كيف ابعدالغيره عني
-----
الغيرة هي أن تراود الإنسان أفكار ومشاعر تؤدي إلى اعتقاده اعتقاداً تاماً
بأن الشخص الآخر هو الأفضل بما يمتلكه من مقومات
كالجمال والمال والعلم والوضع الاجتماعي وما إلى ذلك،
أو
قد تأخذ الغيرة معنى وهو ان الشخص الذي نحبه قد ارتبط بعلاقة قوية جداً بشخص آخر، فتبدأ الغيرة من هنا،
نظراً للحب الشديد الذي يربط بين من يغار وبين الشخص المختطف
والنوع الثاني يكثر في الأسر وبين الأزواج.
هذان النوعان من الغيرة ينشآن من أسباب متعددة،
اهم هذه الاسباب :
ضعف الثقة بالنفس
فالإنسان الذي يثق بنفسه ويثق بما لديه من مواهب وملكات
تميزه عن غيره،
سوف يبتعد عن الغيرة نهائياً،
لأنه يدرك أن هذا الذي يغار منه ليس بأفضل منه
ولكنه عمل واجتهد وسعى حتى وصل إلى ما وصل إليه
من مكانة اجتماعية مرموقةأو منصب علمي هام
أو بما تحصل عليه من أموال.
وهذا هو السر الأكبر والخطوة الأولى التي يجب أن يتخذها أي شخص
حتى يتخلص من الغيرة
والتي تعتبر إحدى أمراض القلوب إذ إنها تنغص المعيشة،
وتكثر من الأفكار السوداء التي تراود عقل الإنسان
وتوقف إبداعه وتجعل تركيزه فقط على هذا الشخص الذي يغار منه،
فلا يعود يلقي بالاً لكل ما لديه وتُهدّم حياته
وربما تتأثر حياة من حوله أيضاً
نظراً لأنه يفتعل المشاكل مع غيره باستمرار.
-
ومع زيادة الثقة بالنفس يجب ان يدرك الإنسان من اعماقه
بان الناس لا يظهرون على حقيقتهم،
بل إنهم يتجملون
حتى يبدو للناس بالصورة التي يحب الناس ان يرونهم عليها،
والتي ترفع من شأن الإنسان بين الناس،فيبدو وكأنه ملاك،
لا تعرف كيف يستطيع أن يأتي بكل هذه الفضائل دفعة واحدة
وفي وقت واحد،
ولكن حقيقته وباطنه قد يوحيان بما هو عكس ذلك،
-
والحديث الشريف لخص هذا المفهوم
حين قال – صلى الله عليه وسلم -:
" خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي ، ما أكرم النساء إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم "
وهذا الحديث يحمل من المعاني الشئ الكثير
حيث أكد الرسول – صلى الله عليه وسلم –
أن خيرية الإنسان تظهر في بيته اي في سره،
فالسر هو الذي يظهر جوهر الإنسان.
ولكن هذا لا يعني قطعاً ان نتهم كل من رأينا منه حسناً أنه في سره قبيح،
بل يجب أن ندرك قناعة وهي عدم الانخداع بالمظاهر
التي يظهر الناس عليها،
مع إحسان الظن بكل الناس،
فالناس أخيار ما لم يظهر منهم عكس ذلك، هذه هي القاعدة العامة.
-
خطوات للتخلّص من الغيرة
تجنّب أو قلّل من الشّعور الّذي يجعلك ترى نفسك دون الآخرين
أو أقلّ منهم،
فهذه الحساسيّة من شأنها أن تخلق العديد من المشكلات المعقّدة
الّتي من الإمكان تجنّبها عند النّظر الى الأمور بصورة أكثر بساطة،
ولا تكثر من التفكير بذاتك.
-
تجنّب مقارنة نفسك بالآخرين وإلقاء اللوم على الأقدار،
وعش حياتك واترك الآخرين أيضاً يتمتّعون بحياتهم.
-
إذا شعرت بشيءٍ من الأنانيّة الشديدة تسيطر عليك،
وتصوّرت نفسك بأنّك أفضل النّاس وأحسنهم شأناً،
وأنّك تستحقّ أكثر ممّا تحصل عليه؛
فاعلم أنّ هذه النّظرة الأنانيّة مصدرها الشّعور بالنّقص
والإحساس اللاشعوري بالغيرة المفرطة من الآخرين،
ولكنّك تحاول أن تخفي غيرتك بهذه الأنانيّة الشديدة
لذا فإنّ عليك محاولة التخلّص منها،
وذلك بالاقتراب من النّاس وعدم الابتعاد منهم قدر المستطاع،
فكلّما زاد عدد الأفراد الّذين تعرّفت عليهم
زادت مقدرتك على اكتشاف جوانب شخصيّتك
وزادت محبّتك للنّاس قاضياً في ذلك على غيرتك.
-
تجنّب محاولة تقليد الآخرين وخصوصاً أولئك الّذين تغار منهم،
واجعل شخصيّتك مستقلّة، وعِش حياتك محاولاً فيها تحقيق أهدافك،
وهذا لا يمنع من أن يكون لك شخص أو عدد من الأشخاص الّذين تتّخذ منهم قدوة،
سواء من أفراد عائلتك أو مدرستك أو عملك أو في المجتمع بشكل عام
تأخذ منه بعض الصّفات الّتي بإمكانها أن تفيدك،
ولكن لا تجعل تقليدك له تقليدا أعمى لمجرّد أنّه إنسان ناجح،
فلكلّ منّا شخصيّته المستقلّة المتفرّدة.
-