ... بالكاد انسى اللي تمر من قدامي ..
كل شي حولي يذكرني فيها ..
لاتعذبني يارفيقي ..
تنهد بتعب وقال بإستسلام : احكي لي قصه تحكي عن الخيانه ..
ضحك بمراره وكمل : مافيه قصه تعرفها كذا صح .. تعتقد انت ... لكن انا اعرفها ...
تأمله ناصر بصمت وبعدها قال بتحكم : طيب اسمعها ؟
ناظره مطلق بحده : ما بتعجبك .. انا متأاكد ..
مال ناحيته و شابك اصابعه وقال بتفهم : لا عادي .. هي راحت ولا جات قصه ..
يعني بدايتها ... كان يامكان في قديم الزمان وسالف العصر والاوان ..كان فيــ .....
كمل مطلق بصعوبه : زوج مخدوع .. ظن انه يعرف كل شي في الحياه .. ملك اللي يبيه.. لكنه كان يدور على شي
مفقود ماعمره حس بوجوده ... ولما امتلكه تغيرت حياته ... وتغير هو ... وبعدها انقلبت الموازيين ..
ضحك بقوه ...حتى نضحت عيونه بالدموع ...
دموع رجل قهرته الظروف ... ظن انه يوم لن تنال منه ابدا
دموع لاتبلغ غايه قصوى من الضحك وعدم التماسك ..
دموع شعر بحاجه لذرفها تحت اي سبب ..
كسرت شوكته الحياه و مرغت كرامته في تراب الخيانه...
سلبت اعتزازه بنفسه و محت شخصيته و بات مجردا من كل شيء...
تامله ناصر ووعى على مشكله خطيره قد وقع فيه صاحبه ..
ماحب يتدخل اكثر .. الامر واضح

قطع ضحكاته بستار من الجلاده فجأه وقال : ودي اسافر يا ناصر ؟
سأله ناصر : وين بتروح ؟
جاوبه بدون مبالاه : اي مكان ..
صمتوا لفتره .. وبعدها سأله ناصر بوضوح : بتحكي لي عن مشكلتك ؟
ابتسم مطلق : لا تعتبرني مريض عندك .. وتقعد تستجوبني .
رد ناصر له الابتسامه : افا يامطلق .. انت مريض .. والله انك عن اكدع دكتور.. لكن ملاحظ عليك انك تعبان ؟
تنهد بإرهاق ورفع رأسه للسقف : والله تعبان .. تعبان .. حاس بروحي بتخرج من جسمي ..
: لهذه الدرجه ؟ طيب قول لي ؟
: انتهى كل شي يا ناصر ..
جاوبه ناصر بجديه : مافي شي ينتهي كذا ..ببساطه ..
ابتسم مطلق و استلقى على الكنبه وقال بنعاس : اظن ان زواجي اكبر مقلب اكلته في حياتي ..
تأكد ناصر من صحه افتراضه انه يعاني مشكله في زواجه ..
ناصر : لكن انا اشوف ان الزواج احلى شيء صار لك ..
طالعه مطلق بدون مبالاه : لا تغرك المظاهر ..
ناصر بإبتسامه : الا معك .. المظاهر لها معاني ثانيه ..
: لا تهتم ..
هز رأسه بتجاوب و سأله : مطلق .. كان في شيء ودي اقوله لك ؟
انتظررده ولما لاحظ عليه سكوته الطويل .. طالعه
ولاحظ انتظام انفاسه .. نايم بهدوء
و كأنه ما صدق تطبق جفونه وينام ..
يهرب من كل شيء .. بالنوم .

همس الحرف 05-Dec-2018 05:28 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
البارت الواحد والثلاثين :



واصبح الصبح عليهما ... كما امسى ليلهما ولافرق في النور والظلام ..
فكليهما في حالتيهما سواء ...
نام في الملحق .. وهي نامت على كنبه الصاله .. في انتظاره .. ولكن اليأس تخللها كما فعل البرد بها ..
ألم في معدتها غير مزاجها على غير عادتها ...
فتحت جوالها واتصلت على اخوها ...
:صباح الخير ..
رد سعود بصوت ناعس : هلا ليلى ..صباح النور..
: وشفيك لسى نايم .. ياله ياعريس وراك زواج ..
تأفف : خلاص ماصارت ولا زواج الامير تشارلز عاد ..
ضحكت : افا .. ومين هذا تشارلز جنبك ؟ إلابسألك شنو صار على العروسه . ؟
: وانا ويش دراني عنها .. صالح قال لي انه بياخذ اجازه ..
ليلى : خلاص حبيبي ... انا بكلمــ .....
لحظه لم تدرك الوضع .. انخطف الجوال من يدها بسرعه ارعبتها ...
بلغ كل شيء الذروه ... لم تعد تستطيع الصبر ومهادنه الاتهامات بقلب بارد ..
راقبته عن قرب وهو يتكلم بجمود بعدما سمع صوت سعود وكأن شيئا لم يكن
: هلا بالعريس .. اخباركم ؟
سعود : تسلم .. كلنا بخير .. وانت علومك ؟ كل مااسأل ليلى عنك تقول مشغول ؟
ناظرها ببرود و كمل : بالفعل مشغول .. ادري يا سعود اني مقصر معك .. من الحين اقولك
اي شيء تحتاجه تراني موجود ..
سعود : الله يخليك ... هذا العشم والله .. ماتقصر يابو غانم ..
مطلق بنظره لليلى المنفعله : خذ اختك .. اكيد ودها تكلمك ..
ورمى الجوال بشكل عادي ... و دخل الحمام وهي متجمده من طريقه المستفزه ..
كلمت اخوها واتفقت معه ... وقفلت الجوال ورمته بعشوائيه..
وانتظرته حتى خرج ...
مسح وجهه المبلل بالمنشفه .. و عليه نفس الملامح البارده وكأن اللي صار شي عادي .
قالت بإنفعال : تصرفك غايه في السخافه ... سعود ماهو طفل تمر عليه الحركات بسهوله
رد ببرود : وان يكن ... خليه يعرف عن انجازات اخته العظيمه ...
قالها بسخريه وهو يتجاوزها ويخرج من الغرفه .. تبعته بعصبيه اكثر ..
قالت بحده : انت تهين كرامتي ..؟ تجاوزت كل الحدود ..
ناظرها بسخافه واعطاها ظهره : واللي عندها كرامه .. تخفي صوره واحد وهي على ذمه رجال ..
ابتلعت ريقها بصعوبه وقالت : للمره الالف اقولك .. ماهو انا اللي يعمل كذا ..
رفع يده ينهي كلامها وقال : انتهينا ... مافي اي شي يغير قراري ..
صرخت بحده هذي المره متجاوزه حد الصبر : لا ماانتهينا ..تحسبني بدون اخلاق ... تعاشر واحده منحطه ..
تجرحني بصمتك مثل ماتجرحني بكلامك ... ماودك تنسى .. ولاتخليني انسى البدايه المره ...
ارتفع صوته فوقها بصخب : ومين اللي ينسى ؟ اكبر مقلب اخذته يوم تزوجتك .؟ وعلى كذا تحملت الاهانه و كملت
معك ..لكن مافيه نفعه مع امثالك ..
احمر وجهها من شده الانفعال وابت ان تخضع لتجريحه : تقول انك اخذت مقلب لما تزوجتني .. وانا كمان
لاتعتقد ان الزواج منك اكبر سعاده لي ... ماتدري عن الرسايل اللي ارسلت لي تشككني فيك او كلام فاتن لي
انك بتاخذني لاني مو في مستواك .. على كذا ماصدقت ...قلت التجربه خير برهان ...
شوي شوي وصادفت انك لك عشيقه قريبه .. فاتن ولا نسيتها ..
صرخ بإنفعال : ايش الخرابيط ..اللي تقولينها ؟
كملت بغضب : اكيد خرابيط .. وانا قلت كذا .. ماصدقت .. لكن انت تصدق كل شيء تشوفه ..او اللي تبي تشوفه
انت اناني .. ماتفكر الا في نفسك ..طيب عمرك فكرت ان الصوره انحطت علشان تخرب زواجنا .. ؟
فكرت انه ماضي واني بالفعل حبيت سلطان .. .. وانت الحاضر والمستقبل .. فكرت تغير شيء من اللي صار ..
فكرت تخليني احبك مثلما حبيته ..
بان الغضب على وجهه فاقترب منها خطوه محذر : ماابغى اسمع ...اي كلمه في هذا الموضوع .. . لا تتجرأين
ابدا وتذكرين اسم اي رجال في وجودي ..
كانت في كلمه تقولها تغرس خنجر في قلبه ... حقيقه و صراع مع المشاعر .. كانت تهز رجولته و تحمله مسؤليه كل
شي.. كان ينتفض من ان قلبها دخله احد غيره وفكرت فيه بسهوله وهو الثاني .. الثاني في حياتها ..
المرتبه الاخرى الغير مهمه .. احتياطها الوحيد الموجود ..
كملت بألم غايه تقهره : سلطان كان في قبضه يدي ...
ارتفع صوتها بقهرتزيد عليه ناره : كان قريب مني لدرجه كلمه ... كلمه ... لكن انا ....

انكتمت انفاسها رغم كل شيء ... قاطعها بقبله مؤلمه قاسيه جافه خاليه من المشاعر و مؤذيه ..
خلصت نفسها بصعوبه بعدما دفعته بقوه ...متراجعه بدون ادراك حتى ارتطمت بالجدار خلفها ...
لهثت و كأنه قد سقطت من الهاويه بحبل رفيع ؟؟
اعتلى الالم ليقرأ بدون تعقيد على صفحه وجهها المصطبغه بالحمرة .. وتساقط شعرها بطريقه
فوضويه عليها ...

صارع قوته لاعنآ استعجاله الذي يوقع في الاخطاء المتكرره : لا تذكرين اسمه قدامي .. لاتذكرين اسمه ابدآ ..
ارتعشت يدها ومسحت زاويه فمها بشيء من الالم .. ولم ترفع نظراته له .. صدمه و وجع من تصرفاته ..
بقعه الدم الظاهره .. هزت قلبه القاسي و خارت كل قوته عند هفواته التي صرعت مشاعرهما على مذبح النكران ..

جمعت قوتها قبل ترفع رأسها له و تواجهه : ماندمت عليه ابد .. قد ندمي على اني حبيتك وصدقت ان حياتي تغيرت اخيرا ..

و ارتجفت بوضوح امامه ..وانهزمت وكيف لا ؟

لقد عانت الامرين في كل اللحظات .. ولكن في لحظاتهما هذه عانت مرارة عمر بأكمله .. ولم تحتمل
قاست مسافاتها لتهرب بأكثر من خطوه ..
ارتعش صوتها وحاولت ان تتماسك بثقه بعد ان شدت طولها و واجهته : اسمعني يامطلق اذا كنت بتعاملني بطريقتك المذله
اتركني ... اتركني فاهم ... و خرجت بسرعه ..

حس ان دمه وصل لاعلى قمه في رأسه وبدأ يفور بحراره عاليه .. شد من عضلات جسده .. حتى كاد ان ينفجر بركانآ
لم يتوانى لحظه في اللحاق بها .. وتحطيم ماتبقى من احتماله الذي لايطاق ..
ماكانت في غرفتها ... دق على باب الحمام .. ولكن ماجاوبته ..
بصوت غاضب : ليلى .. ليلى .. افتحي الباب ..
انتظر لحظه .. ودق على الباب بقضبه يده ..
و نادها بإنفعال اكثر اتضح في نبره صوته : افتحي الباب لا اكسره على راسك ..
رجع خطوه للخلف .. يحاول يهدي من انفعالاته .. لكن تجاهلها له اكبر محفز للغضب ..
انهال بقوه يضرب على الباب بدون وعي : للمره الالف اقولك بعيد عن احلامك .. اني اترك بتضلين معي حتى تموتين ..
وكررها بصخب اكبر بطرقه على الباب مشدد على اهميه كلامه.: حتى تموتين فاهمه.. حتى تموتين ..
حط جبهته على الباب و استسلم لانفعالاته ولصمتها ورفع يده وقد وخزها الالم .. ولم يعد يحتمل ... لم يعد يستطع تحريكها ...
هدأت انفاسها بعدما اكتسحه الضعف لهدر قوته كلها .. وانتظر حتى خروجها لكن يبدو انها معاندته
فخرج بعدما صفق الباب خلفه بقوه اهتزت لها جدران الغرفه ..

كانت تنتفض بخوف .. داخل الحمام .. اسوأ مكان ممكن اي شخص يلجأ له .. و لجأت تحتمي فيه ..
صوره الوحش الخارجه منه تفزعها كلما تذكرتها ... طرقه على الباب جعلتها مذعوره لحد الموت ..
اطبقت يديها على اذنيها .. رغبه منها في الهروب وعدم مواجهه غضبه الكاسح لكل شيء ..
كطفله مدثره في مكان بعيد عن الانظار ترتجي الامان ..
يكفي مافعله بها قبل لحظات والان يزيد عليها بإنفجاراته المتكرره ..
وانتظرت حتى يهدأ .. لاتعلم هل وصلت للمائه في عدها .. ام هي تعيد وتزيد في تكرير ارقام لترغم نفسها
على الشرود عن وضعها الحالي ..

رفع رأسه بشموخ تحت وطأه الالم وكأن كل الذي مر ..
كان مجرد مشهد من فيلم سينمائي عن يوميات زوجين مملين ..
مرت كل كلماتها امامه ولم يحصيها .. بل لم يفكر فيها اكثر من تلك الكلمه " حبيتك "
و ماالحب في قاموسك ؟
وتلك الكلمه التي تكاد ان ينطلق فيها مثل الصاروخ .. " اتركني "
لو تعلم اني اترك روحي ولا اتركها ..
لن ارضخ لاهواءها ..
شد على شعره بخشونه حتى اقتلع بعض منها في يده .. و اطلق تنهيده حسرة ولوم
فداحه خطأه كلفته الكثير ومازل الباقي في الطريق يسير الهوينا...
رمت عليه بوابل من الشكوك ... قد اصبح يشك في نفسه ..
كثير من الامور التي لم يفهمها ...
يكاد دماغه ان ينفجر .. يفسر هذا ويحلل ذاك .. يبسط ويعقد ..
ماذا كانت تريد بكل هذا ؟
ان اسامحها واتغاظى .. وامضى معها بدون حساب من تظنني احمق لايملك من القدرات الكثير ..
لن انسى ذلك المجنون وهو يخبرني بأنه يحبها ... يحبها هي دون غيرها ..
وهي لا تفتأ ان تعترف انها كانت تحبه ... اقسم اني لاجعلك تكرهين حبك ذاك ..
ولتعيشي مجبره على تقبل الوضع ... معي انا ليس سواي ..
انعقدت حواجبه .. و تمهل في تفكيره .. قالت رسائل .. تشككها فيني ..
اي رسائل .. تتكلم عنها .. و فاتن هذي وراي وراي ..
ابتسم لغرور رجل قد مسه فجأه ..رغم كل هذا استطاعت البسمه ان تجد طريقها ..
لايكون قصدها تشتت تفكيري عن الصوره ...
مااعتقد .. انا مو غبي عندها ..
لكن افهم . ايش قصه الرسائل .. فاتن وبين قوسين " العشيقه " ..
تنهد بتعب .. دوامه الافكار هذه لاتروق له ..
من قبل كان ينغمس في دهاليز رقميه مزعجه لكنها محفزه على الاقل ..
لكنه الان يحلل رغبات انثى مابين هذه وتلك ..
اعاده الالم النابض في يده .. تحول لونها للازرق .. واقتنع ان الالم من كل النواحي قد بلغ حده الاقصى ..



********************************



خرجت بعد مرور ساعه على الاقل بعدما تأكدت من خروجه .. و في كل خطوه تخطوها نزيف لطاقتها ..
لكن رغم هذا .. استطاعت ان تجابهه وتريح عقلها من المحاسبه.. ليس هناك احد افضل على الاقل ..
اذا كان يعتقد انها كانت تحب سلطان فاليعتقد ذلك .. لم يعد يهم ..
طالعت شكلها في بقايا مرآه .. و عبست .. لعقت شفتيها بقليل من الالم .. واستردت قبلته المؤذيه
كما تفعل شكوكه ..
جلست على السرير .. وضمت نفسها .. وتساءلت الى متى بيظل يشك فيها ؟
بتطول الحاله ؟ ارخت رأسها على ركبتيها و سألت نفسها .. لو قالت له اني احبك بصريح العباره
بيغير شيء من كل هذا ... لكن قالتها له .. وضحت له انها انسانه غير معه .. مختلفه ..
ضحكت على حالها .. تكذب على نفسها او عليه .. مابيفهم اي شيء .. كان كل شيء يمر من قدامه بصوره
عاديه .. ماينتبه ان حبها تنطق فيه عيونها لما تشوفه ..
مايفهم معنى تخبط انفاسها .. و تسارع دقات قلبها وهي معه ...
صخر .. جلمود .. ما يحس ابدا ..
كل اللي يهم كبرياءه .. البرواز المصنوع بزخرفه مبهره حول صوره رجل مكتمل ..
إثبات الحقيقه ماعاد تهمها ... اصلا مافي اثباتات وان حاولت ..
لجأت الى صديقتها الوحيده ..
و ماقدرت الا تبتسم رغم كل شيء ... عند سماع صوتها .. ماتقدر تعكر مزاجها وهي مقبله على حياه جديده
بتحتفظ بكل شي لنفسها و تقاوم .. هي الوحيده المسؤوله عن حياتها ..
صباحها كالمعتاد ... لا جديد فيه ..
تقضي وقتها بصمت .. حتى مع والدته .. تهرب من نظراتها بتشكيك
كأنها تعلم شيئا او تحس بالقليل من التوتر السائد بينهم ..
ابتسمت وسألتها لتشتيت فكرها : خالتي .. ودي اسألك سؤال ؟ مطلق في صغره كيف كان ؟
فرحت تلك وكأنها لم تصدق خبرا في سرد تلك السير الغير ممله لها ..
: والله يابنتي .. مايختلف في كبره .. ابوه الله يرحمه كان يعتمد عليه .. ربى رجال حر .. علمه علوم الرجاجيل
ووصاه بالعلوم الزينه ... الله يرحمه غانم كان دوم يقول مطلق رجال البيت من بعدي ..
ضحكت ام مطلق رغم تجعد وجهها بحزن : ربي يحميه ... كان دوم يهتم فينا ...
حتى بعد مامات ابوه .. صار يعامل خواته مكان ابوه .. شال اللي ماتقدر تشيله الجبال وهو صغير ..
ماعاش مثل الباقين .. ولاتحمل من احد يشفق علينا حتى ولو كان خاله ... شد على نفسه و اجتهد .. والحمدلله
ربي رزقه من واسع فضله ...
وانتفضت تلك الذكرى بدمعه ..قد افاقت من مهد الحنين ...
ابتسمت ليلى .. بحب لذكرياته المحببه الى قلبها .. و تخيلته في صغره ..
سألت بلهفه : خالتي .. في له صوره وهو صغير ..
ام مطلق بوناسه : فيه عندي صور له مع خاله في رحله للبر ومع خويه ناصر ... لكن والله يابنتي اني مااذكر وين حطيتها
ابشري فيها بدور عليها .. مير انه مايحب احد يشوف صوره ودوم يهاوش خواته على الصور ..
ضحكت و كأن تلك الغمامه الممطره قد رحلت ..
جاوبتها بشقاوه : ماهو بكيفه .. باخذها يعني باخذها .. لكن انتي لا تخبرينه ..
ام مطلق : ربي يسعدكم يابنتي .. ويبعد عنكم العين والحسد ..
ارتاحت ليلى لدعوتها .. وقالت: ايه والله ياخالتي .. ادعي لنا دوم ..
همست بينها وبين نفسها : يانحن محتاجين لدعوه في ظهر الغيب ...
جات خديجه تركض ومعها الهاتف ..
: مدام وفاء يبغى انتي ..
ناولتها السماعه مع ابتسامه ..
ليلى : صبحك الله بالخير ياام نايف ..
وفاء : صباح النور والسرور .. فديتك ياليلى .. لاتقولي ام نايف احس اني عجوز ..
ضحكت ليلى : وليش بتاخذين عمرك وعمر غيرك ؟
ابعدت السماعه عن اذنها وضحكت بتواصل لانزعاج وفاء منها ..
وفاء : ليلى .. اصبحي مثل خلق الله واسلمي من شري احسن لك ..
ليلى : كنت امزح معك .. وشفيك والله انك اميره البنات .
وفاء بغرور : ايه خليك كذا .. .. ايش حلاتك ؟ المهم الله يهديك نسيتيني .. اعوذ بالله .. ايه صح
كلمت وداد عن ناصر .. لكن ماقلت لها سالفه سندريللا هذي ولاخبرتها عنه بالتحديد قلت انه من طرف ليلى
ليلى بتوتر : ماكنتي قلتي لها من طرفي .. خايفه تتحسس مني ..
وفاء : لا ماعليك منها .. وداد ابدت تجاوبها معي ... اساسا انا لو قلت انها من طرفي بترفض على طول
انتي ماتدرين كم رفضت شخص من اللي اعرفهم ..
ليلى : طيب .. الله يقدم اللي فيه الخير ... المهم اتصلي عليها وقولي لها تجي الليله .. كان ودي اتصل عليها
لكن ما بوترها زياده.. خلي الامور تمشي بشكل عادي ..
وفاء : خلاص اتفقنا ... الليله موعدنا .. والحين الله لايهينك اعطيني اصبح على امي ..
ناولت ام مطلق الهاتف .. وفكرت بحماس في قصه سندريللا والامير ..
واسترخت بهدوء .. وهي تخطط كيف بتقول لوداد ..؟




*********************



نقر بأصابعه بتفكير عميق على سطح المكتب ... و تأمل يده الاخرى الملفوفه بالضماد ..
جروح متورمه عجلت في زياره المستشفى ... وحمد الله انه لم يصب بكسر يؤنب نفسه عليه ..
لم يحبذ تهوره .. لكن اين العقل من كل هذا ؟
كل كلماتها له في الصباح ... ترن في راسه و ما انتهت ..
حاس انه ضايع في دوامه من الشكوك ..
بالتصريح و لا بالتلميح .. سلطان كان في حياتها و مازال ..
لغضب بداخله يزيد نارها اشتعال .. وما يظنها تنطفئ ...
انعقدت حواجبه ... بإشتباك افكاره ..
آآآه يالقهر ..
كل هذا يصير من وراك وانت مثل المغفل ؟
ليش تطول من عذابك وتقهر نفسك اكثر ..
ايش التناقض هذا اللي فيك يامطلق ؟
تبيها وما تبيها ؟
تقولك اتركني وانت متمسك فيها ..
صرخ بداخل عقله .. ما بتركها حتى يقضي الله اجلي .. و تترك روحي جسدي ..
المسأله .. تفسرها عناد ولا تملك ... ولا رد اعتبار .. ولا القضيه مالها اساس عندك ..
اتركها لو ماتبيك .. ليش تجبرها ؟ وتجبر نفسك على حال ماترضاه ..
غمض عيونها واسترخى على الكرسي ..
صارح نفسك على الاقل يامطلق ..
ويش هي بالنسبه لك ..
حدد موقفك منها ... و وضح ويش تبي فيها ..
تقول كانت تحبه ؟ وهو يحبها .
ضرب المكتب لانزعاجه لهذا الاستنتاج .. بيده المصابه ..
و تجعد وجهه بألم ..
قلب يده بوجع ... بينما دخل طلال .. عليه ..
سأله وعيونه على يد مطلق : المهندس زياد موجود .. و ناصر ..
رفع مطلق راسه و سأل بإهتمام : ناصر .. هذا ويش جابه..
قام من مكانه وتجاوز طلال ..سمع ضحكه ناصر المعروفه ..
اقترب منهم وسلم عليهم .. وبعدها قال لناصر بتأنيب : وانت ويش جابك ؟
ناصر بنظره بريئه متبادله بين مطلق وزياد : افا .. يامطلق .. هذا استقبالك لي ؟
مطلق بنظره سريعه مقروءه لناصر و مبهمه لزياد ...
: ادخلوا المكتب ..
زياد بنظره ليده : سلامات ...
ابتسم مطلق ورد عليه : الله يسلمك .. ناظر يده وقال متعذر : اصابه طفيفه ... الحمدلله ..
سأله ناصر عن قصد : كيف اصبت فيها ؟
طالعه مطلق بحنق وقال وهو يشير لزياد بالجلوس : قفلت باب السياره على يدي ... المهم انتظر يا ناصر
حتى اخلص شغلي .. وبعدين افضى لك .. و رماه بنظره متوعده سريعه ...
ابتسم ناصر المتشاغل بقلم الحبر ... في نبره حكيه وعيد ..
يعرف ان كذبته ماانطلت عليه وان جيته اساسا له علشان يفهم ..
واضح مزاجه المتغير .. و انقلاب حاله المستتر فيها بالتجاهل ..
يظن انه مايلاحظ عليه ..
انتهى من شغله مع زياد ... ابتسم مطلق وهو يصافح زياد بخفه بيده المصابه
مع حذر زياد معه وقال بموده : اسعدني تعاملي معك مهندس زياد ... افتخر في وجود مهندس سعودي من ضمن الكفاءه ..
جاوبه زياد بتواضع : الفخر لي انا .. بصراحه استمتعت بالشغل معك ...
ناصر بضحكه: افرح يازياد .. اول مره واخر مره تسمعها منه ...
وبنظره عتاب لمطلق كمل : هذا وانا رفيقه الوحيد ماعمره قال نصف الكلام اللي قاله لك ..
ضحك زياد ..بينما برر مطلق: لاني قاربت على الانتهاء في شغلي معه .. كان لابد ان اثني على اخلاصه في العمل ..
زياد : الف شكر استاذ مطلق ... ان شاء الله في اعمال ثانيه تجمعنا ..
مطلق بإبتسامه : اكيد .. مافي غنى عن خدماتك ..
قاطعهم ناصر : خلاص عاد .. ماصارت .. انتهوا ..تراني بديت اغار ..
ضحك مطلق بينما استأذن زياد و ثقته في نفسه زادت .. على اثر امتداح مطلق له ..
وزاد في المقابل احترامه لمطلق .. وتقديره لشخصيته الرائده ..
رجع القلم مكانه وسأل بجديه : الحين وقعدنا لحالنا ؟ تفضل قول ؟
مطلق بنظره استفهام : ويش اقول ؟ ماعندي شي اقوله ؟ إلا انت تعال ويش جابك ؟
: لا تتهرب من السؤال .. هذا اللي في يدك من ايش ؟
مسح وجهه وقال : لاتكبر الموضوع .. مثل ماقلت لك ..
ناصر : يعني المفروض اصدقك .. عذرك مادخل دماغي لكن على هذا بسوي نفسي صدقتك ..
وأسألك من جديد ويش اللي شاغل بالك ؟
تنهد مطلق بملل وقال : والله انك فاضي .. مافيني شي ..
انتظر ناصر .. لكن واضح عليه انه مافي فايده من اصراره ..
سأله يستفز بروده : في مشكله مع زوجتك ؟
ارتفعت نظرات مطلق واستقرت بجمود على ناصر ..
بينما برر ناصر : مافي مشكله مالها حل ..
علق مطلق بإقتضاب : لا تتدخل ياناصر ..
ناصر : الوضع متأزم لهذي الدرجه ..
حدجه مطلق بنظره غاضبه ..
بينما التزم ناصر الصمت ..
فهم ناصر المعنى .. حساسيه مطلق ما كان لها معنى
على العكس اثبتت انه في مشكله بينه وبين زوجته ..
وان الحدود مرتفعه لاقصى درجه .. و ممنوع الاقتراب ..
وقف ناصر وقال : على راحتك ..
انقهر مطلق من نفسه .. فقال بسرعه : اجلس ياناصر .. لا تواخذني لكن والله اعصابي تعبانه .
ابتسم ناصر : ماعليه .. لو مااعرفك كنت زعلت منك وعلى العموم من حقك .. ياله اشوفك .. ..
مطلق : ارجع البيت ..
ناصر باحراج : خلاص يامطلق مالها داعي .. ماقصرت معي ربي يطول في عمرك .. كفيت ووفيت ..
قاطعه مطلق : يكفي .. ماابغى اي زياده في الكلام ...
ناصر : لا في هذي اسمح لي .. الناس ويش يقولون عني ؟
مطلق بحده : والناس ويش دخلهم .. اخ وقاعد في بيت اخوه وين المشكله ؟
ابتسم ناصر بفخر انه يمتلك صديق شحت الدنيا تجيب مثله ..
كمل مطلق بإنزعاج منهي الجدال: لاتوتر اعصابي ارجوك ..
رفع ناصر يديه بإستسلام : خلاص .. اللي تامر فيه ... انااستأذن .. بمر بيتي واشوف اوضاعه ..
وخرج بإبتسامه .. مع ملامح الرضا على وجه مطلق ..
اخر شي كان ناقصه .. انه يزيد اوجاعه بالخصام مع صاحبه الوحيد ..



**************************



لوْ للمّواصلْ ذنبْ والهَجر
غفرآنْ
بقطعَ جميّع الناس واذنبْ
بـ شوفكـ . .
يامِنْ جمعّت بـ داخلّي " عدة أوطانْ "
زآد | احتجاجَ شعّوبها . . مِنْ
ظروفكـ !

تأملت نفسها برضى ..رغم محاربه الهموم لها .. لكنها ابت ان تنهزم بسهوله رغم كل الصعاب ..
فستانها البنفسجي الطويل والمخصر بشكل ملفت .. يذكرها بأول يوم قضته في بيته ...
لبست سلسله ذهب ناعمه بسيطه كانت من اخوها ... تحمل حرفه .. مررت اصبعها على نحرها بشي
من الاعجاب .. . خرجت من الحمام بعدما انتهت من زينتها ... و طلعت من حجرتها بعدما قفلتها ..
و قربت من حجرته .. لكنها توقفت .. ماتبغى تعذب نفسها في حضوره وغيابه .. لعل الدقائق القادمه
تنسيها قليلا من تواجده الدائم في عقلها ..
عتبت جناحها ورجعت خطوه ... و طالعت الساعه بقليل من القلق .. وكأنها لم تعتد وضعها بعد ..
نزلت بسرعه ... ودخلت المطبخ تشوف نتائج شغلها وبعدها طلعت بإبتسامه .. بمجرد دخول التوائم
جلست في مستواهن و فتحت يديها لهم .. .. سلمت عليهم بحب ..
قالت بموده : الله ايش هالحلاه ...
دارت اروى بفستانها قدام ليلى وقالت: انا احلى وحده ..
ابتسمت ليلى وقالت : صراحه كلكم حلوات .. تشبهون الاميرات ..
شهقت ريما بفرحه و ركضت لامها وقالت : ماما.. انا اميره ..
:اكيد انتي اميره ..
ضحكت وفاء وهي تسلم على ليلى بحراره .. ومااخفت اعجابها بليلى ..
وفاء : ماشاء الله تبارك الرحمن... حصنتي نفسك زين ..
ردت ليلى : لاتخافين اخذت احتياطي .. وانتي كمان ماشاء الله عليك .. اللي يشوفك يقول ما خلفتي من قبل ..
ضحكت وفاء و كأنها ماصدقت خبر .. وقالت : صدق .. الله يجبر خاطرك .. ياني تحطمت من رياض ..
يقول لي انحفي .. وارجعي مثل اول ..
تبسمت ليلى .. وغبطتها بعض الشي .. فسألت : يعلق عليك ؟
: اكيد لو مايتدخل في كل صغيره وكبيره .مايرتاح .. ايه والله ذكرتيني فيه ..
ونادت خديجه .. ترسل الشاي والقهوه له في المجلس ..
فكرت ليلى بحساسيه .. وقارنت نفسها بوفاء ..
مطلق مايعلق على شكلها ..لا بمديح او عكسه حتى ولو كان من باب المجامله او الغلط ...
نزلت سمر وهي تتثاوب وجلست على الدرج .. فعلقت ليلى عليها بعتاب
: ها ياانسه سمر .. جمعت كل الصلوات في وقت واحد... يااختي الله يهديك تعرفين ان تاخير الصلاه
اعظم من تركها ..
عبست سمر وهي ترد : ويش اسوي بالنوم ؟ مو قادره حتى افتح عيوني ..
ليلى : هذا ماهو نوم ..إلا الشيطان يوسوس لك .. لكن لو تعوذتي منه وقمتي صليتي كنت طردتيه من راسك ..
تدخلت وفاء وهي تاكل تمر : كيف حالك سموره ؟ ماتقومين تسلمين علي ؟
سمر بتعب : مالي حيل .. وحالك اعرفه شوي وانتي داقه علينا ..
تبادلت ليلى نظراتها مع وفاء وكأنهم يقولون لبعض .. مافيه فائده .
دخلت وفاء و ليلى في مجلس الحريم ..
ام مطلق بلوم : ليلى يابنتي .. الله يحرسك .. البسي شيء على راسك .. ترى العين حق ..
وفاء بسرعه : اذكري الله بسرعه يمه .. تراني اعرفك عينك تطرق كالبرق ..
ام مطلق بإحراج : ماشاء الله لاحول ولا قوه الا بالله ... انا اذكر الله من غيرك .. وهذي ليلى مرت الغالي
كيف احسدها ؟
و كلمت ليلى : قومي يمه .. ارفعي شعرك ولا خذي لك شيله على راسك ..
ابتسمت ليلى .. وقالت : خلاص .. ابشري ياخاله .. الحين اقول لخديجه ..
دخلت سمر بعدما سمعت الحوار وقالت بلقافه : طيب يمكن زوجها يحسدها ؟ وين تروح منه وهي قاعده في وجهه
اربع وعشرين ساعه ..
ماقدرت ليلى الا تحس بالحزن من الواقع مقارنه بكلام سمر ..

الحزن في غيبتك له لون داكن ..
مات قلبي ويحسبوني الناس حي

كنت عايش إيه فـ غيابك / ولكن ..
فاقد إحساسي بحياتي وكل شي

وفاء : سمر عن طوله اللسان ..
ام مطلق : لا هذي مايقص لسانها الا هو ... خليه يجي بسلامته .. والله لاعلم عليك ..
سمر بخوف : ايه اشتغلت استخبارات ام مطلق ... اقول يمه مع السلامه و وداعيه يااخر ليله تجمعنا ..
ضحكت ليلى على شكل سمر وقالت لام مطلق : خلاص ياخالتي سامحيها علشان خاطري ..
ارسلت سمر قبله في الهواء لليلى وقالت : والله انك كفو .. انا اقول زين مااخترت ياام مطلق
ام مطلق بفخر : هذي مرت الغالي معزتها في قلبي مثل معزته ..
وفاء : خلاص يمه .. الغالي والغالي .. صرت احس نفسي في سوق .. وانا وخواتي بضاعه رخيصه ..
دخل بهيبته الواضحه وقال : محشومه يالغاليه .. مافي نفيس وغالي جنبك ..
ابتسمت وفاء و حست انها طايره بكلامه .. سلمت عليه بإحترام .. وطبعت قبله على رأسه ..
تحمل الكثير من المعاني .. وتبعتها سمر ... بينما هو انحنى على والدته مجرد من هيبته متواضع امامها ..
ليلى ومن لحظه دخوله تجمدت .. حاسه بنفسها اشاره مرور .. في كل شي بوجوده يهجم عليها ..
عطره .. انفاسه .. صوته .. حتى قلبها معه هو .. يدق وكأن شيء بداخله يريد الخروج و الحريه ..
فكيف اذا شافت نظراته و عيونه .. وامتلت احداقها بشوفته كله ...

ماقدرت تسيطر على انفاسها إلا بمشقه .. حبت تشاركهم احاديثهم .. لكن خافت يحطمها .. ويكمل صباحه
اللي ماقدر ينهيه .. انزوت مكانها صامته .. حتى سمعت خالتها تسأله بخوف : وشفيها يدك يمه ؟
مباشره وبدون تفكير ارتفعت نظراتها إليه لتلتقي به .. و لتبدا بينهما لغه العيون المبهمه ..

تعامل مع الوضع عادي .. و كأنها غير موجوده معهم ... و ظل يحاور نفسه ..
لن ينكر وجودها الا بقصد منه .. فكيف ينكرها هي ؟
يشعر بها .. حتى لو تقصد المرور من امامها .. ولم يبالي بها ...
لكنه نوعا من العقاب تكرهه حواء حتى الموت ...
لم يتعلمه من احد ... لكن شعر بأهميته بالفطره .. او بالتحديد طريقه الرجل في كيفيه تعذيب المرأه ..
او بصراحه عقول الرجال لاتفكر كثيرا في تعكير مزاج النساء .. فالاسباب لديهم متعدده ووفيره ..
و تأتي اسرع من البرق ..
هذا الذي فكر فيه مطلق ونظراتهم في خط متواصل ..
رد ببرود وهو يقلب بيده : مافي الا الخير .. تعورت في مكان الشغل ..
عضت شفاتها .. وارخت نظراتها .. ماقدرت تتصل معه اكثر ..
ام مطلق : قومي يا سمر .. جيبي ل خوك شي ياكله ..
قامت ليلى بسرعه : انا ياخالتي بروح اجيبه .
وقفت سمر معها .. و مرت بنظراتها عليه .. ولكن كان بعيد عنها ..
فتحاملت على نفسها .. وطلعت ..
بينما عيونه تتبع خطواتها .. بل تحاوطها من كل جهه
مابالها اليوم مزدانه مثل قمر المساء ؟
جميله .. وكأنها ترسل لي برساله عبر الاثير .. ماذا يفوتك ؟
ما بالها و قد احتلت جزء كبير من المكان .. وكأن لا احد سواها ..
ماذا تريد ان تثبت من كل هذا؟
اكانت تعتقد اني سأرضخ تحت جاذبيتها ..
او استسلم لسحرها ..
اتظنني سأعود عن قراري .. ؟ ابعد عن الاحلام ماتتمناه..
سأل وفاء : فيه احد بيزوركم الليله ؟
وفاء : وداد و جود .. مافي احد غريب .. ليش تسأل ؟
: لا عادي .. اشوفكم كاشخات على اخر طراز انتي والمدام ..
دخلت ليلى بالشاي والقهوه ... و تبعتها ليلى بصواني التمر والحلا ..
فعلقت وفاء : انا عني دوم كاشخه .. و زوجتك من غير ما تتزين ماشاء الله عليها حلوه..
ابتسمت بخجل لوفاء .. و انحنت تصب الشاي ..
وبدون انتباه منها ..رفعت صحن الحلا له .. فتعلقت نظراتهم .. لكن هو كان ابعد مايكون معها في خط متصل ..
علقت نظراته في نقطه لامعه لايرى سواها ... نقطه من لهب اشتعلت في بؤبؤ عينيه .. تكاد تحولها الى قطعه محترقه ..
تعرف .. تلك النظرات وتعرف ماهيتها ...
تدلى ذلك الحرف أمامه .. .. و صرخت عروق جسمه كلها وانتفضت .. نقطه ابعد ماتكون في نار مستعره لاتنطفأ ..
لم يعد يطق صبرا في احتمال ماتريده ...
هل تقصد ان تشعل الفتيل وتحرق الاخضرواليابس ؟
تتصرف بوقاحه و تستنفر جميع حلولي ...
دفع الصحن بلامبالاه ... لتتناثر محتوياته على فستانها ...
قال بإنفعال : ماتعرفين اني مااحب الحلو...
بهتت ملامحها .. و زاد جراحها ..
ماكان تصرفه غريب عليها ؟ لكن ماتوقعت انفعاله بالطريقه المريعه قدام الجميع ..
حست ان الصمت يطبق عليها .. وان الجميع صاروا تماثيل ويكتفون بالمراقبه ..
تهدج صوتها بعض الشي.. لكن كبريائها لم يسمح لها بأن تنهار امام الكل ..
قالت بإعتذار : اسفه .. مااتنبهت ..
تدخلت ام مطلق تلطف الجو : ماصار شيء يامطلق .. هذا بدال ماتقول تسلم يديك ..
ماقدر يتحمل الخداع زياده .. فقام بسرعه .. متجاهل كل شيء ..
نفضت بقايا الحلا من على فستانها .. ساعدتها سمر ..
فعلقت : وشفيه ؟ كل هذا تعصيبه ..
ابتسمت وردت : ماعليه .. اكيد انه تعبان علشان الشغل .. بروح اشوفه ..
ماطالعت في احد ... خايفه احد يشوف الدموع اللي تجمعت في عيونها ...
بالكاد وقفت .. و تحاملت على نفسها وخرجت ..
وفاء بإستغراب : وشفيه مطلق ؟ اول مره اشوفه معصب كذا ؟
ام مطلق بضيق : الله يهديه .. ويصلحه .. كسر بخاطر البنت ..
طلعت الدرج بسرعه .. و قفلت على نفسها الباب ..
ضغطت على خدودها بقوه .. تمنع نفسها من البكاء ...
قبل ينفتح الباب عليها و تقابل وجهه وعيونه الثائره .. كان ينتظرها على احر من الجمر..
قال بحده : إلى متى .. وانتي تتمادين في وقاحتك .؟
ناظرته بإستغراب : مطلق .. انت عن ايش تتكلم ؟
اقترب منها بسرعه وقبض على سلسلتها .. وقال : وهذا اللي معلق في رقبتك .. بأيش تفسرينه ؟
شهقت بخوف .. ومسكت قبضته وقالت : استهدى بالله يامطلق ... هذي هديه من اخوي ..
رد عليها : وتبين اصدقك بسهوله ..
ضحك و شد من قبضته .. فقالت برجاء : هذي هديه سعود .. ولايهمني اذا صدقتني او لا ..
توتر فكه بضيق و شد السلسله بطريقه عدائيه من رقبتها... صرخت بخوف وألم وهي تشوف السلسله بيده ..
ناظرته بعدائيه .. وقالت : مااقدر اتحمل اكثر .. هاتي السلسله ..
بإستخاف مضى من جنبها .. بدون الاهتمام برغباتها ..فمسكت كتفه .. : اعطني السلسله يامطلق ؟
رفع حاجبه وسأل بإنزعاج : مهمه لهذي الدرجه ؟ تعلقين حرفه ؟ وكأنك تبين تكونين قريبه منه ..
تبين الخلاص مني بأي طريقه ...
ضحكت بمراره: لا .. مو معقول تفكيرك .. افكر اني اكون قريبه منه .. هذا الجنون بعينه ..
انفعل لبرودها وهو يرفع السلسله قدامها : وهذا ايش ؟ فسريه لي ؟ مجرد انك تاخذينه وحتى لو كان لاخوك
اكبر تصريح على مشاعرك ..
علقت الدموع في اجفانها .. وارتعش فكها رغم احتمالها .. هزت رأسها بتعب ..
وهمست : تعبت منك يامطلق .. ومن شكوكك ؟
ضمت يديها قدامه برجاء وسألته : قول لي إيش اللي تبيه مني واسويه ؟ ايش اللي يريحك ؟ تبيني اموت وتفتك من
شكوكك .. بأي طريقه اثبت لك ان كل شي مجرد اوهام .
ابتسم مطلق بسخريه : يعني بتاخذيني على قد عقلي .. تحملي عمايل يدك ...
كملت بتعب : لا.. لا .. ابدا علشان ارتاح من تعذيبك لي .. إلى متى تبيني اتحمل ..؟
صرخ كرد اعتبار عن نفسه فقفزت مذعوره : وانا الى متى تبيني اتحمل ؟ تحسبيني مااتعذب ؟
زوجتي تحب واحد غيري وانا واقف مثل الابله قدامها ...
لهثت انفاسه قدامها .. واشتعلت عيونه بذلك العذاب المعنوي الذي يعانيه بصمت ..
كان ودها تصرخ بأنه تحبه هو .. وانه الرجل الوحيد في حياتها ..
صرخت فيه بيأس : هذي اوهامك .. انت .. ومالي علاقه فيها ..
وساد الصمت .. عينيه لم تزيد الى غوره في عمق المجهول .. وهي تعبت حتى اليأس من الاستمرار ..
يكفي على الاقل لهذا اليوم ..يكفي .. استدرات بعدما ملت الوقوف في وجهه ..
فمسك يدها .. وقال بأمر : انا ما انتهيت منك..
طالعت يده .. فنفضت يده بقوه حتى المتها ذراعها : يكفي .. انا انتهيت ..
و طلعت بسرعه .. اخذت نفس عميق وابتسمت ابتسامه عريضه.. كتمرين تخفي فيه ما تبطن ..
مابتسمح له يخلط كل شي في حياتها .. بتعيش وفق ماتريده هي ..
القرار في يده يا انه يستمر او ينتهي ..... عملت كل شيء تقدر عليه ..
حتى بدأت تحس بروحها تتقلص داخل جسدها . .. و تنتفض طالبه الخلاص بأي طريقه ..

همس الحرف 05-Dec-2018 05:28 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
حملت الاكياس .. و مشت بتمهل وتحت ضغط كعبها العالي ..
همست بخوف : جود .. تعالي ساعديني ..
استدارت لها جود بعدما مرت من جنبها .. وتأففت ..: ماتشوفيني شايله الصينيه في يدي ..
قالت بخوف : جود .. حاسه ان الكعب بينكسر .. رغم انه جديد ..
ردت جود بخبث وهي تتركها : وزنك زاد علشان كذا بينكسر ..
عصبت وداد عليها و مشت بسرعه ناحيتها : امشي من قدامي .. احسن لك ..
ضحكت جود : امي دخلت وانتي تمخترين . .. اصلا شو هالغباء .. ليش لابسه كعب
يعني تحسبين نفسك بتطولين زياده ..
بعصبيه ردت : جود .. مو فاضيه لك .
تركتها جود وهي تسرع في خطواتها قصد عنها ..
نادتها وداد برجاء .. لكنها طنشتها .. مشت بسرعه وفي غمضه عين حست ان
الكعب علق في حفره صغيره .. فدفعت جسمها للامام .. و ماتوازنت فطاحت على ركبها ..
صرخت بألم وهي تسب في جود ..
استدارت .. بسرعه ناحيه رجلها بعدما طالعت حولها ..
الكعب انكسر بعدما انحشر في الحفره الصغيره ... تأملت الحذاء بنقمه ..
قبل تسمع الصوت خلفها : سلامات يا اختي ؟
شهقت بخوف .. وقالت وهي تضبط العبايه وتحاول توقف
: لا .. مافيني شي ..
حست بالفشله والقهر من جود .. تأملت حولها بضياع و ماقدرت ترفع نظرها له ..
سأل : تحتاجين مساعده .. ؟
جاوبته بفظاظه : لا ..
اخذت الاكياس بسرعه. رغم الالم في ركبتها الا انها تحملت كم خطوه تمشيها ..
راقبته بطرف عينها .. يحاول يمسك ضحكته .. واضح من اهتزاز كتوفه ..
اكيد بيضحك ..شكلها وهي تمشي بحذاء عالي والثاني مكسور تحفه ..
ويش مشكلتك مع الاحذيه ياوداد ؟
شفقت على نفسها .. و ساورتها رغبه في البكاء ..
هي من دون شي متألمه من السقطه القويه .. بالفعل شكل وزنها زاد .
لا والاخ يزيدها عليها ..
استدارت بعصبيه بعدما شافته جامد مايتحرك من مكانه
: عسى ماشر ؟ شايف الوضع عاجبك ؟
رفع حواجبه بإستنكار : وانت ويش دخلك ؟ انا مرتاح مكاني ؟
ردت عليه بقهر : والله انك ماتستحي .. ..
تحسس من جملتها بعض الشيءوان كانت فيها بعض الصحه ..
وجوده حولها مثير للشبهات .. و يخدش الحياء بعض الشيء .
رد بأسف : السموحه يااختي .. ماقصدت .
التزمت السكوت بعدما سمعت رده .. كانت تعتقد انه بيرد عليها بمثل طريقتها ..
استدرات ببطء ومشت ناحيه البيت .. واستقبلتها ليلى المنتظره والمستغربه تأخرها ..
بعدما سلمت عليها ليلى سألتها : وشفيك تأخرت ؟ جود قالت لي انك كنت وراها ؟
بوزت وهي ترفع رجلها .. وكعبها المكسور..
همست لليلى : انا حاسه ان هالبيت في شي .. موقفين مع نفس الشخص ونفس الحادثه ..
لا صراحه صرت اشك ...
ضحكت ليلى وهي تفكر في عنوان .. "قصه سندريللا و الامير .. الجزء الثاني .. "

وقالت بصوت عالي : بنااااات .. سندريللا جات ..
ماقدرت وداد الا تضحك ..رغم انها تحس بتأنيب الضمير .. على انها ماسوت شيء ينزعل منه
لكن كانت قاسيه معه بطريقه لم تعتدها مع الاخرين .. هو حاول يقدم المساعده ..بطريقته هو
المفروض مااعطته وجه وتركته ...


*************************


دخل و شكله معصب و جلس بدون كلمه ... على غير عادته
ناصر بشخصيته المحبوبه.. محب للضحك و العلاقات الاجتماعيه ..
وكأنه طفل سرقت من لعبته او اخذت حلاوته عنوه ..
سندريللا كما توقعها .. حفظ شكلها ورسم طولها .. وتلك النبره المستفزه ..هالمره اعطته بالجزمه على راسه ..
والمشكله جلس جنب مطلق .. ومطلق قنبله موقوته في اي لحظه بتنفجر في وجه الجميع ..
يحتفظ بشعله من نار في جيبه و يكاد عقله ان يحجز هناك معها ..
ملتزم الصمت ومحترم نفسه و اللي معاه ..
ابو نايف بنظره لهم ... مااعجبه الوضع ..
ضحك وهو يميل على ابنه : شوف خالك و ناصر .. يذكروني بالبنات لما يزعلون .
ابتسم نايف و قال : خالي .. في مبااره في الدوري الاسباني .. تبي تتفرجها معنا ..
تكلم ناصر نيابه عن مطلق : في حريقه الدوري الاسباني .
ماقدر مطلق رغم انزعاجه الا انه يتأمل صاحبه الثائر .. فوكزه و همس
: سلامات .. وشفيك ؟
ناظره ناصر بدون اهتمام : مافيني شيء.. مليت من بيتك ..
رفع مطلق حاجبه مستنكر كلامه وقال : طيب ويش ماسكك .. ضف وجهك ..
تأمله ناصر وقال بهدوء ماسك اعصابه : اسكت ..دام النفس طيبه .
مطلق : من كفخك ؟ شكلك اخذت علقه محترمه ..
تفاجئ ناصر من كلامه الصحيح وقال بدفاعيه : والله انت المتكفخ .. شوف وجهك كيف صاير ؟
ابتسم مطلق و رد عليه : لايكون سندريللا احلامك كفختك بالحذاء اللي معك ..
وكزه ناصر بقوه وقال : مالك دخل في سندريللا .. خليك في الجميله والوحش .
ناظره مطلق هالمره بعصبيه : ناصر..
ناصر : خير ...
مطلق : اطلع برى ..
ناصر بضيق : تطردني من بيتك ..
وقف مطلق وقال : اطلع برى ابيك ...
كل اللي صار .. على مرأى من ابو نايف وولده ..
همس ابونايف لولده : الله يسكنهم مساكنهم .. اقول دق على امك وقول لها سرينا ..
خرج مطلق وناصر يتمشون جنب بعض .. بهدوء يراقبون كل شيء بصمت و كل واحد
غارق في همه .. لكنهم متواصلين على الاقل بعد التنافر الموجز قبل قليل ..
وقف قبال بعض فقال مطلق و رأسه مرفوع للسماء الداكنه قد بدأت نجومه تسطع ..
ولو الاضاءه القويه لكان رأها بوضوح ..قال بهدوء : كانت محتفظه في صورته طول الوقت ..
ناظره ناصر بتفاجئ و ماتكلم .. رغم ان مطلق بدى وكأنه يدور على شي في السماء ..
فكمل ببرود : تقول انها مالها علاقه فيها .. لكن مااصدقها كل اقوالها وافعالها تثبت العكس ..
تنحنح ناصر وكأنه قدام مشكله خطيره ... يحترم مشاركه مطلق لامر حساس مثل ذلك ..
لو هو مكانه كان حس بالخجل من معرفه اي شخص فيه ..
قال بهدوء : يمكن صحيح ؟
مااخفى عليه توتر فكيه .. رغم انه مبعد النظر عنه .. لكي لايسبر اغواره ويفهمه اكثر ..
لكن بطبيعه ناصر و دراسته العلميه في مجال علم النفس ..كان قادر على اخذ مطلق
لابعد من ذلك ..
مطلق : مااصدق ..
ناصر بحكمه : طيب في ايش تفكر ؟
تنهد مطلق و ترك ناصر بعدما انتقل من السماء الى الارض منقبآ عن حلول تصل به الى المراد
: مافي اي شيء محدد .. الوضع عادي .. وبيظل عادي .. رفع راسه لصاحبه وسأل بجديه :
لو انت مكاني ياناصر ويش بتسوي ؟
ناصر : والله القرار محير .. ممكن اعطيها فرصه ..
مطلق بإبتسامه سخريه : فرصه .. اختيار صعب ..
ناصر بهدوء قضى في امره : طيب طلقها وارتاح ..
كالنصل غرز في قلبه .. شراره كهربائيه سرت في جسده من اعلى نقطه الى اسفلها..
جرح يشعر به يدمي ولا يتوقف .. لااحد سواه يشعر به ..وعلى هذا يكابر في الالم ..
قال ببساطه بعدما شمخت عينيه لاعلى : تشوف النجوم يا ناصر ..
رفع ناصر عيونه للسماء و كمل مطلق بجديه : ابعد من النجوم اني اطلقها ..


ابتسم ناصر وكأنه وصلت لمركز الاحساس واتصل معه .. ليس غريب عليك ياصاحبي ..
: ليش ؟ تبي تسامحها و تعيش حياتك ؟
مطلق :ماتهمني .. بكذا او كذا بعيش حياتي . ..
ناصر : طيب مثل ماقلت لك اعطيها فرصه .. ممكن ماضي وانتهى .. وممكن مثلما قالت انها مالها علاقه ..
وقف مطلق في مواجهته وقال : وكرامتي يا ناصر ؟
ناصر : لاتقول كرامتي .. انت اعتقدت من البدايه انه كان في شيء مخطط بين الاثنين ..وماصار
وعلى كذا تحديت نفسك واخذتها .. فلا تقول كرامتي ..
انزعج مطلق من كلام صاحبه وان كان حقيقه .. والتزم الصمت ..
فكمل ناصر والابتسامه على وجهه : ليش ماتعترف يا مطلق ؟
ناظره مطلق بإستفهام فسأله من جديد : ليش ماتعترف انها غيرت في حياتك وانها اصبحت شي مهم فيها ؟
مهما كانت اخطائها .. فإنت ماتحاسبها على العكس تحاسب نفسك ... ماهو عيب اللي تحسه يامطلق ..
تجاوزه مطلق : هذي تفاهات .. مااخذها بعين الاعتبار ..
واجهه ناصر بالحقيقه : طيب اذا كانت تفاهات .. ليش ماطلقتها ؟
ارتد مطلق عليه ..و اقترب منه و كأن ذلك اللسع زاد المآ ... والفوهه تتسع ..
شد على قبضته وقال بتهديد : طلقها وطلقها ..اذا عدت هالكلمه علي .. بأكسر وجهك ..
رفع ناصر حاجبه مستنكر غضب صاحبه وفي نفس الوقت مبتسم لانه فضحه ..
مشى ناصر و قال بصوت عالي مردد ابيات نزار قباني .. بطريقه استعراضيه

أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم
لمحوك تغتسلين في أحداقي
أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم
قرأوك في حبري وفي أوراقي
للحب رائحة .. وليس بوسعها
أن لا تفوح .. مزارع الدراق

التفت مطلق حوله .. وبطريقه سريعه اهدر غضبه على صاحبه ..
ليس غضب من شيء عمله هو او ذاك ؟ بل من نفسه التي اخفت حقائقها ومشى متجاهلا اياها ..
بحركه سريعه طرح ناصر على الارض .. وهو يلهث بأنفاس شقت عليه ..
بعضها من بركان القلب تخرج حراتها بأي صوره تريد ... اعمى البصيره والبصر ..
احرقته تصبب الحمم المتفجره .. تصله شرارات من نار ونور ..
يريد الظلام سترا وستارا و مهربا خفيا .. بعدما يقول كفى تعود له الحكايه من جديد ولابد من سردها ...
كان صراع ودي لا يخلو من بعض المشاعر .. يعرفان بعضهما لحد الامتزاج في جسد واحد ..
وجه واحد لعمله واحده .. ابتدأ الصراع على انظار طفلتين ابتدأتا بالنحيب و الصراخ .. في تصورهما
عراك كبار حقيقي ومخيف ...



***************************




في نفس الوقت استفردت ليلى بوداد لغايه تلحق بها ويجب ان تدركها
ليس من اجل نفسها .. تحقيق غايه لتصل به الى غايه مهمه .. مطالبها ان تسعد اشخاصا اخرين
كل ماتريد ان تسعده هو عبر ذاك .. ولتحقيق الامنيات باع طويل في الطرق ..
تكلمت وداد بحذر : قالت لي وفاء انه من معارفك ..
ابتسمت ليلى وجلست مقابلها : لا مو من معارفي صراحه .. تنهدت وقالت بصراحه : هذا الله
يسلمك صديق مطلق الوحيد ..
وداد : صديقه ؟ مين ؟ لايكون هذا اللي قاعد عنده .. خبرتني وفاء عنه ..
ابتسمت ليلى لكشفها ماتخفيه .. وقالت : ايه هو .. ناصر ..
وقفت وداد وقالت بتوتر : لا لا..لا .. دمه ثقيل .. وطينه ..
ليلى : والله الكل يمدح فيه .. اصلا اكبر شهاده له انه صاحب مطلق ..
ابتسمت وداد واخفت اعجابها الماضي بذاك .. وقالت : لا الله يستر عليك .. إلا هو ..
ليلى : وداد ؟ ناصر رجال مافي منه .. عندك خالتي .. تعتبره مثل ولدها ..
اقتربت منها وقالت : لاتحكمين عليه بمجرد انه صار لك موقف معه .. اساسا هو في كل مره يحاول يساعدك
وداد بعصبيه : يساعدني ..في كل مره يضحك علي وتقولين يساعدني ..
ضحكت ليلى و مااخفت استمتاعها : صراحه يا وداد مين اللي يشوفك ومايضحك .. يعني نفس الموقف
مع نفس الرجال ..
وداد : ايه اضحكي .. والله تمنيت الارض تنشق وتبلعني .. لا من الفشله قلبت عليه المسكين .
ليلى بصراحه : طيب ياسندريللا ..
مسكت وداد يدها وقالت : لحظه لحظه .. ويش قصتك انتي و وفاء في سندريللا هذي .. حاسه ان وراها سر ..
ابتسمت ليلى وقالت : تعرفين قصه الامير مع حذاء سندريللا .. .. الله يسلمك هذي قصتك
مع ناصر ..
بحلقت وداد فيها بدون تصديق واشارت على نفسها وقالت : انا سندريللا ..
ضحكت ليلى ... قبل تقاطعهم .. سمر في دخولها المفاجئ ..
: ليلى .. الحقي .. البنات يقولون ان مطلق و ناصر يتضاربون برى ..
شهقت ليلى بخوف .. وبدون احساس او وعي عقلي بما تفعله ... تجاهلت النداءات حولها ..
شافت الجميع تحت متجمعين عند الباب .. حطت يدها على صدرها تهدي من نبضاتها المصروعه ..
نادتها سمر و لكنها مااستجابت لها .. فوقفت في نص السلم .. قبل تشوف ابتسامه وفاء وهي مقبله عليها
: راحت عليك مصارعه حره .. ولا اجمل ..
سألتها بخوف : ايش صاير ؟
اقتربت سمر منها وقالت : اسم الله عليك ياليلى وشفيك ؟ كنت امزح معك ؟ كانوا يمزحون مع بعض ..
ضربتها ليلى وقالت : والله مت من خوفي .. الله يهديك ياسمر ..
وداد من اعلى الدرج : هذا الحب وعمايله ..
ابتسمت ليلى واخفت بعض المراره التي ابتلعتها .. لاتنكر تحبه و تخاف عليه وتهتم به ..
لكن اين هو من كل هذا ؟؟؟
ناظرتها ليلى وقالت : باقي ماخلصت منك يا سندريللا ..
ابتسمت وداد واخفت اعجابها بنفسها و ان بث فيها بعض الغرور لكن لم تمنح ذلك الامر الجديه ..
كانت اول خطوه سريعه للاعلى اتخذتها ليلى .. قبل ان تدوس على طرف فستانها الطويل .. وتتعثر به ..
كانت سقطه مائله ... حاولت تتماسك .. لكن انزلقت يدها .. وضرب رأسها بقوه .. ماكان منها الا ان اطلقت
صرخه ألم ممزوجه بضحكه ..
ضحكت سمر وحاولت تساعدها ... اقتربت وفاء منها وقالت بخوف : سلامات .. ..
قامت ليلى بصعوبه .. قبل تحس بإنسياب ساخن من اعلى حاجبها الايمن ..
سمر بخوف : ليلى.. فيك دم ؟
ابتسمت ليلى وهي تتلمس الكدمه الداميه : مو مشكله جرح بسيط .. بحط عليه كماده بارده ..
نزلت بسرعه .. غير مباليه بنبض الالم في جبينها واعتراضات وفاء ذات الخبره ... تلك الحركه اثرت عليها ..
فتوقفت فجأه لكن الدوران لم يتوقف من حولها .. مسكت رأسها بألم .. ولم تستطيع المقاومه اكثر ...
تكومت على الارض كقطعه من القماش... غائبه عن الوعي والجميع حولها مستنفرون
تراءى لها ألوان و اصوات كثيره .. وفي حلمها القصير بقايا واقع .. و فتات أماني ..
ابتسمت بسعاده و تمنت لو تبقى طويلا في حالتها تلك .. عندما امتلأ صوته في عالمها اللاواعي ..
تلك الحراره استشعرت بها من خلال جلده السميك فوصلت الى قلبها ليبدأ يضخ الدم بشراهه ..
تنهدت براحه اخيرا... ستنعم به ولو قليلا وتدعي الغفوه ... و رثت نفسها بشقاء .. بحضن طال البعد عنه
مزقتها الوحشه و ادركتها الاشواق مهروله.. ولم تصبر ..تمنت ان تبقى طويلا.. طويلا ..



انكشفت اوراقه للجميع .. بدون قصد فهم البعض مايريد ان يفهمه بطريقته والبعض الاخر
عاد بذلك الى خوف انساني طبيعي .. لايتعدى الاهتمام بشخص معني ..
ماباله يدور في حلقه وهي مركز الحياه فيها .. هنا او هناك هي كل مافي الامر ..
كيف يهرب منها .. ويعود إليها في نفس الوقت ... لامفر ولا حل من الاساس ..
تدراكه الخوف حتى اصبح كالطفل في مشاعره لايخفي شيئا ...
استنجد الجميع به .. وهو اراد من ينجده ..
لايعلم ماذا حدث له بالضبط ؟ خوف من فقدانها .. ليست بتلك السهوله
لم ينتهي منها بعد .. عاد لها رجاءاتها قبل قليل " تبيني اموت وترتاح مني "
لا لايريد ذلك .. خلاصي ليس بموتك .. وراحتي ليست بفقدانك ..

لما تبتسم ؟ هل تستعد للرحيل .؟ ماذا ترى في غفوتها تلك ؟ هل هو معها الان وتحلم به ..
مخطئه .. استيقظي ... لن ترحلي من دوني .. ولن تدركيه ولو في احلامك فأنا لك بالمرصاد
عودي إلي .فأنتي لي ؟
لن تكوني لرجل سواي ولو في عالمك الخفي وتعديت خطى الامنيات بأن تكوني معه الان .. ..

كم من الوقت مضى وهم يتجادلون حولها ؟ لكن المكان غير مألوف لها ..
فتحت عينيها ..وحدقت .. على ازواج من العيون ..
الممرضه المتفانيه في تنظيف جرحها بصمت و ذاك .. من كانت معها في رحلتها القصيره ..
لم يكن يرتدي شماغه كالعاده .. بدى بسيطا وعاديا جدا .. وصغيرا في عمره ..
سأل للاطمئنان : تحسين بشي ؟
حاولت تلمس مكان الكدمه.. رغم احساسها بالالم في نفس المكان ..
إلا انها جاوبته :شوي ..
انتهت الممرضه من عملها وقالت : الطبيب بيمر عليها ويطمن على حالتها اكثر ..
مشى مع الممرضه حتى الباب .. وتكلم معها بالانجليزي .. استغربت ليلى ..
الممرضه سعوديه ومايحتاج يكلمها بالانجليزي .. ياترى ايش يقولها ؟
ممكن يشكرها ؟ ولا يقول لها كلام حلو ؟
ولا يازعم اني اعرف اتكلم لغات ..
ولا فيني شي خطير ... ومايبني اسمعه ..
رجع لها فسألته بدون تردد : ايش كنت تقول للممرضه ؟
اقترب من الستاره .. وقال بدون يطالعها : مافي شي مهم ..
اخفى عليها بأن طلب حضور طبيبه بدلا من الطبيب .. ماباقي إلا هي ..
رجال يكشف عليها ..
زمت شفايفها بضيق .. و ماقدرت تمنع نفسها من الفضول او الغيره ..
اندق الباب .. ودخل الطبيب ..
ضاقت عيون مطلق بتقييم حذرعليه .. وسأل نفسه : هذا سعودي ولا سوري ..
بدى صغير في السن و وسيم .. مافي مقارنه في نظر مطلق ..
تقدم مطلق بسرعه ناحيته وقال له : ممكن لحظه لو سمحت ..
تراجع الطبيب بإرتباك و انتظر خلف الستاره ..
رمى لها علبه المناديل وقال بضيق : امسحي اللي على وجهك ..
انصاعت لامره مقره بأحقيته و فعلها للصواب .. كادت ان تنسى انا بكامل زينتها ..
لم تستطع ان تخفي الكثير فبعضها عالق .. ولكن الحقيقه فعل رباني زين به وجهها ..
رمت بالطرحه على وجهها تستره ..
اقترب منها الطبيب و احتار ..: من فضلك اختي اكشفي .. خليني افحص عيونك ..
سمعت تأفف مطلق .. فناظرته و كأنها تستشيره بدون سؤال .. لكنه لم يجيبها فزادها حيره ..
فهم الطبيب سبب حرجها فقال لمطلق : لازم نتأكد انها مااصيبت بإرتجاح في المخ يأثر عليها ..
هذا فحص عادي للاطمئنان ..
كان وده يقول مالها داعي .. لكن الضروره تحتم عليه الانصياع بصمت ..
اشار لها بحركه من راسه ... فرفعته ببطء .. نظرات مطلق لم تكن عليها ابدا ..
بل على ملامح ذلك التي احمرت خجلا .. بدى وكأنه يريد ان يتوغل داخل رأسه ..
ماذا يفكر فيه ياترى ؟ هل يقول بأنها جميله ؟
هل يعتقد ذلك ؟
انتهى كل شيء .. بضحكه من الطبيب ... طالع ناحيه ليلى المبتسمه وحس انه ببنفجر في اي لحظه
لها عين تضحك باقي ؟ لا شكل المدام مستانسه بالقعده هنا ؟
قال الطبيب : الحمدلله هي بصحه جيده .. ومافي تأثير للضربه .. ممكن تحس بصداع لفتره قليله ..
لكن اذا حسيتي بأي شيء ثاني مثل الغثيان او زغلله في العين ارجوك زوري المستشفى ولاتهملي صحتك ..
اشار لمطلق المتحجر وخرج .... بينما مطلق واقف مكانه وياويل اللي يقرب منه ..
كان ينفث رياح من نار .. بتصيبه جلطه قلبيه او دماغيه لا شك في ذلك.. هذا مافكر فيه ..
جهزت نفسها وقاومت الالم .. وانتظرته يتحرك من مكانه ..
سألته : مطلق فيك شيء ؟
جاوبها بإستخاف : لا والله .. باقي تسألين ؟ اشوف الجو عاجبك هنا ..
قلبت عيونها بإمتعاض على مايقوله .. فقالت بإستغباء : وشفيك ؟
مطلق بغضب : كل هذا وتقولين وشفيك ؟ ماباقي الا تاخذين رقمه ..
انقهرت من كلامه .. فزاد الم رأسها اكثر .. كرهت اللحظه اللي تشاركتها معه ..
جاوبته بغيظ : تعرف نسيت اخذه ..
كان وده يسطرها بكف على وقاحتها...
اقترب منها ومسك يدها بقوه وقال : اقسم بالله العظيم ... لولا حالتك هذي لكنت علمتك االادب ..
نفضت يده لكن كان ممسكها بشده فجاوبته بمثل الغضب : ان متأدبه من غيرك .
كانت تنتفض بين يديه .. شد علي يدها بقسوه لترتطم بصدره .. .
: لا تتعدين حدودك ياليلى .. تراني ساكت وصابر ..
ردت عليه بحده : مافي احد جابرك تتحمل .
وابتدا صراع الاعين .. داحس والغبراء على مر اللحظات فقط ..
انهالت عليهم جميع المشاعر فتدراكهم الوقت ..
سحب يدها بعنف خلفه ... ظل ممسكها بشده .. غاضب لدرجه الانفجار..
صابر ومتعدي حدود الصبر والتعقل وعلى هذا هو متحمل ..
كانت دقائقهم كالدهر تمر عليهم ..
لم تتحمل اتهاماته و سياط قسوته .. لن تعطيه الفرصه في تجريحها مره اخرى ..
ستقاومه لكي لايثني ثقتها بنفسها ... ويهبط عزيمتها للقاع كما يفعل دائما ..
تلك التي تدور في رأسه إما ان تزول او تزول هي بنفسها ...


من قال لا كرامه لا في الحب او الحرب ..
اخطأت ياهتلر .. في بعض الاحيان لابد من الكرامه لكي ينتصر الحب .. و نكسب الحرب ..

همس الحرف 05-Dec-2018 05:29 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
الجزء الثاني والثلاثون :



وعندما ينتصف الليل .. ينتهي الحلم .. وتتدراك سندريللا دقائقها بعدما يقع الامير في حب مجهوله
لايعرف لها هويه يصل بها إليها... ويبدأ في رسم احلامه على صفحه كالرمال تبدو .. في اي لحظه
تختفي .. لايعلم لما هي من بنات حواء من اسرت قلبه ولا احد سواها ممن يقابلهن في روتين عمله
كانت عاديه .. حاده .. عفويه .. ابتسم لنفسه و لرسم خيالاتها .. لم يراها في الحقيقه .. لكن اهواء عبثت
بقلبه وسلبت لب عقله في العوده والتفكير بأن تلك مجرد وهم ..
ازداد ابتسامته وتذكر مواقفها المحرجه التي تقع تحت ناظريه .. ..و تنهد بألم ..
ولما الالم يا ناصر ؟ ألست مرتاح و تعيش حياتك بكل ظروفها ..
الست محاط بالذين يحبونك ؟ ويهتمون بشخصك ؟ ام لعلهم يشفقون عليك وتضيق بهم الحياه بوجودك ..
طلع محفظته و تأمل صوره زاهيه كزهوها في قلبه .. انحنى تقوس حاجبيه و تجعد جبينه بكثير من الطيات
كتلك الاحزان التي تعتصر الفؤاد ومالها الا الانفراد في حبسها وتركها تعاني ..
قبلها كطفل فقد والديه للتو ... او ليس طفلا حقا ؟
كما كانت تقول والدته .. بتبقى ولدي الصغير المدلل ولو صار معك عشرين ولد .
ضحك برعشه .. للذكرى .. وهطلت دموع اشتياق و لوعه فراق ليس لها الا ان تذرف .. وكيف يمنعها .. ؟
حتى اخر عمره سيظل يذرفها ولن يخجل ...
دعى بنبره مختنقه .. امتلأت بالغصات ..
اللهم اني اسألك ان تجعل لهم بيتا في الجنه ..
اللهم هون عليهم .. وخفف عنهم عند الحساب ..
اللهم اجمعهم في جنه عدن مع النبيين والصديقين والشهداء ..
ومااصعب الحياه دونهم .. ويارب لاتذق احد ما ذقته ..
دخل مطلق وان كان في حاله عصبيه لاتدرك .. لكن الصوره الماكنه عليه صاحبه تركته يوقف مكانه
ولايتحرك .. يتلمس صوره وكأنه يريد ان يحشر نفسه فيها .. و لمعه عينيه بالدموع لاتخفي حالته ..
حزين هو .. وبعيد انا عنه ..
حس ناصر بوجوده .. فأسرع لمسح دموعه و رجع محفظته وقال بصوت رخيم
: مطلق .. اخيرا جيت .. ها طمن كيف زوجتك ؟
كاد ينساه في غمره مشاكله .. اه ياصاحبي سامح تجاهلي .. والله لم يكن عن قصد مني ..
جلس مطلق و بعثر شعره .. : طيبه .. كدمه بسيطه ..
ابتسم ناصر .. وجه صاحبه مقلوب .. يبدو انه احد جولاته الصراعيه مع زوجته ..
استرخى ناصر جنبه .. والتزموا الصمت ..
لكن مطلق ظل يفكر فيه .. كواجب اخوي منه على الاقل ..
ضرب فخذ ناصر وقال بإبتسامه غابت عنه طويلا : ها اخبار سندريللا معك ؟
طالعه ناصر بنقمه وقال بعدما صرف انظاره عنه .. وتشاغل بتغيير القنوات ..
: مافي شي اسمه سندريللا ..
التفت مطلق ناحيته وقال : طيب.. احكي لي يا ناصر ويش يصير في النهايه ؟
ابتسم ناصر وقال : في القصص الخياليه .. تكون نهايتها .. كالتالي .. تزوجا وعاشا حياه سعيده للابد ..
وفي الواقع .. حط عقلك في راسك تعرف خلاصك ..
ضحك مطلق لانه اقتبس واقعه هو .. : لا هذا مو انت .. اعرف انها معششه في راسك .. لكن ابشر بعزك
يا صاح ..
ناظره ناصر بإستغراب .. وسأله : ايش تقصد ؟
استرخى مطلق وتنازعت افكاره .. هل يخبره ويعلق امالها في مقصله الواقع و يخاف بعدها التحطم ..
يسعد قلبه و يتدارك احزانه بقليل من الامل و العوده للحياه بإنتعاش ..
ام يخفي عليه ما لايريده هو .. لكنها انانيه يامطلق ... هذا حلمه و سندريللا خاصته وليست لك ..
فأنت تملك مفاتيح لتحقيق .. سلمها له فدعه يعيش كل طقوسه ويتحمل مسؤليه نفسه ..
قال بهدوء : انا سألت ليلى .. عن موضوعك خاصه ؟ وبعدما اجرت المدام تحقيقاتها الخاصه ..
عرفت هويه سندريللا ..
قفل ناصر التلفزيون و بحلق في صاحبه بدون تصديق .. وابتسم ابتسامه عريضه اشرقت لها وجهه فيها
نقم مطلق على نفسها ساعته .. لانه فكر لمجرد التفكير انه بيخفي على صاحبه ..
قال بلهفه : احلف يامطلق ..
ابتسم مطلق و رفق بحاله صاحبه : وليش الحلف ؟ يعني ماتصدقني ..
ناصر بسرعه : لا .. ضحك بعدها على تعابير مطلق فقال بعدها : لا ماقصدي .. اعني ممكن تحاول ...
قاطعه مطلق : لا مااكذب .. هي قالت اني عرفتها .. وقالت لي اخبرك ... واكيد تنتظر صافره الانطلاق ..
تنهد مطلق و كأنه تحمل جزء كبير من الهم والمسئوليه .. اي احتكاك بينهم .. بينفجر الوضع ..
وقف ناصر و دار حول نفسه مثل المراهق وقال : والله اني احلم ..
ضحك بسعاده و قال وهو يشد يد مطلق : روح اسألها من هي ؟ ولا اقولك قولها تبدا بسم الله .. و تخطبها لي ..؟
مطلق : تعوذ من الشيطان .. الصباح رباح .. مااقدر اكلمها في هالوقت المتأخر..
ناصر بخيبه : ليش ؟ يااخي والله مااقدر انتظر .. خلاص قول لها من هي ؟ ودي اعرفها ؟
مطلق بجفاء .. : ناصر .. ما ودي اكلمها ..
سأله ناصر : يااخي تنازل عشاني .. انا ادري انكم متخاصمين .. مطلق هذا معروف ماانساه طول عمري .
اخفى مطلق النزاع الحاد الذي صار بينهم .. وصلت لحد لايرغب في مواصلته ..
بعدما كل اللي قالوه لبعض .. يرجع ويكلمها عادي ...
مطلق : نسيت انها تعبانه .. اكيد اخذت علاجها ونامت ... ماودي ازعجها بالاسئله ..
تنهد ناصر بأسى وجلس بتذمر على الكنبه ... فشفق مطلق على حالته ..
وقال بيأس : خلاص .. بأسئلها .. اصلا الشرهه علي من قالي اخبرك في الوقت هذا ..
ابتسم ناصر : تسلم ياصاحبي .. بسرعه تراني انتظرك .. ولا اقولك ارسل مسج ماعندي صبر صراحه ..
ابتسم مطلق له و جاء يطلع .. سمع ناصر يقول له : انتبه لاتزعلها .. مرتك جميلها في رقبتي ..
هز مطلق راسه بإستخفاف .. وقال بصوت منخفض : هذا اللي ناقصني ..
تجاهل ضحكه ناصر خلفه .. ومشى بأقل من مهله.. لايريد رؤيتها بعد وابل الاتهامات والتجريح
في وجه بعضهما البعض .. كاد ان يمزقها بين يديها ويهشم كل شيء في طريقه ..
غضبه لم يكن في محله .. لم تكن مقصوده .. ..
ليس هو من يجابهه .. يختلف عمن يريد هو وعم من كان في الماضي ...
اختزن انفاسه ....فالثواني الممتلئه بالمشاعر المحتقنه تمر طويلا ولا تنتهي .. ..
ودخل بهدوء .. وفي عقله اما ان يهمل مايريده صاحبه
او يبقى على عناده ولايرضخ لها ...



************************



كانت و مازالت تحاول ان تتدارك افكارها وان تسبقها في خطواتها ..
هل تصدق بذلك وتؤمن به ؟ هاهي احلامها قد تحولت الى واقع ..
لماذا عندما تمنت ذلك واصبح في منالها اصبح صعب التحقيق .. وحقيقه مخيفه ..
الم تعلم من قبل ان الخيال يختلف عن الواقع ..
وان ماتقرأه من عالم مغاير بكل حالاته يختلف عن عالمنا ...
هل هو خوف من الحلم ذاته ؟ لانه في قراره انفسنا كل تلك الروايات مجرد ترهات ...
ولا صله لها بواقعنا .. وان كان بعضها ينفث فينا اماني بأن نعيش مثلهم ..
هي غريبه حقا تركيبه الانثى وصعبه الارضاء .. بهذه او بتلك .. لا تقتنع ابدا وتظل متخوفه
ققم الاحلام كالسراب لا تدرك .. وهميه المنال .. صعبه الاستيعاب ..
كان هذا مايدور في ذهنها وهي تكتب بعض من اسماء روايات قد علقت في ذهنها ..
جميل الحب ؟ لكن كيف نصله وان عرفناه هو حقيقي ام لا ؟
دخلت جود .. وقالت: توي كلمت سمر و طمنتني على ليلى ..
وداد : الحمدلله ... والله خفت عليها...
ابتسمت جود وهي تغطي نفسها باللحاف : شفتي مطلق .. احسه خاف عليها.. حتى نسي ان في ناس في البيت ..
ماردت وداد .. و كملت جود : من حقه يخاف عليها ... الدم كان مغطي وجهها.. ويش رايك انتي يا ود ؟
جاوبتها وداد : في ايش بالتحديد ؟
ضحكت جود وعدلت جلستها : لا تتذاكين علي .. تعرفين عن ايش اتكلم .. اصلا انتي كنتي اقرب واحده منهم
واكيد شفتي كل شيء ..
وداد بضجر : خلاص ياجود .. اكيد بيخاف على زوجته .. ويش الجديد يعني .... ارجول لاتزعجيني
قفلي النور ونامي ...
قفلت جود النور .. متستره على اختها...
وداد وسط الظلام وبعدما عم الصمت .. قالت بهدوء : جود .. في اعتقادك قصه سندريللا ممكن تصير حقيقه ؟
جود بضحكه: سندريللا وحقيقه ... وانتي الصادقه حتى اذا تحققت ماتتصدق بيقولون خيال و مافيه فرق...
ابتسمت وداد لاحساس بالسعاده ..لن تحرم نفسها منها على الاقل .. سندريللا ليست بحلتها القذره
لكن بتلك الطريقه التي سلبت فيها قلب الامير وامتلك قطعه منها ليستدل بها عن طريقها وبحث عنها
في ارجاء البلاد ... بحث عنها لك كيف ... كان صريحا ..مع نفسه ومع الاخرين واخبرهم انك سندريللا
ضائعه بالنسبه له .. ويريد الوصول اليها بطرق معروفه ..
ردت بغرور : ممكن .. لكن انا اصدق صراحه .. صحيح مااعرف الامير .. لكن على الاقل هو يعرفني
ويعتبرني سندريللا .. ويطلب ودي في قصره يا جود ... ايش رايك انتي ؟
لم تنتظرطويلا حتى انغشت عينيها بضوء مفاجئ و تواجه اعين جاده صريحه .. تواجه جود بشخصيتها
الحقيقيه الواقعيه ... تنتظرها لكي تضع النقاط على الحروف ... وتختم القصه ..ب النهايه .


*****************************


اصطدم بالظلام في حجرتها ... تراجع خطوه للخلف .. راميا بعبء صاحبه جانبا ..
لكن استحثته اصوات همهات منها ... تثاقلت خطواته بالقرب من سريرها .. .
حتى فصلت بينهم تلك الحرائر ... حرصه و تعقيبه على الاهتمام بها .. كان مايقوده
يخاف ان يجد جديد في حالتها .. و تدهور يبعثر بصحتها ..
فتح النور الخافت بقربها .. و اقترب منها حذرا .. بعدما رفع الستائر ..
انعكس الضوء على وجهها الشاحب .. بدت متعبه و غائبه في النوم ..
تطلق شهقات خافته وكأنها تبكي .. اتبكي حقا ؟
لكن ماتلك اللامعه الملتصقه بجفونها ؟
غمض عيونه بقوه يطمس فيها رهافه احساسه و ذاك المسمى بالشوق ..
اتعرف مالشوق يا مطلق ؟ ايهزك الوجدان حقا ؟ و يناديك القلب بمشاعر صارخه..
ان التفت لها واعطيها القليل من وقتك .. كف عن الاستداره والتجاهل .. و واجهني ..
حاكى رغبه عقله ان يستدير و يسرع الخطوات ويهرب من مخدعها وخداعها ... لكنه توقف و اطاحه
الاشتياق .. ليجلس بالقرب منها .. .. غطاها باللحاف .. لكي لايصيبها البرد ..
و رضخ لمشاعره لاول مره منذ تلك الحادثه .. لم يقنع نفسه بالتجاهل دائما ..
مسح وجنتها البارده .. فارتعشت وكأنها تسيقظ من نومتها ... لكنها لم تفعل
بل زادت تلك الحشرجه المكتومه من صدرها ..
عجب من نفسه .. اين تلك الوعود الحازمه ؟ وسياط الجلادين التي اهلكت
نفسك بها ؟ ما اغربك حقا ؟ كتله من المشاعر تجرفك في طريقها ..
كانت تعاني في حلمها ... تصارع من اجل الاستيقاظ ولا تستطيع ..
ربت على وجنتها يوقظها من غفوتها ..
: ليلى .. ليلى .. قومي ..
قامت مفزوعه و مخطوف لونها ... تلفتت حولها .. حتى تسمرت عليه ..
ناظرته لدقائق .. و دفنت وجهها بين يديها .. و تعوذت من الشيطان ..
سأل بإهتمام : تشتكين من شي ... ؟
نفت بحركه سريعه من راسها .. كانت مازالت تخفي وجهها عنه ..
قبض على يده يمنعها من لمسها ...
قال : قومي توضي وصلي .. ترتاحين اكثر ..
رفعت راسها له .. فكانت عينيها دامعه مثقله بالكثير مما لايعرفه .. حزينه و خائفه
وكأنها قد خاضت معركه خاسره .. افقدتها الكثير ..
همست بضعف : خايفه ..
بدت طفله .. تحتاج لحضن كبير لتتحصن فيه وتنعم بالامان ..
ان يعود عليها ببعض ما خطف منها ...
كلمه تبعث الطمأنينه .. او لمسه تمحي ملامح الخوف ..
كان قريبا منها لدرجه يمكنه ان يغمرها بحضنه ..
لكنه تحصن بكبرياءه .. وابعد نفسه عنها ..
قال : تعوذي من الشيطان .. ليش الخوف ؟
اعتصرت اصابعها وهي تحاول ان تمنع ارتجافها الواضح..
: ماادري ..
مطلق بنبره دافئه : قومي صلي ركعتي و تعوذي من الشيطان .. بترتاحين ..
تبادل معها في الكلام .. بشكل ودي
وكأنهما لم يخوضا صراعا شرسا قبل ساعات ... كادوا يقطعون فيه بعضهما .
بالكاد تزحزح من مكان .. قيد شبر استطاعه .. تنازعت رغباته في البقاء
ونشر الامان في حالتها هذه .. لكن مازال عقله يسبق قلبه بأشواط طويله ..
ويأبى ان يرضخ و يهدأ على الاقل ..
همست بأسمه بحزن فاستدار لها مذعنا .. .. لاحظ عليها الارتجاف من اهتزاز شفتيها ..
انسلت دمعتين من عينها ...فرق قلبه لها .. فلم يكن بمقدوره ان يمنع يده من مسحها ..
مسكت يده.. كحاجه منها تطلبها منه ..لكن انعقد لسانها ان تطلبها بصوره صريحه
ودت لو تدفن وجهها في كتفه .. وترتاح .. لكنه كان بعيدا عنها .. خلف اسواره العتيده
اكتفى بالصمت .. لم يكن يستطيع ان يفعل شيئا .. انتظرها ان تفعل ..
اهلكه ذاك الصبر وتلاحم المشاعر .. شعر بأن قلبه قد خدعه ..
وان درعه قد اختفى فجأه ..وان نبض يهز كامل جسده ولايسيطر عليه ..
لكن في لحظه استرد شخصيته الضائعه .. فومضت عينيه بذلك النكران من جديد..
و عاد تنهال عليه الذكريات .. وبقايا صوره ... ومرآه مهشمه .. وحطام من ملامح رجوليه باهته ..
تركت يده .. بعدما افتقر لديهم الاحساس ان تترجم بشكله الصحيح ..
لاهو شعر بها .. ولا هي استطاعت ان تلجأ إليه..
فقدت تلك الحاسه ان تستثير فيهم بعض من مشاعر مستعره لم يخمدها الاهمال ..
تركت يده بهدوء .. و انسحبت .. تصلي لربها ..
العلي القدير .. فاللجوء إليه لاتصيبك بخيبه امل او انعدام الرجاء ...

ادرك نفسه .. بعدما قرأ ما اعتقد انه فهمه منها ..
تلاحق قبل ان تنال مشاعره الاغماضه الطويله ..
يعتقد ان صلب ولم يعد هشا سهل الكسر ..
يعتقد انها لن تنال منه .. ولن يخضع عندها ..
لكن لما يشعر بالحزن و الغربه فجأه ..
لما يشعر بالغضب منها .. وعدم الرضى من نفسه ..
تجاهل نفسه .. و تجاهل صديقه ..
وهرب ..

همس الحرف 05-Dec-2018 05:29 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
حبست نفسها في حجرتها .. تمني نفسها بسماع خبر يثلج صدرها و يعيد رونق حياتها ..
كانت خائفه بعض الشي من الفشل .. لم تجد مستعا من الوقت في التفكير
اتعلنها صريحه لكي ترتاح .. لكن لابأس في الانتظار ...
اريام كانت عاديه او حذره معها فيما يخص اخوها ... انتظرت و حاولت الدخول خلسه
بينهم لكن لافائده ..
لابأس .. غدا اوبعده سيأتي الخبر الاكيد ... لابد من عنوان رئيسي يتصدر الاخبار ..
هو وهي .. سيكون لهما الختام ..
ابتسمت بخبث ... و تلازمت ابتساماتها مع اغنيه تعرف فيها المتصل ..
للمره الثالثه يدق عليها ..
تأففت بإنزعاج .. شعور بالضجر منه .. ورغبه في تبديله ... اخذت ماارادته منه و ولم تكمل معه
الوعد .. فهذه طباعها ماان تمل من لعبتها ترميها دون الاهتمام ...
ردت : هلا وسام ..
سأل بعصبيه بعدما اهملته : وينك انتي ؟ ادق عليك ماتردين ؟
: اسفه حبيبي .. لكن في مشكله في البيت .. وماكان لي اي مزاج صراحه اتكلم مع اي احد ..
تغيرت نبره صوته وقال بتحبب : افاا وانا اي احد ياغلاتي .. انا عندك بإشاره منك ..
فاتن بزيف : تسلم يا عمري ..
سألها : طيب متى اقدر اشوفك ؟
اخفت امتعاضها منه وقالت بحزن : والله ماادري ... هذي الايام صعبه يا حبي ...لكن بنكون على اتصال ..
كان منزعج في نبره صوته : خير .. متى ماانتهت مشاكلي دقي علي .. مع السلامه ..

طالعت الجوال .. وقالت : الله لايسلمك ان شاء الله ... ماباقي الا هي ..
رمت بجوالها و تركت نفسها تحلم .. بكره اذا صار او صار ايش بتسوي ..



**********************




ثبطت عزائمها .. و تركت كل شيء وفق ما يخبأه لها القدر .
فالامل الطويل يجلب لها التعاسه ..
ستبدأ اليوم تحضيرها لملكه اخوها ...بعدها مااشترت فستانها و لا الهدايا الخاصه فيها ..
ولاتطمنت على تجهيزات نجمه ..
قامت بنشاط .. اخذت حمام دافئ .. وتوضت وصلت ... لبست جلابيه عسليه .. وخرجت ..
كانت بتمر على حجرته .. لكن اكيد انه طلع بدري حسب عمله ..
قفلت الباب ... فلما سمعت نغمه الجوال ..رجعت ودخلت .. والتقطته بسرعه وهي تبتسم
سعود : صباحك خير ..
ليلى : صباح النور والسرور ... يابعد عمري ياسعود .. توي كنت افكر ..
سعود : والله انا محظوظ ... المهم انزلي ابي اشوفك ..
ليلى بعدم تصديق : وين انزل ؟ لايكون انت هنا ؟
سعود : بسرعه .. انزلي لك خمس دقايق ..ولاامشي ..
قالت بإنفعال : لا تتحرك من مكانك ..
مسكت طرف جلابيتها وبدون اهتمام ... ركضت بفرحه ..فرحه جات في وقتها
واسعدتها ..
فتحت الباب بسرعه و خرجت .. كان اول شيء شافته هو ظهره .. يحرك سبحه في يده ...
عرفت الكم الهائل من الاشتياق .. لكل شيء فيه ..

عساك بخير
جيت أصبحك بالخير
ياخير هالدنيا ومنبع حلاها
يافخرها
يافرحها
والتباشير
عساك بخير
ياصباح الخير
ياوجه الخير

رأس مالها .. و عائلتها كلها متكومه فيه... عز رجولي زاخر و فخر يصل للغرور ..
من لها اخ مثله ؟ من لها غمده اذا صل سيفه ...
ركضت له كطفله صغيره .. تستقبل والدها .. وترتمي في احضانه ..
رجع للخلف بضحكه وهو يضمها ...
ليلى : ياهلا والله بريحه هلي .. ياهلا فيك يالغالي ..
ماتركته .. عبرت عن اشتياقها بكل اريحيه ..
جاوبها : هلا فيك ياالغاليه .. شوي شوي علي .. والله خنقتيني ...
ابتسمت وهي تشد من عناقه وتقول : مشتاقه لك .. مشتاقه لك والله ..
سكت لمااستشعر نبره الحزن في صوتها لكن لخوفه سأل مترددا
: يابنت الحلال .. اتركيني شوي خليني اخذ نفس ..
تركته وهي تمسح دمعه طفرت من عينها ..
وبالفعل كما توقع دائما ... كان يترصد الالم في كل نواحيه .. لما شعر بالخوف فجأه ؟
تركزت عينيه ... على ضماده جرحها ..
و سأل بخوف : عسى ماشر ؟ وشفيه راسك ؟
ابتسمت بتوتر .. وقالت: جرح بسيط .. البارحه طحت عن الدرج ..
لاحظت عليه انه عصب فقالت تحاول تخفف عنه
: مافيني الا العافيه .. والله بسيط امس رحت المستشفى وتطمنت ..
سأل بعصبيه : ليش مادقيتي علي وخبرتيني ؟ تتساهلين في كل شيء يخصك عادي يالنسبه لك ..
التفتت حولها ..وقالت تهديه : سعود .. تعوذ من الشيطان... ليش تكبر الموضوع .. مافيني الا العافيه ..
يعني ادق عليك واخوفك على شيء تافه ..
ابتسمت لما شافت سكوته وسحبته من يده وقالت : ادخل المجلس .. وطمني عنك و عن الاهل ..
وبدأت في الكلام و الثرثره التي هو لم يعتدها .. مازال متوغلا في توقعاته ..
ولم يتفوه الا بالمطلوب منه ...
ظلت كل وقتها معه فسألته : بتتغدا معنا .. اكيد .
: السموحه .. عندي اشياء لازم اشريها ... يعني بكره بالكثير برجع الديره ..
ليلى : لا والله ماتطلع من بيتي .. حتى بتنام عندنا .
ابتسم لاخته .. تتكلم مثل والدته .. : من صدقك انتي ... باقي مازرت امي ولا خبرتها ..
سكتت لما جاب طاري امه .. تشاغلت بأصابعها وقالت بفقدان : وحشتني والله ..
جدي مابيسمح لها تحضر اكيد .
هز رأسه بإيجاب . .. و اقتنع بذلك العذاب المؤبد ولن يتغير ابدا ..
ضحكت بعدها .. ليتفاجى سعود فيها و سألها وعلى وجهه ابتسامه : ضحكيني معك ؟
: ياحبي لك ياسعود ... بتتزوج قريب ..
رفع حاجبه وقال :بدري توك استوعبت ..
ليلى و كأنها مثل ماادخلته في بوتقه الحزن كانت ستخرجه منها
: لا .. لكن فرحانه .. اخوي الكبير بيتزوج .. ومين بياخذ ؟ نجمه المجنونه .
رجعت له سيره مايحب يدخل فيها فقال : في هذي صادقه نجمه المجنونه ..
ضحكت وسألته بإهتمام : صح .. خبرتني ان في موقف صار بينكم ..
بحلق عيونه فيها وارتفع ضغطه منها ...
خربت علي اجمل احلامي .. و سرقت مني فرحتي
تتجرأ و تصرح ببطولاتها .. او تخبطاتها بالفعل ..
لها عين ..تجاهر بمواقفها العظيمه معي ..
صبرا جميل والله المستعان ..
وقف وقال مشتاغل بالوقت : بعدين احكي لك .. الحين عندي اشغال بأقضيها ..
قاطعته بجديه : وبترجع ..
ابتسم ورد عليها : اكيد برجع .. وين افتك من حنتك الله يهديك ؟
: ربي يعافيك .. بسوي لك اللي تبيه ...
سعود : يعني رشوه ...
ضحكت وهي تتأبط يده .. وتمشي معه : هذا من زود حبي لك والله.. روح بالسلامه
بانتظرك .. لاتتاخر علي ..
لبس نظارته الشمسيه وقال : ابشري يا ام سعود .. وضحك وتركها ..
وقفت تتأمله .. ارتاحت نفسيا و نسيت كل الكدر ....
اه ياخوي .. لو تدري في بعض الاحيان بالكاد اعرف اني اتنفس ..
من كثر الهموم ضاقت علي انفاسي ..
ظلت تفكر في كل شيء مر عليها .. الجو هادئ .. و الصمت لايخلو من بعض الاصوات
لكنها بمفردها الان .. هذا ماتحتاجه . ان تفكر على مهل في القادم ..
حالتها مع مطلق لا ترضيها ابدا .. والحل في يده هو ..
تنهدت .. وكأن التفكير فيه بحد ذاته يعتبر ضيق لها ...
كل شيء في وقته حلو ..
الحين ماهو وقته .. وقت سعود ونجمه ..



************************



مافعله ليله البارحه ... لم يكن من طباعه ..
شعور بالحنق من نفسه .. يكاد يبتلعه.. مالفرق بينه وبين غيره ..
لم يفعل شيئا يحاسب عليه بصوره ظاهره .. لكن محاسبه القيم اذا انتقصت .. محاسبه نفسه ..
اصبح يفعل اشياء لم تكن تخطر على باله من قبل .. و يتفاجئ بنفسه ..
لن ينكر انه اشتاق لها .. ولم يصرح بذلك الا في غيبتها...
كان يريد ان يسد ذلك الفراغ .. و يهدم الصروح المشيده بينهما ..
سينسى او يتناسى بالاصح .. لان لاكائن مكانه ينسى ابدا ...
قرر بأنه سيمضى في زواجه بالطرق المطلوبه... و سيوضح لها من الان ..
كل النقاط المهمه .. و لتقبلها مرغمه ..
ان اتناسى يجب عليها ان تنسى كليا و تمحي ذاكرتها من وجوده ..
غاب عن عمله في حضوره .. حتى كاد الجميع يجزم بأنه مصاب بإنفصام الشخصيه ..
فرحب بالخروج بأٌقل الخسائر .. كانت عودته باكرا .. مصدر استغراب الجميع ..
واولها هي ..
ابتسمت .. حقيقه انها سعدت بحضوره.. تفاجئ في ابتساماتها واستشعر بشيء مبهم فيها ..
اكانت تعي مافعلته ليله البارحه ام انها مازالت غائبه في اللاوعي ..
كانت واقفه قريب منه ..فسألت : اشوفك رجعت بدري من الشغل ؟
رد عليها ورمى الشماغ طرفه : تعبان شوي ..
اخفت خوفها .. و قالت وهي تطوي شماغه : سلامتك ..
راقبها بصمت .. وازداد تعبه تعب...
اغمض عينيه .. فسمعها تقول : ماقلت لك سعود جاء زارني ..
ماقدر الا يبتسم لها فرد : وينه ؟
ليلى : قال عنده اشغال .. ينتهي منها و يجي بسرعه ..
ماقدرت تخفي فرحتها لانه يتبادل معها النقاش على غير مااعتادوه ..
وبالاخص بعد ليله البارحه .. واطلاق النار المتبادل ..
مطلق : الله يحيه .. انا بطلع حجرتي بنام شوي ..
راقبته وهو يرقى الدرج ..
كان واضح .. عليه التغير ..
ماقدرت الاتخاف .. تغيره غريب .. حتى في نقاشه وهدوءه ..
ان شاء الله خير ..

همس الحرف 05-Dec-2018 05:30 AM

رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح
 
كان رنين جواله هو الذي يخرجه عن صوابه ..
طلع الجوال .. و تجهم ,,
رد بإنزعاج : يا اخي انت ماتعرف تهدا .. يعني واحد مارد عليك إلا يرد غصب ..
ضحك ناصر وقال : تستاهل .. وليش ماترد ؟
مطلق : تعبان .. ويش تبي انت ؟
ناصر : ياسلام .. وتقولها ببساطه .. وانا من البارحه انتظرك ... ابي اعرف ايش صار معك ؟
تنهد مطلق بملل : ماخبرتها .. كانت تعبانه ..
ناصر : لا والله .. وإلا من لقي احبابه نسي اصحابه ..
تنرفز مطلق من لاشئ وقال : يااخي ..والله انك ازعاج .. خلاص بعطيك خبر مجرد مااسألها
دخلت ليلى ولاحظت عليه .. انزعاجه .. فانتبه لها ..
انتظرت لحظات .. فسمعته يرد : خلاص ياناصر .. الحين ارد عليك ..
قفل الجوال وتأفف .. ادعت انها ماتهتم .. دخلت الحجره لشيء وخرجت بسرعه .
وقبل تطلع قال وهو يشير للجوال : هذا ناصر ..
كمل بعد ما فك ازراره العليا : يكلمني عن البنت .. انا خبرته انك عرفتيها ..
ماقدرت تخفي استياءها .. لان اليوم هو نفسه اللي صار فيه المشكله ..
فقالت بإختصار : كانت وداد .. اخت طلال اللي يشتغل عندك ..
تنهد براحه وكأنها مااهتم بشخصها .. فكمل : الحمدلله .. واخيرا ارتحت منه ..
ابتسمت .. وقالت : ان شاء الله تكون من نصيبه ..
سكت لان مافي شيء يقوله .. ولما تذكر ليله البارحه ناظرها بفضول ..
ازدادت ابتسامتها فتفاجئ فيها .. سألها : ليش تبتسمين ؟
ماانكرت فضولها فردت عليه بتفكر : احس الاثنين مناسبين لبعض ..
ابتسم وهو يعقد حواجبه في نفس الوقت .. ومامنع نفسه من سؤالها ..
: طيب احنا مناسبين لبعض ؟
ناظرته بفضول .. واستغراب و ضياع .. كانت كل افكارها تقول
لماذا هذا السؤال فجأه ؟
حقا يبدو متغير و غريب ؟ هادئ على غير عادته
هل ياترى نحن مناسبين لبعضنا البعض ؟
يظن هو النقيض البعيد .. لكن هناك توافق ومزيج ..
ممكن الظروف صبت لهما حالات استثنائيه .. تغير طباعهم ..
لكن لو تغير الحال هل سيكونون مناسبين ..
وقف ومشى بتمهل ناحيتها .. وقال : ودي اعرف ليش مهتمه في امرهم ؟
ردت بسرعه : انا ماكنت مهتمه في امرهم .. انت سألت وانا جاوبت ..
اقتنع في جوابها لكن لديه حاجه يجب ان يقضيها ..
فسألها بهدوء و عينيه لاتستقر على نقطه معينه في وجهها
: طيب انا سألتك فجاوبيني ... احنا مناسبين لبعضنا ؟
كانت خيبه الامل الوحيده هي جوابها الوحيد ..
ما تظن ان الصراحه تزعج احد .. اصبحت حصينه على الاقل من كثره الالم ..
جاوبته : ماادري .. اظن الجواب عندك انت ؟
تأملها وكأنها احتار في جوابها ..
اخفى احباطه وقال : مااظنه يهم ..
هزت رأسها بتوافق و قالت : لاتخاف .. ما ظنيت العكس ..
استفزته .. انتصرت عليه فجأه
غريبه .. كل يوم بشي جديد فيها ..
اشتد طوله في مواجهتها .. و قال : واثقه .. ؟
ابتسمت وردت : اكيد ..
تجهم و توترت اعصابه وهو يقول : وثقتك هذي قبل او بعد عملتك ؟
لابد من الحزن في مثل حالاته .. لابد ان تعبر عن ألمها ..
ألم يكفها حتى الان ...
ابتسمت بألم عبرت به عينيها : لاقبل ولابعد .. ماله داعي كل دقيقه والثانيه
تذكرني بشيء مالي يد فيه .. لكن تبي رأيي بصراحه.. انت السبب ..
تركت مواجهته و لكنها تذكرت شيء فاستدرات له وقالت بتماسك
: مطلق .. في يوم بيجي وتقتنع انك انت السبب .. وان في اشياء ضاعت منا بكل سهوله ..
و بعدها تركته ببصمه وداع و كأنها راحله ...
غير قادر على التعبير.. موجز المشاعر .. وهالك القوى ..
لاكلمه .. ولا حركه .. وانفاسه رتيبه منتظمه .. تزداد رويدا حتى اصبح كالفحيح ..
تصل للاسماع محذره ..
غير قادر على التفكير بسهوله .. ماذا كان يريد منها والى ماذا توصل ؟
كان يريد ان يعوض عن المفقود .. لكنها فجاءته بحزم غير طبيعي منها ..
ماذا تقصد ؟ ولما هي هكذا مرتاحه و هادئه وعلى غير عادتها ...
تنهد بحيره .. وقلق بدى يسري في نفسه .. ولايعلم ماهيته ؟..
اكانت باالامس تهذي و تلتمس مني الحنان فأوصدت جميع نوافذي في وجهها ..
حتى لم تعد بحاجه لي ..
هل اكتفت من وجودي .. و تداعى لديها ذلك العزم من اجل نفسها من اجلي ..
مابك حزين ؟ مابك يا مطلق ...


خفقان قلبها واضطراب مشاعرها .. و حاله من البؤس قد انتابتها ...
و صراخ وجدان لم يجد طريقه للخروج ..
لاحياه هي فيها.. ولاحياه ترتجيها من كل هذا ...
شعرت بأبواب قلبها قد اغلقت .. وان لحظه الانتظار قد دامت طويلا حتى اصبح الامر مأساويا ..
ملأت رئتيها بهواء .. تزيح فيه رغبه في البكاء .. و تواصل طريقها بعزم ..
دون إلتفاته منها .. رغم ان قلبها يؤلمها وروحها باتت يائسه ..

طيب النوايا .. ترفع الآدمي فوق
وأنا .. مطيـّب نيتي .. وأنت .. خابر ،

وأكبر دليل إني معك وافي و ذوق
شفني على كثر الخطآ / منـك صابر

مدري متى أو وين أو كيف أو ليه
أنا وعيت وشفت نفسي أحبك !!!!



******************************

استطاعت ان تنهي كل شيء ... على قدوم اخوها ..
كان كل شيء يسير بالطريقه المرغوبه ..
نازعت روحها على امتصاص القوه .. و اكتملت لوحتها الفنيه المبهرجه .
و مرت الساعات بوجل على دقات قلبها المتخبطه ..
و تسربت الاماني حتى ذبل كل شي داخلها و استحال شتاء قارس ..
دخلت على امه .. وابتسمت ..
قفلت الباب .. وقربت منها وقالت : عساك بخير ياخالتي .. حبيت اطمن عليك ؟
ام مطلق : ربي يعافيك يابنتي .. تسلم يديك على الغداء ..
جلست جنبها وقالت بتوتر : خالتي .. السموحه منك .. ودي امشي مع اخوي عند اهلي ..
صدمت ام مطلق فمسكت يدها بحنيه وقالت : عسى ماشر .. يابنتي ..
ماقدرت تمنع دمعه خانتها في امتثال قوتها .. فمسحتها بخشونه كعقاب لها ..
ورغم كل شي ابتسمت : خير ان شاء الله .. تعرفين ان ملكه اخوي قريب وودي اكون معهم ..
ام مطلق : لكن باقي لها اسبوع يايمه ..
ليلى : ماعليه يايمه .. ودي اساعدهم هناك .. ونجمه تحتاجني في هالوقت ..
ام مطلق واحساسها بدى يتغير : مطلق سمح لك ؟
هزت رٍأسها بإيجاب وهي ترسم دوائر على اللحاف ..
ابتسمت ام مطلق تبعد احساسها السيء عنها
: ماعليه يابنتي .. روحي ربي يحفظك .. وان شاء الله نقابلك ليله ملكه اخوي ..
ليلى وهي تقبل رأسها : ان شاء الله ... على خير ..
قامت وهي تقول بفرحه مغصوبه : سلمي على البنات ..
قبل تخرج نادتها ام مطلق وهي تخرج ملف قديم .. : خذي يايمه ..
اقتربت وسألت : ايش هذا ؟
: هذي صور مطلق .. احتفظت فيها من يومه صغير .. وكل صوره ياخذها احفظها له هنا ..
ترددت ليلى انها تاخذها .. لكن تحت نظرات ام مطلق الملحه اخذتها .. و احتضنتها
وقالت : بحتفظ فيها ..
وددت داخلها .. سأحفظها في قلبي .. حتى ولم يكن بي حاجه لها
فهو في قلبي .. و مااقساه من عذاب ...
ابتسمت ام مطلق بحنان كبير وقالت : خذيها يابنتي .. ربي يخليكم لبعض ..
مشت .. خطوات اخيره .. معدوده حيث كل شيء قد شارف على الانتهاء ..
كتبت له رساله .. اخيره .. كتبتها بماء الدموع و نقشتها في قلبها كلمات داميه
وانتهى كل شي .. كل شيء .. في لحظه تغمرنا الذكريات ولا نلحق بركبها .. فلقد ذهبت .
لبست العبايه .. وانتظرت حتى دخل ..
فصدم من وقوفها .. عبر عن حيرته بنظراته و انعدم لديه صيغه السؤال ..
كراحه له وخلاص لها .. سهلت الموقف .. حقيبه ملابسها .. و انتظار المودعين
وملامح مسافره .. غارقه في الحزن حتى الحضيض ..
قالت بتهرب من نظرات عينيه : بمشي مع اخوي ..
عقد ذراعيه بحزم على صدره يمنع ارتجافه الغريب : من دون اذني ؟
ناظرته بإستعطاف ان يرحم حالها : انا استأذن منك الحين ؟
مشى حولها مطرقا رأسه للارض : وتنتظرين القرار ؟ ...
ابتسامه صغيره تحركت بها شفتاها وهي ترد
: في الحالتين انا انتظر القرار .. و مافي احد مرتاح ..
ناظرها بتركيز متصلبا .. اشار بيده ناحيه الباب
: خذي راحتك ..لكن حطي في بالك ..بترجعين ..
اطلقت انفاسها اخيرا بعيد عنه بعدما شعرت بالضيق في مواجهته ..
وتحررت .. على مسافه بعيده منه و قيودها بيده هو ..

وصلته الفكره سريعا ... فكما امتلك الدنيا يوما ... اليوم فقط بل تلك الدقيقه التي مرت
سريعا .. فقدها من بين يديه .. وهو صامت .. حائر .. و مضطرب المشاعر ..
وما اقسى الضياع وانت تطلب الهدى ..
ومااصعب التعبير عن المشاعر اذا تكالبت و قست على صاحبها ...
تنحى جانبا .. مشيرا بيده لها بطريقه استعراضيه .. بعدما
عبرت عما تريده ... واجابها هو بالصمت .. و السكوت الطويل ..
وتركها تمضي في طريقها .. وهي تسقط في خطواتها
كل لحظه جميله وكل ذكرى هانئه قد مرت ..
كل همسه ارتعشت في اذنها .. وكل لمسه حفرت في جسدها ..
وكل فرصه للحياه .. بأن تعود و يدركها من جديد..
يظن انه مرتاح وان ثقل الهموم قد انزاحت ..
وان السعاده بابها مفتوح على مصراعيه ..
هاهو مفتوح يامطلق .. فانطلق .. و اركض نحوه ..
تجمد مكانه .. وارسل نظره لكل شيء حوله .. وضاع
ضاع في كبرياءه .. وبقايا حلم
و سرمديات رجل لايفتأ يذكر نفسه .. بعرش كسرى وقيصر ..
طالت اغماضه الفراق .. و تسربت الحياه من تجاويف الندم ..
و انتصر الكبرياء مضرجا بالدماء .. ميتا ينفض الحياه ..



****************************



وفاء بنبره جاده : وداد تتكلمين جد ؟
وداد بضحكه : خلاص عاد .. قولي لهم ... لكن اسمعي ودي اقولك لاتخبرينهم عن موافقتي .
ارتفعت زعروده مبحوحه من الطرف الثاني .. تركت وداد اكثر خجلا ...
وفاء : مابغيتي .. الله يهديك .. طرقت ابواب العنوسه ..
وداد بعصبيه : عنوسه في عينك ... هذا وانا باقي ما تخطيت الخمسه والعشرين .
وفاء : والله .. علي . .. المهم الف مبروك ياقرده والله يأست منك ..
وداد : باقي ماوافقت تراني .. يعني شكليا بعد ..
وفاء : الله يتمم على خير .. هذا بفضل الله ثم ليلى .. اللي ماقصرت ..
وداد : صح .. وينها ؟ ادق عليها يعطيني مغلق ؟
وفاء : راحت لاهلها .. صراحه ماكلمتها .. لكن امي خبرتني .. المهم ياحلوه
بخبر مطلق وامي .. و الامير المتيم .. واعطيك خبر ..
ضحكت وداد بنشوه وقالت : ان شاء الله خير ..
قفلوا من بعض ...
استدارت لجود المتجهمه في وجهها : لاتقولين تسرعت ياوداد ؟ اتبعت حدسي وانتهيت ..
جود : الموضوع ماانتهى ..في وقت ..
جلست وداد و قالت : ممكن ..لكن لو انتي في مكاني شو سويت ...
ما امداها قالت السؤال الا ضحكت بقوه .. ..
: انا خايفه انك تبلغين عليه الشرطه ..
ابتسمت جود .. : لا ممكن اخذ الموضوع بمنتهى الجديه ..
وداد بصراحه : جود .. تعتقدين اني استخفيت في الموضوع .. و اني مجرد مراهقه ماتفكر بواقعيه
لا .. لكن هي فرصه ممكنه جوابها بيدي يا لا او نعم ..
ما ردت عليها جود .. لكن ابتسامتها زادت وكأن عدم الاعجاب بكلامها هو الرد الواضح
وداد بنرفزه : جود .. ليش ماتقدرين تفرحين علشاني ... او حتى تتظاهرين بالفرح ...
مو شرط كل مره تنتقديني وتسوين نفسك فاهمه الدنيا صح ...
خرجت من الحجره منفعله ...
بينما تنهدت جود .. ما تقدر تتقبل شيء غريب عنها ..
من ناحيه العقل والقلب ... فالعقل ينتصر دائما ..



**********************



مرت ثلاثه ايام وكأنها دهر بالنسبه لها .. .. وانتهى سبات المشاعر ..
تصعب الحياه عند الانتظار.. عند عقده الامل التي تنفك بنسمه رقيقه ..
تنتظر اجلها معه .. لم يكونوا قد وضعوا النقاط على الحروف وبصموا على الورق
كنهايه اكيده ... سمح لها بالذهاب مع اخيها.. كفرصه
فرصه للتفكير فرصه لمحاسبه النفس .. فرصه لاستدراك الفرص قبل ان تختفي ..
واخفت الحقيقه انها هربت منه .. هربت من القادم بأن لاتتحمل نتائجه ..
كانت خائفه حتى الموت من النهايه المؤكده ..
كادت ان تخنق الحياه مابقي من امل .. إلا قليل ..
ضحكت على مسامع اخيها .. و ابتسم رغم حيرته و شكوكه نحوها
إلا انه سعد بإستعاده بعض مما فقده فيها ..
من ذلك اليوم وهي تسير مثقله الخطى .. وحيده .. باكيه معظم الوقت ..
تخفي احزانها عن الجميع ..
كلما سألها ... ضاعت به في متاهات اجوبه .. لايجد اي قناعه فيها ..
ولكنه يحاول رغم كل هذا ..
ضربته على كتفه وقالت : اللي ماخذ عقلك ..
ابتسم وهو يطوي شماغه : والله مافي غيرك ..
ردت بفخر : اسكت لاتسمعنا نجمه .. والله تغار
جاوبها بصراحه : خليها تولي .. من الحين قولي لها .. معزتك في قلبي ما تتغير ..
وكزته وقالت : اقول انتم كذا يالرجال ... وبعدها تسحبون علينا ..
ضحك .. و مشط شعره بأصابعه وقال : انا عني عند وعدي .. لكن ماادري عن مطلق ..
انعقد وجهها على طاريه فسألت بإنزعاج : ايش دخله مطلق ؟
سأل بإهتمام : انت علامك .. من ساعه جيتنا من الرياض .. وانتي ما تجيبين طاريه ..
وان سمعت اي سالفه او سألناك عنه .. تحججت بألف حجه..
استدارت تبي ترجع ولكنه مسكها
وقال : ليلى .. انا اخوك الكبير .. وتهمني مصلحتك .. يعني اذا كان مافي احد سألك ..
هذا لانهم يحسبونك هنا علشان ملكتي ..
ابتسمت و اخفت الامر كالعاده : طيب .. هذا هوالسبب الحقيقي ..
سعود : و السبب الثاني ؟
جلسته و قالت بحزم : اسمع .. مافي شي ... ممكن متضايقه لانه مايدق علي ..
تعرفه اذا اشتغل ينسى نفسه وينسى كل اللي حوله .. لكن هو ماقال شيء . .. ولا كان متضايق .. صح
تنهد .. وقال : طيب دقي عليه انتي ... ولاتتغلين عليه ..
حركت شعرها بغرور مزيف : لا ياحبيبي .. خليه هو يدق علي ... و يتذكرني .
ناظرت ساعتها وقالت بكذب: اخرتني الله يهديك .. بروح اشوف تجهيزات حرمك المصون ..
قال بملل : باقي ما صارت زوجتي ..
ناظرته بخوف وقالت : من غير شر ان شاء الله .. وشفيك كذا متشاءم ..
هتف بسرعه : ماقصدي ..
ليلى بضيق : ادري انه ماقصدك .. لكن الملافظ سعد ...
حاول يضحكها فقال بروح دعابه : سعد ولاسعود ..
ضحكت ... و اقتربت منه لغايه: سعود ..ودي اسألك سؤال ؟
ليش غيرت رأيك عن ريهام بسرعه واقتنعت في نجمه فجأه ؟
تنهد بتعب .. اعادت له سيره الالم ..
كيف يخبرها ؟ كيف يقول ان جده ارغمه على الارتباط بها ..
درءا للمفاسد و الالسن العابثه .. والقلوب المريضه ..
وان كل شيء صار صدفه .. صدفه غريبه غيرت مجريات حياته ..
على غير ما خطط لها ..
ابتعد في تفكيره حتى تناسى وجودها .. تأملته ليلى و تنبأت بعدم الرضى من اخوها ..
اعادت عليه بجديه : سعود.. انت تبي نجمه ؟
ناظرها .. بشفافيه .. غير قادر على التستر وراء الحقيقه
هو ليس مثلها .. تبطن نفسها بملايين القشور وتدعي غير ماتشعر به ..
وتساءل في نفسه ؟
هل تفهمين كل شيء دون ان تنطق شفتي ..
دون ان اجرح الصمت واضيع في متاهات الكلام ..
لم انسى تلك .. فصورتها مازالت محفوره في ذهني .
فكيف انساها .. وهي وقوس المطر ألوان ممتزجه بصوره رائعه ..
و بعثره الهواء يعزف حولي اغنيه تذكرني بها ..
روحي تنزف يااختي ..
فقدت الكثير وحتى بدت اعاني من فقر مغدق ..
احمل اطنانا من الهموم منذ نعومه اظفاري ..
ماعدت ارغب من الحياه .. إلا الحريه ..
وان اسير بدون هم خفيف .. نابضا بالحياه ..
لكن بمفردي ..


جميع الأوقات بتوقيت GMT +4. الساعة الآن 07:48 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
دعم وتطوير نواف كلك غلا