/
السخرية والتنابز بالألقاب
/
الاستهانةُ والتحقيرُ والتنبيه على العيوب والنقائصِ
على وجهٍ يُضحك منه
وقد يكون بالمحاكاةِ في الفعل والقول
وقد يكون بالإشارةِ والإيماء
/
قال تعالى:
/
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ
وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ
وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ
وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾
[الحجرات: 11]
/
قال الحافظ رحمه الله :
/
إن مَن فَعَل إحدى الثلاث :
السُّخْرِية - النبز - اللَّمز
استحقَّ اسمَ الفسوق
وهو غاية النَّقص بعد أن كان كاملَ الإيمان
/
ومجمل القول:
أن الله عز وجل قد نهى المؤمنين أن يسخر أحدُهم
من أخيه؛ لفقرٍ نزل به، أو لذنبٍ ارتكبه
وألا يتنابزوا بالألقاب
/
ويُفهم من الآية أن السَّاخر يكون دائماً
أقلَّ شأنًا ممَّن يَسخر منه
حتى وإن كان الساخر أرفع شأناً ممَّن يسخر منه
فقد هبط بسخريتِه وانخفض عنه منزلةً عند الله
/
وقال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ ﴾ [الحجرات: 11]
ينهى تعالى عن السُّخْرِية بالناس
واحتقارِهم والاستهزاء بهم
كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
( الكبر بطرُ الحقِّ ، وغَمْط الناس )
والمراد من ذلك احتقارُهم واستصغارهم
وهذا حرام
فإنه قد يكون المحتقَر أعظم قدرًا عند الله
وأحبَّ إليه من الساخِر منه، والمحتقِرِ له
/
ممَّا سبق يتَّضح لنا: أن التنابز بالألقاب
إنما هو داخلٌ في مفهوم السُّخْرِية
كما دخل فيها مفهوم الهَمْز واللَّمْز
ومِن ثمَّ يكون اللَّمز والتنابز بعد ذكر السُّخْرِية
من قبيل ذكر الخاصِّ بعد العام، اهتماماً به
/
مع التحية والتقدير ..