من سن في الاسلام سنة حسنة كان له اجرها
قد امتن الله عز وجل على عباده
بان جعل لهم اعمالا تلحقهم بعد موتهم وهذا من كرم اكرم الاكرمين
الكريم المنان
والايات الدالة على ذلك كثيرة كما دل عليه قول الله عز وجل
إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ
أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ
قال ابن كثير في تفسير الاية وفي قوله
وَآثَارَهُمْ
قولان احدهما نكتب اعمالهم التي باشروها بانفسهم واثارهم التي اثروها
من بعدهم فنجزيهم على ذلك ايضا لن خيرا فخير
وان شرا فشر
كقوله صل الله عليه وسلم
من سن في الاسلام سنة حسنة كان له اجرها واجر من عمل بها من بعده
من غير ان ينقصَ من اجورهم شيئا
ومن سن في الاسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده
من غير ان ينقص من اوزارهم شيئا
رواه مسلم
وهكذا الحديث الاخر الذي في صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال
قال رسول الله صل الله عليه وسلم
اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث من علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له
او صدقة جارية من بعده
والقول الثاني ان المراد بذلك اثار خطاهم الى الطاعة او المعصية
قال ابن ابي نجيح وغيره عن مجاهد ما قدموا اعمالهم
واثارهم قال خطاهم بارجلهم وكذا قال الحسن وقتادة
واثارهم يعني خطاهم
قال قتادة لو كان الله تعالى مغفلا شيئا من شانك يا بن ادم
اغفل ما تعفي الرياح من هذه الاثار ولكن احصى على ابن ادم اثره
وعمله كله حتى احصى هذا الاثر فيما هو من طاعة الله او من معصيته
فمن استطاع منكم ان يكتب اثره في طاعة الله فليفعل
واني لاعجب حينما ارى كثيرا من الناس يركضون وراء الدنيا ركض الوحوش
في البرية ولا يبقون عملا ينفعهم بعد مماتهم خصوصا الاغنياء
والموسرين الا من رحم الله
ثم يا ترى اتظن ان ورثتك سيعملون لك كما انت تعمل لنفسك وانت صحيح معافى
فبادر قبل الفوات اليوم يقبل منك مثقال ذرة وغدا لا يقبل منك ملء
الارض ذهبا
والله اسال ان يوفقنا جميعاا الى ما يحبه ويرضاه
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|