-
تحزنني أحداث النهار
-
وما بها أحداث النهار؟ الذي أعرفه أن الطيور تحب البكور وإشراقة الشمس
-
ليست كل الطيور
-
بصراحة لم أرَ في حياتي طيرا حزينا قبلك
-
انَّا أُمم أمثالكم
-
ومن أين تأتيكم الأحزان؟
-
من أحداث الحياة
-
اسمعي ياحمامة أنا أكبر منك سنا وتعلمت شيئا قد يفيدك
-
ماذا تعلمت؟
-
تعلمت أن الحياة بريئة من اتهاماتنا كلها
-
لكنها تحزننا أحيانا
-
لا أرى ذلك
-
مالذي ترينه إذاً ، إني أقوم من نومي كل يوم مشيحة بوجهي عن الطيران وعن البحث عن الطعام و لا أحب مشاركة الحمامات ثرثرة الصباح هذه حياتي الا ترين أنها حياة محزنه؟
-
اني لا أرى في ذلك إلا حمامة ترفض الحياة
-
لماذا تبدلين موضوع الحديث أنا اكلمك عن نوع الحياة الكئيبة التي أعيشها وأنت تحدثيني عن رفضي او قبولي
-
نعم أحدثك عن ذلك لأنه موضوعنا
-
موضوعنا عن الحياة وليس الأنفس
-
وما الحياة إلا أحياء تتنفس
-
تحبين الفلسفة يا امرأة!!! اخترتك من بين الناس لأفضفض لك لكن يظهر أنه لم يخلق بعد من يفهمني
-
ربما
-
سأطير باحثة عن خبير بالحياة يساعدني في علاجها
-
من يدري قد تجدين ذلك الخبير!!!
-
أتشككين في ذلك ؟
-
بل الله على كل شيء قدير
-
أتريدين أن تزيدي شكي؟
-
بل أريد أن أزيد إيمانك بقدرة الله
-
أتظنين أن لقوة الايمان أثر في تبديل الحياة او تغيير مجراها؟
-
الذي أعرفة أن الإيمان يفعل المعجزات
-
حقا... إني أحتاج لمعجزة تتغير بها حياتي
ومرت فترة صمت طويلة قالت بعدها الحمامة :
-
لم أنت صامته؟
-
لا أجد ما أقولة
-
علميني كيف أجعل إيماني يفعل المعجزات
-
لو كنت أعرف طريقة لسلكتها قبلك
-
لعلك تعرفين ولا تريدين مشاركتي ذلك
-
والله لا أدري ولا أسعى لمعرفة ذلك
-
ولم لا تسعين؟ المعجزات أمرها عظيم إنها تبدل الحال وتكسب الأمور عظمة من عظمتها
-
من قال لك أني أريد الأشياء العظيمة
-
لا أصدقك فمن لا يحب العظمة؟
-
قد أعطاني الله من العظمة ما يكفيني
-
ماذا أعطاك إني لا أرى شيئا عظيما !! امرأة جالسة أرضا على بساط في منتصف الليل تراقب السماء وتشرب كوب شاي
-
لكنى أراني أجلس جلسة انبياء على الأرض أراقب زينة السماء ومعي شراب محبب... هذه العظمة التي أراها
-
هذا التفكير لا ينفع يمكن لأي انسان أن يفسر واقعه كما يشاء ثم يقول أني أعيش العظمة
-
ولما لا يفعل ذلك؟
-
ذلك هروب
-
هروب مما ؟
-
من الواقع الحقيقي الذي يعيشه
-
هو بتفسيره لا يهرب من واقعه لكنه يهرب من التفسيرات المتشائمة
-
هذا لا يغير الواقع
-
الواقع لا يُغير يا عزيزتي البته، لذا سُمي واقعا ، فقد وقع وانتهى أمره
-
إذن لا فائدة في تفاؤلنا البتة
-
التفاؤل ليس من أجل الواقع إنه من أجل قلوبنا
-
نغير قلوبنا؟!!
-
بل نجددها
-
القلوب لا تتجدد
-
القلوب كا النبتة تحيى وتموت تمرض وتتعافى
-
هكذا أنت!! كلما فتحت موضوعا خرجتي منه لموضوع آخر
-
لا زلنا في نفس موضوعنا الأول ، لازلنا نتحدث عن حياتنا
-
موضوع القلوب هذا جديد
-
وكيف نعيش الحياة بلا قلوب؟
-
الحياة السعيدة تعافي القلوب وتحييها
-
والقلوب الحية المتعافية تجعل الحياة سعيدة
-
يخلق الإنسان فيجد الحياة سبقته في الوجود فتؤثر عليه وعلى قلبه
-
كل إنسان تخلق حياته معه
-
إذا على الحياة و القلب أن يتغيرا معا في نفس الوقت
-
وهذا ما يحدث أي حركة او هاجسا أو فكره تحدث في قلبك تؤثر في حياتك
-
وهل يفكر القلب؟
-
نعم يفكر ويعمى ويبصر ويهتدي ويضل
-
وماذا عن العقل؟
-
هو الخادم المطيع للقلب
-
صار القلب كل شيء
-
نعم هو المضغة التي إن صلحت صلح الجسد كله وإن فسدت فسد الجسد كله