في يوم من أيام الشتاء البارد ركبت امرأة سمراء الحافلة العمومية للمدينة وجلست في الصفوف الأمامية وعندما اقترب منها رجل توقع منها تلقائياً أن تقوم من مكانها لأنه كان أبيض البشرة!
فالقانون ينص على أن يجلس أصحاب البشرة غير البيضاء في آخر الحافلة !
حدث هذا في عام 1956 م في أمريكا البلد الذي كان وما زال يصرخ وينادي بالمساواة بين طبقات المجتمع .
لكن المرأة السمراء أبت ذلك بكل شجاعة وعزيمة فنهرها فأصرت على حقها في المقعد مما أدى إلى استدعاء الشرطة التي أجبرتها بالقوة عن التخلي عن حقها وتم القبض عليها وتغريمها أربعة عشر دولارا ً.
كانت تلك الشرارةَ التي أطلقت العنان في البلاد كافة للمظاهرات والاحتجاجات على التمييز العنصري والتي أدت إلى إعادة النظر في قانون الحريات في الولايات المتحدة الأمريكية .
وفي عام 1964 م صدر قانون الحريات المدنية الذي حرم التمييز على أساس العرق في الولايات المتحدة .
أما نحن فأصدرناه من قبل ألف وأربعمئة سنة..
وقد حصلت المرأة السمراء روزا باركس على الوسام الرئاسي للحرية عام 1996 م وبعدها بثلاث سنوات نالت أعلى وسام في الدولة.
وهو الوسام الذهبي من الكونجرس وحتى الحافلة كُرمت !
ووضعت في متحف هنري فورد .