زلة لسان تكشف القاتل ..؟؟

لم يشكّ أحد في شيء عندما سقط المهندس الشاب أمام أعين الجميع، فليس من المستغرب أن تنزلق قدم شخص من أعلى مبنى تحت الإنشاء، خاصة أن المهندس الذي توفي بمجرد سقوطه كان عصبياً في ذلك اليوم، إذاً ربما كان متوتراً لسبب ما، فلم ينتبه كما ينبغي أثناء وقوفه على حافة السطح وسقط، ما أودى بحياته على الفور.

تطابقت أقوال جميع شهود الحادث على أن سقوط المهندس حدث قضاء وقدراً وبناء عليه تم حفظ القضية باعتبارها قضاء وقدراً.

ولأن الجريمة لم يشهدها سوى القاتل والقتيل، فقد أنطق الله القاتل على الأشهاد، لتفتح القضية من جديد.

في ذلك اليوم كان يتسامر مع زملائه في العمل، عن الصعوبات التي تواجههم، وكيف أن أحد المشرفين يقسو عليهم، في تلك اللحظة تذكر القاتل يوم الجريمة، وكيف أن المهندس المشرف على المشروع وبّخه على مسمع الجميع فاشتعل صدره بالغضب، وصعد إلى حيث يقف المهندس، ثم أخذ قطعة حديدية وضربه على رأسه من الخلف، ثم رماه إلى أسفل المبنى.

ابتسم القاتل ساخراً من زملائه لتحمُّلهم قسوة المشرف، وأكد لهم أنه لا يتحمل أن يهينه أحد مهما كان، فكرامته فوق كل اعتبار، ثم أخبرهم متباهياً بمصير المهندس الذي أهانه قبل أشهر، وكيف أنه دفع حياته ثمناً لتلك الكلمات التي وجهها إليه. بهت العمال لما سمعوا، بل إن بعضهم لم يصدقوا، واتهموه بأنه متباهٍ، ولكنه أكد لهم أنه القاتل.

أخذ العمال يفكرون في ما أخبرهم به زميلهم، ويسترجعون يوم الحادث، وكانت اللقطات تتتابع أمام مخيلتهم، إلى أن وصلوا إلى يقين بصحة أقواله. ثم تناقشوا حول ما يجب عليهم فعله، وظلوا يتباحثون فيما بينهم، حتى توصلوا إلى ضرورة إبلاغ الشرطة بما علموا، ليقبض على زميلهم على الفور.

أما القاتل فلم يجد مهرباً من الاعتراف أمام النيابة بعد مواجهته بأقوال زملائه، وبناء عليه تمت إحالته إلى محكمة الجنايات بتهمة القتل العمد. وفي المحكمة أصرت عائلة المهندس على القصاص، رافضين محاولات الوسطاء للعفو بمقابل أو بدون مقابل. وبناء عليه قضت محكمة الجنايات بإعدام العامل القاتل قصاصاً.