لا تبالغ في المجاملة حتى لا تسقط في بئر النفاق
:
المجاملة وسيلة يستخدمها كثيرون لجذب الناس
أو قد تكون سبيلا لإرضاء الطرف الآخر
نعيشها اليوم بشكل متزايد مع تزايد تعقيدات الحياة
فتجد هذا الأسلوب يستخدم بشكل لا إرادي
بين الكثير من أفراد المجتمع
من خلال نسجهم لكلمات عذبة بهدف البعد عن المصارحة
أو حتى الكلمات المباشرة والتي قد يتأذى المستمع منها
:
من يقول أن المجاملة سلوك يتّبعه الإنسان لغاية اجتماعية
القصد منها التودد والتقرب وإظهار الألفة أحياناً
:
وقد تكون الغاية منها أحياناً بعث العزاء في نفس الآخر
الذي يشعر بالنقص أو الحرج من شيء ما
:
والنفاق هو سلوك انتهازي أي إظهار عكس ما نبطن
أو نضمر للآخر بقصد تحقيق مكاسب معينة
وهو سلوك دنيء لأنه يتطلّب من صاحبه
أن يكون قادراً على الكذب والرياء لغايات معينة
:
وأن المجامل ليس بمنافق والعكس صحيح
وارى أنه في الوقت الحالي كثير من الناس
اتخذوا المجاملة هواية لهم
بــــل مهنة يستفيدون منها ويتفننون في تطوير أساليب
المجاملة لديهم وذلك كله لمصلحتهم الخاصة
و أن استخدام المجاملة قد يكون أحيانا دليل الـخــبـث
ويستخدمها الناس أحيانا للوصول إلى أهدافهم الشخصية
:
ومن يصنع المعروف في غير أهله يكن حمـدهُ ذمـاً عليه ويندمِ
المجاملة الإجتماعية صناعة أخلاقية
هي للسان لباقة .. وللقلم أناقة
في التصرّف تأديب .. وفي السلوك تهذيب
تضفي روحاً من الألفة والموائمة بيننا وبين الآخرين
فتمنحهم الراحة والإطمئنان في تعاملهم معنا
وللمجاملة غاياتٌ إنسانيةٌ نبيلة تظهر بحسب موردها
:
ومتى ما إرتبطت المجاملة بإستمالة الآخرين
لتحقيق مآرب ذاتية ضيقة
فقدت روحها لتخرج من دائرة نُبل الأخلاق
إلـــى دائرة الــخـــــديـــعــــة والـنــفـــاق
:
ولا تقتصر المجاملات على الكلمات المعسولة
التي نتفوه بها فحسب
وإنما تظهر غالباً في مواقفنا للتقرب من الناس
فقد يضطر الانسان ان يطلي مشاعره بطلاء المواساة امام المنكوبين
أو يتكلف البشاشة وهو محزونٌ
حتى لا يهدم سعادة الآخرين بتعاسته
:
والمجاملات الاجتماعية من منظورٍ جماعي
ترتبط بثقافة المجتمعات أيما إرتباط
:
الشعوب تحتاج الى المجاملات في علاقاتها
كما هم الأفراد بحاجة لها
:
مع التحية والتقدير ..