الأيام صحائفُ الأعمال، فخلِّدها بأحسن الأحوال
والفُرَص تمرُّ مرَّ السَّحاب
ومَن استوطأ مركبَ العَجز عثَر به
وإذا اجتمع التسويفُ والكسلُ تولَّد بينهما الخسران
:
وهناك أعمالٌ يبقى للعبد أجرُها بعد وفاته ورحيله
من هذه الدنيا الفانية
ينبغي على كل طالب نجاةٍ أن يحرص عليها وألا يفوِّتها
وأن يضرب فيها بسهمٍ ونصيبٍ قدرَ جهده واستطاعته
:
إذا مات العبد وفاضَتْ روحُه إلى باريها
وانتقل إلى ربه فلن يكون معه بعد موته إلا ما قدَّمه في حياته مِن أعمال
إن كانت صالحة فهنيئًا له فقد فاز بالخير العظيم
وإن كانت سيئةً فواحسرتاه فقد خاب وخسِر، وضيع نفسه
:
إن الأعمار مضروبةٌ والآجال مقسومة
وكل واحدٍ قد كُتِب له حظُّه في هذه الحياة
وأنتم أيُها الأخوة والأخوات في : حروف العشق
منذ خرجتَم إلى الدنيا وأنتم تهدمون في أعماركم
وتنقصون من أجالكم وتبنون في قبوركم
فهَبْ أنكم متَّم الآن .؟
فما آثاركم بعد الموت .؟
:
قد مات قومٌ وما ماتَتْ مكارمُهم ..وعاش قومٌ وهم في الناسِ أمواتُ
:
إن آثار الإنسان التي تبقى وتُذكَر بعده من خير أو شر يجازى عليها
قال تعالى :
( - إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ _)
فالله تعالى يكتُبُ آثار الخير وآثار الشر
التي كان هؤلاء سبباً في إيجادها في حال
يكتُب الله الأعمالَ التي نشأت
من أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم
فكل خيرٍ يعمله يكتبه الله تعالى
إن مِن عظيم نِعَمِ الله تعالى على عبادِه المؤمنين
أنْ هيَّأ لهم أبوابًا مِن البر والخير
يقوم بها العبد في هذه الحياة ويجري ثوابُها عليه بعد موته
فأهل القبورِ في قبورهم مرتهنون
وعن الأعمال منقطعون
وعلى ما قدَّموا في حياتهم يحاسَبون
وأما هذا فــــ الحسنات عليه في قبره متواليةٌ
والأجور والأفضال عليه متتالية
ينقضي الأجَل، وينتقل مِن دار العمل
ولا ينقطع عنه الثواب بل تتضاعف درجاته
وتتنامى حسناته فما أكرمَها مِن حال وما أجملَه مِن مآل
:
مع التحية والتقدير ..