إن كُـنت تريدُ السعادةُ فارضَ بصورتِك التي ركبَّك اللهُ فيها
بل إنَّ بعض المربّين الزُهادِ
يذهبون إلى أبعدِ من ذلك فيقولون لك:
ارض بأقلَّ ممَّا أنت فيهِ ودون ما أنت عليهِ
:
مرَّ فيما سبق بعضُ معاني هذا السبب
لكنني أبسطُهُ هنا ليُفهم أكثرَ وهو:
أنَّ عليكَ أن تقْنع بما قُسِمَ لك
من جسمٍ ومالٍ وولدٍ وسكنٍ وموهبةٍ
وهذا منطقُ القرآن {فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ}
إنَّ غالبَ علماءِ السلفِ وأكثر الجيلِ الأولِ
كانوا فقراء لم يكنْ لديهم أُعطياتٌ ولا مساكنُ بهيةٌ
ولا مراكبُ ولا حشمٌ
ومع ذلك أثْروُا الحياة وأسعدوا أنفسهم والإنسانية
لأنهم وجّهوا ما آتاهمُ اللهُ من خيرٍ في سبيلِهِ الصحيحِ
فَبُورِكَ لهم في أعمارِهم وأوقاتِهم ومواهبهم
77
7
ويقابلُ هذا الصنفُ المباركُ مَلأٌ أُعطوا من الأموالِ والأولادِ والنعمِ
فكانتْ سببَ شقائِهم وتعاستِهم
لأنهم انحرفوا عن الفطرةِ السويَّةِ والمنهجِ الحقِّ
وهذا برهانٌ ساطعٌ على أن الأشياءَ ليستْ كلَّ شيءٍ
انظرْ إلى من حمل شهاداتٍ عالميَّةً لكنهُ ..
نكرةٌ من النكراتِ في عطائهِ وفهمهِ وأثرهِ
بينما آخرون عندهم علمٌ محدودٌ
وقدْ جعلوا منه نهراً دافقاً بالنفعِ والإصلاحِ والعمارِ
:
السعيد الحق هو من رضي بما قسم الله له
وصبر لمواقع القضاء خيره وشره
وأحس وذاق طعم الإيمان بربه
:
والرضا هو السياج الذي يحمي المسلم من تقلبات الزمن
وهو البستان الوارف الظلال الذي يأوي إليه المؤمن
من هجير الحياة
وهو نعيم المؤمن من هموم الدنيا ومتاعبها
ففيه رضا بقضاء الله وما قسمه الله له
كنزٌ من كنوز النفس لما له من أثر على راحة البال
بدلاً من العيش في حالة تعبٍ وسخطٍ وكدر وضيق مع النفس
فـــــــلا ينعم بما أعطاه الله
فـــــ الرضا عبادة قلبية تغيب عن الكثيرين .!
:
:
لكي تنجح في الحياة وتصل إلى ما تحلم به وتتمناه
عليك أن تزرع التفاؤل في كل جوانب حياتك
وأن تبدأ أي عمل من الأعمال وأنت مُفعم بالتفاؤل
الذي سيفتح أمامك كل الأبواب المغلقة
:
ان تتفاءل هو أجمل ما يمكنك فعله لتبقى صامدا
فــــ التفاؤل هو القوة الداخلية التي ترسم الطريق المنير
الذي يظل عالقاً بعقلك وتنتظره بأمل وطاقة إيجابية
تجلب لك كل الخير
فــــ التشاؤم يكسر النفس ويعجزها
ويبقيها في حسرة دائمة على ما فاتها
ويهدر طاقتك الإيجابية
ويبددها ليغلب على حياتك طاقة سلبية لا تأتي إلا بكل عسير
فاجعل التفاؤل أول خطواتك للنجاح والتقدم
وانظر للأجمل دوماً تجاهل كل ما يؤلمك وابتسم
وانتظر كل ما يسر خاطرك مهما عانيت
فهناك دوماً أمراً يعوض الفرد ما فاته
حتى وإن طال إنتظاره فاصمد وقابل الحزن والألم
بمزيد من الرضا والتفاؤل فهو السلاح المدمر لليأس
فـــبـــ الأمل تقرب الأمنيات حتى وإن تلاشي
تذكر دوماً إمكانية حدوثه فدوماً الأمل موجود
ولا ينعدم أبدا
:
و الألـــم أيضا موجود طالما بقينا أحياء
ولكن تذكر أنه بـــ الألـــم و التحمل
تحصل على ما تريد
فالنخلة شامخة متألقة ولكنها ترمى بالحجر كي تخرج
أفضل ما عندها وهي الثمار
هكذا أنت فكون كــــ النخلة شامخة
وتقبل الأزمات والصعاب و الألـــم لكي
تحصل على النجاح في الوصول لما تريد
فهذا هو أفضل الثمار
بالرغم من ما تسببه لنا المحن والمشكلات
إلا أنها تخرج أفضل ما عندنا
الصبر و الأمل و التفاؤل و العزم
فليكن التفاؤل مبعث كل خير لك طارد لكل شر
:
مع التحية والتقدير ..