قرية الاطاولة التراثية .. صورة من الزمن الجميل

يجول عبق الماضي بريحانه وعبيره، ويأخذك التفكير طويلاً كيف عن طبيعة الحياة في الماضي، وهل هي جميلة حقاً وشاعرية كما كان يتغنى بجمالها القدماء وكبار السن، ولطالما يتوائم ذلك مع سر الصحة البدنية وسعة الصدر لمن عاشوا تلك الحقبة الزمنية، واحبوا العمل في الارض والاودية والجبال، وكان طعامهم وشرابهم من خيرات الارض التي يزرعونها بايديهم ولم تخالطها الكيماويات ويقطفون ثمار تعبهم نهايه العام . وبينما يسترسل في قصص الماضي الجميلة المخضرمين والكبار التي يستأنس لسماعها على الدوام الجيل الحالي، فقد تتردد على مسامعنا مئات المرات ولكن في كل مرة نصغي لها وكأنها المرة الاولى ، كون فيها من الحنين للماضي ولقد كان الفضول يتملك كل من يسأل كيف كانت حياة ذلك الجيل الذهبي وكيف كان روتينهم اليومي ومما تتألف مقتنياتهم التي اعتادوا العمل بها . ومن منطلق الحب لهذا التاريخ رزنا القرية الاثرية في منطقة الباحة وتحديداً قرية الاطاولة التي تلخصت فكرتها في تحويل المنازل القديمة الى مايشبه المتحف الموثق لأهل المكان لتصل الى صورة مبدئية لماهية معيشة ذلك الجيل في ماضيه العريق، اذ كان المنزل في الماضي مبني من الحجارة القوية وسقوفه مكونه من اغصان الاشجار المتينة ، وقد صمدت هذه المباني طويلاً كونها بنيت بجودة لامثيل لها ، والتخطيط الهندسي متواضع جداً ويتسم بالدفئ كونه بُني بالحب والألفة بين الانسان والأرض ليصمد طويلاً . وكان من مكونات المنزل القديم (الحاير او الدكان) وهي بمثابة غرفة المعيشة ، ويتوسطها “الملة” او المشب وهو مكان الطبخ في الماضي، وكانت المرأة ترتب أدوات مطبخها المتواضعة بجانب الملة ، اذ كانت قليلة ولكن بها بركة عظيمة، فقد كانت ابواب المنازل مُشرعة على مصراعيها للغادي والآتي ، وكان للضيف في الماضي مكانة مهمة، فكان في كل منزل مايسمى بحرازة الضيف ، وهي من مؤونة المنزل ويمنع استخدامها إلا في حالات الضرورة استعداداً لقدوم ضيف او زائر في اي وقت، وذلك دل الكرم المتاصل في نفوسهم، ويبرز شكل اثاث المساكن في الماضي شكله البسيط جداً والبدائي ، فكانوا يستخدمون (الجاعد) للجلوس عليه وهو من جلد الغنم و (المسطح ) اسفل الجاعد وكان المسطح من السعف وينسج يدوياً وكانت توضع المسطح وعليه الجاعد ويجلسون عليها بجانب الملة للتدفئة والتسامر على اضاءة النار، وكانوا ينامون في المسدح وهو جزء من الحاير ، اما البيوت الكبيرة كان بها جزء مستقل يسمى المقصورة للنوم ، وكان ( المسدح) عبارة عن سرير هيكله خشبي مربع ومعلق في السقف بخيوط وحبال تغزل يدوياً من شعر الماعز وتسمى ( السقات) وكانت ارضية السرير تبني بما يسمى الرمل وهو نبات مثل القصب ولكنه رفيع ، وكان اللحاف في ذلك الوقت يسمى ( العباة) وهي من شعر الضان تغزل وتنسج يدويا وتصبغ بالالوان ، اما المخدة فهي عبارة عن كيس قماشي يحشى بنبات يسمى الرين ويوجد في الاودية ، وكانت الأم تجهز ابنتها العروس بكل هذة الامور بالاضافة لبعض ادوات المطبخ مثل (القربه) التي تستخدم لجلب الماء من البئر، وكان مطبخ المرأة في الماضي هو الملة فقط ، فلايوجد افران كهربائية متطورة كما في وقتنا الحالي ، اذ كانت ادوات المطبخ بسيطة جداً ومتواضعة ، وطعامهم طبيعي عضوي من الارض والزراعة ، وكانت مؤونة البيت من الحبوب بانواعها والعسل الحر والسمن البري والشاي والقهوة والقشر والهيل ، وبعض التوابل البسيطة من ملح وفلفل اسود وزنجبيل وقرفة ومسمار ، وكانت مؤونة البيت توضع في مايسمى ( العِلية ) وهي بمثابة المخزن في وقتنا الحالي ، ويمنع فتح العِلية الا تحت اشراف سيدة البيت الكبيرة . وكانت المواشي تعزل في مايسمى (السفل ) والسفل مقسم الى جزئين جزء للمواشي وجزء لطعامها ، و(البداية ) كانت مثل النافذة الكبيرة وتطل على القرية ، و( الرعش) بمثابة البلكونه في وقتنا، عندما تزور تلك المباني سوف تشعر انك تعيش بينهم، اذ كان لزمنهم تاجميل وطبعهم الاصيل لذة بالرغم من مشاق الحياة ، ولكنها صقلتهم جيداً كما يصقل الذهب فيصبح شكله براقاً جميلاً ، فهم اهل الاصالة والكرم والشجاعة والنخوة ، فقد خلدوا لنا تراثهم عبر الاجيال ولم يتخلوا عنه في ظل المدنية والتطور. . . صور من الزمن الجميل نموذج من الحصون الشاهقة حصن مشيخة القبيلة حصن دماس الشهير ساحة قرية الاطاولة الاثرية كما تبدو قبل غروب الشمس نموذج للمتاحف داخل قرية الاطاولة الاثرية نموذج بناء الحجر على الارضيات بعد التطوير صورة البناء الحجري والنافذة ( البداية ) نموذج للساحة ( في فناء القرية )

بارك الله فيك على هذا الطرح الرائع

لك اجمل التحيات

والشكر والامتنان

عافاك الله وابقاك .وبانتظار جديدك

ربي يعطيك آلعآفية .. ودي

.

تسلم ايدك ع الطرح

يعتيك العافية

سلمت أناملك على الطرح
إحتراماتي لروحك

عواد الهران
يتراقص مُتَصَفِحِي فرحا بَمَرُوَرَكُ.. الشَجِيْ..
وَأَحْرُفُك.. كَالْنَّدَى بَيْن أَوْرَاقِي..
شُكراً لتَوَاجُدِكُ.. الَرَاقِي .
شيخة الزين

خيال
يتراقص مُتَصَفِحِي فرحا بَمَرُوَرَكُ.. الشَجِيْ..
وَأَحْرُفُك.. كَالْنَّدَى بَيْن أَوْرَاقِي..
شُكراً لتَوَاجُدِكُ.. الَرَاقِي .
شيخة الزين

عيون بيروت
يتراقص مُتَصَفِحِي فرحا بَمَرُوَرَكُ.. الشَجِيْ..
وَأَحْرُفُك.. كَالْنَّدَى بَيْن أَوْرَاقِي..
شُكراً لتَوَاجُدِكُ.. الَرَاقِي .
شيخة الزين

الموج
يتراقص مُتَصَفِحِي فرحا بَمَرُوَرَكُ.. الشَجِيْ..
وَأَحْرُفُك.. كَالْنَّدَى بَيْن أَوْرَاقِي..
شُكراً لتَوَاجُدِكُ.. الَرَاقِي .
شيخة الزين