قال بعض السلف
قد يعمل العبد ذنبا فيدخل به الجنة
ويعمل الطاعة فيدخل بها النار
قالوا وكيف ذلك
قال
يعمل الذنب فلا يزال يذكر ذنبه فيحدث له انكسارا وذلا
وندما ويكون ذلك سبب نجاته
ويعمل الحسنة فلا تزال نصب عينيه كلما ذكرها اورثته عجبا
وكِبرا ومنة فتكون سبب هلاكه
روي عن الامام مالك انه كان يقول
لا تنظروا في ذنوب الناس كانكم ارباب وانظروا الى ذنوبكم
كانكم عبيد فارحموا اهل البلاء واحمدوا الله على العافية
واياك ان تقول هذا من اهل النار وهذا من اهل الجنة
لا تتكبر على اهل المعصية بل ادع الله لهم بالهداية والرشاد
كان رجل من العصاة يغشى حدود الله في البلد الحرام
وكان رجل من الاخيار يذكره بالله دائما ويقول له
يا اخي اتق الله يا اخي خاف الله كيف تفعل الفواحش والموبقات
وانت في اطهر بقعة من بقاع الارض
وفي يوم من الايام ذكره باالله فما التفت اليه ورد عليه ردا سيئا
فما كان من ذلك الرجل الصالح الا ان استعجل وقال له
اذن لا يغفر الله لمثلك لشدة ما وجد من غلاظة الجواب
انهالت هذه الكلمة على العاصي كالضربة القاضية وقال
الله لا يغفر لي الله لا يغفر لي ساريك ايغفر الله لي ام لا يغفر
يقول من حضر المشهد لقد راينا ذلك العاصي بعدها بساعات
وقد اعتمر من التنعيم وما ان انتهى من طوافه حتى سقط مغشيا عليه
ومات بين الركن والمقام