شارك معنا بيت قصيد لغة عربية فُصحى / 3

فَلَكَ الدَّلَالُ وَأنتَ بَدرٌ كَامِلٌ،
وَيَحِقُّ لِلمَحبُوبِ أن يَتَدَلَّلَا

لايترك الحب قلبي من لواعجه
كأنما بين قلبي والهوى نسب

ما كان أحسَنَنا والدارُ تجمعُنا
والعيشُ مُتّصِلٌ والوَصلُ مِدرارُ

يا ساكِنِينَ بِقلبي أينما رَحَلوا
وراحلين بِقلبي أينما سارُوا

غِبتُمْ فأظْلَمَتِ الدّنيا لِغَيْبَتِكُم
وضاق مِن بَعدِكم رَحْبٌ وأقطارُ

ليتَ الغُرابَ الذي نادى بِفُرقَتِكُم
عارٍ مِن الرِّيشِ لا تَحوِيهِ أوْكارُ.

إنّي أغارُ عليكِ من غسق الدُّجى
خوفًا عليك فلا يُجنّ ويتبعك

يا نجمةً ملأت فؤادي بالهوى
كوني بريقي إن لي قلبٌ معك

يا كم تمنّيتُ الفضاءَ لأضلُعي
كي لا أرى فُلكًا يناجي أضلُعك

وإني في هوى النوم متيّم
ومالي سوى النوم عشيقا

وددتُ لو أني في يومٍ أعانقهُ
وأخبرهُ أني في هواهُ غريقا

رأيتُها بالعُيون الزرقِ ترمُقُنِي
فأغرقتني وما للبحرِ شُطئانُ

ألا فجودي على عيني بمبتسِمٍ
ونظرةُ العين هذي منك إحسانُ

وقرأت في عين المليحة جملة،
إعرابها يا أنت إنك موطني
لا تفصحي بالقول إن عيوننا
في البوح أفصح من كلام الألسنِ

ما للمنازل أصبحت لا أهلها
أهلي ولا جيرانها جيراني
وحياتكم ما حَلَّهـا من بعدكم
غيرُ البلى والهدم والنيران
ولقد قصدت الدار بعد رحيلكم
ووقفت فيها وقفة الحيران
وسألتها لكن بغير تكلمٍ
فتكلمت لكن بغير لسان

وَما كنتُ ممّنْ يَدْخُلُ العِشْقُ قلبَه وَلكِنّ مَن يُبصِرْ جفونَكِ يَعشَقِ
وَبينَ الرّضَى وَالسُّخطِ وَالقُرْبِ وَالنَّوَى مَجَالٌ لِدَمْعِ المُقْلَةِ المُتَرَقرِقِ

وقال العقلُ دعهُ ولا تزرهُ
وقالَ القلبُ فلتذهب إليهِ

حديثُ العقلِ مَوضوعٌ ولكن
حديثُ القلبِ مُتفقٌ عليهِ ..