حروف نسائم ايمانية۞ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت |
|
|
19-Nov-2018, 10:50 AM
|
|
|
|
عضويتي
»
5322
|
جيت فيذا
»
Jul 2015
|
آخر حضور
»
29-Oct-2022 (02:40 PM)
|
آبدآعاتي
»
133,191
|
حاليآ في
»
|
دولتي الحبيبه
»
|
جنسي
»
|
التقييم
»
|
|
|
|
...الجنه سلعة الله الغالية ....
...الجنه سلعة الله الغالية ....
سلعة الله الغالية
فأين المشترون !؟
الحمد لله وحده والصلاة و السلام على من لا نبي بعده, و بعد...
? فالجنة أمنية كل مؤمن, و حلم كل مسلم, و مطلب كل حي, و فوز كل عامل, من اجلها عمل العاملون, و سهر العابدون, و صام الصائمون, و تنافس المتنافسون.
? و قد رغبنا الله عز وجل و رسوله صل الله عليه و سلم- فيها, و أبانا لنا بعضاً من أوصافها لنجد في طلبها, و نشمر ما استطعنا للفوز بها, و نعد المهر للظفر بنعيمها
? فهل تسير معي – أخي و أختي – نشم هواها, و نحاول وصفها, و نتلذذ بذكرها, و نسير بين أشجارها و أنهارها, و ندقق في طريقها.. علنا أن نحاول جادين بعد الوصول إليها و الفوز بها.
ما هي الجنة ؟
الجنة في اللغة: البستان أو الحديقة ذات الشجر الملتف الكثيف كما قال تعالى:" و نزلنا من السماء ماءً مباركا فأنبتنا به جنت و حب الحصيد ", و جمعها جنان. و هي لفظ مشتق من الفعل ((جن)) بمعنى استتر, و العرب تقول: جنت الأرض بالنبات إذا غطيت به.
أما في الشرع: فتطلق الجنة على المكان الذي سيدخله المؤمنون ليكون جزءاً لهم يوم القيامة, لما فيه من أشجار كثيفة ملتفة مع تناسق و جمال باهر لا نظير له, يستر من فيه عن الأعين, و يمنعه من الآفات و يحفظه من الأخطار.
أسماء الجنة
للجنة أسماء عديدة باعتبار صفاتها التي وصف الله بها , و قد ذكر لها ابن القيم –رحمه الله- اثني عشر اسماً هي باختصار:
الأول : الجنة و اهو اسمها العام و المتناول لتلك الدار و ما اشتملت عليه من أنواع النعيم واللذة و البهجة و السرور و قرة الأعين.
الثاني : دار السلام و قد سمها الله تعالى بهذا الاسم في قوله:" لهم دار السلام عند ربهم", و قوله:" والله يدعو إلى دار السلــم " , و هي أحق بهذا الاسم , لأنها دار السلامة من كل بلية و آفه و مكروه, و هي دار الله , و اسمه سبحانه و تعالى السلام.
الثالث: دار الخلد و سميت بذلك لأن أهلها لا يرحلون عنها أبداً , كما قال تعالى
الرابع: جنة المأوى قال تعالى:" عندها جنة المأوى ", " و أما من خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى إن الجنة هي المأوى".
الخامس : جنات عدن قال تعالى:" جنت عدن التي وعد بها الرحمن عباده بالغيب", أي جنات إقامة.
السادس: دار الحيوان قال تعالى :" و إن الدار الآخرة لهى الحيوان" , أي الدار الحياة الدائمة التي لا تفنى ولا تنقطع ولا تبيد.
السابع : الفردوس قال تعالى :" أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون" , " إن الذين ءامنوا و عملوا الصالحات كانت لهم جنات الفردوس نزلاً" , و الفردوس يطلق على جميع الجنة و يقال على أفضلها و أعلاها.
الثامن : جنات النعيم قال تعالى :" إن الذين ءامنوا و عملوا الصالحات لهم جنت النعيم " , و هذا أيضاً اسم جامع لجميع الجنات.
التاسع : المقام الأمين قال تعالى :" لإن المتقين في مقام أمين * في جنات و عيون , و المقام موضع الإقامة و الأمين الآمن من كل سوء و آفة و مكروه, وهو الذي قد جمع صفات الأمن كلها.
العاشر : مقعد الصدق و قدم الصدق قال تعالى :" إن المتقين في جنت و نهر * في مقعد صدقٍ عند مليك مقتدر" , فسمى الجنة مقعد صدق لحصول كل ما يراد من المقعد الحسن فيها .
سعة الجنة
* ورد في القرآن الكريم آيات تشير إلى سعة الجنة , منها قوله تعالى :" و سارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم و جنة عرضها السموات و الأرض أعدت للمتقين " وقوله :" سابقوا إلى مغفرةٍ من ربكم و جنة عرضها كعرض السموات و الأرض أعدت للذين ءامنوا بالله و رسله".
و قال صل الله عليه و سلم - { إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها, فاقرءوا إن شئتم " وظل ممدود "
درجات الجنة
يتفاضل الناس في الجنة كما يتفاضلون في الدنيا, كل بحسب إيمانه و عمله في الدنيا, بل إن تفاضلهم في الجنة أكبر و أعظم من تفاضلهم في الدنيا, فالجنة ليست بدرجة واحده, بل جنان متعددة تتفاوت في الحسن و النعيم و الجزاء, قال تعالى:" انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض و للآخرة اكبر درجت و أكبر تفضيلاً " و قال أيضاً:" يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجت والله بما تعملون خبير".
وعن أنس –رضي الله عنه- قال أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام, فجاءت أمه إلى النبي صل الله عليه و سلم - فقالت: يا رسول الله, قد عرفت منزلة حارثة مني, فإن يك في الجنة أصبر و أحتسب, و إن يك الآخرة ترى ما أصنع ؟! , قال صل الله عليه و سلم - { ويحك, أو هبلت, أو جنة واحده هي ؟ إنها جنان كثيرة , و إنه لفي جنة الفردوس }.
و في الجنة مائة درجة, بين كل درجة و درجة كما بين السماء و الأرض, و في كل درجة منها من النعيم ما هو أكثر و أعظم مما في التي دونها, و إن كانت مفتوحة بعضها على بعض بحيث يتزاورون أهل الدرجات و يلتقي بعضهم ببعض كما هو الحال في الدنيا, يلتقي الفقير مع الغني و الغني مع من هو أغنى منه, و الفقر مع من هو أفقر منه, ولكن لكل منهم حياته الخاصة في طبقته.
قال صل الله عليه و سلم -:{ إن في الجنة مائة درجة أعدها الله للمجاهدين في سبيل الله ما بين الدرجتين كما بين السماء و الأرض, فإذا سألهم الله سألوه الفردوس, فإنه أوسط الجنة و أعلى الجنة, و فرقه عرش الرحمن, ومنه تفجر أنهار الجنة }.
فالناس في الآخرة يتفاضلون لا بأشكالهم و أجناسهم و أحسابهم و أموالهم و مناصبهم, إنما يتفاضلون بقدر إيمانهم و أعمالهم الصالحة.
أعلى أهل الجنة و أدناهم منزلة
عن المغيرة بن شعبة أن رسول الله صل الله عليه و سلم - قال : { سأل موسى ربه : ما أدنى أهل الجنة منزلة ؟ قال: هو رجل يجيء بعدما ادخل أهل الجنة الجنة فيقال له : ادخل الجنة , فيقول : أي رب, كيف و قد نزل الناس منازلهم, و أخذوا أخذاتهم ؟ فيقال له: أرتضى ان يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول : رضيت ربي , فيقول : لك ذلك و مثله ومثله ومثله ومثله, فقال في الخامسة: رضيت ربي , فيقول : هذا لك و عشرةِ أمثاله, و لك ما اشتهت نفسك, و لذت عينك, فيقول : رضيت رب.
قال: رب , فأعلاهم منزلة؟ , قال: أولئك الذين أردت , غرست كرامتهم بيدي, و ختمت عليها, فلم تر عين , ولم تسمع أذن , و لم يخطر على قلب بشر, قال: و مصداقة في كتاب الله سبحانه وتعالى: " فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون" .
و الفردوس أعلى درجات الجنة , و فيها من النعيم ما ليس في غيرها من درجات الجنة , و هي قمة النعيم مما لا يستطيع أن يتصوره بشر , و هي دار الأنبياء و المرسلين و الشهداء و الصديقين و الصالحين.
يقول ابن القيم –رحمه الله- (( ولما كان رسول الله صل الله عليه و سلم- أعظم الخلق عبودية لربه, و أعلمهم به, و أشدهم له خشية, و أعظمهم له محبة, كانت منزلته أقرب المنازل إلى الله , و هي أعلى درجة في الجنة , و أمر النبي صل الله عليه و سلم - أمته أن يسألوها له, لينالوا بهذا الدعاء الزلفى من الله و زيادة الإيمان )) .
فيا من تحب أن تكون قريباً من الرسول صل الله عليه و سلم - الزم طريقه, و سر على نهجه , و اتبع سنته, و بادر بإيمان يتبعه العمل , و بعمل يزينه الصدق و بحب يتبعه جميل اتباع, فبذالك تحظى بالقرب منه و بالشفاعه.
أبواب الجنة
للجنة ثمانية أبواب يدخل منها المؤمنون, قال صل الله عليه و سلم -: { في الجنة ثمانية أبواب, باب منها يسمى الريان, لا يدخله إلا الصائمون } و هي تفتح عندما يصل إليها المؤمنون, و تستقبلهم الملائكة محيية إياهم بسلامة الوصول, قال تعالى:" و سيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمراً حتى إذا جاءوها و فتحت أبوابها و قال لهم خزنتها سلم عليكم طبتم فادخلوها خلدين".
و أحد هذه الأبواب يسمى الريان, وهو خااص بالصائمين, وهناك باب للمكثرين من الصلاة. وباب للمتصدقين, وباب للمجاهدين, يقول صل الله عليه و سلم -: { من أنفق زوجين في سبيل الله من ماله دعي من أبواب الجنة, و للجنة ثمانية أبواب و فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة, و من كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة, ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد, و من كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام } .
سعة أبواب الجنة
أما عن سعة أبواب الجنة فيقول النبي صل الله عليه و سلم -: {و الذي نفس محمد بيده, إن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة لكما بين مكة وهجر}, و في لفظ: { كما بين مكة و بصرى} .
و ورد في بعض الأحاديث أن ما بين المصراعين مسيرة أربعين سنة.
و سعة الباب: بحسب وسع الجنة , و كلما علت الجنة و اتسعت, فعاليها أوسع مما دونه.
و قد أخبرنا النبي صل الله عليه و سلم - عن المسافة بين كل باب و آخر فقال عندما سأله
لقيط بن عامر رضي الله عنه عن الجنة:{ و إن للجنة ثمانية أبواب, ما منهم بابان إلا يسير الراكب بينهما سبعين عاماً }.
تربة الجنة وحصباؤها وبناؤها
قال صل الله عليه و سلم - في حديث المعراج:{ أدخلت الجنة فإذا فيها جنادل اللؤلؤ, و إذا ترابها المسك } و عن أبي سعيد رضي الله عنه أن ابن صائد سأل النبي صل الله عليه و سلم - عن تربة الجنة فقال:{هي در مكة – أي الدقيق الخالص البياض – بيضاء , مسك خالص}.
أما عن بنائها و حصبائها فقد سأل الصحابة رسول الله صل الله عليه و سلم - فقالوا: يا رسول الله, حدثنا عن الجنة ما بناؤها؟ فقال{ لبنة من ذهب, و لبنة من فضة, و ملاطها- أي طينها- المسك, و حصباؤها اللؤلؤ و الياقوت, و ترابها الزعفران, من يدخلها ينعم ولا يبأس, و يخلد ولا يموت, لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه}.
أخي و أختي إن داراً هذا بناؤها و حصباؤها و تلك تربتها لجدير أن يشمر لها المشمرون, و يتزود لها بخير الزاد الموحدون, و يسعى للفوز بها المخلصون.
أنهار الجنة
قال تعالى:" مثل الجنة التي وعد المتقون فيها أنهر من ماءٍ غير ءاسن و أنهر من لبن لم يتغير طعمه و أنهر من خمر لذةٍ للشربين و أنهر من عسل مصفى و لهم فيها من كل الثمرات".
أخبر سبحانه أن أنهار الجنة ليست ماءً فحسب, أي منها أنهار من ماء لم يتغير طعمه و ريحه ولونه, بل هو أعذب المياه و أصفاها, و أطيبها و ألذها. و منها أنهار من لبن لم يتغير طعمه بحموضة أو غيرها, ومنها انهار من خمر لم تدنسها الأرجل, و لم تكدرها الأيدي, و ليس فيها كراهة الطعم ولا ريح, ولا غائلة سكر, بل يتلذذ شاربها لذة عظيمة, ولا كخمر الدنيا الي يكره مذاقها, و تنزف المال, و تصدع الرأس و تزيل العقل, و منا انهار من عسل قد صفي من القذى و الوسخ. كل هذه الأنهار تجري من تحت القصور و الغرف و البساتين " حنت تجري من تحتها الأنهر ".
وقد حدثنا رسول الله صل الله عليه و سلم - عن انهار الجنة ففي إسرائه صل الله عليه و سلم - رأى أربعة أنهار, يخرج من أصلها نهران ظاهران, و نهران باطنان, فقال:{ يا جبريل, ما هذه الأنهار؟ فقال: أما النهران الباطنان فنهران في الجنة و أما الظاهران فالنيل و الفرات}.
و من أنهار الجنة نهر الكوثر
الذي أعطاه الله لرسوله صل الله عليه و سلم - " إنا أعطينك الكوثر" تربته أطيب من المسك, و ماؤه أحلى من العسل, و أبيض من الثلج و قد رآه الرسول و حدثنا عنه فقال:{ بينما أنا أسير في الجنة إذ بنهر حافتاه قباب اللؤلؤ المجوف, قلت: ما هذا يا جبريل ؟ قال: هذا الكوثر الذي أعطاك ربك, فإذا طينه مسك أذفر}.
و من أنهار الجنة أيضاً نهر < بارق> على باب الجنة, يكون عنده الشهداء, يقول صل الله عليه و سلم - { الشهداء على بارق بباب الجنة, في قبة خضراء, يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرةً و عشياً }.
عيون الجنة
في الجنة عيون كثيرة مختلفة الطعم و المشارب, قال تعالى:" إن المتقين في ظلل و عيون" و قال:" إن المتقين في مقام أمين * في جنت و عيون".
و فيها عينان يشرب المقربون ماءهما صرفاً غير مخلوط, و يشرب منهما غيرهم الشراب مخلوطاً بغيره و هما: عين كافور, قال تعالى:" إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجهما كافوراً * عيناً يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيراً ". و سميت كافوراً لبياضها و شدة برودتها و طيب رائحتها.
و العليا الأخرى: عين التسنيم, قال تعالى:" إن الأبرار لفي نعيم* على الأرئك ينظرون* تعرف في وجوههم نضرة النعيم* يسقون من رحيق مختوم * ختمه مسك فليتنافس المتنافسون* و مزاجه من تسنيم* عيناً يشرب بها المقربون", و سميت تسنيماً لأنها تنبع في مكان عالٍ فيصل ماؤها إلى كل مكان.
و في الجنة عين تسمى السلسبيل لسهولة إساغتها و اللذة في شربها, قال تعالى:" و يسقون فيها كأساً كان مزاجها زنجبيلاً * عيناً فيها تسمى سلسبيلاً ".
لباس أهل الجنة و حليهم
و أما لباس أهل الجنة فذو الأعمل الزاهية, وملامس ناعمة , لا يبلى من طول الزمن , و لا يقذر من كثرة الاستعمال , فهو أبداً في جمال متجدد. و منه الحرير , و منه السندس , و منه الديباج , و غير ذلك , قال تعالى :" إن المتقين في مقام أمين * في جنت و عيون * و يلبسون من سندس و إستبرق متقابلين" . و قال تعالى :" و جزاهم بما صبروا جنة و حريراً " .
و ثياب أهل الجنة من أرقى أنواع الثياب و أحسنها , و أغلاها قيمةً جمعت بين حسن المنظر و نعومة الملمس مما ليس له نظير في الدنيا, يقول البراء بن عازب -رضي الله عنه- : أتي الرسول صل الله عليه و سلم - بثوب من حرير , فجعلوا يعجبون من حسنه و لينه , فقال رسول الله صل الله عليه و سلم - :{ لمناديل سعد ابن معاذ في الجنة أفضل من هذا } .
و من ملابس أهل الجنة التيجان على رؤوسهم , فعن المقدام بن معد يكرب أن رسول الله صل الله عليه و سلم - ذكر في الخصال التي يعطاها الشهيد : { و يوضع على رأسه تاج الوقار , الياقوت منه خير من الدنيا و ما فيها } .
أما حليهم التي يتزينون بها : فمن أساور الذهب و الفضة و اللؤلؤ , قال الله تعالى :" و حلوا أساور من فضة و سقاهم ربهم شراباً طهوراً " .
و قد أخبرنا النبي صل الله عليه و سلم - أن لأهل الجنة أمشاهاً من الذهب و الفضة , و أنهم يتبخرون بعود الطيب مع أن روائح المسك تفوح من أبدانهم الزكية , فعن ابي هريرة –رضي الله عنه-أن رسول الله صل الله عليه و سلم - قال في صفة الذين يدخلون الجنة { آنيتهم الذهب و الفضة , و أمشاطهم الذهب ووقود مجامرهم الألوه –أي عود الطيب- و رشحهم المسك } .
سوق أهل الجنة
لأهل الجنة سوق يجتمعون فيه , و يبادلون فيه الحديث , ولكنه ليس كسوق الدنيا يسألون الله خيره و يتعوذون به من شره , بل هو سوق يتشوقون إليه لما فيه من الجمال و الطيب , سوق يمطرون فيه مسكاً و تهب عليهم ريحٌ عقبة, و يزدادون فيه حسناً و بهاءً , و يقول صل الله عليه و سلم - عن ذلك السوق : { إن في الجنة لسوقاً يأتونها كل جمعه , فيها كثبان المسك , تهب ريح الشمال , فتحثوا في وجوههم وثيابهم , فيزدادون حسناً و جمالاً , فيرجعون إلى أهليهم و قد ازدادوا حسناً و جمالاً , فيقول لهم أهلوهم : والله لقد ازددتم بعدنا حسناً و جمالاً , فيقولون : و أنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً و جمالاً } .
صفة أهل الجنة
يدخل أهل الجنة الجنة على أكمل صورة و أجملها , على صورة أبيهم آدم –عليه السلام- فلا أكمل ولا أتم من تلك الصورة التي خلقها الله بيده فأتمها و أحسن تصويرها , فهم ذوو أحجام كبيرة و أشكال جميلة , و ألوان كريمة , و أعمار حليمة قد تجاوزت مرحلة الطيش و المراهقة , و سبقت سن الضعف و الهرطقة , و ذوو وجوه نيرة, و عيون كحيلة , و أبدان ناعمة , ووجوههم كالقمر ليلة البدر و أصفى و أحسن , و أجسامهم كوجوههم يرى باطنها من ظاهرها , و ظاهرها من باطنها , و روائحهم أطيب من المسك و العنبر , أشرق على وجوههم السناء و الضياء و البهاء , و شملهم الجمال , و استولى عليهم الكمال , و يزدادون نظارةً على تجدد الأوقات و الأزمان , لا تفتر هممهم , ولا تكل ألسنتهم عن التقديس و التعظيم لله سبحانه و تعالى , و لا يعتريهم القلق , و لا يصل إليهم الهم , ولا يمر عليهم الغم , ولا تضيق صدورهم , ولا تستوحش نفوسهم , ولا ترتاع قلوبهم , قد صفت لهم الدار , و أطمأن بهم القرار , فطوبى لهم حسن الدار و المآب .
فعن حجم أجسام يقول صل الله عليه و سلم -: { خلق الله عز وجل آدم على صورته , طوله ستون ذِراعاً ... فكل من يدخل الجنه على صورة آدم وصوله ستون ذِراعاً , فلم يزل الخلق ينقص بعده حتى الآن}.
فكل من يدخل الجنة من بني آدم يكونون على هذه الصورة سواء كانوا في الدنيا طوالاً أو قصاراً , شيباً أو شباباً , رجالاً أو نساءً .
وجمال أبدانهم عظيم بحيث أنهم يكونون جميعاً جرداً مرداً لا شعر في وجوههم , وإنما وجوه بيضاء جميلة بهية , وصفها ربا عز وجل فقال :"وجوه يومئذ ناعمة " وقال :"وجوه يومئذ مسفرة " وقال :"وجوه يومئذ ناضرة" ويقول صل الله عليه وسلم – { يدخل أهل الجنة جرداً مرداً كأنهم مكحلون ,أبناء ثلاث وثلاثين }.
وأما أعمارهم فهي سن الثالثة والثلاثين –كما في الحديث السابق- وهي سن كمال الشباب , وثبات العقل , ونضج العاطفة .
ثم إن هذا السن لا يزيد فيهم , فلا يصل بهم إلى مرحلة الشيخوخة والضعف , لأن مخلدون في الجنة لا يخرجون منها كما قال صل الله عليه و سلم -:{ لا تبلى ثيابه , ولا يفنى شبابه }.
وأهل الجنة لا ينامون , لقوله صل الله عليه و سلم - :{ النوم اخو الموت , ولا يموت أهل الجنة }.
وأهل الجنة وإن كانوا مشتركين في أصل الجمال وحسن الصورة إلا أن بعضهم أكثر جمالاً ونوراً من بعض , وذلك بحسب أعمالهم في الدنيا , وفي ذلك يقول صل الله عليه و سلم - :{ أول زمرة يدخلون الجنة من أمتي على صورة القمر ليلة البدر , ثم الذين يلونهم على أشد نجم في السماء إضاءة , ثم هم بعد ذلك منازل }.
|
|
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
| |