:
قناعتنا التي لن نحيد عنها أن القلم أمانة
لأنك تكتب إلى أشخاص ذوي خلفيات وثقافات متنوعة
لذلك على كل من يمسك بقلم أن يتخلى
عن أي أفكار إقصائية
ظل حبيساً لها سنين عديدة
أن يسمح للأمل بأن يحيى في قلبه قبل عقله
ويعطي فرصة للتسامح والحب والروح الإيجابية
لأن يكون لها موطئ قدم في خريطة أفكاره ومنهجية تفكيره
:
والكلمةُ أمانةٌ والكتابةُ تصونُها
وهي صيدٌ والكتابةُ قيدُها
وقد تكون زلة والكتابة نصرها على باطلٍ أو فضحها
:
الكلمة لها قدرٌ عظيم لمن تدبّر
وشأنها جسيم لمن تفكّر
فقد كان الخَلْق بالكلمة إذ قال الله سُبحانه جلّ في عُلاه
إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ (كُنْ) فَيَكُون
:
روى الترمذي وأبو داود وغيرهما
من عبادة بن الصامت عن النبي صلّ الله عليه وسلم أنه قال :
أول ما خلق الله القلم فقال له:
اكتب قال وما اكتب قال ما هو كائن إلى يوم القيامة
:
والقول الصائب من توفيق الله للعبد
وهو أيضاً من تقوى العبد لله ربَّ العالمين
فالإنسان ينبغي أن يكون حريصا أشد الحرص
على كل كلمة ينطقها لفظاً أو كتابةً
ويستحضر رقابة ربّ العالمين عليه فيها
:
يقول ربّ العزة في كتابه الحكيم:
مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ
:
الكلمة المُوَفَّقة المُسدّد رميها من رب العالمين
فيها صلاح الأعمال ومغفرة الذنوب
ويُرتكن إليها كي يحدث التغيير
فـــ الكلمة سلاح ماض يعلم الجميع قوة أثرها
قيلت بحق أو قيلت بباطل ولذا لطالما كانت الكلمة
هي عدو الطاغوت الأول
فكل متجبر يكره الكلمة التي تُقابله
كمرآة تفضح ظُلمه وطُغيانه وتكشف أكاذيبه
وتهتك ستره وتسجل إثمه وذنبه في سجل التاريخ
بمداد من دماء المظلومين وأرواحهم المسلوبة
:
للكلمة الطيّبة وأصحابها صفات يُعرفون بها
فهم لهم قلمٌ مِداده النور
وَهب له الرحمن من نورِه نورا
نُقِشَت به الكلمات نجومًا سماوية
كلماتٍ ليست كالكلمات دِثارها أحرف عربية
وما تحت الدِثار كنوز وأسرار تظلُ تَنهَلُ منها
ولا تسبر الأغوار
:
القلم هو خطيب الناس وفصيحهم
وواعظهم وطبيبهم
بالأقلام تُدار الأقاليم, وتُساس الممالك
القلم هو نظام الأفهام وبريد اللسان الصامت
والكتابة بالقلم شرفٌ ورفعةٌ للمرء وبضاعةٌ رابحة
هي للمتعلم بمنزلة السلطان وإنسان عينه بل عين إنسانه
بالقلم تُخلَّدُ العلوم وتثْبُت الحقوق
ولولا الكتابة لانقطعت أخبار بعض الأمم
:
مع التحية والتقدير ..