الآن واريتك الثرى قصة قصيرة

في إستدعاء غريب ...
تقدم نحوه في مكتبه الفخم ...
وهو يحمل علامات إستفهام أغلقت كل نوافذ الفكر ...
فلم يربطه بهذة الشخصية الهامة علاقات عمل أو قرابة أو إتصال ...
من أي نوع ...
إلا لقاءان أو أكثر في مناسبات عامة ..
وكان آخرها من أمس قريب ... لم يتبادلا إلا التحية وبعض من كلمات الترحيب ...
بادره بإبتسامة تعلو وجهه المتلون بألوان الطيف ...
أهلا بك تفضل بالجلوس ...
لعلك تريد أن تعرف سبب هذا اللقاء سأكون مباشرا ولن أطيل ...
ماذا تريد ولم تحصل عليه في مشوار حياتك ...
حتي الآن ...
وتحقيقه صعب المنال ...
مال جاه سلطان أم قصر علي ربوة عالية ...
مطلة علي بحيرات ممتدة تحفها الأشجار ...
أنت أختار وأنا سألبي مطلبك أيا كان ...
مقابل أمرا واحدا ...
إن رفضتة ...
لا أضمن لك عاقبتة ...
تنازل لي عن زوجتك بطلاقها منك ...
لم يدري ماحل به أهي صدمة أم دهشة ...
أم شرارة أشعلت النار في جسده من أخمص قدميه حتي حلقومه ترجفه رجفا ...
ويداه لاتجد لها مستقر ولا هدفا ...
وعيناه كأنما أقتلعت من أحداقها غيظا وكمدا ...
أم فزعا مستطيرا ...
صمت صمتا طويلا وأستجمع ماتبقي لديه من إتزان ...
ومشاهده وحبيبتة تلمع في زوايا كل الأركان تشع ألفة ودفء ...
وحنان عاطفة لم توزن يوما بميزان ...
قال أتخيرها في عرضك ...
أم ستغتصب حقها وتفرض أمرك ...
سأخيرها ...
وإن رفضت سأتركها لك ...
جاءت متوجسة خائفة حد الفزع ...
علي حبيبها ومن غرابة المكان ...
صدمها بطلبه ...
بل صعقها الأمر وزلزلها زلزال ...
فألتفتت نحو زوجها وسألتة ...
ماذا قلت له ... لم أقل شئ تركت الأمر كله لكِ ...
قالت وإن وافقت ...
سألبي طلبكِ ...
وأنت أين أنا منك ...
قال ستنعمين برفاهية تستحقينها ...
وروحي التي تعلقت بك ...
وكياني الذي أحب فيك كل أمر كل صوت كل معني...
كل كلمة ونظرة وأه أدمعت عين قلبي ...
وفرحة أضاءت نور حياتي ...
وعمري الذي أحببتة معك ...
ستعوضين كل هذا وستتخطينه مع مرور الوقت ...
قالت إذا سأقبل ...
أن تطلقني وفورا ...
وأمامه ...
ألقي علي يمينك ...
ثلاثي بلا تأخير ...
وعندما ألقاه ...
قالتها بملء فمها ...
الآن واريتك الثرى ...
وأنتفضت واقفة ...
وأتجهت نحو المضيف قائلة ...
أما أنت ...
أيها الكائن المصبوغ بلون البشر ...
الحر لايباع ولا يشترى ...
فتحي عيسي