السيرة الذاتية للأمير سعود الفيصل

سعود الفيصل.. الدبلوماسي.. أستاذ الواقعية لم يكن غريباً أن يرتبط اسمه بالسياسة الخارجية السعودية، بل وعلاقات المملكة الدولية والإقليمية، مصالحها وتوجهاتها، مبادئها وقيمها، جوهرها و«روحها» التي تبدّت في مواقفها كافة. بصمتُه كانت دائماً هنا وهناك، فإذا ذُكِرَت الدبلوماسية السعودية جاء اسمُه، وإذا ذُكِرَ اسمُه ذكروا معه الدبلوماسية السعودية. هو مهندس السياسة الخارجية السعودية، لـ 40 عاماً متصلة، بأسلوبه وأدائه وشخصيّته، تجاوزت الدبلوماسية السعودية حدودَها وجغرافيتها إلى عالمها العربي، حتى أصبحت مدرسة في الأداء الدبلوماسي وفي السياسة الخارجية وفي العلاقات الدولية والإقليمية. عرفَه زعماءُ العالم وقادتُه السياسيون وواضعو السياسة الدولية واحترموا أداءه، وعبّروا كثيراً عن تقديرهم وإعجابهم بأسلوبه وطابعه. هو عميد سياسة الواقعية السياسية ومهندسُها في العالم العربي، وهو أستاذ الدبلوماسية الهادئة، ودبلوماسيّة العقل. في الـ 9 من يوليو مرت ذكرى وفاته الثالثة، ولأننا تعودنا في «الاقتصاد» أن يكون ضيفنا في رجل وزمان ممن تركوا بصمة واضحة في الحياة، لذا فإن ضيفنا لهذا العدد هو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، نتحدث عن بعض صفحات من حياته، بعض لمحات من أدائه وأسلوبه وشخصيته، في السطور التالية. مولده ولد سعود بن فيصل بن عبدالعزيز آل سعود في مدينة الطائف يوم 22 من ذي القعدة 1358هـ الموافق 2 يناير 1940م. وهو الابن الرابع للملك فيصل، والثاني من زوجته الملكة عفت بنت محمد بن سعود الثنيان. أشقاؤه هم محمد، عبدالرحمن، بندر، تركي، سارة، لطيفة، لولوة، وهيفاء. وله أخوة غير أشقاء هم: عبدالله، حصّة، خالد، سعد، نورة، العنود، الجوهرة، مشاعل ومنيرة التي توفيت صغيرة. نشأ سعود الفيصل في بداية حياته بمدينة الطائف، وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي بمدرسة الطائف النموذجية الواقعة بحي السلامة أمام قصر الكاتب آنذاك، وكانت المدرسة النموذجية قد تأسست سنة 1366هـ في الطائف واستمرت إلى سنة 1380هـ حيث تم نقلها إلى جدة، وتم تغيير اسمها إلى مدارس الثغر النموذجية، كما درس لاحقاً في مدرسة هون برينستون، وتخرج في جامعة برنستون بولاية نيوجيرسي الأمريكية سنة 1964م، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الاقتصاد. حياته العملية التحق سعود الفيصل بعد تخرجه بالعمل بوزارة البترول والثروة المعدنية، حيث عمل مستشاراً اقتصادياً وعضواً في لجنة التنسيق العليا بالوزارة، وانتقل بعدها إلى المؤسسة العامة للبترول والمعادن «بترومين» وأصبح مسؤولاً عن مكتب العلاقات البترولية الذي يشرف على تنسيق العلاقة بين الوزارة و«بترومين»، في 15 يونيو 1966م الموافق 26 صفر1386 هـ، بعدها تم تعيينه نائباً لمحافظ «بترومين» لشؤون التخطيط في 15 يونيو 1971م الموافق 14 محرم 1390هـ. في العام 1970 عُيّن وكيلاً لوزارة البترول والثروة المعدنية، واستمر في ذلك المنصب حتى سنة 1974م، حيث التحق بوزارة الخارجية في عهد والده الملك فيصل، وعمل إلى جانب وزير الدولة للشؤون الخارجية عمر السقاف، وبعد وفاة عمر السقاف تم تعيينه وزير دولة للشؤون الخارجية في الفترة من 29 مارس حتى 13 أكتوبر 1975م الموافق 17 ربيع الأول حتى 8 شوال 1395 هـ، واستمر في ذلك المنصب حتى صدر مرسوم ملكي بتعيينه وزيراً للخارجية بعد شغور المنصب بوفاة والده الملك فيصل الذي كان وزيراً للخارجية في فترة قيادته للمملكة. تم تعيين سعود الفيصل وزيراً للخارجية في عهد الملك خالد ابن عبدالعزيز بموجب الأمر الملكي رقم أ/236، في الثامن من شوال عام 1395هـ الموافق 13 أكتوبر 1975م أي بعد حوالي سبعة أشهر من شغور المنصب الذي كان يشغله والده، وكان حينها في الثلاثينيات من عمره. سعود الفيصل، هو ثالث وزير للخارجية السعودية في العهد الحديث، بعد والده الملك فيصل بن عبدالعزيز الذى حكم المملكة بين عامي ١٩٦٤ و١٩٧٥م، وتولى منصب وزير الخارجية بنفسه إلى جانب قيادته البلاد في فترتين الأولى كانت 1349/1380هـ، والثانية 1382/1395هـ، فيما حل إبراهيم السويل في الفترة 1380/1382هـ، ليتسلم مهام وزارة الخارجية لاحقاً الأمير سعود الفيصل في الفترة 1395/1436هـ، أي ما يزيد على 40 عاماً اعتلى فيها كرسي الوزارة الأكثر حساسية. وكان الفيصل يتحدث سبع لغات، فإلى جانب اللغة العربية لغته الأم، يتحدث الإنجليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية بطلاقة. ورأَسَ الفيصل وفد المملكة في عديد من الاجتماعات الخاصة بالقمم العربية والإسلامية بالنيابة عن ملك البلاد، إضافة إلى رئاسته الدائمة لوفد السعودية للاجتماعات الخاصة بوزراء الخارجية العرب والمسلمين، وكذلك اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة السنوية للفترة التي قضاها وزيراً للخارجية، حيث استمر في منصبه لحوالي 40 عاماً، وهي أطول فترة يقضيها وزير للخارجية في منصبه على مستوى العالم، وقد عاصر عهود أربعة ملوك، هم خالد، وفهد، وعبدالله ـ رحمهم الله ـ وسلمان ـ حفظه الله. تكريم الفيصل تم تكريم سعود الفيصل في عدة مناسبات من أبرزها: تكريم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ لاسم سعود الفيصل في حفل افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 32» بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، نظير خدمته لدينه ووطنه وقيادته وأمته، وتنظيم مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية مؤتمراً دولياً تحت عنوان «سعود الأوطان» في الفترة ما بين 24 إلى 26 أبريل 2016م تم التطرق فيه إلى سيرته وإنجازاته. وقيام مجلس العلاقات الدولية بتكريمه خلال حفل أقيم في دولة الكويت حضره تركي الفيصل، وقامت المملكة بإطلاق اسمه على «معهد الدراسات الدبلوماسية» ليصبح «معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية. وأعلن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي عن إطلاق اسمه على مبنى المؤتمرات في الأمانة العامة للمجلس بالرياض ليصبح «مركز الأمير سعود الفيصل للمؤتمرات. وأُطلق اسمه على «المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية» ليصبح «مركز سعود الفيصل لأبحاث الحياة الفطرية»، وأطلق اسمه أيضاً على بعض الشوارع في المملكة، كما قامت البحرين بإطلاق اسمه على أحد شوارع حي الجفير في المنامة. عن صفاته وملامح من شخصيته كشف السفير السعودي لدى إيطاليا ومالطا الدكتور رائد قرملي عن مواقف عدة في حياة سعود الفيصل، موضحاً أنه تم اختياره قبل نحو 15 عاماً ليكون ضمن مجموعة قليلة العدد ترافق الفيصل في جميع لقاءاته واجتماعاته ورحلاته وسفراته، وهذا العمل أتاح له أن يتواجد مع الفيصل معظم فترات اليوم، بل وأيام العطلة الأسبوعية والأعياد، لتعدد سفراته وطول المسافات التي تقطعها طائرته. يقول قرملي كان الفيصل شديد الملاحظة والحساسية لأي موقف يمكن أن يفسر فيه تعالياً على الآخرين أو خدشاً لكرامتهم أو مساساً بإنسانيتهم. وفي إحدى الرحلات لدولة إسلامية احتفى بهم السفير السعودي في مأدبة عشاء، وكان أحد السعوديين من كبار السن يقدِّم للأمير القهوة العربية، فسأله عن عمله، فأجاب أنه مدرس في المدرسة السعودية، فما كان منه إلا أن قال له بصوت جهوري: إن سيد القوم خادمهم وأوعز للسفير بأن يقدِّم القهوة بنفسه. وفي رحلة أخرى إلى لندن - يقول قرملي - ولدى صعودنا للطائرة المغادرة وكان المطر ينهمر بغزارة، والريح عاصفة، والجميع متعجل لصعود سلم الطائرة، إلا أن الفيصل التفت وسأل عن راكبي الدراجات النارية من الشرطة البريطانية الذين فتحوا الطريق للموكب، حيث توجه إليهم وسط الأجواء العاصفة والأرض المنزلقة ليصافحهم شخصياً ويشكرهم على جهودهم. ويضيف قرملي: إنني لا أظن أنا ومن رافقه يمكننا أن ننسى كيف كان يتعمد أحياناً الظهور بمظهر المنفعل والغاضب والمستاء، بل والمنسحب من أي اجتماع ليرسل رسالة محددة ومؤثرة لبقية المجتمعين، في الوقت الذي كان يخفي بدهاء وإتقان ابتسامته الداخلية، وبالمقابل كان يحرص على الحفاظ على ما تتمتع به المملكة وملوكها من جدية ومصداقية والتزام كامل بما يصدر عنهم من مواقف أو عهود أو وعود. ولا أنسى حين توجه وزير خارجية عربي ــ كان نظامه يفجر في الخصومة ضد المملكة ــ في أحد الاجتماعات العربية، وقال له إن الأمين العام للجامعة العربية أبلغه بأن الرئيس الأمريكي حينها أبلغهم شفهياً بكيت وكيت، وأن رئيس دولته كلفه بأن يتأكد من مصداقية الرسالة الأمريكية من سعود الفيصل، دون سواه لعلمه بمصداقيته، فوجه الفيصل بمهاتفة وزير خارجية أمريكا فوراً، حتى لو كان الوقت في أمريكا حينها قبل موعد استيقاظ الناس، للتأكد بدقة من مضامين الرسالة قبل إجابة الوزير العربي. ويتعجب قرملي من سعة اطلاع الفيصل وتنوع معارفه وعمق قراءاته، فكان موسوعة في الشعر الإنجليزي والشعر العربي الفصيح والشعر الشعبي أو النبطي في آن. وكان من السهل عليه أن يستحضر وقتما يشاء اقتباساً من شكسبير وبرنارد شو أو من الحِكَم العربية التقليدية أو من الموروث الشعبي النجدي أو الحجازي وكان دوماً يأتي بمصطلحات وكلمات إنجليزية لا يعرفها أحد من الحاضرين، رغم أن أكثرهم ممن درسوا في أرقى الجامعات الأمريكية والبريطانية سنين كثيرة. وأشار إلى موقف لا ينساه للفيصل حين التقى بوزير الخارجية الياباني، حيث عبَّر الفيصل باللغة الإنجليزية عن تشابك وتكامل علاقات البلدين بمصطلحات لم يفهم منها شيئاً لكنني وجدت الوزير الياباني مسروراً بالغ السرور بها، فسألته بعد اللقاء عنها فأوضح أنها مصطلحات تصف بدقة نوعاً مميزاً من عقدة النسيج للسجاد الحرير كانت مشهورة في اليابان منذ قرون خلت. ويروي مدير إدارة الشؤون الإعلامية السفير أسامة نقلي قصة عن الفيصل من داخل طائرته الخاصة التي كان يقضي فيها أغلب وقته متجولاً بين دول العالم لمناقشة الملفات السياسية. وقال نقلي عبر حسابه في إنستغرام معلقاً على صورة له من داخل طائرة الراحل: ذاكرة التاريخ تستدعي هذه الصورة في الطائرة لإحدى الرحلات المتواصلة مع الأمير سعود الفيصل، يظهر فيها رأس سموه في مقدمة الطائرة، رغم أن الطائرة كانت تحتوي على غرفة نوم وصالون خاص مغلق، إلا أن الفيصل كان يحرص دائماً أن يجلس وسطنا في الصالون المفتوح حتى لو استغرقت الرحلة ١٤ ساعة، نتناول الطعام سوياً، ونعمل سوياً، بل وحتى إن داهمنا النوم، ينام على نفس المقاعد التي ننام فيها. وأضاف «كان الأمير إذا فرغ من العمل وقراءة الملفات والتقارير، يلجأ إلى حل الكلمات المتقاطعة التي يشتري مجلداتها من أشهر المكتبات العالمية، أو يجلس أمام جهاز كمبيوتره ليفاجئنا بتقرير عن التغيُّر المناخي الناجم عن طبقة الأوزون. كان يعشق الطبيعة العذراء ويرتمي بين أحضانها في مجاهل إفريقيا سنوياً لمدة ١٥ يوماً، ويحدثنا بشغف شديد عن تفاصيل الرحلة بعد عودته، بما في ذلك الحديث عن سلوك الحيوانات وطباعها». قالوا عن الراحل من أبرز ما وصف به سعود الفيصل ما ذكره الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى حين قال: «هو مدرسة الدبلوماسية العاقلة والآراء الرصينة القوية، كان قوياً حين يحتاج الموقف إلى قوة، وإنساناً حين يحتاج الموقف إلى إنسان، ودبلوماسياً حين يحتاج الموقف إلى دبلوماسي، وخبيراً حين يحتاج الأمر إلى رأي خبير». وقال وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إن الفيصل طراز نادر من الوزراء. وقد سألني أحد الأصدقاء أن أصفه في كلمة واحدة فقلتُ له «الهِمّة»، فلم أرَ وزير خارجية قط بهمّته العالية. وكان النشاط والعمل الدؤوب من أهم صفاته وأجملها. رئيس الديوان الملكي الأردني فايز الطراونة قال عنه إنه كان «أحد عمالقة الدبلوماسية في العالم، ليس لأنه صاحب خبرة طويلة كوزير للخارجية، بل لفاعليته في العمل السياسي والدبلوماسي ولما يتمتع به من جاذبية في شخصيته وحسن مجلسه». وقال نائب رئيس الوزراء الأردني وزير الخارجية ناصر جودة الأسبق، إن الفيصل كان «مخزوناً استراتيجياً للأمة العربية والعالم بحنكته وحكمته وثقافته الواسعة وحضوره المميز ومهاراته الدبلوماسية والسياسية». وقال عنه ميخائيل غورباتشوف آخر رؤساء الاتحاد السوفياتي: «لو كان لديّ رجل كسعود الفيصل ما تفكك الاتحاد السوفياتي». وقال الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما: الأمير سعود الفيصل كان دبلوماسياً ملتزماً بارعاً، وقد استفادت أجيال من القادة والدبلوماسيين الأمريكيين من مهارة واتزان ورؤية وكاريزما الأمير سعود الفيصل ومهارته الدبلوماسية، وكان ملتزماً بأهمية العلاقة بين أمريكا وبلاده والسعي لتحقيق الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وخارجها، وسوف يكون إرثه باقياً في جميع أنحاء العالم. وقال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري: تسنّت لي فرص عديدة للقاء الأمير سعود الفيصل، لقد كان رجلاً بخبرة واسعة وشخصية ودودة ونبل عظيم ورؤى ثاقبة، خدم بلاده بإخلاص. إن خدمة الأمير الطويلة في السلك الدبلوماسي تدل على الاحترام العالمي الذي يكنه له العالم. أحترمه بشكل شخصي وأقدِّر صداقتي له، وممتن لمشورته الحكيمة، إرثه كرجل دولة ودبلوماسي لن يُنسى. ووصفه زير الخارجية الفرنسي السابق لوران فابيوس بمهندس الدبلوماسية السعودية ورجل السلام والمدافع عن استقلال بلاده في المحافل الدولية. وقالت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني: إن العالم سيتذكر دوره المحوري في تعزيز وبسط الاستقرار في المنطقة، إضافة إلى دوره الريادي في تعزيز أواصر الصلة بين بلاده والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء. مرض سعود الفيصل عانى سعود الفيصل من مرض باركنسون، وعاني أيضاً من آلام في الظهر، وقد أُجريت له جراحة في الولايات المتحدة الأمريكية. وظهرت عليه علامات التدهور الصحي، حيث كان يعاني من صعوبة في الكلام، وعدم مقدرته على الوقوف بشكل مستقيم. في 11 أغسطس 2012م، أجريت له جراحة أخرى لإزالة انسداد بسيط في الأمعاء بسبب التصاقات نتجت عن الجراحة السابقة، وقد تم إجراء العملية في المستشفى التخصصي بجدة، وبعد خروجه من المستشفى في 6 سبتمبر 2012م غادر سعود الفيصل إلى لوس أنجلوس، وقد أعلنت الوزارة أنه سيبقى هناك لفترة من الوقت وفي 25 يناير 2015م قام بإجراء عملية جراحية ناجحة في العمود الفقري في الولايات المتحدة، وظهر سعود الفيصل بالإعلام في مارس 2015م مستخدماً أداة «المشاية» التي كانت تساعده على المشي. مع تقدمه في العمر واجه سعود الفيصل عديداً من المشكلات الصحية، ومعاناته من آلام الظهر المزمنة والتي اضطرته لعدد من العمليات الجراحية. ويرى خالد بن سعود بن خالد مساعد وزير الخارجية أن مشكلات سعود الفيصل الصحية كانت بسبب كثرة التحركات والضغوط النفسية التي عاشها خلال أحداث المنطقة وأبرزها حرب الخليج الثانية، وذكر أن أول مشكلة تعرض لها كانت في المرارة، وقد أجرى لها عملية إلا أنه نتج عنها بعض المضاعفات، ثم جاءت مشكلات الظهر. إعفاؤه من منصبه أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في يوم الأربعاء 10 رجب 1436هـ الموافق 29 أبريل 2015م قراراً بإعفاء الأمير سعود الفيصل من منصبه، بناءً على طلبه وذلك لظروفه الصحية، وتم تعيينه وزير دولة وعضواً بمجلس الوزراء، ومستشاراً ومبعوثاً خاصاً للملك سلمان، ومشرفاً على الشؤون الخارجية. أبناؤه تزوج سعود الفيصل من الأميرة الجوهرة بنت فيصل بن عبدالله آل سعود وأنجب منها ثلاثة أبناء وثلاث بنات هم محمد وخالد وفهد، وهيفاء وهي زوجة الأمير سلطان بن سلمان، ولما وهي زوجة المهندس الكويتي فهد بن عايد العنزي، وريم. وفاته توفي سعود الفيصل بعد شهرين من مغادرته منصب وزير الخارجية الذي ظل يشغله أربعين عاماً، يوم الخميس 22 رمضان 1436هـ الموافق 9 يوليو 2015م بمدينة لوس أنجلوس الأمريكية عن عمر ناهز 75 عاماً ووصل جثمانه إلى مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة يوم السبت 24 رمضان 1436هـ الموافق 11 يوليو 2015م وتمت الصلاة عليه بعد صلاة العشاء في المسجد الحرام بمكة المكرمة ودفن في مقبرة العدل بمكة، رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

يع ــطيك الع ــآفية
ولآ ع ــدمنآ تميز انآملك الذهبية
دمت ودآم بح ــر عطآئك بمآ يطرح متميزآ
بنتظآر القآدم بشووق
مآآآآآنـــــنـــحرم من جديد آلمتميز
لروح ــك بآقآت من الجوري

*،




آنتقاء مميز .. مَ ننحرم من جديدك