:
:
:
تُعدّ كلمة عطاء مشتقةً من الفعل أعطى
والفاعل منها مُعطٍ
والمفعول به مُعطىً
ومصدرها إعطاءً وعطاءً
وجمعها عطاءات
وجمع الجمع أُعطيات ومعناها الهِبة أو ما يُعطى دون مُقابل
وأجزَلُ العطاء هو أوسعه وأكثره
:
:
:
ومعادلة الأخذ والعطاء عند الإنسان ساعدت على إعمار الأرض والبشر
فـــ الإنسان تعامل مع الطبيعة على أساس هذه المعادلة المتوازنة
وقد أثمرت النتيجة فيما وصل إليه الإنسان في هذا اليوم
وكذلك في قانون العلاقات البشرية قد كان لهذه المعادلة الأثر الكبير
في رسم منحنى العلاقات التي ساعدت الإنسان على تكوين منظومته
الاجتماعية التي تزداد بـــ العطاء وتـتـنـاقــص بـــالأخـــــذ
بناء على طرق التواصل والمصالح المشتركة مع الآخرين
وفِي غمرة التطور وازدياد التعقيدات يركض الإنسان خلف مصالحه
محاولاً العبث في توازن المعادلة الأولى التي كان يعيش عليها
:
:
قد أنزل الله تعالى منهجا تربويا شاملا ليساعد الإنسان
على تهذيب ذاته ليعيش بسلام ويتعايش مع ما أعطاه الله تعالى
ولكن حُب الذات والتهور ساهما في مساعدته على الإنصات
إلى صوت رغباته التي تتمحور حول آلية ..
الأخذ اللامحدود و العطاء المحدود
والإنسان في هذا اليوم وفِي ضجيج الحياة والعلاقات الاجتماعية
يتخبط في هذه المعادلة نتيجة لطمعه وحبه لذاته
نراه تارة يعطي القليل ويأخذ كل شيء
وتارة يعطي الكثير ليأخذ القليل
وفِي بعض علاقاته أصبح يبخل في العطاء لعدم إحساسه بالأمان
وعدم ثقته وتوكله على الله تعالى
وبالرغم من كثرة نعم الله تعالى عليه إلا أنه لا يرى إلا أقربها وأسرعها زوالاً
ويسعى جاهداً للوصول إليها ليأخذ منها ولا يعطيها
:
:
فـــ العطاء والإيثار والتسامح والقبول والإحسان للآخرين
وغيرها من معطيات المنهج السماوي
أن الفائدة من الأخذ تميل إلى الدنيوية
وأن العطاء يرتقي إلى ما بعد ذلك
فـــــ أعــــط من حولك وسامح من أساء إليك واقبل النصيحة وانهج الإيثار
وتذكر دائماً بأن حاجتك للعطاء تساوي حاجة غيرك له وإن اختلفت الطرق
ففي زحمة الأخذ يسمو العطاء بــــ الهدوء والرضا النفسي
لذلك تعامل مع العطاء على أنه حاجة تمتلكها
يحتاج إليها غيرك بشكل أو بآخر
:
مع التحية والتقدير ..
: