رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح - الصفحة 2 - منتديات حروف العشق © عالم الأبداع والتميز

 ننتظر تسجيلك هـنـا

 

 

( إعلانات حروف العشق )  
     
     
   

 

{ ❆فَعِاليَآت حروف العشق ❆ ) ~
                      

 

 



إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-Dec-2018, 04:59 AM   #11


الصورة الرمزية همس الحرف

 
 عضويتي » 6803
 جيت فيذا » Oct 2018
 آخر حضور » 14-Jul-2021 (09:20 AM)
آبدآعاتي » 91,582
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » همس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
MMS ~
 

همس الحرف غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح



البارت العاشر :


عندما يتعلق قلبك بشخص ما ..تنسى كل شيء و تبدأ في بناء قصورك الخياليه
و تغفل انك تبني على رمال متحركه .

الصدمه هو الشعور الوحيد اللي يحس فيه سلطان عند الرفض ..هز كيانه و وتر اعصابه
وده يفهم ..يعرف ..يهدأ ..يبدد ثوره الغضب اللي داخله ..
بعد اسبوعين ..ردت علي..بالرفض طيب شو السبب ؟ ابغى اعرف ؟ وشفيني ترفضني ؟
سعود اللي ما كان له وجه يقابله بلغه بإتصال ..و ما وضح السبب ؟طيب كيف يبرد النار الشاعله في صدره
كيف يرسى وسط العاصفه ؟و تستكين روحه المقهوره ..
زياد يهدي من ثورته :سلطان تعوذ من الشيطان ..لا تكبر السالفه ..
بثوره غضب و صوت مرتفع :كيف لا اكبر السالفه ..كل اللي ابغى افهمه ليش ؟تعطيني سبب واحد علشان ارتاح
نفخ زياد انفاسه في الهوا و قال بيأس لحاله صاحبه :يا شيخ ..هي اللي خسرانه وين تلاقي مثلك ..
مسح وجهه و تنهد و فضل الصمت كوسيله للتفكير وتهدئه عواطفه الجامحه ..
تابع زياد بهدوء و هي يربت على كتفه :هونها تهون ..لا انت اول ولا اخر واحد ينرفض ..و البنات بكثر شعر راسك
و كمل بإبتسامته :صح شعرك قليل ..قول زي شعر راسي ..و رجع راسه للوراء بحركه مسرحيه .
لمعت اسنان سلطان بإبتسامه ..انبسط عليها زياد و قال :هدي اعصابك ,,و الله ما في شي مستاهل
سلطان بتمهل :ودي اعرف السبب يا زياد ..ما تقدر توقف فجأه و تستمر و كأن شيء لم يكن ..لازم افهم
هز زياد رأسه بتفهم و قال :من حقك ..لكن يمكن يكون السبب شخصي ..تنتظر حتى نهايه العمر ..
علشان ست الحسن و الدلال تتكرم عليك وتقولك السبب .
سلطان ويفكر بكلام زياد ..يمكن يكون بالفعل سبب يخصها ..و اي سبب يا سلطان ..لكن كيف اعرف و ارتاح ..
لازم اتكلم مع سعود و اعرف كل شيء ...
يا قلب علل نفسك بالاماني ..و غدا يوم اخر ...


*****************************


بيت احمد السلطان :

الجميع اخذوا موقف من ليلى ..وليلى بعيده كل البعد عن عالمهم ..متخبطه في ظلام مشاعر لم تبصر النور
سلوى دخلت عليها و جلست جنبها :ليلى دخيلك ردي علي ..مو معقوله اللي تسوينه بعمرك .شوفي نفسك كيف صايره
ليلى بصوت ضعيف :كيف جدتي ؟
بوزت سلوى و قالت :يعني انتي ما تعرفين جدتي ..تزعل شوي وبعدها ترضى و كأن شي ما صار
و كملت كلامها بجديه :لا تزعلين نفسك ..و القرار بيدك انتي ..مافي حد يحق له يتدخل .
جلست بوهن و مسكت راسها و قالت :مو بيدي يا سلوى ..و انتي عارفه ..كل شيء كان غصب عني ..و الله
سلوى تمسح على شعرها :عارفه والله ..لا تضعفين يا ختي و خليك قويه ..
ابتسمت و رفعت راسها لاختها :سلوى خليك معي ..انا مو عارفه كيف اتحمل ..ما في احد فاهمني الكل ضدي حتى اخوي .
يحسبون اني اتبطر على النعمه ..ما دروا انها انقلبت لنقمه ..
سلوى :اه عليك ياليلى..لا تعذبين نفسك ،لو تبين ما عليك منها الحقوده ،،وهي كل شي ءعلى كيفها ..والله لو دري جدي
ليعلقها زي الذبيحه ..
ليلى بخوف :سلوى ..كيف تبيني اتزوجه بعدما قالت اللي قالته ..مااقدر ارتاح في حياتي وفي شخص يراقبني و
ويحس بالحقد علي ..ما اقدر اعيش بسهوله ..بها الطريقه اجني على نفسي و على سلطان.
سلوى :والله انتي اللي مسكينه ..لوانا مكانك كنت فضحتها اللي ما تستحي ..
لازم تاخذين موقف ليش تضعفين ..هذا اللي تبيه.
رجعت تبكي :ما اقدر يا سلوى ..والله مااقدر ..
ضمتها سلوى و هي تبكي و تحاول تمسك نفسها اكثر و في بالها تتحسب على من كان السبب .


************************

في مجلس الرجال :
الجد يشرب قهوته و باله مشغول و جنبه سعود ..تنحنح و التفت سعود له وقام يصب له قهوه..
هز الجد فنجانه و حطه على الارض ..
والتفت لسعود :كلمت اختك يا سعود ..شفت علامها ..البنت لايكون بها شيء و تخبي علينا ؟
سعود :ما في فايده ياجدي ..ما تعطيني جواب شافي .
تنهد الجد و وقف على حيله و وهو يهز عصاه ..وقف سعود معاه ..
سعود يسأله :وين رايح يا جدي ؟
الجد بعصبيه :رايح اشوف هالبنت ويش وراها ؟ نخليها تمشينا على كيفها
مسك سعود يده اللي تحمل العصا :لا تروح يا جدي ..ليلى كبيره و عاقله و تعرف مصلحتها .لا تضغط عليها
مسح وجهه بباطن كفه و قال :يا ولدي حاله اختك ما هي عاجبتني .بحكي معها عسى خير ان شاء الله .
تركه سعود وسار جده بخطوات متمهله ..للداخل .

دخل الجد على ليلى ..ليلى لما شافته وقفت على طول و رجفه ماقدرت تخفيها على اصابعها ..
جلس الجد وقال :انتي ما تجيني قلت انا اطلع لك .
قربت و باست راسه وانحنت باست يده بحب ..فشد على يدها وقال :علامك يا بنتي ؟ قولي وانا جدك وريحي قلبي
و تابع بوهن و حنان :يا بنتي ما عاد عندي شده و صبر ..
جلست عند رجليه وقالت بصوت باكي :سامحني يا جدي .
رفع راسها وقال بحكمه :يا بنتي ..اذا كان فيك شي ..قولي
هزت راسها بالنفي وبعدها مسحت دموعها اللي اهلكت عيونها :يا جدي انا تربيت على يدك انت و جدتي الله يطول في عمركم ان شاء الله ..خليك واثق فيني دخيلك ..ما رفضت سلطان إلا لاسباب كتبها الله ...
مسح الجد دموعها بطرف شماغه و قال :من ضامك يا بنتي و جنى عليك وانا حي ؟
سكتت وانتبهت لجدها و كلماته اللي اصابتها في الصميم ..و نزلت دمعه من عينها حاره بحراره مشاعر دخيله جواها .
و رجعت انحنت على رجليه و قالت :ما عاش و لاكان اللي يهين بنتك..هي حكمه كتبها الله ...والمكتوب ما منه مهروب .
و وقفت على رجليها و رفعت راسها ونظره كبرياء تطغى في عيونها :سلطان ..ربي شاء اني ما اخذه ..
استخرت الله و ما ارتحت .و دخيلك يا جدي لا ترخصني عند احد .فهم الجد ان كلماتها تخبأ خلفها اسرار كبيره .
وقف الجد و تنهد وبعدها ابتسم بلمعه عيونه الودوده و قال و هويقربها منه :الله يكملك بعقلك يا بنتي ..و يرزقك اللي يستاهلك .
و خرج من الغرفه و هو يذكر الله ..
لا إله الا الله .
تبسمت ليلى و غمامه حزن بدأت تنقشع ..لكن تذكرت سلطان و لمن شافته ..هزت راسها تحاول تمحيه من ذاكرتها .
تعرف الان لما ذلك النقيض كان يسكن عقلها..و صب في افكارها جليد بارد لا يذوب ..


************************************

ريهام في المرسم ..والحزن يتجسد امامها في لوحه ..اختلطت فيها جميع مشاعرها ..
تنهدت ..و تركت فرشاتها على الطاوله ..وابتعدت عن اللوحه ..لكن الرؤيا انعكست في نظره عينيه
ترسمها دون وعي و تتجاهل تحذيرات عقلها ..
مسكت الفرشاه بعصبيه و خلطت الالوان بشكل عشوائي ..تمحي بقايا مشاعر حملتها بإنكسار و خيبه امل كبيره .
صدرها يعلو ويهبط و كأنها في معركه ..و احتد الالم في جوانبها ..بكت بقهر و اسى على حالها
اهانت نفسها ..و بعثرت تمردها في خطوه جريئه ..و الادهى نهش الضمير على اغتيال سعاده بريئه ..و اطفاء شمعه امل
في دنيا مظلمه .و ظالمه ..
على الجانب المظلم كانت هي السبب في كل شيئ..دمرت نفسها بمراهقه مشاعرها
و دمرت امال غيرها في لحظه ضعف ..
زاد جرحها اتساعا و توغل في ذاكرتها ..
ليلى و سلطان انهاء لحياة كان المقرر ان يعيشوا الحلم رغما عن الظروف
اوحتى رغما عنها هي ..

كـــــــــــــان حبـــا و مضى .

يوما ربيعيا زاهيا .. و نزهه في ريف الخيال
احلام وليده عطره .. مازالت في قاروره العتق ..
نسائم تداعب الاغصان معها رساله ..يبدو عليها العجله
سترحل و يعود الجمود سيدا من جديد ..
إلتفاتات بحث دائم و زمهره ريح قادمه و كأنها غاضبه
ما اسمع ؟ لحن و بكاء و سحب على وداد الارض
اهكذا رحلت نسائمي الوديعه ؟
دون كلمه او قبله وداع
حراره اقيسها من قلبي النابض بسرعه
نذائر قادمه وفي جنباتي خوف متخف ..
مالذي يداعب افكاري في هذه اللحظه ؟
صوره قديمه قد خبأتها في مقابر الماضي الحزين
ملامح اصبحت طلاسم ذكرى
اي جنون يتلبسني الان؟
حنين للماضي ام مجرد طيف عابر
ارتعاشات متواصله و قلب نابض يضخ الدم بعنفوانيه شرهه
لما الذكرى الان ؟
صاحبت حلمك الناعس منذ امد بعيد
سحقا لك ايتها الدموع من سمح لك ؟
ليس هو يا حمقاء
لم يعد هو .. فعودي و تجمدي في اوكارك البارده
ألم تتعهدي بنسيانه..
ألــــــم تخنقي اخر نفس له بيدك
عودي آمنه .. فهي مجرد هفوات نفس
لقد قتلت ذكراه
و اغتلت حب قد سرى وهما خادعا
لم يعد حبا ذلك الذي يخيفني
فالحب في قواميس حياتي مرفوض منبوذ
ودعته منذ زمن مضى
و طمست حروف سحره في وادي سحيق المدى
غابت مفرداته العذبه بآهـــــــات ضمير معذب و صرخات روح زاهده
و نسيانه كلمه متهوره صعبه كما يصعب الفعل فيها .. لكني سأفعل
مرارة حيــــــــاة لا تنسى ..و صوره باهته لمشاعر مجردة
دامت ايام الظنون الباهته
و تجردت انثى من تعويذه الامل الكاذبه ..
لا بأس في حياة تخلو من قصائد واهمه ...
و ققص تسرد في عشاق من زمن غابر ...
لقد اطفأ الزمان كل حبا حملته لك ..
و طمس الظلام كل ضوء في طريقي إليك .
انطوت صفحات الماضي بكل رتابه..
والنهــــــــايه كل حكايتي كانت وحي منك انت ؟!........كبرياء الج ــرح .


فاصله :بعضنا فقط من هم امثال ريهام ..
تحاول أن تبدأ حياتك من حيث انتهوا ، رغم ألمك فأنت تحاول ، ف قلبك ليس صخراً او ميتاً
فتكتشف أنك قد انتهيت من حيث انتهوا ،،!

****************************

مطلق :

ذلك العصي ..لا يعلم ماذا يحاك خلف ظهره ...
يعترض قدره بإهماله المعتاد ...
يظنون ان المرأه هي كماله ..الناقص
لا يفهمون انه عشق الحريه اصبح في دمه..
لايرى في الحياة ماهو جديد إلا في بساطتها ..
رجل شرقي لا يرى في المرأه تلك الاهميه القصوى ..
عابث بالحياة يظنها وجه واحد لعمله واحده ..
كماليات لا تعظم وجودها اكثر من مكانها ...
لا يستصغرها في حياته ولكن ليس لها ذلك الشأن العظيم لديه ...
امه اللاهثه تعمل بيد وساق ..ويخفي استياءه من اجلها ..
هي فقط من يريد لها الراحه ..
فإذا كانت السعاده ستدخل قلبها بتلك الطريقه فلتكن ما تريد ...

دخل وسمع صوت والدتها المحبب لقلبه ..و هي تكلم في الهاتف ..
:خلاص يا الغاليه ..اعطيني رد ..الله يسلمك ..
مطلق :السلام عليكم ...
ام مطلق :هلا يمه وعليكم السلام ...
طالع حوله و سأل :وين البنات مااسمع لهم حس ؟
ام مطلق :والله ياولدي اريام راحت مع فاتن السوق ..
مطلق بعصبيه :مين سمح لها ..ليش مااستأذنت مني ..؟
صوت طرقات كعبها العالي .وقفه من مكانه ..عقد ذراعيه على صدره وقال بسخريه :بدري انسه اريام ..
اريام بخوف :استأذنت من امي ..
صرخ بغضب اكثر وهو يشوف عبايتها الاقرب للفساتين :كيف تسمحين لنفسك ..تخرجين بعبايه بهالشكل...
اريام بنظره لعبايتها متصنعه البرود ...
مسك شيلتها ورماها على الارض وعيونه تقدح بقهر ..:اخرمره اشوفك بالمهزله اللي لابستها..وطلعه من البيت ما فيه
مشت من جنبه برجفه قال بصوت مزمجر :فاهمه
هزت رأسها بإيجاب ..و طلعت بسرعه ..
نفخ بإستياء ..و طالع والدته الصامته ..
ام مطلق بهدوء :هدي يمه .
مطلق :امي ..الله يخليك ..مرة ثانيه ما يخرجون من البيت ..الا بشوري ..
ابتسمت ام مطلق تحاول تخفف من غضبه :خلاص يمه ..الله يعطيك العافيه ..تعال و اجلس معي ..
هز رأسه بإيجاب ..و عيونه ارتفعت لمكان صعود اريام ..و في باله اامانتك ثقيله يا مطلق..

*************************

*زياد

ذلك الساذج ..غير مدرك للحقيقه
يظن انه سعيد في قراره نفسه
عابث بالحظ غير مقدر للسعاده
فرصه انسلت من بين يديه و ضاع منفردا في الجمع
لا يحب المفاجأت ..لكن هناك ما هو قريب
سيهز مدنه الحالمه ...
و لاتعليق على ماهو قادم ..


دخل على اخته بفرحه :رهومه الحلوة..
ريهام بتعب و ارهاق نفسي :خير يا زياد
لاحظ شحوب وجهها وسألها :وشفيك يا ريهام ..انتي تعبانه ؟
ريهام :لا ..قصدي ايوه..مصدعه شوي ..
زياد :سلامتك يااختي الحبيبه
ابتسمت ريهام رغم همومها وقالت:ويش عندك يا زياد ؟هالتحبب مو من الله ؟
زياد :افاا ...خلاص هونت ما راح اقولك ..
مسكت يده و قالت :يالله يازياد ..قول اللي عندك و خلصني
زياد بتكشيره :لا المود مره ماهو رايق ..اكلمك بعدين على العموم ..
ريهام :خلاص قول مافيني شيء ؟
زياد :لا لا خليها وقت ثاني ..موضوعي مهم جدا..وكل شيء في وقته حلو ..
يالله بايات ياحلوه ..ارتاحي
ووقف وابتسم و خرج وهو يغني ..
يعود لذكرى انثى سلبت لب عقله ..في يوم من الايام اسماها حوريه ...
وهمس لنفسه ..كل شيء في وقته حلو ..

أبحث عنكِ

أبحث عنكِ بكل شجون
يا سيدتي كالمجنون
أرجوكِ بعنفٍ سيدتي
أن تقتحمي الآن حصوني
أن تحتلي كامل بيتي
أنا ترعي أمري وشؤوني
أنا مذ جئت لهذي الدنيا
وأنا منتظرٌ لتكوني
وبلا ملل .. وبلا كلل ٍ
وبلا أمل سار جنوني
أسمع صوتكِ أشهد وجهك
أشعر أنك بين جفوني
وأذوب حناناً وحنيناً
للقائك يا ضوء عيوني
أنا مذ جئت لهذي الدنيا
وأنا منتظرٌ لتكوني
وبلا ملل .. وبلا كلل ٍ
وبلا أمل سار جنوني............منقول

**********************
*ليلى ...

فراغ
فراغ
فراغ

و تفكير مضمحل..
صمت ..
يتبعه نقر على لوحه السكون ..
ونسيان ما انا عليه مؤقتا
فقط وهذا ما انا عليه

*(ا تندهش مهما خسرت من الأشياء ومهما اكتشفت من الأشياء
فقدرك أن تعيش في زمان كل ما به ممكن وجائز ومعقول )

**********************

*سعود

مسؤليه حملها على عاتقه بقلب اخوي كبير ..
همه طفله صغيره احتضنها بحنان العالم المفقود ..
و حب لاينتهي لمن تقاسم معها نفس الدماء ..
غير مدرك بأن الزمن يمضي غير مبالي ..
تجاهل لمفردات حياته ..
و مرور على هامش الحياة ..

*********************
مطلق ..

ذلك الغريب القريب ..
ماوراءه ..ما هدوءه المثير للريب
مالذي يدور في عقله الباطن و يخفيه على الجميع..
ينتظر و لا يعلم في اي محطه يقف ..
تتوالي عليه مراره الحياة
و في عامه الواحد و الثلاثون ..قرر ان يهدأ
و يستكين و يأمل ان يجد ضالته ..

مر المساء...يغيب جبين القمر
وكدنا نشيع أمسية ثانية
ونشهد كيف تسير السعادة للهاوية
ولم تأت أنت ... وضعت مع الأمنيات الأخر
وأبقيت كرسيك الخاليا
يشاغل مجلسنا الذاويا
ويبقى يضج ويسأل عن زائر لم يجئ
وماكنت أعلم انك ان غبت خلف السنين
تخلف ظلك في كل لفظ وفي كل معنى
وفي كل زاوية من رؤاي وفي كل محنى
وماكنت اعلم انك أقوى من الحاضرين
وأن مئات من الزائرين
يضيعون في لحظة من حنين
يمد ويجزر شوقا إلى زائر لم يجيء

دخل مكتبته المقدسه لديه ...تصطف كل الكتب بكل انواعها ..يحفظها كحفظه اسمه
يدور عليها بهمه و ذكاء ويختار ما يريده في ساعته تلك ...
جلس في مقعده و نظارة القراه على عينيه ...
فتح الكتاب ليستهل قراءته المعتاده في اوقات فراغه الشبه معدومه ...
وانتبه للورقه الصغيره القديمه اللي طاحت بين رجليه ..
لقطها و فتحها على طول ..يكاد الخط يختفي بين ثنيات الورقه الشبه مهترئه..
لكن ذكراها لاتختفي ابدا من باطن عقله ..
ندره مثلى تجدها لمن يحفظون ويتذكرون بدون عناء يذكر ..
سهله لديه تلك الذاكره عميقه هي ...
فتاة صغيره ..لعبت بفؤاده الفتي ..و علمته سير النبض على مشاعر وجله حساسه ..
ضحك لسذاجه مشاعره ..كيف له ان يدون ذكرى يوم فقط ..
حملها على ظهره ..لو علم احدا بذلك لتوصم بعار ابدي ...
يسمح لنفسه ان يتذكرها بكل تفاصيلها ...ابتسامتها وضحكها العفوي و حتى خوفها ..
رفع راسه واستند على ظهر المعقد ..و غمض عيونه ..
لوسمح لعقله يسأل مره وينها ؟ كيف بيجاوبه
نفض الفكره من راسه و رجع خمد الذكرى بثلوج مشاعره المجمده ..
وانصرف لكتابه ..بعدما حفظ ذكراه في مكان لا تطاله عينيه مره اخرى ..

**(عندما تعيش و انت تنتظر في حصول شيء ما يغير حياتك
و لا تعرف ما هو عندما تنظر الى شروق الشمس و غروبها و أنت تتساءل ...
متى و كيف و اين ؟ و تكتفي فقط بالصمت و النظر إلى حالك في الحاضر و تدع كل شي للأيام .)

**********************

انتظر قدام البيت وكله امل يلقى حل ...
خرج سعود وفي عيونه رثاء لتلك الهاله الحزينه ..لجسد صديقه القريب ..
مسك كتفه وشد عليه وقال بجديه :سلطان ..حياك داخل ..
سلطان بهدوء حزين :ما يحتاج يا سعود ..
سعود بنبره تفهم :سلطان ..وشفيه حالك ..
ابتسم سلطان بمراره وقال :تعرفني يا سعود ..ما انسى بسرعه ..
سعود :ربي ماكتب ..يا سلطان ..لاتتعب نفسك وانا اخوك
سلطان:والنعم بالله ..هي حاجه في نفسي ..قول لها تفكر وتراجع نفسها ...مره ثانيه ..
سعود بألم لا يحب ان يوضع في مثل موضعه ..
سهله هي تلك الكلمه ..
مريره بطعم الحنضل ..
اشد قسوه من سياط الجلادين ..
سامحني يا سلطان ..فلقد اوشكت انت تصبح لغيرك ..
فاجعل منها فكره محرمه تجول في خاطرك ..
وعد الى الصواب ..فهو الصواب ..

هز رأسه بيأس وقال :مالك نصيب عندنا يا ولد خالتي ...

سلطان ...اي كلمه يقولها وقد غاصت كل الكلمات في وحل اليأس
حرك رأسه برفض ..و عيونه اعتمت بضبابيه مشاعره الغارقه في ذلك الوهم
ويأبى ان ينشل نفسه منها ..
سيعود نعم ..سيعود ..
وعد صارم قطعه على نفسه ..
وعهد ثمنه الروح قبل الجسد ..
لن يعرف تلك الرايه البيضاء ..و هي عذراءه الحسناء مايصبو إليها ..
خرج من صمته بإبتهالات مشرقه تكاد تخنقه ادعاءاته الزائفه :انا مسافر للشرقيه ..ايام وراجع انا و زياد
ماودك تخاوينا ..
ابتسم سعود :..انا مااقدر تعرف الوضع ..تسافرون وترجعون بالسلامه
رد سلطان الابتسامه ..و لفظ كلمات الوداع
و ادار ظهره يخرج تلك الجاثمه على صدره ..لعلها تهدأ من صراعاتها
و اثق الخطى ..يعلل النفس بالامال ..و يا عساه يجدها ...

**************************

مضت ايام تلو الايام بعد تلك الزوبعه أ كانت كفيله بمحو اثار الحزن و التعاسه ..
لكن في الباطن من يدثر خيبه الامل اللي انحفرت بداخلها .

*زياد وسلطان في الشرقيه ..يجدد الجسد بطاقات هائله ...مخزنه
و يلملم شتاته بعد الصدمه الموجعه و يتناسى نداء روحه لمن عشقها ..
ليستهل بعدها قطع اشواط اضافيه في الصبر والمعاناه و ايجاد الحلول الضائعه ..

* ريهام :خيبه امل احالتها الى جسد متهالك و ورح فارغه ..خواء مشاعر فجأه بعدما امتلأ بأوهامها ..وخساره
لا تقدر بثمن ..

* مطلق ..الهارب الواعد ..سنارته غمزت في غير مكانها و شاءت الاقدار ان تكون على غير هواه ..و يا صبرك
يا روح على القادم ...... و مصائب قوم عند قوم فوائد ...


 توقيع : همس الحرف

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-Dec-2018, 05:00 AM   #12


الصورة الرمزية همس الحرف

 
 عضويتي » 6803
 جيت فيذا » Oct 2018
 آخر حضور » 14-Jul-2021 (09:20 AM)
آبدآعاتي » 91,582
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » همس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
MMS ~
 

همس الحرف غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح



البارت الحادي عشر :



سعود و هو يسوق السياره ..وزي العاده ..يحاول يهدي الوضع بين هند و سلوى و ليلى متفرجه صامته
سعود بعصبيه :انا الغلطان اللي اوديكم واجيبكم و لا حاطين لي اي احترام .ولاهم يحزنون ..
سلوى :يا اخي اختك هذي نفسيه معقده ...ما تفهم
هند :مالت عليك يادبه ..انتي السبب ..كان ودي اشتري الطقم الفوشي ..بالله يا سعود الفوشي على مين احلى انا ولا هي ؟
صدع راسه من سوالف البنات اللي ما تنتهي :وانا والله ويش حاطني بينكم ..كنت اخذت ليلى و ريحت راسي .
سلوى بإحتجاج :والله يا سعود انا مالي دخل ..هي السوسه
ليلى :خلاص يابنات .سعود صدع ..يا لله يا سعود رجعنا البيت كفايه ما خلينا سوق ما رحناه .
سلوى بسخريه :انتي ساكته ..ساكته يوم تكلمت ما قدرتي تقولين الا هالجمله ..و قلدتها بضحكه
سعود بضحكه :فديت اختي اللي فاهمتني ..راجعين ..راجعين ..الله لا يعوقنا بشر ان شاء الله .
تأففت هند وسلوى وصخوا عن الكلام ..و هديت السياره من نجرتهم .
لما وقفوا كانت سياره توها تتحرك من جنب بيتهم ..استغرب سعود لانه ما عرف السياره وقال و هو يسحب مفتاح السياره
:شكله كان في ضيوف عندنا
سلوى :اكيد يا خالتي او عمتي الجوهره .
دخلوا البنات و هم محملين بالاغراض ..و دخل سعود للمجلس الرجال على طول
و مالت على امها :يمه من كان عندنا..عماتي ..؟
فاطمه و هي تناظر في البنات و كأنها تصرف عن الموضوع :ايه عمتك الجوهره كانت هنا ...الا شو اشتريتم هالمره
هند بإندفاع :يا عيني يا يمه لو تشوفين الاسواق ..يا حلاتها ..اشتريت لي كم بنطلون وبلوزه و شنطه ..و علبه مكياج
لازم اجهز من الحين ..لانه قريبا ادخل الجامعه .
ضحكت سلوى و هي تأكل من التمر اللي قدامها : اقول ..شكلك بتكملين الطقم ؟
ابتسمت ليلى بعدما فهمت قصدها ..و ناظرت جدتها السرحانه و قالت و هي تقرب منها و تغمز رجليها بيديها ..
:خير يمه ؟ تعبانه
الجده :لاوالله يا بنتي ..لكن البارحه ما نمت زين .
تدخلت سلوى بضحكه :الله يهديك ياجده ..ماادري كيف تنامين اصلا و شخيرك مصحي كل اهل البيت
ضحكت فاطمه و هند ..
الجده بضيق :اعنبوا ابليسك من ابنيه انا اشخر و الا انتي ..وانتي يافاطمه تضحكين علي ..بدل ما تربين بنتك..
فاطمه :السموحه يا عمه ..سلوى عن القله الادب و شلي الصحون و غسليهم بسرعه .
وقفت الجده بعدما خليت الصاله الا من ليلى ...ساندتها ليلى ..
همست لليلى :جدك في المجلس ؟
ليلى :اكيد في المجلس ..ماله مكان يروح له ..اعمامي هم اللي يجون عنده
الجده :خلاص انا بروح عنده ..
ليلى :طيب يا جده انا اوصلك ...
الجده بتوتر :لا ..انا بروح اشوفه ..لايلعب بذيله من وراي ها الشيبه ..
ضحكت ليلى ..و زانت الدنيا في وجه ضحكه حفيدتها الغاليه ..
و ذكرت الله ...تأملتها ليلى و تركتها تمشي بثبات على عكازتها .

***********************

كانت الساعه تشير 2ونصف دخل من البوابه الكبيره ..بعدما رفع يده للحارس ..دخل سيارته للموقف و جلس دقيقه يفكر
في المجهول اللي حط نفسه فيه مع فاتن ...
مسح عيونه و تنهد بهم ..خرج بسرعه و يديه في جيوب ثوبه ..
رن هاتفه و ابتسم ..و اسم المتصل يضيء بإسم :الدكتور ناصر
مطلق :يا هلا والله بالدكتور ..
د.ناصر :ايه سوى نفسك مشتاق ...يا القاطع
ضحك مطلق و هو يوقف وقال بعدها :و الله مشغول يا ناصر ...
ما عندي وقت احك راسي .الا انت داق علي في هالوقت ..ما تعرف ان الساعه 2عندنا ..
ناصر :صراحه ودي اخبرك اني قريبا ان شاء الله ..راجع الرياض .
مطلق بصدق :والله الساعه المباركه ..يعني تلحق تحضر زواجي ..قال الاخيره بسخريه ممزوجه بمراره .
في الجهه الاخرى عدم التصديق ألجم لسانه ..لكن انطلقت تصفيره من خلال الجوال ..تركه مطلق بذعر و رجعه لما سمع
اصداء الضحك ..
مطلق بعصبيه :اعنبوا ابليسك ويش هاللقافه ..استحى على وجهك هذا وانت في مدينه غرب ..
لو في الرياض كان سويت فضيحه .
ناصر طنش لهجه العصبيه من مطلق و قال بصوت ضاحك :صراحه قويه ...اشهر عازب في الرياض ..يدخل قفص

الزوجيه..قول انك تمزح .
مطلق بهدوء مزعج وعيونه تراقب النجوم في السما المظلمه :لا صدق ..بتزوج قريب .
ناصر حس بصديقه وقال بجديه :مطلق ..فيك شيء ليه تقولها وكأنك ...
قاطعه مطلق بلهجه امره :اقول انا ماني فاضي لتشخيصاتك النفسيه ..يعني تسوي فيها دكتور علي ..
يالله بروح انام عندي اشغال بكره ..اشوفك على خير
ناصر و احترم رغبته في عدم النقاش :ان شاء الله ..بعد كم يوم اكون عندك وقتها مافي هروب .في امان الله

***********************

في صباح يوم جديد ...في بيت احمد السلطان ..
اجمل مشهد عندما تشهد عيناك ولاده فجر جديد ..تبسم فيه و نظرك يجول في ابداع الخالق جل في علاه
يا سبحان من ابدع ..تتمازج الوان في لوحه سماءيه فسيحه..و تطل الشمس بازغه تملأ الكون بنور و اشراقه
وتمدنا بمفاهيم التفاؤل و الحياة اليقظه ..ميلاد يوم دافئ يمنحنا صفاء و نقاء روحي مديد .
مبسم على وجه حسناء..و عيناها تمتد للافق البعيد ...

غريب الصّبح لا جانا يفضّي للشعور شعور
كأنّه يجبر الأرواح تحكي كلّ مافينا
نفضفض عن أمانينا نزاحم طلّة العصفور
نغنّي قبل مايغنّي وننسى حزن مالينا..
.."
ابتسمت لذكرى صديقتها الغائبه الحاضره ...كم اشتاقت لها
الوحيده التي تسبر اغواري و تفهمني ..تجردني من خوفي و تكشف مكامن ضعفي ..
و اه يا ضعفي يا نجمه ...ذلك القلب الذي يعاند الصلابه ان تتلبسه للحظه ..
اقاسي من اجل ذلك الكيان الخفي لوجودي بينهم ..
كم اخجل من فضح نفسي امامك ...و لكن على هذا احتاج لقربك ..و وجودك في حياتي ..


سمعت خطوات جدها و عكازته تطرق على الارض عائدا من المسجد..وقفت له بإبتسامه على محياها ...
واقتربت منه وباست راسه ...
:صبحك الله بالخير و السرور يا يبه .
ابتسم و مسح على لحيته البيضاء الشائبه ببعض السواد :صبحك الله بالنور ..
مسكت يده و دخلت معه البيت ..قالت تسأله :وين سعود ..ليش مارجع معك ؟
جلس و اسند ظهره للجدار :ماادري عنه ..قال شوي وراجع .
الجده تشرب قهوتها ..بصمت و يبدو انها سرحانه في افكارها .
دنت من جدها بفنجان قهوته ..و قالت :متى نرجع يا جدي للديره ؟
الجده تلتفت لها :وشفيك يمه ..ما بعد قعدنا..بدري على الرجعه .
الجد :و الله عني ماطابت لي القعده هنا ..ودي ارجع لارضي و حلالي .
لكز زوجته بعصاته و قال بإبتسامه :ويش رايك يا مره نرجع انا وياك.
الجده بإحراج من نظرات ليلى :انت خرفت ..اترك عيالي واروح معك ..لا والله
ليلى ابتسمت بخجل و قالت بصوت هادي :خلاص ..بشرط ما نقعد كثير و الله و حشتنا الديره .
الجد :عسى خير يا بنتي ..عندنا شغيله صغيره نقضيها و الله يكتب لنا الخير فيها ان شاء الله.
ليلى : ان اشاء الله .
دخل سعود ..جهزت له الفطور و صبت له كوب حليب .كان ياكل بدون نفس ..
قام يغسل ..و بعدها رجع ..و تكى على المسند بجنبه ..طلع جواله و قال بصوت هادئ:ليلى ..اليوم بيجون ضيوف
عندنا ..قولي لخواتك يساعدونك في البيت و حضروا عشاء محترم .
ليلى متشاغله بصب القهوه لهم :بالله..مين هم ؟نعرفهم
سعود :ماادري ممكن تعرفينهم ..اظن كانوا معزومين عند خالتي غاليه .
ليلى انتبهت بتركيز :والله ...مين هم ؟طيب و ليش جايين .
سعود ناظر عيونها بإنتباه :جايين ..يخطبوك
ابتسمت لعلها تكون دعابه من اخوها ..لكن عيونه كانت واضحه و جديه ...
التفتت للجديها ..و الصمت و البرود يلفهم و كأن سعود ما القى عليها قنبله للتو .
ليلى :سعود ..انت تتكلم بجديه ..و لا تمزح معي
سعود :الامور هذي ما فيها مزح وانت تعرفين .
ليلى بعدم تصديق و بنظره لجدها و جدتها :وانتم تعرفون و ساكتين ...طيب ما فكرتم فيني
و التفتت لاخوها و كملت :ما فكرت اني ما ابغى اتزوج واني رافضه مهما كان الخاطب..
سعود :انا مااطلب رايك ..اعطيناهم موافقه ..و بكره يملك عليك ..
الجد خرج من صمته :الرجال ما عليه كلام ..سألنا عليه..و تأكدنا ..
رعشه نفضت جسمها و قالت من بين دموعها :يبه ..لا ترميني هالرميه الله يخليك ...يعني انتم تعاقبوني على سلطان .
منيب متزوجته ..لو كان اخر رجال .
وقف سعود و مسك يدها يسحبها معاه :يالله ..امشي معي و انا افهمك بهدوء ..
نفضت يده بقوه و عتابها عليه كبير على استغفالها :بعد يدك عني ..مالك حق ..تسوي فيني كذا ..يعني علشان مالي اب

...
الجمتها ..صفعه قويه على خدها ..طالعت اخوها بعيون دامعه ..و ماشافت الا ظهره ..راح و تركها متوجعه .
و بنظره مرت على جدها الكسير بكلمتها الموجعه وجدتها التي بدأت ذكرى ابنها الراحل تؤرقها ..


**************************
فيلا الغانم ...

يوم اخر من ايامه المرتقبه ...يعود متأخرا ليدفن نفسه في النوم و يركض لعمله في صباحاته المكرره وكأنه لاول مره
يزور مكتبه ...هائم بعالم الاوراق والاعمال ..و غارق في الصفقات ..وبينه وبين نفسه مازال هاربا
من ذلك المصير الذي لا يريده ....
مطلق تنهد و وقف يمشي بهدوء ..و عيونه للارض ..هروبه غير طبيعي ..وين المدير العام صاحب القرارات النافذه
حس بأنه مقيد ..و نقطه ضعفه رغبه والدته الملحه ..
فصخ العقال و الشماغ ..و م***م بيده ..و مشى لجناحه
لكن لاحظ نور الصاله شاعل ..اكيد هذي يا سمر او اريام ...
فتح الباب ..فكانت امه نايمه على الكنبه ..لابسه ثوب الصلاه ..اقترب منها و الخوف دب في قلبه
لمس كتفها و هو يهمس :يمه ..يمه
صحيت امه بهدوء و ابتسمت و هي تمسح على شعره :جيت يمه ..طولت ما هي عادتك .
حس بتأنيب الضمير لانه اسهرها معه :فديتك يالغاليه كانت عندي اشغال ..و انتي ليه سهرانه ..؟
مسكت يده و سحبته لقربه وقالت بلهفه :ما قدرت اصبر للصبح ..اليوم جاني الرد على البنت اللي خطبتها .
ابتسم على سخافه الامر ..مكشوف وواضح ولا يحتاج مفاجأه تجعل قلبه يرفرف بين اضلعه بل يستكين بلا نبضه
بمعنى الموت البطئ ..
امه و هي تهزه :يمه ..ويش قلت ..؟
مطلق وقف وقال بنفاذه صبر :مافيه شيء اقوله ..خلاص اتفقي مع خالي على الموعد ويصير خير .
وقفت معاه و ابتسامتها زادت و توهج وجهها بسعاده ..
سار قبلها في اتجاه الباب و توقف فجأه و ملامح وجهه متصلبه لماسمع الجمله
اللي قالتها امه ...إلتفت لها و هي تتكلم بدون توقف ..
اشار بيده نحو امه و هو يبتسم و بهدوء عكس مشاعره المنفعله :يمه ..لحظه .لحظه ..ما سمعت زين ..
امه و الابتسامه ما فارقتها :يا ولدي الله يهديك ..اسمعني يمه ..اليوم اهل البنت كلموني و قالوا عن موافقتها ..و على بركه الله
خير البر عاجله ..انا قلت لخالك يمشي معك بكره ان شاء الله نتوكل على الله و نخطبها رسمي .واذا صار نصيب بتشوفها ان شاء الله ....

ضحك مطلق بدون تصديق و وحط يده بين عيونه وشد عليها و قال بهمس كالفحيح :يمه مين البنت ..ماهي فاتن بنت خالي ؟
ام مطلق و اختفت ابتسامتها :مطلق الله يهديك و هي لعبه نلعبها ..مره تبي فاتن ومره ترفضها ...انا خطبت لك بنت احمد

السلطان !!!!!
تجمد الدم في عروقه و و تسارع نبضه ..و هو يطالع بدوت تصديق و قال بإبتسامه يحاول فيها ..تهدئه الوضع :ايه صح يمه
لكن انتي ما قلتي انك بتخطبي لي بنت احمد السلطان ..؟علشان كذا متفاجئ
ام مطلق بفرحه :و الله يا ولدي بنت تقول للقمر روح وانا اقعد مكانك ...ما شاء الله عليها راعيه بيت و خلوقه ..و اهلها ما

شاء الله ناس طيبين ..انت تعرفهم .. و فاتن بيجيها نصيبها ...
مطلق في حاله صدمه و هو يبتسم بأليه ..باس راسها وقال بحب كبير:الله يطول في عمرك يالغاليه .. ما يصير خاطرك يالغاليه

.
دمعت عيونها بفرح و تركها تصلي صلاه شكر ..انها اخيرا ارتاح بالها لسندها في الحياة و هي ترسم فرحته بكل فخر.

دخل غرفته زي المجنون رمى بشماغه على سريره و فك ازرار ثوبه بعصبيه ...ما قدر يفكر بتمهل ..اعصابه تلفانه
و الضغط يخنقه ..جلس على الكنبه ..يفكر ..شد على راسه من الصداع و مسد على وجهه بيدينه و تعوذ من الشيطان
خرج من مأزق فاتن ..ليدخل في دوامه بنات السلطان ..
كيف هذا ؟
هو ما قدر على واحده يعرف كل تصرفاتها ..فكيف بمجهوله ..يفك شفرتها من جديد ..
تنهد بيأس و ارخى جسده على الكنبه ...و غمض عيونه بتعب ...وكأن التفكير بالمستحيل استهلك طاقه هائله منه ..

********************************
بعد يومين في المنطقه الشرقيه :

ننهد براحه...ورائحه البحر تدخل لاعماقه وتبدد همومه ظنها كثقل الجبال جاثمه عليه ..
استند بكامل جسده على سيارته ..و طار بأفكاره بعيد ..متجاهل رنين هاتفه داخل السياره ..
لم يشعر بتلك الساعات التي مرت جزافا ..لعله ينسى قليلا طيفها
يمحي اثرها الباقي من عقله ..
رفض بداخله من التصديق ...
ليس مراهقا ..يضرب بقدمه الارض تعنــتا ..او مطاردا لذلك السراب ..واهم نفسه
بل هي علامه استفهام كبيره على رأسه يريد ان يحذفها ..
ادراك لواقع لايراه و لم يكن هو الذي يراه من قبل ..
لم يقدم على خطوه ثابته..مالم تكن هناك مؤشرات تدعوه الى التقدم بكل جرأه ..
كم هذا محير ؟
و مهلك للاعصاب ..
لقد تعبت من التفكير ...
اخرج جواله من السياره ..ورد على طول ..: هلا زياد
ابعد السماعه عن اذنه و غمض عيونه ..وقال ببرود :انا عند البحر ..و قفل الجوال .
و رجع يتأمل البحر و امواجه الهادره ..

أنا وليلى

ماتت بمحراب عينيكِ ابتهالاتي .. واستسلمت لرياح اليأس راياتي
جفت على بابك الموصود أزمنتي .. ليلى .. ما أثمرت شيئاً نداءاتي
عامان ما رف لي لحنٌ على وتر.. ولا استفاقت على نور سماواتي
أعتق الحب في قلبي وأعصره .. فأرشف الهم في مغبر كاساتي


**************************

سعود بألم ينظر الى يده ..التي مدها على خد القمر و اذاها ..
جعل عيناها تنطق الما و عذابا ...
الا يكفي ان قلبه يصرخ متضرجا بعذابات السنين الماضيه ..
الا يكفي ان مشاعره ماتت تحت وطأه القدر
كيف له ان يحتمل بعد كل هذا ..
لم يكن هو من قرر بذلك بسهوله ؟
حكمه جده وقراره الحازم هو من جعله لا يتروى في تفكيره
كيف هذا وجده اشاد بذلك الغريب ...
و عزز اشادته به ابوسلطان بسيرة ذاتيه ممتازه..
مطلق ...
اتخدعنا تلك الهاله والانفه العاليه بقيم واخلاق رفيعه ..
كيف يراك جدي بذلك الجدير ...
اعطاك كلمه ليس لها ثاني ..
وهز رأسه لي ..بأن اصبر يا سعود
فذلك ما ينفع اختك ...
و اه يا ليلى ...
ألم تعلم ان حبه لها جعله اناني في تحديد مصيرها ..
ألم تعلم ان سعادتها امانه في عنقي ..
و عهدا .. ثمنها حياتي.
لن يراها تذبل امام عينيه ...
او تتلوى بمفردها في متاهات الشقاء
سيذود عنها ما استطاع و يحميها ما دامت انفاسه تصل لرئتيه
سيحميها من نفسها الضائعه في غياهب المجهول ..
فهي اختي ..صغيرتي الغاليه .

****************************

انفعالات متكرره و ازعاج يصل لمدى عالي ..
اريام بضيق :يمه الله يهديك ..اللي سويتيه غلط
ام مطلق بصمت تتابع بنظراتها ..انفعالات انبتها الغير مبرره
تدخلت وفاء بهدوء :اريام ..الموضوع مايصير بالصراخ ..اهدي خلينا نفهمك
اريام بنفس النبره المنزعجه :كيف اهدأ ...
اشارت بيديها بحركه دائريه وقالت :مالقيتم الا ليلى ..بالله وشفيها زود عن فاتن ..اصلا البنت مخطوبه ..لولد خالتها ..
وفاء :بالله كل هذا عشان خطبنا له ليلى ..رغم اني ماشفتها لكن امي امتدحتها ..و سألت عنها ..و قالوا انها مو مخطوبه..كيف هي لعبه ؟؟
اريام :طيب و فاتن ..البنت تعلقت في مطلق من كثر ما نقول لها انتي لمطلق و مطلق لك ..
خرجت ام مطلق من صمتها وقالت : الله يشهد اااني احبها ..لكن اخوك ما هو راغب فيها ..وانا بصراحه ودي في بنت تسعده
و تهنيه ..و مالقيت احسن من ليلى ..
ضحكت اريام بسخريه وقالت :بالله يا يمه مالقيت الا ليلى ...يعني علشان انها تعرف تطبخ و ترز نفسها قلتي عليها
هي اللي بتسعد مطلق ...
هزت راسها بيأس و ابتسامه سخريه معلقه و كملت :والله عليكم تفكير ..ما ادري كيف ..
انفعلت وفاء من طريفه اريام الساخره وقالت :اصلا من الاول انا قلت لامي ..فاتن ماتنفع لمطلق ..فاتن مدللـه و غير مباليه

باللي حواليها ..و مطلق وين عنها ..جدي وصارم و حياته ما فيها لعب وكلام فاضي ..
اريام :بالله يا وفاء انتي اخرجي منها ...
ام مطلق :اريام ..انا ماقلت لك هالخبر ..علشان تحاسبيني ..مصلحه ولدي اهم عندي من كل شيء ..و على العموم لا

تخافين انا كلمت اخوي ..و هو احترم قراري ..وانا عمري ماكلمت في فاتن ووعدتها بالزواج من ولدي ..لان مطلق كان ما وده

فيها ...
دخلت سمر بدفاشه و قالت :من هي اللي ماوده فيها ؟
تنهدت اريام بقهر ..و خرجت بعدما ازاحت سمر من طريقها ..
حركت سمر يديها بإستغراب وقالت :وشفيها قطعه ثلج ؟ ليش معصبه ؟
ابتسمت وفاء وقالت :خبر بمليون ريال
جلست سمر والابتسامه شاقه الحلق : بالله ..قولي ويش عندك ..
طالعت وفاء امها و هزت راسها ..
وقالت بفرحه :واخيرا اخوك قرر يتزوج
نطت سمر مكانها و صرخت بفرحه وقالت :بالله تتكلمون جد ..مابغى الله يهديه ..ومين سعيده الحظ
بنظره شملت امها واختها ...و رجعت وكشرت وقالت بضيقه : لا ...لا تقولون..؟؟؟

******************************
ليلى :

ماذا تحمل لها الايام مجددا ..
رغبه في البكاء حتى الموت ..لم تعد الحياة لها معنى ...
تجاهل الجميع خوفها المدفون من الفشل ..
ألم يعلموا خيبات الامل التي توالت عليها مثل المطر ..
ماذا تفعل لتداري حزنها..هل تبتسم رغم ذلك و تمضي ..
لم تعد تستطيع المواجهه ..لانه الحقيقه اصبحت واقع لا محاله ..
اااه كم احتاج لحضن دافئ يشملني و يشمل معاناتي..
اه يا امي كم احتاجك ...
كم احتاج لتلك الكلمات التي تنفث في جسدي روحا جديده
كم احتاج للمساتك ..لتهدأ من روعي ..
و تجعل من حياتي شيئا يسيرا سهلا..استطيع تجاوز اسوارها بدون عناء .
..كم احتاجك يا ابي لترسو بي لبر الامان ...
لتخطو بي خطوات واثقه و انا مغمضه العينين ...فأنت معي فلما الخوف .
نفثت هواء ساخنا محملا بالهم و التعاسه ..
و استمرت في التحديق في الفراغ ..بصمت .

**********************************

في جهه اخرى ..صرعها الخبر كصاعقه ...
لم يكن في الحسبان ...
حلم عابث كعبيثه انثى تراقص الشرار غرورا ..غازلها و ترصدت له كفريسه
بصوت مقهور و صارخ :كيف يقدر يسوي كذا ..؟وشفيني انا ما يبيني ..
تقربت من التسريحه ..و الغيره و القهر تنهش في قلبها ...تأملت شعرها القصير بتموجات شقراء عضت شفايفها بقوه
و مسكت قاروره عطرها و طلعت حرتها في المراه ...تهشمت للقطع و تناثرت ..قدامها ..ابتسمت بحقد و قلبها نيرانه
شاعله و ما تنطفي بسهوله .
اخذت عباتها المزركشه ..و طلعت بسرعه .
الغيره عندما تتحول لحقد ...تشعل الفتيل و تعم الفوضى .
يتفشى كمرض عضال في الجسد ..غير مسيطر على اعصاب هالكه .مدمره لا محاله
و تختفي بصيره الضمير ..و قيمه المبادئ و الاخلاق...
و بخطوات سريعه متعثره تتصل بعجله :ألو ..مرحبا وسام ؟
وغابت بعيدا مدعيه بأنها تريد ان تنسى ...فقط ليس إلا ..


****************************

خرج بسرعه بعد ما ارتدى معطفه ...
متجاهلا نداءات شقراء ..جميله
احتضن كتبه ..يحميها من رذاذ المطر ..
استدار بعدما زفر بهدوء و طالع ساعته ..مدركا للوقت المتأخر .
لمحها تهرول قادمه اليه ..غير عابئه لبروده الطقس ..
قالت بعربيتها الركيكه :مرهبا ..ناصر
ناصر :اهلا ..ماريا ..وشفيك ؟ ابتسم و قال بلغه تفهمها اكثر :ماذا تريدين ؟
اشرقت ابتسامه تلك الشقراء ولمعت عيناها الزرقاء :كنت اريد ان أسالك هل انت مشغول هذه الليله ؟
تجهم ناصر في وجهها وقال :اسف ..ماريا ..لدي اشغال كثيره ..ماذا هناك ؟
تلعثمت ماريا : لا شيء ..لقد احببت ان اتناول معك القهوه ..
فهم ناصر تلك الومضه في بحر عينيها و قال :مره اخرى ماريا ..اعذريني لدي محاضره مهمه الى اللقاء
رفع يده لها و غادر مسرعا الخطوات ...
مبتسما بغباء لانثى ..اسكرها غرام منفرد
فتغنت به وان سلبه جمالها ذلك ..
ليس جمادا ..عند امتلاك الحسن ..
فهو فنان يحب تلمس الجمال ..
لكن لا يبالي بها ...كغيرها من فاتنات بلاد العجم
فلن تفهم مافيه ..
وحشه رجل واشتياق طفل ..
مفردات ضائعه فلن يجدها لديها ..
اشواق غربتها حياة ..
واحلام كثيره مفردها ....وطن

ترك تلك الشقراء ..خلفه متنهده ..
تردد اغنيه حزينه ..و ذلك الرجل يستحل قلبها ..
معتقده بأنها كامله لا ينقصها شيء ..يجعلها مضطربه خائبه
احبته كالحمقاء ..ولا غرابه في ذلك ابدا
مشرقه.. بوجوده وبدونه غائمه لا حياة لها
متوهجه ..معه..و بغيره منطفأه غريبه
تراه في حياتها حلم صعب المنال ..
حتى امام حسنها لم ينهار ..او يلتفت..لها


فعشقها رجل ..عربي ..عربي ..عربي

**************************

مشكله لا صرت تجهل في حياتـكـ وش تبـي ؟؟
ومشكله لا صرتـ تدري بس {ما تقوا الوصول.. !!

مطلق بعصبيه غريبه و صوت عالي :طلال ...طلال ...تجاهل جهاز الاستدعاء ..
دخل طلال :نعم ..استاذ
ضرب على الطاوله بغضب:وين ملف المناقصه اللي قلت جيبه ..لي ساعه و انا انتظر
طلال بخوف :استاذ ..الملف قدامك على الطاوله .
لمح الملف المفتوح من الصبح ..و عيونه شارده في مكان ثاني ..
تأفف و هو يرتخي على الكرسي :خلاص ..روح خليهم يعملوا لي قهوه ...دماغي بينفجر من الصداع
طلع طلال بعدما هديت العاصفه ...وقف مطلق امام النافذه و عقد ذراعيه على صدره ..و انفاسه هديت بعدما اجتاجه طوفان
من المشاعر السلبيه .
رن جهازه و م*** بيده اليسار ..:هلا وفاء ..لا تباركين ماصار شيء
لا برجع بدري اليوم .خلاص.. اقولك الحين عندي اجتماع ..مع السلامه
قفل الجهاز و رجع يتأمل في الفراغ الكبير .

لاول مرة يشعر بإستغفال نفسه لنفسه..اي احباط يسيطر عليه و يتعب تفكيره
اهكذا انتهى الامر بسهوله..وسيطره وقياده و تحكمه المعهود انفلتت من يده و ما حس فيها ..

ضغط بيده على جبينه ...و جواله رجع يدق من جديد..



فصول حياة ..قد اطرقت ابوابها للعبور .
متواجدون في مداها الضيق..بغمضه عين وانتباهتها عابرون
مفترق طرق ..و نهايه موجزه فقط
فواصل وضعت لإلتقاط الانفاس ..و نقطه للمتابعه بعدها ..
ساكنون في جنباتها و ماكثون بينها لا محاله
جزء منها ولا يتجزأ ...


 توقيع : همس الحرف

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-Dec-2018, 05:04 AM   #13


الصورة الرمزية همس الحرف

 
 عضويتي » 6803
 جيت فيذا » Oct 2018
 آخر حضور » 14-Jul-2021 (09:20 AM)
آبدآعاتي » 91,582
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » همس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
MMS ~
 

همس الحرف غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح



البارت الثاني عشر :

مرت ايامها بتلك الحراره التي تسري بين عروقها ...
تسمع همهمات من حولها ...
و تدرك بأن قدرها اوشك ان يكتب و يقترن بمصير شخص اخر ...
كم هو مؤلم الخذلان ...
و كم هو مر العذاب من طرف واحد ...
هي صامته و ساكنه ..و من حولها يعم ضجيج لا تطيقه ..
قدم هذا وحضر ذاك ...
زغروده هنا و خناجر تغرز في قلبها هناك ...
ابتسامات تشق الافواه ..و جمودها يحطم الجدران ..
حزنها سرمدي الواقع ...
و مشاعر لا يفهمها احد سواها ...
و خوف من القادم يبعثر مفردات الامان لديها ...


ففي ليله ظلماء يبكي القمر الشهيد على اطلال الحزن و اليأس الذي يغمر قلب وحيد صدعه
الاسى و الحرمان و اهلكه جوع الروح و خواء المشاعر لم تكن وحيده بل اجتمعت القلوب حولها لكنها
فارغه من الشعور و الاحساس المدرك لحقيقه الالم و الجرح النازف ..
وحيده بين مئات البشر و لا ترى سوى اجساد هالكه .. لا تملك سوى قلم و بعض وريقات قد احرقتها
السنون الماضيه و دموع لم تلبث حتى تنهمر مرة اخرى لتجف وحدها دون ان يمس احد كيوننتها .
ارتمت على سريرها و هي تنشج بالبكاء و النحيب على حالها البائس..الوحده تنهش في روحها البريئه
و الالم يد بارده تغتالها بكل هدوء .
نداء من الخارج يطرق عالمها الصغير : ليلى قومي الله يهديك ..جدي يبيك ضروري في المجلس .
امتدت يدها نحو صوره قديمه بالكاد تتضح و ضمتها الى صدرها و انتحبت بكتمان و صمت و ارتعاشات تهز جسدها
الغض قبلت الصوره بعنفوان و مسحت دموعها بكل بساطه و قامت من مكانها و هي ترسم ابتسامه صغيره و تمرن
عضلات وجهها الحزين و كأن شيئا لم يكن .
دخلت المجلس بطولها الفارع و جسدها الرشيق و هاله الجمال و الطيبه التى ارتسمت على وجهها و ابتسامه الحياة التي
تمد الاخرين بالطاقه و تسحب طاقه هائله من جسدها .

ليلى بإبتسامتها الهادئه : سم يبه قالوا لي انك تبيني ...
جدها ذلك الرجل ذو الثمانين من عمره الشامخ بكبريائه المعهود و سطوته الكبيره لسنين قضاها شيخ و كبير و سيد قبيلته
و عائله لاتهزه المشاعر و تخضعه القوانين الصارمه و تهلكه السن العادات و التقاليد..

قال بصوت واثق : لا يؤثر فيك كلام الناس و انا جدك و لاتهزك القيل و القال ..ما حنا مرخصينك لانك يتيمه و لا بعثرنا
في حياتك و انتي اغلى ما عندي من عيال و احفاد مير ان اللي يجي في الوجه مردود و انا مو باقي لك على هالدنيا .
و ما أعطيتهم ردي ..إلا خيره لك.
دنقت رأسها و كأنها تفكر و عيناها تلمعان بلغه متنقاضه من الفخر والحزن و قامت من مكانها تنفض العجز و الذل:
و انا بنتك اللي ربيتها ما ارخصك ياابوي و لا اوطي راسك بين الرجال. الله يخليك لي يارب .
و طبعت قبله حاره بمشاعر الحب و الاحترام على رأس جدها و خرجت من المجلس قبل ان تنطق الاحزان بلغه غريبه .
ابتسم الجد و هو يمسح دمعه قد سقطت سهوا في خلوته المعتادة ...و طيف ولده الغائب قد راودته للحظه
واستكان في الماضي حيث بقي هو هناك وحيدا ...
حيث عادت ذكراه الى الوراء ...

ظن ان اودع ابنه الصغير سراديب الحياه الغير امنه ..
فلم يبالي بفراقه وان اظنته ليالي السهاد والعذاب ..
سنه مرت ولم يره ...
يسمع عنه ولا يهتم ...ولو علم زائروه انه يرهف السمع ليعلم عن احواله ..
سار ركب رمضان الخير ..ولم يكن عائديه
مرت فرحه العيد ببؤس كهلين ...فقدوا ضنا وهو حي ..
فقدوا الامل في عوده المشتاق ..
و عادت طقوس الحياة ..و كأن شيئا لم يكن ..
غصه في الحناجر ...لطيفه و لضحكته و لمكانه الحبيب ..
ام ... مرهفه بحبها الكبير تدعي الصلابه ..و قلبها كسير
اب .. كجبل لا تهزه العواطف ولا يبعثره الحنين ...يقسو على يده التي ربتت على كتف ولده
ويظن انه مصدوم ..

لكنه كتلك التي خرجت من امامه ..عاد له
عاد طالبا لرضاه ...يقبل الجبين والاقدام ..
ضاقت عليه الوسيعه ..بما رحبت وانهالت عليه الاحزان والهموم ..
و ارتمى في احضان والدته منشدا حنان قد ظمأ من اجله و لم يرتوي ..
احمد ببكاء كالطفل :سامحيني يمه ...سامحيني
احتضنته الام و دموعها فتت جدران الصمت :سامحتك يا غلى قلبي ...سامحتك يا عيون امك
ارتفع راسه وقال :طول هالوقت كنت ميت من دونكم ..ما حسيت بطعم الحياة ..
جثى على قدمي ابوه وقال :سامحني يا يبه ...انا اخطأت و منك السموحه
الاب بحزم يخفي غصه غمرت قلبه : اطلب السماح من ربك ...
بكى احمد و رثى لحاله ..و قد اصبح جسده هزيلا هالكا ..لا روح فيه
طعنه بخناجر الالم والاسى على ولده الصغير..و استحالت غصته على ارتعاشه حب عارم..
و احتضن ولده ..متناسيا سطوه كبير وحكم مصير ...و سيطره كلمه ...الى بعد حتى يلتم الشتات.

**********************

مطلق :

اليوم ..كل شيء عنده بالمقلوب ..نظام حياته سيضيف له تعديلات كثيره ..بعد فرض الدخيله على نمط نظامه..
امه كل دقيقه تكلمه تذكره بشيء ..
اخذ له دش بارد يطفي ناره ..و خرج من الحمام ..و حراره جسده ترجع للارتفاع ..
يكره مشاعر الضغط و الاحتكار ..يحب يكون سيدا لنفسه غير ابه بما حوله ..
يعيش حرا كالريح ..
ايهم كم عمري الان ...لست بحاجه لانثى ..اني اكاد اجزم ...
مالذي دهاك ياقلبي و احالك لصخره جلمود...
هل احالتك جلافه الحياة ..الى متمرد عاشق للحريه ...
يهيم ببن جنباتها و ذلك النابض ..راكدا في دماء بارده ..
عابر ..لتلك المواقف المهمه ..
غير مبالي بما حولك ..


رجل شرقي
ولكنه مقيد الخطوة
ينظر خلفه
ولا يشاهد سوى
انثى ...
فيتعثر
ويسقط
ويقوم ... ليهرب
شيء من الغرابة
لماذا يا سيدي الشرقي ؟
هل تخاف الانثى ؟

اعرف اجابتك مسبقا
ولكنني .. لست متأكد
قد تتمرد
وقد تتغير ملامحك
ولكنك رجل شرقي
اسمر اللون
اقحواني المعاني
لولبي الخطوة
منكسر التعبير
تسكن بين عينيك
ملامح الحزن
ونتؤ الزمن
واقتباسات
العيون الجارحة............للامانه منقول

************************************

ليلى :

..بجروح متفتحه ..
في فجرها الندي ..تعاني وحدتها ..و تمزق مابين كن او لا تكون ..
ماهي الا سويعات ..و تقاد لذلك الغريب القادم من المجهول .
ايا سخريه القدر ..
فــ أسمه لم يمرعلى مسامعها ..
و وجوده اكتظ بمن حولها ..غير عابئه به ..
مصير محتوم اسلمت الروح والجسد ..
و اراده مسلوبه ..بها او بدونها قد تم كل شيء..
فرشت سجادتها ...و عيناها هائمه في ملكوت الله
تطلب العون ..والهدايه ...و الحياة الهانئه..


**************************

في مكان اخر :

جود :وداد يا اختي اللي تسويه بنفسك غلط .
ومسحت على شعر اختها ..
وداد :ما اقدر والله يا جود ما اقدر
جود :كيف ما تقدري و انتي اللي وقعتي نفسك في احلامك .
صرخت وداد بإنفعال :انتي ما تفهمين و عمرك ما تفهمين اللي اسويه
جود :إلا انا فاهمه ..لكن مشاعرك كلها خطأ في خطأ ..و بتكتشفين يوم انك غلطانه
ولكن خايفه يكون هذا بعد فوات الاوان ..
وبصوت باكي :غصب عني ح ـبيته ..هو السبب مو انا
جود :حتى ولو شجعك على حبه ..المفروض انك تكوني عاقله وتعرفين تتصرفين .
الرجال ما يحبك و انتي وقعتي في فخ حفرتيه لنفسك للاسف الشديد ..
وداد بدون تصديق:من قال لك انه ما يحبني ..هو يحبني اكيد ..لكن يحتاج لوقت و يعترف لي بحبه.
جود بسخريه :والله انتي اللي محتاجه وقت لكن في مستشفى المجانين .


انثى كسيره حاجتها للحنان كحاجه الزهر للماء ...
بقاياها متناثره بهيام في وادي فسيح المدى على امل ان تجمعها ..
حلمها اصغر ام اكبر ..لا تعرف تراه في الدنيا كلها ..
و هائمه فيه منتشيه بإدمان بعالمه الخاص ..
حبها لرجل اهلك مشاعرها وحطم صبرها ...
هو في عالم و هي في عالم اخر ..
احلامها الورديه تنتظره ...ليتوج ملكا على قلبها .

***************************
في صباح موعود ..

مرت السويعات جزافا ..و ليلى في اضطراب تام ...لا تعلم ماذا تفعل ؟
بالها مشغول في اشياء كثير ..سعود..نجمه ..ذلك الغريب ..
و حالتها لا تسر الناظر ابدا...
دخلت غرفتها وشافت ملابسها كلها على سريرها و سلوى تدور في دولابها ..تمسك الفستان و ترميه على السرير
ليلى استندت على الباب :سلوى ويش تسوين انتي ؟ قلبتي غرفتي الله يهديك .
مشت سلوى لمنتصف الغرفه وتخصرت :يا انسه اليوم الرجال بيشوفك..و لا جهزنا شيء وحضرتك بارده ..
جلست على السرير و مسكت نفس الفستان اللي حضرت فيه عزيمه خالتها ..و قالت بدون نفس : عادي ..اي فستان و السلام
سلوى :خلاص ياليلى ...الموضوع انتهى ..الناس جايين الليله ..عيب تفشلين جدي و اخوك قدامهم ..
ما في احد فاهمها ..قالت بحزن :سعود وينه ؟
سلوى :باقي مارجع ..يالله يابنت الحلال ...الناس بعد العصر جايين ..وانتي ما جهزتي حالك .
دخلت هند و هي ما*** علبه المكياج و توجهت لسلوى و قالت :سلوى روحي المطبخ انا مااعرف شيء فيه...انا بروح
المجلس انظفه ..و كملت كلامها لليلى :و انتي ياست الحسن والدلال ..قومي شوفي نفسك شوي...خلي الدور يجي على غيرك و الله طفش ...
تركت العلبه على التسريحه و خرجت ..
سلوى طالعت ليلى و ضحكوا سوى ..سلوى و هي تبوس يدها وترفعها لجبينها :البنت استخفت الحمد لله والشكر..مستعجله على الزواج .
قربت من ليلى و هي ما*** فستان فوشي بخيوط فضيه و اكمام شفافه قصيره..تذكرت انها اشترته مع سعود..وابتسمت ..و قالت بهمس :سلوى دقي على سعود ..شوفيه وين ؟
سلوى :خلاص ..طيب انتي ..خذي لك دش واستشوري شعرك ...وانا بروح اشوف المطبخ ..
ليلى :تعرفين محتاجه نجمه جنبي ..
سلوى :يا سلام ..انا دايره في البيت من صباح الله ..و تقولين محتاجه نجمه جنبي و يش شايفتني حيطه هبيطه قدامك ..
وقفت ليلى واحتضنت سلوى فجاه ..وقالت بصوت دافي:شكرا ياسلوى ..الله يخليك لي .
سلوى بدمعه خاينه : اقول فارقيني الحين ..و الله انك متفرغه ..انا والله ما اسوي كل هذ ا علشانك ..
الا علشاني انا والمسكينه هند ..دفتها بلطف و كملت :يا شيخه ..خلي النصيب يجي ..فارقينا عاد ..
ابتسمت و خرجت بعدها ...
تنهدت ليلى ..و طالعت الفستان ..و دعت من قلبها ..يارب ساعدني ..يارب اهدني للطريق الصحيح ..

************************

تلك المدللـه تبكي حظها العاثر كما تقول ...
لعبه قد سلبت من بين اناملها ..و تهويده للراحه والنوم ..قد انقطعت عن سماعها ..
ذلك المعني ..قد اخذ منها عنوة
و لم تعلم السبب ...
دخلت والدتها و خلفها خدامتها ..بعصير ليمون ..كما تقول مهدأ للاعصاب ..
الام بتلك العنجهيه الفارغه :خلاص يا فيفي ياحبيبتي ..انا قلت لك من اول ..ولد خالتك هذا مايصلح لك ..
فاتن بنظره لوالدتها :ماما الله يخليك ماودي اسمع ولاكلمه ..
رجعت تنتحب وتقول بصوت اشبه بالصريخ :انا نفسي اعرف ابوي ..ليش راح معه ..و خطب له .
الام بتعقل :ابوي سوى عين العقل صراحه ..ويش تبينه يسوي ..يمسك في يده ويقول دخيلك ياولدي خذ بنتي
وقفت الام وشمخت بأنفها :لا تنسي نفسك يا فاتن ..امك مين و ابوك مين ..لاترمين نفسك لواحد مثل مطلق
..اصلامن هو ..انسان رجعي و متخلف ...
فاتن :ماما ..
ام فاتن :لا ماما ولا بابا ...خليك عاقله ...اللي خلق مطلق..خلق اللي افضل منه ..انتي لو تسمعين ...
كملت فاتن كلام امها بسخريه : انا لو سمعت كلامك لتزوجيني ولد السلطان ..وسيد سيده ...عرفتها و حفظتها
لكن غير مطلق ماابي ...
ام فاتن بعصبيه :خليكي كذا ..ماهو موديك في داهيه إلا هالرومنسيه والكذاب الفاضي ..
خرجت من الغرفه..و بقيت فاتن لحالها ..
ضمت رجولها و همست بحقد ..الله لايهنيها بنت الذين اللي سرقت حب حياتي ...
و انطلقت في رسم جديدها ..
متاهه دخلتها ..و سوف تخوض غمارها ..
لا تأخذها رأفه ...او رحمه..
حال ابن ادم اذا تبادل مع الشيطان اطراف الحديث ...

****************************

كل دقيقه تمرعليها ..تحس بأنفاسها تزيد ..و نبضها غير منتظم
حركت يدها بتوتر و شعرها يتمايل على ظهرها و هي تمشي في غرفتها رايحه جايه ...
اقتربت من المرايه ..طالعت في شكلها ..ما قصرت سلوى سوت لها مكياج على قولتها لبناني بسيط ..
و بالفعل كان بسيط و لايق لها ..اللون زهري بمزج للمعه فضيه ..تلونت على عينيها لتشرق بشرتها العاجيه بسحر و جمال ..
و اتسعت بخط اسود داخله .
امتدت يدها على خط جسدها المتألق بفستانها الفوشي بحمالات فضيه لامعه و قماشه الناعم..تشد خاصرتها الدقيقه ..بحزام فضي
دخلت سلوى بفستانها الاسود و وقفت بجمود ..و اطلقت تصفيره اعجاب ..
سلوى :ما شاء الله لا حول ولا قوه الا بالله ...قريتي على نفسك
ليلى تطالعها و تطالع المرايه :سلوى ما تلاحظين ..الفستان يوضح جسمي ..احس اني مو مرتاحه فيه .
سلوى اقتربت منها :لا ..عادي ما يوضح شيء ...لكن انتي متوتره .هدي اعصابك..
ليلى بنبره حزن :سعود ..وينه ..؟
سلوى :في غرفته ..يمكن يغيرملابسه .
ليلى ارخت راسها و غرتها القصيره مالت على جبينها ...مسكت سلوى يدها و قالت ..روحي عنده ..اكيد مستحي يشوفك.
دخلت هند فجأه وهي ما*** المبخره وقالت و هي تلهث :بنات ..بنات ..الضيوف جوا ..ليلى عريس الزين جاء
سوت سلوى نفسها ترقص دبكه :عريس الزين يتهنى..و هند جنبها ..يرقصون مع بعض .
ليلى ما*** بطنها من الخوف ...قالت بصوت مرتعب :بنات ..عن اللقافه ..
ضحكوا البنات و خرجوا بعدما اخذت المبخره من هند ....خرجت بسرعه من غرفتها و هي حاملتها و اقتربت من غرفه اخوها
تنهدت بهدوء و استجمعت قواها و طرقت الباب ..و دخلت ..
كان يلبس ثوبه..التفت ناحيه الباب ..و حس بغصه ممزوجه بفرحه ..كانت قمه في الجمال و العذوبه ..
اقتربت منه وقالت بلهجه زعل مصطنع :انت هنا ..ياسلام عليك ..بدل ما تجي تسلم على اختك و تبارك لها ...
ابتسم بحب و اقترب منها ..باس جبينها و قال :سامحيني يالغاليه ..
طالعته و عيونها تبرق بدموع :فديتك ياخوي ..ما لي غيرك ..انا غلطت عليك و استاهل .
سعود ضمها لصدره لكن دفعته بلطف وقالت :وخر عني ..خربت مكياجي ...لايشوفني زوج المستقبل و يزوغ .
ضحك سعود و غمز بعينه :خلاص احنا طحنا من عينك ..الله لنا..
خرج من غرفته لما لاحظ توهج وجهها بحمره الخجل ....

ضمت نفسها برعشه ..اه لو تعلم يا اخي ..كم تحرقني عيناي ..و كم تخونني قوتي ..
ها انا ارتجف كورقه خريفيه في مهب الريح ..
ضائعه ..يا اخي ..و الخوف يعتلي قلبي ..من ذاك القادم ..
ألم تعلم بأن الحياة القاسيه ..لم تجعل مني سوى جسد متهالك ..ضعيف
كم جوله حتى الان يمكنني خوضها ..و انتهي ..اخبرني ارجوك يا قدري .

**********************************

دخلوا عليها البنات ...سمر بفرحه عامره ..احتضنتها بعفويه ..و قالت :مبروك ..يا قلبي ..
ليلى بخجل :الله يبارك فيك .
تدخلت سلوى تضحك :صراحه جديده ..اول مره اشوف ناس يتعرفون على زوجه ولدهم يوم الملكه .
سمر تشاركها الضحك ..طالعت ليلى و قالت بصدق:و الله ..امي ما صدقت ..تقول طاحت على كنز ..و كملت :
ما شاء الله عليك يا ليلى..الله يحفظك ان شاء الله ..و الله ان اخوي بيطيح و هو واقف .

ودخلت هند و وراها اريام و نظراتها تدور في المكان و كأنه مو عاجبها ...اقتربت من ليلى اللي تذكرت الموقف في عزيمه خالتها
ارخت راسها ..مدت يدها و قالت :مبروك يا ليلى ..و عيونها تحمل معاني كبيره ..و متأكده تماما انها ليست مشاعر فرح.
سلمت عليها ليلى و الابتسامه معلقه على وجهها ...
هند سحبت يد ليلى من اريام ..و قالت :امشي جدتي تقول انزلي و سلمي على حماتك.
انتفض قلبها مذعورا متمردا ..ضبطت شعرها بحركه دلت على توترها ..و قادتها خطواتها الرتيبه .
زفرت نفس متوتر ..و دخلت و على وجهها ابتسامه صغيره ..:السلام عليكم
ام مطلق بفرحه :هلاو غلا ..و عليكم السلام ..
اقتربت و ضمتها و هي تهلل و تذكر الله .
وفاء بود :ما شاء الله ..هلا بمره الغالي ...سلمت عليها بحراره ..و قالت :انا اخت مطلق الكبيره .
في دماغها الصغير ..انطلق اسمه ...كطلقه دوت في الارجاء .
الجده تراقب بعيون دامعه ..و فرحه حملتها لسنون طوال ..تترقبها بكل قوتها و جبروت صبرها .
ام مطلق :تعالي با بنتي اجلسي جنبي .
جلست منقاده للاوامر ..توزع ابتساماتها ..لا تسمع كلمه مما يقولون ..
عقلها و قلبها في مكان اخر ..غير مكانها الان .

تفآجآت بقدوم خالتها غاليه ...و عمتها الجوهره ..عيونها تعلقت باللي خلفها..
سلمت خالتها عليها رغم العتاب اللي تشوفه في عيونها...ليس بالسهوله النسيان اليس كذلك ؟
تقدم رغد رغم وجومها الا انها استطاعت الابتسامه ..:مبروك ياليلى ..الله يسعدك ان شاء الله .
ليلى بود :الله يبارك فيك ...
وعم الصمت ...بينهم وكأن الكلمات انقرضت من الوجود ..
ريهام مدت يدها :مبروك ياليلى ..
ليلى بدون ما تطالعها :الله يبارك فيك .
حست بالانكسار ..في عيونها لغه عتاب ..ما تقدر تمحيها من الوجود
ندمت على المجئ ..كان بإعتقادها ان تطوي صفحه ..كيف هذا ..و هي للتو قد سلمتها للمجهول .

***************************

في الجهه الاخرى القريبه ..حراره الهبت صدره ..و افحمت قلبه ..ألم يعتد على الصدمات القويه
و المفاجآت الغيرمتوقعه ..لما حاله هكذا ..لقد عاد الى مشاعر مراهقته ..
تفجر دماغه المكتظ بالعديد من الامور ..و المضحك في الاونه الاخيره انحشرت قصه الفتاه التي لم يجد لها متسعا في حياته
حتى الان جميله فاق حسنها الوصف ..قالتها امه ..لعشرون مره مالم تخونه قوه ذاكرته .
خلوقه و و لم تكمل تعليمها و الخ .....و يتبع و ما إلى ذلك ..
..اهلكه الانتظار ..اتفقوا على كل شيء...و انتهى ..
الامور جميعها خالصه ..لم البقاء الان ..
لست من هؤلاء ذو القلوب الوجله ..المرهفه بمشاعر الحب ...انتظر تلك التي سأشاركها حياتي على احرمن الجمر
لما الخداع ..لست شاعرا اقرأ كتب الشعر فلا أرى سوى اناس سكارى لم يشغلهم شاغل في الحياه ..
و لست ممن يجيدون تحريف المشاعر ...بترهات صدئه لامعنى لها ...
لست من يلجأون ل قواميس الحب و الغرام لانها معدمه لدي ..
متمردا على العواطف ...فسنين قلبه العجاف قد زادته صلابه و قسوه .
وضع توقيعه كما لو يعقد صفقه ..وضع بصمته وانتهى
رجع من سكرته على صوت سعود الباسم :سلامات يا مطلق ...عسى ماشر؟
مطلق :لا مافي الاالعافيه ..الحمدلله
التفت مطلق الى الجد بجانبه ..في اعماقه احب حكمه ذلك العجوز ..نظراته ثاقبه ..تخترق بسهوله لتكشف المضمون .
الجد :و انا ابوك يا سعود ..خذ الدفتر و خلي اختك توقع ..
تابع مطلق سعود حتى خرج و رجع يتأمل خطوط سجاده ..
الجد :ليلى بنتي قبل تكون حفيدتي ...
التفت مطلق له و انتبه انه يكلمه و كمل الجد و عيونه على عصاه اللي يحركها على السجاد :النسمه تجرحها ..بطبعها حيويه و تكتم
في قلبها ...
تنحنح الجد يطرد غصه وقفت له وسط كلماته :حبها من حب ولدي احمد ...على قوله المثل ما اغلى من الولد الا ولد الولد...
و ما عطيتك بنتي الا اني بنظره عرفت انك رجال ينشد فيه الظهر ...
ربت الجد على فخذ مطلق و شد عليه و هو يوقف ..و يسير بخطى حذره ...و مطلق ما بين رجفه و اخرى ..يشعر بأنه حشر
في زاويه وعليه المواجهه...افعل ما يفعله الاخرون ..و اصمت و هدأ ثوران مشاعرك..فأنك تبحث عن سراب وسط عاصفه
هوجاء .


أحيان ودّك تفرش الغيم و تنـاام
و تصير مثل الريح و همومك ورَق !!

وش جآك يآخآطري بالحيل متكدر !
آصبحت في حالةٍ وآمسيت في حآله ..~

*********************************


دخلت الصاله وشافت الدفتر في يد سعود ..بلعت ريقها بصعوبه و ايقنت ان ساعه الصفر لحياه مجهوله المعالم قد بدأت
و حثت خطواتها ...
سعود بإبتسامه :مبروك يا عروس ..نحتاج توقيعك .
شملت الدفتر بنظره واحده ..لن تضيع المزيد من الوقت ..ابتسمت لسعود بتوتر ..رسم تجاعيد حول فمها ...
امسكت بالقلم ..و كأن يدها تحتج على امضاءه العمر ...ارتجفت يدها على مرأى من سعود ..رفعت عيونه له
ورجعت تبتسم بشكل الي ...سيعوز سبب رجفتها الى ذلك التوتر الذي يحتل قلب العروس .
..و اخيرا ..انتهت ..

سعود بنظره شامله ..ما احتاج لوقت يفسر تلك النظره المعذبه ..و كأنها في صراع داخلي مرير ..
باس جبينها البارد ..و تركها ..لم يعد ينفع الكلام ..و لا تجدي تبادل اطراف الحديث ..ستعيش نعم ستعيش ..
فلا تخف يا سعود ..لاتستدر لها ..و تابع مواصله الطريق ..ستكون سعيده لا تخف..نعم لا تخف ..

تريد الابتعاد و لعق جراحها ..لما هي ليست سعيده ..لما تشعر بالنقص دائما ...ما الذي تحتاجه ليرتوي قلبها
من ظمأه الدائم ...
قبل ما تدخل ..تفاجأت بالجميع ينتظرها بفرحه و ابتسامات ترسم وجوه ضاحكه ...اطلقت الزغاريد و تعالت الاصوات
الجده ..تحتضنها و تجهش بالبكاء ..و كأنها لاول مره تراها ..
و تقترب سلوى منها وتحتضن كتفها و تبكي ...و هند و كأن ذلك اغراها التقت معهم ..
ابتسمت ..و خاطرت عقلها ..او ليست تلك فرحه عظيمه تراها من حولها ..ان ترسم السعاده في قلب من يحبونك
ان تشعر بأن سعادتك لها صدى كبير في حياتهم ..تنتعش روحك بوجودك قربهم و ترقص طربا و حيويه ..للمشاعر
التي ينقلها لكم احباءك المخلصين ..المحبين لك ..
اغمضت عيناها و كأنها تريد ان تمدهم بسعادتها ايضا ...ليست صعبه ان ترسم بسمه على وجهك تضىء لها وجوههم
و تشرق لها حياتهم ..


لجده بإبتهال صادق : الله يسعدك يا بنتي ويهنيك ...
مسكت وجهها بين يديها و باستها بقوه ..و مسحت دموعها بطرف شيلتها .
عمتها بقهر:خلاص عاد ماصارت قلبتوها مناحه ..
تدخلت سمر اللي حضنت ليلى و دفتها سلوى بمزحه :كل هذي غيره..اقول لاتذبحين اختي .
سمر مدت لسانها و قالت :خلاص يا حبيبتي هذي حقوق محفوظه ..لمطلق الغانم ..انتي اقلبي وجهك .
هند تخصرت و قالت بصوتها الحاد :لا والله انتي و اخوك مسوين احتكار على اختي من الحين...
ابتسمت ليلى و تناست اوجاعها للحظه :خلاص ..انتي وياها هلكتوني ..
سمعت نداء سعود لسلوى ..رجعت سلوى و هي ترفع حواجبها و تضحك و تقول :سعود يقول ..تعالي .
خرجت سعود و بحاجه عارمه للانفراد ليست قادره على المواجهه الان ...فدعوني ..
مسكت يد سعود ..و توسلته :سعود ..احس اني مو قادره و الله ...
سعود :يا بنت الحلال ..كلها خمس دقايق ..سلام..مبروك.. كيف حالك مع السلامه ..
ضحكت ليلى بتوتر ...من طريقه سعود و تمنت لو بالفعل لو كان بالسهوله هذي ..
ليلى :طيب تدخل معي .
سعود :اوكي ..يالله ..اذا ما دخل معك اهله ..
ما قال جملته الا بأم مطلق تطل عليهم و هي حاطه الشيله على فمها ...
سعود و نظره على الارض ..مبروك يا ام مطلق .
ام مطلق بسعاده لاتخفى على احد : الله يبارك في عمرك ياولدي ..عقبالك ان شاء الله
ابتسم بدون رد و طالع في اخته االمتوتره ..و غمز لها ..و قال هو طالع ..انا استأذن الحين ..ليلى اذا احتجتي شيء دقي علي .
و خرج بسرعه ..و نظرات تلك المذعوره تراقبه
ام مطلق تسحبها من يدها ..توقفت ليلى ..و قالت : خالتي ..البنات ما بيدخلوا معنا ..
سمر و اريام .وفاء ..وراها ..التفتت لهم ..و لمحت ريهام تختفي ورا الباب ..غمضت عيونها بقهر و رجعت تفتحهم و البنات يدخلون قبلها ...
سمعت خطوات جدتها خلفها ..فرحت لانها معها ..
ليلى :تدخلين معي يا يمه .
الجده :ويه ما يبي لها كلام ..ابشوف رجال بنتي
حضنتها ليلى :الله لايحرمني منك يارب .
و سارت معها و حاضنه على يدها و ام مطلق الباسمه قدامها ..
دخلت المجلس ..و عيونها على الارض ... ..
الجده اقتربت من مطلق :كيف حالك يمه ؟
مطلق بإبتسامه احترام لسنها ..باس راسها و قال :يسرك الحال ..يا عسى عمرك طويل .
ابتهجت الجده من طلاقته و رجولته الواضحه:مبروك عليك بنتي .
ابتسم وعينه لم تصيب تلك الواقفه ..محاولا الهروب .قال :الله يبارك فيك ..
ام مطلق تغمز لمطلق و تشير لليلى المختبأه خلف جدتها و قالت :مطلق يمه ..سلم على عروستك ..
مطلق ببرود رجل لم يقحم في مثل هذه الظروف و عينيه ترتكز على تلك الهاله الحسناء ...:مبروك ..
التفت الجميع ناحيه ليلى و بصوت يكاد يسمع :الله يبارك ...فيك ..
سحبتها جدتها قدامها ..و قالت :سلمي على زوجك يمه ...
عيونها بتخرج من مكانها ..يالله ياجده ..انا من غير شيئ مخنوقه ..تزيدنها علي ..
مطلق بفاعليه جريئه مد يده لها و بكنترول متحكم ..و كرده فعل تخافها ..لامست يده ..
فسرت تلك القشعريره التي تتلمسها كل امراءه عندما تقابل رجلا غريبا في حياتها ..و تتقبل وجوده بصعوبه ...
سحبت يدها ..بسرعه ..وضمتها تخفي رجفتها ...جلست بالقرب من جدتها التي تجلس بجانبه ..
تركت عينيها تسرق النظر اليه خلال انشغاله ..لا يتكلم كثيرا ..صوته له وقع في القلب ..نذير مخيف ..
كلماته مقتضبه ...و ابتسامته لا تظهر كثيرا ..شامخ بكبرياء واضح ..يذكرها بشخصا ما ...متواجدا بين طيات عقلها
لكن اين ؟

و حدقت به ...ألتقت اعينهم بعد حرب نفسيه طويله ...
سأموت اليوم لامحاله..قلبي سينفجر بين اضلعي ..ذعر يتربص بي و يسلبني ارادتي ..
عينيه عميقه ..كأغوار غابه سوداء مخيفه ..حاده كالصقر ..تبث رعبا بلا قصد ...تضللها حاجبين كالقوس مشذبه بعنايه آلهيه ..
لوجه متناسق التقاطيع ...و جسمه الهائل يكشف تفاصيله ثوبه الابيض .. و عرض كتفيه يعطيه هاله من الشموخ و الهيبه ..و يناقض لون بشرته السمراء ..
ارتفعت زاويه فمه ..انه يبتسم ...
ارخت عيونها و هي تسب نفسها على فضحها وهي تراقبه ...
هواء بارد ..يلفح وجهها ويجمدها ...يا الهي كم مشاعري مبعثره ..
اريد الفرار ...اشعر بأني في المكان الغير مناسب لملأ الفراغ ...

تركوهم بمفردهم . ...اهذا عدل ..لا يعرفون ما ينتابني الان ..كل شيء يمر امام عيني و لا اراه ..
سكون يخيفني ..يملأه وجهه...
لا تتركوني ..وحيده .فأنا لااستطيع ان اقف على قدمي بمفردي ..

!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

**********************************

في المنطقه الشرقيه :

سلطان و زياد على البحر ...
بصره يمتد على طول البحر و ينتهي فيها هي ..الوحيده اللي يقدر يشوفها .
يتنفس عطرها المتغلغل في اعماق صدره ...
ضائع في متاهه حبها ونسيانها ...كيف ينساها و هي تتمرد على ذاكرته
كيف ينساها و قد نبذته من حياتها بدون مبرر يراه ..
كيف يفعل و جنون حبها يستحوذ على عقله ..
ألتفت جهه زياد اللي وقف يرد على موبايله ...كان يطالع سلطان و يتكلم بهدوء و تركيز.
خلص مكالمته ..و جلس
سلطان :مع مين كنت تتكلم ؟
زياد وبدون ما يطالعه :كنت اكلم البيت ...
سلطان رجع لسرحانه ..و زياد قلبه يتآكل حسره على صديقه
و في باله ..الله يعينك يا سلطان ..لوتدري لتموت من قهرك ..الامس رفضتك و اليوم بتتزوج غيرك .
و تغاضى لحتى يهدأ الطوفان و يلتم الشتات ...و تجمع تلك الحروف الناقصه لتكوين جمله مفيده او كلمه تائهه دلت العنوان
"حاله سلام "..يقصدها هو ..لذاك المنسي امامه ..
وذاك المسكين في حاله حرب مابينه وبين مشاعره و قاتلته البريئه ...


ماذا ينتظر ابطالنا ..بعدما شق في افق حياتهم طريقا نحو قادم مجهول ؟؟؟ و القادم آت لا محاله

مطلق وليلى..اهي حياة جديده لهما ؟ ايلتقي النقيضين ويكونان معادله متكافئه ..
ام ان هناك اشاره تغير مجرى الامور ؟والخافي اعظم ..

سلطان ..ذلك العاشق المجروح اينتظر نورا من السماء و يهتدي به ..أم سيرضى و يسلم للقدر ؟

زهور..في مهب الريح ..عبقه بأسى و جراح ناضحه...بعضها مزهو بالحياة والاخر في غياهب الظلام
لايعلم كيف يتفتح وينشر عبيره ...خلاصتهم في الحياة .."كما قال شكسبير
الحب أعمى ...والمحبون لا يرون الحماقه التي يمارسونها ....)""


 توقيع : همس الحرف

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-Dec-2018, 05:05 AM   #14


الصورة الرمزية همس الحرف

 
 عضويتي » 6803
 جيت فيذا » Oct 2018
 آخر حضور » 14-Jul-2021 (09:20 AM)
آبدآعاتي » 91,582
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » همس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
MMS ~
 

همس الحرف غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح



البارت الثالث عشر :

ليلى :

ساكنه في مكانها ...مرتعده ..تشعر بأن انفاسها بالكاد تخرج من جوفها ..
وان تحررت اطلقت فحيحا ..ينذر عن توترها الشديد ...
بروده تلك الحجره تجمد اطرافها ..و ذلك الماكث بقربها ..قطب جليدي بمفرده ..
ماحالها لو اطلقت العنان لنفسها وولت شارده ...
ايعود ذلك ..للخجل المفرط..ام سوء تصرف ام ماذا ؟
يا الهي ..متى ينتهي هذا ..اشعر بالاختناق ..

مطلق :

بعيده هي عنه ..اهلكه التساؤل ..لو قست المسافه بيني و بينها كم ستكون ؟
داعب عطرها انفاسه ..فطردها لتعود مجددا ..لا مفر .فهي متعاونه مع الهواء ضدي
ارخى يده على المسند و هي تحمل ..سبحته الحمراء ..رفع بصره لتلك الجالسه ..امامه
طاف بصره على فستانها ..ابتسم فجأه ..المسكينه ..ستقطع يديها من شده توترها ؟لو تعلم انها لو ركضت من امامي فذلك لا يهمني..
خمس دقايق ..نعم قالوا خمس دقايق و بعدها انصرف ..لديك اعمال كثيره في الشركه
صحيح ..مناقصه مهمه جدا يجب دراستها ..استند على يده يتأملها و تفكيره محتار من يكون ياتري من يكون ؟
المهندس خيري او المهندس زياد ..من الافضل ..المقاولات تحتاج لشخص قادر..الى اين وصل ..صحيح الى صدرها ..
اثارته حركته الغير مستقره صعود و هبوط ..ابتسم مجداا ..سينفجر قلبها ..حتما ..
بياض صافي ..استقرت عليه نظراته ..كتفيها صحيح ..ماشاء الله .
ارتفع حيث يستقر رأسها ..جيدها الطويل ..ارى من هنا عروقها النابضه ..بشرتها العاجيه مضرجه بالدماء . ..
شفتاها لامعه ..مغريه ..ألا تثير غرائز مدفونه منذ امد بعيد ...لا فائده ؟
تنحنح فجأه للتنتفض غرائزها و تدير وجهها له ..
وليتها ما فعلت ...عيناها سوداوان ناعسه اخطوطه الكحل الدقيق جعلها اكثر اتساعه ترفرف رموشها الكثيفه حولها ..
وغرتها القصيره ساكنه على جبهتها ..حدق فيها ..غير مدرك بالكامل لمدى حسنها ..غزاله مرتعده خوفاً..
ذاهله ..الخوف في عينيها يزيدها حسنا ً..ماذا تراني اذا كانت في نظري غزاله ..هل تراني اسدا ام ضبعا ً..
اكتملت اللوحه اخيرا ..اابتسم مجددا و تدارك اخيرا الموقف .. لكن مالذي يومض في عينيها ..؟!!!
رجل ميؤؤس منه لامحاله ..لا فائده ..فذلك الذي بين ضلوعي قد اصابه السأم ..و ركن الى الجمود ..فلا تلوميني .
اراها جميله فهل اقولها بسهوله ..ما الفائده ..فهي تعلم انها كذلك ..؟
هل انتهي الان ..و امضي ..المهم سأقول لها ما اريده ..اتقبل بحياتي من البدايه
قال بصوت واثق و كأنه يعقد صفقه ناجحه :انتي تعرفين طبيعه عملي و حياتي ..انا عايش مع اهلي و طبعا انا الوحيد ..
ضحكت في داخلها على سخريه الموقف ..و في بالها لو تدري اني ما اعرف ولا شيء عنك ..
كمل بلهجه عميقه ..و التفت ناحيتها :حياتي تكون صعبه..وضع شغلي ما يعطيني الوقت الكافي للراحه...يعني لا تطالبني بشيء ما اقدر عليه ..بنسكن في نفس البيت ..
رفعت نظره لها ورجع راسه للوراء ..نظرتها غريبه ..اعماقها تحمل اسرار و معاني ..
التمعت عيونها ..وصل للهدف المطلوب ..ايعني لا يمنح الرجل المرأه فقط الحب ..ستعيش من دونه ..ستكون سعيده بدونه
.... ارخت راسها ..تفكر بجديه
سألها بهدوء يفتح باب النقاش :تخرجت من الثانويه صحيح ؟
بالكاد طلعت الكلمه :ايه
هز راسه و ضم يديه كأنه يفكر :عندك نيه تكملين دراستك ؟
ابتسمت و رفعت راسها بشموخ :اكيد..
راقب ابتسامتها و قال بأليه بطيئه :اكيد بنلقى حل ...ارتخت نظراته بتمهل على وجهها الحسن
وقف وقال و هو يناظرها و توقع منها انها توقف معه لكن سكونها مريب :اذا احتجتي اي شيء ..كلمي سعود ..
وقفت امامه وليتها ماوقفت ..سد ذلك الضوء الذي اعتقدت انها تمدها بقوه ..والان امامه خالت نفسها فأره مرتعده
مد يده لها ..لتحتضن يدها بقوه ..بآليه سريعه كمصافحه الرجال ..بنظره ارسلتها بمعنى واضح .."ألمتني يا رجل "
ترك يدها بسرعه و كأنه ملسوع ..وابتسم لنفسه و تحرك من امامها تاركا فراغا كبيرا ..
.....يالله في امان الله .
خرج وتركها بسهوله ...و همست للفراغ :مع السلامه.

ما تحركت من مكانها بسبب الخوف الغريب الذي يجري في عروقها.
ما تعرف هل هو بسبب الفكرة اللي سبق وكونتها عن شخصيته؟ أو بسبب طريقته في الكلام واللي هي متأكدة من إنها كلها نوع من الديكتاتوريه ..
هل هو برود لسعها منه ام تخاله برودها هي ؟
أو إنها ما عادت واثقة من نفسها معه ؟
لم تجد غير الخوف في داخلها وقلبها يدق بشكل فضيع وهي متجمدة في مكانها من غير حركه ..وانفاسها ضاقت بعوده القوي .
هل صدق القدر حقا ؟
اتراه امامها ...ستصبح ملكا له ..
"مطلق "لم تشعر بالفراغ ..امعقول اهذا ما كمل عنها فضاءاتها الفسيحه ..
ايكون هذا حاضرها و مستقبلها ..
لم ترى بأنه لم يشعر بوجودها حتى ..


للحظه حست بالفرح ..كأنها اصبحت حره ..لا رقيب ..او شروط قسريه تضغط عليها ..و تطالبها بشيء لم تعد تريده
او تطالب به في الحياة ...لا وعود او عهود ..فكلهما فراغ في فراغ


لم أكن أحلم لكن كان في عينيّ شيء

لم أكن أبسم لكن كان في روحي ضوء

لم أكن أبكي لكن كان في نفسي نوء

مرّ بي تذكار شيء لا يحدّ

بعض شيء ما له قبل وبعد

ربّما كان خيالا صاغه فكري وليلي

وتلفتّ ولكن لم أقابل غير ظلّي


**********************************

خرج من البيت ..وتنفس بهدوء..مسح عيونه بيده و وقفت على انفه يشم ريحه عطرها العالقه في تقاسيم يده ..
ابتسم ..و تذكر عيونها ..تحمل اكثر مما يقدر على وصفه ..او بالاحرى لا يريد ..ان يصفه ..
سيكون بمأمن من انوثتها الطاغيه ..فليبتعد عن التدقيق معها بالذات ..
سأقصي نفسي بمنأى عنها ...لست بحاجه لأحد يذكرني ما ضاع مني ..لانه ليس بيدي .

رن جهازه ..احب ذلك الدخيل دون معرفه من هو ..ابتسم بإمتنان و هو يجيب
ناصر :مبروك ..ألف مبروك يالغالي
مطلق :الله يبارك فيك...عقبالك
ناصر :يالله اعترف..كيف كانت زياره القمر ؟
مطلق في باله و نسمه تداعب تفكيره الرجولي ....جاوبه :زي وجهي اكيد
ناصر بضحكه :اعوذ بالله يعني انخسف القمر
ضحك مطلق بصوت عالي :الله يقطع شرك ...متى جاي انت ؟
ناصر :و الله اني مسكين ..وصلت لي ساعه و مالقيت احد في استقبالي ..شفت والله اني احزن .
مطلق بجديه :ناصر تتكلم جد ..طيب ليه ماكلمتني كنت جيتك بسرعه .
ناصر بضحكه :امزح معك ..لكن لو صدق تبيني اخذك من بين احضان الحبيبه ..لا.....
مطلق بغضب مفاجئ ..قفل الجوال في وجه ناصر
مايدري هالجمله نرفزته بالفعل ..رغم انها مزحه وبعيده كل البعد عن مشاعره .
قاطعت تفكيره نغمه رساله ..فتحها "ألف مبروك ..يالحبيب "
ابتسم ..و رفع رأسه يتأمل السماء المظلمه ..ليفاجئ بالقمر المكتمل امام ناظريه ...

****************************

ريهام و اريام في زاويه ...
اريام بقهر :يا شيخه ..افتكيتي منها ..و لزقنا فيها ..
ريهام :اريام ..لا تسوين اللي سويته ..غلطه عمر ..لما تظنين انك تتحكمين بالقدر .
اريام بسخريه :من متى ؟ بعدما صار سلطان لك لحالك ..جايه توعظين .
ريهام بجديه :لا يااريام لا يروح فكرك بعيد..سلطان ماكان لي و لاعمره حيكون لي ..انا اغلطت في تحديد مصير غيري
اريام :يعني شلون ؟..كل الخطط اللي سويتيها ..طلعت ما منها فايده
ريهام :تعرفين كل شيء تقدرين تغيرينه الا الحب مالك سيطره عليه .
اريام بإهتمام غريب :يعني انتي تقولين ..ان ليلى تحب سلطان ..و هو يحبها
ريهام تحاول تخفي ألمها بعدم الاعتراف الصريح :ما ادري ..يمكن ..
اريام بإبتسامه :على كل حال ..فضي لك الجو..ألعبي على كيفك ..و خلي ليلى على طرف
ريهام:اريام ..انتبهي ..لا تحاولين تدمرين سعادتها ..
اريام بلامبالاه :و انا ويش لي فيها ..سعادتها مو على حساب تعاسه اخوي ..على كل حال ارتاحي انا ماعلي فيها اصلا
وبأمانه ما تهمني ..اخوي احسه مرتاح من غير زواج ..
طالعت ليلى بمكر و كملت بفحيح :في غيري يستنى الفرصه المناسبه ..و كل شيء في وقته حلو .
ريهام وعيونها تراقب ليلى بندم ...
وفي نفسها ..سامحيني ياليلى ..على اللي سويته .. ماادري اختيارك لمطلق كان بمحض ارادتك
او الظروف اجبرتك واوقعتك في فخها ..

************************

ليلى بإبتسامه لسمر اللي ضلت تحكي عن اخوها ..و تجزم ليلى و تقطع الشك باليقين ..ان كل كلمه تفوهت بها لم تسمعها
لكن عندما يلفظ اسمه ..تصحو حواسها من غيبوبتها ..للحظه و تعود ..
سمر :يحب القهوه اللي تسويها امي ..
و يحب النسكافيه ..ما يحب السكر كثير ..
تدخلت سلوى :شكله معقد ونفسيه بالله مافي احد ما يحب السكر
ضربتها سمر :و الله مالمعقد الا انتي ..ليلى شوفيها
ليلى بإحتجاج :سلوى عن الغلط ..تراني ما اسمح لك ..
سلوى تصفق و هند تصفر معاها ..و تدخلت سمر معهم ..و احرجت ليلى من العيون المركزه عليها
سلوى :ياعيني ياعيني .. والله قمنا ندافع ..ايه الله لنا ..
تدخلت وفاء اللي جلست في مجموعتهم .:ماشاء الله عليكم ..فرحونا معاكم ..
ليلى :ماعندهم سالفه ..تريهم مصرقعات طول الوقت ..لاازيدك ...اشرت لسمر وكملت بإبتسامه :اكتملت الفرقه اخيرا .
ضحكت وفاء :والله سمر اللقافه تجري في دمها ..ما تشوفينها في البيت ..مسويه عصابه مع بناتي .
هند :ايه صح ..سمر تقول عندك بنات تؤام .
ابتسمت وفاء و هزت راسها بنعم ..
سلوى : ماشاء الله .تبارك الله ..ويش اسماءهم ..
وفاء :اروى و رنا و رؤى ...
ليلى :يا حلوهم ودي اشوفهم ...اكيد نسخه من بعض ..
سمر تلكزها :قريب تنظمين للعصابه ..
حست بمغص قوي من هالسالفه ..و انها تترك جديها و خواتها ..
وفاء بهمس وكأنها حست بها :وشفيك ياليلى ؟
ليلى :ما فيني شيء ..واشاحت وجهها بعيد عنهم ..
وفاء :الحياة كذا صحيح ..لو ودنا كان مارحنا من بيت اهالينا ونسكن معهم دوم ...
ليلى هزت راسها ولحظه ودها تبكي ..و ترتاح
كملت وفاء وهي تربت على يدها :ان شاء الله تلقي في مطلق ..الشخص المناسب ..ما اقدر اقولك يعوضك عن الاهل
لان الاهل عمرهم ما يتعوضون ..لكن كيف اقولها ..امممم...الشخص اللي يساندك ...و يعوضك عن اللي راح .
ابتسمت ليلى من بين دموعها ...و مسحت دمعه متمرده بسرعه بكف يدها ...مستقبلها مبهم ..كيف ترتاح .
اكتفت بالصمت ..لانه ابلغ من مليون كلمه يمكن تقولها ...


**************************

انتهى اليوم على خير ...رمت فستانها في الدولاب بدون اهميه ..و استلقت على سريرها ..و عيونها في السقف
طلعت صوره باهته ..لكن في مخيلتها ناصعه ..لا تمحى ابد الدهر ..
قبلتها بحراره دموعها المنسابه على خدها ..و انتحبت بفقدان الاحبه ..من هم سبب وجودها في الحياة
هم من يصنعون الفرحه ..بعطاءاتهم ..من يتوجونها بإبتساماتهم ..
ااه يا امي ...و ااه يا ابي ..
اليوم ..سرت في طريق جديد ..لا تخافوا ليس بمفردي ..اخي كان بجانبي
فرحتهم كانت عظميه يا امي ..اخشى ان افقدها معهم ..
جعلوني انتشي بفرحتهم رغم حزني ...
اماه ...اخبروني ان مطلق رجل يمكن الاعتماد عليه ...
ستفرحين ياامي لو كنت معي ..فأين انت ؟
هل تحسبين سنين حياتي ؟ اتعلمين الان اني في الثالثه والعشرون من عمري
هل تتمنين ان تريني ..
اماه انتي في ذاكرتي ..لا استطيع محوك بعدم وجودك
تتعاظم حاجتي لكي كل يوم ...كل يوم ..
و أنت يا أبي ...
ألتمس حبك الكبير لي من خلال جدي ..
اشعر بأن تقاسيم وجهه المجعده ..قد ذهبت ..
عيناه تنطق براحه ..
كم احبه يا ابي ..اراك من خلال عينيه
و اشعر بأنك معي ..
و اخي ايضا معي ..ساعدي الايمن ..كما تركته يا أبي ..مثقلا بهمومي ..
يؤسفني ان اسبب لهم خيبه الامل ..لكن لم يكن بمقدوري الاحتمال...سامحوني

نداءات روحها و حاجات لا بد منها للحياة ..إلتمستها برغبه كبيره
فحضنت الصوره ..و استسلمت للنوم .

************************

فاتن تمسك جوالها بإحكام وسط غضبها :اريام ..انتي شو تقولين ؟
اريام :فاتن ..طيب انتي سألتي و انا جاوبتك ..
فاتن :الله ياخذها بنت اللذين ...طيب ما حددتوا يوم الزواج
اريام :لا ..صراحه ماادري ..لكن مطلق ما تكلم ..و بيني وبينك ..احس ماهو راضي في هالزواج
شكله ما يقول انه فرحان .
فاتن :هو اللي جابها لنفسه ..الله لا ..
اريام بصرخه :فاتن ..لا تدعين على اخوي ...هو ما له دخل في الموضوع ..
حتى ولو ..ما تقدرين تتزوجين واحد ما يحبك
فاتن بإنفعال :انتي ويش قاعده تقولين ..يعني اخوك قيس عاد حب هذي ليلى ...هو رفضني علشان هذا السبب
في كثير من الزواجات صارت بدون حب و عايشين و ماعليهم ....
اريام بتعب :انا ضعت معاكم ..ازعجتوني بقصتكم صراحه ..انتي من طرف و ريهام من طرف ...
ياشيخه ويش هالفراغ اللي عندك انتي وياها ..حب وكلام فارغ ..
فاتن بهم :انتي ما تحسين يا اريام ..حاسه بنار شاعله في قلبي ...
ما اصدق ان مطلق اللي بنيت عليه احلامي ..بيتزوج غيري .
و قالت بهمس :هي حلوه ..يعني احلى مني ..قصدي مين احلى ؟
اريام و هي تحك راسها :كل واحده فيها شيء حلو ..
فاتن بقهر :يعني حضرتك قلتي شيء مهم ...هي حلوه ..اكيد ..لا لا انا احلى صح ..؟ صح يا اريام
اريام بمواساه :صراحه انا اشوفك احلى منها...لا تزعلين يا فاتن ..الله يرزقك باأحسن من مطلق .
فاتن :من قالك اني ابي غيره ...مستحيل تعرفين ايش معنى مستحيل .
وبكت بهستيريا :انا ماابي غيره ..بيرجع لي اجلا او عاجلا ..ما كون فاتن ان ما جبته ..
اريام :فاتن ..شو هالكلام ..تحسبين مطلق ..اكسسوار ولا سياره ..تبكين حتى يجيبها لك ابوك .
اتركي عنك الدلع و خليك عاقله .
فاتن بعدما ضجرت من كلام اريام ...قالت بصوت متعب :انتهينا يا اريام ..جوالي الثاني يدق ..باي

وقفلت و هي تقضم اظفارها ..و عيونها تضيق وتتسع مع كل فكره ...

بهذي او بتلك ..سوف اعيدك إلي ..
لاتهمني الوسائل ..فغايتي اصبو إليها لك انت وحدك
ستكون لي ..لي وحدي ..

"وسط معمعه اريد او لا اريد ضاعت ابجديات ...(انا اريد و انت تريد و "الله" يفعل ما يريد )

*****************************

ابتسم وهو يرمي الجوال بعدما ارسل الرساله له ...
مطلق ..ايها الصديق
ما حالك ؟ اتراك عابرا بدون حدث يذكر
الم تلين ..او تصبح شخصا اخر بعد كل هذه السنين ..
اما زلت بذلك القناع الجليدي ..والمبالاه المعدومه..
ألم يرجف قلبك لانثى بقربك ولو لوهله فقط ليشعرك برجولتك ..المطموسه بين طيات السنين ..
دق الجرس ليقوم يفتح الباب ...و حالما فتحه ارتمت في احضانه تلك الشقراء العابثه..
ابتعد عنها بجسده و ام***ا من كتفيها و بعدها بالقوه وهويلاحظ دموعها ...
ناصر :ماريا ...وشفيك ؟
بكت ماريا وهي تدفن وجهها بين يديها ...قالت بصوت باكي :لم اعد احتمل ..لم اعد احتمل ناسر
عقد يديه على صدره وقال بهدوء:اهدأئي ماريا ودعيني افهم ..
خطت بثقه للصاله و رمت نفسها بتهالك على الكنبه وسط استغراب ناصر ...حركت شعرها الاشقر ليبرق تحت
اشعه الشمس النافذه بداخل الشقه ..راقبها بتمعن وكل حركه صادره منه تشد انتباهه لها ...
رفعت بصرها لتبرق زرقه عيناها و الدموع تزيدها جمالا :لم اعد احتمل تصرفاتك تجاهي..لما تفعل ذلك..
استند ناصر على الجدار و عيونه مازلت ترقب كل حركه منها اجابها بمثل الهدوء السابق :ماذا فعلت ؟انا لا اذكر اني فعلت شيئا لك
ماريا :ألا تفهم مشاعري نحوك ..انا احبك ناصر احبك ..
خطا بثبات وجلس مقابلها وقال بجديه :ماريا ..ماتشعرين به ليس حبا ..انما هو ااعجاب ..
صرخت بإنزعاج :ناسر..انا لست صغيره ..اعرف متى احب ومتى اعجب ..
ابتسم و بداخله مشاعر متناقضه قال بصوت هادئ :ماريا ..اهدأي ..
كلماته كالسحر مفعولها عليها ..استجابت خانعه و عيناها ترسل توسلا لعينيه>> ان افهمني ارجوك ..

في ظاهره صلابه ..لاتكسر ولو بمنجنيق السحر و الفتنه ..
و داخله هش ..حاجته تتفاقم ..
يتيم الام والاب ..فاقد لمن حوله ..
مبعثر الحواس ..و غائب عن العواطف ..هاربا منها
مبتور ..يحتاج وحاجته تفوق قدرته على العطاء ...
عقد حاجبه لفكره طرأت في باله ...
عاقد العزم والنيه ..العوده ..العوده لابد منها
الوطن و لم الشمل ...سيطوي سنين الغربه ويدفن هذه الشقراء بين طيات الماضي ..

******************************

صباحات جديده مطله ..بظاهرها وباطنها نحن منها وفيها ...
في القريه ..حيث الصديقه موطنها..
قامت من النوم مفزوعه ..هذي المره الثانيه اللي تحلم فيها ..
شدت عليها البطانيه ..و عيونها تراقب تعرجات الجدار ...الغير مستوي ..
وجلست فجأه..وهمست بـــ ليلى ..
عيونها على ساعه الجدار..قامت بسرعه ..و ركضت لحجرها اخوها ..
استندت على الجدار ..لما لقيت الحجره فاضيه ..
اخذت ملفعها و على طول خرجت للحوش ..
نجمه :يمه ..يمه ..
ام نجمه :خير ..وشفيك من صبح الله ؟
نجمه :يمه وين عبدالله
ام نجمه :راح مع خوياه ..يقول بيروح البر وياهم
تأففت نجمه و جلست جنبها :يعني ما قدر يروح إلا اليوم
ام نجمه :ليش ويش صاير ؟
وقفت وقالت :مافي شيء..صويلح بيجي الليله صح ؟
:ان شاء الله ..
همست بإن شاء الله ..و نظراتها تصل لحد الجبل الشامخ من بعيد ..
هناك احساس يجعلها تقلق ..تتوجس حذرا..
تعرف انها في حاجه ملحه لها ...لكن كيف ترتاح ووسائل الاتصال لديها معدومه ..


************************

في المنطقه الشرقيه

جوال زياد يدق ..و هو في الحمام
قام سلطان من سريره ..وبدون ما يشوف اسم حرم دافنشي يضيء على الشاشه
بعيون شبه مغمضه فتح الاتصال
سلطان وبدون اهتمام :زياد مايقدر يرد...
ريهام بخوف :زياد وشفيه .؟.
سلطان و بدى يستوعب:مافيه شيء ..لكن هو في الحمام
ريهام برعب :طيب انت مين ؟؟
سلطان :انا ولد خالته ..سلطان ..مين معي ؟
و انقطع الاتصال فجأه ..
طالع في الجوال ..و كشر ورماه على الكومدينه جنبه
ورجع ينام بهدوء ...

في الطرف الاخر :

اهتز قلبها و ضمت جوالها لصدرها تحتوي اشواقها ..
حراره في جسدها انتقلت لعقلها ..لتشعر بنبض المشاعر من خلاله ..
مااقسى ان تكون الوحيد الذي تتلوى من العذاب ..دون ان يعلم احد بك..


لم أعرف أن حبّك تفشى فيّي كمرضٍ خبيث ..
راح يخنق كل أمل للحياة ..
يدمر كل أجهزة الدوران و التنفس و العشق بآن واحد ..!
لكن الأيام أخيراً تقرر أن أشفى منك ..
أن أتخلص من آفة عشقك اللعينة ..
و أن أسترد صحتي .. حيويتي ... قلبي و كبريائي ..
تقرر الأيام علاجي فتحقن دمي بخداعي ...


**************************

عقبك الدنيا عساها ما تكون ...
واشحلاها غير شوفك يا غرااام..
يشهد الله مسكنك وسط العيون ...
وانك اول من صحي فيها ونام..
لو تبي من عمري ايامه تموون ...
فدوتك عمري ولا فيها كلام..

تنهدت بيأس و حضنت جوالها ..هذي الرساله رقم..
غمضت عيونها ..الرساله رقم كم ؟؟؟
فتحت الرسائل المرسله و تنهدت بقهر
مسحتها كلها ..خايفه تشوفها اختها وتسوي لها سالفه
رجعت تتنهد وهي ترجع للورى ..و تسلتقي على سريرها
يارب متى يحن قلبه ؟و يشفق على حالي ؟
متي يحس اللي في قلبي له ..
تعبت وانا شايله في قلبي و ساكته ..
اصعب شي انك تحب و تتقلب على جمر العشق لحالك ..و مافي احد حاس فيك ؟؟


دخلت جود وهي ما*** كتب في يدها لاحظت شرود اختها ..
نادتها بعصبيه :وداد
فزت وداد بخوف و هي تناظر اختها :بسم الله ..خوفتيني خير ايش عندك ؟
جود :سلامتك ياطويله العمر ..
وداد رجعت تنام ولا همها ..ضربت جود الارض برجلها بنرفزه
قالت :وداد ..صدقت نفسك ..قومي شوفي طلال جاب اغراض المطبخ ومافي احد يرتبها
وداد بتعب :مالي شده ..روحي انتي ؟
وطالعت الكتب اللي في يدها وقالت :ايش الكتب هذي ؟مين جابها
جود تقرا اسم الكتب :ارسلتها رغد لي ..
قامت وداد بلهفه و مسكت الكتب ..:بالله ..ايش دوواين شعر و روايات ؟
كانت الكتب كلها كتب علميه ..محاليل و انابيب و لغات مدمجه ..
رفعت راسها لتقابل ابتسامه جود الواسعه وقالت :ويش هذا ؟
جود بفرحه :كتب كيمياء ..ماهي حلوه
وداد تهز رأسها بشفقه وباست يدها وجه وقفا :يالله لا تبلينا يا رب يا كريم ..الناس في االاجازه يدورن الوناسه
و هذي تدور على الغثا و المغمه ..
جود :ايه خليك كذا ..عقليه متحجره .ما تفهمين شيء ..
وداد بإبتسامه :لا الحمد الله ..انا عارفه نفسي ..رياض الاطفال هو حلمي ..لا كيمياء و لا رياضيات .
جود :وقل ربي زدني علما ..
وداد جلست وراقبت اختها تقرأ الكتب بإهتمام ..سألتها :الحين صاحبتك هذي ما تقولين انها عربي كيف بالله
ارسلت الكتب ..
جود ردت عليها بدون ما ترفع راسها :قالت لي ان اخوها ..معه كتب من ايام الجامعه ..و ارسلتها لي
وداد استندت على يدها و سألتها بإهتمام :بالله . .اممم و اخوها هذا الحين ويش شغله بالضبط
جود بنفس الحاله :مهندس ..
وداد : اهاا ما شاء الله ...ايه عيال عز ويش عليهم ..
سكتت وكلمت بلغه عربيه فصحى :ولد وفي فمه ملعقه من ذهب ..
ضحكت جود و قالت بمثل طريقتها :نعم ..انه كذلك ..فاغربي عن وجهي
وداد :فكه من وجهك يا المعقده
مدت لسانها لاختها لجود و خرجت بسرعه ...
وداد رغم كبر سنها الا انها تتصرف كالمراهقات ..
وجود تلك الصغيره المهتمه بأدق التفاصيل
تشعر بأنها المسؤؤله ولاتعلم الى متى ..

عائله ابو طلال :
الاب سعيد متوفي بسرطان الرئه ..
الام :خديجه ..ربه منزل ..كانت تعمل كخياطه للملابس ..لكنها تركت شغلها بعدما توظفوا اولادها ..
طلال :و اكيد عرفتوا مين طلال ..من خلال مجريات الروايه ..
شاب في الخامسه والعشرين من عمره ..يعمل سكرتير في شركه مطلق الغانم
كان حلمه انه يصبح طبيب لكن وفاه ابوه غير مخططاته المستقبليه ...محب و هادئ و طيب القلب .
يشتغل و في نفس الوقت يكمل دراسته في الادب الانجليزي..
وداد :24 سنه ..معلمه رياض اطفال ..حنونه و تحب الاطفال مووت ..رومنسيه و حالمه لابعد درجه..
جود :23 سنه ..جادة و عاقله ..طموحه لاتحركها المشاعر تفكر مرتين قبل تسوي اي شيء ..
في الجامعه قسم كيمياء ...شغوفه بالاختراعات و كل جديد مهم ومفيد ملفت للنظر..

**************************

ليالي طويله حيث مرت على البعض ..
عيون نامت بهناء لم تذقه منذ امد بعيد ..و عيون مشتته أرقها السهر في ليل السهاد..
و مضت ايام سهله على البعض دون شيء يذكر ..
عم هدوء غريب ...تفاءل به بعضهم و الاخرون ..ينتظرون ...

مطلق ...دثر نفسه بهموم عمله ...غير عابئ بوجود تلك الدخيله في حياته
متجاهلا تلك الاشارات الوامضه في طريقه ان يغير مساره ..
ليلى ..راقصه على الشوك ..هانئه به ..
مغلقه باب النداءات الذي تريده كل انثى ..الاهتمام ..و الرعايه ..
مدعيه بعدم الحاجه له ..به او بدون فسوف تمضي >>> هي تعتقد

دخلت سلوى بسرعه وقالت :يا انسه ليلى ..او مدام ليلى..الاخت سمر تبغى تكلمك...
وقفت ليلى ..و خرجت للصاله .مسكت السماعه ..
سمر :صباح الخير ..يا حرم مطلق الغانم
ضحكت ليلى و قالت :صباح النور ..هلا سموره
سمربفرحه :كيفك ؟ وحشتيني
ليلى : تسملي حبيبتي ..و انا اكثر والله ..كيف خالتي و اريام
سمر :كلهم تمام يسلمون عليك ..احم احم ..غريبه ما ذكرت قيس بن الملوح
للحظه تخيلته قدامها ..فاشتعلت خدودها و قالت :حلوه هذي قيس ...
و في بالها صراحه ما تركب عليه قيس وين واخوك وين ؟
ضحكت سمر ..و قاطعتها ليلى :تعالي اليوم عندنا ؟
سمر :والله ودي ..ابستأذن من امي ..و اخوي و ارد عليك ...طيب اسمعي ليلى ..معك جوال ..
ليلى :ايه عندي ..لكن ما افتحه كثير .
سمر :خلاص من بعد اليوم ..خليه مفتوح ..ماتدرين يمكن في ناس ولهانه تبي تكلمك .
سمعت صوت عند سمر ..شكلها امها ..
سمر بزعل :ليلى ..امي اعطتني علقه ..تقول عن القله الادب ..
ليلى :و هي صادقه خالتي ..عن القله الادب ..
سمر :ماعليه ياليلى حسابك عندي ...الحين انا بقفل و ان شاء الله ازوركم الليله .
ليلى :يا هلا والله فيكم ...
سمر :باي يا حلوه
ليلى ..:في امان الله .
و قفلت منها ..و شردت و هي تفكر وعيونها على الهاتف ..
دخلت عمتها وقالت :خير وشفيك متسمره عندك ؟مين اللي داق عليك؟
ليلى تمر من جنبها وترد عليها :سمر
عمتها : امها جايه معها ..يمكن يحددون الزواج
ليلى عملت نفسها ماسمعتها و تركتها ..

*****
دخلت المطبخ و شافت سلوى جالسه تتصفح كتاب طبخ
ليلى تتكي على الطاوله :ويش تسوين انتي؟
سلوى و عيونها على الصفحات الملونه :و الله اكل ...اممممممممم لذيذ
اقتربت ليلى منها وطالعت الكتاب :شكلها حلوه ..لكن صعبه ..امممم شوكولاته ..الله يخسك يا سلوى جوعتيني
ابعدي عني الكتاب ..شوي ولعابي يسيل .
سلوى بتجاهل :باقي ما شبعت ..اصبري شوي .
جلست ليلى في الجهه المقابله و قالت و هي تناظر اصابعها الطويله ..:سمر يمكن تجي الليله عندنا ؟
ناظرت سلوى من فوق الكتاب :صدق ..و الله وناسه و بيجي حبيب القلب
ماحست الا بليلى تسحب الكتاب منها :لاتقولي حبيب القلب ..الرجال ما عرفته الا من يومين..
و من بعدها ما شفته ولا سمعت صوته و انتي حبيب القلب و حبيب القلب ...ما صارت عاد
سلوى بنظره سحبت الكتاب منها و قالت و هي تحرك حواجبها:علشان كذا معصبه ..
لانه ما جاء شافك مره ثانيه او حتى اتصل ..خلاص ياماما ..ابقول لجدي ..زوجوها بسرعه قبل ماتجن علينا .
ليلى وخلاص فقدت اعصابها مسكت شعر سلوى ..و هزتها بخفه ..وسلوى تضحك ..
وسوت نفس حركتها و سحبت شعرها من الشباصه ..و كل واحده تصارخ من الوجع ..
دخل سعود و هو متفاجئ ..عاده يشوف سلوى وهند ..لكن اليوم الموقف غير ليلى و سلوى
ضحك وجلس و حط رجل على رجل وهو يتفرج ..
ليلى بصوت مقهور :سلوى نتفت شعري ..يا دبه فكيني ..سعود الحقني
سلوى :دبه ها ..اوريك الدبه يا لعصلا ...سعود لا تفكها احسن لك
ليلى :فكيني ..و الله انادي جدي
سلوى :خوفتيني عاد ..مايصل هنا الا شعرك خلص
صرخت ليلى ..من الوجع
تدخل سعود و وقف بينهن وكل واحده تحاول تمسك الثانيه ...
سعود بضحكه :عسى ما شر ..مين مسوي لكم عمل ؟ صراحه المفروض هذي المضاربه تصير حدث في مثل هذا اليوم .
سلوى بضحكه :هذي اختك من تملكت شافت نفسها علينا ...
اتسعت عيون ليلى و اشرت لها بتهديد ..سعود طالع ليلى ..ابتسم اول مره يشوف اخته بهاالطريقه ...
ليلى :قله ادب ..انا اوريك فيها ..وخر يا سعود خليني اربيها
سعود :حلوه ..توك تبين فزغتي الحين مسويه مستقويه ...
سلوى تستفزها :انا ادري عنها ..طالت و شمخت ..مالت عليك انتي و زوجك ذا اللي مفتشره فيه
سعود يضحك و هو يشوف تعابيرليلى المحرجه
كملت سلوى :بالله مالقيوا الا اسم مطلق ..شو هالاسم ..قلت الاسامي عاد ..الحمد الله و الشكر
مدت يدها الا تمسك شعرها ..وبالفعل مسكتها وقالت بقهر من اختها :انتي الحين ويش دخلك فيه ..مطلق ..صاروخ
اسمه وعاجبني ..من زين اسمك ..عاد يا بلوى ..
سعود خلص سلوى من يد ليلى ...و الابتسامه على وجهه
دخلت عمتهم وهي تقول :وشفيكم ..صوتكم طالع للشارع ..ويش صابكم ..بسم الله الرحمن الرحيم
البنات طالعوا اشكالهم ..وضحكوا مع بعض ..شعرهم منكوش و وخدودهم حمرا ..
سلوى :مافي شيء يمه ..لكن اعلم ليلى الدفاع عن النفس ..
ليلى التزمت الصمت وطالعت سعود و هو يضحك عليهم ..مسح دموعه من شده الضحك وقال : اليوم تفرجت على مسرحيه
مجانا ..وانا حدي عاد كنت طفشان ..اما الحين مبسوط على الاخر ..صراحه مافي احلى من مضاربه البنات .
وخرج من المطبخ واشكال البنات في باله ..
سلوى تبوس يدها ..وتؤشر لليلى بأن اخوها انجن ..وليلى بنفس الحركه تهز راسها بنعم ..و كل هذا بصمت و إبتسامه كبيره .

******************************

في المنطقه الشرقيه ..

جالس في البلكونه ..في ليل بارد طويل من لياليه ..
دخل زياد ومعه كوب القهوه ..مده له
التفت سلطان جهته وابتسم و اخذ الكوب ..و رجع يطالع قدامه
تكى زياد على الجدار ..و قال :تعرف يا سلطان ..اني احب واحده ما شفتها إلا مره واحده..
ضحك سلطان لكن لما شاف جديه زياد ..سكت
كمل كلامه :شفتها مره ..سكنت قلبي من بعدها ..حسيتها زي الملاك ما تجي الا في الاحلام..ويش يسمى هذا يا سلطان ؟
هل هو حب ؟
سلطان ..و نصل جرحه يزيد عمقا و ألما..و لسان حاله يحكي..

في سواد الشارع المظلم والصمت الأصمّ
حيث لا لون سوى لون الدياجي المدلهمّ
حيث يرخي شجر الدفلى أساه
فوق وجه الأرض ظلاّ ,
قصة حدّثني صوت بها ثم اضمحلا
وتلاشت في الدّياجي شفتاه
قصة الحبّ الذي يحسبه قلبك ماتا
وهو ما زال انفجارا وحياة
وغدا يعصرك الشوق إليّا
وتناديني فتعيى ,
تضغط الذكرى على صدرك عبئا
من جنون , ثم لا تلمس شيئا
أيّ شيء , حلم لفظ رقيق
أيّ شيء , ويناديك الطريق
فتفيق..
ويراك الليل في الدرب وحيدا
تسأل الأمس البعيدا
أن يعودا
ويراك الشارع الحالم والدفلى , تسير
لون عينيك انفعال وحبور
وعلى وجهك حبّ وشعور
كلّ ما في عمق أعماقك مرسوم هناك
وأنا نفسي أراك
من مكاني الداكن الساجي البعيد
وأرى الحلم السعيد
خلف عينيك يناديني كسيرا ..

مشى لجهه زياد ووقف قباله ..و قال بجديه و تصميم و كأن ذروه الامل قد تفجرت لديه
عاد فارسا مترجلا من ارض الظلام ..يحمل مشعلا لفتك اشباح اليأس و الهواده في حق من حقوقه
:برجع اخطبها من جديد

زياد بصدمه و ألم و حيره ...إلتزم الصمت
كان لازم يقول له ..لابد يقول له الموضوع ..الى متى لا هو و لا اهله خبروه ..المفروض مهد له
قبل ما يبنى اماله على وهم مزيف ..
زياد مسك يد سلطان وقال :سلطان ..لازم ...
و توقف الحكي برنين جوال سلطان ..اللي ابتسم و اشار له بصمت ..ورد على المكالمه .
لا ..لا ..توقف ..لحد هنا وكافي ..
كثره الامل تسبب التخمه ..فينفجر عقلك بتلك الاحلام ..رافضها كرفض واقعك لها
وقف زياد و هو في حيره من امره ..إلى متى ..؟؟؟؟
حاول يلحقه ..يقوله ..يكلمه ..
وقفت الكلمات ..وسط ضحكاته الصاخبه..
ظن انه يغتال تلك الضحكه مبكرا ..و يصدمه ..
تراجع زياد لمكانه ..و هز راسه
بدري على الهم ..و ملحق عليه يا سلطان
بتغرف منه حتى تشبع ..الله يعينك

*********************


مطلق ..ذلك السائر على عتبات الحياة ..غير عابئ بها ؟ إلى متى ؟ علامه الاستفهام على رأسه يراها الغير ؟
و هو إلا مالا يعلمون ؟
ليلى ..بذور حياه قد نثرت على طريقها ..لكن كيف ستكون ؟
سلطان ..و ماادراك ماسلطان ..انذرات بطوفان قادم ..فما اعلم وانتم لاتعلمون ؟
والاخرون ..يجب ان يكونوا عابرون .. و ماادراكم ..عن نقطه البدايه


 توقيع : همس الحرف

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-Dec-2018, 05:06 AM   #15


الصورة الرمزية همس الحرف

 
 عضويتي » 6803
 جيت فيذا » Oct 2018
 آخر حضور » 14-Jul-2021 (09:20 AM)
آبدآعاتي » 91,582
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » همس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
MMS ~
 

همس الحرف غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح



البارت الرائع عشر
سعود

بهجه سكنت قلبه ..وغمرته سعاده
لاول مره تدب فيها الحياة .....
يرى انفعالات مشاعرها ...
لأول مرة ارى روحها من خلال جسدها ...
اشعربأنها حرة تحلق في سماء الحياة..بنشوه

رنين هاتف المنزل اخرجه من سرحانه :
سعود :الو
نجمه :السلام عليكم ..ممكن اكلم ليلى
سعود مدهوش من طريقتها السريعه بالكلام :و عليكم السلام ..طيب ..مين اقولها ؟
تنحنحت نجمه و قالت بصوت هادي وخجول :نجمه
ابتسم ..عرف انها صديقه ليلى
سعود : لحظه اناديها
دخل المطبخ و شاف ليلى و سلوى جالسين جنب بعض و يضحكوا ..
تكى على باب المطبخ و ضحك ..
سعود :والله اللي يشوفكن بهالقعده ..ما يقول توكم مقطعين بعض .
سلوى :يا حبيبي ضرب الحبيب مثل اكل الزبيب ..صح يا ليلى
ليلى تأيدها :صح ..صح ..كلامك درر
ضحك سعود و اشر عليهم بيده :يارب ثبت علينا العقل و الدين ...المهم ليلى فيه مكالمه لك
ليلى وقفت و تثبت شعرها بالشباصه :مين ؟
ابتسم سعود و قال بحيله :مطلق
تشنجت ليلى و شحب وجهها ....لاحظ سعود و ضحك وهويقرب منها
:يا بنت الحلال امزح معك ...لاتموتين علينا
ليلى تضربه على كتفه :يا ثقل دمك ..يا اخي
تركته و مسكت السماعه
:الو
وصلها صوتها المحبب :مالت عليك انتي واخوك ..كان خليتوني انتظر ..لان ماعندي الاانتم
ليلى بفرحه :نجمه ..ياحي ذا الصوت و حشتيني ...
نجمه :والله انتي اكثر ..ليه ما تتصلين ..علي ؟
ليلى :اسفه ..لكن تعرفين مااحب اضايق اخوك ..بما انه مافيه الاجواله ..المهم اخباركم ..والله و حشتني الديره ؟
نجمه :الحمد لله ...كلنا بخير ..والديره على حطت يدك ما فيه جديد ..ألا المسكينه ام سعد ماتت بقرتها .
ضحكت ليلى و ما قدرت تسكت الا بصعوبه ...
:الله يقطع سوالفك ..يعني مافيه الا هالخبر .
نجمه :ايه والله هذا الجديد ..المسكينه سوت مناحه عليها ..ما تنلام والله عشره عمر ..
ليلى و مازالت تضحك ...قاطعتها نجمه : طيب خبريني عنك..
ببرود :باركي لي ..تملكت قبل اسبوع ..يعني صديقتك عن قريب تدخل عش الزوجيه ..
دوت ضحكه فارغه ..
نجمه :تمزحين صح ..
ليلى :و انا من عادتي اتكلم ولا امزح في هذي المواضيع .
نجمه بذهول :مييرالمشكله اني عارفتك ..ليلى ..صدق ..
ليلى :لحظه خليني اروح غرفتي واكلمك ..
سحبت التلفون و دخلت غرفتها ...
و كملت بهدوء :ايه يا نجمه ليش مستغربه .
نجمه :اقول لا تفجعيني ..و الله اموت و انا واقفه .
ليلى:سلامتك ..صحيح كل شيء سار بسرعه ..حصلت ظروف كثيره ..
نجمه :ويش اللي حصل ..؟قولي ما اقدر اصبر
ليلى :ما اقدر اذا رجعت اقولك التفاصيل ..
تأففت نجمه وبعدها قالت بانشراح :طيب ويش اسمه زوجك ويش هو شغله ..قولي كل شيء بسرعه
ابتسمت ليلى و بعدها كشرت لما تذكر وجهه القاسي :اسمه مطلق ..وظيفته..امممم اظن عنده شركه..عنده ثلاث اخوات
و طبعا هو وحيد امه ..و...
نجمه:خلاص وقفي ..ماقلت اعطيني دفترالعايله ...ابغى التفاصيل الثاني ..كيف شكله ويش سوى ؟؟من هالسوالف
ليلى اضطربت وهي ترد بكلمات متقاطعه :مافيه خلاف ..يعني كويس ..يعني ويش هاللسؤال ..ويش سوى ..
ضحكت نجمه وقالت :طيب كم عمره ..؟ خلاص خرجنا من الاسئله المحرجه..
ليلى :في الثلاثينات ..ممكن
نجمه ..:اوف و الله كبير ..
احساس بالضيق من ذكره انتابتها رجفه و بروده غريبه ...
ليلى :اقول اسكتي ..بالله عليك ..عكس ماهو بالمره كبير ..
و استحضرت صورته في بالها ..و غموض عينيه و سطوته الشامخه تهز اعماقها .
نجمه :صراحه ..ما اقدر اصدق ..لكن الله يعيني و يصبرني ..حتى اشوفك ..وقتها اطلع كل حاجه براحتي .
ضحكت ليلى ....
سكتت نجمه للحظه ..و عقلها ينذرها بعدم الكلام ..تشعر بها ولو لم تتكلم..يكفي حتى الان .سأراها قريبا ..
نجمه :خلاص ليلى ..اخوي بيغى الجوال ..سلمي على البنات
ليلى :في امان الله .

قفلوا من بعض وليلى استرخت على سريرها تفكر في الحاضر الغائب ..بوزت و هي تفكر كأي انثى في ايام خطوبتها
ليش ما يتصل او يزور مثل كل اثنين مخطوبين ...ضربت راسها بلطف وقالت تكلم نفسها :وانا ويش لي فيه ..
جاء ولا ما جاء ما يهمني ..و خرجت بسرعه قبل تنهال عليها الافكار الغريبه .

***************************

فيلا الغانم :

سمر تجهز نفسها ..لبست بنطلونها جينز و بلوزه بنفسجيه عليها رسم بنت بشعر اشقر ..
دخلت عليها اريام ...استندت على الباب و في يدها كوب عصير ..
اريام :وين العزم ان شاء اله ؟يا انسه ..
سمر بدون ما تطالعها و هي تلبس ساعتها الذهبيه :رايحه عند ليلى تجين معي
التوى فم اريام :لا والله ..تنكتين
سمر اخذت شنطتها و عباتها وقالت :انتي الخسرانه ..انحكري في البيت ..
اريام :من زين الناس اللي بتروحين عندهم .
سمر بتعينف :عيب يا اريام ..مو شرط تحبين ليلى و اهلها ..لكن على الاقل احترميهم علشان اخوك ..اللي ضحى بحياته
اللي نسيها علشانا .
اريام ماردت عليها وتركتها ..لكن في اعماقها تضارب مشاعر ..
اخوها بالفعل ضحى بحياته علشانهم ..من يوم ولدت و هو اللي شايل كل شيء بوجود ابوه او بدونه ..
الوحيد اللي استندوا عليه ..
وقفت شوي وطالعت للخلف ...و تنهدت .
......
مطلق اللي كان طالع لجناحه شاف سمر و هي نازله ..
وقف في نص السلم ..اقتربت منه بإبتسامه ..و هي تحرك يدها في ترحيب
:يا هلاو الله و مسهلا ..بالشيخ مطلق ولد غانم
طبعت قبله على راسه بعدما ارخى لها ..
ابتسم بحب لبنته الصغيره :هلا فيك ..على وين العزم يا شيخه سمر ..
سمر و هي تغمز:و الله معزومه ..
مطلق يهز راسه بتعجب :اوووووه فيه تطورات ..صرتي تنعزمين ..ومين اللي سمح لك تروحين من غير شوري ؟
سمر بدلع :مطلق ..فديتك لا تردني ..الناس ينتظروني ..
مطلق تكى الجدار و قال بفضول:مين اللي عازمينك ؟
ابتسامه طفت على وجه سمر و هي ترد :ناس من اللي يحبهم قلبك ...
ارتفعت حواجبه و هز راسها بأصبعه :ومين الناس اللي يحبهم قلبي ..؟
تخصرت سمر و قالت بإحباط :مطلق ..لا تحبطني ..يعني وين اروح ..اكيد لليلى ..
مطلق :اهاا ..ليلى .. ؟..صعد درجه
مسكت سمر يده :مطلق ..وديني انت ماودي اروح مع السواق ...بالمره نمر محل حلويات ونشتري
مسك صدغه وشد عليه محاول التهرب من طلبها...:راسي مصدع ...روحي مع السواق وخذي الخدامه معك .

سمر بتكشيره ..ماعلق عليها ..راقبها و هي نازله ..تنهد و صعد باقي الدرجات بتمهل .
دخل حجرته ..طالع الزوايا بصمت ..جلس على الكنبه بكسل و مد رجليه قدامه ..حط شماغه على طرف و عيونه مسمره قدام
يحاكي الفراغ اللي بداخله ..تجاهل الذات و حنين الروح ...و غربه غير معنونه في اي وطن هو ..
دخل الحمام ...اخذ له دوش على السريع ..ولبس ملابسه .. وخرج بسرعه ...
كانت سمر توها خارجه .. ومعها الشغاله .
ناداها مطلق الخارج من الفيلا..و هو يطلع مفتاح السياره من جيبه ..
سمر تطالعه من فوق لتحت بإعجاب :يا عيني على الحركات ..وين اللي راسه يوجعه ؟
ضربها على راسها و هو مار بجنبها ..والابتسامه على وجهه ..."عن طوله اللسان ..عندي مشوار ابوديك واروح له
سمر بخيبه امل :يعني ما تنزل شوي ..على الاقل تسلم و تمشي ..
مطلق :لا ...
انهى النقاس بكلمه حازمه ...وركن للصمت مثل العاده ..بدون تصريح لمايحمله او حتى تلميح يمكن ان يحس به الاخرون .
مر على محل حلويات واشترى كيك شوكولاته مثلما طلبت سمر ...
وقف جنب البيت ..و انتظر سمر تخرج ..قال لها و هو يميل ناحيه الكرسي :اذا خلصت دقي علي ..
سمر :اوكي اتفقنا ..
دخلت من الباب الرئيسي و غابت عن نظره ..ظل دقيقه واقف ..ناظر البيت و بعدها شغل السياره ....

******************************

في المنطقه الشرقيه :
سلطان و زياد يلعبون بلاستيشن ..كره قدم طبعا..
دق جوال سلطان رد بدون مايشوف المتصل
رغد بصوتها الحنون :السلام عليكم و رحمه الله ..
سلطان بإبتسامه لصوت لاخته الصغيره :و عليكم السلام ورحمه الله و بركاته ..هلا والله برغوده
رغد بحزن :ايه سوي نفسك مشتاق ..و انت من يوم رحت ما اتصلت ..
سلطان ترك اللعب و حس بحزن اخته :اعذريني يالغاليه ...لكن اعجبتني القعده هنا ..انا وزياد كل يوم في مكان جديد
صراحه الشرقيه حلوه.....

حاول يطول من كذبه و يدعي بأنه مرتاح و لاهمه احد ...
سمع صوت بكاها ..وقال بحزن :رغوده ليش البكا الحين..والا انتقلت العدوى من الوالده ؟
زاد بكاها و هي تتكلم بإنفعال :تكذب علي ..حالتنا حاله في البيت ..مافي احد مرتاح ..كل هذا علشان ليلى رفضتك ...
سلطان يحاول يسكتها ...و يده تحرك شعره بقهر..
كملت رغد :يا اخي عيش حياتك مثلما هي عايشتها ...انخطبت و مستانسه و ماعليها .....!!!!

لحظه صمت ...تتعاقب خلفها تواليا نبضات مجنونه لا تعرف السكون..ترسل لعقله اشارات خطيره ..
وكأن الدنيا اغلقت في وجهه ..بل اظلمت .
قفل الاتصال فجأه ..و طالع زياد بعذاب
زياد انتبه للصمت حوله ..لف وجهه ناحيه سلطان ..ليغرق مع في الظلام الملتف حوله ..
سلطان بصعوبه :زياد..ليلى...تزوجت غيري ..
لم تبدو الدهشه على زياد و التي قرأها سلطان ..وقف زياد و مشى ناحيه سلطان ..و الكلمات ماتت على شفاهه .
رجع سلطان يتكلم بهدوء مرعب :اقولك ليلى تزوجت غيري ..ما تفهم
هز زياد راسه و قال بيأس :ادري يا سلطان ادري ..
غمض عيونه و رجع فتحها و الصدمه تألمه اكثر من قبل مسك زياد من بلوزته و صرخ بشده:ليش ما قلت لي ..ليش ؟
زياد ..:؟؟؟؟
سلطان :قول ليش خبيت عني كل هالمده ..تعرف اني كنت ناوي اخطبها مره ثانيه و سكت ..
زياد:سلطان اهدأ..البنت راحت في حال نصيبها
سلطان بعنف و قوه ضرب زياد على وجهه ..
طاح زياد على الارض و انفه ينزف ...مسح الدم بيده ورجع يطالعه ..
قال بألم :لو انت في غير حالتك هذي كان رديتها لك .
ما قدر سلطان يستمر ..يخاف يذبحه من القهر و الجنون ..
اخذ مفتاح السياره و محفظته ..و خرج بسرعه .

تساءلت: لماذا الأيام الجميله تكون دائما في الماضي ... ؟!
ربما لانشعر بها الا بعد مرورها ...

****************************

جلست ليلى بين سلوى وسمر ...
سمر بفرحه :و الله اني فرحانه ..عاده انا ماازور اي احد في الاجازه ..
رفعت سلوى راسها عن صحن الكيكه وقالت :غريبه ..ويش تسوين ..طول الوقت في البيت ..احنا اللي في القريه
مانخلي ولابيت ما نزوره ...
سمر :يعني نروح المزرعه او نسافر الطائف بالكثير ..
ليلى :ليه ما جات اريام معك ؟كنا تسلينا شوي
تفشلت سمر من الاجابه و كذبت عليها :والله كانت نايمه...
سلوى بضحكه :عاد نايمه هالوقت ..ويش دجاجه
ضحكت سمر رغم احراجها ..وليلى التزمت الصمت ..ليست بحاجه لمعرفه السبب..فكل شيء واضح .

وقفت ليلى لما سمعت صوت سعود يناديها ...طلعت له
سعود على راس الدرج :ليلى بالله سوي قهوه ..ووديها المجلس .
ليلى :جدي وينه ..بيتقهوى معك .
سعود :لا جدي راح مع عمي محمد...
ليلى بإستفهام :ليش ؟
سعود :سمعته يقول في ضيوف بيزورونه ..ويحب جدي يكون معه .
ليلى :طيب انت وين طالع ؟
سعود و هو يطلع ا لدرج :اببدل ملابسي وانزل .


جهزت دله القهوه ..و حطت له قطعه من الكيكه ..وشالت الصينيه للمجلس..
دخلت و حطت الصينيه على الطاوله ..و فتحت المكيف بعدما وقفت على الكنبه ..وقفت قدامه وفكت شعرها ورفعته عن رقبتها
سمعت الباب يفتح ..وقالت :سعود حطيت لك كيك شوكولاته... ...
المجلس حار ليش ما شغلت التكييف قبل...اسمع ..ويش؟؟!!!!!!!
ولما التفت جهه الباب ..توقف الزمن ..و ما حست بنفسها الا وهي معلقه بين الارض والسماء و بعدها طاحت على الارض ...
ما انتبهت لنفسها وهي تنزل ..
من هول المفاجأه..حست ان الدنيا حمراء من الاحراج ..و ما قدرت توقف ..
ماانتبهت الا بيدين ترفعها من زنودها ...و توقف مواجهه سد عودي وريحه عطره تخترق خلاياها ...
حست بالحراره تحرقها ودها تهرب من بين يديه بسرعه ..
رفعت عيونها تدريجيا ..وهي حاسه بمدى قربه ..طاحت عيونها في عيونه الحاده ..
ارتجفت و سيل من المشاعر يصعقها فجأه
تحررت من يديه ..بسرعه و تراجعت للخلف ..و الخوف احساس هائل يطاردها .
مطلق بصوت لم يحبه اطلاقا :سلامات ...؟
ليلى بهمس لا يكاد يسمع :الله يسلمك ...
انحنى على الارض و التقط شباصتها الورديه ..و مدها لها ...رفعت بصرها لعيونه ..مره ثانيه ..و اخذت الشباصه بخفه
ابتسمت فجأه ...بدون سبب ..للحظه تذكرت نجمه ..لو حكت لها الموقف ..و بحركه سريعه ربطت شعرها ..
حست فيه يخطو خطوه للامام ..يعني يحاول يقترب ..حدقت فيه بعيون مذعوره و كأنها توجه رساله تقول فيها لا تقترب مني .
في معالم وجهه القاسيه المنحوته بملامح مبهمه لم تفهمها ..انبتهت للتجاعيد تتجمع في زاويه فمه ..و كأنه يبادلها الابتسام
اشاره خاطئه لم تعنيه بل لم تقصده ابدا...

********************
مطلق :

ماكان في نيته يدخل ..لكن سعود اللي شافه قبل ما يحرك سيارته ..احرجه ..
ما ظن ان نقطه الالتقاء بتكون بمثل هذا الموقف..كانت واقفه قدام المكيف رافعه شعرها الحرير ..و تلف راسها يمين ويسار
و تلبس بلوزه زهريه بأكمام طويله ..و تنوره جينز ..قامتها طويله و نحيله ...
وده يضحك على شكلها ..وكأنها شافت شبح قدامها ..في غمضه عين شافها طايحه على الارض ..
واحد ..اثنان.. ثلاثه
ما وقفت ..مشى بخطوات سريعه اتجاهها ..م***ا و رفعها ..ولثانيه فقد رغبته في تركها ..
راقب ارتعاش جفونها ..و اهتزازه صدرها ..حس برجفتها بين يديه ..تركها بسرعه ..و كأنه هو قد شعر بالخوف ..
بهدوء سألها ونفس الهدوء المخيف ..ردت عليه

لم يزل يراقب بعثره شعرها بفعل الهواء ..درس حركتها السريعه واحراجها ...ابتسمت ..اهتز الرجل بداخله و طلب المزيد
المعرفه ..كشف المشاعر الزائفه ..سر الانوثه ..تمرد رجل في حضرتها ..تحدي و خوف بعثره ..
بخطوه جريئه رأها مجازفه وهو ذلك الذي يدخل غمار المخاطره في عالم لا يعترف بالجبناء ..اقترب منها
و في نفسه يجزم ان روحه خاويه ...و السمو المعتلي هيبه حياته خاليه ...
جذبه شراره الخوف التي اشتعلت في عينيها ...يرى نفسه في انعكاس صفحه عينها السوداء ..
تذكر فيما مضى ..مثل ذلك الوميض المشتغل في بؤبؤ سوادها ..طفله صغيره كانت..وهل يعقل ياترى ؟؟
ضاع في ابتسامتها ..و ساير لسانه في التحدث مطولا بلا توقف
عقد ذراعيه على صدره و قال بصوت هادئ:ممكن اعرف سبب الابتسامه ؟
ماردت عليه ..اكتفت بالتحديق فيه ..و امتزاج من رهبه و خجل ..و عقلها ينبض بإشارات تحذيريه ..
خلتها تنسى الخطوه الثانيه ...رجعت خصله خلف اذنها ..و ارخت بصرها ..
ليلى بصوت منخفض و بدون تفكير :لأ..
رفعت نظرتها له حست انه بيضحك عليها ..عظت شفايفها ...تدور على كلمه تقولها ..
مطلق :يعني اعتبره سر ..أو ..
ليلى و انفاسها المتسارعه تهدأ :ممكن .
راقب الخصله المتمرده ..شتت انتباهه ..رفع يده و رجعها خلف اذنها ...راقب احمرار اذنها ..و ابتسم من جديد
مطلق ويرجع الى سيطرته سألها :انتي ويش جابك المجلس ؟
ليلى بإبتسامه وكأنها تستفزه و الغريبه انها نست نفسها معه ..ردت عليه و هي تأشر على الصينيه:جبت القهوه...
جمله تعتبرها طويله نطقتها ..بدون اهتزازه او رعشه تبعثر كلماتها .
للحظه حس بثوران الرجل الشرقي في ذروه التملك ..قال بصوته الواثق المخيف :كيف تدخلين مجلس الرجال ؟و انتي مو حاطه شيء على راسك ؟
بخجل الانثى رمشت عيونها ..و قالت :حسبت مافي احد .
.تكلم بصوت الرئيس الرجل ..المالك المنفرد..بعيدا عن الاحاسيس ..وفي غمره العمل وجد نفسه :ثاني مره انتبهي ..
حتى و لو كنت انا الموجود في المجلس ما تدرين من يدخل عليك فجأه؟
غازلته مشاعر جديده و شعر بذوبان يسري في جسده الساكن

إذا ضبطت نفسك متلبساً
بالغيرة "على " إنسان ما
فتفقد أحاسيسك جيداً
فقد تكون في حالة " حب "
وأنت "لا تعلم"..

في نظرتها لغه استهجان و مشاكسه قالت :يعني ناوي تجي مره ثانيه...
طالعها بإستغراب وقال:ليش في مانع عندك ؟
حركت يدها بنفي و توتر :ما قصدت كذا..مجرد سؤال؟
انحنى براسه لمستوى راسها وقال :امممم سؤال ...ارفعي راسك اشوف عيونك ..
ما قصده من ذلك ؟ اهو لا يعرف السبب ..
حدقت فيه و كأنه فحص ..تفاجئ من طلبه و اذهلته النتيجه ..
ارخت عيونها بسرعه خافت من مشاعر غريبه اجتاحتها و عقلها ينذرها من قادم مخيف.
تركت المكان بسرعه ..بدون كلمه
اصراره غريب يصنع من الحرف تفاصيل هائله ..و يعجزتفسير طوفان المشاعر التي توخزه ..
اختفت الابتسامه ..ليحل محلها الجمود ..و يتابع خطواتها بصمت .

خطوه صغيره بالنسبه لها في بدايه الطريق ..تعيدها لنقطه الغموض...
لا تعلم اظن ان خيالات الانثى بهيامها بالرجل الوحيد في حياتها قادها لمسلك اخر ..أهي مثلهن يا ترى ؟
تمردت على سكونها و تحركت من قدامه..وبدون كلمه منه وقف في مواجهه الحائط..
ليذكره بـأنه رجل لايجدي نفعا في هذا النمط من الحياه .وان مابين انثى و انثى علامات فارقه .
هل جعلها مذعوره ..هل فرت منه هاربه..اخوف ذاك ام خجل ..
وانت مادهاك..اي احمق يسأل مثل هذا السؤال.

دخلت غرفتها و قفلت الباب بعصبيه ..و عقلها يودي ويجيب ..
كلامه عادي صح ,,,,
انتي ياليلى زودتيها ..
طيب وشفيها عادي..لازم تهربين من قدامه ..مثل الاطفال
كلامه عادي ...كنتي خليك جريئه
:اووووووووووووووف
دخلت سمر و قالت بضحكه :ليلى بسم الله عليك شو فيك ؟
ليلي بضحكه مرتبكه :مافيني شيء ..سعود طفشني بطلباته
سمر :صدق ..اذا احتجت مساعدتي تراني جاهزه.
ليلى تمسك سمر من يدها :تسلمين ياقلبي ...امشي معي خليني نجلس عند جدتي
التفت لها سمر و قالت :هنوده تقول ان مطلق موجود في المجلس مع سعود ...صحيح ؟
ليلى بتوتر :ايه هو قال لي .
سمر :طيب روحي البسي ملابس كشخه و حطي ذاك المكياج .
ليلى طالعت ملابسها و في بالها يعني كان شكلي عادي ..طيب ويش رايه
قالت :سموره وشفيها ملابسي ..؟
سمر بإمتعاظ :حلوه ..لكن البسي عريان شيء ضيق ..يعني حركات و غمزت عيونها
ليلى فنجلت عيونها منها ..هي بالكاد تقف قدامه و ملابسها عاديه ...ويش عاد لو لبست اللي تقول عنه سمر لاوالله الا الموت .
ضربت سمر على راسها بخفه و قالت :ويش خليت للحريم ..توك ما فقست من البيضه و لسانك اطول منك .
مسحت على مكان الضربه وقالت :هذي جزاتي ..اللي يدور مصلحتك ..
بعدين لا تلومين اخوي اذا دور غيرك ..الشرع محلله اربع ...و اشرت باصابعها الاربع قبال وجهها
ليلى بفضول :سمر هو اخوك راعي حركات يعني ...ما تكفيه حرمه واحده ...يعني صبر كل هالعمر و يبي يتفشش في اربع نسوان ...
ضحكت سمر بشده وليلى مدهوشه منها ..
دخلت سلوى و هند على صوت ضحكتهاو قالت سلوى و هي تطالع لسمر اللي تتلوى من الضحك .:وشفيها الاخت ..ويش قارصها
ليلى بخجل :ماادري عنها ..
سمر تمسح دموع طفرت من عينها :ما ادري عنها هاه...و الله ياليلى ما انتي هينه ..الله يعين اخوي عليك .
تخصرت ليلى و كأنها تعبت من مواجهه سمر :يا شيخه تراك ملقوفه و ما تنعطين وجه
سمر مسكتها :خلاص لا تزعلين ..بقول لاخوي يراضيك ..
هذي المره ضربتها ليلى بقوه على كتفها و تركتها تتوجع ...

تحاول الهروب قوقعه مشاعر لاول مره تكتشفها ..تحاول جاهده معرفه هويتها ..لكن كيف هذا
امام صخره جلمود ..لا يوصلها الى برالامان .

**************************

في القريه :
نجمه تنيم اخوها الصغير و تغني له :سلومي ..ياعيوني...
يقاطعها صالح بضربه على راسها :اعنبوا ويش هالصوت ..لابارك الله فيك .
نجمه بقهر :مالت عليك يالثور ...صحيت الولد
جلس جنبها و نزل قبعته اللي كان لابسها :قومي حطي لي شي اكله ميت جوع .
مدت لسانها و قالت :موت ابركها من ساعه .
صالح مسوي فيها مصدوم :حرام عليك يا نجمه ..تبين ترملين زوجتي اللي ماشفتها ؟
بإشمئزاز ردت عليه :امحق ..من البقره اللي امها داعيتن عليها ..بتاخذك انت يا الثور.
ضحك صالح و قال و هي يلاعب اخوه الصغير :و الله البقره احلى من خشتك يالقرده .
نجمه بزعل :قرده تناقز فوق ظهرك و تنتف شعرك اللي باقي يالاصلع ..قول امين ..
بعد تفكير و تهدئه اعصاب قالت بهدوء وهي تميل نحوه :حاط عينك على واحده ..يا صويلح ..قول مين هي ؟؟
ضربها صالح على راسها وقال بتهديد :صويلح اصغر عيالك..و ثانيا ماني قايل لك عنها ..موتي بحرتك يالقرده
نجمه :عاد ميته علشان اعرفها ..ميير بتقولي اجلا ام عاجلا ..مين بيوصلها غيري .
قامت بسرعه و حطت سالم في حضنه و تركته مبتسم لاحلامه ..

*******************

مت أيها الليل السقيم وأبكني *** وجع الفؤاد فما نامت جفوني
وما انتهى الليل الطويل بوصلها *** حلماً ولا اكتحلت برؤيتها عيوني

بحره هائج ..كهيجان مشاعره ..حلمه ..كمحاره مخبأه في أعماق المحيط ..
ألم ينتهي كل شيء بكلمه ؟لما تعيد الاسى لجويفاء قلبك المعذب و تهلكه ..
ابسهوله تبعثرت ايقونه حلمك ..كزجاجه بلوريه ..

ليلى ...
لما الحلم منكي وإليكي ...
لما مشاعري منهكه كلما فكرت فيك ...
ألم تكوني تعويذه حياتي ..انام بها و اعيش بها ..ترافقني كأنفاسي ..
حبك هاجسي الجميل ...
غمض عيونه ..و احساس هائل جميل يتسرب من جسده ..
و لسان حاله يحكي ...قصه حلمه ...
كان حلما مثل العبير تعبق به الانفاس ... كرفرفة جناح العصفور ...
كرذاذ المطر المنعش كالشهاب المنطلق من قلب الظلام ...
كان مثل البسمة على ثغر البراءة ... مثل الهمسات في اذن الحب ...
شيئا جميلا هائلا يمد جسدي بمفردات الامل المبعثرة ... كطيف في فوج هائل من تعابير الحياة ..
ضوء ملائكي هائل يمتد من الافق ...كصورة حسناء على حرائر النهر ... ..
دفء أحال شتاء قلبي الى ربيع ... و اطل الفجر فرحا في ليلي النائم ...

لكن ما بال هذا الحلم جعلني ابكي في غمرة أفراحي ..
ما باله اصبح كصخرة جاثمة على قلبي و لا استطيع ازاحته ...
اصبح الشحوب يملأ عالمي و الظلمة تمتد الى افقي الغريب و خيالي اضمحل بألوان قاتمة ..
ارتعاش و جمود في مشاعري هدأت عواصفي الثائرة .. وصمت راكد حولي كصمت الابديه ..
ماتت اطياري او نامت في أعشاش خفيه ..
اندثرت كلماتي في وطن بلا هويه مابال هذا الحلم الذي جعل فؤادي يهوي الى القاع متوسلا النهايه ......بقلمي

وقف والتقط له حجر و رماه بكل قوته و قهره و عنفوانه في البحر ...

*********************************

صباحها جميل ..منتعش بأحاسيس غريبه
العايله مجتمعه ...خالتها غاليه موجوده ...
كانت في غرفتها ..تمشط شعرها ...رجعت خصله خلف اذنها وابتسمت ..و هي تتذكره
دخلت سلوى و تأملتها ..قربت منها و هي تؤشر قدامها ..
إلتفتت ليلى لها بدهشه ..
ليلى :خير ويش تبين ؟
سلوى بإبتسامه :الله ما خذ عقلك يتهنى فيه ..
ليلى :مافي اح ما خذ عقلي غيرك ..ناطه لي في كل مكان .إلا قول من اللي جاء عندنا سمعت الجرس .
سلوى رفعت باقه ورد حمراء و رفعت حواجبها :خذي ..شكله مطلق بن الملوح ..مسوي رومنسي ..و الله هالشيبه
خرف ..
ضربتها ليلى و هي تدور على الكرت :ما خرف الا انتي ...
مسكت الكرت ..و ابعدت عن سلوى اللي تحاول تشوف الكلام المكتوب ...
طالعت سلوى و قرت الكرت بصوت عالي :مبروك عليك مطلق ..
سلوى اخذت الكرت و بنفس الغرابه ..طالعت ليلى بنص عين قالت :مين اللي ارسل الباقه ؟
و يش قصدها ؟
ليلى هزت اكتافها و طالعت باقه الورد الحمراء ...:غريبه صح ..
سلوى بشك :لا تكون ريهام النسره..
ليلى :ما اظن ..واضح انها ندمانه و ثانيا ويش دخلها بمطلق ...
سلوى :و الله مالها امان ..اللي سوت سواتها ..توقعي منها اكثر ..
ليلى :والله مدري ..
سلوى اخذت البطاقه و مزقتها ورمتها على طول في السله ...و قالت بحزم :مكانها المناسب ..و لاتظلين تفكرين فيها
ليلى بإبتسامه مصطنعه ...و عيونها على بقايا الكرت ...


"علمت.. أن رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي..و أن الاقدار موزعه بحكمه الجبار جل في علاه فتوكلت عليه "

************************

ليس المهم ان تفعل ما تريد ...بل الاهم ان تريد ما تفعل ..

مطلق في مكتبه ..يدفن نفسه بين الاوراق و المشاغل ..و يضيع في عالم الحسابات
بدون مبالاه ..ككل صباح يمر عليه ..لا شيء يذكر إلا ..؟؟
ارخى نفسه على كرسيه ..و تنهد ..طالع ساعته و رجع تأفف
اغمض عيونه لفتره و طلت صورتها من عمق ذاكرته ..و ابتسم ..فجأه
ارتجافات صوتها الدافئ ..ترسل له تيارات من المشاعر ..
وللحظه مرت فتاه الجبل تلك امام ناظره ..
استقام بأهميه و كانه يتوغل في جوف ا لماضي ليستحضر صورتها الفتيه امامه ..
نفس العينين ..لها ومضه الخوف و الطفوله الغريبه ..
تراها مجرده من كل شيء ..شفافه ..تسبرها بسهوله ..
تنهد وكأن تفكيره جمح لابعد ما تصور..يا للا وجود هذه الفتاه في حياته ..
هل ستذيب ذلك الجليد الذي يكسو قلبي ؟و تكسر الجمود الذي يلف حياتي ؟
مابالك ؟
هل تؤرقك تلك الحسناء ؟
هل تصعب عليك الامور ؟ بحيث تقفز بأفكارك بعيدا ..و تنتهي بها
اابعثرت مشاعرك المتجمعه ..انثى في جسم عصفور
تدعوك لحياتها ..وانت رجل من زمن قاسي بث في قلبك قوه لا تنهار امام العاطفه ..
تحتاج للركون الى زاويه وتتمتع بهدوء الحياة..
ليلى..ما سرابتسامتك المنشيه في عالمي ؟
كيف القادم معك ..وانا رجل ثائر متحدي لا اخاف المخاطره
لكن بوجودك بت اشك في ذلك .

وصله /ما لا نستطيع فهمه بالكامل لا نستطيع السيطرة عليه...


دق هاتفه للمره الخامسه على التوالى وهو في غمره تفكيره ..
رفعه ليصدمه تلك الهمسات جانبيه معذبه بين اركان الصمت ..تخدش الحياء و تمزق عذريه الاخلاق ..
تأخذك الدنيا بمفاتنها و يقودك ابليس ..إلى متاهاتها و طرقها الملتويه ..
و تظن نفسك لا تفعل إلا الصحيح ..و لا تخاف ابدا

بهمس معذب :أحبك ..
ما يقدر يجاوبها ..انفاسه طويله هادئه ..
زاد همسها ارتفاعا :و الله احبك ..
غمض عيونه ...و مشاعر تحتد و قلبه يعنفه ...بعذاب
قفل جواله في وجهها ..للمره العشرون ارهقته عاطفتها .
تركها لضعفها و في اعتقاده انه قوه منه ..
لا يلعم ان ممارسه التعذيب بقصد او بدون قصد ..معاناة للطرفين ..يجب ان ينهيها..
الى متى و هو يخفي ذلك لعله يجد من الصبر والانتظار غايه ..لكن لا فائده
.....................
اطلق نفسا قويا ..و نفخ صدره و عيونه تصل الى ابعد مايرى ..
تأمل الفراغ..و بتصميم حسم امره و انتهى .

************************
صباحها جميل ..منتعش بأحاسيس غريبه
العايله مجتمعه ...خالتها غاليه موجوده ...
كانت في غرفتها ..تمشط شعرها ...رجعت خصله خلف اذنها وابتسمت ..و هي تتذكره
دخلت سلوى و تأملتها ..قربت منها و هي تؤشر قدامها ..
إلتفتت ليلى لها بدهشه ..
ليلى :خير ويش تبي ؟
سلوى بإبتسامه :الله ما خذ عقلكيتهنى فيه ..
ليلى :ما خذ عقلي غيرتس ..ناطه لي في كل مكان .إلا قول من اللي جاء عندنا سمعت الجرس .
سلوى رفعت باقه ورد حمراء و رفعت حواجبها :خذي ..شكله مطلق بن الملوح ..مسوي رومنسي ..و الله هالشيبه
خرف ..
ضربتها ليلى و هي تدور على الكرت :ما خرف الا انتي ...
مسكت الكرت ..و ابعدت عن سلوى اللي تحاول تشوف الكلام المكتوب ...
طالعت سلوى و قرت الكرت بصوت عالي :مبروك عليك مطلق ..
سلوى اخذت الكرت و بنفس الغرابه ..طالعت ليلى بنص عين قالت :مين اللي ارسل الباقه ؟
و يش قصدها ؟
ليلى هزت اكتافها و طالعت باقه الورد الحمراء ...:غريبه صح ..
سلوى بشك :لا تكون ريهام النسره..
ليلى :ما اظن ..واضح انها ندمانه و ثانيا ويش دخلها بمطلق ...
سلوى :و الله مالها امان ..اللي سوت سواتها ..توقعي منها اكثر ..
ليلى :والله مدري ..
سلوى اخذت البطاقه و مزقتها ورمتها على طول في السله ...و قالت بحزم :مكانها المناسب ..و لاتظلين تفكرين فيها
ليلى بإبتسامه مصطنعه ...و عيونها على بقايا الكرت ...

"علمت.. أن رزقي لا يأخذه غيري فاطمأن قلبي..و أن الاقدار موزعه بحكمه الجبار جل في علاه فارتاح بالي "

****************************

ريهام في المرسم ..تصب كل اهتمامها بلوحه فنيه ..ملهمه ..وقفت قدام اللوحه و هي تميل براسها تراقب الخطوط
حكت اعلى حاجبها ..و رجعت تتأمل اللوحه ..
امها في زياره لجارتها و اخذت معها الشغاله...و ريم في حجرتها
جرس البيت يدق ..انتظرت دقيقه ..دقيقتان ..ثلاثه ..
تأففت بقهر ..
:ياووووه من ثقيله الدم اللي تزور في هالحزه ؟
خرجت بسرعه ..من المرسم طفشانه من اللي قاطع حبل تواصلها مع اللوحه ..
بدون ما تنتبه لشكلها ..
فتحت الباب بدفاشه ...و لفحتها حراره الخارج ..
غمضت عيونها بتأثر و قالت بصوت عالي :خير ..مين ؟
رفعت يدها عن عيونها وحدقت في الواقف المذهول بل المنصعق منها ..
شهقت بخوف و اطرقت الباب بقوه في وجهه ..اهتزت لها اركان البيت ..
ضربت نفسها بكف ..على غبائها ..
دخلت المطبخ بسرعه و توجهت للشباك ..طلت منه بخوف ..
ماشافت الا قامه طويله تخرج من البوابه الرئيسيه ..
تنفست بخوف و تأنيب ..و همست لنفسها :غبيه ..غبيه
ريم الخلف بصوت ناعس :ريهام ..
ضربت راسها في طرف الشباك وغمضت عيونها من الالم ..إلتفتت لأختها بلوم ويدها على مكان الضربه
:يااختي ..دستور
ضحكت ريم وهي تعدل نظارتها الطبيه على عيونها :خير وشفيه ؟سمعت صوت الباب يتقفل بقوه
ريهام بلوم :امي الله يهديها ما حبكت تزور الجيران الا اليوم ..
ريم :ليه ويش اللي صاير معك .؟
ريهام بغضب:الجرس كان يدق ..صبرت عليه ..قلت يمكن ثقيل الطينه اللي ماعلمته امه الذوق .ينقلع ويدور له شغله
لكن وين ؟ دق الماء و هو ماء ..
ريم بنفاذ صبر :طيب وبعدين ؟
ريهام :الاخ حط يده على الجرس و ما تركه الايوم فتحت له الباب ..
ريم بفم مفتوح و عيون متسعه :وفتحتي له الباب و انتي بشكلك هذا ..واشرت لها بأصبعها
ريهام تطالع شكلها ..:وشـ.....
رجعت تطالع شكلها بدون تصديق ...كانت لابسه ملابس الرسم المعتاد ..
بنطلونها الجينز الباهت و المتسخ و بلوزتهاالبيضاء بدون اكمام ..وعليهامريله مثل مريله الطبخ ..كلها ألوان ..
وطبعا شعرها حدث ولا حرج ثبتته بفرشاه ألوان منكوش من الاطرف و بشرتها معلمه بلونين أزرق واسود ...
طالعت في اختها ..برثاء و حطت راسها على الطاوله تخفي مدى غبائها ...
وريم ..لقيت لها سبب للتعليق والضحك طويل الامد ..

*****************

في مكان اخر :
ترك البيت و صورتها الطفوليه تعبث بأفكاره
ابتسم على شكلها ..
استبعد ان تكون الخدامه ..واضح انها تحب الرسم
اكيد ..الالوان على وجهها وملابسها اكبر دليل انها رسامه ..
عيونها البراقه تخالطها حده مزاجها ..
و مشاعرها تصبها امتزاج ألوان على لوحه بيضاء
ادرك ان قلبه ينبض بقوه ..
حط يده على صدره يجهل علته ..
مايصير الله يسويه ..
البنت مايعرفها ..

ردد بصوته العذب "استغفر الله الذي لا اله الا هو الحي القيوم و اتوب إليه "
و كرره لاكثر من مره يمحو بها ما طالته عينيه في ما لا يجب ...

و توجه مباشره لاحدى الاحياء الفقيره ...

في منزل يظنه المار مهجورا ..مالم يسمع صوت الاطفال منه و ان سمعه ظنه مسكونا ..
داخله ليس بأفضل حال من خارجه ..يكاد يهوي على ساكنيه ..
لكن ما لحل ؟الحياة ارتضت لهم بهذه الحاله ..
الفقر ..ليس عيبا ..وليس عارا على احد
بل العار على من يرونهم وايديهم ملقاه بجانبهم ..ووجوههم تمتعض عندما تراهم و كأنهم لا يستحقون العيش .
خرج من سيارته ..و عيون الفضوليين يقيمونها و ترتفع تقديرات صاحبها بما يرونه هم ..
يعني بإختصار المظاهر التي تكسب حاملها الاحترام او الابتذال .
اخرج أكياس و ألعاب ..زي كل مره يزورهم فيها ...
اكثر من مره يجيهم و باقي نفس النظره ما اختفت ...قفل جواله علشان ما احد يزعجه .
الحراره ..تلفح وجوههم الصغيره و هم قابعون تحت الشمس ..ينتظرونه ..بلهفه و شوق
إبتسم بحب لوجوههم الطفوليه البريئه ..
قرب طفل في الثانيه عشره من عمره ..وجهه الاسمر من اثر الشمس و عيونه الرماديه ..تجعله يتعلق فيه
كل مره يزورهم فيه اقتربت طفله اكثر جمالا..بغمازتها في وجهها المستدير و عيونها مثل عيون اخيها ..
و شعرها الاصهب يلمع تحت اشعه الشمس الحارقه...احتضنه بشوق ..و نزل لمستواه ..
؟:ليش قاعدين في الشمس يا بوي ؟
الطفل و هو يطالع اخته ببراءه :كنا ننتظرك ؟ويش جبت لنا هالمره ..
عيونه تدور على ضالته في كل مره ..
ابتسم و طالع الصغيره الصامته :و ا نتي يا حلوه ..تبين هديتك اليوم ؟
هزت رأسها بخجل ..و حطت يدها على فمها ..وضحكت ..
فتح الباب و عيونه تدور في ارجاء البيت ..
شافهم فتحوا الهدايا و كل واحد التهى في هديته ..
دخل بسكينه و كأنه معتاد على العيش بين جدرانه .
يبحث عن ظلها ..عن جسدها الضئيل ..المثقل بهموم السنين ..
كانت في المطبخ ..او بقايا مطبخ ..كم صحن و كم كوب .. ..
عيونه مرت على نحول جسدها الذي يكاد يختفي ..
كم يشعر بالبكاء عندما يراها ...
روحه تتمزق و قلبه يتقطع خوفا من القادم ..
الى متى .؟ الى متى
اطلت بوجهها و علت ابتسامه كبيره لا تستطيع اخفاءها ..
حلم صغير تجسد امام ناظريها ليرتوي الشقاء بأمل ناضج ..و تنسى العذاب كله ..
اقتربت منه و بدون كلمه لا منها و لامنه ..لمته لحضنها و لم ترتوي ..
وده يدفن روحه في جسدها و يكتفي من الحياة ..كفايه عليه يشم ريحه جسدها الطاهر و يرتوي منه ..ماعمره ارتوى
حياته ناقصها الحنان ....
مسكت وجهه بيديها الحانيه ..و ابتسمت بفرح و إبتسامتها تعكس صوره حسناء في العشرين من عمرها ..
اي كلمات قد توازي لقاءها به..ماتت على شفاه الرجاء ..و ابتهالات الحياة ..
مسح دمعه خانت رجولته ..و انتفض ..يتمرد ..يثور..يكره ضعفه في غير محله ..
تنهد بوجع ..وعيونه على ملامحها ..في كل تجعيده قصه و حلم و عذاب ..
في كل غمضه عين ..رحله و هم و عمر مهدور ..
سكونها ..صرخه مكتومه ..تمتد للعمر الطويل ..و فرحتها مؤجله ليوم في علم الغيب ..
حاله ..لا تصفه الكلمات او تعبر عنه مفردات لا تحصى ..ما يجب ان يكون او لا يجب ..هذه هي المسأله ؟!!
حزنه و جراحه..لا تصاغ بسهوله بل تبقى دفينه في قلبه ..
يدرك ان معاناته طويله و ينتظر و يصبر ..سلواه فرج قد يطول امده ..لكنه فرج ..
"ما اغلق الله باباً إلاو فتح نافذه"
سيمر ذلك الضوء ..فهو متأكد ..سيسعى إليه عداءاً..اذ لزم الامر
سيبصر النور ..و سيجعل روحها ترتوي من ربيع الحياة ..كزهر في انتعاشه الربيع ..
سيصنع سعادتها ..و يمرغ التعاسه في الوحل ..منتقما منه
سترضى نعم سترضى ..
قبل رأسها ..بحب كبير ..و ابتسمت بخجل ..


آصـبر ..,,

مــصير آلشـمـس تـطلع وأنــآ أبــوك ..,,

وأمــي ..,,

تــقول: "صــآدق كــلآمه .. وأنــآ أمــــك ..!!

****************************

انزوت لركن خالي تبكي بحرقه ..
الى متى يا قلبي تهوى العذاب وتعشقه ؟
لقد اغلقت كل الابواب في وجهي..
حتى ذاك النور الذي ابصرته صار سوادا مضمحملا ..
اكان كلا شيء سرابا ؟
اعشقت وهما ..مر بي
يا لسذاجه تلك المشاعر .

دخلت جود و تأملت اختها ..عرفت انها تعاني لوحدها قدمت لها النصيحه
لكن الفاصل كان الذي تحمله في رأسها ... والنابض بين ضلوعها
اقتربت منها ..وجلست بهدوء تراقب تلك الخطوط في يدها ..
وسالت بهدوء يخالطه يأس :سويتي اللي تبينه ؟
وداد بدون كلمه ..سوى دموع تعبر عن خيبه املها الطويله
رجعت وسألتها : شو صار احكي لي ؟
وداد :الله يخليك يا جود ..اتركيني بحالي اللي فيني يكفيني
وارتفعت الرايه حينها ..توقف و تمهل او انحرف
لم تعد تجدي الكلمات نفعا ..بل هي ضائعه لا معنى لها
مجرد حروف غير مهمه ..قد تنطق بها الشفاه لكن لا يتقنها العقل ..
و تركتها لنفسها تداوي علتها و تلعق جراحها بطريقتها ...

****************************

المنطقه الشرقيه :

كان يرتب ملابسه ..متجاهل سؤال زياد له ..
م*** زياد من يده ولفه ناحيته ..وقال :سلطان تعوذ من الشيطان ..يعني بتعاقبني ..لاني ما قلت لك ..
سلطان بلوم :لاعقاب و لاشيء ..مليت الجلسهه هنا ..مالها لزوم..
زياد :ممكن اكون اخطأت لاني ما قلت لك ..
سلطان بسخريه :ممكن ..قصدك اكيد ..تتركني طول هالوقت مثل الغبي ..
و تقول يمكن ..هذا وانت صديقى المقرب و تعرف كل اسراري .
زياد :سلطان ..كنت متأكد انك بتعرف في النهايه ..لكن حبيت انك تكون هديت من بعد رفضها لك ..
سلطان بضيق :ابدا.. ما هديت ..لا تحسب سكوتي رضا ..انت استغفلت مشاعري وعاملتني مثل المراهقين .
زفر بقهر و كمل و هو يشير لنفسه :انا كنت مجروح .و انتم كلكم زدتم جروحي ..
و رجع يرتب في ملابسه :لا تحسبني برضا و اسكت ..ابدا
زياد بشك :ويش قصدك ؟
سلطان :قصدي واضح
زياد :سلطان انت رجال عاقل و فاهم مالها داعي تحرج نفسك .
سلطان بغضب :احرج نفسي اذا رضيت بالحاله اللي انا فيها ..ودي اعرف هي رفضتني ليش...
و الشيخ اللي وافقت عليه لاطين عيشته ..و اخليه يغير رايه ..هذي بنت خالي و انا اللي احق فيها ..
زياد بصدمه :سلطان ..انت قد هالكلام ...
سلطان :ما انا ولد ابوي اذا ماكنت قدها ..
مشى من جنبه و م*** زياد :طيب انتظر بمشي معك ..
سلطان :انا استأجرت سياره ..ودي اكون لحالي ..
زياد بعتب :افااا و هنت عليك ...
سلطان بإبتسامه مقهوره :مثل ما هنت عليكم..
حس ان كلماته تشغل فتيل الغضب منه :انت مجنون البنت رفضتك و خلاص ...
كان لابد انها تتزوج اجلا ام عاجلا ..يعني ايش تقف لها بالمرصاد ...يا انت ..يا على الدنيا السلام ...انت مجنون
سلطان بصراخ :ايه مجنون لو تركتها تروح من يدي ..مجنون صحيح ..لو سمعت كلامك ..

تركه زياد مصدوم منه ..ابدا ماكان يتوقع يشوف صاحبه بالصوره هذي ...صوره باهته لم يعرفها ..
شعوره بالغيره مزق كل ذره عقلانيه ,حطم جلاده صبره الباقي..

فالحب الكبير يولد الغيرة .
والغيرة الشديدة تقتل الحب

**************************

جمعت كل الصور و على كل صوره كتبت تعليق و قصيده في ألبوم تحمل عيونه الساحره
تصنعها كطفله ..تداعب مشاعرها بحنان و رقه ...
احببته منذ الصغر و حملته داخلها ..فلم تنتبه بأنها لا ترى سواه في الوجود..

طلت والدتها بمكياجها الكامل :فاتن انا رايحه عندي حفل زواج ..؟
فاتن بدون اهتمام :مع السلامه
ام فاتن :شو قاعده تسوين ؟
فاتن طالعتها ببراءه مثل الاطفال و كأنها منومه مغناطيسيا :اطالع صوري القديمه ..
ام فاتن :طيب يا ماما ..تعشي مع ابوك اذا جاء
رجعت و انشغلت باللي في يديها :ابوي دق قال بيتعشى مع اصحابه ..
ام فاتن ناظرت الساعه و قالت بعجله :اوكي..تعشي وحدك..يالله انا تأخرت مع السلامه .
هزت راسها ..بعدم مبالاه ..و حدقت في صوره ضاحكه قدامها و ضحكت و هي تضمها لصدرها ..
رن جوالها فتحته على طول :اهلين
باسم:اروح ملح انا من هالصوت
ضحكت بنعومه وقالت بدلع:باسم ...خلاص
باسم :يا عيون باسم ..
فاتن :تسلم يا حبيبي
باسم :لا في هذي انا انتحر..شكلك ناويه علي يا بنت الناس.
فاتن :وينك انت ..لك مده ما تدق و لا ترسل ...ليه تتغلى علي..
باسم :يا عيوني ..وحشتك ..
لفت شفايفها قالت بدلع :اكيد وحشتني ..
طالعت الصوره اللي في يدها ..و لسانها ينطق بكلام عشق ..ما تعنيه إلا لواحد سلب عقلها
ارتسم لها من بين كل الرجال..و ما تشوف غيره ..

***********************


ابطالي في حاله سكر وانتشاء مؤقتا ...
بعضهم قد استيقظ من غيبوبه الصمت والاخرون للتو يدخلون فيها
مابين هذا وذاك ..سيعودون


 توقيع : همس الحرف

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-Dec-2018, 05:07 AM   #16


الصورة الرمزية همس الحرف

 
 عضويتي » 6803
 جيت فيذا » Oct 2018
 آخر حضور » 14-Jul-2021 (09:20 AM)
آبدآعاتي » 91,582
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » همس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
MMS ~
 

همس الحرف غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح



البارت الخامس عشر :

رفع رأسه شامخا بفخر و اعتزاز و قدمه قد وطأت تلك السمراء ..ارض الوطن
حيث العشق الازلي ..حيث الاجداد وضعوا رواسي الاصاله ..
حيث تسمع في جنباتها وقع الخيول وصهيلها الحر ...فدائيه الروح والجسد هو نبع الارتواء
نبع الوفاء ..الاخلاص والتضحيه مقابل كرامه ارض و هويه وطن ..
ضمته الارض الطيبه و حضنته بكل امانه ..
ارض ليست للبيع ابدا ولن تكون بمشيئه الله ...

ابتسم و هو ينقل هاتفه لاذنه و قلبه يرن مثل ذلك الرنين المتعالي من الجهه الاخرى ..
:الو
ناصر :الو السلام عليكم
مطلق :ياهلا والله وعليكم السلام ...
ابتسم ناصر وقال :ابغى فنجان شاهي بالنعناع جاهز على الفور ..ربع ساعه وانا عندك
مطلق :ناصر ..تتكلم جد ..ليش ماقلت لي ؟
ناصر :حبيت اسويها لك مفاجأه ..
مطلق بفرحه صديق :تو مانورت الرياض ..انا جايك الحين
ناصر :ابو ناصر اقول خلك في استقبالي ..اني واصلك الشركه
مطلق بضحكه :حياك الله ...انا في الانتظار
وقفل منه وقلبه يضحك ..و اخير بيلتم الشمل و تعود الحلقه المفقوده لاكمال الدائره ..
تنهد براحه اخيرا ...صديق الحياة الوحيد بيكون بالقرب ..

******************

كان الوقت الظهيره لما سمعت طرق الباب بقوه ..
قامت سلوى من مكانها و لحقتها ليلى ووقفوا قدام الباب ..
سلوى :بسم الله ..خير ان شاء الله مين اللي يدق بهذي الطريقه
ليلى بنفس الحيره :يارب سترك ان شا ءالله خير .
خرج سعود بسرعه ..و فتح الباب ..
دخل سلطان بهدوء مبطن بثوره غضب ..و بعد السلام ..دخل للمجلس
وقف في نص المجلس و عيونه تترقب سعود ..
سعود حس بإحساس غريب جيه سلطان وراها سبب و السبب هو يعلمه :
تقرب له سعود وسأله :الحمد لله على السلامه
سلطان :الله يسلمك ...صدق ياسعود اللي سمعته
سعود :حياك يا رجال اجلس و تقهوى وبعدها نتكلم
سلطان :ماعندي وقت ,,قول الكلام صحيح او لا
تنهد سعود وعيونه ابت ان تلمح تلك الوخزات التي تتطاير من سلطان البائس :ا ي كلام يا سلطان
سلطان بنرفزه :انت تعرف عن اي كلام اقصد ..عن ليلى صحيح اللي سمعته
سعود و شاء ان يختصر ذلك العذاب وينهي امله المعدوم :ايه يا سلطان الكلام صحيح

تجرع تلك الغصات بكبرياء رجل محاولا ان لا تهزه خيبات الامل و حطام الاماني
و ان يظهر بجمود وصلابه ..غير مبالي لكن هيهات

قال بهدوء :ليش يا سعود .
ابتسم سعود و قال مسايرا لمشاعر سلطان :النصيب يا سلطان ,,النصيب يا خوي
تراجع للخلف وغمض عيونه يهدي من روعه قال بصوت غاضب : انا قلت لك اعطيني فرصه معها ليش خنتني يا سعود
استغرب سعود لهجه الاتهام اللي يتكلم فيها وقال بهدوء :سلطان تعوذ من الشيطان ..البنت اعطتك ردها و خلاص الحين
هي على ذمه رجال ثاني ..
تردد اصداء تلك الكلمه ..و كأن نصلا حادا ينغرز بداخل قلبه منطلقا اهاتا لا يسمعها سواه
رفع يده و مسح وجهه و عيونه تركز على نقطه سوداء بعيده رسمها عقله للابتعاد قليلا .. وللتروي قليلا
لمحو صوره العذاب من وجهه ولو قليلا ..وكل هذا اصبح مجرد رغبات
اقترب سعود ومسك كتفه وقال بحده صديق مبطنه بود ولين :سلطان ..انا كنت اكثر الناس فرحه لما جيت و خطبت اختي
لكن ربي ماشاء ..لا تحط بيننا الحواجز في مسأله مالنا يد فيها من البدايه ...
ابتسم سلطان يخفي مراره قد ارتسمت على ملامحه وقال : قلتها يا سعود النصيب ..النصيب
يالله انا استأذن ..بروح البيت
م*** سعود وقال :اقعد معنا للغداء ..
سلطان :تسلم يا سعود ..لكن والله هذي رجعتي من السفر ..حتى البيت مامريته
تركه سعود والابتسامه تبدد ملامح الضيق و الغضب :على راحتك ..نلتقي ان شا ءالله
سلطان :سلم على اجدادي ..والسموحه منك يا سعود

قالها مودعا ..نثر كلماته البائسه بخيبه امل ما تلبث ان ترجع و تفتح جروحه ..و ينتظر مرور الالم عابرا بدون شيء يذكر
متجرعا طعم اليأس بحرات العذاب ونفاذ الصبر ..و تحت تلك الشمس الحارقه نفث دخانا من حلم مكتوم تحول لرماد وبقي
الغضب يشعل في نفسه نارا عظيمه .يخاف شرها و خيرها ...

*******************

دموع على مرأى الحقيقه الموجعه ..لم تكد ان تتخطاها حتى عادت و طفت على وجه الحياة..
ادركت بمراره الالم الذي صنعته لغيرها ..و هاهي العقوبه الصارمه التي تستحق ..تتجرعها بصمت.
تذبل رويدا .. رويدا ..تحت السحق المستمر لمشاعرها الحيه النابضه داخلها..

كانت تجلس في الحديقه تراقب من بعيد ..دوران نحله عاجزه عن ايجاد زهره ترتوي منها .
التفتت للقادم و ابتسمت ...جلس جنبها و مد يده لكوبها ..يشرب منه
زياد :صباح الخير
ريهام :صباح النور ..غريبه اشوفك مبكر اليوم ..شو عندك ؟
زياد :عندي مشروع جديد ..شركتنا متعاقده مع شركه كبيره ..و عندها مخططات كبيره للبناء ..
ريهام :الله يوفقك ان شاء الله ..
زياد :الله يسمع منك ..لازم ابذل جهدي ..لانهم طلبوني بالاسم
ريهام بضحكه :و الله صرت مشهور..
حرك شعره لورى و قال بغرور :من زمان ياماما..لكن انا متواضع ما اقول لكم ..
ريهام :اقول لايكثر ..انت و تواضعك
اخذت كوبها من يده ..
زياد:ميته على هالكوب ..من زينه ..الود ودي اعرف من حرف sاللي حاطته ..
و طول الوقت ماسكته ومحافظه عليه ..و لا قطعه اثريه ..
علا احمرار وجنتها بإفراط و كأنه ضغط بيده على موقع جرحها ..قالت بإرتباك :هذا حرف اعز صديقاتي .
زياد :و الله انتم يا البنات مخفه صراحه ..
ضربته على كتفه و هويضحك على تعابير وجهها ..
مسك الجوال ورفعه لاذنه و هو يتفادى ضرباتها له ..
رجع دق على الرقم ..و قال :هذا الولد بيدخلني شهار من اوسع ابوابه ..
ضحكت ريهام :اصلا انت خالص ..من هو ذا اللي بيسوي خير فيك
زياد بقلق :سلطان
بلعت ريقها وهي تسوي نفسها طبيعيه :علامه سلطان ؟
زياد :دقي على اخته اسأليها هو في البيت ؟
ريهام :وانا ويش دخلني فيكم ..دق على البيت..
زياد :ريهام و الله اتكلم جد ..بقولك لكن بعد ما تكلمين اخته و تسألينها ..
تأففت ريهام و مسكت جوالها ..و اتصلت على على رغد على طول
رغد :اهلين ..شو هالصباح الحلو اللي اسمع فيه صوتك
ريهام:تسلمين ياقمر ..ازيك يا حلوه
رغد :الحمدلله ..انتي ازيك ؟
تدخل زياد ..بسرعه قلبتيها مسلسل مصري ..
والله لو اقعد استناكم لبكره ما خلصتم من المجاملات والسوالف ..
رغد بضحكه :وشفيه الحج متولي ..زعلان
ريهام :حلوه الحج متولي ..طفشني يسأل عن سلطان يقول هو في البيت ..؟
رغد :لا والله توه خارج مع ابوي ليش يسأل ؟
ريهام تطالع زياد :يقولك يدق عليه لكن ما يرد ..
رغد :ما ادري يمكن حطه سايلنت او نسيه في السياره
ريهام :ماعليه ..سوري على الازعاج يا رغوده لكن حكم القوي
رغد :ولو ..يعني الله يخلي الحج متولي ..اللي سمعنا صوتك
ضحكت ريهام و قالت :يالله باي ..سلمي على خالتي
رغد :يصل .وانتي كمان

قفلت منها و عيونها على زياد ..المشغول بالجوال
حطت جوالها على الطاوله وسألته :الحين قول ايه السالفه اللي بينك وبين سلطان ؟
طالعها بنظرات قلقه :و الله ما ادري ويش اقول ..عجزت معه
ريهام بخوف داخله حاولت ما تظهره :وشفيه سلطان ؟
زياد :الرجال استخف ..تنهد و كمل :زعل لانه ماقلنا له عن خطوبه ليلى ..
ريهام :صراحه اي واحد مكانه ..على الاقل يتحسس من الموضوع
رجع لها وخزالضمير بعمق كبير و هي تشوف ما صنعته يدها وين وصل بغيرها ..
زياد :لا و اللي يخليه يتعذب اكثر ..انه طول المده اللي قضيناها في الشرقيه ماكان يحاول ينساها
كان يفكر في طريقه ثانيه علشان يخطبها من جديد ..

ألم /جراح /خبيه امل طويله المدى..

ريهام بحزن :مسكين الله يكون في عونه ..
زياد :ايه والله ..
اقترب منها و قال :ودي اعرف هي ليلى ليه رفضته ؟

صمت موجع /انحطاط في قعر كابوس مزعج يطول احلامها الواعده..

هزت رأسها بهدوء تنفي السبب و كل حزن العالم يقبع في قلبها ...
لا شفاء له ولا حتى دواء .....

فاصله عقل .. و ارتواء قلــــــــب

عوده لحظه ..
لاهثه و كأنها ادركت حقيقه غائبه منذ عصور ..
انزواء صامت و غياب عن الوعي
احتضار حلم و نزيف احساس حتى الموت
لابد للعوده أليس كذلك ؟
لا غربه و رحيل عن عالم واقعي
لا هروب و لا اسقاط للمشاعر
ادراك و تحدي للبصائر
لا فرضيات مؤكده او مصير محتم بلا محاله
عقاب للعاطفه و انتصار للعقل .. لابد من ذلك
شموخ سقط و صمت يعلن النهايه..............بقلمي

سمعت صوت ابوها وخرجت من قوقعتها هاربه منها
قرب منهم وهومبتسم بحب :صباح الخير
زياد يبوس راسه وتتبعه ريهام اللي قالت :صباح الورد
ابو زياد :وين امكم ؟
زياد :شفتها في المطبخ ..
ابو زياد يسأله :وانت روح شوف اجدادك وسلم عليه ..بيرجعون قريب للديره
زياد :وليش مستعجلين على الرجعه ..
ابو زياد :يعني ماتعرف جدك ..الارض والحلال شغله الشاغل ..
ريهام :خلنا نزورهم يبه بكره او بعده ..
ام زياد تدخل و الشغال وراها بالفطور :مين اللي بتزورينهم ؟
ابو زياد :تقصد اهلي ..
ام زياد :اي والله فكره .
زياد وقف وقال :انا بشوف اي وقت اكون فيه فاضي ..و بسلم عليهم .
ام زياد :وين رايح يمه..خذ لك لقمه وبعده روح
زياد :مستعجل يمه ..تأخرت عن الشغل ..يالله مع السلامه
الجميع :مع السلامه ...

*************************

واحد ..اثنين ..ثلاثه ...انطلاق

ركضت سمر ..متجاوزه التوائم ..و هي تضحك عليهم
وصلت خط النهايه ..و قفزت ..وهي تصرخ :انا الفايزه ..يييي
رؤىالصغيره :ثمر انتي تفوذين كثير..
ضحكت سمر و هي تبوس خدها :علشان انا اسرع منكم كلكم ..
شافت اروى و ريما زعلانين منها
قربت منهم وقالت :وانتم ليش زعلانين..خلو عندكم روح رياضيه
سمعت ضحك خلفها ...
نايف :الله واكبر عاد يا ام الروح الرياضيه
مساكين والله خواتي ..معطينك وجه ...زياده ..والمشكله ما يلقون الا انتي
سمر :وانت شو دخلك فينا ؟يقولك المثل يا داخل بين البصله وقشرتها ....الخ "
ضحك وقال:اما هذي صادقه فيها ..عليك ريحه زي ريحه البصله..
سمر تشم نفسها و بعصبيه قالت :نايف يالثور ..تكلم معي بإحترام ..لاتنسى اني خالتك
وقف قدامها وغطى عليها ..رفعت يدها فوق عيونها وقال :ول ول غطيت علينا الشمس
نايف بخوف :اذكري الله لا تصيبني عينك يالحسود..
سمر :ما بحسدك .بالعكس حسدي فيه فايده ..
:لا ولله ويش هالفايده يا مدام كوري..
سمر بفضول :مين هذي مدام كوري ..خدامه ؟؟
ضحك عليها و قال :لا ممرضه ...يالله قولي شو الفايده ؟
سمر :والله يا ابن اختي العزيز اكتشفت اني كلما حسدك تزيد طول في عرض ماشاء الله عليك
ضربها على راسها و تركها لكنه التفت عليها وقال :و انا اكتشفت انك مع الايام تزيدين غباء ..لا موالايام..كل ثانيه و دقيقه ..
سمر بحقد :اانا .. طيب يا نايف ...انا ما يكون اسمي سمر ان ما قلت لامك عن هذي مدام كوري ..
ما باقي الا هي تخز حتى الممرضات ..شباب اخر زمن ...
لحظات و ما وصلها غير ضحكته العاليه ...

********************

دفنـت صوت الحب بأعماق صـدري
وشربت كاس المــــر وأخفيت عبـــــرات

ومع كل ونـــة قلب قــدمت شكــــــــري
للجـرح والدنــيا ودرب المتـاهـات


مر يومها الطويل كالعاده ..لكن لم تكن وحيده ..شعور غريب يلازمها
زاد سلطان من ذلك الاشتعال الذي ظنته قد اخمد .
سلطان :
سافر ...هرب يتجرع مراره الرفض وقسوه الصفعه المتمرده على وجه الاحلام ...
سافر ...و عاد وهو محملا بنفس العذابات والاسى وليزيد عذابي انا ايضا
خيم عليها الحزن فجأه...و تركت كل العذابات تمر امام عينيها ..
احساس وجل تلك اللحظات ..لا تمحى بسهوله ..
ليس بدخيل مر على حياتي مرورا عابرا و توقف..
ليس انت ...
سامحني ..اذا استطعت
اتفهمني ..بل انت من تفهمني ..ألم تمنح صبري أمل
ألم تعلمني معني رفرفه القلب بين جوانحه..
رسائلك نطقتها عيناك قبل لسانك
ترجمتها نبضات قلبك ...فسمعتها جيدا
سامحني ..فحياتي من دونك عذاب
و معك اشد وطئا من العذاب ..
ألاتعلم ..
ضاق تنفسها ..و نقص الهواء في حجرتها ..تعثرت في خطوتها ..و طاحت
حطت يدها على صدرها ..زاد هلعها ..و تضاءلت قدرتها على سحب الهواء ..
و عيونها اغرفت بالدموع ..خافت تموت وحيده ..و بهذي الطريقه ..وينك يمه وينك يا سعود ..جدتي ..سلوى
و تذكرت كل شيء ..بتتحاسب اكيد ..كيف اعمالها في الدنيا ..ذنوبها هل محتها بالحسنات ام مرت مرور الكرام عليها
..يارب ثبتني عند الموت يارب
يارب ألطف بي ..اغفر ذنوبي يارب .."اللهم اعني على غمرات الموت "
استرخى رأسها على الارض ..و ذكرت الله بين شهقاتها المكتومه ..
دخلت هند و هي ما*** التلفون ..قالت.:ليلى ..سمر....و صرخت بصوت عالي .و هي تجلس جنبها
:ليلى وشفيك ...بسم الله ... هند وصوتها مالي البيت ..
مسكت هند بقوه ..و الدموع تغرق وجنتيها ...
كم مر من الزمن ..كم دقيقه اوساعه توالت عليهم جميعا ...بكم حسبوا تلك اللحظات الصعبه
اكانت امنيتهم ان يغمضوا اعينهم و يفتحوها و كأن شيئا لم يكن ..
كم ابتهلوا بالدعاء عندما وقع المصاب ..كم ذللت رؤسهم لذو الجلال و الاكرام ..
دموعهم تحرق قلوبهم ..هل فقدوها بغمضه عين ..
هل رأوها جثه مسجاة ..تلفظ انفاسها الاخيره..
كم هالهم منظرها و الحياة ..قد اختفت من معالم وجهها ..
اااه لو تعلم كم يتمنون ان ينتقصوا من أعمارهم الطويله و يهدوها لها في ساعتها هذه
"اللهم ثبتنا عند المصاب الجلل"
قيمه الايمان ..و قوه الثبات ..و الحكمه من كل هذا ...
معانيه عظيمه ...فسبحان الله .

اِلـهي ما اَظُنُّكَ تَرُدُّني في حاجَة قَدْ اَفْنَيْتُ عُمْري في طَلَبَها مِنْكَ.
اِلـهي كيف اَنْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالَخْيبَةِ مَحْروماً، وَقَدْ كانَ حُسْنُ ظَنّي بِجُودِكَ اَنْ تَقْلِبَني بِالنَّجاةِ مَرْحُوماً.
اِلـهي لا َتَرُدَّ حاجَتي، وَلا تُخَيِّبْ طَمَعي، وَلا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائي وَاَمَلي
سِّيّدّيّ بّآلّقَلَبُ حَآجِهّ .. هَلّ لَهآ مِنكَ ـأنَفِرآجَهّ ..

******************


في مكان اخر :

ابتهالات نفسها الوحيده تصدع جدران الصمت..تنشط بعد غيبوبه طويله ..
رؤيته اكبر سعاده تمنحها الايام الغابره لها ..
يا ليتها تسرق مهجه الحياة .و تأخذ من عمرها مقابل ذلك .ولو قليلا ..
حتى تشبع ناظريها به و تصبر على فرقاه طويلا
..ما زلت سعادتها مضمحله و لن تكتمل إلا بإكتمال القمر ..في حياتها
تشهد لياليها سهادا طويلا ..غيرناعمه بالنوم ..او هانئه بالحياه ..
اه مااشقاك يا سنين العمر ..
و ما اقساك يا دنيا
حكمتي علي بالعذاب
حرمتني من لقيا الاحباب ..و معانقه السعاده و الامل بينهم
اسكنتي في روحي شبحا من الماضي الدفين
وسرقت اجمل سنيني ...يا دنيا
بحكم الغادرين ...
ثقلوني بالهموم ..
و حملوا عمري سموم ..
ضعت معك في خيالات ورسوم

عيناها تراقب حركه طفلين عابثين ..تبتسم لهم و ترى مالم تراه في حياتها السابقه ..
وطرق على الباب حفظته جيدا ..لذلك الزائر ..المحبب لقلبها
دخل بكل هيبه تراه و ابتسامته تمحي حزنها الماضي وتجدد امل بالغد الواعد
وقفت له بإستقبال حار ككل مره ..
:هلا يمه سعود
انصاع لها بالقبل بكل حب لتلك الطاهره
سعود :هلا فيك يالغاليه ..اخبارك ؟
ابتسمت وكأنها تقول انظرالي لقد عدت للحياة بوجودك يا ثمره وجودي

ياسنين عمري..كفايه حزني ياسنين
خلاص بأن الذي يستاهل أحزانه
لفي جروحك وكفي دمع يا عينى
غني لزهرة حياتي باقي الوانه


********************

مطلق :

فكره مشغول بذلك اللقاء القريب مع صديقه ..راحه عندما رأه ..ارتخت شده اعصابه
لم يكن ليهدا او يستكين الا بوجوده
ذلك العتيد صديق الروح ..تؤامه النقيض
مطلق مع ناصر في ا حدى المقاهي الهادئه ...
مطلق و عينه على تموجات كوب قهوته ..و تفكيره يبعد عنه كيلومترات ..
ناصر و يدق على الطاوله للفت انبهاهه :وين وصلت ..؟
مطلق :بالي مشغول ...عندي اكثر من مشروع ..و عقلي مزدحم بالافكار
ناصر بإبتسامه ..دون كلام
مطلق يقترب منه :إبتسامتك تنرفزني زياده ...طلع الحكي افضل .
ناصر رفع يديه بإستسلام :خلاص ..استسلم ..يالله عاد قول ..متعب نفسي و جاي من المطار ..
و لا ارتحت ابغى اسمع سوالفك .
مطلق ورجع يحدق في كوبه قال :مافي جديد...انت تعرف كل شيء ..اذا كنت تبي تعرف عن زواجي ..
فهو زواجي تقليدي بحت..
ناصر بإستياء :طيب ليه تقولها كذا ..و كأنك شايل هموم العالم على راسك .
مطلق :لا ..ابدا ..عندي امور كثيره تشغل بالي ..و سيره الزواج قلبت موازيني فجأه ..
ارتخى ناصر على كرسيه و راقب صاحبه بهدوء و كأنه يدرس شخصيته ...
طالع ساعته ..و دفع الحساب ..و تفاجأ بسؤال ناصر المباغت :ليه ما رفضت الموضوع او أجلته بما انك مشغول ؟
بعد لحظه تفكير قال ببساطه :نصيب . و اكتفى بالصمت ..حلا و وسيله .

يتقاسم مع الموت برودته و جموده ..
..و الصقيع و التجمد ..عالمه الوحيد ..
غائب حاضر..و تدعي الحياه ..كيف هذا؟؟

ابتسم و عيناه تتأمل حبات من عنقود ماسي...يتمعن فيها ..و بريق يلمع في اغوار عينيه .
يتأمله بهدوء ويتخيله لبرهه على عنقها ...
لم يلمسه ..ولن يتجرأ ..ان يمسه حتى ..
يتفحصه من بعد ..و عينيه تبعد اكثرمما يرى و تطوله يده ..
وفاء بنظره :ها مطلق عجبك ؟
مطلق ينقل نظره بينها وبين العقد :حلو
وفاء بخيبه :بس حلو ...يعني ما عجبك..
مطلق :عجبني ..يعطيك العافيه ..متى تروحين انتي والوالده ؟
وفاء جلست جنبه و كأنه حست فيه يضيع في الكلمات اللي وده يقولها .
ناظرته بعمق و قالت :مطلق ..علامك ياخوي ؟
مطلق بنظره عاديه :مافيني شيء ..حدي مشغول ..و..
وفاء :ياخوي شكلك ماانت فرحان ..او حتى راضي ...لاحظت عليك في الاول و قلت انك عادي ..؟
يمكن استعجلنا وانت....
مطلق :لا يا وفاء..مو هذا القصد ..انا مشغول صراحه ..
وفاء :يا خوي ..شغلك ما قلنا فيه شيء ...الكل ملاحظ عليك انك ما تهتم ..
حتى امي بدت تفكر انك ما تبي تتزوج إلا علشان خاطرها ...قول يا خوي
مطلق :ابدا يا وفاء ..تعرفين في البدايه ماقدرت اتزوج لان حالتنا ما كانت تسمح ..
مسحت فكره الزواج من عقلي حتى اشوفكم مرتاحين في حياتكم ..
و اشار بيده على حاله و قال ساخرامن نفسه :شوفي الحين وصلت للثلاثين لكن رغبتي في الاستقرار و تكوين عائله ..
انخمدت داخلي ..تعودت على حريتي و استقلالي ..و فكره زواجي شلتها خلاص من راسي ..
وفاء برفض واضح :في اعتقادك مبررك هذا بيمشي علي ..يا اخي كل الرجال الحين ما يتزوجون إلا في الثلاثينات ..
هذا سن النضج يا ولد ...
ضحك مطلق وقال :انا نضجت من يوم عمري 17سنه ...وسكت لحظه و مرت على وجهه معالم حزينه ..

سكتت وفاء و نفس الحزن يمر عليها ...هي في هذا الوقت كانت متزوجه ...
لكن عاشت معاناته اللي يحاول يخفيها عن الجميع ...
واضحه في خطوط وجهه و تمر من خلال عينيه كلما ذكرت طفولته التي لم يعشها كما يجب ..

انتحل ابتسامه مصطنعه و قال بصوت جامد :بروح المكتب عندي شغل ضروري ..
مشكور ياام نايف ماقصرت تعبتك معي ..لكن و الله يالحريم ما يندري عن اذواقكم ..
ضحكت وفاء و وقفت معه :انا كم عندي مطلق ..يا علني فداك ياخوي ..ام عن الذوق ترى ما يحتاج ...بيعجبها اكيد .

ابتسم و ترك المكان بهدوء ..كتلك اللتي تعتلي زاويه من دماغه و تنهال عليه بصبر وتمهل...
دخل مكتبه ..و تجاهل الظلام اللي تقبع فيه ..جلس على كرسيه ..و عيونه تحدق في الظلام و لا يرى الا نفسه فيها..
و مشاعر تحاكي روحه الحزينه ..
اغمض عينيه ليسدل ستاره الحاضره و يمر من خلال الماضي عبر اله الزمن التي لا تتوقف في دماغه ..

كان في السابعه عشر من عمره عندما اودع والده لمثواه الاخير ...
لم يكن يتوقع ان يعيش بمفرده مسؤؤلا عن والدته و ثلاث بنات ..
صراعا قويا مع الحياة كان يصرعه كل مره ..ليشتد عوده و وينطلق في الحياة كرجل في الاربعين من عمره ..
لم يكن يحتمل تلك النظرات الغريبه و القريبه من الناس ...
تشفق لحاله و صعوبه المشاق التي يعانيها و كان ذلك لا يزيده الا قوه و صلابه ...
والده ذلك الرجل الخمسيني ..زرع فيه الكثير ..محاولا ان يتدارك الزمن الذي يسبقه ..
متوقعا يوما كهذا ..فدربه على العيش بكرامه و قوه الاحتمال ...
و بعدها اودع فيه مراره القسوه و المعاناه و ترك الحياة ....

لم يبكي ابدا ..حتى ولوانفرد بنفسه و عصرت به الذكريات و احتدت الالام والصعوبات عليه ..
كان يحتمل و يحتمل ...من اجل والدته تلك المسكينه التي لا تنضب الدموع في عينيها كلما تراه ..
او حاجه طفلتين فقدتا والدهما في سن مبكره ..و احده منهما لم تبصر النور بعد ..

لم يعش يوما تلك الطفوله المسماه ..كان غريبا عنها ..والده كان مصابا بفشل كلوي ..
اضطروا بعدها لترك قريتهم و اللجوء للمدينه ليكون قريبا من المستشفي الذي يتعالج فيه ...
كم كان ذلك صعبا ...ان يقاسي الحياة تدريجيا حتى تصرعه بضربه واحده ...
يوما كان نقطه تحول في حياته صنعت منه رجل اعمال ..يوما لن ينساه ابدا ..

معاناتي وَصلت للقمة وحُـزني يشتدْ
اليأس بدأ يتسلل الى نفسي المُتهالكَــة
لكنـ هل تعرفون ما هي المعاناة !
أن تعيش وقلبك فارغ ٌ من الحب
تلك معاناة
أن تكون على الهامش ولا يفكر بك أحد
تلك أيضا معاناة.................منقول

فتح عيونه و اعصابه اشتدت بخوف ....
صرخه دوت في المنزل ..جعلته يودع ذكرياته خزائنها و يهرول بسرعه ..


مآيرد النفس عن درب السخط غير القناعه
والرضا حكمة تشد العزم بالحزن الثقيل

مالنا لاثار موج الهم واشتد اندفاعه
غير دعوة رب هذا الموج والخافق ذليل


*********************


قاعد مابين اخوانه الاثنين ..يضحك على سوالفهم ويشاركهم اللعب
وامه البسمه ما فارقتها ..
سعود ناظر ساعته و انتبهت امه له وقالت :يمه سعود ..اقعد شوي
ابتسم سعود وقال :ماعليه يمه بمركم كل يوم ان شاء الله..تأخرت قريب يأذن المغرب ..
و انا مقفل جوالي ..و جدي اكيد بيفقدني اروح معه المسجد ..
ام سعود :و كيف جدك باقي على عناده ؟
سعود ابتسم وقال :الله يعطيه العافيه ..مثلما هو ..
غمضت عيونها للحظه ..و ذكرى ذلك اليوم تمر امامها ...
احمد ذلك العاشق ..في لحظه اطلق عليها رصاصه الاعدام ..
كلمه قد اطلقها في لحظه قوه و عوده العقل الغائب في سكرات الحياة..
ظنت بأن حياته كانت لها هي ..ذلك الذي فقدته مبكرا لم تسطيع ان تعطيه اياه
بل افقدته ذلك الجوهر المهم في الحياة ألاا وهو بر والديه..
تجرعت غصات الحقيقه و كادت ان تختنق بها ..
رأته يذبل يوميا امام عينيها ..و جسده يشيخ قبل اوانه ..
مرضه و دواءه كان بيدها هي ..تركته يتخبط في كوابيس صنعها القدر له بإرادته ..
لكن الايام مثلما دارت على غيرها شاءت ان تنقلب عليها ...
و ان الله يمهل ولا يهمل ابدا ..مهما طالت انفاسنا وامتدت سنون اعمارنا ..
شمخت للسماء ..كمذنبه و الندم حبيس صدرها للابد ..
"ربي اغفر ما قدمت يداي "
صرير الباب الخارجي اعادها الى ذلك المستنقع الذي تعيش فيه .. تجهم وجهها لمرأى لا تريد رؤيته لنهايه حياتها
و اتجهت نظراتها لسعود ..المحتد النظرات على ذلك الكريه و لثانيه قد تخونه مفاهيم الصبر و اللامبالاه ..
ذلك الواقف يشعره بالتقزز وانه يغوص وسط بركه موحله و هي عينيه الخبيثه..
اتكأ ذلك العربيد بثقله دون تركيز ..وقال بصوت متهاوي مثله الى القاع : مين عندنا ؟ياهلاوالله بحفيد السلطان ..
انا اقول الحارة المعفنه اليوم منوره ..
ووجه كلماته الباقيه لام سعود :ليش ماخبرتيني يا ثريا ..كنت انتظرته معك ؟

وقف سعود و شد قبضه يده و وده ينزل في اللي واقف قدامه بدون اتزان حتى يلفظ اخر انفاسه ويرتاح منه
خطى خطوه لقدام و ومسكته امه ..و في عيونها اشارات توسل ورجاء ..و راقب عيون طفلين بعيونه المحدقه
واكتست بحنان بسرعه ..ورجع لسنين للخلف..لو ما جدهم اخذهم بالقوه من امه ..لكانت نفس مشاعر الخوف
اللي يشوفه في هالاثنين تنقلب عليه ..
ابتسم يبدد الخوف و الحزن من عيون طفلين بريئين ..و تحرك لزوج امه و قال بصوت واثق :تعال معي يا سالم
و سنده حتى دخله غرفته و رماه على فراشه ..
وراقبه يشخر كالبهيم في نومه ..استغفر الله على ذنب غيره ..و تحامل على نفسه وخرج بسرعه
و دع امه بغصه و وعد بزيارتها قريب..و امنها على نفسها
وركب سيارته ..ظل دقايق يفكر قبل يحرك .و همه كيف يأمن عربيد يبيع نفسه علشان الشراب على امه واخوانه ..

***********************


مطلق :

لايعلم اي احساس اعتلى قلبه ذاك و ينكره بشده بل يمضي عليه بتجاهل ..
لايعلم كيف صمد و هو يراها ..بحاله سكون غير ارتجافات قلبها ...و شهقاتها المعذبه ..
حملها بين ذراعيه كطفله ..شعر بها ..تغلغلت في روحه ..
ادرك بحجم كبير من الاهتمام و المسؤليه ..لن يدير ظهره بسهوله ..و إن شاء فإنه لا يستطيع تجاهل النداء داخله.
شاءت الاقدار ان يكون هو من ينقذها ...

صرخه سمر و بكاءها ...استطاع ان يفهم من خلاله ان ليلى قد أغمي عليها ..دق على جوال سعود لكن وجده مغلق
خرج من البيت بسرعه ..تستحثه حواسه على الاسراع ..كلمته سمر ان سعود مو موجود في البيت ..و اسرع لبيتها
دق الجرس مره مرتين ..الثالثه ..طلت هند الباكيه ..ومن اثرالصدمه حتى حجابها مالبسته ..
غض بصره و سألها بحده :وينها ؟؟؟؟ بنبره يشوبها الخوف قد استغربها هو نفسه

اشرت له في الداخل ..خطواته سريعه و ضايعه في البيت ..و من صوت البكاء في الدور العلوي ..
قادته خطواته الواثقه بسرعه ...دخل غرفتها كانت عمتها و بنت ثانيه جالسه جبنها ..
والجد يمسح على وجهها بالماء ..
الجد :اقرب يا مطلق ..و شيلها ما لي شده عليها يابوك ..
كانت تفتح عيونها وتغلقها ..و همهمه تخرج منها بمعاناة..
و بدون سابق انذار ..تقدم و رفع راسها على ركبته ...
قال بعصبيه و نظره منصب عليها :اعطيني عبايتها..
رمت سلوى العبايه عليها و شالها بسرعه ..كانت خفيفه ..كأنها طفله صغيره ..
شعر بأحساس يتسلق فقراته و يدخل عالمه المتجمد...
ظل معها حتى تطمن عليها من الدكتور ..
كانت ممده على السرير و مجرى تنفسها طبيعي ..اقترب منها ..مستغل اغفاءتها و عدم وجود احد معه ..
كانت شفايفها مزرقه بعض الشيء ..شحوب وجهها ..و شعرها المنثور على المخده بإهمال..حدق فيها متفحصا بدقه ..
رفع يده يرجع شعرها خلف اذنها ..و نزلت يده معانده احتجاجات قلبه ..مر بأصبعه على خدها الناعم ..و تمهل في مروره
لاحظ ارتعاشات جفونها ..و توقف ..

"وما كنت ممن يدخل العشق قلبه و لكن من يبصر جفونك يعشق ."

انولدت مشاعر بداخله و هو قريب منها ..حاول يبددها لكن استعصى عليه ..مسح على حاجبها بأصبعه ..
و شال يده بسرعه ..و عينه عليها ..دق جواله و في قلبه امتنان للشخص المتصل ...
ابتعد عنها معاكس رغبته و خرج يرد على الاتصال .
مطلق :هلا سعود و.وينك انت ؟
سعود بلهفه وخوف :انا في الطريق ..كيفها طمني عليها ؟
مطلق :بخير ..تمهل في السواقه ..انا معها و الدكتور طمني عليها
سعود :الحمد لله ..الفضل بعد الله لك يا مطلق ..
مطلق :يا رجال ...احنا اهل ما بيننا افضال ..المهم انت لا تسرع
سعود :لا خلاص قربت ..

قفل منه ..و احساس هائل يضغظ على افكاره و يشتت معاني الفهم لديه
بنظره بعيده لغرفتها ..تنفس بعمق وابتعد اكثر..


أنا وآحد من العالم أنا جملّه تحتها خط
أحاسيسي { غريبه} من بدآيتها لـ تآليها

**************************

في المستشفى

تشعر بالبروده يلف جسدها ..و هواء بارد يتسلل إلى رئتيها ..شيء غريب يلفها ليس المكان نفس المكان
عيناها تبحث عن شيء مألوف ..تستقرعليه.
ازالت كمامه الاكسجين ..سمعت صوت جنبها ..ألتفت كانت سلوى نايمه على الكرسي وفمها مفتوح
ابتسمت ليلى ..عدلت جلستها ..فأصدر السرير صوت صحيت سلوى على اثره
سلوى وهي تمسح عيونها و توقف بسرعه :ليلى ..إنتي بخير ؟ حمد الله على سلامتك .
ليلى :الحمد لله ...الله يسلمك يا قلبي ..ويش اللي صار لي ..؟
سلوى :ما تتذكرين شيء ...يوم شفناك محمله قلنا ميته ...ذكرتيني بدق على البيت اكيد جدتي قلبتها مناحه
ليلى رتبت شعرها المبعثر :قولي لها اني طيبه ..ما علي خلاف .
سلوى و هي ترتب اللحاف عليها :اقول اسكتي انتي ...شوف وجهك كيف صاير ..
ليلى :خلاص دقي على سعود ..خلينا نروح مالها داعي قعدتنا ..
سلوى بخوف :لا يا حبيبتي ..كفايه اللي سواه اخوك فينا ..اذا جاء تفاهمي معه ..يالحين شايله في خاطري منه ..
لا و الاخ يردها علينا ..انا ويش ذنبي ليش قفل جواله ..يوم احتجنا له ما لقيناه...
ليلى بفضول :طيب من جابني هنا ؟؟؟؟؟
انفتح الباب فجأه و طل عليها بوجهه المحبوب ...ابتسم براحه لما شافها صاحيه ..
مشى لناحيه سريرها ..و مسح على شعرها وعيونه تنطق رأفه و محبه كبيره لها ..
بصوته الدافئ :كيفك الحين ان شاءالله طيبه
ليلى بإبتسامه تتطمنه على حالها :الحمد لله..اصلا ماكان فيني شيء ..كنت اتدلع عليكم
سعود :واضح عليك الدلع ..و تجهم وجهه ..
مسكت يده و قالت :و الله مافيني شيء حسيت بتعب خفيف و الحمد الله انا طيبه الحين ...
سعود:الحمد لله ..
ليلى :يعني نمشي ..
سعود بإستغراب :وين ؟
ليلى :للبيت ..انا بخير ..ليش نقعد .
سعود :لا ياماما ..فيه فحوصات واشعه ..مادام احنا في المستشفى ..لازم نخلص كل امورنا ..ونطمن اكثر ..
و ناظر سلوى اللي كانت متشاغله في الجوال ..و وجهها احمر شكلها زعلانه منه ..
غمز لليلى و قال : بعض الناس ما يليق عليهم الزعل ...
تنحنحت سلوى و طنشت و كأنها ماسمعت رغم انها تعرف ان الكلام موجه لها ...
ليلى تطالع الاثنين بإبتسامه ..
مشى لناحيه سلوى و قال بمزح :سلوع ..ياحبي لك اذا زعلت ..تصيرين دبه اكثر ..
ضربت بطنه بكوعها و رفعت راسها له :مالت عليك ..حتى ما تعرف تراضي ..
يا اخي مصيرك تتزوج ..بتقول لمرتك صرتي دبه ..على طول تعطيك مخمس على وجهك ..
ضحك و هو يمسك بطنه من ضربتها :يا سلام عليك ..لازم اللي اتزوجها تكون رشيقه ..
للحظه ابتسم لفكره متفرده داخل رأسه ...و ذكرى عذبه مرت على باله ..
سلوى :ايه هين ..الله يعطيني طوله العمر ان شاء الله ..
ضحك و تجاهل جملتها و تحرك لعند الباب و قال لسلوى :يالله امشي ..بنجيب ملابس لليلى و نطمن الاهل ..
ليلى :سلم عليهم كلهم و طمن جدتي علي ..و لاتصيفون علي ..
سعود :لا توصين ...اشوفك على خير بمرك في العصريه مع الاهل ..
خرجت سلوى مع سعود ..ليلى رجعت شعرها لورى اذنها و الملل واضح عليها...

استرخت على سريرها بهدوء ..الوحده تخيفها وبالاخص في مكان غريب ..
عينها على الباب كل حركه و كل صوت يوترها زياده ..
غمضت عيونها تتذكر اللي صار لها ..كان شيء جاثم على قلبها ..
و هدأت احاسيسها ..و عيونها تعانق الظلام ..مسترسله في نوم هادئ ..


ســآعآت ..,,

أحــس أنــي وطــن ممــتلئ نـــآس ..,,

وســآعآت ..,,

أحــس بــوحدتي وأتــحطم ..!!


************************
بعد العصر في المستشفى

دخل سعود للدكتور المشرف على حاله ليلى ..
سعود :السلام عليكم
الدكتور :و عليكم السلام ..هلا اخوي
سعود :هلافيك ..ان اخو المريضه ليلى ..جيت اطمن على حالها ..
الدكتور يجلس على مكتبه و يشير لسعود بالجلوس : تطمن يااخ سعود ..انا كلمت زوجها و طمنته على حالها ..
سعود حس براحه داخله ..و سـأل الدكتور :ويش اللي تعاني منه بالضبط لان الحاله هذي دائما تجيها
الدكتور :ضيق التنفس و الاعياء اللي تصيبها ..كانت نتيجه فقر الدم لان الاكسجين مايصل الدم
..ان شاء الله الادويه والبخاخ تساعدها ....
سعود :هذا الشيء خطير على حياتها ..
ابتسم الدكتور:لا ..الحمد لله ...صحيح بعض الحالات يمكن تتطور
و توصل للغيبوبه لكن الحمد لله اختك جات في الوقت المناسب
سعود بخوف :الحمد لله ربي ستر ..
الدكتور بإهتمام :اختك تحتاج لنوع من الغذاء ..علشان يساعدها و بالاضافه يا اخ سعود ابعدوها عن القلق
و الضغوط النفسيه ..لانها ايضا تكون سبب في مثل هذي الحالات ..
سعود بتجهم و كأنه يستعرض حياة ليلى ,,
كمل الدكتور :اذا كانت تحتاج المساعده يمكن اقولك على اسم اخصائيه نفسيه ..
سعود بإعتراض :اختي اعرفها ما بتوافق ..اشكرك على تعاونك ..طيب عادي ترخص لها ..
الدكتور :خلوها في المستشفي هاليوم ..بنطمن على حالتها اكثر .
وقف سعود و صافحه بإحترام ..و شكره على مجهوده و خرج
في الممر ..صادف مطلق الواقف جنب غرفه ليلى
ابتسم له ..و اقترب ..كان مطلق سرحان مشغول بالمسبحه اللي لفها على اصبعه ..
إلتفت فجأه لسعود ..ووجهه نفسه سوى خط ابتسامه ظهرعليه ...
سعود :وشفيك يالنسيب ..ما تدخل
مطلق :الاهل موجودين هنا ..قلت اخليهم بحالهم
جلس سعود و تبعه مطلق ..و بعد لحظه صمت
قال سعود :الدكتور قال انك سألت عن ليلى
مطلق :بعدما فحصها ..تطمنت عليها ....رنت كلمته داخل رأسه دلاله على اهميته
سعود و هو يشد على ركبه مطلق :ما شكرتك يامطلق على اللي سويته مع ليلى ..
مطلق :انا ماسويت شيء ينذكر ..ولو انت مكاني كان سويت اكثر ..
سعود :الحين اقدر ارتاح ..امنت مستقبل اختي مع شخص مثلك ..

كان الصمت وسيله و حلا لينأى إليه ..يبعد عنها حيث تجلس ..و تلك المشاعر تشتعل في داخله و لا تخمد ..
كلمات سعود حملته أمانه غاليه ليحافظ عليها..اترى سيقدر على ذلك ..ام سيضيع وسط الحياة و تضيع معه
سيعطيها ما يملك ..فيما لايملك فلا حكم عليه فيها ...
سيمنحها ما يستطيع ..و يترك ما لا يتسطيع جانبا ..حتى تقضي محكمه الحياة فيها ...

**********************
في فيلا الغانم ..

تشاغلت وفاء بالاتصال وسط انظار ضيوفها ..متنهده مابين فتره واخرى
وداد :وفاء ..تراك ازعجتيني معك ..مين تتصلين فيه طول هالوقت ؟
ام مطلق :والله يابنتي زوجه ولدي .تعبت شوي ..وهي تبي تتطمن عليها ..
ووجهت كلامها لوفاء :خلاص يمه يا وفاء ..البنت بخير..واخوك اكيد مو فاضي .
ام طلال :الحمدلله على سلامتها ..
وفاء :الله يسلمك ياام طلال ..لكن قلت اكيد هو عندها ..و حبيت اكلمها واتطمن عليها .
وداد :اكيد مو موجود عندها ..كان رد عليك
ام مطلق :الا انا كلمته قبل وقال انه في المستشفى مع اخوها ..الله يشفيها يارب
تمتمت وداد بهمسه بعيد عن مسامعهم وعيونها تحدق في وفاء ..
قامت وداد وجلست جنب وفاء و سحبت الجوال من يدها وقالت بإبتسامه :وين بناتك الحلوين ودي العب معهم ؟
حاولت وفاء تاخذ جوالها وقالت :والله انك فاضيه..انا مشغوله بمطلق وانتي ودك تلعبين .
وداد :خلاص ..قالت امك انها طيبه ..اكيد مطلق ماراح يقعد طول الوقت عندها .
طالعتها وفاء وقالت بإبتسامه :وانتي شو دراك انتي لو تدرين مين اللي نقلها المستشفى ..
ضحكت ام مطلق وقالت :الله يطول بعمره ..بغى يستخف يوم سمع عن طيحتها ..
تغيرت ملامح وداد و اكتفت بالصمت والهدوء بين الابتسامات والاشاده ببطوله ذاك يعتقدونه يعشقها ..لا لا ابدا ليس كذلك .

*****************************

ليلى :

تعبت نفسيا من قعدتها لحالها ..زاروها لمده ساعتين وبعدها راحوا و اتركوها ..
تذكرت جدتها المسكينه ..قطعت قلبها من كثر ما تبكي..
و ابتسمت لما شافت هند و سلوى على عادتهم ..مايتغيرون ابد ..
سرت رعشه خفيفه في جسدها ..و هم يحكون لها عن اللي صار ..
و عن دخله مطلق و شيله لها ...
جدتها طول الوقت تمدح فيه ..يعني الزياره كلها كانت سيرته ..
و ما كفاها ..زياره سمر اللي زودت العيار عليها و تعاونت سلوى
هذيلا الثنتين اللي ما تتمنى زيارتهم لها مره ثانيه ابدا ..
حمرت خدودها وابتسمت فجأه ..احساس شقي داخلها ..يداعب قلبها..ارخت راسها على المخده و عيونها
على النافذه المسدله..

سمعت صوت الباب يفتح ..انتفضت تدور على شيلتها ..خافت يكون الدكتور او اي احد غريب ..
لكن جمدت اطرافها فجأه وعيونها تتعلق بتلك العيون العميقه ..
كان واقف يناظرها ..مابين رغبه و اخرى في الخطوه للامام او الخلف ...
قفل الباب و مشى ناحيتها..

ابتعدت عيونه مجبره على التحرك في اتجاه اخر ..انتبهت لنفسها ..عدلت شعرها بحركه سريعه ...
صار قدامها ..بصوت هادئ سألها :كيف حالك ؟
رفعت عينها له و قالت و هي تشد خيط من اللحاف :الحمد لله ..احس اني افضل .
تحرك جهه النافذه و اسدل الستاره بإحكام ..و قال :تبين شيء اجيبه لك ..؟
كانت تراقبه بصمت و هو معطيها ظهره ..ثوبه الرمادي المفصل بعنايه و شماغه الابيض ..وصف شخصيته
الصارمه بحده و ذكاء..

ما انتبهت انه يراقبها بدوره و هي في داومه افكارها ..حمر وجهها بالكامل ..
إبتسم و قد اعتاد موجات الاحمرار التي تصل حتى اذنيها ..
سألها من جديد و خطواته تحثه على الاقتراب :قلت تحتاجين لشيء ؟
هزت راسها بنفي ..و رجعت تتبع خطوط يدها ... و كأنها تتبع خريطه للكنز
انعكاس ظله اعطاها انذار بقربه منها ..
ارتفعت نظراتها لتصطدم بنظراته العميقه ..البعيده ..و الغريبه
لا تصفها كلمه ..لم تجد معنى قريبا منها حتى ..ضاعت في سبر اغوارها و فشلت في العوده
فقد غرقت فيه لامحاله .



******************************

لا تحـارب بنـاظريك فــــــــــــــــــــــــؤادي فــضــعـيــفــان يــغـلــبــان قـويــــــــــا

ادارك لتلك العينين التي تفيضان مشاعر ..تترجم بسهوله ..لا تعرف ان تختفي مثله خلف مئات المعاني.
امعان متواصل على صفحه وجهها ..كاشفا ادق التفاصيل الصغيره يعتبرها مهمه لهذه الدرجه ام هو ذلك ا لرجل
العملي الدقيق ..الذي يهتم بكل شارده ووارده ..في حياته .
رقصات بؤبؤ عيناها ..تحاكي احاسيس مرتعشه ..تريد الهروب و الاختباء ..
و هو ماذا يريد ..؟!!
هل فتح ما اغلقه بالامس ؟و اعاد النظر فيه
هل ادرك بأنها فاصله مهمه في حياته ..لن يقفز من فوقها مجتازا بسهوله..

صارع رغبه داخله ان يمد يده و يعيد تلك الخصله المتمرده خلف اذنيها و كما انه اتخذ منها هوايه ممتعه
غلبته تلك الاراده و هم بإعاده خصلتها في نفس الوقت التي رفعت يدها هي لاعادتها ..فأم***ا بسهوله و وصلته رجفه خوفها
السريعه و تسارعت انفاسها ..و كأنها في سباق مع الزمن ..
إبتسم لتضيق عينيها فضولا ...و بداخلها استحسان هائل لمدى تلك الابتسامه

آبــتسم ..,,

فأنــت لآ تــعلم مـــن ســيقع فـي حــب ..,,

آبــتسامتك ..!!

سألها بهدوء:ليش ترتجفين ؟
حاولت تسحب يدها بهدوء لكنه قبض عليها بشده و كأنها وجدت مكانها بين يديه ..
ابتسمت و اشرت للتكييف :بردانه .
وده يضحك ..و هو يشوف حركاتها المتوتره و خوفها و خجلها الواضح..
ترك يدها و على طول ضمتها ليدها الثانيه ..
نسف شماغه و رتبه بعنايه ..و طلع مسبحته الحمراء..و قال :انا رايح ..تحتاجين شي؟
ردت عليه بصوت هادئ :لا مشكور ..ما قصرت ....و كانت تقصد بها موقفه معاها.

طنشها..بقصد و طلع جواله ..
سألها و تجاهل ملامح الزعل الواضحه على وجهها :معاك جوال ؟
طلعت جوالها البنفسجي من تحت سريرها ..
اخذه منها على طول ..عضت شفايفها ..و هي مستغربه شو اللي جرى له..شاف صوره سعود كخلفيه ..
سجل رقمه على جوالها..و قال بصرامه :هذا رقمي ..اذا احتجتي شيء دقي علي .
قالت بدون ماتنتبه لكلماتها :بدق على اخوي اذا احتجت شيء ..شكرا
كانت وقتها تضغط عل ازرار الجوال بدون اهتمام ..
ارتفعت يدها بشده و شهقت بخوف ..وهي تحدق في عيون غاضبه اخافتها ..
قال بتحذير :لا تتجاهلين كلامي ..فاهمه ..؟
اتسعت عيونها بقهر و عاكست رغبتها في الصمت و عدم الرد ..
:وانت لا تكلمني بهذي الطريقه .......قالتها محاوله ان تكون بنفس نبرته ..لكن عبثا حاولت
" لبوة في جسم عصفور "
جمله قفزت له من بين مئات الافكار ...لتزيده غضب

قال بفحيح مخيف :لو ما انتي تعبانه كنت وريتك شغلك ...
ترك يدها وكمل :لا تتجاوزين كلامي ..اذا احتجتي شي دقي علي ...
تجاهل ارتجافات جسدها ..و انفاسها المتسارعه .
ترك المكان ..ووقع خطواته تبتعد عنها ...
وفي داخله رفض ..لم فعلت هذا او ذاك ...
اترك مجالا للسلام ..لتبسط فيها قضاياك ايها العنيد ..

حست بالحزن فجأه ..
وكأنها طفله تعرضت للتوبيخ للتو..
اذهلتها قسوته ..و صعوبه مزاجه
تكدرت لقدومه الذي بعثر جميع مشاعرها
لتعيد ترتيبها من جديد ..
راقبت الباب اللي طلع منه ...و عيونها تبحث عن جواب


يآ بدآيه ترفض حدود النهآيه ~
يآ سؤآل | غصص مآ ذآق الإجآبه
ليه ؟!
آحس إنك تخنق آنفآسي معآك
و دون مآ آشعــر أتبعك ..
و قبل مآ آوصل آآآآآخرك
تقتل أشوآقي بـ جفآك

***********************

الساعه 12 ليلا....

قـالوا الفراق غـداً لا شك قـلت لهــــــــــــم بـل مـوت نـفـسـي مـن قـبـل الـفـراق غــداً.

مر بسيارته قريب من المكان اللي هي قاعده فيه ..
و عيونه تراقب كل النوافذ ..تسأل وينها ؟
خبروه بمرضها ..و هوت نفسه ؟
حس بروحه فارغه من دونها ..
ادرك عمق احساسه ..
ترك الشرقيه ..و حياته فارغه من دونها

يا هاجري من غير ذنب في الهــوى مـهـلاً فـهـجـرك و المـنـون ســـــــــــــواء.

لمجرد التفكير ..روحه غادرت جسده و غاب في حلمه القديم
صارع الانسان القنوع بداخله ..
ورضى بحرب مشتعله تحرق عواطفه في سبيل ارجاعها له .

غبت عن عيني و غاب عني الحنين
و انجرح قلبي و و انطوى حلم السنين ..

زفر بقهر ..و زاد من سرعته ..و الكلمه وحيده تضيء داخل رأسه "مستحيل "...
نوى بتلك البذره الدفينه و حفر حفرته الصغيره و دفنها ..غدا ستثمر لا شك و تزهر بإصرار و حسم ..

*************************
يوم جديد ..يحمل القليل المهم او الكثير المبتذل لبعض الناس ..
صباحات مثقله ..و غيوم تحلق في سماء بعض منهم في حياتهم ..غرباء
عيون ساهمه في عالمها الخاص..تبحث عن المألوف ..

***
و بعضها الاخر يبحث عن الامان في جوفه ..لعله يجده..
عقول هائمه تبحث عن المفقود ..ماله بريق في عالمها المدفون.
لتحافظ عليها ..
***
و بعض الاخر يدفن ما جادت به الحياة لهم ..خوفا منه ...
قلوب معدمه و الاخرى زاخره ...تناقضات بشر ..

***
عقول تسكن عوالمها المنفرده ..محيط لا يتسع سوى لوحده مشاعرهم..
اسرارهم راحله مع اجسادهم ..حيث يمضون ..



عيناها الثائره تخرج من اعماقه تذكره بوجودها في حياته ..
لاينسى تمردها الانثوي الخجول في وجهه...
ابتسم فجأه ..و احمرار الورد يعتلي وجنتيها في الحالتين في ثورتها و خجلها تتورد ..

قـتل الـورد نـفسه حـسداً مـنـــــــــك و ألـقى دمـاه في وجـنــتــيــــــــــــــــــــك.

شعر ببراءه تصرفها ..وان ازعجه ثورتها في وجهه و معارضتها لكلامه ..
تحديها ضرب بتوقعاته عنها عرض الحائط ..
هدوءها في حد ذاته تهديد لاعصابه ..
و عنادها ..وميض في عينيها يطل بشراسه..يتعامل معها بالمثل و يزيد الشرر وميضاً ..
الحذر ..احدى خطواتها الواضحه ..
رقتها ..و عذريه مشاعرها ..نقطه حساسه في طريقه لا يحب الركون عندها ..
كيف هذا و هو النار الهشيم بتصرفاته الفظه ...
ما غداها حاضرنا ..ان كان امسنا هذا..
مسك جواله و قلب ارقامه ..بإنشغال ..
دخل طلال بعدما دق الباب ..
:استاذ في شخص يبغى يكلمك ضروري ..
مطلق يلف بكرسيه ناحيه طلال:عنده موعد مسبق
طلال :لا ..لكن شكله موضوع مُلح ..هذا كرته
مطلق و هو يقرأ الاسم ..هز رأسه لطلال وعيونه مازلت على البطاقه

قال:خليه يدخل ..
لحظه و طل الرجل المعني ..
مطلق يوقف و ويستقبل القادم الغريب ..بطريقته المعهوده..
:السلام عليكم
مطلق يرد التحيه بأفضل منها :و عليكم السلام و رحمه الله ..
؟ :ارجو اني ما اكون عطلتك عن شغلك
مطلق :لا ابدا تفضل ... وكمل كلامه و هو يجلس على كرسيه و يشير عليه بالجلوس :السكرتير ..قال انك تبغى تكلمني
في موضوع ضروري ..
ابتسم ورجع يقول له :رغم اني مااظن ان بيننا مواضيع مشتركه ..
رد الشخص الابتسامه :اكيد ..مابيننا هالشيء ..لكن الموضوع خاص شوي .
احتدت نظراته على الجالس قدامه..و اشار بيده :تفضل انا اسمعك ...
تنحنح :اظنك تعرفني من قبل ..صحيح المعرفه سطحيه..
مطلق وعيونه تكشف تفاصيل الماثل امامه ..و حذره يترصد كل كلمه يقولها ..
كمل بهدوء :لكن الموضوع اللي بناقشك فيه ..اعمق بكثير و اهم ..
كل الحواس استثيرت بذلك القادم الغريب ...
مطلق :تفضل ادخل في الموضوع مباشره .
:موضوعي اسمه ليلى ..

شد من قبضه يده و تشجنت اعصابه ..الاحتمال من اجل ماذا ..؟
ارخى نفسه على الكرسي ..وبهدوء يناقض ذلك الاعصار بداخله :اهاا و هذا مشروع جديد ..ناوي تكلمني فيه .
و تشاغل بمسبحته الحمراء ..يركز عليها لافراغ غضبه المكتوم على حباتها..
كمل و قال بصوت عصبي:انا ولد خالتها سلطان ...
مطلق وعلى بروده المحطم :انا اعرف انك سلطان ولد خالتها ما يحتاج الموضوع ذكاء ..
سلطان بصوت عالي :لا تتذاكى علي ..انا اطلب منك انك تطلقها ..
ناظره مطلق بحده و كأن اللون الاحمر اللي يطالعه اعطاه فرصه للثوران و الهياج ...عكس ما كان يعتقد وللاسف
وصوته يطرق بحده :ايش تقول ؟
سلطان بمثل العزم و الاصرار :مثلما سمعت ..طلقها

مطلق بتهديد :انا بسوي نفسي اني ما سمعت الكلام ..رغم ان كلامك ما في رجل عاقل يسمعه ..و يتجاهله بسهوله
تفضل لوسمحت انا مشغول ..
سلطان بصوت منفعل :كلامك ما يهمني ..انا احبها و هي تحبني و انت دخلت في حياتنا بال....
في لحظه سريعه لم تدرك خطوتها او تحسب نقطه تعقل فيها اشتدت قبضه يده لتنهال على وجه سلطان بلكمه جهل
مكانها بالتحديد ..اغضبته تلك النظرات المجهوله المبهمه ..و هو القارئ المسيطر بقدرته على تحليل ما يبصره في عيون زائريه
و لمعرفته بعضا مما يريدون هم ..
مطلق و انفاسه ملتهبه ..تحرق وجهه ..م*** من ثوبه ورفعه لجهته ..:احترم نفسك ولا تنطق اسمها مره ثانيه..
لو ما ابوك في وجهي لكان تصرفت معك تصرف ثاني ..
و فكه فجأه ...و ترنح سلطان مكانه و هو يمسح الدم من شفاته ..قال بحقد :لا تحسب اني بخليك تتهنى فيها ..
اصلا لو عندك كرامه ..كان تركتها من نفسك .
مازال ذلك الوميض يشتد في عينيه ولم يزل مطلق ينفث نارا ..
و خرج بعدها صافق الباب خلفه بقوه ..و دخل طلال المذعور المراقب للوضع ..بصمت
مسح على وجهه و قلبه يضرب بقوه ..انفاسه تزيد و تتعالى في الجو ..و كأنه يتنفس لهيب و دخان ..
توهجت الخرز الاحمر على الارض ..طالع يده و انتبه لخيط السبحه الفاضي ..
زفر بقهر و عيونه تتوهج بغضب غير طبيعي ...


جنون في جنون و جنون ..و ارتسمت الخطوط اما عابرون وماضون في طريقهم دون شيء يذكر
فيما بعد ..و اما منتهون يعيدون ترتيب الكيف ..وكم الحساب ؟
هم مثل ماهم ..لكن غير باقون
فدوام الحال من المحال ...ولنا عودة فكونوا بالقرب يا احباب


 توقيع : همس الحرف

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-Dec-2018, 05:08 AM   #17


الصورة الرمزية همس الحرف

 
 عضويتي » 6803
 جيت فيذا » Oct 2018
 آخر حضور » 14-Jul-2021 (09:20 AM)
آبدآعاتي » 91,582
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » همس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
MMS ~
 

همس الحرف غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح



البارت السادس عشر :

عادت الى حيويتها ...وجديدها ..دخيلا في الحياة ..لا تعرف ماهيته..
جالسه مع جدتها ..تتابع مسلسها البدوي المعتاد ..و ليلى في ركنها ..تراقب رقمه المسجل بإسم مطلق
مسحت الاسم ..ورجعت كتبته ..رمت الجوال جنبها وتشاغلت بالاهتمام بالمسلسل ..
رن جهازها بنغمه رساله ..و انتفضت تدور على جوالها ..
جدتها:بإسم الله عليك يا بنتي ..علامك؟
ابتسمت ليلى وقالت بخجل :ما فيني شيء يمه ..تخرعت من صوت النغمه ..
فتحت الرساله ..و عيونهاعلى جدتها ..و بداخلها تضحك على نفسها ..
لكن ما قرأته ..جعل دمها ينشف من عروقها ..و تموت الضحكه داخلها و تموت معها اشياء اخرى .
سألتها جدتها :وشفيك يمه ..وجهك مخطوف..
حاولت صوتها يطلع طبيعي :مافيني شيء ..
رجعت تطالع التلفزيون ..و عيونها ما تشوف شيء قدامها...دقيقه صارت خمس
و يدها تشد على الجوال ..ودها تكسره
وقفت وقالت بإبتسامه :يمه ..اجيب لك قهوه ..
جدتها :اي والله يايمه ..
ليلى :ابشري ..
خرجت بسرعه ..وبربكه غير طبيعيه ..
دخلت بسرعه المطبخ ..و قفلت الباب ..فتحت على الرساله و قرتها من جديد ..
ارتعشت ..هذي المره الثانيه ..شو الحكايه ..
دخلت سلوى المطبخ و فزعت ليلى من دخولها ..
سلوى :بسم الله .ويش تسوين لحالك؟
ليلى :وشفيكم ..مافيني شيء كم مره اقولها لكم
سلوى :وانا ويش قلت ...!!!
وقفت ليلى و قالت بصوت منزعج :سلوى ..اعطي امي القهوه ..انا بطلع غرفتي احس اني تعبانه .
دخلت غرفتها ..رمت جهازها على السرير ..
من وده يلعب بأعصابي كذا
و يتجاوز حدود صبري ..
دخلت الحمام ..غسلت وجهها ..و طالعت المرايه ..
ترقب عيونها المتأججه بالمشاعر .حست بحرقه ما تقدر تطفيها .
و غربه تخافها ..و رهبه في اول الطريق المتعثر ..من القادم .

تعوذت من الشيطان ..و نفسها مابين فكره واخرى تهاود تلك و تغلق الابواب في وجه تلك
لعلها تنسى فقط ..


*****************

لا تُنْكِريني، يابْنَةَ العَمِّ، إنّهُ
لَيَعْرِفُ من أنْكَرْتهِ البَدْوُ والحَضْرُ

حروب نفسيه مضاده ..
ومشاعر لا تنتهي ..
عيون تتربص الانقضاض ..
و بعضها مهزوزه خائفه ..

زياد بصرخه :انت ويش تقول ..؟ اكيد انك تمزح صح .
سلطان بنبره جديه :لا ..
زياد ووده يذبحه :سلطان انت بعقلك و الا انجنيت ..عمي لو درى عنك والله ليذبحك
سلطان :ما يهمني احد ..
طالعه بنظرات مستغربه و قال بهدوء :سلطان ..انت كذا تدمر حياة البنت ..مو حرام عليك
سلطان و عيونه متأثره من كلماته قال بحزن :و انا حياتي ..ماتدمرت من بعد قرارها ..تعرف انها حكمت على بالاعدام
عمرك شفت ميت يعيش عادي ..هذا انا
زياد بألم :يا خوي تعوذ من الشيطان ..اللي سويته ما يتقبله لا عاقل و لا مجنون ..
سلطان و هو يتلمس الكدمه :لا تحاول معي يا زياد ..انا سويت اللي سويته و انتهيت ..لا انت او غيرك تقدر تغيرون رأيي
و كمل بتهديد : مطلق الغانم ..اذا ماطلقها اليوم ..حسابه عندي انا

زياد بهتت ملامحه و ما في عقله كلمه تصف حاله الضياع اللي يعيشها صاحبه ..
و افكاره تسحبه لمكان محفوف بالمخاطر .
وذلك العاشق نظراته تضيق و تتسع و اعصاب عقله
قد انهالت عليه بأنتقام وبلا هواده و ذاكرته تعود مجبره لصباحه المزعج
ويده تتلمس وجع الروح قبل الجسد ..

******************


" سلامات ..سمعت عنك و عن مطلق حبيبك ..لا تنخدعين في تصرفاته تراه من الرجال اللي يحب يلعب
على الحبلين ..و انا واحده من ضحاياه ..على كل حبيت انصحك لوجه الله "فاعله خير

للمره العشرون تقراها بدون كلل او ملل
تحس بغضب يشل افكارها ..
كانت تبي تمسحها لكان تراجعت ..
هذي الاشاره الثانيه ..كيف تتصرف ؟

دخلت سلوى و انتبهت لها ..:ليلى ..عسى ماشر ..حالتك ماهي عاجبتنا
ليلى في شرود :مافيني شي..
جلست جنبها و قالت :يا بنت الحلال على مين ؟ طول الوقت قاعده لحالك ؟
ليلى :ما ادري ياسلوى محتاره ..
سلوى :خير ليش محتاره .
اعطتها الجوال و خلتها تقرأ الرساله ..
طالعتها سلوى بإستنكار و قالت :متى وصلتك الرساله ؟
ليلى :اليوم الضحى ..
سلوى :والله حاجه تحط العقل في الكف ..مين اللي ارسلها ؟يعني هذي الحركه الثانيه اللي ما نعرف مين ارسلها ..
ليلى :ودي اعرف شو معناته هالكلام .ومين اللي يحاول يشككني في مطلق
سلوى :اكيد هذا شخص يعرفك...والله اني شاكه في خرابه البيوت ..
ليلى :مين تقصدين ؟
:اقصد ريهام ..
ليلى :لا تحطين في ذمتك ..ان بعض الظن اثم ..
سلوى :طيب مين ارسلها ؟
ليلى :و الله ماادري ..ويش رايك اعطي الرقم لسعود ويشوف ..
سلوى :لا ..تخيلى حتى لو طلع كلامها صحيح ,...و كملت بتوتر لما شافت تغيرملامحها : لا لا اكيد اني غلطانه
خافت ليلى فجأه ..معقوله
هزت راسها بنفي ..وقالت :والله محتاره ..خايفه لوتدرين اني انصدم فيه..ما عاد اقدر اتحمل يا سلوى

أقسـى شعـور يكـون قلبـك [ مثبـّت]
........ وتزلزلـه ~ صدمـه ~وهو حيـل حسـآس؛

سلوى :يا بنت خليك قويه ..لا تنهزمين من كلام واحده ماتخاف الله و تخربين حياتك ..انا لو مكانك نكايه فيها
لاخذه .. فاعله الخير قالت.
ضحكت ليلى وبعدها قاالت :ليت الامور تجي بالسهوله هذي .
سلوى بتفاؤل :يا شيخه حطي في بطنك بطيخه صيفي ..على قوله المثل المصري ..و انسي الموضوع .
ابتسمت ليلى ..و قالت :وهذي من وين لقطتيها ؟
سلوى :ياماما ..قعدتي قدام التلفزيون جابت فايده ..قمت اقول امثال مصريه ..
ضحكت ليلى ..وتناست قصه الرساله مؤقتا ..لعلها تلقى حل شافي يداوي حيرتها ..

********************


دخل على صاحبه و لاحظ عليه غضبه ..مزاجه مقلوب و متغير
ناصر :السلام عليكم
مطلق بدون ما يطالعه :و عليكم السلام
جلس ناصر و مد رجليه قدامه :وشفيك قالب وجهك ..
مطلق لارد
ناصر طالع ساعته وقال :الوقت تأخر ما تبي تمشي
مطلق لا رد
ناصر بجديه :مطلق ..وشفيك ؟
مطلق طالعه وضرب بالقلم على المكتب و قال :مافيني شيء .
ناصر:متأكد
مطلق دعك جبينه و قال :اكيد ..متضايق من الشغل شوي ..
ناصر وقف وقال :طيب ....كيف حال زوجتك ؟..
إبتسم لما ذكرها لكن نظرات مطلق الحاده له خلاه يمحيها على طول ..
سأله ناصر متجاهل انزعاجه :ماودك نروح نتمشى شوي ..ياني مشتاق للرياض
مطلق بتوتر و عصبيه وضحت من طريقه م*** للقلم :خلها بعدين ..راسي مشغول بأمور كثيره .
ناصر و بشخصيته النافذه و المتبصره :انت متغير و في امور شاغلتك و محيرتك ..على كل حال انا موجود
متى ما احتجتني ..يالله مع السلامه ..لا تتأخر ترى كل الموظفين طلعوا ..
قبل ما يفتح ناصر الباب ..قال مطلق بوضوح و هو عارف ان صاحبه يسمعه بإنصات
:اليوم ولد خالها زارني ..و صارت بيننا مشكله و ضربته..
ناصر تقدم بمهل و قال بهدوء:و السبب ؟؟؟
تحرك من مكانه و مشى ناحيه النافذه :يطلب مني اطلق زوجتي ..ليلى ..و همس اسمها بهدوء
اقترب ناصر من مطلق و صار خلفه وقال بهدوءه المعتاد المريح :اهاا وليش ؟
مطلق بعصبيه وضحت من انتفاخ عرق النبض في عنقه :يحبها ..
و اخترق فقاعه الصمت بتلك الكلمه التي كانت كالسهم المخترق .
ناصر إلتزم الصمت لانه حل اكثر من وسيله للتعبير ..
و انتظر مطلق اللي كمل كلامه بعمق :ابعد من النجوم اللي يتمناه ..
ابتسم ناصر ..اكثر العارفين بنرجسيه صاحبه المتملكه ..غير مصادر لمقتنياته ولو بأغلى الاثمان
مقامرمتمرس لصفقات الحياة ..غير مبالي بالعواقب ..
ربت على كتفه بلطف ..و مشى ناحية الباب قبل مايقول :إلا بالمناسبة ..الضربه كانت من اليسرى او اليمنى
ابتسم مطلق بدون اراده و رفع يده اليمنى ..ولاحظ انكماش وجه ناصر و انغلاق عينيه وقال بهمس :اووووه الله يعينه
و خرج بسرعه يعرف ان الحل ان يبقى مع نفسه يتدارك حجم ما هو امامه..و ترك مطلق في معركته الباردة ..
و بصمت يخفي مشاعر مشحونه بالغضب و القهر ..ما يدري كيف يصرفه ..
سلطان وليلى .."تحبني و احبها "
تقرع داخل اذنيه كطبول الحرب ..احساس بالخيانه و السذاجه يسيطر عليه .
مسك جواله وده يفرغ حرته في احد ..دور على رقمها لكن تذكر انه ماسجله عنده..
من قهره رمى جواله و زفر بعصبيه ..و هو يشوف بقاياه تتناثر على الارض .

*********************

دق على الجوال مره مرتين حس فيها بالخوف
دق مرة ثانيه ..و على الرنه الرابعه
جاه صوته الطفولي :الو
ابتسم وتنهد براحه : رائد ..وين الماما حبيبي ؟
رد :ماما في المطبخ ...
سعود :طيب وين غلا ؟
رائد :غلا ..تلعب جنبي ..
سعود :خلاص حبيبي ..قول لماما تكلمني ..
رائد :سعود ..متى تجي عندنا ؟
سعود بفرحه :بكرة اجيك حبيبي ..انت انتبه للماما و اختك ..
رائد :ايه صح انا رجال البيت ..
ضحك سعود بحب :فديت رجال البيت ..
سمع صوته اخته وهي تتكلم معها والتهى فيها وترك سعود ..
قفل على طول ..
وهويناظر في الجوال فترة ..
دخلت ليلى عليه ولاحظت شروده ...
ليلى :احم احم ..اللي ماخذ عقلك يتهنى فيه يارب
انتبه لها سعود و قال :ما اخذ عقلي غير حبيبه القلب ...
ليلى بإهتمام :والله ابركها من ساعه ..يوم تفكر بنفسك ..
سعود :اذا تطمنت عليك ذاك الوقت ..افكر في نفسي ..
ليلى جلست قباله و حطت يدها على خدها وقالت :يعني ما تطمنت ..تزوجت واحد الكل راضي عنه
ويش تبي اكثر.
مال نحوها وقال :وانتي راضيه ؟
ابتسمت وردت عليه : لا تهرب من الموضوع ..الحمد لله انا راضيه عن حياتي .
وزواجي تقرر خلاص ليش تنتظر بعد .
وكملت :انا لازم ادور لك على واحده تناسبك...
سعود :لا يا حبيبتي ..اطلعي منها انتي ...
ضربته ليلى وقالت بزعل :لا ياحبيبي ..اصلا تحمد ربك وجه وقفا اذا تدخلت في الموضوع .
شد غرتها وقال :عن الغرور
ضحكت ليلى وقالت :خلاص ..بجد يا سعود ..ماودك تتزوج و تستقر
سعود :اكيد ...لكن كل شيء في وقته حلو .
ليلى وهي تفكر في نجمه ...وتخيلتهم مع بعض ..
سألها سعود بطريقه عاديه :ابغى اسألك ..مين من بنات عمي تحب ترسم ؟
ليلى بإهتمام :ليش تسأل ؟
سعود :عادي ..شفت مرة زياد يشري لوحات وألوان ...قلت اكيد موعشانه ؟
ليلى بدون اهتمام و هي متشاغله في شعرها :ريهام ..
سعود ابتسم بداخله ..و اخيرا حل الشيفره للغز في عقله ..
وادعى السلام و هو في حاله ثماله غير عاديه .واخيرانكشف السر ...وزادت الابتسامه


***************************

ريهام في غرفتها تتكلم مع اريام على الماسن ...
""بتم احبك طول العمر " ريهام :
وينك انتي ما تطلين علينا كل هذا نوم

"لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه " اريام :
والله طول الوقت نايمه ..

""بتم احبك طول العمر " :
واضح ..من التوبيك من زود الطفش هههههه

"لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه "
شفتي كيف ؟ كل وقتي نوم

"بتم احبك طول العمر " :
طيب شو رايك نروح السوق بكره ..نغير جو شوي


"لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه "
ما عندي مانع ..بقول لفاتن تمشي معنا

"بتم احبك طول العمر " :
بنت خالك هذي ماتنزل لي من زور احس انها نفسيه
شايفه نفسها علينا ..

"لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه ":
و الله هي حبوبه ..صح دلوعه شوي لكن ملزومه فيها
وحدها طول الوقت ..

دخل زياد و جلس على السريروباين من وجهه انه متضايق ..

"بتم احبك طول العمر " :
اريام ..انا بخرج اخوي عندي اشوفك بعدين اوكي
باي

لو كان الطفش رجلا لتوطيت ببطنه ":
اوكي ..باي

قفلت جهازها و دارت بالكرسي ناحيته وقالت :خير يا زياد وشفيك ؟
زياد :ما ادري ويش اسوي ..محتار يااختي
ريهام :قول يمكن اساعدك
زياد :سلطان ..الرجال انجن
ريهام بخوف :ليش ايش صايرله ؟
زياد :تدرين اليوم ويش سوى ..زار مطلق في مكتبه و قال له يطلق ليلى
شهقت ريهام بخوف و ما قدرت تتكلم ..
زياد بعصبيه :بيخرب حياة البنت ..والسبب عناده
ريهام :لازم تمنعه يا زياد ..

وفي داخلها كفايه اللي صار لها ..اصلا كل هذا بسببي انا ..
ياربي هونها يا رب عدي كل شي على خير ..

زياد :كيف امنعه يا ريهام ..
ريهام بتصميم :اللي بيسويه بيقطع صله الرحم ..لو درى جدي ولا سعود ما بيسامحونه ابد
قول لعمي او لابوي ..انت وحدك ماتقدر تسوي شيء
زياد :انا بحاول معه لحالي اذا مافاد ..بأشور ابوي و يصير خير ان شاء الله .
ريهام تمسك يده و تقول برجاء :دخيلك يا زياد ..لا يحاول يهدم حياتها ..كفايه اللي صابها من قبل
زياد بفضول :غريبه ..و هو ايش اللي يصيبها ..اصلا كل هذا بسببها ..
ريهام :زياد ..لا تفكر بهذي الطريقه ..اللي صار صار وانتهى ..الله ماكتب له ياخذها مو معناته
يهدم حياتها ..الحياة ما تتوقف عليه بحاله ..
زياد :الله يكون في عوني وعونه ..
سألته قبل ما يخرج :زياد ..مطلق عمل ايش لما حكى له سلطان ؟
زياد يمثل حركه البوكس على وجهه ..وابتسم و هو يقول :و الله ما ادري كيف ما ذبحه ..
انا لو مكانه ما خليته يخرج على رجليه .
ريهام برعب :الله ستر و لطف ..شكله مطلق هذا عاقل و حكيم ..
زياد :بقوووه ..لكن على امل ما يلعب الشيطان براسه ويسوي اللي يبيه سلطان .
حطت يدها على قلبها الثائر و بكل صدق دعت بأن الله يهدي سلطان و يرجع عن اللي في باله .
زياد :انا بروح انام ..تصبحين على خير.
ريهام بهمس:تصبح على خير

انزوت على سريرها ..لتحس بحرقه في عينيها ..يا قوة قلبك ياحقد ..و ياقسوتك يازمن
ويش السواة الحين كل شيء ابتدا بي وانتهى وانا منفيه ..
رفعت يدها بصدق ..و بصوت باكي انهارت بالدعاء...

********************

مطلق و بعصبيه يقطع مكتبه روحه و جيه ..من البارحه ما قدر ينام بهدوء
خرج من المكتب وتجاهل نداء السكرتير ..
دق بجواله في الطريق ..على ناصر لكن مارد ..
دخل البيت ..لتستقبله امه بإستغراب :سلامات يمه ..تعبان ؟
مطلق :شوي راسي مصدع ..قلت اريح
ام مطلق :فديتك يمه ..روح بقول لأريام تجيب لك حبوب صداع .
مطلق وهو يرقى الدرج :ما يحتاج يمه انا انام و ارتاح ..و ان اشاء الله الصداع يخف.
دخل و اخذ له شور ..واسترخى على سريره ..غمض عيونه لعل وعسى يجيه نوم ..لكن هيهات
عمره ماارتاح حتى يخلص من كل الامور العالقه في حياته ..
والامر اللي يواجهه الان ..مو بالامر العادي ..
اول تحدي في حياته ..يمس كرامته كرجل
يمس كينونه كبرياءه و صلابه قلبه ..
يهدد ما يحمله لنفسه من اعتبارات و قيم لا يبتذلها ابدا ..
حط ذراعه على عيونه و تنهد ..
دق جواله ..فتحه على طول ..
ناصر :هلا مطلق ..اعذرني كان عندي جلسه مع مريض
مطلق :لا عادي ...اصلا انا ناسي ليش دقيت عليك .
ناصر :سلامات يا مطلق صوتك متغيرفيك شيء
مطلق :ما اقدر افكر ...المدام طلع لها ولد خال يحبها و يطالب فيها حتى بعدما صارت لغيره ...
زادت انفاسه حراره مع كل كلمه يقولها ...يلتفت مثل المجنون يبحث عن فراغ يسد غضبه ولعله يجد ..
ناصر بهدوء :طيب ..فكر بهدوء لا تخلي الغضب يعميك ...
مطلق بمراره :كيف افكر بهدوء ..ماادري ايش اللي مانعني اروح و اسمع منها كل الحكايه...
وقف و رجع شعره المبلل للخلف..
ناصر :تبغى تسمع رأيي
ماسمع رد مطلق كمل بتعقل :هو ولد خالتها..يعني ممكن كان يبيها قبل تخطبها إنت..
واللي صار كان طيش ..انا انصحك انك تتمهل في قراراتك ..لا تفسد حياتك بسبب تهور غيرك .
مطلق بشده :يحبها وتحبه ..
كمل بعصبيه :كان ودي اذبحه ..تعرف ما ادري كيف تحملت وقتها ..حياته كانت بين يديني و خليته يروح
ناصر حس بالغضب المكتوم داخل صاحبه وخاف ..مو عليه على اللي بيواجهون مطلق بالعنف المحبوس داخله ..
ناصر بحذر وهدوء :مطلق تعوذ من الشيطان ..حاول تفكر قبل ماتتصرف ..
نفخ مطلق نفس حار في الهواء و قال :بعدين اكلمك يا ناصر ..
قفل الجوال ..وشد عليه ورفع يده بقوه وده يكسر الجوال من قهره ..هالمره جوال ثاني
بيروح ضحيه عصبيته ..




***********************

سلطان وعيونه تبحث في المكان لعله يلمح طيفها من بعيد
سعود بترحيب :حياك الله يا سلطان ..مابغيت تجينا
سلطان :الله يحيك ..والله شغل ..
سعود :الله يعين ان شاء الله ..و كيف شغلكم في المعرض ؟
سلطان و هويوقف لجدته المقبله نحوه :ماشي الحال ..ورحب بجدته:هلا ياجده
الجده بفرح :هلاوالله بسلطان القوم ..وينك يمه ؟ما تقول ازور جدتي اقعد احكي معها شوي
باس راسها و قال :الله يخليك يالغاليه ..والله كنت توي اقول لسعود اني مشغول ..
جلست الجده جنبه وقالت بعتاب:وين يمه هالعمر يخلص و الشغل مايخلص ..انا اشهد انك طالع لجدك ؟
ضحك سعود وسلطان ..قبل مايقول :الله يعطيكم العافيه ان شاء الله .
بحنان قالت الجده و هي تمسح على ظهره:و يعافيك يارب ,..
دخل الجد بهيبته وسلم عليهم
وقف سلطان وسلم عليه بإحترام
الجد :حيا الله سلطان ..وين ابوك ما جاء معك ..
سلطان :راح المزرعه يقول عنده اشغال هناك .إلا كيفك ياجدك عساك بخير ؟
الجد :يارب لك الحمد و ا لشكر ..إلا اني يا ولدي عفت المجلس في هالمكان ..ما اعرف الا انتم ..
ضحك سعود و هو يقول :هذا سيناريو كل يوم يا سلطان ..
سلطان :وين يا جدي باقي ماشبعنا منك ..
الجد :و الله انتم اللي لاهين ..تراكضون ما ادري ويش وراكم انا رجال وراي حلال و عمال ..ماني بعايز عنها ..
سلطان :الله يطول في عمرك يا جدي ..
دق جوال سعود اللي ابتسم و هو يرد :هلا والله بالنسيب
امتعض سلطان من طاريه ..
مطلق :هلافيك ..اخبار الاهل عسى ماعليكم قصور ؟
سعود :تسلم با ابو غانم .من الله بخير و سلامه
مطلق :دووم ان شاء الله ...اسمع يا سعود
تدخلت الجده لتقاطعه ..:يمه سعود قول له يجي يتغدى عندنا اليوم و اهله معه..بنسوي غدا على نيه سلامه ليلى .
سعود ضحك و سأله :وصلتك العزيمه يا ابو غانم ..ترى ما عندك عذر .
مطلق :مااحتاج عزيمه ..محسوبين من الاهل ..الله يطول في عمرها ان شاء الله
سعود :لا تنسى و تقول انشغلت ..ترانا حاجزين سلطان اليوم لا شغل ولا هم يحزنون.
في الجهه اخرى نوبه غضب هزت جسده ..وقال بإختصار :يصير خير ان شاء الله
يالله مع السلامه
سعود :مع السلامه .

سلطان في مكان بعيد كل البعد عن عالمه ..
حيث تنتمي مشاعره المحترقه ..ولا يعلم انه يحترق معها


**************************

ليلى تشتغل بهمه في البيت ..مع سلوى وهند
هناك شيء يحرك مشاعرها و تريد ان تنساه
او بالاحرى تريد ان تتنساه
نداءات من الداخل مطله لها بوجه اخر ..
تدعي انها لا تراها وسط تلك الضوضاء التي تصنعها اختيها ..
وتتشاغل فرحه بالصد عنها ..
هند بطفش :والله تعبانه يا ناس ..
سلوى :من الصبح وانتي تعبانه وتعبانه ..وانتي مااشتغلتي شي
هند بحده :و انتي ويش حشرك فيني ؟ما تبيني اتعب بعد..
ليلى تدخلت بينهم :بنات خلاص ..ماشاء الله عندكم طاقه للسوالف و طق الحنك اما في الشغل مهدود حيلكم .
سلوى :اسأليها هي ..دلوعه امها .
استندت على الباب وناظرتهم ...و مسحت عيونها بتعب
اقتربت سلوى منها وقالت :تعبانه ياليلى ...روحي خذي دواك..
ليلى :لا مو تعبانه ..
وقفت هند و تأففت و خرجت بسرعه بدون كلمه ..
سلوى تراقبها حتى اختفت من قدامها:اختك هذي فيها دلع و اتكاليه عجيبه ..
ابتسمت ليلى وقالت :خفي عليها شوي ..يالله خلينا نكمل الشغل ..
مسكتها سلوى و قالت :خليك انتي شكلك تعبانه ..لا تطيحين علينا ..
كانت بتخرج لكنها رجعت و هي تبتسم ابتسامه عريضه و تغمز :ولا.. قاصده صح ..تبين حبيب القلب يشيلك ..
ويه يمه منكن .. ياكيد النساء...
ليلى بإحراج تدور على شيء جنبها مالقيت ...ضحكت سلوى وخرجت تركض هاربه منها..

عاد لها بعد ان كادت ان تنساه ..
حطت يدها على خدها ..ليه مايجي و لا يتصل ..
يعني من باب الذوق على الاقل يدق يطمن ..يرسل سلام
صدق لوح جليد ..طيب انا ويش علي ؟
صراحه شيء يحز في الخاطر
يعني هذا زوجي ..لو اموت مابيسأل عني ..و انا كمان مابسأل عنه ..
ما عنده احساس هذا اقل شيء اقوله عنه..
نفضت افكارها بعيد و حطت راسها على المخده شوي تريح فيها ..
بكل ارادتها تبحث من حوله على شغل شاغل وابدا لا تقترب منه ..

دخل سعود عليها وهي مغمضه عيونها حسبها نايمه
جاء يطلع سمع صوتها تناديه
التفت لها وهومبتسم : حسبتك نايمه ؟
اعتدلت في جلستها وقالت :لا والله كنت اريح شوي
سعود بخوف :خير ..تحسين في شيء ؟قولي
ليلى بإبتسامه :لا الحمدلله مافيني الا العافيه .
ريح على سريرها وقال :تعرفين مين زرت يوم دخلت المستشفى ؟
ليلى :مين ؟
سعود و نظراته تدرس ملامح وجهها قال بهواده بدون اندفاع :امي
شهقت فجأه و عيونها تعبر عن وجل الغائبه الحاضره :امي ..امي انا
اهتز فكها و سالت دموعها دون سابق انذار ..
رمشت عيون سعود ..لنداء القلب ..ألايشاركها تلك الدموع وهو رفيقها في الاحزان
لن يشار له بالبنان رجل يبكي ..ويوصم بعار
يعرف نقطه ضعفها و سر تعاستها ..و ان اخفتها بوهميه الحياة
و سيشاركها طعم الفرح و لو للحظه ..ليمدها بطاقه تستمر بعدها
فهي جسد متهالك مايلبث ان يهوي على عتبات الحياة..

قال بصوته الحنون :ايه امي ..امي
بالكاد تلفظت بتلك الكلمات وكأن كل كلمه تخرج بجزء من روحها المعذبه :وينها يا سعود ..
ابتسمت وكملت :كيفها ..هي بخير ..طيب شفتها ..تغيرت ياسعود ولا مثل ماهي
ضحك سعود وقال :شوي شوي ..علي ..الحمدلله هي طيبه و بصحه ..اما عن تغيرت فأكيد تغيرت
هو احد يبقى على حاله في هالدنيا ..

اخفى مراره تذوقها ما بين كلماته ..اه لو تعلمين يااختي كم تغيرت
اصبحت كسيره ..بائسه ..تشد اطراف الحياة لتبقى على قيدها ..
تلك الحسناء ..اصبحت تبكي على الاطلال و على بقايا امراءه كانت كالقمر في رحاب الكون ..
لا اعلم مااقول ..فما الجدوى من الكلام ..فإحتراف الصمت ابلغ ..


رجع يبتسم من جديد قال :ابشرك صار لنا اخوان ..
ابتسمت و عيونها ترفرف بفرحه ..لكن فجأه اختفت تلك الفرحه وحل محلها الوجوم ..و همست بحزن
:جابت اولاد ..علشان كذا نسيتنا ..مرتاحه في حياتها ..ياسعود >> قالتها بإستسلام
وكأنها تقول لايهمني يااخي ..اتراني ام لا
سعادتها هي ما اريده من الدنيا ..
كتب لي الشقاء وانا في بطنها ..لارغبه مني او اختيار منها
لو كنا بين شقين من الارض فكل مااتمناه هو ان تكون سعيده ..

تفهم سعود نبرتها اليائسه ولم يلومها قال :صحيح انها تزوجت و عاشت حياتها بعيد عنها ..لكن فراقنا وبعدنا عنها
عمره ماكان من ا ختياراتها ..و هي تحبك و تتمنى تشوفك اليوم قبل باكر ..
وقفت ومسكت يده وقالت بلهفه :قوم وديني عندها ..قوم يا سعود ..يكفينا انتظار

سعود بجمود رغم زمهره المشاعر في عيونه قال :سامحيني يا ليلى ما اقدر..
سقطت يده بجانبه بعدما تخلت عنها ليلى ..و جلست جنبه منقاده ..تبحث عن الجواب الضائع في متاهات السنين
قالت بإستفهام :ليش يا سعود ..ليش ؟
طالع قدامه وكأنه يرى وعدا سيحققه لها : في الوقت المناسب ..
رأت ما اراده هو ان تراه.. فتبعته في طريقه ذاك و كل الثقه يجلس بجانبها
اسندت راسها على كتفه ...و ابتسمت ..غدا سيكون اجمل ..نعم غدا سيكون اجمل .

*******************
سمر تجري بسرعه جهه اريام الجالسه قدام التلفزيون
جلست جنبها وهي تلهث :اريوم ..مطلق دق على امي و قال معزومين عند اهل ليلى .
اريام تتأفف :يا شيخه و تاعبه عمرك ..على بالك اني بروح
سمر :وليش ما تروحين ؟
اريام :ما احب اروح لهم ..يحسسوني بالملل .
سمر :وانتي وبعدين معك ..شايفه نفسك على ايش ..
اريام :سمر روقينا ..خليني اتفرج بهدوء
سمر :و العزيمه ..
اريام :قولي تعبانه ما تقدر تروح
سمر :لا والله ما بكذب عشانك ..
اريام :طيب خلاص انا اللي بأقولهم
وقفت سمر وضربتها بمخده صغيره ..وهربت لحد الباب
اريام :يا حماره ابعدي عن خلقي احسن لك .
سمر :ما الحماره الا انتي ..
اريام :يا لله انقلعي من قدامي جبتي لي المرض .
سمر :مالت .. الشرهه مو عليك الشرهه علي انا اتكلم مع هذي الاشكال .

تركتها و دخلت غرفتها دقت على اختها وفاء
سمر :مراحب وفاء
وفاء :بسم الله الناس يسلمون اول
سمر :السلام عليكم و رحمه الله
وفاء :و عليكم السلام ورحمه الله و بركاته...نعم ويش عندك من صباح الله
سمر :بإختصار شديد :اهل ليلى عزمونا ..وانتي معنا اوكي..جهزي العصابه علشان يروحون معي
وفاء :طيب وقفي شوي ..اشوف ابونايف و اعطيك خبر
سمر :انا مالي دخل في ابو نايف ..المهم افراد العصابه يكونون معي .
يالله باي انا مشغوله ..
قفلت و وقفت قدام الدولاب ..تدور لها ملابس للعزيمه .

*************************

دخل سلطان البيت و باين عليه التعب و الهموم
اقترب من امه و سلم عليها ..
امه بخوف :بسم الله عليك ياولدي ..علامك حالك مقلوب ؟
سلطان بإبتسامه باهته :ما فيني شيء ..شغل
ام سلطان :اي شغل الله يهديك يمه ..ابوك يقول ما تروح للمعرض ..و تاركك على راحتك
وانت تقول شغل ..
زفر بعصبيه وقال :كنت طفشان و رحت اتمشى ..و لا ممنوع
ام سلطان بحزن على حالة ولدها ...قالت :يا ولدي الله يهديك ..انتبه لنفسك ..
وقامت و هي تتدعو له بصوت مسموع ..
ارخى نظراته ..و همه اصبح هموم ..ما له مزاج لا في شغل و لا في شيء ثاني ..
دخلت رغد ..و شافت اخوها حزنت على شكله ..باين عليه تعبان ومهموم ..

وينك يا سلطان ..وين حيويتك و حسك في البيت ..اختفى من زمان
وين ابتسامتك و ضحكتك ماعاد نسمعها ..
وينك ياخوي ..ويش جرى لك يا قلب اختك
كل هذا من فعايل الحب ..
صرت جسد بدون روح ..تمشي بدون احساس

رسمت ابتسامه على محياها ..و قالت :صباح الخير يا احلى اخ في الدنيا
ابتسم و رد عليها:صباح الخير ..ماشاء الله عليك اليوم مبكره
رغد :و الله امي قالت ان في عزيمه عند اجدادي
ارخى نظراته على مفرش الطاوله ومسح وجهه ..
جاوبها بعد لحظه صمت :ايه ادري ..كنت عندهم وقتها
اكيد علشانها كنت هناك ..رغد تفكر و عيونها تراقب تغير ملامحه ..
رغد :وشفيك ياسلطان ؟
سلطان :ويش تشوفين يعني ...وركز عيونه في عيونها ..
رغد :هونها تهون يا خوي ..ما يصير اللي تسويه في نفسك
سلطان بعصبيه :خلاص ماصارت عاد ..تعبت منكم تقيمون تصرفاتي على كيفكم .
رغد بحزن :سلطان ..ليش متغير علينا ..
سلطان :اووف منكم ..

خرج بسرعه ..رغد بكت على حاله .و في داخلها زادت نقمه على ليلى
لانها السبب في حزن اخوها ..
قامت بسرعه تجهز نفسها للعزيمه وهي ناويه على دفع الثمن بطريقتها ..
ام سلطان المراقبه بصمت ..ادركت بحكمه ان وقت التدخل قد حان..ونفض الغبار عن الايدي قد انتهى
يكفي ما يحدث حتى الان ..حياة و مستقبل على وشك ان تكون نهايتها غير مرغوبه ..و ببصيره نافذه
شدت من ازر نفسها للقرار قد اصبح محكما ...

*******************
فاتن :اريام الله يخليك ..روحي هالعزيمه والله اناكمان دي امشي معكم .
اريام بشك :فاتن ...وش هوله تمشين معنا ...؟اذا كنت انا اصلا مو رايحه .
فاتن :ودي اشوف هذي اللي اسمها ليلى ..
اريام :لا ياحبيبتي ..موناقصني وجع راس ..لو درى عني مطلق و الله ليطلع عيوني .
ابتسمت فاتن و قالت و هي تتقرب من اريام :ما عليك من مطلق ..انا بقنع خالتي و هو ماله علاقه
اريام بخوف :فاتن انتي ويش ناويه عليه بالتحديد ؟
فاتن بنفس الابتسامه : وانتي ليش خايفه ؟
اريام بعدم مبالاه :انا مايهمني إلااخوي ..لانه اذا زعل مني ياويلي ..اما اذاكان عندك حسابات ثانيه
خليني بعيده عنها رجاء..
فاتن بإحتيال :ما عليك من احد ..ودي اشوف هاليلى اللي تركني علشانها ...
اريام :يابنت خلاص ..لا تجني زياده ...امي طايره فيها ..و اخوي ...
هزت راسها و كملت :و اخوي ماشي حاله ..معها ..
فاتن بلهفه :صدق ..ان شاء الله مايحبها ..
اريام :والله مو لايق عليكم هالحب ..صرتن زي المهابيل ..
فاتن :ليه تجمعين ؟ليه فيه واحده معي ؟
اريام :المهبوله ريهام ..نفس حكايتك
فاتن بهيام :يجي لك يوم يا حبي ..
اريام و هي تحرك يديها في وجه فاتن :الشر برى و بعيد ..

***************************

وقفت قدام المرايه للمره الثانيه..لبست بلوزه بلون ازرق بحري بفتحه واسعه..
و اكمام قصيره ...و تنوره بيضاء ..رغم محاوله سلوى انها تلبس بنطلون جينز إلا انها رفضت ..
مااحتاجت مكياج كثير ..حطت له روج زهر و اكتفت بكحل ..و ظلال بحريه باهته ..
هي بتشتغل كثير و المكياج بيضايقها ...
رفعت شعرها ورجعت تركته مسدول على ظهرها ..احتارت فيه ..
دخلت سلوى و تخصرت :ياسلام عليك ..احنا نحوس في البيت وانتي رازه عمرتس عند المرايه .
ليلى بحيره :سلوى ويش اسوي بشعري ..؟
سلوى :فكيه ودعيه يتنفس ..و ابتسمت ابتسامه واسعه
طالعتهاليلى وقالت :شكلك انتي اللي فايقه ..ماهمك شعرك قصير الا انا شايله همه
ما اقدر اخليه مسدول على ظهري ..جدتي تحلفت فيني ..
سلوى :خلاص ..ارفعيه وثبتيه بشباصه ..و فكينا..
فتحت الادراج تدور على شباصه مالقيت الا شباصه سوداء ..ثبتتها على طول وبعدها مشت لقرب سلوى اللي كانت
لابسه بلوزه تفاحي مع تنوره بيج واسعه ..قالت :حلوه ملابسك ..هذي اللي اشتريناها اخر مره صح ..
هزت راسها وهي تضبط شعر ليلى ..و تعدل غرتها على جبينها ..
سمعوا صوت الجرس ..
سلوى :شكلهم حضروا ..
ليلى :يالله امشي قدامي ..
نزلت ليلى وسلوى بعدها ..سمعت صوت عمها ابو زياد ..
ليلى في استقباله بإبتسامه احترام :ياهلا ياعمي ..
ابو زياد :هلا فيك يا بنتي ..ها كيف حالك ؟
ليلى ترفع نفسها و تبوس راسه :تسلم يا عمي ..الحمد لله طيبه .
التفتت لخالتها و سلمت عليها ..
و تقابلت مع ريهام وجه لوجه ..للحظه مرت ما تقدمت واحده فيهم ..
لكن ريهام كسرت هذي اللحظه ..و قربت منها وسلمت عليها ..ضغطت على ذراعها بقوه
وكأنها تأكد لها صدقها ..و صفاء مشاعرها ..
ناظرتها ليلى وبانت لها في عيونها مسحه ألم و دموع مكشوفه ..ارخت ريهام راسها و تشاغلت بشعرها ..
خرجت ليلى و تنفست بعمق ...
دخلت المطبخ و شافت سلوى قدامها ..
سلوى بهمس :شفتيها ..قويه عين يا ناس ..ل
ليلى بنفس الهمس :سلوى ..انتبهي تبيني لها شي ..
سلوى :و الله لو ما العيبه ..لكنت وريتها النجوم في عز الظهيره .
دخلت هند و معها ريم ..
سلوى شالت صينيه القهوه والتمر و خرجت من المطبخ ..
ليلى بإبتسامه لريم قالت :وينك يالريم ما تنشافين ؟
عدلت نظارتها وقالت :والله مشغوله ..وقتي ضيق صراحه حتى اهلي ما اقعد معها..
قاطعتها هند بحسره :تقول انها دخلت دوره حاسب و انجليزي ..
ليلى بدهشه :ماشاء الله عليك ياريم ..وكملت بإبتسامه :وانا كمان ودي اكمل دراستي و اتعلم حاسب الي
سلوى دخلت و جلست على طول :وشفيه
هند بنفس الحسره :ريم دخلت دوره حاسب و انجليزي ..
سلوى بسخريه :طيب و شفيها ..عادي
هند :اكيد عادي عندك انتي ...
ريم :بدال مااقضي وقتي في النوم ..والسهر اقضيه في حاجه استفيد منها.
ليلى :تفكير جيد ..ياريم الله يوفقك انشاء الله .
سلوى :الله والفايده عاد ...لو قعدت سنه اتعلم فيه ما اتعلمته ..انا بالعربي بالكاد انطقه ..
ضحكت ريم ..و ليلى و هند الوحيده المكشره في وجه اختها ..
دخلت ريهام محاوله كسر العلاقه الجامده بينها وبين بنات عمها ...
ريهام :ضحكوني معاكم
كشرت سلوى ووقفت من مكانها ..وليلى ادرات ظهرها ..و اغمضت عيونها...في اعماقها اللي يصير مايصح
شكلها ندمانه ..و حتى لو ماهي ندمانه ..وين اللي تعلمناه من كتاب الله و سنه رسولنا الحبيب ان نقابل السيئه بالحسنه ..
تنفست بهدوء و ابتسمت ..
أليس من السهل ان استمر بدون ضغائن .فتلك الاخيره تجعل مني انسانه اخرى غيري انا ..
هائمه في غياهب الظلمات..غير عابئه بما حولي
اي فناء ذلك لعطاءات الحياه ..ننسى نظم الحرف و نغيب في مشاعر مترفه بالسموم..
ونكاد ننسى انها تغذينا بمرور الوقت ..

قالت و ابتسامتها المشرقه تخفي غيوم الحقد :كنا نتكلم عن تعلم الانجليزي..
تفاجأت ريهام بإبتسامتها و توترت زياده :اهاا ..
سلوى تناظر ليلى وعيونها بتخرج من راسها ..
سمعوا صوت الجرس و قامت هند على طول تفتح الباب ..
خرجت سلوى ومعها ريم ..و بقيت ليلى مع ريهام ..
اقتربت ريهام بخجل ...بينما ليلى تشاغلت في تقطيع الحلو ..
قالت بصوت مهزوم:سامحيني ياليلى ..
طالعتها ليلى ..و ملامحها بارده ورجعت تبتسم ..
رجعت ترص الحلا في الصحون ..لكنها اجابتها:سامحتك..
ريهام بلهفه و عدم تصديق:سامحتيني ياليلى ...
ليلى ببرود :سامحتك ياريهام لكن لا تعتقدين ابد ..اني سامحتك علشانك انتي ..
على العكس ..سامحتك علشان اعيش حياتي بدون كراهيه او غل على اي احد .
ركزت في شغلها وقالت :الحياة صعبه بما فيها ..ليش نزيدها على انفسنا ..
ريهام بحزن ما تقدر تلومها ابد ..المشاعر اللي عمرها ماشعرت بها الا بعد فوات الاوان ..
قربت منها .. وساعدتها في شغلها
و همست بصوت باكي :ولو قلت لك اني احتاج مساعدتك يا ليلى ..
طالعتها ليلى مستغربه ..بينما كملت ريهام :انا ضايعه ..اعيش في الظلمه ماادري ويش اسوي
عمري ما اراح انسى ..
ليلى بهدوء /الله يعين الجميع ..
ريهام ودموعها تنهال بغزاره و الكلمات ضاعت فيها ..
اليست هي الدموع سلواها ..او ليست هي من تبدد الضباب الدائم في جوفها الفارغ
ليس لديها غير الندم راحه لقلبها..وان لم يكن فـ ستلتمس الراحه فيه ..تخفيفا للعبء الثقيل
ليلى بحزن على حالتها ..مهما شالت في قلبها و مهما سببت لها من احزان و عذاب لكن ماتقدر تكون مثلهم ولاتحس
بالمتعذب و مدى الالم اللي يشعرون فيه لوحدهم ..
سحبت منديل من جنبها و مدته لها ..
ليلى :امسحي دموعك ياريهام ..و لاتفكرين كثير الواحد ما ياخذ إلا نصيبه .
كلماتها على الجرح ..تزيد من دموع تلك و تعذب روحها ..
والاخرى ..تخرج من دوامه و تلتقي بأخرى ..لكن كلمه خرجت من باطن العقل تصديقا ..لحالها
تسليم و ادارك ..حقيقه قد غابت عنها ..او صارت غيرمدركه لها
"نصيب " غايه خير و إلهام ..هو من جمعها بذاك قيد انمله وابعدها عن اخر كتلك المسماه اتلانتس في معجم العصور.

******************
مزاجه الحاد و العصبي خلى الجميع يفضلون الصمت طول الطريق
ألا يكفيه ما يشعر به..خنقته المشاعر المكبوته و تلك القيود التي تسحبه للهاويه السحيقه
كم يود لو يفجر براكين غضبه الان ..
ذلك الركود تحول لفيضان جارف ..وقد انكسرت جميع السدود
نفذت للغرق او للضياع ..
و وداعه مشاعره سحقها تحت قدميه ..
لا رأفه لمن يتلاعب بي ..و يسخر من وجودي
لا هواده لمن يمر عابرا متجاوزا اعتباراتي و متمهل في اهانتي ..
وقف السياره و خرج اهله ...
ظل عشر دقايق يحاول يتدارك غضبه و يخبـأ ثورته امام الناس.
في داخله امنيه انه ما يلتقى بتلك العينين العاشقتين مرة اخرى ..
دخل المجلس بعدما سلم عليهم جيمع ..طافت عيونه في انحاء المكان ..و تنفس بهدوء
و إلتزم الصمت تهدئه لفوران اعصابه ..مدركا الان بحجم كل خطوه يخطوها
ابتسم بداخله..ليست للوداعه ابدا ..انما هو مارد يخشى ان يخرج غير مروض للصعاب ..
فيثير ثورته في وجه الجميع ..و قد استحسن التحدي ..
وتمناه للحظه يخرج و يجعل من ذاك العاشق المزعوم ..عبره لمن يود ان يعتبر.

*******************

في نفس المكان :

جلست وعيونها تدور في المكان و مشاعر ممتزجه داخلها بلهفه و حقد و غيره
همست لاريام :وينها ؟
اريام :اركدي شوي ..شكلك بتفضحينا
فاتن :بموت مكاني ..قولي وينها
اريام بخوف :فاتن انتي وعدتيني ..خلي هاليوم يعدي على خير .
فاتن :اوكي ..لكن وينها لنا ساعه جالسين ما شفناها
اريام و عيونها على اللي دخلت ..لكزتها بكوعها و اشارت بعيونها لقدام
فاتن وفمها نصف مفتوح ..تراقب ليلى والابتسامه ماتفارق وجهها
حست بنار شاعله داخلها همست بغيره :هذي اللي تقولي عنها ماهي حلوه ..يخرب بيتك وبيتها يا شيخه
ياليتني ما جيت ..معك
اريام تمسك يدها و مسويه نفسها عندها سالفه :اقول لا تفضحينا ..خليك عاديه ..
فاتن لجأت للصمت بعدما انهارت كل قواها في الداخل ..وبكل اصرار عزمت على اللي تسويه..

**********************

ليلى تجلس جنب رغد و تكلمها رغم الحواجز اللي فرضتها
ليلى :رغوده ..وينك ما تدقين مثل اول ؟حتى جدتي افتقدتك
رغد تتأفف :مو فاضيه ..تحسبين ماعندي شغله ولا عمله زي بعض الناس .
استنكرت تصرفها وقالت بشرود : اهاا ...
رجعت رغد تتكلم لريهام مطنشه ليلى ..
حست ليلى عليها وقامت من مكانها ...
ريهام تسحب رغد و تدخل المطبخ ..
رغد :وشفيك انتي ؟عورتي يدي
ريهام بإنزعاج :انتي اللي وشفيك ؟ليش تتعاملين مع ليلى بالطريقه هذي ؟
تكتفت و لفت وجهها للجهه الثانيه وقالت :انا حره اسوي اللي اسويه .
ريهام تلفها لجهتها بعصبيه :ليه كل هذا ..لانها رفضت اخوك ..
رغد :لا تتدخلين ياريهام
ريهام :ليش ما اتدخل ؟انتي عاقله وفاهمه ..هي مثل غيرها و مثلك ..لها حريه الاختيار
لانت ملامح وجهها و بان الحزن في عيونها :سهل الكلام ..صح ..لكن ماشفتي اخوك مكسور الخاطر ومهموم
و ما تقدرين تسوين شيء
ريهام ونوبه العذاب ترجع لها ..لكن بإصرار استمرت في خطوتها..
: و لو ..ما هو صغير..ثانيا :ايش الفائده اللي تجنينها من كل هذا ..
رغد :ودي اعرف ليش رفضته علشان اريحه ؟اخوي قرب يجن والسبه هي ..

جمدت ريهام مكانها و الخوف يلجم لسانها ...والرعشه تهز اطرافها
مااقول لك ...اه مااقسى ذلك
ان تكوني السبب في كل هذا و تلتزمي الصمت خوفا واذعانا للهروب .
ان تري قلوبا مجروحه و كسيره بسببك و لا تستطيعين مداوتها ولو اعترفتي بذنبك ..
فما مضى قد مضى و قد اخذ كل شيء جميل و لم يطفو الا ما يذكرنا بسوء افعالنا وتقديرنا الخاطئ لمشاعرنا ..
ااقولها و اريح نفسي من ذلك العذاب ..
اأاغسل اثامي بالاعتراف ..وانتهي من تأنيب الضمير..

سمعت صوتها يخرج بكل كبرياء :يا الله يارغد ..لهذي الدرجه مهمشين حياتي
ريهام بإحراج تطالع الثنتين ...و وخز الضمير يزيد جراحها عمقا والما
رغد ما قدرت تتكلم و لكن نظراتها مجروحه
ليلى بصوت عميق مهزوز :يعني لو خطبتك لاخوي ..و رفضتي اعاملك بنفس طريقتك ..
انا كمان اخوي ما ينرفض ..لكن مااقدر اجبرك تأخذينه لاي سبب من الاسباب.
ريهام بصوت معذب :ليلى ...
اشارت ليلى لها بيدها و رجعت تكلم رغد :قولي لسلطان ..اني ما رفضته لعيب فيه هو ..ابدا
لكن ...لكن نصيبي كذا ..استخرت الله و مارتحت له ..و حكمه الله اعلى منك و مني
ونحن ما ندري عن المكتوب .
رغد بحزن :صادقه ياليلى ..و معاملتي غصبا عني ..حزن اخوي شل كل افكاري ..كنت احاول اني اتغير
لكن معك مااقدر ..
"وخزها قلبها للحظه وشعرت بالضعف يهد كيانها و دموع تستبيح عذابها وتعلن انهمارها "
ليلى بحزن :لا تلوميني يا رغد ..ربي كتب لي وله ..الله يوفقه مع غيري ..انا خلاص تزوجت
و هتفت بتمثيل الفرح :انا ما اقول ماادري عن المكتوب ..ربي رزقني بمطلق ..الله يخليه لي ان شاء الله.
ابتسمت رغد و احتضنت ليلى بود و صدق ..و همست في اذنها :الله يسعدك ان شاء الله معاه .
طلعت رغد و تركتهم ..يلعقون جراحهم بصمت و يهمسون للالم بشويش ..لكي يخفض صوته
ريهام :ليه ماخليتيني اقول لها الحقيقه ؟
ليلى تتوجه للثلاجه وتصب لنفسها ماء بارد :والفائده..علشان ينقم عليك شخص ثاني وثالث وعاشر
"لم تدهش ..و كأن ضربات سوط عقوبتها قد استباح جسدها لينهال عليها بصمت و بدون ألم "
رجعت تتكلم :خلي اللي صار معنا يموت بيننا ..
ريهام :تقولين سامحتيني ..لكن كلامك اكبر دليل انك ابد ما سامحتي
ليلى بهدوء :انا سامحتك ..لكن ما اقدر انسى اعذريني..اللي صار ما مر علي مرور الكرام والله يشهد
حست بالمراره وهي تتذكر اللي عاشته وقاست منه
دخلت سمر بالتوائم الثلاثه,
ليلى تحط يدهاعلى خدها و تجلس لمستواهم :يا حبي لكم ..ياعيوني ..ريهام بالله طالعيهم ما تقدرين تفرقين بينهم صح
ريهام تخرج من صمتها :ما شاء الله عليهم ..حلوين
سمر و تمد يدها بهديه مغلفه ..ليلى تناظرها مستفسره :ويش هذا ؟
سمر :هذي هديه متواضعه مني و من عصابتي الصغيره .
ضحكت ليلى و طالعت ريهام المبتسمه
باستهم ثلاثتهم ..همست الوسطى لسمر ..ضحكت سمر و قالت لليلى :ليلى ..رؤى تقول انتي نيلى زوجه خالو مطلق ؟
ليلى :ايه انا نيلى على قولتك
سمر تغمز لها وتقول :معليش ..اخطاء لفظيه .
سمر تسأل اروى :اروش ..مين احلى انا ولا خاله ليلى ؟وابتسمت
اروى :اشرت لليلى وقالت :خاله ليلى احلى منك .
ضحكت ليلى وريهام على وجه سمر
سمر بعصبيه :مافيكن خير ..كل تعبي راح بدون فايده يالله انقلعن من قدامي .
ريهام بضحكه :والله شكلك تحفه ..ياسمر ذكرتيني بالبيت اللي يقول اعلمه الرمايه كل يوم فلما اشتد ساعده رماني......
ضحكت ليلى وسمر في نفس الوقت ..وريهام شاركتهم متناسين تلك اللحظات التي سقطت قصدا..لعلها تكون في الذاكره
شيء حلو يدعو للابتسام ...مجرد امنيه تبثها نفوس ضعيفه

*******************


جلس زياد بعدما سلم على الموجودين ..و انتبه انه جالس جنب مطلق
للحظه حس انه مراقب ..سرق نظره على مطلق وهو يشد المسبحه بين يديه ..مسكينه راحت فيها!!
ما يتكلم الا كلمه ويسكت ..حتى انفاسه مسموعه
شكله الرجال مولع الله يستر ...الله يهديك يا سلطان صرت زي المجانين اكلم روحي
انا خايف وكأني انا اللي مكانك ...اليه يجيب العواقب سليمه .
دق جوال زياد ..لما شاف الاسم اختبص و على طول رد
زياد :هلا
سلطان :سلام وينك انت؟
زياد بغصه :احم انا ,,ايه في بيت عمي احمد ..وينك .؟
سلطان :مااقدر اجي ...اسمع
زياد براحه :اهاا
سلطان :.تعال عندي البيت ..
زياد :خلاص ..مع السلامه
سلطان :وشفيك مستعجل
زياد :ياخي ابوي يعطيني نظره من اياهم يعني افهمها .
ضحك سلطان وقال:احسن تستاهل
زياد :هذا جزاتي ..يالخاين
سلطان :اقول لا يكثر ..لاتنسى تمرني.
زياد :صار مع السلامه
قفل جواله بدون مايسمع رده ..و عيونه تختلس نظره باللي جنبه ..

******************

دخلت حجرتها بدون استئذان ..عيونها بإشمئزاز تلف المكان
وقفت قدام المرايه ..تطالع العطور و تشم ريحتها ..و تتقرف منها
فتحت ليلى الباب فجأه لتوقف قدامها ..
فاتن بارتباك :اسفه لكن كان ودي اصلح مكياجي ..
ليلى بشك :لا عادي ..حياك
فتحت شنطتها واخرجت كحلتها ..وسوت نفسها تضبط المكياج
قالت :يا بخت مطلق فيك
رفعت ليلى راسها وقالت :عفواا ,,ليش ؟
التفتت فاتن لها وقالت :جميله ماشاءالله عليك وصغيره
ابتسمت ليلى وما اعطتها رد
رجعت فاتن تتكلم مستغله صمتها :ما شاء الله احسكم لايقين على بعض
ليلى بإهتمام :بالله كيف لاحظتي ..وانتي ما تعرفيني الا من دقايق ,.
فاتن :الواحد ما يحتاج عشرين سنه علشان يشوف الفرق والتشابه
ابتسمت بخبث وكملت :ماشاء الله على مطلق من يوم يومه ..يحب يدقق في اختياراته يعني عملي بحت .
شافت في عيونها لمحه معاني غريبه وكلماتها مبطنه بألغاز غير مفهومه
طالعت فاتن اظفارها وقالت و كأنها غير مهتمه :دائما كان يقول ابغى واحده مثل امي راعيه بيت ..وطيبه
صحيح انه امه اللي هي خالتي ماتعلمت لكن ماشاء الله عليها عرفت تربي عيالها ..لكن لمى اشوفك الحين اقول شكلك مثل خالتي..
شدت ليلى على نفسها وابتسمت بألم و كل كلمه تنطقها ,,تجرحها لكن بينت انها عادي ما يهمها ,,
شالت شنطتها و ابتسامه انتصار لاحت على وجهها قالت :لاتفهميني غلط ..
مطلق انسان شايف نفسه يعني معتد بنفسه زياده عن
اللزوم يحب يكون هوالافضل دائما والمسيطر و متعلم على كذا ..
يعني اكيد ما بياخذ واحده مثله تحط راسها براسه ..
انتي فاهمتني ..مطلق يشبه سي السيد بالمصري ...
ضحكت بصوت عالي وخرجت بهدوء مسلمه بأن ما ألقته للتو لن يمر مرور الكرام .. مخلفه اعصار هادر يلف اخرى
..ينفجر لديها جرح جديد بندوب جديده ..و رحله ألم جديده ..ويا لحالها الان ..

**********************


بعد الغداء انصرف الضيوف ..و ما بقي إلا مطلق و عائلته .
اذن العصر و خرجوا بعدها للصلاه ..للمسجد القريب من البيت
دخل مطلق المجلس ..وسعود وراه ..
سعود قرب من دله القهوه و مد لمطلق فنجانه ..
شرب قهوته وسأل سعود :ليش ما تتزوج يا سعود
ابتسم سعود وقال :اسمع مين يتكلم ..خليني اعتب الثلاثين واقرر مثلك
مطلق بإبتسامه مرة :الظروف غير يا سعود .
سعود جلس جنبه و أشار لقلبه وقال:هذا باقي ما دق يا ابو غانم
اطلق ضحكه ساخره ما فهمها سعود ..ايجب ان ايفعل ؟
خرج مسبحته من جيبه و هالمره لونها اسود وقال :ابسألك سؤال و أبغاك تجاوبني بصراحه
سعود بإهتمام :خيران شاء الله
طالعه مطلق وقال بجديه :ليلى ..في احد خطبها من عيال عمها ؟
توتر سعود من سؤاله وحس انه وراءه شيء غير عادي ..
قال :والله يامطلق ليلى مثل كل البنات ..يجيها خطاب من قريب وبعيد
لكن من عيال عمي ما فيه ..إلا عاد ولد خالتي سلطان ..لكن ماكان له نصيب
تجمدت اوصاله بذكراسمه ..و طالع قبضه يده نفسها اللي ضرب فيها سلطان
سأله سعود :ابوغانم وين رحت ؟
مطلق :موجود ايش كنت تقول ؟
سعود بإبتسامه :لا سلامتك ..ما قلت شيء
دق جوال مطلق و اخرجه شاف اسم اخته وفاء وتذكر شيء نسيه
قال لسعود :لاهنت يا سعود..قول لليلى ابغى اكلمها .
ضحك سعود وقال :انا اقول وشفي الرجال ماهو على بعضه ..
ضحك معاه مطلق وهو يوقف ..قال :ابروح اجيب شيء من السياره .
سعود :افااا انحرق كرتي الحين ..ما عليه تهون يا ابو غانم .
دق على اخته و خرج بعدها ...

**************************

ليلى والافكارتعصف بها ..مطلق من جهه و فاتن من جهه ثانيه
افزعتها تلك الاستدعاءه الغير متوقعه ..
يعني اسمه انه زعلان من اخر موقف صار بيننا
كشرت في وجه افكارها ..اصلا انا اللي لازم اخذ موقف مو هو
دخلت المجلس ..و مالقيت احد غريبه
شدتها مسبحته السوداء اللامعه في مقعده
مشت لها ..و سحبتها ..حركتها برقه تتلمسها بين يديها و قربت تشمها ..
ريحه دهن العود نفذت لخلاياها ..ارتجفت وبعدتها ..ذكرتها به...
ذلك الحجرين الاسودين المستقرين في رأسه بقسوه و صلابه ..لاتحاكي مشاعره
تخرجه من جسده و كأنها ليست جزءا منه..يظنهما الناظر مجرد زجاجتين في رأس تمثال .
لاتدري لما..انتعشت صورته في عقلها ..
سمعت صوته الاجش خلفها :اعجبتك ...
زادت رجفتها و هي تلتفت له ..
طالعها و طالع السبحه بين يديها وكمل :خذيها ما تغلى عليك .
ولاحظت انها قريبه منه فتراجعت للخلف ..
غمرها الخجل و عيونه تشملها ..ارتفعت نظراتها المتأرجحه ما بين عين واخرى
تقرأ ما يدور في خلد ذاك الرجل ..فعبثا حاولت ..
حست فيه و في حضوره الطاغي .. و المكان يضيق في وجوده
تحرك من امامها يفسح لنظراتها ان ترتد لها ..قال بصوته الواثق :تعالي اقعدي ..
جلس و جلست قربه مايفصل بينهم الا مسند
حط يده على ذقنه و كأنه يفكر ..وطال الصمت بينهم
رفعت راسها لتصطدم في عيونه الغامضه ..ما فهمت معنى نظرته
ماباالها اليوم ..تموج بعضا مما اراه غريبا علي ..
يحاول طمس معانيها في غمره سيطرته ..
سألها :كيفك إلحين ؟
ردت عليه :الحمد الله
راقب لمسها للمسبحه ..وامتدت نظراتها الى وجهها ..كانت جميله في بساطتها ..
حسناء مجرده من ترهات الزينه و المبالغه المفرطه .
مد لها بكيس هدايا ما انتبهت لوجوده معه ..
سألت وهي تم*** :ايش هذا ؟
مطلق :هديه ..من ذوق وفاء ..المفروض هي الي تهديها لك ..>>وتلك هي البدايه..
حست بخيبه امل ..تأملتها بهدوءقبل ما تم***ا و تحطها في حضنها
قالت من باب الذوق :مشكور.
تأمل انحناءه رأسها وشعرها الاسود الناعم ينسدل بنعومه على رقبتها ..
وطالت ادق التفاصيل ..حتى كاد ان يفقد اعصابه ..
سألها بهدوء :ماودك تشوفين الهديه ؟؟
ابتسمت بتوتر :ها ..ايه اكيد ودي اشوفها ..
ارتجفت يدها وهي تفتح الهديه..
كان طقم ألماسي فخم..تتألق فيه زمرده خضراء
لمسته برقه و خفه ..و رفعت نظرها لمطلق ..فا صدمت بنظراته نحوها هي لا غيرها ..
حست بتيار قوي يدفعها للنهايه ..اهتز الطقم في يدها ..
عيونه مزيج غريب ..فضول ..حدة..تفصل كل شعور على حده .
انتظر منها كلمه ..لكن اضطرابها واضح فرحمها .
تنفست بعمق ..عضت شفايفها بخوف وكأنه كشفها .
ابتسم و هو يلاحظ عرق الخجل اللي نبض في جبينها
قال بأمر :اعطيني ألبسك الطقم ؟
بتوتر و خجل :لا ..ماله داعي
اخذ الطقم بدون ما يهتم بإعتراضها ..
و بنفس اللهجه الامره :اقتربي ..
لحظه ..مابين التردد و الاستجابه
تحفز عقلها و تعاند قلبها ..
طالعها و رفع حاجبه الايمن ..وبدون ما يعيد السؤال ..
حست بالخوف و مماطلتها مو في صالحها ..و تمردها معه لا طائل منه .
حست بالندم في ثانيه ..كلام فاتن يرجع يرن في عقلها
هذا ما يريده امراءه منقاده له بدون اهميه ....
لكن رغم كل اعتراضاتي اجد نفسي منقاده إليه ..كفراشه يجذبها اللهب .
منصااعه تحثني رغبات دفينه ..
رغبه انثى لا تريد مجابهه الرجل ..
اقتربت منه وادارت ظهرها له..
عظت شفايفها حاولت تكون طبيعيه ..
مجرد احساسها بأنفاسه الحاره تلهب رقبتها ..رجفت كل خليه في جسمها .
دبيب جعل شعر يدها يستقيم ..و حست بالحراره ..
لمسته جردها من مشاعرها الخفيه ..وكشف ظاهرها ..
اهتزت يدها و هي ترفع شعرها ..
مطلق ..و عيونه عليها ..شعور زهو يسيطر على قلبه
حسناء بين يديه هي له ..
يسيطر على انفعالاته ..يشعر بفخر كرجل وسيد ..
أليس شعورا معتادا منه ؟سياره .منزل , xxxx ,او صفقه رابحه
أليست انثى ..تقوده حواسه إليها ..و يرى فيها ردات افعاله..
تبعثر مكنوناته وينفرد بإحاسيسها ..
سألها يحاول اشغالها ليبدد توترها :كيف كانت العزيمه ؟
ابتلعت ما ضنته احجارا في فمها :الحمدلله مرت بسلام ..وضحكت بتوتر >>وبخت نفسها لحماقه غير مقصوده

يرى رده رعشتها حين يلمسها و ارتجافات مشاعرها حين يكون قربها ..
فهو رجل كامل ..يرى انثى تنضج رغباته الكامنه و تحرك مشاعره ..
التي ايقن بأنه لايملكها ..
فالحياة (أنثى ورجل)
عاد وسألها متثاقلا في عمله :مين كان موجود ؟
رجعت تجيبه بآليه وكأنهاغير مباليه :مافي الا عائله عمي محمد و خالتي غاليه ..
اطلت عيون سلطان بحده في وجهه لتذكره بتلك الهاويه التي عليه ان يجتازها .
مطلق وفي قلبه صراع كبير وده ينهيه ..
طول الجدال و المجاملات لا تنفع في اصدار الحقائق ..و على طاوله المفاوضات ستكون له الغلبه
ما يحمله في قلبه لا يوده عقله والعكس صحيح ..
ليس ممن يقولون مالايفعلون ..او يفعل ما لا يقول ..
كلماته احد وقعا من السيف ..تسيرها رغبه كامنه في معرفه كل شيء
لن يتمهل ويدعي بأن ذلك امر عادي ..ولم يؤثر فيه
فهو رجل لاتحركه مشاعر لا اراديه ولاتضبطه قوانين يقف عندها ..و تجبره على الخنوع بصمت .
تلمست العقد الماسي على عنقها ..وابتسمت في وجهه بعفويه ..لتطل بضياء في جهيم ليله ..
رد لها بإبتسامه طلت من داخله..غير ممزوجه بإزدواجيه رجل ..او تحمل اكثر مما تعنيه بل وصف سريع لمدى
استحسانه لمى رأه بعينه و هاله بإعجاب .
لن تصارح نفسها بأن سرت لتلك الابتسامه ..لكنها فعلت
زادته وسامه.. تمعن في وجهه برويه ..تتمهل في خطواتها مدعيه بأنها لاتراه ..
وهاهي تحاول انت تسنج مشاعر بخيوط مسلوله من قلبها ..سرحت في القريب البعيد ..نظراته الثابته والمركزه
جلسته المعتدله وكلامه القوي الرصين ..لكن لما ترى غير ذلك في عينيه ؟

مطلق ..ويجزم ان حياته ظلام ..و قد اصبح يرددها في داخله بإنهاك لما يبحث عنه ..
في اغوار عينيها يجد بعضا من حلمه المترامي ..ويكاد يلتقطه...يكاد فقط ولا يقدر على القرب..
مارس هوايته المفقوده وقد اشتاق لملمسه .شعرها الاسود المرغوب..لتتواصل النظرات لوهله ظنوها كدهر مر عليهم
لما الصمت يطبق عليهما ويكاد يكسر نفسه بنفسه >> ان توقفوا ان احيوا فيَ ضوضاء وجودكم بهمسات عابره
تتحول الى انغام في جوفي..
ارتفعت يده وكأنه احتار اين يضعها ..غير مستجيبه للامر الذي ارسله عقله عبر اعصاب يده بأن عودي >>..لكن ابت ان تنصاع له
فلامست وجنتها وكأنه زائر..يدعي انه طيف ليسرح بخيلاء غير مبالي ..بدائي يجهل ما يفعل مع انثى ارق من النسمه
مشاعره خرساء ..بكماء لا تريد ان تقفز في وجهه لتخيفه ..واهله خطوه بخطوه ..تراقب تلك الراقصه في عيني عذراء
متآلفه متواحده اتفقت عليها ..ويا لانفاسها الصاعده هل ستسمر تحت ضغط المجهول ..
ارخت نظراتها تحت وطأه الخجل و الذعر ..لذلك النابض الذي رفض رجاءاتها بأن يهدأ ولو قليلا ..حتى تعرف كيف ترتب انفاسها ..كيف تعتاد لمساته التي حركت ما جوفها و قلبت كيانها ..
عقلها يستحثها بأن تبادر ..بأن تقطع ما يفعله حتى تنقذ نفسها من الموت ..نعم موت من فرط المشاعر المجهوله
موت من ترف غير معتاده عليه ..رفعت نظرها وكلها أمل ..و خوف و خشيه تخاف بعدها الظمأ ..تخاف بعدها الضياع
توقفت يده وكأنها اكتفت وارتوت مما جادت به حتى الان ..واقترب برأسه بدون عناء يذكر ..وطبع قبله خشي ان تجرح رقتها
شهقت دون ادراك ..اخذ مايريده وابتسم ..ليس فرحا فقط بل جزما بأنها لن تكون لغيره ..
اقال ذاك اتحبه و يحبها ..هراء عاشق ظن نفسه في زمن يحكى فيه عن ألف ليله وليله ..
الان و قد طالت حياته ..عطاء وافر ..لم يبقى سواها ..فلن تكون لغيره ولو شاء الجميع ..
لن يلاحق ذاك المعتوه ..او يكشف سره ..فهي في يده له فقط ..ولا احد اخر
لن يفرط فيها ابدا ..لو تكالبت عليه سير العشاق كلها ..لن يقول انه اصبح منهم فهذه فكره في نظره بعيده المدى لن يلاحقها
ما وقع تحت يديه ..فهو ملكه ..
والان وقع على عقد الحياة ..بحسم
يجزم انه صار غريبا الان ..تحت اعينها المكشوفه ..
يخفي سر اهتزازاته وكأنه لا يشاء ان يفضح نفسه ..او يرمي بذاك الرداء القديم مدعيا السلام ..ولاغيره
ومضى بكل وقار و امتثال ورويه ..نحو الخلود في قراراته ..حازم و قاص النهايات المشوهه ..
وتلك الموبوءه بإرتعاشات دائمه في حضوره ..تعثرت خطواتها خلفه ..كلماته لم تصب مسامعها ..ودعها ورحل
وتركها في تخبط ما بين الواقع او الحلم ..مجهول او ادارك لهويه مشاعر غزتها متسلحه ومحاصره من كل اتجاه..

**************************

سلطان ..نثر الملح على الجراح متوسدا النعيم ..ظن ان آدم ذاك سيقايضه من اجل حواء تعشقه ؟
مطلق ..عابر للتحديات بقلب صلب ..يكابر من اجل شموخ رجل سره انثى ..يأبى من اجلها الانحناء ؟
ليلى ..تلك الزهره في مهب الريح مابين هذا او ذاك اودعت ذكرى قديمه بائسه ..و حل ما يكفل ان يهز جدران الامس واليوم و الغد ؟
والاخرون متأرجحون ..مابين الصواب والخطأ ..حالنا نحن جميعا ..لكننا ماضون


 توقيع : همس الحرف

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-Dec-2018, 05:09 AM   #18


الصورة الرمزية همس الحرف

 
 عضويتي » 6803
 جيت فيذا » Oct 2018
 آخر حضور » 14-Jul-2021 (09:20 AM)
آبدآعاتي » 91,582
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » همس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
MMS ~
 

همس الحرف غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح



البارت السابع عشر :


بعد اسبوع في القريه :

فرحتها لا توصف بعدما رجعوا الديره ..وبالاخص جدها شوقه للارض اكبر من شوقه للماشين عليها ..
وهي فرحتها الكبرى ..صديقتها نجمه ..
زياره امتدت من بعد العصر حتى اذان المغرب..وان قصرت فهي ماتجود به الايام لهن ..
تربعت نجمه على سرير ليلى وتكت على يديها :يالله اعطيني كل الاخبار و التفاصيل المهمه
ضحكت ليلى وقالت :ماعندي اخبار ..انتي اللي قولي
ضربتها نجمه بود وقالت :قولي يالخبله لاتستحين مني ..
ليلى :وليش استحي منك ..صدق مافي شيء اقوله
تأففت نجمه :يعني اقعد مقابل وجهك علشان مافي شيء اقوله ..مالت عليك
ابتسمت ليلى وقالت :ماتوقعتك فضوليه ..
نجمه :لا والله..لاتلوميني ..صراحه كل يوم صاحبتي تنخطب .
ليلى :خلاص ..ماصارت قولي ويش تبين تعرفين ..
ابتسمت نجمه واقتربت :اولا ..مطلق ذا مزيون ..
قاطعتهم سلوى وهي شايله القهوه والحلى وجلست على الارض :مو بس مزيون ..إلا يطيح الطير من السما..
نجمه بنظره لليلى و لسلوى :انا اقول اختك ما تتكلم ..خايفه نحسد زوجها ..مالت عليه وعليك
جلست جنب سلوى و اخذت فنجان قهوتها..لحقتها ليلى وقالت :اولا ..عيب الكلام اللي تقولينه يا انسه سلوى
وثانيا انتي يالخبله ..مالت عليك ..ماراح اقولك ولا شيء
ضحكت نجمه وقالت :اللي يسمعك يقول ..مره عاد طفشتيني من كثر سوالفك ...وغمزت لسلوى المبتسمه
ليلى بتعصيبه :خلاص عاد مصختيها ..ايه مزيون واخاف تحسدينه ..
ضحكت نجمه و تبعتها ..سلوى و ليلى اكتسحتها موجه الاحمرار ...

******************************

لها ثلاث ساعات ترسم لوحه بكل مشاعرها .
تحس في شيء جديد بداخلها..
ليست متناقضه كعادتها..طهاره نبعت بصدق عند مواجهه الحقائق
حملت روحها على أكف بلون السحاب ..
و اكملت الفراغات التي اعتقدت انها مملوءه لكنها امتلأت بوهم وضياع في غمار الحياة
دخلت ريم وراقبت ابتسامه اختها ..اقتربت وسألتها :ريهام ..وشفيك ؟
ريهام بتساؤل :وشفيني ..
ريم :ماادري احس فيك شيء متغير
ابتسمت ريهام :تعرفين حتى انا ..لكن مااعرف تعالي شوفي هاللوحه
وقفت ريم وابتسمت ..وقالت :وشفيها حلو رسمك مثل كل مره
ريهام :لا فيه شيء يخليني ابتسم كلما شفتها
ريم :الله يبسطك ان شاء الله ..المهم نسيت اقولك ..تبين تفطرين معي .
ريهام :انتظري ..خلي نصلي الفجر وبعدها نسوي فطور و ناكل سوا
ابتسمت ريم وقالت :اوكي وراقبت اختها ..و راق لها التغير الملحوظ
وريهام تحدق في اللوحه ..مبتسمه ...


*************************
في القريه :

ابتسمت وهي تتذكر كلام نجمه ...حست روحها ارتدت لها من جديد ..
سمعت صوت الاذان الذي طالما اشتاقت أليه ..فابتهلت اساريرها بصوت محبب الى الاذن ..
يشعرك بالطمأنينه والامان ...و يذكرك بسبب وجودك في الحياة .
ابتسمت فجأه ..داعبها حلم جميل ..كان ودها تعيشه حقيقه ..
توضت للصلاة و راحت تصحي خواتها وجدتها ..سمعت صوت جدها و هو يذكر الله
ويستعد للصلاة ..
جلست على سجادتها ما بين الابتهال والدعاء ...
رفعت يديها وعيونها تدمع بصدق و همهمه رجاءها من الولي الجبار تعلو ..

اللهم من اعتز بك فلن يذل،
ومن اهتدى بك فلن يضل،
ومن استكثر بك فلن يقل،
ومن استقوى بك فلن يضعف،
ومن استغنى بك فلن يفتقر،
ومن استنصر بك فلن يخذل،
ومن استعان بك فلن يغلب،
ومن توكل عليك فلن يخيب،
ومن جعلك ملاذه فلن يضيع،
ومن اعتصم بك فقد هدى إلى صراط مستقيم،
اللهم فكن لنا وليا ونصيرا، وكن لنا معينا ومجيرا، إنك كنت بنا بصيرا

اللهم صل و سلم و بارك علي سيدنا محمد و علي آله
و صحبه و سلم و الحمد لله رب العالمين

بعد الانتهاء من صلاتها ..جلست شوي على سجادتها تسبح ..
قامت طوت سجادتها و ثوب الصلاه ..تتجاهل النظر الى سبحته ولكن ماتفعل اليست هي رغبه في النظر اليها و تذكر صاحبها
تركتها بسرعه لكي لا تنجرف في احاسيسها ..
صادفت سلوى ..في المطبخ ..شعرها منكوش و حالتها حاله
ضحكت ليلى وقالت :اعوذ بالله ..ويش هالحاله اللي انتي فيها .؟
سلوى والالم واضح عليها :ايه والله حاله حرب انا ومصاريني .
ليلى :سلامات وشفيك ؟
مسكت معدتها و جلست :مانمت البارحه..بطني يمغصني ..
ليلى :اكيد لازم يعورك ..البارحه ماخليت ولا صنف من الحلو و المالح يعتب عليك ..
يا اختي و لنفسك عليك حق ...والمعده بيت الداء ..
سلوى :ويش اسوي بعمري ..اااه يابطني ..اصلا كله من نجمه
ضحكت ليلى وقالت :وان يكن ..اهتمي بنفسك.
مسكتها ليلى وقومتها :قومي ريحي في سريرك بسوي لك نعناع ..الله يهديك ..
تركتها تروح لحالها وطالعت ليلى قبل تخرج :ليلى ..
التفتت لها ليلى وفي يدها كوب ماء :نعم
سلوى :ما باقي حلويات من امس
ليلى :لا والله باقي ..انا ويش قلت لك المعده ..بيت....
سلوى تقاطعها :عرفنا ..خلاص المعده بيت الدواء حشى صيدليه ..
ليلى بصوت ضاحك :بيت الداء ..بيت الداء ...ياسلوى
خرجت سلوى وهي تتحرطم على نفسها ..
وليلى كلما تذكرتها تضحك عليها ..

*************************

خرج مسرعا من دوامه ..بعدما عين طبيب نفسيا في احد المستشفيات
اصبح اكثر التزاما..و مواصله
ابتسم لما تذكر تلك الشقراء ..وهي تحاول الاتصال عليه ..قطع عليها جميع المسالك وابت ان تخضع ..
دخل سيارته وشغل التكييف ..تنهد براحه والبروده تلفح وجهه ..
فتح جواله المغلق ..و انهالت عليه الرسايل اولها من مطلق ..موعد للغداء
ضحك ناصر لذلك الصديق ..شغل سيارته وطريقه معروف ..
لما اقترب لاحظ سياره بالقرب ..ولما شاهدت سيارته انطلقت بسرعه ..
خرج ناصر مستغرب تواجدها ..
فتح الباب ..ليطل مطلق من البيت ويأشر له يدخل المجلس ..
ماهي إلا لحظات ..حتى دخلت ام مطلق ..يا لقلبها الكبير
وقف ناصر بسرعه ..و استقبلها كإبن لها وليس كصديق لابنها ..
لم تكن لتدعي بأنه غريب عنها ..وانه يجب ان تستتر منه...
فهي عجوز فاضت بالحنان فلمت شمله مابعد فراق طويل..يتيم احتوته في كبره
ستغدق عليه مثل ما فعلت مع اولادها ..فيا لرحمه الله التي شملت الجميع ..
ام مطلق :وينك يا يمه يا ناصر ..ماتزور ؟
توجهت نظرات ناصر الى مطلق المبتسم المتشاغل ..وقال :والله اشغال ياخاله..
لكن ان شاء الله من بعد اليوم فطور و غداي وعشاي عندكم ويش قلت ..
ابتسمت تلك الرحوم وقالت :ابركها من ساعه يا وليدي ..اذا ماجابك مطلق انا اجيبك..
ضحك ناصر و مطلق ..وخرجت هي متهاوده في مشيتها ..
مطلق بنظره لصاحبه .. يعرف ان الحنين يشده لذكرى غريقه وان الحزن فاض بحياته قد اصبح يفر منه هربا
يعرف ما يعانيه حقا ..يشد من تلك الخيوط الوثيقه بينهم ..لقد شاركه جزره فيكف لا يشاركه مده ..
انما وجد الصديق ليس لسد الفراغ وانما ليقضي الحاجه ..
قاطع مطلق تفكيره :كيف شغلك يا ناصر ؟
ناصر بإبتسامه ادرك فيها سياسه صاحبه :الحمدلله ..صراحه مرتاح ..
دخلت الخادمه بأاطباق الغداء ..لتقطع عليهم حديثهم ..
ناصر بعد اول لقمه :ايه صح تذكرت ..وانا جاي شفت سياره واقفه ..حركت بسرعه لما اقتربت
صراحه شكيت فيها ..
توقف مطلق عن الاكل وقال بشك :سياره ..يمكن سياره طلال لانه اخواته عندنا ..
ناصر :يمكن ..
ورجع يسأله بضحكه :إلا ماقلت لي ..ماودك تسير الديره..
مطلق بغباء مصطنع :اي ديره ..
فتح ناصر ذراعيه بطريقه مسرحيه :امر على الديار ديار ليلى ...أقبل ذا الجدار وذا الجدار

ضحك ناصر حتى كاد ان يحشر من تعابير مطلق المنزعجه وبالاخص لما مسك مطلق كأس الماء و هدده فيها ...

*********************

في نفس المكان :

صرخت اريام بإزعاج ..بنات خلاص
توقف الجميع ..للحظه ورجعت الحاله بعدها و لا حياه لمن تنادي ..
وفاء :اروى رؤى رنا ..خلاص يا ماما انتي وياها ..والله صدعتوا راسي
وداد بإبتسامه :ياني فديتهم ياناس ..يالله حبيباتي العبوا..
اريام بضيق :وداد ..انتي تبين تقهريني ..اقولك راسي صدع من هالمهبل ا للي هنا وانتي تزيدينها علي ..
وداد بإبتسامه :يااختي ..ويش اسوي فيك ...اطفال ما ينلامون ..
دخلت سمر بصحن السلطه :وداد ..ليش ما جات جود ..
وداد :لو هي جات ..مين بيقعد عند امي ..
ضحكت سمر :انتي..ماشاء الله عليك كل يوم والثاني رازه وجهك ..خذي استراحه
وداد بضيقه :سمروه ..نقطينا بسكاتك ..
وقفت وفاء و سحبت معها وداد ..:اقول خليك من هالبزره وتعال معي ابيك ..
دخلوا غرفه سمر ..
جلست وداد وعيونها على برواز صوره ..و قعدت وفاء جنبها
وفاء :هي ما رديتي علي ؟
وداد في شرود :في شنو بالتحديد
وفاء بقهر قرصت كتفها ..لتنتبه لها ..صرخت وداد متوجعه ..:وفاء وجع ..عورتيني
وفاء :وجع في بطنك ..تاعبه نفسي وانتي في شنو تفكرين .
ضحكت وداد واستدارت لصاحبتها :خير يا ام نايف ويش عندك؟
وفاء بهدوء:مااعطتيني ردك في اللي قلته لك ؟ اخو رياض
وداد في صمت و حيره ..تشاغلت بأظافرها وقالت :قولي مافي نصيب
وفاء:وداد فكري زين ..الرجال مافيه عيب ..عنده وظيفه وبيت لحاله واخلاقه ما شاء الله عليها
وداد :انا فكرت وقررت ..الله يوفقه في حياته ..لكن ما ابيه .
وفاء بحيره :طيب والسبب؟
وداد :مافي سبب محدد..
وفاء :على راحتك ..هذي حياتك مو حياتي
وقفت وفاء ولكنها رجعت تسألها :وداد ..اعطي نفسك فرصه ثانيه ؟وفكري
وداد :يا حبيبتي انا ما اتزوج واحد..إلا بيننا قصه حب عاصفه
فاتن بسخريه :ايه قولي كذا ..ما وداك في داهيه الا هالروايات اللي تقريها ..اقعدي كذا الين يطلع الشيب في راسك
وبعدها قولي قصه حب عاصفه ..
ضحكت وداد ..وعينها على الصوره ..

**********************
في القريه :

سعود والجد في طريقهم للبيت من المسجد
سعود مسك يد جده وباسها وقال بهدوء : ..الله يطول بعمرك و يخليك لنا .
الجد بإستغراب:علامك ياولد ..؟
ابتسم سعود وقال :ما فيني شيء ..
الجد بحكمه :قول ياولدي ولا تستحي ..
سعود :اشتقت لابوي ..وساعه اشتاق له ..اشوفك قدامي لانك ابوي .
الجد بحزن غير واضح :الله يرحمه ويغفر له .
لف بيده حول حفيده المقرب منه ..ووكمل :كان يقول دايم سعود سيفك يا بوي
و ماخاب ظني فيك ..
وقال بإبتسامه وكأنه يشوفه قدامه :قبل ما تولد جدتك حلمت في سيف جنبها ..
و جدتك فسرت الحلم بأن المولود صبي ..و الحمد لله جيت و جبت معك فرحه الدنيا وانا ابوك ..
سعود بنظره حب كبير ه لا تضاهي لجده ..مهما طالت بهم السنين و فرق بينهم العمر
الا ان صوره جده في باله دايما ..لا نه احتواه و رباه و علمه ..
إلتفت سعود على جده وقال :طلبتك يا ابو محمد ...
الجد طالعه مدهوش من سؤاله :وشفيك يا ولد ؟
سعود بحزن :طلبتك ..لا تردني في اللي ابيه
الجد و كأنه عرف كلماته من نظره عيونه ..
مشى كم خطوه قدام وقال :قول يا ولد ..اللي تبيه حاضر .
ضحك سعود و خذ نفس عميق :امي يا جدي امي ..
وقف الجد و قال :وشفيها امك ؟
سعود و هو يشير لقلبه :اللي هنا يا جد ماهو مرتاح و جنتي في ديره بعيده عنا .
الجد :امك ..راحت لحال سبيلها ..اختارت ونالت .
سعود :ادري ياجدي انك شايل عليها ..لكنه ماضي و امي دفعت الثمن افترقت عني وعن ليلى
ويش اقسى من انا ماتشوف عيالها طول هالسنين .
الجد :الله يهداك ياولد ..لا تتعب قلبي ..كفايه انك ما تقصر معها ..
سعود بحزن :لكن ماهي مرتاحه ولا انا مرتاح ..ودي اقول لليلى ...
كمل لما شاف ملامح جده بدت تلين :ليلى ..بتتزوج قريب ..لا تحرمها من شوفه امي ..
ما تدري بكرة ويش بيصير علينا ...انا رجال اتصرف بشوري لكنها محتاجه اكثر مني .
الجد :الله يشهد اني ما سويت اللي سويته الا عشانكم مير الظروف هي اللي قست علينا .
تنفس بعمق وقال :سوي اللي تبيه ياوليدي ..لكن بنت عامر ما تطب بيتي وانا حي .
سعود رغم فرحته الا ان كلمه جده اغتالها بكلمات غص بها الماضي الدفين ...
وده يصرخ هذي امي يا ناس امي ..
مهما سوت في حياتها تبقى امي ...
امي جنتي وناري ...
حبي و اشتياقي ...
حنان الكون في حضنها ..

ابتسم بفرح كطفل صغير وجد ما يصبو إليه و اسرع في خطواته ...
يحمل بشرى لغد من هي رفيقته في حزنه و حاجته الغائبه .

**************************

الجو ماطر و السماء تفرج اساريرها ..
و الناس يبتهلون بالشكر و الثناء لولي النعمه والرزق
رفعت ليلى راسها ..والمطر يبللها ..و ضحكت ..
فرحه تصنعها لحظات تنهمر بها السماء و تبسط فيها الارض ذراعيها ..
سمعت صوت جدتها من الداخل :يابنت ادخلي لا تعيين من المرض بعدين .
ليلى :شوي ياجدة ..و ادخل .
سلوى اللي نصها براو النص الثاني في الداخل ..قالت :ليلى ..يا مجنونه والله برد ..
ومطلق ماهو موجود حوالينا ندق عليه
كشرت ليلى في وجهها وهي تتذكر اخر موقف لها مع مطلق .
قالت لسلوى :يعني لازم تنكدين علي ..و تذكريني
قربت سلوى منها رغم بروده المطر و همست :ما رجع كلمك ..وإلا قفلتي جوالك يا المنحوسه .
ابتسمت ليلى و رفعت حواجبها وقالت :ما اشتكيت لك و ثانيا مايهمني دق ولا لأ..
سلوى وهي تخزها بضحكه :اهاا واضح والله ...و كل ليله ما*** الجوال ..تحسبيني ماادري عنك .
ليلى بإحراج :كذاااابه ..
سلوى حبت تحرجها وقالت بصوت عالي :الله واكبر عليك ..
وانتي كل ليله تقولين لي ادق عليه و لا انتظر هو يدق علي .
حمر وجهها وهي تسمع ضحك جدتها ..دفت سلوى اللي طاحت على الارض وتبللت ..
سلوى :والله لروايك يا العصلا...
ليلى بخوف وضحك من شكل سلوى ..هربت منها ..و ماقدرت تلجأ إلا للحوش الخارجي ..
راقبت الباب بتشوف سلوى ..وضحكت فجأه على شكلها وهي تتذكرها ..
كانت واقفه وهي تمد يدها للمطر اللي بدا يخف ..
جلابيتها البنيه لزقت في جسمها..وشعرها مبلل ..
سمعت صوت خلفها اكيد سلوى ..
فألتفتت بخوف وشهقت و حطت يدها على فمها.
وهي تقابل ابتسامته الاستفزازيه ..و عيونه الغامضه ..

وقف الزمن عنده..وثبت على طفله صغيره تحمل في ثنايا حياتها براءه و طهاره عذريه تحاكيها افعالها ..
ضحكتها وهمسها ومراقبتها لتموجات قطرات المطر المتساقطه ..نظراته تابعت حركاتها من بعد ..
راق له المراقبه بصمت ..

مطلق بإبتسامه و نظره شامله على شكلها :سؤال واحد ..ابغى له اجابه صريحه؟ايش تسوين هنا ؟
حدقت فيه و كأنها تحلم ..توها كانت تتكلم فيه ..كيف تلقاه قدامها فجأه
سألها بصوت عالي علشان تفيق :جاوبي ؟
ابتسمت بخوف وعيونهاماتصدق انها تشوفه قدامها ..اشرت جهه الباب وقالت بصوت متقطع :
انا ..سلوى ..احم ..كانت تطاردني ..
مطلق :اهاا..طيب يالله ادخلي بسرعه .

تنفست بهدوء وراحه و مرت من جنبه بسرعه قبل مايمسك يدها ..رجعت تطالعه بخوف و فضول في نفس الوقت
عض على شفاته و رفع حاجبه الايمن :نسيت ..كم مره قلت لك لاتخرجين الا وانتي لابسه شيء على راسك ؟
ليلى :؟؟؟
مطلق بود:هذي اخر مره اقولها لك ..فاهمه ؟
حركت يدها ..تبغى تهرب منه لكن وين تروح من قبضته الحديديه...
ابتسم و هو يمد يده على وجهها ..مسح قطرات المطر ..وقال :ماسمعت ردك ؟
ليلى بنفاذ صبر :فاهمه .. .
ابتسم اكثر و الخوف في عيونها تجذب رغباته كرجل ..
تطل كما طلت تلك المذعوره في خبايا جبل راسخ ..كرسوخ تلك النظرات
ابتسم لتلك الفكره ..لما لم تكن تلك هي نفسها التي امامي ..
قال بتفكير :طيب روحي بدلي ملابسك الجو بارد ؟
ليلى بخجل ما ردت عليه و عيونها تراقب عيونه و تكشف عنفوان رجل جديد
هزت راسها بنعم و ابتسامه بالكاد تتضح ..
رفع حاجبه لابتسامتها الصغيره ..
ألا يعقل لا يتذكر سوى ..تلك الابتسامه
لما قطعت كل هذه المسافه ..وانت تدرك بأنه ليس اشتياق
لما قدمت الى هنا ..
لما حسمت امرك و تداركت الوضع بسرعه فائقه ..
اكنت تحسب ان تنسل بهدوء بين يديك وانت لا تعلم ..
اكانت تلك نقطه التوقف التي تفصلك عن المجازفات الاخرى..
ما حالك يا رجل ..اتبعثرك انثى لم تكتمل بعد ؟
اي مغامره تحب ان تقودها انت
فأنت تجهل كل شيء عن الجنس الاخر
في جوف عيناها رحله الى الماضي ..تعشق العوده إليه .
ابتسامتها ..تجعل مني صخره قابله للانهيار في اي ساعه ..
مازال يتوغل في عينيها ..يزعم انه سيكشفها
لكنه من اكتشف نفسه وخادعها بجبروته المعتاد ..تحت طبقات مهمله مضت
حرر يدها لتنطلق من امامه ..و الابتسامه على وجهه ليتذكر مالم يتذكره من قبل ابدا..


أنشودة المطر - للسيّاب

َعيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،

أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .

عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ

وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ

يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ

كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...

وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ

كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،

دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،

وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛

فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء

كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !

كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ

وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...

وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،

وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر

أُنْشُودَةُ المَطَر ...

مَطَر ...

مَطَر...

مَطَر

فاصله :مقطع القصيده مهداه لصديقه غاليه على قلبي (انشوده المطر)..تعشق المطر كعشقها لروحها الحرة ..
دامت بخيروسعادة بإذن الرحمن ... "


*********************

تهتز كورقه خريفيه في مهب الريح ..تجاريها في اهتزازاتها نبض قلبها ووجدانها .. مشاعرها مضطربه
وعيناها متربصه بذلك الرجل ..استندت على الجدار و حطت يدها على قلبها تتحسسه اما زال ينبض ام توقف وصلها
دفء لمسته إليها ليشعرها بالحرارة فجأه ....

مسكتها سلوى :اخيرا ..وينك انتي ؟
ليلى :؟؟
سلوى تهزها :ليلى وشفيه وجهك؟
ليلى بإرتباك :مافيني شيء..ليه ؟
دخلت بسرعه غرفتها و سلوى لحقتها ..
خرجت ملابسها من الدولاب ..و توقفت تفكر ..صدق غبيه ..بترجع له مره ثانيه
انا من غير شيء احس قلبي بيتوقف ايش اذا طاحت عينه في عيني ..
تراجعت للخلف شوي وجلست على سريرها ..وسلوى تراقبها
سلوى:ليلى ..من شفتي برا و تخرعت لهذي الدرجه؟
همست ليلى:مطلق
سلوى بصوت عالي :مين ؟
ليلى بنرفزه :مطلق
ضحكت سلوى على حالتها..وقالت وهي ترفع يدها في الهواء :يا عيني يا عيني على الرومنسيه
شكلك دعيتي من قلبك و انتي تحت المطر ..
ليلى بفرده حذاء ..رمته على سلوى وهي تصرخ :اطلعي برا ...

ماالحال يا قلبي و..و قد اهتزت اطرافك وانهارت ..ووقعت في ما لا تستطيع فهمه واداركه
مالحال وانت من دوامه لاخرى تعيش تناقضاتها وغربتها ,,و لاتستكين و تتريث قليلا في اختيارتك
لما تعشق دائما اللهو في متاهات الغربه و الضياع ..و التوغل في غابات المستحيل المظلمه و لاتعشق
النور إلا حين تنهي ما بدأته..
ماكان ذلك الذي لمسك و نفخ فيك هواء دافئاً...و قد امتد لاوصالي و ينفث فيها حياة اخرى

كل ما عقرب الساعة يرقص قلبـي الملهـوف
على شوفك وأناظر ساعتي من .. فيض وجداني
أسابق خطوتي واوقف على حد الرجا والخوف
بنفس الموعد اللي لا جفيته فاضـت أشجانـي
أحط ايدي على خدي / وكلي باللقـا مشغـوف

*******************************

دخل سعود المجلس و تفاجأ بوجود مطلق ..
سعود :يا هلا والله ومرحبا ..انا اقول الديرة منورة
ابتسم مطلق ورد :هلافيك ..الديرة منوره بأهلها..كيف حالك يا سعود ؟
سعود :من الله بنعمه و خير الحمد لله .
شوي و دقت ليلى الباب الداخلي ..
قام سعود لها ..اخذ منها دله القهوة وقال :ادخلي ما في الا مطلق
ليلى بخجل واضح :لا ..
سعود بضحكه :كل هذا خجل ..ويش نقول اذا كان زواجك قريب
شهقت ليلى بخوف ..معقوله جاي يحدد موعد الزواج
سعود حس فيها قال بصوت :ما نجيب طاري زواجك الا ينقلب وجهك.
دخلت ليلى بدون ما ترد عليه ..ضحك سعود وفي داخله وحشه بفقدانها يحسها من الحين
مطلق و اللي كان يسمع الحوار ..ابتسم وهو يتذكرها قبل لحظات ..
تجاهل الموقف وسأل سعود
مطلق :إلا وين العم ابو محمد ؟ما اشوفه .
سعود :الله يسلمك في هذا الوقت تلقاه في المزرعه ..يحول مجرى للسيول داخل الارض ..
وقف مطلق وقال :طيب خلينا نروح عنده ..الجو ماشاء الله يشرح الصدر
سعود :ابشر ماطلبت ...مير خليني ا قهويك ونمشي ..

"إما أن تحترق حياتي في غمار لهيب مشتعل أو أن تختنق في عفونة الركود "

امتزجت رائحه المطر مع رائحه الطين ..وهبت نسائم بارده تحرك المشاعر
تعيد لك ماضي دفين وتنادي من العمق بذكريات قد كتبت في صفحات قد انطوت ..
لكنها لم تمت ..ضاعت فقط في خطوط الزمن..لتجد طريقها الوحيد اخيرا
روحه حره ..عاشقه للارض و السماء
يحب تلك الاطلاله المرتفعه من سفح جبل مارد ...
تداعب خصلات شعره الطويله ..
سنين مضت ... يحن لها
انبسطت ملامحه القاسيه ..وعيناه تجولان في عذريه المكان ..
شامخ كشموخ الجبل الذي يقف امامه ...اصوات السيول الهادره جلبت له تلك الذكرى
ابتسم وكأنها تمر من امامه ..يتبعها..بنظراته العميقه
طفلة كانت ..و في عيناها رأى نفسه رجلا كاملا..
حملت شيئا من طفولته ..و هام في سماء براءتها..
ملمسها في ثنايا يده ..مبهم الاحساس ..ظنه انه لم يعد له وجود
لكنه كان هاربا من حنين الذكريات ..
هاربا من سخط ولده انين وعسرات في رحم الحياة ..
كم مضت السنين و قد تجاهل تلك الانحناءه في طيات الايام .. .
صوم طويل ..و هي مختبأه بقرب نبع الارتواء ....وانا ظمآن منذ زمان .
كم هي الحياة غريبه حقا ..
فذكراها تصاحبني دوما ..اراها حتى في احلامي ..و انا انكر وجودها ..
اتعلل بدماء مراهقه قد ضخها قلبي المرهف ..و تناسيت وجودها ..
وتلك الفتيه ..بإبتسامتها تعيد ما طويته بالامس البعيد
تذكرني ..بهدير العمر المنساب في جدول الحياة ..
ولا اندم ..ابدا فهو جزء من تكويني ..
ابتسم مطلق ...و عيونه تصاحب الغيم البعيد ..
و انفاسه ترافق نسائم الحرية ..و تجول به في اطياف الذاكره لزمن قد مضى ..
وقاده الحنين إليه ..


يا جارة الوادي طربت و عادني ما يشبه الأحلام من ذكراك ..
امتلت في الذكرى هواك و في الكرى و الذكريات صدى السنين الحاكي..

******************************

في القريه :

دخل المجلس الخارجي للرجال ..و مالقي احد فيه
دق الباب الداخلي ..ووصله صوت من الداخل ..
سلطان :السلام عليكم
هند :وعليكم السلام
سلطان :سعود موجود ؟
هند :لا والله ياخوي ماهو موجود راح مزرعه جدي .
سلطان :طيب قولي لجدتي تجي المجلس
هند :مين اقولها ؟
ابتسم سلطان وقال :انا سلطان
هند بجرأه :هلا سلطان ..حياك داخل المجلس ..و بقول لجدتي
دخل سلطان و جلس في صدر المجلس و عيونه على الباب ..
في الطرف الاخر
دخلت هند عند جدتها وهي تلهث :جده ..جده
الجده بخوف :خير يابنتي علامك ؟
هند ضحكت على شكل جدتها ..:سلطان برى في المجلس
الجدة :سلطان ..يا عسى خير ان شاء الله
اقربي وساعديني اقوم ..مالي شدة يارب سترك .
مشت بخطواتها الثقيله و قالت بصوت عالي :إلحقيني بالقهوه يا بنت .
تأففت هند ودخلت غرفه ليلى
هند عند الباب :ليلى ..جدتي تقول سوي قهوه وجيبيها المجلس .
ليلى :ليش امداهم يجون من المزرعه مالهم وقت ..
تدخلت سلوى اللي كانت جالسه على على سريرها :وانتي ويش دراك انهم راحوالمزرعه ؟
وجهت لها نظره بمعنى نقطينا بسكوتك ..
هند :لا ..هذا سلطان..
ليلى بخوف :سلطان ويش جابه ؟ لايكون احد صاير فيه شيء لاسمح الله
رفعت كتوفها وهي تناظرها ورجعت تقول :ماادري عنه ..المهم سوي قهوة
طالعت سلوى وقالت :ويش جابه ؟
عدلت سلوى جلستها وقالت :ماادري والله ..بروح اشوف
مسكتهاوقالت :وين ؟
سلوى :دقايق وراجعه ..انتي سوي القهوه ..
و خرجت وتركت ليلى في حيرتها
سلطان ومطلق ..في نفس الوقت
يارب ..جيب العواقب سليمه
دخلت المطبخ تعمل القهوة
سمعت صوت نجمه تناديها ..
نجمه :ليلى ..ما طليتي اليوم غريبه ..
ليلى :كنت مشغوله ..
نجمه بفضول :ايه قلتي لي..إلا خبريني اخوي صالح يقول في سيارة كشخه عند بيتكم مين صاحبها ؟
ليلى بشرود :مطلق
نجمه :الله ما قدر على فراقك جاك ركض ماشاءالله عليه
قاطعتها ليلى بإهتمام :نجمه ..سلطان موجود هنا
نجمه :طيب وشفيها ؟
ليلى :خايفه يصير شيء .
نجمة :لا يابنت الحلال .لايروح فكرك بعيد .هذي وساوس الشيطان اعوذ بالله منه يعني ويش بيصير بينهم ؟؟
لاحظت الخوف على وجه ليلى و كملت بضحكه :ما شاء الله عليهم رجال شخوط ..ما يبتصارعون مثل الثيران .
لو صار والله وناسه ..و اذا صار شيء خليني ا جهز الحب و الحلا والقهوه و نتفرج عليهم .
ليلى بملل :والله انك فاضيه ..انا وين وانتي وين؟..يا لله انقلعي بروح اشوف القهوه تركتها على النار .


********************************

بكت بحرقه و ألم ..وعذاب لاينتهي بالنسبه لها..
من اول يوم دق قلبها لذلك الغريب ..لم يعرف احدا غيره
وهاهي الان تدفع ثمن احلامها ..باهضا
وداد تبكي بحسرة وهي في حضن اختها
جود تمسح على ظهرها و تحاول تهديها :وداد ..ارحمي حالك الله يخليك
لا تخليني اندم علشان قلت لك .
رفع رأسها عن حضن اختها وقالت بعبرة :كان لازم هذا اليوم يجي اجلا ام عاجلا ..
انا اللي ضيعت نفسي بنفسي .
جود :قومي توضي وصلي ..و ادعي ربك ان الله يساعدك ..
وداد :اه يا قلبي يا جود ..احس اني بأموت .
جود لوت عليها :بعيد الشر عنك ..ما في احد مات من الحب من قبل ..
ضحكت وداد بحزن وقالت :إلا ليلى وقيس و جولييت ورميو
جود تناظر اختها بعيون متفهمه ..و في باطنها ترفض ان ترضخ لمثل هذي المشاعر التافهه
التي تجعلها تنهار و تصبح ضعيفه القوى مسلوبه الاراده ..
قالت جود بعقلانيه :هذا زمان ..ماكان عندهم شغل ولا هموم ولا هم يحزنون ..الحب كلام فاضي ..كلام روايات وقصص
مالها قيمه اوفايده ..
وداد توقف بوهن قالت :ابدا الحب ماهو كلام فاضي ..لكن بعض الناس ما تعرف تحب و تعبر عن مشاعرها.


اي لغه هو ذلك الحب ؟
اي مفهوم يسيطر على عقولنا ويسيرنا في رغباتنا ؟دون وعي منا او ادراك لافعالنا
نقع ضحيه شبكه احاسيس مبهمه ..و نكتشف في النهايه بأننا مسيرين لا مخيرين
مدى الصدق والكذب متاهاته الواسعه ..لا تحدده الهويه
ولاندرس خطواتنا القادمه معه ...نمشي غرباء في مدينته
منتشين بأحلامنا الزائفه ..

**********************

في احد المجمعات..
جلست فاتن مع اريام ...وكل واحده عينها على الرايح والجاي ..
اقتربت فاتن من اريام وسألتها بفضول :ريومه ودي اسألك سؤال..
اريام : اها قولي ..
فاتن :هذي ريهام ..من قبل كنتي تقولي انها كانت تحب ..
اريام :ايه وشفيها ..
فاتن : لا مافي شيء ..لكن شو نهايه حبها ..لايكون مثلي
اريام :ابدا..ماصار شيء
فاتن بتمثيل : مسكينه ..ومين اللي كانت تحبه ..يعني واحد من اقاربها .
اريام :ايه ..يكون ولد خالتها .
ضحكت اريام ونظراتها تراقب الماره وقالت :وشكلها بتطول تحبه ..
فاتن بفضول :ليش ..؟
اقتربت اريام منها وقالت : اصلا لو تدرين ان اللي تحبه ..خطب ليلى من قبل
شهقت فاتن واقتربت اكثر :اهااا ..واللي ما تتسمى ليش ما تزوجته
ضحكت اريام وقالت :ابد ..نصيب
لاحظت فاتن تكتم اريام وقالت :ريومه قولي لي ..؟
اريام بنظره لفاتن :اعذريني ..مااقدر اقولك ..لكن يكفي تقولي نصيب
فاتن وفي داخلها بذره شر سامه قد بدت تنمو رويدا ..نفخت بيأس و تأملت الماره مع كل خطوه قدامها
تمر فكره ..مدروسه و محبوكه بصناعه شيطانيه بحته .

************************

في القريه :

فوالله لاأدري علام هجرتني............... وأى أمور فيك ياليل أركب
أقطع حبل الوصل فالموت دونه.......... وأشرب كأسا علقما ليس يشرب
فلو كان لي قلبان عشت بواحد............ وأبقيت قلبا في هواك يعذب
رمتني يد الأيام عن قوس محنة............ فلا العيش يصفوا لي ولا الموت يقرب
كعصفوره في يد طفل يهينها............ تقاسي عذاب الموت والطفل يلعب
فلا الطفل ذو عقل يرق لحالها............... ولا الطير مطلوق الجناح فيذهب




لايسمع ولا كلمه كانت تقولها جدته ..
احساسه هناك يتعدى الجدران التي تحيط به وتصلها بمفردها .
نوبه يأس تعتصر فؤاده الشغوف ..و خيبه امل بقدومه
و هاله من الندم قد احاطت به ..و خارت قواه اخيرا على عتبه بابها
ولم ينهض مجددا ..
انهكه الشوق ولوعات الفراق ..
وفقد العقل و لسعات الضمير ...في غمرة المستحيل
ليس كل شيء تستطيع ان تطوله اليد و يناله القلب ..
و ان اجتمع عليه الكل ..
ودع جدته بحب اودعه في قلبها ..لعله يصل الى من يحبها قلبه

و خرج ..برهه بقي فيها يفكر على عتبه الباب .يزفر هما و أعصار قد اهلك داخله زمنا وجيزا
وها هو الان ينفض الغبار عن امسه ويمتد لغده ..محاولا ان يصلح ما افسده هو نفسه ..
هل سينساها ؟لا ابدا
لن يفعل ..ليس ساخطا على قدره ..او ناقما على قدرها هي
يحبها بصدق وهذه هي المشكله..وماذا يفعل الحب بقلوب العاشقين ؟
سيمضي ..نعم سيفعل
في كل خطوه سيخطوها ..ستكون ذكراها على جنباته
سيبتسم ويودع في قلبه اماني من اجلها
ان تعيش حياة سعيده ..يأمل هو

اول خطوه خطاها..اصطدمت بذلك النسر المحدق به ..و تعلقت شراارات فاضت فيها جميع المشاعر الا الودوده منها ..
ابتسم له كتهنئه بغيضه ..و في عقله ..حقد وغيره مشتعله لايعلم هل يخمده الزمن ..او سيحترق معه .
حدق فيه لمده ظنها دهرا ارسل فيها جميع ما لديه من كره و غضب دفين و عنفوان حب مازال يومض في عينيه و رساله قصيره مفادها :هنيئا لك ما نلته ..فعمري شقي بدونها و عمرك زاهر بوجودها ..
و ترك المكان ..

و فراغه الذي تركه يسده نقيضا لمشاعره .."مطلق "
بركان هائل يتفجر بقوة ..و حمم تطول كل ذرة عقلانيه ..و تصبر
ما كان يهاوده بالامس ..ثار في وجهه اليوم بدون رحمة
و مزق كل ما جمعه في جعبه الانتظار ..
و تلك الخطوات المتباطئه قد اصبحت وثبا على خط المعركه ..
دخل بسرعه .. و بالكاد احتمل و الشرر يتطاير من عيونه
و انفاسه لهيب نار مشتعله لا تنطفئ ابدا
وجدها امامه ..فخانته كل اخلاقياته و إلزامه كرجل
و ماتت وعوده على لسان الصدمه ..
طالته ابتسامه ذلك المودع و شعر بالاختناق والقيود تضيق على رقبته ..
كيف لها ان تخونه ..و تمزق عذريه علاقتهم ؟
اكان ذلك ثماله حب لا تعقل فيها ؟
احبها له اعظم من احترامها لرجل اصبحت له ..و لكلمه اهلها امام الناس
الهذه الدرجه استباحت رجولتي ؟ و قدمت نفسها كبش فداء من اجل حبها
اكان يتوجب ان يتصرف بكل قوه وصرامه وان يضرب بيد من حديد على من تعدى على حقوقه
اكان يجب ان اقص شريط النهايه بحزم ..و اقتضي الامر بنفسي
طالعته بخجل ..وابتساماتها تضيئ وجهها ..و كأنها محمومه من لقاء الشوق و العشق الدفين ..
و عقله لم يعد يحتمل ..تسخر منه
غير قادر على التفكير ..فذلك البريق في عيني ذاك العاشق قد تحولت لحمم بركانيه تصب في جوفه ..
اعصابه شدته للهاويه حيث لا يرغب ان يكون هو من يفعل ذلك بدا ؟
هوى بيده القاسيه على بشرتها العاجيه الناعمه...لتصرخ بكتمان ألما وقهرا و ظلما ..
و نفخ بأنفاسه بعيدا ..و عيونه تراقب دموعها التي هطلت ..ولم تمس قلبه ابدا
نوع من الخداع و المهادنه على حقوقه ..لن يفاصل من اجلها ابدا
قال بصوت كفحيح الافاعي :اكثر من مرة قلت لك لاتخرجي الا وانتي لابسه شيء على راسك ...شافك النذل و شبع من شوفتك
حاولت تتكلم تقول شيء ..لكن ذلك الخارج من جوفه بعثر الامان لديها وهي في دارها ..في مجلس حاميها ..
همست بألم و يدها على موضع وجعها بعد ما فهمت مقصده .:مطلق..لا
انعقدت في لسانها الكلمات و ماتت على شفاه الصمت ..حاولت تخرج تلك الحقيقه التي صرخت بداخلها
والله لم اراه ..ولم يراني
لما تعجلت في حكمك ..لم ارى حتى ضله فلم تحملني مالي طاقه به .
صرخ فانتفضت جميع حواسها :بتقولي ..صدفه او خطأ ..شفته بعيني ..
ليلى بكلمات متقطعه :انت فاهم غلط ..
كمل بعدما اقترب اكثر : اي غلط ...تعتقدين اني بانهزم بسهوله واترك الفرصه له ...لاوالله ماتعرفيني ..
همست تحاول ان تكون متجرده من ضعفها و تجمع ما اخذ منها الا وهو كرامتها :وانت ما تعرفني ..
حدق في عيونها المشتعله بألم و عنفوان لم يره في انثى من قبل ... تلمع تلك الدموع في مقلتيها و تقاومها بصعوبه
ادرك ان البقاء ثانيه معها سيسحبه للهاويه ..و ان ما في صدره سيعتلي عقله و يسيره على افتعال مايكره
ادار ظهره لها يحاول ان يصرف غضبه بعيدا عنها ..استغلت الفرصه و مسحت دموعها و تسلحت بقوه وهميه لا تعلم ما فائدتها
:مطلق..انت تشك فيني و هذا صعب ...من هاللحظه انهي كل اللي بيننا ..لانه افضل لنا .
و تنفست بصعوبه لتواجه غضبه المحدق عليها

استدار ببطء يعي تلك الكلمات التي خرجت للتو ليتدارك انه يقف مع ند اخر له ..وطل المارد المحبوس من عينيه كالدخان
ومسك يدها و هشم تلك الرقه بعصبيه ضربت بمصطلحات الصبرو التروي عرض الحائط ..راقبها مطولا حتى رأى تلك العلامات الطوليه التي اتضحت على وجهها ليقترب من اذنها اكثر ..
ويهمس بعض كلمات لتشهق بعدها بخوف و ألم ..و يأس مر المذاق.
وسقطت دمعتين راقب رحلتها على وجنتيها ..ولم تجفل عيناه ولم تمس عطفه ابدا ..

وخرج كالاعصار ..مخلفا الخراب والعتمه..و تقطعت السبل لديها ..
ومات كل شيء على لسان الصدمه و اظنه حالها الدائم .


تسألوني ~~ وشـ جرى في حياتي!!
خلوا {همومي} بالحشى "مستقرهـ"
الصمـ ثوبي والمواجعـ~[مأساتي]ـت
×والحزنـ , كلهـ وسط قلبيـ مقرهـ
لو (استعيد( بواقعيـ ذكرياتيـ ~
احيا واموتـ فيـ >الثانية< الفـ مرهـ
همــ يجيني من جميع الجهاتـ ــــي
وتجاوز :حدود: الكونـ والمجرهـ

*****************************

..ألم
..ألم
...ألم
احساس واخز متعب ..
و عذاب يطال قلبها المرهق ..
رأى ما يريد ان يرى وتركها ضائعه مع بصمه يده القاسيه على وجهها ..
اي قسوة تلك طالته ..و اي عنفوان جامح اصاب قلبه الظالم
انهال عليها بدون ادراك و او تمهل لتلك الخطوة الشائكه
كان مؤلما ..بل موجعا ان ترى الصدمه بعينيها
بعث فيها خوفا دائما من القادم
و ارسلها الى فوهه الظلام بيده
ما كانت تخشاه في اعماقها
قد تجسد لها روحا انبعث في وحش كاسر
اصاب براءتها و طهر قلبها
ودنس اخلاقها بأقواله
و عاث في مشاعرها فسادا
ماذا به ؟
اانقاد لفكره صنعها عقله الباطن ..لاعلاقه لي بتلك الثواني المديده
التي تبعت رحيله ..

"فذاك اتى لكي يقنع بما رحل
لكي يتركني لك ايها المجنون ..
لكي يسلم الامر ويرضى بالقدر ..مؤمنا بما قد كتبه الله لي ..
لقد رحل متجردا من محاوله استعادتي
من خيبه الرجاء والمكوث طويلا على اعتابي
فلقد كتبت لغيره
أين عقلك يا سرمدي ..
ارضيت ببؤس حالي وارحت رجولتك بزعمك "

لا تعلم مالحل و مالمصير الذي يتشارك فيه الجميع سواها هي ؟
ولا تعلم ايعود ذلك النابض مثلما قبل
ام يا ترى يستكين مكانه و يكف عن النبض المميت
كانت لتوها قد فرشت طريقها معه بالورد
لكن كقصص الخيال تحولت لشوك يدمي احلامها .
ويتسرب بسهوله من فوهات الحياة التي صنعتها معه..
ادركت ان العذاب لم يأتي بعد
وان جرعات السم الزعاف لم تذقه ..
وان الامر كله في البدايه .
لتبدأ بعدها رحله العذاب و الشقاء ....

للجروح اسما
.للجروح اسما

من يقول ان ما للجروح اسما؟!

تعال اقرا جروحي:

1- جرح

2- جرح

3- جرح

4-......

من الاكثر فضاعه.....الى الـ(ادما)

جروحي كلها تاخذ ملامح وجهك وخنجر

تصدق؟!

بعد هذا العمر ..هذا الالم

عجزت اذكر من جرحه الاكبر!!

نسيت اني:

سكبت الضي في صدر الورق

واسقيتني ظلما؟!


تحديت الكلام اللي من احلامي سرق

وْغنيت لك ..مهما؟!!


ركبت اصعب مراكب حزن ما خفت الغرق

وبسهوله...بعتني للما؟!


ما تفرق..

قسم بالله ما تفرق

مدام انك نسيت ..اني ..اعرف انك ..نسيت

اني..ومني ..وعني

وقررت تجرحني

عشان يكون لك اسم ما بين هالاسما


اقول لك شي؟!!

سلّم على سكينك الجاحد الغادر الخاين الاعمى

وقلّه..

مدام ان للجروح..أسما

.

.

بظل اسما


********************

وذلك الثائر قد عاثت مدائنه خرابا بعد خراب..
زوبعه ثارت ولم تهدأ..
كينونه رجل قد تهشمت إلى اجزاء صغيره وظن انه لن يجمعها..
لن يفكراساسا في جمعها..
بل سيعيد بناءها من جديد..فتلك الماضيه قد دنسته بالخزي على نفسه
وهو سيبدأ من الان ..
حصونه ستكون عتيده امام همجيه انثى ..
نفخ قسوه قد اكتسى به قلبه..و تدثر بهوس لا يماثله هوس ..
تلبسته عفاريت لا تهدأ و لاتستكن ..
جلس في السياره للحظه ..وقلبه يحطم ضلوعه
و تساؤلات تنهال على دماغه النابض ..
لما هي بالتحديد ؟
العقبه الوحيده في حياته ..لم يبالي بها
بل بالعكس فضحت ما دفن داخل نفسه و استباحت مخابئ عواطفه
ضرب المقود بيده و انهارت جميع قواه ..
غزو على جميع مخادع اسراره جعله ضعيف امام نفسه
ولن يسمح لغيره بأن يعرف مافيه ..
قرار رجل سيتسرد به كرامته ..و يعلو كعب امبراطوريته ..
لن يبالي بأحد ..وبالاخص تلك المتساهله في حقه
والان سيضرب بيد من نار ..
فأنا لم اعد اريدها ..ابدا لا اريدها
بل اريد كرامتي ..ولاشيء سواها .

الليلُ يسألُ من أنا
أنا سرُّهُ القلقُ العميقُ الأسودُ
أنا صمتُهُ المتمرِّدُ
قنّعتُ كنهي بالسكونْ
ولفقتُ قلبي بالظنونْ
وبقيتُ ساهمٌ هنا
أرنو وتسألني القرونْ
أنا من أكون؟
والريحُ تسأل من أنا
أنا روحُها الحيران أنكرني الزمانْ
أنا مثله في لا مكان
نبقى نسيرُ ولا انتهاءْ
نبقى نمرُّ ولا بقاءْ
فإذا بلغنا المُنْحَنى
خلناهُ خاتمةَ الشقاءْ
فإِذا فضاءْ!
والدهرُ يسألُ من أنا
أنا مثلهُ جبّار أطوي عُصورْ
وأعودُ أمنحُها النشورْ
أنا أخلقُ الماضي البعيدْ
من فتنةِ الأمل الرغيدْ
وأعودُ أدفنُهُ أنا
لأصوغَ لي أمسًا جديدْ
غَدُهُ جليد
والذاتُ تسألُ من أنا
أنا مثله أحدّقُ في ظلام
لا شيءَ يمنحُني السلامْ

*************************

مر فصل من فصول الحياة ...
بكل تناقضاته مر ...
ألم و فرح محتضر على بوابته
و عذاب لا ينتهي ..
وسعادة لم تسطر بعد في دفاتر الذكرى الماضية..
ضياع مشاعر وسطوه مخادعه لعقول غائبه عن الوعي ..
و قلوب هائمه في عالم خيالي ضحل ..
بسمه ماتت على شفاه الصمت ..و ارتضت بالسكون ملجأ ..لها
كوابيس قادمه بصناعه شيطانيه بحته ..يخرجها البعض ..يرتجون الراحه من بعدها ..
و حلم شنق على باب الزمن ..ليرمي بما تبقى من عزم الحياة في المجهول...
ابتسامات انثى على شفير الانهيار ..تخادع نفسها ببعض من الامال ..
طموح متناثر على ارصفه حياة بعضهم ..
وهناك من يظن نفسه على الطريق الصحيح ..يهز رأسه لذاك الماكث على يساره ..
والاخرون ينثرون بذور طاهره..صفح عن ما دنسته ايديهم و عابرون بروح جديده ..
خطأ قد اختبأ بين اسطر الماضي ..يقفز للذاكره عند محاسبه النفس ..
و بعض منهم متسلحا بالسلام في معركه حاميه الوطيس ..مابينهم و بين الواقع المرير
كيف الحياة معهم ؟بل كيف البشر في سير خطواتهم
انطوت صفحات عابره بكل مافيها ..
و فتحت صفحات بيضاء ناصعه تنتظر سكب الحبر بفيض المشاعر بفارغ الصبر.
وهاهم خلفي قادمون ......

***************************



ثلاثه على مفترق طرق ....هناك حياة ستنتهي و مالبثت ان بدأت ؟ وحياة اخرى تبدأ حيث انتهت؟
ريهام ..طهاره تتلمس حياتها ..ستكون للمشاعر الغلبه في القادم فترقبي بأعين مفتوحه ؟
سعود ..للتو انتهى من سرد حكايته مع الامل ؟ فلا خيبه من علق رجاءه بالله جل في علاه
فاتن و اريام ..فن في تطريز الحيل و المؤامرات بمهاره ؟ و ماخفي كان اعظم
والقادم اجمل بإذن الرحمن ...


 توقيع : همس الحرف

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-Dec-2018, 05:10 AM   #19


الصورة الرمزية همس الحرف

 
 عضويتي » 6803
 جيت فيذا » Oct 2018
 آخر حضور » 14-Jul-2021 (09:20 AM)
آبدآعاتي » 91,582
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » همس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
MMS ~
 

همس الحرف غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح



البارت الثامن عشر :

فراشه غايه في الجمال..
حوريه فاقت من الحسن الكثير ..
زهره بديعيه المظهر ..فاتنه الملامح ..
تمشي بكل استحياء بين الجموع ..
هالتها البيضاء تفوق السحر اذهالا ..
بارعه الفتنه و الزهو ...
عذرية نقيه ..
بهاء لامتناهي .
و صفاء طاهر يحيط بها ..
وقفت على منصتها العاليه ..
تحاكيهم في الابتسامات و تتمرد على الوجع الهائل في قلبها
تبحث عن مرسى السعاده ..
تكاد ان تغرق في وحل التعاسه و الخوف ..
تناقض ما يعتلي نفسها ..غير مباليه للقادم ..
تتجاهل تلك الوخزات الحارقه في عينيها ..
كانت السعادة والفرح تملأ المكان ..وهي ايضا فرحتها لا توصف ليست بها هي
بل من حفر حبها في الروح قبل الجسد..
عادت بها وابتسامتها تزيد ..و كأنها تراها امامها ..وياليتها امامها

امثلت بين ايدي الصناع ..كوافيره تشد شعرها بإتقان ..
و اخرى تتحرى الانقضاض على وجهها لتصنع منها حوريه
لليلتها الخاصه..
دخلت سلوى وقالت :لو سمحتم ..خلونا شوي ..
اقتربت من ليلى بعيون دامعه و طالعتها من المرايه
ليلى بحزن رغم ابتسامتها :سلوى تراني احذرك ..لا تعطيني فرصه ابكي ترى والله مااوقف
سلوى بضحكه :والله مااقدر كل ما اقول ماابي ابكي ..تخنقني العبره ..المهم سعود دق وقال فيه مفاجآه لك
استدارت ليلى :مفاجآه ..
سلوى :ايه اكيد مفااجآه ..مين قدك اليوم
وضحكت رغم الحزن لفرقاها ..لكنها الحياة أليس كذلك ؟
دخل سعود وابتسم لها بحب دنا منها وقبل جبينها :ألف ألف مبروك يا قلب سعود
ليلى بغصه :يبارك في عمرك يالغالي ..
ابتسمت لما شافته يمعن النظر فيها وقالت :سعود ..علامك ..
اصلا زيارتك غريبه يعني ما كنا في البيت قبل ساعه ويش هالمفاجآه اللي معك ..
سعود بفرحه تكاد تطل من عينيه :اولا ..ابغاك تمسكي نفسك ..
ليلى بخوف :سعود ..والله خوفتني
ضحك سعود وقال :لا تخافين ولاهم يحزنون ..
مسك يدها وقال :الحين تعرفين ..
سمعت صوتها القادم .وكاد يغمى عليها ..
يالله ما اعذبه من صوت ..و ما ارقه الى قلبي ..
كم احب دنوه من مسامعي ..
يرقص قلبي على اثره و تحمله انفاسي بداخلي ..
ام سعود :يمه ليلى ..يمه ياعيوني انتي ..يا قلب امك يا ليلى
ليلى بحشرجه تكاد تكون غصه مميته يجب ان تخرجها
تراها ..امامها
ليست مثل تلك الصوره الباهته التي تحملها معها
انما جسدا متمثلا بروحا طاهره نقيه
اليست مثلها تحمل تقاسيم وجهها الجميل ..
تلك العينان الساحرتين عيناها ...
لهانفس المعاني ..
لا تمحيها التجاعيد و ضريبه العمر ..
سعود الجمه الموقف و لم يعد يعلم كيف سيصرح بهذا اللقاء
خائفا ان تذهب احداهن جراء حده المشاعر التي تحملها كل واحده للاخرى ..
همست بخفوت يكاد لا يسمع :يمه
ام سعود وقفت مكانها و عيونها تتسع لتلك الجميله البهيه و قلبها يضج مسامعها بنبضاته القويه
فلتت يدها من يد سعود و خطت اول خطوه لكل شيء جميل ..في حياتها
ارتفع صوتها و ودها ترجع طفله :يمه
وقفت في المنتصف وصرخت بحب وعذاب وشوق مدفون من سنين :يمه
وليست الاخرى بأحسن حال منها ..
عجزالسنين وحكم العمر ..انهال على اعصابها
وعيونها ماتصدق اللي تشوفه ..
ليلى الصغيره ...ليلى الحبيبه
ابنتها اللي شالت همها لسنين طويله و اودعتها للرحمن يحفظها لها ..
و التقى الجسدان ..لتنهال المشاعر و تتواصل القلوب ..
حضنت امها بقوه و بكاها يزيد ويعلو من الاخرى..
تبوس راسها و تضمه لها ..
و كل همها انها لا تبعد عن حضنها مرة ثانيه ..
امتلت عيونها بالدموع ..ما تقدر تنزلها تخاف ترمش و يطلع كل شيء كذبه من صنع خيالها
ليلى و انفجرت بالبكاء ..و هي تردد :يمه ..يمه
وكيف ما تبكي ..كم سنه مرت و عصفت بها الحاجه والفقد ..الحنان و الحب و النصيحه و التضحيه
و العيون اللي بكت دم ومالقت من يمسحها ..و الانتظار اللي محى كل الذكريات الجميله الحانيه تبدلت
للعبوس في وجهها .
الخوف اللي عبث بحياتها و مالقت الحضن اللي يلمها و يربت عليها وينشد امان الكون في جوفها ..
مال الحياة بدونها وهي سر الحياة ...
نبع الحنان اللي جف من دونها ..
قلب الوطن ..و هي الهويه و انا من غيرها مجهول ما لي وطن ..
سر السعاده الكامنه ...و حب الامل هي تبعثه رسم وفنون ..
باستها امها بين عيونها و تأملتها :الحمدلله اللي شفتك قبل ما اموت ..
رجعت ليلى تضمها بدون كلمه ..وكأن الكلمه نزف للوقت
ستسغل الثواني بكل مافيه و تمتع نفسها بما فقدته .
ام سعود :ألف مبروك يابنتي ..ربي يسعدك ويهنيك
بكت ليلى و هي تدس رأسها في حضن امها ..
وسعود يتأمل ..و عيونه تنضح بالدموع ..مايلومها ابد ..وياليته قدر يساعدها من قبل ..لكن حكم الزمن
كان اقوى منه ..رغبه جده سيرته و ماقدر يختار لها إلا هالطريق
ابتسمت ليلى وقالت بلهفه :امي ..يا عساني فداك يالغاليه ..كيفك يا امي ؟
ام سعود وهي تمسح على شعر بنتها :انا بخير مادام انتم بخير ..
اجهشت ليلى بالبكاء ورجعت تدفن نفسها في احضان امها ..
في كلام كثيرتبي تقوله ..لكن ضاع في غمره مشاعرها
اولها ماني بخير ياامي ..من قال اني بخير
انا جسد من دون روح تسير ضايعه في هالدنيا ..ادراي جرحي واقول عايشه
وين يا يمه وين ؟الحياة كلها في حضنك كلها يا يمه ..
رفعتها امها ...و ابتسمت وقالت بصدق :الحمد لله اللي امد بعمري وشفتك عروسه ..
عقبال اخوك ان شاء الله

تنحنح سعود وابتسم لليلى ..مسكتها ليلى وقالت :امي بتكونين معي طول الوقت ..
طالعته بخيبه امل و قالت :سامحيني يا يمه ..ما اقدر
رجعت ليلى للخلف و قالت بحزن :يمه الله يخليك ..والله محتاجه لك ..كفايه اني انحرمت منك كل هالمده
جاوبتها ام سعود بعدما مسحت دمعه خاينه :ياليت يايمه بمقدوري ..لكن اخوانك خليتهم عند الجيران

كان بودها ان تصرخ ..وتقول انا ايضا بحاجه مقفره يااماه لك ولحنانك و لكلماتك التي تربت على قلبي و تواسيني ..
ابتسمت ليلى تحاول انها تجدد روحها و تجعل جسدها ينهض معها ,,:وحشتيني ياامي ..

حاولت ام سعود ان تبتسم لكن ..روادتها اشباح الماضي عن نفسها لتفتح تلك الثغره الكبيره في حياتها
كيف لها ان تعود وهي توصمت بعار ابدي..لن يغفروا لها الزلات ..مهما مضى بها الزمن.
عندما ترى هذين الاثنين ..تعترف بمدى ذاك الذنب الذي اقترفته ..وانها تدفع الثمن غالي ..غالي جدا

*********************

نبض دافئ و احساس صادق يعانق عواطفها المعدمه ..
كانت تتمنى لو بقيت معها لتريحها قليلا من ذاك الهم الاتي .
وهي ألم و خوف من المجهول..
جلست وعيونها تراقبهم ..تحاكي ضحكاتهم و معزوفه فرحهم ..
نجمه تهمس لها :ليلى ..حبيبتي
طالعتها ليلى وعيونها مليانه حكي وكلام ..
كملت نجمه :هدي اعصابك ..وشفيك متوتره ..
مسكت يدها وقالت :خايفه يانجمه ..خايفه
ابتسمت نجمه و في داخلها ايضا خوف يضاهي ذلك الخوف الذي يعتلي قلب صديقتها
قالت :توكلي على الله ..
ليلى بإبتسامه مصطنعه للحضور ..ماتركت يد صديقتها
قلبها يبتهل بالدعاء ..متضرعه بذلك الذي لا تنام عينه ..
نعم ..ذلك هو الخوف من الاعصار ..
لمست خدها ..و كأنها تتحسس تلك الصفعه الناريه الموجعه ..
لم تنسها و كيف تنسها ..وعيون ذلك المارد تخرج من الظلام و تسد النور وتذكرها بتلك اللحظات الكريهه
حاولت تتكلم لكن جميع تلك التوسلات ذهبت ادراج الرياح ..
اصمتها غضبه الجامح و ..و نارية كلماته الحارقه بدون رأفه..
وشم بها على نقاء بياضها و رحل ..
اتهمها بما لم يكن لها يد فيه ...
مابه و ما بال عقله جمح بأفكاره بعيدا ..بعيدا جدا
حيث لا ارض ولا سماء تحتوي كلماته الجارحه
حاولت ان تسترد بعضا مما فقد لكنه سلبها حتى حريه الاختيار
همس في اذنها ..و حطم جميع توسلاتها
" في احلامك " بعثر بها سرب الاحلام و داس على بعض الامنيات التي خبأتها ..من اجلها هي
شدت نجمه على يدها واقتربت وقالت :ليلى ..ابتسمي الناس يطالعون فيك ..
ليلى :مو قادرة ..احس بأنه بيغمى علي
دلكت يدها وقالت بخوف :ليلى الله يخليك تحملي..
رجعت ترسم تلك الابتسامه الصغيره على وجهها ...و تراقب بعيون وجله زائغه ..
و تدعي السعاده ..ببراعه فائقه .

***

في الجهه الاخرى :
في عيناه محيط امواجه هادرة ...
وقلبه إعصار مدمر .
قادر على التخفي ..
تلك المعركه الطاحنه امتدت لمده وها هو اليوم ..
يشعر بأن تلك اللحظه ..كانت اقسى و امر من سنين عمره المعذبه.
كان الوقت يمضي عليه ثقيلا ..صعبا..
ليس لديه ذره يتمهل ليدرك فيها ما حدث ..
وليست لديه الرغبه في اعاده ذلك المقطع الذي جرح رجولته و شرخ صلابه قلبه ..
كان ما نطقته قد قطع حدود الصبر لديه .."من هاللحظه انهي كل اللي بيننا ..لانه افضل لنا ."
و عزم انها لن تنال الحريه مهما كانت ..فلن تعبث به انثى غير ناضجه
وضع همسه في اذنها لتصب في قلبه صلابه على صلابه
" في احلامك " ردها بها ما تتمناه ..وقطع الشك باليقين .
سيتركها تنكوي بتلك الجمره الحاميه ..ضاقت عينيه وهو يتذكر ما حصل
في تلك الليله قضى امره ورحل .. قرر بقسوه على زواجه ليس حبا فيها بل نكايه فيها وذاك العاشق المهووس .
اعلنها في وجه الجد الذي لم يرفض و رضخ معه سعود ..و هذا ما يريده
ذاك الجدال العقيم لم يأتي بفائده سوى نزف للاعصاب والوقت فقط ..

ناصر الذي فهم مشاعر صاحبه من تقاطيع وجهه المتصلبة .
وكزه وهويهمس :يا رجال ابتسم ..اللي يشوفك يقول مغصوب على هالزواج .
ابتسم مطلق ..و كأن كلمات ناصر اصابت الجرح
فعلا الم أتزوج و انا مجبرعلى رد الاعتبار والاخذ بالثأر..
انتقام ..لمن همشوا وجوده و تخطوه بكل اهمال ..
ناصر :مطلق ..تعوذ من الشيطان وشيل الافكار السودا من راسك
مطلق بغضب عارم :ناصر اسكت احسن لك ..
التزم ناصر الصمت ..و هواكثر الناس درايه بصاحبه اذا زعل ..
دق جواله ...طالع الاسم ..و تأفف
ضحك ناصر بعدما شاف اسم المتصل وقال :يالله يالحبيب ..ضف وجهك عند العروسه
وقام ناصر ..و نادى بصوت عالي و عيونه على مطلق .. :يا شباب ..تعالوا زفوا العريس ..
و الشباب ماصدقوا خبر..من التصفيروالغناء..و مطلق اجبر وقتها على صنع ابتسامه
و كره العالم كله تجمع في قلبه على خويه ناصر.

دخل مطلق خلف سعود ..و الجد على زغاريد الاهل ..
وان كان قد رفض مثل هذه الشكليات التي لا داعي لها بالنسبه لها.
الجد اول ماشاف ليلى ..امتعظ من فستانها ..بفتحها الصدر الواسعه ..و الاذرع المكشوفه
شدت من الطرحه على كتوفها تغطيها ..طالعت سلوى بنص عين هي الوحيده الملامه .
لانها اجبرتها على الشراء غصب عنها ..
اصلا كل شيء كان غصب عنها ..
ذكر الله بصوته العالي مهللا ..لجمالها ..
قال وهو يقرب منها ..:مبروك يا بنتي ..الله يوفقك ان شاء الله ويستر عليك
قاومت دموعها و رفعت نفسها تبوس راسه ..و كتفه :يبارك بعمرك يبه ..الله يخليك لي ..ويعطيك الصحه والعافيه.
وقف مطلق خلف سعود غير رغبه فيه ان يتجاوزه ..يشعر بأن ملل العالم و هدر الوقت تجلت في هذه الدقائق الرتيبه
رفع نظره لتلك الهاله لالماسيه البراقه ..فتعلق بها فكرهـ تلك اللحظه الساحره التي جمعته معها ..
اردف الجد هو يحوط ليلى بكتوفه :اسمع يامطلق ترى بنتي امانه عندك ..حافظ عليه وصونها ..
مطلق بثقه كبيرة :بنتكم في الحفظ والصون ..لا تخاف عليها ..بحطها في عيوني ..
رفعت نظرها له ..و الكلمات التي تخرج من فمه ..ابدا ما تصل لعيونه ..رغم حرصه على اداء متكامل
ما يثير شكوك الغير ..تعلقت عيونهما لفتره ..لم تكن لتقوى لتلك الحرب الصامته فانسحبت بهدوء
اقترب منها حتى صار قدامها ..ارخت نظرها بعدما صدتها ظلام عيونه و غربته ..
و ارتجفت اوصالها وده تصرخ بأعلى صوت ...لا تخلوني معه ..

انا عمري بقايا شمع
احرقني الاسى والدمع
اذا مافيك ترحمني
احرق مابقى مني..

حست بلسعه اعلى جبينها .. و همس بثقل :مبروك ....
ردت عليه بخجل امام انظار الجميع:الله يبارك فيك.....و انتهى من واجبه قدام الناس ..
و سمعت الهمهمات الضاحكه والهامسه حولها وهي على نار ..وقف قربها يرد على المهنين عليه
الجد :الله يسعدكم ياعيالي ..و يرزقكم الذريه الصالحه .ما اوصكيم على بعض ..
اشتعل وجهها ..و قدرتها على الوقوف صارت مهلكه..
رفعت راسها تدور عليه ..على نصفها الثاني ..
و ابتسمت و دموعها ملت عيونها و هددت بالانهمار..و هو يحرك بيده بلا قدام عيونها :اقول لا تبكين يخترب
كل هالخرابيط اللي حاطتها على وجهك ..وبعدين ما تشوفين إلا غبرة مطلق ..من الخرعه يحط رجله.
ضحكوا الموجودين ..وبينهم الاثنين نداء الورح ..نداء الدم والحنين..
مسكت ثوبه من جهه صدره و حضنته بقوة ..و هو حضنها و عظ شفايفه لا يجاري احساسه الدامع ..
بالكاد..قدر يخلص نفسه منها ..مطلق ادار راسه غير رغبه فيه ان يرى ..لتأجج ما يجهله داخل صدره المنهك.
ضحك سعود وقال :مبروك ..يالغاليه ..
ما قدرت ترد عليه ..تحاول ترد غصه موجعه ..
قرأ كل شيء في عيونها ..و كابر على نداء الوجع .
طالع مطلق ومحى تلك الرأفه التي يعرفها الاخرون عنه وقال :اسمع يامطلق ..ترى اذا زعلت ليلى يعني زعلتني
و ياويلك مني وقتها ..
ضحكوا الباقين على اساس انها دعابه او مزحه ..
لكن عيون الرجال مكشوفه ..تقرأ و يكشف مضمونها بسهوله ..و صلت لمطلق مع انحناءه رأسه وابتسامه
احترام ..محافظ بها على هامته و شموخه..
خرج سعود و معه جده بثقل تارك وراه همه..و ما بقى إلا اهله ..و اهلها ..
قربت جدتها منها وهي تبكي وحضنتها بحنان الام الذي فقدته طويلا :الله يبارك لك يا ميمتي ..و يهنيك في حياتك
ليلى بحزن على فراقها هي بالتحديد :بشتاق لك يايمه ..انتبهي لنفسك ..
الجده :ما عليك مني ..انتي اللي انتبهي لحالك ...
و كلمت مطلق :الله يخليك ياوليدي ..لا تزعلها ..تراها غلاتي في هالدنيا ..
مطلق بنظره حب مزيفه لها : ابشري ..
ماقدرت الجدة تتكلم ..سحبت نفسها بثقل وهي تدعي لهم بصوت عالي ...
ليلى بثقل على صدرها و اللي كانت تحاول تهرب منه لايام طويله ..صار
راقبت جدتها وا نفاسها تزيد حدة ..ورجليها ما تقدر تشيلها..
إلى متى تقدر تتحمل ؟ الى متى ..؟؟
مالت بجسمها على مطلق بدون وعي منها ..حس فيها و لف يده حول خصرها ..
رفعت نظرها له ..وحست بقسوة عيونه رغم تصرفه معها..
حاولت تفك نفسها من يديه اللي شدت بثبات على خصرهاوكأنه يوجه لها رساله لها .
اقترب من رأسها و همس :خلي الليله تمضي على خير ..مالها داعي تصرفات الاطفال اللي تسويها .
اقشعر بدنها و هوقريب منها للدرجه هذي ..و يأست في الفرار
اقتربت منها ام مطلق :ألف ألف مبروك يا حبايبي ..الله يسعدكم ويوفقكم يارب
مطلق لوى عليها وباس راسها بعدما حرر ليلى من حصاره ..:الله يبارك فيك يالغاليه ..ويعطيك طوله العمر ان شاء الله
ام مطلق قربت من ليلى و حضنتها وكأنها تحسسها بوجود الام ..معها :مبروك يابنتي ..
ليلى بحب كبير ضمتها تحت انظار مطلق :الله يبارك فيك ..ويخليك يارب.
مسحت ام مطلق دموع الفرح ..و قلبها اخيرا ارتاح
اقتربت فاتن وريهام و سمر باركوا لها والفرحه مو سايعتهم ..
و ماباقي إلا خواتها ..حس مطلق عليهم ..وقال لوفاء :عشر دقايق ..و خرج بعدها
هجمت سلوى على ليلى ومعها هند ومابين دمعه وضحكه ..حست ليلى بروحها بتخرج منها
بتبتعد عنهم ..خلاص ..بتفارقهم ..بتكون بعدها غريبه في حياتهم
سلوى بتهديد :لا تنسينا ..دقي علينا يوميا ..لا تخلي مطلق ياخذك منا
ليلى سحبت نفس طويل لترد عليها بدون دموع :مابنساكم ابد ..انتم في قلبي دايما
تدخلت نجمه و بعدتهم و هي تبين نفسها قويه بينهم :اقول قلبتوها مناحه..وين رايحه هي ..عند زوجها يا حافظ
والتفت لصديقه عمرها وقالت :فديتك يا خويتي بتتركيني للبطه سلوى ..
ضربتها سلوى على راسها ..وقالت بصوت باكي :اقول انطمي يا بقرة ..
نجمه :ول ول هذي مو يد ..ماعليه يا سلوع حسابك بعدين ..خليني إلحين اودع صويحبتي ..ترى مالنا إلا بعض.
سكتت لحظه تجمع كلماتهاوقالت :يعز علي فراقك..ميير ويش نقول هذي سنه الحياة ..
انتبهي لنفسك..و لاتحطي في بالك اللي صار ..خليك قويه و حاولي معه ..الله يهدي سركم ان شاء الله.
حضنتها و ما احتملت دموع الفراق ..
همست ليلى :احبك يا نجمه ..لا تبعدين عني ..تراك الوحيده اللي تفهم و تعرف كل ظروفي ..
طالعت عيونها الدامعه ومسحتها وكملت :الجوال اللي معك لا يضحك عليك صويلح وياخذه منك ..
نجمة بمزح :خلاص عاد ماصارت ذليتيني بهالجوال ..شكلي بحنطه عشانك.
ضحكوا الموجودين ..وضحكت هي بدورها ..يا الله كم سأفقد هذي الوجوه الضاحكه
تدخلت سمر بلقافه :اقول يالله ..ليلى صارت من املاكنا الخاصه..
ضربتها نجمه رغم معرفتها القليله لكن روحها المرحه جعلها خفيفه على قلوب الناس
:اقول سمر يالنسره ..ما اوصيك في ليلى ..والله لودريت ان اخوك ذا العملاق زعلها ..لراويه نجومي في عز الظهيره
ابتسمت ليلى لكلام نجمه المبطن ..
ردت سمر :بسم الله على اخوي ..اخرجي منها وهي عامره ..
سلوى :اقول سمرحشا صارت ليلى حلاوه مو ادميه .. على فكره ترى مااسمح لك ..هذي نجمه ..
ربتت نجمه على كتف سلوى وقالت :فديت بنت ديرتي ..فيك الخير والله يابنت احمد.
لاحظت دموع عمتها ..وابتسمت ..صحيح هي ما تحبها ..لكن ليلى تكن لها بعض الاحترام رغم كل شيء
سلمت عليها وباركت لها وطلعت ..
دق جوال وفاء ..تكلمت شوي وبعدها قفلت
وفاء :ليلى يالله مطلق ينتظر ..بنات هاتي عباتها
انتفضت ..و كأنها مصعوقه ..
مشت مسيرة ..و تحس انها في عالم فارغ ما يوجد فيه إلا هي ..الخوف والحزن والالم مشاعر
ترقص بداخلها ..و تحدد خطواتها ..المتعثرة ..يديها متعلقه بخيوط متقطعه ..تنثر بقايا وصايا لسلوى
جدتها ..جدها ..سعود اخوي..و بعدها سارت مع الركب..



**********************


دخلت ريهام سيارة اخوها و معها رغد اخت سلطان ..
ريهام :السلام عليكم
زياد يعدل شماعه و يطالع شكله في المرايه :وعليكم السلام
ريهام :يالله حرك السيارة ..رجولي تعورني ..
زياد يشغل سياره و ماانتبه للشخص الراكب خلفه :اكيد بتعورك ..مركبه سلم في رجلك الله يهديك.
ريهام :ويش نسوي ..لازم هذي الموضه
زياد بضحكه :امحق موضه ..
سمع ضحكه خلفه ..طالع المرايه ..وقال لريهام :انتي ما قلتي ان ريم بتروح مع هند
طيب مين اللي جالسه وراي ..
ضحكت ريهام و طالعت خلفها :ايه هذي رغد ..نسيت اقولك وصلها اللبيت
زياد و هي يعدل شماغه مره ثانيه وكأن وجودها اسعده ..
و تذكر سلطان ..اللي ماحضر الزواج ..
وقف عند بيتهم و شكرتهم و خرجت على طول ...
معقوله هذي رغد اللي شفتها و حبيتها ..من اول مره
ليه ما احس في شيء..معقوله كل هالحب اللي شلته كل هالسنين ..كان مجرد نزوة
ريهام حست في شروده :هيه انت يا الحبيب ؟
زياد :ها خير ويش عندك
ريهام :انتي اللي ويش عندك ..يالله امشي البنت خرجت .
زياد :كيف كان الزواج؟ ..
ريهام :حلو ..الله يسعدها ان شاء الله
وقف السيارة عند بيتهم ..و التفت لها :ريهام تذكرين لما سألتك عن البنت اللي شفتها معك ؟
اردف بإبتسامه :يومها قلتي لي انها رغد بنت خالتي .
توترت ريهام وحست انها صغيره قدامه ..
خرجت بسرعه بدون ماترد عليه ..
زياد مستغرب :ريهام وشفيك ؟

وقفت في الحديقه ..و إلتفتت له ..
الى متى يا ريهام وانتي تهربين ..
الى متى شايله في قلبك وساكته ..
صار لازم تدفعين الثمن ..و الثمن باهظ بعد
يكفي ضحايا ..اول ضحيه كانت بسببك قبل ساعات زفت لقدرها ..
يكفي اهدار لمشاعر الغير ..و سلبهم حريتهم بالاجبار .
اقترب زياد منها وقال :ريهام علامك ؟ ماسمعتيني
طالعته و دموعها خطت بالاسود على خدها
قالت بصوت خافت :سامحني يازياد
زياد بخوف :ريهام ..وشفيك لا تخوفيني عليك .
ريهام ودموعها تزيد :انا السبب في كل شيء
زياد :السبب في ايه
ريهام تحاول تكون قويه :البنت اللي شفتها ذيك الليله ...ما كانت رغد
زياد هز راسه بدون فهم وقال :ماكانت رغد...إلا رغد انتي قلتي انها هي
ريهام بصوت مندفع :لا ماكانت رغد ..انا قلت انها هي ..كذبت عليك
زياد بصدمه :كم مر يا ريهام والحين تقولين انها ماكانت رغد ..ليش كذبتي علي
ريهام بشهقات متعاليه ..قالت :كذبت عليك علشان مصلحتي انا .
زياد لا رد اكتفى يناظر اخته وكأنها شخص غريب قدامه
كملت و الخسارة وحدها هي الاحترام
:لا تستغرب ..انا كنت ادور مصلحتي مع رغد ..لاسباب خاصه فيني .
صرخ فيها :اي اسباب خاصه بينك وبينها ...
ريهام :مااقدر اقولك ..
مسك كتوفها وهزها و الغضب معمي عيونه
ريهام ببكا مسموع :ارجوك ياخوي ..لا تجبرني الا هذا مقدر اقوله.
وقف زياد وكأنه مافهم شي من كلماتها ..
تركها على طول وقال :ريهام انتي ويش تقولين ؟
رفعت راسها و بعض الهم انزاح عنها..وباقي الجزء الصعب..
ريهام :سامحني يازياد ..
حست بألم قوي في وجهها اثر صفعه زياد المفاجئه لها ..ماقدرت تحط عينها في عينه
حست بانها اهانت نفسها ..و تستحق ما يجري لها .
زياد بحزن :عمري ما كنت اتوقع انك تنحطين لها الدرجه وتقللي من قيمه نفسك و تلعبي بمشاعر الاخرين .
سكت فجأه و كأنه اكتشف شيء خطير قرب منها و قال بصوت مقهور :مااقدر افكر بأي سبب ..خايف انصدم اكثر فيك ؟
خايف ..اعرف اشياء غيرت مصير غيري ؟
خايف تكوني غبيه لدرجه مافكرت إلا في نفسك ؟ خايف اكون اول ضحيه و مو اخرها يا اختي يابنت امي وابوي ؟

صمت يتمناه زياد للابد ولا يسمع تلك الشهقات التي تزيد من اخته اللي ظن بأنهاملاك طاهر
حس بالخيانه والوجع يغتاله ..و اخته وجهت له ضربه في الظهر ..
صمتها اكبر دليل على صدق شكوكه ..
وده يصرخ ويعبر عن وجعه و وجع غيره ..حمل همه و زفر بألم
دفعها للخلف و عيونه ما تشوف قدامه
وقال :يا حسافه يااختي ياحسافه ...
ريهام مسكت يده و صوتها يزيد بالبكاء :زياد ..الله يخليك سامحني ..كفايه احساسي بتأنيب الضمير
زياد بلوم :وحتى تموتين تأنيب الضمير ما بيفارقك ..اللي سويتيه كسر بقلوب ناس وحطمهم
وانتي تنتظرين نهايتهم ببرود اعصاب ..
ريهام تركت يده و كأن الالم تغلغل فيها و صار جزء منها ..
مشى كم خطوه وقال بتهكم :ممكن تتكرمين وتقولين مين البنت اللي شفتها معك ..مادام ماكانت رغد ؟
مرت دقيقه ..حست انها دهر اخذت من عمرها الكثير ..
: ليلــــــــــــــــــــــــى

ابتسم بعذاب وقهر و غيظ ..و كمل خطواته و ترك اخته يأكلها الظلام ..وقد اصبحت جزء منه..
اهلكته تلك الظنون حتى كاد ان ينفجر ..اتعلمون ماهو الشعور الذي يريده ولكن يقاومه بشده ..."البكاء "

**************************

طلعت رغد حجرتها ..وقبل ما تدخل..تذكرت اخوها فحست بالحزن عليه
من يوم درى عن تحديد يوم زواجها حبس نفسه بين الشغل و النوم ..يحسب انه رجع عادي
لكن ابد ..يكابر على جروحه ..
طرقت الباب مره مرتين وبعدها فتحت الباب بهدوء كانت الغرفه بارده والظلام حالك ..جات تنسحب مثلما دخلت
سمعت صوته :رجعتم يارغد .
ابتسمت ويدها تمتد لمفاتيح الضوء قاطعها: لا تفتحين الاضواء ..راسي يعورني ..
عيونها تبحث في الظلام عن لمعه عينيه قالت بهدوء :سلامتك ..اجيب لك حبوب
سلطان :لا ..توي اخذت واحده .
ابتسمت رغد لاصداء الحزن التي تسمعها في صوته قالت :اجل انا بروح ..ابدل ملابسي
تبي شيء يا خوي ..
سلطان بصوت ناعس :لا ..
وقفت شوي تراقب بصمت وخرجت بهدوء ..تصبر نفسها ماهي الا محنه و يتجاوزها بإذن الله
و ذاك الناعس ..ليس نعسا مااصاب عينيك ..إلا حزنا ترقرق في المقلتين ..تردها عزائم ماتت على باب الصبر
تنهد وعيونه تعانق سقف ليله المعتم ..الذي ظنه طويلا ..طويلا ...

ااااه يا اختي ..نعم كنت اريد
هل ودعتم معشوقتي ..بأمان في قلبها الطاهر ..
هل اسكنتم في روحها ..حب رجل لن ينساها
هل حملتم ورود حبي إليها ..هديتي ..الغاليه انتقيتها من اجلها
في كل ورده اودعت حبا و ذكرى راحله ..
انا رجل ..الجمتني العبرات ان افيض حزنا وألما ..
اهلكتني قلائد العرب ..بأن الرجل لا يبكي من اجل امرأه
لا يسقط مهزوم القوى من اجل انثى ..
ليست كل النساء يبكى عليهن ..
ليس كمثلك انثى ..
لا دمع يرضى بفرقاك ..او يطفىء لهيب الشوق والحسره
لا دمع سأسكبه عليكي ..سأرتضي بحالي هائما مترجلا في هواك

عادت به الذكرى لتلك الليله التي زار فيها القريه ..
انقاد بدون تفكير و لم يدرك إلا وهو على اعتابها
اهلكته محاسبه لم يطقها في عقله ..
بعض كلمات من جدته اهتدى بها مرغماً..بأنها انسلت من بين يديه كالرمل
الجدة بهواده تدرك فيها ما يعتلي قلبه من نبض عينيه :تعرف يا يمه الواحد ما ياخذ إلا نصيبه ولو ويش ماصار
لو انت تبي و كل الطرق مسيره ..رفعت سبابتها لفوق وكملت :رب العباد هو ادرى منك .
ابتسم مطأطئ الرأس ..شدت على يده ..وقالت بإبتسامه :جدك لو يبي كان غصب ليلى عليك
لكن مايصير يايمه ..ربي كتب قبل وانت في بطن امك ..
ابتسمت بفرح وقالت :الله يرزقك يا ولدي ..مثل مارزقها ..مطلق رجال من خيره الرجال ..
وانت رجال تستاهل كل خير ..

و اشتدت العروق و نزف الدم من الجراح ..و اسمه يضيء في عالمه مرحباً به و غير مرحب ..
حينها ايقن تماما ..بأن الاستسلام افضل شيء ..ولو كان مرغما ..


قـل لـلأحبة كيف أنـعم بعدكــــــــــم و أنـا الـمـســافر و الـقـلـب مــقـيــــــــــــــم

ليلى :
ها انا أعلن للعاشقين بأني
قتيل هواك
فـ لـ تكتسي مدن الهوى حزني
ولـ يعم ظلام البين دهاليز الليل
ولـ يبقى رحيلي إليكي
قصة حب وقصة عشق
وحكاية موت لا تنتهي بـ موت
ومازلت ها انا لليوم ..,,,
لا انوي البكاء ..ولا عوده الاطلال
سأدونها قصه لم يكتب لها عنوان ..


*************************

لاتعلم كم مضى عليها او كيف وصلت ...كل ما تريده من العالم كله ..ان تبقى بمفردها قليلا
تبكي تلك الدموع المخبأه ..لترتاح و تتوشح بعدها بالصبر لمتابعه المسير ..
جلست بمفردها في غرفه فسيحه ..لا ترى فيها أي لون وأي شكل ..
بعيده كل البعد عن عالمها ..تنتظر ولاتعرف سوى الانتظار..
كيف ستصبح حياتها ...
هل ستتقدم خطوه الى الامام او تعود عشرات الخطوات الى الخلف ..
ماذا ينتظرها ؟
ارتعاشات تمتد من باطن عقلها حتى اطرافها ..تتنفس بصعوبه مابين كل زفره واخرى .
تنتظر القادم ..و تشعر بالوحده
اوصلها الجميع على عتبه باب الغرفه المحجوزه بإسمه ..و ودعوها بخالص الامنيات ..
وبقيت بمفردها ..تطرق جدران الصمت برتابه و هواده ..
كتلك الوجيزه بداخل زجاجه ترتد مسامعها للجميع ..
سمعت خطواته قد اقتربت ..ارهفت سمعها له دون ان ترفع نظراتها له ..
سد ذاك الضوء المنبعث من الخارج و حل عليها الظلام كحلكه قلبه ..
رفعت نظراتها له ...لآلم قد حل برقبتها ..او هي حاجه دفينه تشد على اعصابها ان تراه
ان تتلمس الامان في غربه بعيده ..
اصطدمت بتلك العينين البارده ..القاسيه ..في داخلها قتامه لا يفسر لها معنى ..
كان يتكىء على الباب و عيناه تراقب تلك الهاله الالماسيه اللامعه ..عقله بدأ يرسم حديقه غناء هي ياسمينه نقيه
عطره وسطها ..رفعت بصرها له ..ليهتز جوفه لتلك النداءات الصامته ..ويعود يدثر برداء اللامبالاه
قال ببرود :اذا كنتي تبين عشاء تعالي وكلي ؟..وسكت لما سمع حفيف ذاك الفستان ..وقفت وهي تشد على طرف
طرحتها تستر ماظهر منها..قالت بصوت منهار :مطلق ..
تحاول به ان تستغيث قلبه و عقله في ان معا و يرحم حالها ..ضائعه في بحره الهادر..تريد ان ترسي ببره على خير
رفع يده يسكتها ..قال بتعب :ما لي شده على الاخذ والعطى...
ولو يقسم انه ليس قادرعلى العطاء ..لكن صوتها جعلته يشفق عليها ويدعي البرود الدائم..
تنهدت بنفس تعبه ..لم تعد لها تلك الطاقه ..لقد نفذ مالديها ..
سحبت نفسا عميقا على مرأى منه و تحركت ببطء ..لكنها وقفت ..نظرت له بإستفهام ..
رمى بمشلحه السكري على اول كنبه و قال :خذي راحتك ..انا بنام في الصاله..
قفل الباب خلفه...و تنهد بنفس الالم والقهر ..ثلاثين سنه من عمره قضاها في يوم واحد و زادت ثلاثون ..
سحبت لها بجامه قطنيه ..ابتسمت بحزن ..لتلك الوصايا العشر التي الحت عليها سلوى لسماعها ..
بيجامات نوم حمراء في حقيبتها الصغيره..علاجها و امور اخرى في شنطه يدها ...وامور اخرى لم تبالي بها.
ظنوها ككل عروس في ليلتها الاولى ..وهي ظنت نفسها ككل ميت يدخل قبره لاول ليله ..
دخلت الحمام و نزلت ذاك العبء المثقل و تركت العنان لدموعها لتنطلق بحريه ..
وتلك الشهقات تزيدها اكتواء و لهيبا و كأنها تحرق صدرها ..
وبعدها خرجت مهدوده القوى ..
صريعه مشاعر مهلكه لجسدها الغض..
اتكأت على الجدار تسند ضعفها ويدها على اختلاجات صدرها ..
لقد عاد لها ذاك الهيجان ..ضاقت انفاسها وشحت ان تريح قلبها المضطرب ..مشت بخطوات متعثره وذاكرتها تبحث
عن وصايا سلوى ..دورت على البخاخ وسط الكم الهائل من الضوضاء الموجوده داخلها ..
رمت بالاغراض بدون اهتمام مخلفه ضجه بعدما ضاقت بها الوسيعه و تدارك لضيق الوقت ..واخيرا وجدته
ضخت بداخل فمها ما تنعش به جوفها ....جلست على السرير ..بهدوء لتنظم انفاسها المرهقه..
سمعت صوت الباب خلفها يفتح ..ولم تشأ ان تظهر ما تعرضت له..
راقب بصمت اثار ما وصل لاسماعه..اشياء متناثره و هدوء غريب ..لايشأ ان يقترب ..
لمح البخاخ في يدها اليمنى التى احتضنتها ..مازالت معطيته ظهرها و غير مباليه بالتفسير
قالت تقاطع فضوله :كنت ادور على جوالي ..وطاحت الشنطه من غير قصد .
بقي لفتره ملاحظا بدقه .."يخاف "..
كلمه تراءات له من بين مئات الكلمات ..لما اهو عسر تحمل الامانه ؟
ام هو صوره ذاك العجوز الموصي الذي يتراءى لك لكي تشفق على حالها؟
اي شفقه ..لن احمل لها اي شفقه ..فهي لا تستحق ذالك ابدا
قفل الباب بعنف بعدما سيطرت عليه افكاره الموحشه ..

***************************

دخلت و جلست على سريرها ..
تنتظر ان تبكي ..و تعبر عن ما تشعر به .
عبثت بمذكراتها ..و حطتها على جنب ..
وقفت جود على عتبه الباب و طالعتها بهدوء..
وداد بنظره لاختها مع ابتسامه سخريه قالت :شكلي يحزن صح..
اقتربت منها و قالت :لا عادي شكلك ..اممم ايش اقول ..متقبله
ضحكت وداد : انفع ممثله صح
راقبتها جود بدون رد
كملت وداد و عيونها علقت على جهاز الحاسوب : شفتي كيف رقصت ؟
رجعت تضحك و كملت : لا ورحت باركت للعروسه ..لالا فيه تطور ..
وضحكت بهستيريا وجود لا تحرك ساكنا
دمعت عيونها من فرط الضحك اردفت :تعرفين تذكرت روايه قريتها من هالنوع ..سبحان الله كأني فيها ..
انحنت على اختها تضحك ..و تدعي انها بسلام ..
جود بلارد تراقب تلك الحاله الطارئه ..لكن لاحل لديها ..
مسحت دموعها وقالت :والله حالتي حاله ..
وقفت وقالت بجديه:اتركي الماضي خلفك ..وعيشي حاضرك..
هزت وداد راسها وهي تعيد نفس كلام اختها قالت بعدها :صح مين يتكلم ؟ البروفسوره جود ..صاحبه القلب الميت
طالعتها جود بإبتسامه سخريه و اكتفت بالصمت ..
وقفت وداد وقالت :لا تعتقدين انك افضل مني ..ابدا
ضحكت جود وقالت : وداد ..مافي احد افضل من احد ..
وداد:على قولتك مافي احد احسن من احد....
تركتها و دخلت الحمام ..و جود واقفه بنفس الهيئه و لم تحرك ذاك الصمت الذي اصبح جزء منها ..

******************

غفت عيناها لساعتين .. و ظنتها لدقيقتين ..كانت الساعه تشير للسادسه
ما جاها نوم بسهوله ..هاجمها ارق ليدعها و افكاارها تقتتلان ..على جبهه الصبر .
قامت توضت وصلت الفجر ..دعت من قلبها ان الله يهون عليها و يبسط امرها ..
قربت من الباب ..و متردده ..الحين هو صحي ولا لسى نايم
فتحت الباب بهدوء..لتصطدم بوجهه ..شهقت بخوف ورجعت للخلف ..
طالعها بإستغراب ..وقال :جهزي نفسك ..بعد ساعه نكون في البيت ..الاهل ينتظرونا.
ليلى بصوت هادئ :طيب .
مشى بسرعه من عندها ..وهي تجاهلته بتجهيز نفسها ..
لبست جلابيه حمراء بخيوط ذهبيه ..سرحت شعرها و ثبتته بشباصه ذهبيه
بحيث لمته من فوق وخلته على ظهرها ..و لبست طقم ذهب عليه ..
انفتح الباب فجأه ..ارتدت لوراء وهي تشوفه قدامها
تأملها لوقت لابد ان يطالعها لوقت غير قصير تحثه خطواته على التجاهل ..
لكن تلك البقعه الحمراء تطارده حتى دخل الحمام و اغلق الباب بإنفعال ..
تنهدت بخيبه امل ..و شالت اغراضها و عباتها و جلست في الصاله حتى ينتهي ..

كان لابد ان ترتعش ..خوف داخلي من ذاك المسمى زوجها الان ..
تحاول ان تتجاهل لكن اين.. في وسط زوبعته التي لا بد ان يثيرها في وجهها ..
خرج و مالقي احد في الحجره ارتاح مبدئيا ..لكن ريحه عطرها تغلغلت داخل روحه بدون اراده منه..
تنهد بتعب واسترخى ..على السرير للحظه يستغل عدم وجودها ..
رفع راسه يتأمل نفسه في المرايه .. وبدون عناء الصوره تتكلم ..
لبس ثوبه و شماغه بسرعه لما تجاوزت الساعه التاسعه ..وخرج ..
كانت جالسه على الكنبه تحرك دبله زواجها في اصبعها
بدت غايبه عن الواقع ..تحدق في البعيد ..
مطلق : يالله مشينا ..
لم تسمعه ..بالاساس لم تكن معه في تلك الحجره ,,عقل غائب في غيرادراك لعدم حضوره
شطحت افكاره بعيدا حيث جرف هاوي واقترب منها ..حتى صار امامها
وقال بإنفعال : يالله يا مدام ماودك تمشين ؟
وقفت مذعوره وقالت وهي تلبس عبايتها على عجل :اسفه ما سمعتك .
قال و هو يكتف ذراعيه على صدره : اللي ماخذ عقلك ..
طالعته بإستنكار و حاولت ترد ..لكن ذلك التنبيه داخل عقلها حذرها من محاكاه غضبه ..
مشت من جنبه قبل يمسك يدها و يلفها ناحيته .. اطلقت صرخه صغيره تعبر عن ما يحدث لها
قال بغضب : لا تتجاهليني وانا اتكلم معك ..
للحظه لم تدرك ذلك القرب المميت ..ابتلعت غصتها وقالت بصوت تحاول ان يكون مسموعا على الاقل لها هي
: وانت لا تتجاهل اني صرت زوجتك و من حقي عليك انك تحترمني على الاقل ..
ابتسم بسخريه و ماتركها ابد اصابعه التفت حول ذراعها و كأن ذلك قد راق له
وقال :عن اي حقوق تتكلمين عنها ..واللي صار كان فيه احترام لي .
صرخت فيه بألم : ما اسمح لك ابدا ..تتكلم عني بهاالطريقه ..قلت لك من قبل اللي صار كله ..؟؟!!
رجع لها نفس الصرخه لكن تأثيرها اقوى : لا تصرخين في وجهي ..
مره ثانيه علشان ما تشوفي شيء عمرك ماشفتيه...

وترك يدها بعنف ..حتى كادت ان تسقط وتركها لارتجافاتها و اختناق الدموع..
اخذ الشنطه و تقدمها ..و هي مسيره لذلك الارهاق الذي طالها من تلك المناقشه الحاده..
اطرقت راسها خلفه تخفي شهقاتها وخيبه املها التي تتساقط معها على طول الطريق .



********************

صباحها اليوم على غير حاله ..
اظلمت تلك الاجزاء المضيئه ..واصابتها العتمه في جوفها
وادركت ان ذاك الحساب البشري ..اقوى بكثير مما كانت تعتقد
وان مآل الامور..لن تكون في صالحها دائما ..
حاولت تتكلم مع زياد ..لكن صد عنها بكل الطرق .
جلست على الفطور..و طالعت جهه زياد ..اللي كان ياكل بصمت وهدوء مو مثل عادته .
حاولت تتكلم معه ..
ابتسمت وقالت :زياد ..اصب لك شاي ؟
زياد بنظره ..كفيله بأنها تمحي ابتسامتها
قال وهو يوقف :الحمدلله شبعت ..
وقفت وقالت :زياد ..ودي اتكلم معك .
طالع جهه امه ..و تجاهلها :يمه انا يمكن اتأخر ..لا تنتظروني ...و خرج
ام زياد :في امان الله يا يمه..
طالعت زياد وقالت :وشفيه اخوك ..شكله تعبان
جلست ريهام ..وقالت :ماادري عنه..

و غابت في تلك الحاجه الملحه ..ان تنعزل فيها عن العالم و تبكي
بحاجه للبكاء ..لتبدد ضباب اسود اعتلى حياتها ..
و ترتب احتياجاتها ..وفق لها و لغيرها ...


*********************

طال الطريق ..و ان قصر
مابين زفره غضب وشهقات حزن و يأس ..
تنازع تلك الرغبه في الهروب ..مازالت غير مصدقه بأن الماكث قربها قد اصبح زوجها
دخل الفيلا من البوابه الكبيره ..كان في سيارات كثيره ..
ارتبكت ..و نظرتها تمتد الى ما بعد الجدران الصلبه..سيكون ذاك منزلها او بالاحرى سجنها .
وقف السياره ..و تنهد بعمق ..والصمت يطبق عليهما..
قال بصوت عميق :اهلي بيكون كلهم موجودين ..واكيد اهلك ..
لا توضحي لهم اي شيء صاير بيننا ..وبالاخص امي ..
اومأت برأسها ..و فتحت الباب ..سارت بخطى بطيئه خلفه ..تصطدم بصلابته المعهوده ..
و تصنع ابتسامه عروس ..عادت وعبست في وجه افكارها ..و كيف هي تلك الابتسامه ..التي تريد ان تتصنعها
او ليست الابتسامات تنطقها العيون قبل الافواه ..او لا تدركها العيون الاخرى و تصل اليهم صادقه ان وجب ؟؟
ايجب ان اتصنع منذ الان ..ان اتقن لغه الكذب والحرفيه في رسم المشاعر كالالوان في لوحه بيضاء تضيع في مساحتها
ولا تعلم اي لون ستبدل الحال ...

وذاك الجمود بأسره ..يتحرك على وخز المشاعر ..بين انتفاضات رجل لا يريد و بين اخر يرغب ويزعم انه يريد.
طريقه شائك ..وطويل طويل ..مع انثى قلبت حاله .. قد ادرك في ساعه ثورتها في وجهه بأنه اخطىء في حساباته .
انتظر اقترابها منه ..حتى صارت بجانبه ..وفتح الباب ..ليغيب في غمره الافراح و الزغاريد ..
رفعت غطوتها ..و ابتسمت وهي في احضان ام مطلق ..و قد نطقت السعاده في عينيها و عادت فتيه ..
ام مطلق :ألف مبروك يايمه.
ليلى بخجل :الله يبارك فيك يا خاله..
توجهت ام مطلق لولدها الباسم ..مابين دمعه و ضحكه اعتنقت جسده
راقبته وهو ينحني يقبل يديها و يحنو عليها بحنان بالغ طل من عينيه و انصبغت في تصرفاته نحوها
كيف هذا وهي دانه دنيا و جنه اخره ..
ابتسمت ليلى وهي تواجه طابور من المهنين ..
احتضنتها سمر :الف الف مبروك يا ليلى ..
ليلى :الله يبارك فيك ..
سمر بفرحه :والله مو مصدقه انك خلاص صرتي عندنا ..
قرصتها وفاء وهي تبعدها عن طريقها :اقول ابعدي عني ..خليني اسلم على زوجه اخوي ..
الله يبارك لك ياليلى ..الله يسعدك ياعمري ..
ليلى : تسلمين يا وفاء ..يبارك بعمرك يارب ..
اخر المهنين اريام ..بذلك البرود باركت و تراجعت للخلف
ضحكت سمر لتجذب اهتمام لها ..كانت في احضان مطلق ..
سمر :الف الف مبروك يالغالي..
مطلق و هو يحوطها بذراعه :يبارك فيك ..
سمر :والله ياخوي ما بغيت ..صراحه يأسنا منك قلت الرجال كبر وما عاد فيه فايده ..لكن الحمدلله ربي هداك ..
ضربها بخفه وقال :انتي وهاللسان اللي ما بيقصر إلا على يدي ..
ضحكت ام مطلق و عيونها على ليلى وقالت :يالله يايمه ادخلوا ارتاحوا ..وانتي يا ليلى خذي راحتك .خلاص البيت بيتك
ابتسمت ليلى و كل الانظار عليها :تسلمين يا خاله ..
نزلت عبايتها ..و عيون لم ترتد نظراتها لمحجريها ..مطلق و قد اصبحت انفاسه تضيق
قال بصوت متغير عن قبل :انا بروح المجلس ..بسلم على ابو نايف
ام مطلق :مايصير يايمه خليك مع زوجتك ..اشرب شاي على الاقل
تحركت من امامه ..و ظن انها غير مباليه به ..فاحتدت نظراته عليها ..و ساير رغبته في ازعاجها
وقال :خلاص يمه ..اشرب فنجان وبعدها اشوف الرجال .
راقبها ..تتصرف بحرفيه تامه مدعيه السعاده ..
يالله مالقيت غير هذا الاحمر تلبسه حتى الشمس يعكس لونها على الجدران ويذكرني بوجودها ..
جلست ليلى ..بعدما فضي المكان الا منهم ..
دخلت وفاء ومعها بناتها ..اول ما شافوا مطلق ركضوا نحوه ..
ابتسم مطلق فاتح ذراعيه لهن..وقال بصوت محبب :ياهلا والله ..بحبايب قلبي
راقبته ليلى بإبتسامه ..وهو يبوس واحده و يحضن الثانيه ..و يجلس اخرهن على ركبته
وانشغل معهن في احاديثهن التي لا تنقطع ..
تحرك قلبها لتلك المشاعر الناقصه لديها ..رغبه في محاكاتها ولو لحظه
رفع رأسه فجأه ..لتتواصل المشاعر المبهمه ..و ليزيد الظلام عمقا في هذا و في الاخرى مبهمه لا رمز لها..
قالت وفاء مقاطعه التواصل :يالله ياماما ..سلموا على خاله ليلى ..
انقادوا لليلى ..ابتسمت ليلى بحب ..وسلمت عليهم ..
اقتربت ام مطلق و وراها الخدامه ..شايله الصحون ..
ابتسمت ام مطلق بعدها كشرت وهي تقول :ويش هذا ؟عرسان وكل واحد في جهه ..
ابتسمت وفاء و غمزت لاخوها بضحكه :والله كان ودي اقول لهم ..لكن قلت اكيد محرجين منا .
ام مطلق :ويش ذا الكلام ..اقول يمه ليلى قومي اقعدي جنب رجلك ...
ارتبكت ليلى ..والاحمرار اللي سيطر عليها ..ماهو إلا ضياع و توتر
ابتسمت وفاء ..وقالت :لا تحرجينها يمه ..شوفي كيف البنت انقلب وجهها .
اقتربت منها وسحبتها من يدها ..وقالت :قومي ..يايمه ولا تستحين هذا زوجك ..لازم تتعودون على بعض .
ابتسمت مجددا ..و حركت شعرها بتوتر ..تخفي بها رجفه يديها
جلست بهدوء ..تحتضن يديها ..و ذاك بإرتياح يراقبها من اعلى قمته ..
مرت اكثر من دقيقه ..و بعدها وقف وقال :يالله انا استأذن ..بشوف الرجال ..
وفاء :روح ..لكن لا تاخذك القعده و تنسى مرتك ..تراني اعرفكم يا لرجال ...تبدون بالسياسه و تنتهون بالاقتصاد
ضحك مطلق ...و قال :الله يعين ابو نايف عليك ....و مشى و تركهم
دخلت سمر وقالت بعجله :يا لله ياليلى ..قومي اوريك جناحك الملكي .. و ضحكت
وقفت ياليلى وقالت :يالله اسمحي لي ياخاله..
ام مطلق بحب :روحي يمه وخذي راحتك ....
و تحت نظرات ام مطلق ..
مسكت يد سمر بعفويه ..و طلعوا مع بعض ..وسمر ما سكتت ..من الوصف والشرح و التفاصيل الممله
و ليلى تناست ..بقصد ودخلت في اجواء راح تكون فيها دائما .

***************************

تجولت في جناحها..كلمه فاخر قليله فيه ..فاتن و مهيب وساحر
ابتسمت لتلك الكلمات التي انهالت على دماغها ..جزء من منزل فسيح هو لها ..
للمره الرابعه ان لم تكن الخامسه تدخل وتخرج من غرفه النوم ..سحرتها بشلك عجيب
مزيج من اللونين العودي والبيج تتقاسمها مقتنيات الغرفه..والسرير بأعمدته الرخاميه ..
والستائر المخمليه الجذابه ..توسطه كم هائل من المخدات الصغيره ..
خرجت من الغرفه للصاله ..كنب الجلد البيج ..و المزهريه الكبيره السماويه المتوسطه الاثاث
و المطبخ الصغير التحضيري ..غرفه اخرى ..فيها الكنب بلون عنابي ..ونافذه زجاجيه طويله تمتد من اعلى السقف
اقتربت منها ..تطل على الحديقه ..فيها بيت شعر ..ابتسمت لما تذكرت جدها ..يالله قدايش مشتاقه له ولجدتي
تنهدت ومازالت تتابع التجول في مملكتها الصغيره..
الغرفه الوحيده ..مقفله ..غريبه يمكن فاضيه ..تذكرت شيء مهم ..اخرجت جوالها وفتحته ..
انهالت عليه كم هائل من الرسايل ..ومكالمات كثيره..ثلاث من نجمه ..و احده من سعود ، ريهام ،الرقم الغريب
نفس الرقم "فاعله الخير "
فتحتها على عجل ..و جلست على الكنبه المفرده .."ماتوقعتك غبيه لها الدرجه ..على كل حال تحملي اللي بيجيك "
تنهدت بتعب ومسحتها ..همست ..لنفسها والله مالغبيه الا انتي ..مو غبيه الا جبانه
دخلت غرفتها فتحت الدولاب ..كان كل شيء مرتب و جاهز لها ..
جلست على كرسي التسريحه ..وقرت رسايل نجمه..ضحكت واحمر وجهها ..قليله الادب انا اروايها خليني اشوفها
دقت على سعود ..رنه ..الرنه الثانيه رد على طول بصوته المحبوب ..
حست انها بتبكي ..يالله كم اشتاقت لسماع صوته ..وحنت لرؤيه عيونه الناضحه بمشاعر صادقه ..
وكأن ذاك المعني قد شعر بها ..من دون ان تصرح ما نقله له الاثير ..
قال بحب :كيف حالك يالغاليه ؟ صبحيه مباركه على قوله المصريين وضحك ..و ليلى لا رد
تحاول ان تخرج صوتها ..
سألها بخوف :ليلى..حبيبتي فيك شيء ..
ابتسمت وقالت :تسلم لي يا خوي ..انا بخير لا تخاف علي ..لكن والله اشتقت لكم ..
سعود :تشتاق لك العافيه ..بكره بنزورك او بعده
ليلى بحزن :لا ياخوي ..تعالوا اليوم والله مشتاقه لكم حيل ..ومشتاقه لامي كيف حالها
ضحك سعود :ليش علشان مطلق يطردنا من البيت ....لا مايصير انتم باقي عرسان وبعدها بتملون منا
وامي بخير ..حتى هي مشتاقه لك..بخليها تكلمك لما ازورها اليوم ..
حست ان بتبكي على حظها العاثر ..اه يا خوي لو تدري عني ...انا ومطلق في جهه والعرسان في جهه ثانيه
ليلى :اقول وين جدتي ؟والبنات ودي اكلمهم ...
سعود :اصبري شوي ..انا بروح لهم ..مادريت انك غاليه ..ماناموا الليل طوله ..
إلا عاد عمتي فاطمه شكلها اول مره تنام ...و ضحك و ضحكت ليلى معه..
وقفلت الاتصال بعدما كلمت الجميع ..حتى جدها ..اعطوها علقه على الاتصال ..عيب و ما يصير
اصلا لو يدرون عنه انه في المجلس ولا طل في وجهي من يوم جينا ...
حطت يدها على راسها..يارب هونها علي ..والله مو قادره اتحمل ..ليلى كيف ما تتحلمين ؟انتي في بدايه الطريق
من البدايه كان قرارك ..تحملي ؟ انا الغلطانه ..كان لازم اقول لاخوي لجدي..
ضربت راسها براحه يدها و استندت على العمود الرخامي ..
مااقسى ان تعاني وانت في بدايه الطريق..مارا على خزينه الاسلحه تريد ان تذخر نفسك بالصبر و الامل
و بعض من دروع القوه ..وحصانه الامان ..
تدرك هي ان مايقف في وجهها لا يستهان به ..شخص غير متزحزح عن قراره واعتقاداته إلا بأضحيه ..
واظنها سعادتي واستقراري ..
استرخت على السرير و وعيونها على لوحه معلقه..اغمضت عيونها لفتره ..

**************************

فيلا حسان الوافي

على الغدى..جلست رغد و امها مقابل بعض
ابو سلطان..ناظر لجهه كرسي سلطان ..وسأل :وين سلطان ؟
رغد :نايم ..
ابوسلطان :قومي صحيه خليه يتغدى معنا ؟
رغد :قلت له ..يقول ما يبي.
ام سلطان :ماصارت هذي كل وقته نوم في نوم ..هذا الولد ما يحس بالجوع .
ابو سلطان : الله يهديه ان شاء الله .
رغد بحزن :يمه خليه على راحته..
انفعلت ام سلطان :لا ما يصير كلما زعلتم وضاقت فيكم الدنيا ..و تحبسون انفسكم .
ابو سلطان :استهدي بالله ..يا غاليه
ام سلطان : لا إله إلا الله .محمد رسول الله ..لكن والله مايصير
قامت من مكانها وقالت لابوسلطان بما يشبه الامر ..:القرار اتخذته ..من بكره بخطب له بنت اخوي
ريهام ..و خليني اسمعه يقول لا..
رغد :يمـــه
ام سلطان :ولاكلمه يارغد ..لا تساعدينه على حالته اللي هو فيها ..ما بعطيه فرصه يفكر فيها حتى ..
انا قررت و خلصت..
ومشت وتركتهم لحيرتهم ..

لن تلام ..صحيح ..أم ممكن ان توصف بأنانيه ورغبه في نزع حريه الرأي الاختيارو الديمقراطيه البحته ..
لن تطالب سوى راحه بال ..وحياه مستقره وهانئه ليست لها ..بل لفلذه كبدها ..التي لن تشح بها ...
قرار اتخذته على مضض ..مدركه لصعوبته ..وتريده من اجل ان ترى السعاده على وجهها مجددا..

*********************

دخل جناحه ..تأمله بعين ناقده..كل قرارته كانت سريعه ..واتخذها في سباق مع الزمن
و بالاصح سباق مع نفسه .
جلس على الاريكه بتهالك ..جسمه مهدود ..لو كان في شغله ماتعب هالتعب كله ...
ابتسم لتعليقات ناصر ..واللي طبعا ماسلم منها ..في داخلها حرص و نصائح مبطنه ..
شد على جبينه ..و تذكرها فجأه ..اصلا كيف نساها ..هي مختبأه في زاويه من دماغه
قام وفتح باب غرفه النوم ..كانت نايمه على ذراعها و حاضنه نفسها بطريقه غريبه ..
اقترب اكثر ..وقف و تأملها للحظه ..
لا يعلم اي نزاع ذاك بداخله ...يجاري لحظه مابين الهدوء والعاصفه ..
تنفس بعمق ..و مسك شماغه و اتكى على العمود ..وراقبها بصمت ..
راقب كل شيء صغيره و كبيره فيها ...حتى انفاسها المنتظمه ..
اشتدت قبضته ..و اختلجت انفاسه لهيب ..اشاركه احدا ما النظر إليه ..
هل تأمل فيها ولو للمحه فقط...
رمى بشماغه ..بطرفها و دخل الحمام ..
و انغمس في ذاك الهذيان ..
يشد من ازر نفسه للمواصله ..ليقطع اشواطا اضافيه
هو رجل ..كجبل لا تهزه العواصف ..تهدر فقط في مغاراته و تهدد بانهيارات صخريه
لكنه يبقى مثل ماهو..شامخ
و هو كذلك ...
اتعلمون ماذا قالوا عن الجنون ...ملاذ اصحاب العقول الراجحه ..!!


مطلق و ليلى ستبقى قصتهما معلقه ..ولا نعلم مالجديد الذي سيغير الموجه القادمه ؟
ريهام ...على اعتاب حياتك ماسيغيرها لاحقا ؟ فاستعدي
سلطان ..علامه استفهام ..وهل ذاك القرار سيغير حياته ؟

**********************


 توقيع : همس الحرف

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-Dec-2018, 05:11 AM   #20


الصورة الرمزية همس الحرف

 
 عضويتي » 6803
 جيت فيذا » Oct 2018
 آخر حضور » 14-Jul-2021 (09:20 AM)
آبدآعاتي » 91,582
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »
 التقييم » همس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond reputeهمس الحرف has a reputation beyond repute
أس ام أس ~
MMS ~
 

همس الحرف غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رواية ما لي أراك عصي الدمع .. شيمتك الصبر.....كبرياء الج ــرح



البارت التاسع عشر :

في لا شيء تمر الاوقات سريعا ...والفراغ الممتلىء بالهراء يمشي الهوينا ..
يومها الثالث مر كمرور الكرام ..منذ ذلك اليوم وهو يتحاشاها وهي كذالك ..
المزيد من الاصطدامات تجلب التعاسه للطرفين ..مالجدوى ؟
صباحها اليوم باكر ..كعادتها لن تنسجم في ذاك الوضع الممل الذي خمنته في هذا المنزل .
عندها فضول في كل شيء ..التعرف على البيت بصفه عامه..عادات ساكنيه هذا وذاك و من هذا القبيل ؟
لبست فستان ازرق ..لاول مره حدوده تصل لمنتصف الساق ..اقتربت من المرايه وابتسمت
تذكرت نصايح نجمه لها ..ياحبي لك يانجمه ..والله مشتاقه لك
وقفت شوي عن اللي تسويه ورجعت تكمل..لمسات خفيفه..كلوس زهري و مجرد كحل ..بشرتها البيضاء الصافيه
ليست بحاجه لاي زياده ..مااجمل البساطه ..
رفعت شعرها بحيث تلف بعضه و تتناثر بقاياه على ظهرها ..و فرقت غرتها لنصفين ..ابتسمت لنفسها ..و رجعت تنهدت
وعيونها تحاكي فكره "حاولي مجددا ..لاتنطلي خدعتك علي ..اترسمين السعاده بقلم فارغ..هراء "
خرجت من غرفه النوم ..وطلت في الغرفه الثانيه بهدوء ..لقد اتخذ منها غرفه خاصه له ..
وقفت لحظه تفكر ..ليش تحس بأنها فارغه وان وجودها عبث لاطائل منه ..
خرجت بسرعه تهرب من افكارها ..البيت هادئ جدا ..الفرق واضح بين القريه وبين هنا ..
في هالوقت ريحه القهوه و خبز الذره يعبق في الاجواء..دخلت المطبخ ..ابتسمت للخادمه التي ابدت استغرابها
ليلى :صباح الخير..وين خالتي ؟
الخادمه : صباح الخير مدام ..ماما في يجلس برى ..في بيت الشعر
هزت راسها بإبتسامه ..و جات تخرج لكنها رجعت تسأل بود :انتي ايش اسمك ؟
ابتسمت لها تلك ببشاشه وقالت :خديجه ..
ليلى :عاشت الاسامي ياخديجه..وخرجت ..من الباب الخلفي ..كانت الحديقه غايه في الجمال
صعبه احد يزرع في الاجواء الحاره ..لكن بعض النباتات يناسبها الحر..كانت تمشي بمهل تتعرف على كل زاويه
ابتسمت لمن شافتها قاعده لحالها ..والله شكلها يحزن يا قلبي عليها ..ياناس امي تقعد مثلها ؟
وين البنات ؟ فرصه تضيع عليهم كل دقيقه يقضوها مع امهم ..بيندمون عليهم اكيد
اي احساس ذاك جعل قلبي يبكي قبل عيناي ..
انطوائيه عشوائيه لمن هم سر الحياة ..
لم الجحود ..هي لم تفعل ذلك في صغرهم..
دقائق تنسل هازئه من سخريتهم و عدم مبالاتهم ...
اقتربت منها و نزلت حذائها على طرف السجاد و هي تقابل ابتسامتها الكبيره ..
ليلى :صبحك الله بالخير يالغاليه .
ام مطلق بحب :صبحك الله بالنور والسرور..
دنت منها و طبعت قبله احترام على راسها وجلست جنبها ..
ام مطلق :وشفيك يابنتي ..صاحيه بدري ؟
ليلى بتلك الابتسامه الودوده:لا والله متأخره ..انا عاده من بعد الصلاه اقوم ..اصلي واجهز الفطور لاجدادي .
ام مطلق :ايه هذي حياه القريه ..ماكان فيه احسن منها ..لكن ويش تقولين اليوم تغيرت الدنيا ..
ليلى :افطرت ياخاله و الا اجهز لك الفطور..
مسكت يدها وقالت :ماعليه يابنتي توني افطرت ..وانتي عروس مايصير تسوين شيء .
عدلت جلستها وقالت :خليني اتعود ..من اليوم ورايح بصحى معك ..
ابتسمت ام مطلق وهي تمسح على شعر ليلى :بارك الله فيك يابنتي ..مابي اتعبك معي .
ليلى :تعبك راحه ..
وابتسمت بحب وقتها واسرت لقلبها بحب تحمله الاطيار لقلب تلك البعيده عنها
عبقه بعبير ورد وريحان و قطيفات كادي ..إليها .
..ماهي إلا لحظات و اهتز عرش قلبها ..بقدوم ذاك الذي رسمت مسامعها خطا واضحا لوقع خطواته الواثقه
اقتربت من مقعد ام مطلق ..و ترقبت بخجل ..طالعت فستانها و غمضت عيونها وفي داخلها نقم على افكار نجمه
دخل مطلق وعيناه قد ضاقت لتلك الحوريه الزرقاء ..تنفس بهدوء مدعي البرود وسلم ..
صوته الرخيم ..جعلها ترتعش ..ردت السلام و اكتفت بالتحديق في رسم السجاد..لم يكتفي بل جلس بجانبها
ام مطلق :صباحك خير وسرور انت ومرتك ..ماشاء الله عليكم صاحيين بدري .
ارتاح في جلسته ..و عيناه تبتعد عنها مجبره ..قال :صباح النور يالغاليه..كيف اصبحت اليوم ؟
حطت يدها على صدرها واليد الثانيه على ذراع ليلى :اليوم صباحي زين ..والله ما اكتملت فرحتي إلا بشوفتكم ..
ابتسم مطلق وامتدت يده لليلى ..واحتضن يدها البارده ..
وقال بنظره جمعت بين امه و مرت بسرعه على وجه تلك المذعوره
:يعطيك طوله العمر ..ويمدك بالصحه والعافيه ..
ام مطلق :اقول لخديجه تنزل لكم الفطور..
كانت تحاول ان تكون طبيعيه امام ناظري تلك المنتقده بحرص و ذلك المزيف بقناع السعاده و هي على شفير الانهيار
دغدغه مشاعر وانهزاميه جرأه في مثل هذه الامور ..
احتضن يدها المجمده بين دف ء يديه دون عناء استكانت هادئه ..
لا يعلم هو ايضا لما تذكر اول لقاء جمع بينهما وهو يسترق النظرات نحوها..يترصد كل حركه منها مثل قبل واكثر
انفاسها المتلاحقه ..و ارتعاش اصابعها ..و صدرها الذي يعمل كمضخه ..
وتلك الموجات الخجله التي تعلو حتى اذنيها ..ابتسم في داخله لما يحدث لها ..هوايه و فن راقي في التعذيب .

لعقت شفاتها لتهرب مما هي فيه ..وانسلت يدها بين يديه بسهوله وقالت وهي توقف بسرعه :
انا ياخاله اللي بجيب الفطور..ومشت بسرعه قبل تسمع ردها ..
راقبها ..بصمت ..افكاره تبحث عن ثغره لتفك العقد التي اجتمعت في داخل عقله ..ولعله يجد حلا ..بل وصل
حد السلوى ان يرتاح من هم جثم بكل ثقله على صدره .
كانت تسرع في خطواتها ..كالمذعوره شعرها تتمايل خصلاته السوداء على ظهرها ..و فستانها المفصل بعنايه على
ثنايا جسدها ..يرفرف بفعل الهواء ..
قالت الام بذكاء :يقولون اذا اعجبك شيء ..قول ماشاء الله تبارك الله .
ضحك مطلق بصوت عالي ..و هو يميل على والدته ويقبل يديها ..
يخفي ما برق في الاعين و سر الى النفس و لا علم لاحد به سواه .

*************************

نزل الدرج ..بعدما اعتصم حجرته لايام ..ظن ان فيها الحل..
ولكن هيهات في كل زاويه ..يلقى شبح او ذكرى ترجعه لنقطه البدايه ..
ابتسم وهو يشوف امه وابوه ..ماعدا رغد
اقترب على راس الطاوله وقال :صباح الخير والرضا ..شو شايف عصافير الحب لحالهم
ضحك ابوه وقال :صباح النور...
امه طالعته ولكن ماردت عليه ..
غمز لابوه و طالع امه ..فأكتفى ابوه بأنه رفع حواجبه وابتسم
اقترب من امه و قبل راسها وقال :وشفيها ست الحبايب ..زعلانه ؟
ام سلطان :ابعد عني ياولد ..لاتكلمني
سلطان :افاااا يالغاليه ..واهون عليك ؟
ام سلطان بزعل :مثل ماهنت عليك ..تهون علي يا ولد بطني
دفعته للخلف و لحقها :يمه لا تزعلين مني ..لكن والله ماكنت رايق لاحد
ابتسمت بغضب وقالت :حتى انت لا تزعل مني ..
ضحك سلطان وحضنها :يمه ..الله يخليك ..ماني طالع من البيت حتى ترضين عني .
ام سلطان:ارضى عنك ..
ضحك سلطان وقبل جبينها :فديتك يالغاليه ..
:لكن بشرط
سلطان بإبتسامه:اشرطي اللي تبينه ..انا من عندي اغلى منك .
قالت بحزم :شرطي انك تتزوج بنت خالك ريهام .

زادت الابتسامه وكأنه سمع نكته ..و نقل بصره بين امه وابوه ..
الوجوه جاده ..نطقها اللسان و صدقتها الاعين ..يريد ان يصنع هوابتسامه بالاجبار
و يسمع اصداء ضحكه من دعابه ..لاحقا وبينه وبين نفسه سيقول انها سخيفه ..ولكنه سيضحك .
لكن الملامح التي امامه لا تخفى عليه..جديه رجل و عزم امراءه هي امه نذرت هذا بذاك ..وهو مابين تلاطم
الافكار ..ان يرمي بكل هذا عرض الحائط ويمضي ..ام يقف بصرامه ويقضي امره وينتهي .
ام يهز الرأس فلاشيء لديه يخسره .

**************************

كل حركه محسوبه ..راقبت كل شيء بإتقان و اهتمام ..
خرجت بسرعه ..و هي شايله الصينيه ..كان ماخذ مكانها و يتكلم مع امه
جلست و مدت له كوب الشاي ..اخذ منها بدون مايطالعها
ام مطلق :اسمعي يا ليلى ..قلت لمطلق تسافروا في ديره من هالديار تتونسوا فيها .
رفعت ليلى نظرها له ..لكن كان شارد وكأنه ماعليه ..
قالت :اللي يشوفه مطلق ياخاله ..
ابتسم مطلق وقطع صمته وقال :انا اقول مالها داعي ..نروح للمزرعه كم يوم
طالع ليلى وكمل :انا عندي مشاغل و مااقدر اترك اهلي ..
رساله مبطنه ان افهميها ..
كانت نظراته كلها تحدي ..في باطنها يأس تعلم ان كل الطرق مسدوده معه ..
يحاول ان يدثرها بالخيبات ..بغيه رجل ان يطمس كيان امرأه ..
فتحت يدها تنفث صبرا..تراقب تلك النقوش التي صنعتها يد حرفيه بحناء فاخر ..
و ترك هو كل شيء و حدق فيها ..
قامت ام مطلق بحجه انها بترتاح ..الصمت بينهم قاتل ..و الحذر يعتلي كل من القلبين
مالها داعي تقعد جالسه ..جات بتقوم مسك يدها بسرعه وجلسها بالغصب وعيونه
مازالت في شرودها التام ..
قالت برجاء: ارجوك اترك يدي ...طالعت حولها خايفه يشوف احد التنافر اللي بينهم .
رد عليها بهدوء متسفز :واذا ماتركتها ؟شو بتسوين يعني ؟...و طالعها مباشره
ركزت نظرها فيه ..اطالت التفكير في الاجابه..لم تلقى وقت لذلك ؟ وكأنها لاول مره تراه
تلك الحده التي تمركزت داخل حجريه الاسودين ..
صحيح لم يكن يرتدي شماغ..شعره بخصل طويله بعض الشيء
تتطاير بخفه ..و ملامح وجهه قاسيه ..لا تستغرب ذلك فأقواله تثبتها دائما افعاله ..
لكنه وسيم مثلما يقال ..او مزيون مثلما تقول نجمه ..
احتار في نظراتها ..غير طبيعيه ..
وهي التي تغض الطرف ويشتعل وجهها خجلا عند كل لمحه .
حرك اصبعه على راحه يدها ..فخرجت من صمتها وقالت :مطلق ...خليني اروح .
ابتسم لنطقها اسمه و قال :بخليك تروحين ..؟ تأملها لبعض الوقت و تركها وعيونه تراقب بعثره هواء بورقه تتراقص
على ارض جافه ..كمل :تبدعين في دور الزوجه ؟ ماادري اهني نفسي او اهنيك ؟

تحاول جزافا معه ..مازالت تلك القسوه تحفر داخل قلبه و لا تبالي بها
الى متى ؟لم يمضي لها لذاك الوقت في النعيم المرغدا كما يزعمون
بل في جويفاء الشوك ترتجي الحياة ..
لن تبقى مكتوفه الايدي بعد الان..
فإذا كانت ستخسر فالتخسر بكرامه
سحبت يدها بعنف وقالت بصوت مهزوز :انا صادقه مع نفسي ومع الاخرين ..واذا كان هذا اعتقادك فيني
فهذي مشكلتك .
وقفت و وقف معها وقال بثقه بعد نفاذ صبر ..
وهو يقترب منها :طيب قولي لي ولد خالك يومها ويش كان يسوي في بيتكم ؟

سؤال ..طرق في دماغه كالمطرقه في محكمه حاسمه الحكم ..
لابد ان يقضيه ..
منذ ذلك اليوم وهو يرتجي التأجيل ..
لكن الان ..قد اصبح كل شيء في متناول يده وافكاره

سيدع كل شيء في مكانه ولن ينبش الماضي ..اهذا ما جال في خاطره ولم يسمع كلام عقله لاول مره
لما يشرك ذاك بذكراه بينهم ..لم يجدد عهده في حياتها ..

طالعته بجديه بتتأكد من سؤاله من قوه نظراته ..
حجر في بركه راكده ..خاض في اللا معقول
ترك صداه في عينيها ..ذلك العمق اصبح كالمحيط
ضائعه فيه ..
ما الفائده من المعرفه ..
فسبب يتبعه سبب ..و البقيه متواصله
لن اسردها عليك توالياً
دعنا نمضي لما نحن فيه
ولا تعيدنا الى بدايه الطريق..
فسيكلفنا العوده للبدايه ..مشاق و مهالك ..
لا يحق لك ان تطأ قدميك في محظوراتي ..
فهذا شيئا من الصعب علي قوله لك ..
ليس ما يجعل الانثى في عين الرجل بلهاء ..في نظرك انت وامثالك
لن يقدر ما يحدث في قلب حواء من مشاعر
فأمثاله لا يغوصون إلا في عالم العمل ..
عالم يركنون فيه العاطفه ..و لا يلجأون لها.
و لا يقدرون تلك الاحاسيس الوجلة التي تنبض بها قلوب العاشقين ..
لست عاشقه اثملها الحب و جنون المحبين ..
لكني اشعر و اتوجس رغبه في معرفه تلك الوجلات الثقالى بالمشاعر الدافئه
ارخت نظرها ومااعطته اي اجابه ...
شد قبضه يده وقال :ما يهمني اعرف ...
و صارع تلك الرغبه في هزها بعنف ليعرف السبب الخفي ..
قاوم تلك الهاله الحزينه التي احاطتها ..وكأنه اصاب يده في موقع جرحها
جرحت كبرياءه ولن يعترف ابدا ..
سيدع كل شيء في مكانه ولن يكون من الماضي ..
سوف يصنع الحاضر هو وارادته الحرة ..
طالعته و نقائض جميع الرجال ..تتجمع في رجل واحد ..
ادهشها تلك القوه النافذه المطله من عينيه ..و خافت منها حقيقه
قالت لتطفأ نيران قد اشتعلت بينهما :لو ما يهمك ما سألتني ...و وجهت له نظره رجاء بأن ينهي عذابها .
كلمات ..اعتقدت بها انها اطفأت بها اللهيب المشتعل
لكنها كانت مخطأه..فهي كمن تصب الزيت على النار..زادته اشتعالا .
وقف وقال بصوته العميق الواثق ..: ما في احد يهمني لشخصه ..لكني ما احب اكون مخدوع .
ليلى بذهول ..و تجمد غريب سيطر على انفعالاتها ..
يريد ان يكون دائما منتصرا و لو على حساب تعاسه الاخرين ..فلا يهم

انا الهم و الاهات و تمثال الاحزان ,,, و انت الرفيق الي ما تهمه احزاني

*********************

سلك شائك في الطريق ..اما الاستداره او القفز او لا اعلم ..
سؤال خطير كصاحبه ..يرمي قنبلته لتنتثر الاشلاء من حوله
مخلفه الدمار لا غيره ..
زوج على الورق ..مهلك لكل ذره عقلانيه
لاتهمه الحقائق ..لن اعترف بك سوى برجل غريب
دخل حياتي و غير مجرياتها ..وجلب لي التعاسه لا غير .
مازالت عينيها هي تبحث عن مكان ..لتركز فقط و لتستقر على فكره واحده .
وهو يعتقد نفسه احمق ..لطرحه مثل هذا السؤال ..لما يريدها ان تظنه شيئا مهما لكونه في واقعه مهماً
شخصيه فريده ..ليس اكثر من رجل عادي ....
كلماته نطقها بصوت هادئ يخفي غضبه خلفه و هو يعتبر نفسه ليس اكثر من زوج مخدوع .
شهقت كأنها لاول مره تسمعه كلامه غايه في السخف ..ليست غريبه عليه ..امتلأت عينيها بدموع خذلان و تركته
مشت كم خطوه و بعدها رجعت له لن ترضخ له ..وقالت بألم :انا قلت لك خليني اروح ..مادام ماانت واثق فيني
خليني اروح يازوجي المخدوع .
وتركته لتزيد ناره حطب من شجره غضى لا تهدأ اشتعالها و قد توقد فيها لهيب صاري يحرق كل شيء
امامه ..شد على اسنانه ..ويكاد يحطمها ..
هذا مايستحقه ..لن يبقى طويلا
لحقها بسرعه ..طعنته في غفله من امره
قالت اتركها ..حمقاء ..لا تعلم اني لو اقاتل من اجل لاشيء فهي من ستكون لي ..
قبل ان توصد بابها ..فتحه بدفعه واحده
وقفت في منتصف الغرفه وعينيها تراقب ذاك الغضب في عينيه ..كم تخافه ؟ وكم تكرهه هذه اللحظه ؟
عروقه انتفخت بدماء ساخنه ..يغذيها قلب نابض يضخ بشراهه مفرطه ..
في كل كلمه قالتها انذار له ولرجولته..
اقترب منها و كل خطوه يخطوها للامام تبتعد بها هي الى الخلف ..
قال بغضب :عيدي كلامك ..اخليك تروحين ..لو بترك بسهوله ماكنت تزوجتك ..
اخر المطاف جدار ودت لو تخترقه تلك اللحظه ..
و تفر هاربه ليس منه وحسب بل من ذاك البؤس الذي ركن في زواياها و طاب له المقام ..

صرخ بقوه كادت ان تخرق مسامعها و م***ا من ذراعيها وهزها بعنف :اذا كان عندك نوايا ثانيه قوليها لي ؟
غمضت عيونها بحزن ..و للحظه شعرت بحاجه عظيمه لوالديها ..حاجه ملحه ان تتبع اي احد منهم
اما غربه دنيا او مصير اخره ..
انسلت دموع تخون قدرتها على المواصله ..و خاضت كل مكنوناتها ببعثره همجيه لا معنى لها .
قالت بصوت اشبه بهمس :تعبت يا مطلق ..ماعندي طاقه اتحمل اكثر.
ورفعت راسها له ...تسجدي ان يعطف لحالها ..
رقرقه على سطح النقاء..مفردات تعني الكثير ..
فسبحان الله الذي خلق السموات في سته ايام ..
جعل قدرته في اغماض غضبه بنفحه هواء ..بثها الله في قلبه و رحم بها مستضعفه خانتها القوى .
ارتخت عضلاته ..و هدأت ثوران اعصابه ..لا يعلم لماذا ؟
هي اقرب إليه من انفاسه كيف هذا و هو يبادلها انفاسها ..
قريبه لدرجه يشعر بأن نعومه جسدها احالته الى حرير
توقفت بينه و بين رغبه جامحه في ان يجرب كيف هي الانثى في احضانه ..
تمرد رجل اطل من داخله لايهوى ان يكون ساذجا ..
سيره كبرياء لن يخضع لها ..
تركها بسرعه ..اخذ شماغه و جواله و خرج بسرعه .
ذاك العصي ..خانته قواه على اعتابها ..بدمعه و همسه شعر بها ..
لم يكن ذلك الرجل الذي يسطو على ضعف انثى ..
وليس من يهوون ان يرسمون طريقهم على اعتاب امراءه ضعيفه
هو رجل ..يشاركه رجال يعشقون في الانثى كل شيء ..وهو لا يعلم على اي منهم سيكون ..



*************************

تنفس بهدوء وعمق وهو يجلس على كرسيه ..
لا بد ان يهدأ ..و يعرف ما هوالقادم

دخل طلال بإبتسامه وقال :تحتاج شيء استاذ ؟
مطلق بهدوء :مثل العاده ..
وقبل يخرج ..سأل : في احد سأل عني ؟
طلال :طبعا ..لكن اعطيتهم مواعيد مؤجله ..بحكم انك عريس .
ابتسم مطلق و عنده رغبه يطبق الخناق على طلال ..الذي منعه من متعه الانغماس في العمل
سأل من جديد بإبتسامه : كيف الاهل يا طلال ؟
ابتسم طلال بإمتنان :الحمد لله بخير ..
هز رأسه و عيونه تطالع نافذته الكبيره : اوكي يا طلال ..تقدر تروح .
قام ووقف يتأمل الخارج ويديه خلف ظهره ..
سمع صوت الباب قال بتفكير :شكرا يا طلال حط القهوه على المكتب .
بصوت محبب إليه :صراحه ماصدقت انك موجود ..لدرجه اني كلمت طلال وحلفته ..
استدار نصف استداره وابتسم : كيف حالك ياناصر ؟
صافحه بقوه ..وناصر مبهور من صاحبه
ناصر مابين الغضب والهدوء :اعطني سبب واحد لتواجدك في الشركه
رجع يتأمل وقال :اول سبب انها شركتي ...طالع ناصر بإبتسامه وكمل :اظنه سبب يكفي .
وقف جنبه و تلامست الاكتاف مع الفرق الواضح قال : كيف الزواج ؟
مطلق لا رد وكأنه يبحث عن اجابه عميقه ليرد بها لكن ..لاشيء
هز ناصر رأسه وكأنه فهم الاجابه .
التفت لصاحبه وسأله :لا يكون تاخذ و تعطي مع نفسك في موضوع مفروغ منه ..
مطلق بهدوء : ماادري .. ووصل الجواب نموذجيا صرفا ً
ناصر :كيف ماتدري ..مطلق انت فاهم ..فهمني ..انا الي طبيب نفسي عجزت افهم عقلك البشري هذا من ايش متكون؟
اكتفى مطلق بالابتسامه وكمل ناصر بعصبيه : تعرف ودي اضربك ضرب اطلع فيه حرتي وحره ليلى ..
بمجرد نطق اسمها ...اشتعلت عينيه ..في وجه صاحبه
حظر و ممنوع الاقتراب ..ليس لأي احد ان ينطق اسمها ..بسهوله
قال بصوت حذر و طالع ناحيه الباب :لا تنطق اسمها ..يكفي تقول زوجتك
وقف ناصر قباله مع ابتسامه استفزازيه وقال : واذا نطقتها بتضربني ..مثل ماضربت ولد خالتها
احتدت نظراته ..و انعقدت حواجبه بما يشبه قوسين ..يخرج نفسا طويلا في ماراثون مع نفسه
كمل ناصر لما شعر بموقع الاصابه : يعني بتقول اكيد اني اعرفها ..و شفتها و من هذا القبيل ..مو بعيده لو شفتني خارج من
مجلسك و هي دخلت بعدي..بتقول ...اطلق شهقه صغيره لكماله الدور و حط يده على فمه .
ابتسم وسأل بذكاء :بتقول عني ايه يا مطلق ؟
خرج مطلق من صمته وقال محاول ان مايكون غاضب :انا ما اتصلت فيك ..علشان جلسه معالجه ..
ضحك ناصر وقال :طيب ..ليش اتصلت فيني ؟ ايه صح ..كمل جملته وهو متوجه للباب ..:علشان تعزمني على العشاء
ابشر طالع عمرك ..انا عندك من بعد الصلاه..
مطلق :مصدق نفسك انت ووجهك ..اقول لا اشوفك
فتح الباب وقال :مالك دخل ..انا جاي عند امي ...ايه صح بقولك شيء احتمى بالباب وقال بإبتسامه : ارسل تمنياتي
لاختي ليلى بزواج سعيد ..و هادئ وعقلاني ..رغم اني اشك فيك صراحه ..
ماكمل كلامه إلا بالباب يتقفل بسرعه وضحكه ناصر المسموعه ..في الخارج .
و مطلق ..مابين ابتسامه و تكشيره ..
ما صلب في ذاكرته ..لن ينساه
و قولها بأن يتركها لتذهب..مستحيل بل من سابع المستحيلات لديه
لايهم ..اتعيش سعيده ام لا ..فهي تحت كنفي ..
مال على مكتبه ومسك قلمه ..ما بالك يامطلق ؟
اي رياح تعصف بك و لا تعلم اين تروح غدا ؟
لم تكن بتلك القسوه من قبل ..وعليها بالذات اصبح كل شيء ممكنا ..
تعاند رغباتك و تضيع في غمره افكارك ..التي اصبحت تضج في عقلك ..
لست انت من كنت ؟ ولست انت من ستكون الان ؟
فتح يده و تلمسها بالاخرى ..و يطمس مشاعر بتجاهله المعتاد
تنهد بتعب من كثره التفكير ..
اخرجته رنه رساله قادمه فتحها و زاد تعبه ..إلى متى ؟؟؟
اشتدت قبضه يده على جواله ..حمقاء تظن الدنيا قصه قبل النوم ..
ارسل رساله بسرعه وبعدها رمى الجوال على سطح مكتبه ..و هو يفكر .

*************************

دخل سلطان حجرته بعد يوم عمل شاق باالنسبه ..يحاول فيه ان ينسى هذه و يتناسى تلك ..
رمى شماغه على سريره و لحقه بجسده المنهك .
دخلت رغد بإبتسامه ووقالت :السلام عليكم ..
ابتسم سلطان و هو يعدل جلسته ..حس بـتأنيب الضمير لانه اهمل اخته الوحيده لكن ما كان شيء بإرادته
سلطان :وعليكم السلام ..اهلين رغوده
ربت على المكان جنبه ..جلست وقالت :هلا فيك يا ابو السلاطين ..اخبارك ؟
سلطان :تمام ..انتي كيفك ؟ ترى الاجازه قربت تنتهي ..يعني شهر بالكثير و باي باي نوم
تأففت وردت عليه :يا شينك ..يا خوي اذا سويت فيها مجتهد
ضحك سلطان من قلبه وقال :شفتي كيف النذاله عاد
ابتسمت رغد وهي تطالعه ..
رد لها الابتسامه وقال بإستغراب :فيه نكته في وجهي ..علشان تبتسمين ؟
رغد :لا ..لكن حسيت اني اشتقت لك كثير
احتضنها بحنان اخوي ..
و مسح شعرها وقال :اعرف والله اني مقصر معكم ..اعذروني
رغد : الله يخليك ياخوي ..كل اللي نبيه هو سعادتك
طالعها سلطان ..:السعاده ..صعبه يا رغد ..قولي رضا وراحه بال
رغد : حتى هذي فيها سعاده ..ممكن ما تحصل على كل شيء تتمناه ..لكن في رضا لما تحصل على شيء بسيط
حرك شعره ..وقال :الحمد لله على كل حال ..
ترددت رغد في سؤالها و لاحظ عليها ..
ابتسم وكأنه فهم عليها وقال :امي قالت لك عن قرارها ..
هزت رأسها بإيجاب واكتفت بالصمت ..
كمل : احس اني عند مفترق طرق ..اما هذا او ذاك ..لكن رضا امي مافيه مساومه
ابتسمت رغد وقالت بحماسه :والله ريهام مافي مثلها ...
سلطان : انا ماقلت ان فيها شيء ..لكن ..>>اشار لقلبه واتبع ..:لكن هذا اللي فيه كل شيء
رغد بصمت و عينيه تنطق اكثر مما يبوح به ..
ظل لحظه ساكت وبعدها وقف عند نافذه غرفته و عقد ذراعيه على صدره و زفر بتعب طويـــــــل
وقفت جنبه وقالت :لازم تنسى يا سلطان ..الحياة تستمر ..اعطي نفسك فرصه ياسلطان علشان تنسى ..
وانا اقولك من هالوقت ..ريهام تناسبك ..
ابتسمت وكملت :اصلا احسها بعض الاحيان تميل لك ..
ضحك سلطان بصوت عالي وقال : ياحبكم يالبنات للتأليف والمبالغه ..
حمر وجهها و قالت :يا سلام ..يعني انا كذابه
سلطان :حاشاك يابنت حسان من الكذب ..لكن من عندك البهارات .
رغد : سلطان ..اتكلم معك بجديه
سلطان :خلاص ..انا قلت لامي تعطيني فرصه افكر ..لما ارسي على بر اجي عندك واقولك عن قراري
رغد :ياحبيبي ..الله يسعدك دنيا واخره..لكن ارجع واقولك ريهام مافي مثلها ابدا ..
م***ا سلطان و سحبها ناحيه الباب وقال :طيري ياماما ..يكفيني وحده .
ضحكت رغد وقالت : مقبوله يا سلطان ..اشوفك بعدين ..
قفلت الباب وراها ..وسلطان زفر كم هائل من الطاقه حسها تخنقه
ادعاء شيء و اخفاء شيء ..انجاز هائل ..
ضاقت عليه تلك الجدران التي تخفي كم لا يطاق من مشاعره الهالكه ..
مسك جواله ..ودق على زياد ..وخرج بسرعه قبل يختنق بهمومه ..


***************************

مرت السويعات تواليا ..و الوعي اصبح منسيا ..مازالت وحيده
ذاك خرج غير عابئا بها..فليذهب ..اشعر اني لا اطيق تواجده
جمع كل ما اريده او لااريده في نفسي..
اريد الهروب منه ؟ جمع مابين القوه والضعف في حياتي
جعل مني حواء متقلبه ..
تلمست اثار لمساته على ذراعه ..و انتفضت
حتى لمجرد الذكرى .. فصورته المرعبه حاضره ..
تنهدت بضجر ..اتصلت على اخوها حاولت بكل الطرق انها تكون طبيعيه
وعدها انه بيزورها الليله ..فرحت او صنعت فرحه في غمره السكون الذي تسكنه
فتحت باب حجرته ..و اتكأت على الباب تراقب بعثر الكنبه و الاوراق من حولها ..
رتبت الاوراق و طوت اللحاف ..و وقفت قدام النافذه الكبيره ..ترسم دوائر بسبابتها
هي مثلها تدور حول نفسها ..
اتصلت على نجمه لكن ماردت ..
لمن تشكي ضعفها ؟ وهوان امرها ؟هو لا غيره ولا احد سواه
الله جل في علاه..رفعت بصرها وقالت بهمس صادق :يارب ياكريم هونها علي ..
دخلت الحمام توضت وغيرت ملابسها و صلت بخشوع ..
مجرد انتهائها طالعت ساعه الحائط ..خرج من ثلاث ساعات و بعده ماجاء
لماذا تلك الوجلات الخفاف ؟ بطرقاتها المزعجه تشعرك بأن عليك ان تنبتهي لوجوده
اهو حصار يفرضه هو ..بدون وعي منك تحرصين على الانتباه لتواجده ..دوما .
طرقات على باب جناحها..فتحت الباب ..وابتسمت
خديجه :مدام ..ماما كبير يبغى انتي ..
ليلى :طيب ..انا رايحه لها ...وقبل تروح سألتها:خديجه ..البنات صحيوا ؟
خديجه :لا مدام ..مافي يصحى هالوقت ..
ليلى :شكرا خديجه ..تقدري تروحي.
اعوذ بالله كل هذا نوم ..لا صلاه ولاهم يحزنون ..
قفلت الباب و مشت ناحيه غرفه ام مطلق ..
طرقت الباب وطلت براسها بإبتسامتها المعهوده ..: السلام عليكم
ام مطلق على سجاده الصلاه :وعليكم السلام ..هلايمه اقبلي عندي .
اقتربت ليلى وجلست جنبها :تقبل الله
ام مطلق : منا و منكم صالح الاعمال ان شاء الله ...سكتت و قالت بإستنكار :خديجه تقول ان مطلق خرج .
بلعت غصتها و قالت بإبتسامه :ايه هو قال لي ..بيشوف له كم شغله وجاي ان شاء الله .
ام مطلق بزعل :هالولد متى يريح قلبي ..؟ ما يقدر يصبر عن الشركه..
ليلى :ماصار الا الخير ياخاله ..انا ما زعلت ..اكيد شيء ضروري
ام مطلق :الله يكملك بعقلك يابنتي ..ويهنيك ان شاء الله .

دنت ليلى من يدها وقبلتها بحب كبير و كأنها تقبل يد تلك الغائبه ..لعل ما تخفيه في صدرها من حب لها
ضاق ذرعا بإلاحتباس ..فأطلقت حبها لتلك الماثله امامها ..
ابتسمت ام مطلق و مسحت على شعرها ..
انفتح الباب بدون مقدمات ..واطل بوجهه ..اقترب منهم بطيف ابتسامه ..بعدما رأى احتضانهما لبعض
قال :السلام عليكم ورحمه الله
ردت ام مطلق السلام بينما اكتفت تلك بتحريك شفتيها ..
جلس على طرف السرير وقال :لا يكون قطعت حديث خاص بينكم ؟
ام مطلق بنظره لليلى اللي ما قدرت ترفع راسها وتواجهه بعد اللي صار ..
قالت : كنت اقول لليلى ..ان مطلق متزوج قبلك واحده ثانيه ؟
ليلى رفعت راسها بسرعه لمطلق ..
احتار مطلق في كلام امه الوضح و الكلام اللي نطقته عينيها الفاضحه ..
مطلق :خير يا ام مطلق ؟ تبين تولعينها بيني وبين زوجتي .
ام مطلق :اجل تروح وتترك زوجتك لحالها وانتم ماكملتم حتى اسبوع ..
ضحك مطلق وقال ويده تطول شعر التي غابت في زخرفات وهميه صنعتها في سجاده صلاه ..
مطلق :والله يمه كنت مع ناصر ..مريت الشركه شوي اشوف امورها .
تنهدت ليلى بصوت مسموع ..لفتت انتباه كل منهما نحوها .
ام مطلق :ماعليه يمه لكن مره..ماكملت كلامها ..إلا وليلى توقف و تقول :عن اذنك ياخاله بروح اصحي البنات
للصلاه ..واشوف الغداء .
وبدون رد انصرفت ..او بالاصح هربت ..
اسرعت في خطواتها و دخلت جناحها ..وهي تتنفس بقوه ..حشرجه تسد منافذ الاكسجين
دورت على البخاخ ..و طلعته ..استعملته و جلست على كرسي التسريحه ..
راقبت يدها وارتجافها الواضح ..ضمتها .
وفي داخلها تهمس ..تخاف ان يسمعها احد
ما بالك يا ليلى ؟
لا تتوقفي عندما ترينه ..بل واصلي حتى يشقى منك و يودعك للحريه او للسلام
ام عساه حربك الدؤؤبه ..
إلى ما تحتاجين ؟ لكي لا تنقطع انفاسك عن المواصله
ما تحتاجين لتكوني صلبه ..مثله

هٌزت دواخلها بسؤاله المباغت : انتي بخير ؟
استدارت له و طاح البخاخ من يدها ..فتحت فمها بترد ..لكن هزت رأسها بالإيجاب .
والتقطت البخاخ و حطته في الدرج .
كان مستند على الباب ..يراقب بصمت
تحركت من مكانها بغيه الخروج ..
تمعن في البلوزه البيضاء التي تضيق على الصدربشريط ازرق وتتسع بعدها و بنطلون ازرق حرير ..
ألا يمل من مراقبتها ..ألا يفوته شيء منها
التفاصيل الممله مهمه لديه ..اصبح هو معها هكذا
كانت بتخرج من جنبه ..لكن مد يده يمنعها من الخروج
رفعت نظرات مستفهمه ..قال و نظراته بنفس الجمود :أنا ماقلت لك لا تدخلين امي في مشاكلنا ؟
ليلى بنرفزه :انا ما كلمتها ..هي اللي كانت تشتكي .
هذا مايريده ..ان يسمع صوتها
جدال يعلم انه لا رخاء منه .
بغيه منه ان يزعجها و يرى انفعالاتها ..
وكأنه لم يكتفي تعكيره الصباح ..ليزيدها عليها .
رفع حاجبه وقال بسخريه :تشتكي مني ؟ وانتي زودتيها من عندك ؟
ليلى :اقولك انا ماجبت طاريك ..
وخزه شعربها في قلبها ولو يموت لن يعترف بها ..
حست انه غاضب من شيء هي لم تفهمه ..
مطلق : وليش لها الدرجه كارهه تجيبي سيرتي ؟
تأففت بقهر وعقدت ذراعها وقالت : يا اخي الله يخليك ..انا ماعاد فيني حيل ..كفايه
قلت لي ما اتكلم لا حد ..و من دون ما تقولي ..يعني القصه فيها شيء يسر علشان احكيه .

انفعالاتها مضحكه ..تحركات يدها ..و اغتضان وجنتيها ..
و حاجبيها التي تعلو و تنخفض مع كلماتها ..
لما اللوم ..اتريدين ماتسريدينه..انتي السبب فتحملي .

لما لاحظت صمته..مرت بجنبه لكنها فجأه صارت في احضانه ..
حاولت تتخلص منه ..كان يلمها بذراع واحده ..
تسارعت انفاسها ..بل اختنقت بعطره
لكن ما تفعل ..اتدفعه ام تصرخ ام ماذا تفعل ؟
رجل ..و هي في احضانه ..لا خيار لديها
لاول مره في احضان غريب
ليس اخاها او جدها ..بل رجل غريب
رجل غريب ..يا حمقاء هو زوجك هذا ..

لم يصل طولها إلا لأدنى من كتفيه فغاصت فيها ..تحاول عبثا كل الذي عرفته
حجم عضلات صدره و ذراعيه ..و قوته الهائله في تحطيم اي شخص اذا نوى في تحطيمه
يديها مستسلمه ..بعدما خاضت في التحرر تجربه فاشله وانتظرت .

همس في اذنها : ثاني مره لا تقولين لي اخوي ..ماهو معنى اني ما لمستك اصير اخوك .
ابتسم ينتظر موجات الاحمرار حتى تدنو من اذنيها ..و طاب له المكوث يتنفس عبير قد فاح من شعرها
وتركها ..ولم يطل في وجهها ..وكأنه غير راغب في رؤيه نفسه هو في وجهها ..
صد بطريقه سريعه ولم يسمع بعدها إلا خبطه الباب ..
طريقه توضح بأنه يشد قيود موثقه في املاكه الخاصه

استندت على الجدار خلفها ..و حطت يدها على صدرها تحاول انها تهدي نفسها
تلمست اذنها حراره قد سرت منها هي ..
ما زلت تشعر بأنفاسه ..ضغطت على اذنها وكأنها تحاول ان تطمس فحيح همساته
و تخرجها من الجزء السمعي ولو استطاعت لمحتها دون رجعه ..
والتفت يديها حول جسدها ..تداري ألما و حاجه للامان .

و ذاك ..سيد زمانه ..ملأ الغرور نفسه متجاهلا وخزات تعبث بقلبه .
لاول مره يشعر بأن فراغه قد امتلأ..
وانه هدد حياتها بوجوده ..رغم عنها .
لن تسرح بعيدا عنه ..
او تتخطاه بسهوله..
فهو اكبر تهديد لها ..
ابتسم ..بلذه و اعتد بنفسه اكثر و قد امتلك انثى لا يضاهيها انثى .

***********************

اثنان إلتقيا ..و كل منهما معزول عن الاخر بهمه ..يعزف على لحن احزانه بترانيمه الخاصه
زياد ..في حرات الاسى و الالم ..اخته اذاقته طعم الحنضل بدون مقدمات
بعد ان كان غارقاً في الشهد..
والاخر على اعتاب قصه جديده غير مقتنع بها ..و توه اغلق قصه كان هو بطلها
و مازال متقمصاً ..

تنهد سلطان و اتبعه زياد بتنهيده طويله ..
طالعوا بعض بطرف اعينهم و بعدها ضحكوا بصوت عالي ...
زياد :والله حالتنا حاله ..
سلطان :انا وحالتي معروفه ..وانت ايش عندك ؟
رفع اكتافه مع ابتسامه سخريه :لو قلت لك ماادري ويش بلاني ؟ احس اني انسان مليان هموم
ضحك سلطان وقال و هو يشير بالابهام في وجهه : حلوه انسان مليان هموم ..يالله قول اللي عندك
زياد بإبتسامه ترثي حاله و حال صاحبه ..ضائعين في نفس الدوامه
زياد :مافيني شيء ..طيب انت ويش فيك
سلطان : خليني ساكت احسن ..
زياد :بالله قول خليني اضحك ..
سلطان بنظره استغراب :سلامات ..بقول لك نكته انا
زياد بإبتسامه :لا ..لكن ودي اضحك من شيء حقيقه يصير لنا ..
هز راسه و هو يطالع زياد :لا شكلك خالص ..كان الله في عونك
زياد :كان الله في عوننا جميع ..قول بسمعك ..
سلطان بنظره بعيده ما بينه وبين الشتات ..فاصله سيواصل من خلفها رحله الشقاء
سيعلقون فيه ما لا قدره عليه ..
لا يريد انثى بديله لها ..ليس الان على الاقل
فليتركوه يشفى من تلك ..و يكمل حياته

***
و ذاك معه بخفاء ظاهر ..للتو انغرست في ظهره خديعه نكراء
نهش متواصل للذنب وندم يسري كالمرض هالكاً لكل من حوله.
اعادته الايام لما مضى ..ان يدرك ان ذاك الحب كان متلوناً
كان يشبع نفسه بأماني حوريه رأها يوما ..خبأها معه في جيوب الذاكره وليته مافعل ؟
الحقيقه مضت متمهله من امام ناظريه ..و قدم اضحيه في سبيل الحفاظ على جوهره قلبه
ولو يعلم انه فعل العكس ..ضحى بمن احبها و حافظ على وهماً..
قال سلطان بشرود :امي تفكر تخطب لي اختك ريهام ..
زياد وكأن صرع داخل ناقوس لترسل له الصدمه موجات عدم تصديق
جمد مكانه وبهت لونه ...
كمل سلطان وهويلتفت لصاحبه :ما اشوفك ضحكت.

وكيف اضحك وهي من غرست بذره تعاستنا و سقتها ببرودها
كيف تريدني ان اكون و خنجرها مازال مغروسا في قلبي
و دماءي ما زالت تنضح ولم تجف بعد ..
اختي يا ..صاحبي سر حزني
سر سكوتي ..لقد عشقت السكون من بعد فعلتها ..
هي من هوت بحلمي للارض تراباً..
بدلت امنياتي إلى شكوكاً و محاذير و خوف ..
اختي يا صاحبي
سبب تعاستي ..

**************************

اكان يومها طويل ..ام اعتقدت انه طويل ..لم تفعل شيء
كل الذي فعلته انها قضت نفسها في حوار محتد مع مشاعرها
مابين شد و ارتخاء ..
تحاول تهدئه الوضع وبناء اساسات جديده في حياتها ..
نزلت المطبخ ..بما ان اخواتها بيزورنها ..بستوي لهم الصواني اللي يحبوها
ابتسمت لما تذكرت سلوى ..الله يذكرك بالخير ياسلوى
تعرفين للتو اي مطبخ ادخله ..بذكرك فيه على طول ..
خديجه :مدام ..مافي مشكله ..انتي قول شنو اسوي
ليلى :شكرا خديجه ..يكفي انك تساعديني ..انا احب اشتغل
دخلت سمر بوجهها المنفخ من كثر النوم ..جلست على الطاوله بهدوء
ليلى :بسم الله ..الناس يدخلون يسلمون ..مو كذا كأنهم اشباح .
سمر بكسل :مالي حيل ..احس لساني ثقيل .
ليلى : اكيد بيكون ثقيل ..طول النهار نايمه ..يالله قومي ساعديني .
سمر :والله ما اقدر..كفايه عليك خديجه ...اصلا انتي شو جابك المطبخ ..نسيت انك عروس ؟
ليلى بإبتسامه : اهلي بيزورني اليوم ..قلت اسوي لهم كم صنف يحبونه ؟
وقفت سمر جنبها ..و طالعت الصواني ..جات تمد يدها عليها..ضربتها ليلى
:يدك لا تلمسين شيء ..روحي صلي فروضك وصحي اريام معك ..و رجاء مشطي هالكشه كأنك ساحره
ضحكت خديجه ..طالعتها سمر وقالت :يا سلام يا ليلى ..تضحكين علي حتى الشغالات ..؟
ليلى :ليش هم ما ينفع يضحكون ؟
سمر بإرتباك :انا بروح مثل ما تقولي ..وراجعه .
جات سمر بتطلع قالت ليلى : سمر لا تزعلين مني ..انا اعاملك مثل اختي ..
سمر بإبتسامه وهي تقترب من ليلى : افتخر انك اختي و زوجه ا خوي ..في نفس الوقت واشارت بأصبعيها
كملت : اثنين في واحد وضحكت
ليلى :روحي الله يستر عليك ..اثنين في واحد ..صرت اعلان تجاري .
خرجت سمر وهي تضحك ...وليلى مبتسمه من روح سمر المرحه ..
انغمست في الشغل بعد الصلاه ..تحاول انها ما تخرج من المطبخ و تلتقي بمطلق
بتحاول تعزل نفسها بعيد عنه اذا كان موجود ..
دخلت سمر بعدما استحمت و غيرت ملابسها ..: ليلى ..انتي باقي مالبست ..روحي انتي وا نا بكمل عنك
رغم اني مااعرف شو الحكايه ..
ابتسمت ليلى وهي ترفع خصله من شعرها : ياسلام عليك ..مسويه فيها راعيه فزعات وانتي ماعندك سالفه .
انا خلاص خلصت ..ذكري خديجه بالكنافه تراها في الفرن ..هي راحت تبخر مجلس الرجال .
سمر بإبتسامه :ياي كنافه ...اموت فيها يا ناس ..اعتمدي ما انا متحركه من جنب الفرن .
ليلى :خير ان شاء الله ...لاتنسين ..و قبل تخرج سألت :صحيتي اريام معك
جاها صوت اريام من خلفها : وشفيكم اليوم ويش هالازعاج .
سمر اقتربت وكأنها خايفه من اريام انها تقول شيء يضايق ليلى : مافي شيء ..اهل ليلى بيجون عندها
اريام وهي تشرب ماء :كل هذي الضجه ..علشان زياره طيب وشفيها ..؟
بنظره مستفهمه من ليلى ..
خرجت دون اي كلمه ..و كأن رغبتها في تبادل اطراف الكلام معها بالذات مالها معنى .
سمر :صراحه ..انتي قليله ذوق ..كسرت بخاطر البنت
اريام :اقول ابعدي عني موفايقه لك ..يا ام الذوق..صراحه قالبه البيت و مسويه ازعاج
علشان اهلها وان يكن انا ويش دخلني فيها ..
سمر :اريام اعقلي و زني كلامك قبل تتكلمين ..ترى والله اقول لامي عن حركاتك الماسخه .
وخرجت بسرعه ..ابتسمت اريام وهي تهز راسها بحاله عدم اعجاب بالوضع

**********************

ضبطت نفسها بسرعه قبل ماتشوفه ..راح يصلي العصر في المسجد
عدم رغبه في رؤيته ..تتجمع عندها كل الاشياء الكريهه فيه ..و تزعج نفسها في حضوره
دخلت المطبخ ..وشافت ام مطلق ..واقفه تسوي القهوه وسمر جالسه على الطاوله ومعطيه الباب ظهرها ..
ليلى :خالتي ..ويش تسوين ؟
ام مطلق بإبتسامه بعدما شافت ليلى :اللي تشوفينه يابنتي ..اسوي القهوه مثل العاده ..
التفت سمر لها وصفرت بصوت عالي :يا عيني يا عيني ...ايش هالزين كله ..
مسحت بيد خجوله على جلابيتها التفاحيه بلمعتها المذهبه ..مخصره و ممكن تكون مفصله لجسمها ..بأكمام شفافه طويله
منقوشه بزخارف بنيه براقه ..فتحتها مربعه تكشف عن صدرها المزين بطقم الالماس والغريبه انها هديه مطلق ..
الشيء الوحيد اللي لقيته مناسب لها ..
زينتها كانت جذابه ..بأحمر شفاه باهت و ظلال هادئ ملفت يجمع مابين اللونين التفاحي والذهبي و كحل انغمس داخل عينيها
بشكل ساحر ..
ام مطلق بخوف :اذكري الله يابنت ..
ابتسمت ليلى بخجل وقالت :ما عندها سالفه ياخالتي ..وانتي ليش تتعبين نفسك انا سويت قهوه وانتهيت .
ام مطلق :يابنتي ..مطلق الله يهديه ما يحب القهوه إلا من يدي ..
سمر :انا ماقلت لك قبل زواجك ..مطلق مايحب القهوه إلا من يد امي ..
ليلى : عن اللقافه يا سمر .. و كملت لخالتها : مو مشكله يا خالتي ..انتي علميني كيف ؟ وانا بصير اسويها
ام مطلق :خلاص يمه ..كذا ازين لي ولك ..ولزوجك .
ضحكت سمر وقالت : يا سلام على الحركات ...وينك يا مطلق ..الكل يطلب رضاك .
مطلق من عند الباب بوقفته الواثقه :انا وراك يا ام لسان ..
ضحكت سمر و هي توقف .:بسم الله من وين طلعت انت ؟
مطلق :من الفانوس السحري ..
سمر تهز راسها وتبتسم :لا فيه تطورات جديده..صراحه دمك بالمره صار خفيف..
تحرك ناحيتها مدعي الانفعال ..:يعني قصدك ان دمي ثقيل ..
شقهت سمر و رجعت خلف ليلى ..اللي تحاول بأي طريقه انها ما تشوفه
سمر :يمه ..داخله على الله ثم عليك ..بعديه عني ..طالعت اخوها وقالت :دعابه يا خوي دعابه ..
ام مطلق :تستاهلين ..خليه يأدبك ..و تركتهم .
وقف و بينه وبين اخته ..هي
كل نظره يوجهها لسمر يمررها بسرعه على وجه تلك ..
لا ترفع رأسها لمواجهته ..ألم يكتفي منها اليوم بطوله
احتدامات و صراعات بائسه ..
والان ..تزعجه تلك الحسناء بتجددها الغريب
يراها بكل الالوان كزهره في ربيع دائم ..
تصوير لجنه ساحره هي فيها ..
لا ترفع ناظريها لي ابدا ؟ الهذا لاتطيق رؤيتي ..
اتراني شخص غير مرغوب به ..
اختطلت لديه مشاعر كثيره
غضب و استفهام ورغبه و الباقي لا يعرفه
مبهمه تطير في جوفه .
وتلك ليست بأحسن حال منه ..
رغبه في تحريك قدمها والفرار
اتقول مللت منه ؟ ام لا تعد تصبر على وجودها معه
تضيق بها الجدران و تخنقها ..
بمجرد سماع صوته..الاجش تنهار كل حصونها التي ماتلبث ان تبينها ما بعد الانهيارات المتتابعه
ارتعاشات تهز جسدها صارت داءها الوحيد ..
سمر بعدما طال صمته ..حاولت تسحب نفسها وتهرب ..لكنه قدر يمسك بلوزتها و يسحبها جهته
وتلك تراجعت للخلف ..تراقب بصمت و لم تكن معهم ..
استنجدتها سمر ..وهي في عالمها الفارغ ..وحيده
سمر :انتي ..تراه قدامك اللي ما اخذ عقلك ..انقذيني بالاول وبعدها اشبعي فيه.
من قلبه شكر عميق لتلك الصغيره ..التي رأى بها هاله الخجل والتوتر التي غمرتها
ولو كان في غير مزاجه ..لوبخها لكن هذا مايريده
ان لا تبتعد عنه ..و تحلق في عالمها سارحه ولايعلم من يكون معها هناك ؟
ان تعود إلى عالمه مجبره ..
ليلى بإرتباك واضح : ملقوفه ..لسانك هذا يبغى له قص .
مطلق هز راسه و كانه يوافق على اقتراحها ..
سمر : مالت عليك ياالخاينه..استنجد فيك واثاريك مو كفو
مطلق :اعد لك يا ثلاثه ولا اشوف وجهك في المطبخ
ابتسمت سمر وقالت وهي تغمز له :ما يحتاج يا خوي ..قول انك تبي تستفرد بحرمتك وانا..
مطلق بعصبيه :سمر ..
خافت سمر ورفعت يديها بإستسلام ..و خرجت بسرعه ..
التفت لتلك وعيونها للخارج ..وكأنها تأمل في اللحاق بأخته
يبحث عن كل شيء و عجز عن الوقوف عند شيء محدد ..
ارهقه البحث ..في جوف عينيها و في شفتيها و اشياء اخرى
اقترب منها وقال بصوت عميق : لهذي الدرجه ماتبين تشوفين وجهي ؟
تأمل ان تكلمه بهدوء وان لا يتعدى حديثهما جدران المطبخ ..
بهدوء اجابته وعينيه تجوب نقش الحناء الباهت :انا ماقلت شيء ..واذا تبي تفسر على كيفك ما عندي مانع .
رفع راسها بحده بطرف اصبعه وقال بنرفزه :لما تكلميني طالعي فيني ..في وجهي ..عيونك في عيوني ؟
كل كلمه نطقها خرجت بحده قاطعه ..تهديد كالسهام يغتال صبرها ..
وها هو ما يريده وهي عكسه لا تريد ..
العيون تبحث في بئر عينيه ..عن حنان مركون
او عطف كالذي يمارسه على اخوان دمه ولا يعرفه معها
عن امان في كيان رجل ..رجل كالذي تشيد به العرب
و انتخى به البدو في عز الاصاله و عادات اضمحلت برمال الامس الذي مات ..
ذلك الذي ميز الذكر به عن الانثى ..
الرجل القائم على المرأه ولو بفتات شفقه..
تبحث فيه عن البدائل ..اخ واب فيما مضى
وزوج في حاضرها الان ..
اشتدت يده على ذقنها ..و بصمته قد اتضحت بإحمرار من شده لمسته
سيحطمها دون شك ..
قالت :رجاء اذا كان عندك اي شيء ..اجله ؟
تأمل عينيها بغضب جارف ..
ضرب على طرف الطاوله بقبضته ..جعلها تذهل منه و تهابه
قال من بين اسنانه يشد بكلمات و يكاد يحطم فكيه : مو على كيفك ..انا اللي اقرر و هذا اللي في دماغك بمحيه ..؟
وحرك رأسه بطرف اصبعه ..و تألمت منه لكن بصمت ..
اجابته بصوت منقطع :علشان مصلحتك ؟
حشرها في زاويه وقال : و من متى تهتمين بمصلحتي ؟
طالعت جهه الباب و طالعته وقالت بهدوء مضطرب : مطلق ..ماهو وقته الكلام ؟ ممكن اي احد يدخل المطبخ ؟
بصمت يراقبها ..انفاسه ألسنه نار موقده..
علقت عينيه بزمرده الذين صدره ..ذلك هو امضاء اخرى على صفقته..
رفع يده لخدها الايمن و حركه بنعومه و كأنه يذكرها بوصمته الماضيه
صفعه دوت في عقلها الخائر ..
وقال :تحسبين نفسك بتهربين مني دائما ؟
حس بأنفاسها تدفء وجهه ..و عينيها زائغه هاربه منه ..خائفه من القادم
وكمل بسخريه :لو انتي ما تبيني ما بموت حالي عشانك ..انا كمان مابيك ..

لن تبكي ..لا ابدا لن تفعل ..
لن تذرف دمعه من اجله ..
هانت عليه بصفعه قبل ان تدخل منزله ..
وها هوالان يهوي عليها بصفعات متواليه تخشى بعدها البكم ..
تخشى بعدها العمى الدائم ...تخدر كلي لمشاعرها ..لتصبح مثله بلا احساس .
ردت عليه :يوم انت ماتبيني ..ليش مخليني عندك ؟
مشى كم خطوه بعدما تركها وطالعها بإبتسامه سخريه :انا اذا امتلكت شيء احب يكون قدامي دائما ؟ معلومه للفائده ؟
وخرج بهدوء وسلاسه ..كذاك الذي انسل من روحها النازفه
مرثيا ..لتغريده الاحلام التي اصابها الخرس .
لاعناً..كل رجل على شاكلته ..و هو اول القائمه
كرهته من الصميم إلى الصميم ..
انتفضت ..قلباً ، شفةً ، وجهاً ، رمشاً
بضعه ألفاظ ..قضت به مقبره الاحياء
وعدٌ منه بالشقاء الابدي ..
فيا جراحي منه تعمق اشباراً و تزياد تقطيع النياب على الامل ..
وموكب احزان يعقبه موكب ..
من شهداء الاحلام والاماني التي سقطت على ارض الانتظار .
و توسدت الصمت ورثاء النفس ..وبينها وبين خالقها نداء قصي
فيا روحي استكني مكانك ..فخالقك اعلم بحالك ..

***********************

زمجره و هدير ..و زمهره خفيه ..لا يعلم احد بها
تحاكي محيط في حلكه الليل
صحراء حيث يدفن الاشلاء و يخفي اسراره الغرى ..
تحت كآبه لم يعرفها من قبل ..
راح يحفر كالرفش يشق روحها الحية ..
يلتفت حول نفسه كالمجنون ..
سيقتلها ..
لم يكن هو من يفعل ذالك ؟
رجل روحه انا وقلبه انا ؟ لكن ليس انا ؟

تنهد بيأس واقتنع ..
انه ليل طويل ..هو مرآتي و سواد قلبي
ميت لا تهمه تراتيل الحياة ..
كره ...اللون ، والنغمه ، والهمسه ،
و ذكريات خشنه ممقوته فظه ..تآكلت و ثوى هو في الفراغ
يغمض عينيه ليرى عذابات طالتها يداه ..
و رقه مزقتها حده كلماته
لكن ما يفعل ؟
فصورته تطاردني ..و تهمس في اذني بما لا طائل منها
في عذريه لطختها دماء عشق فتي ..
وهي تهفو في نفس خوف مني وإلي ..
يشق على مسامعه شهقات لم تطلقها ..
سأعلن السلام ..سأتركها
سأرحل عنها ..
سوف أقتلها ..ان استمرت في حياتي
سوف يخلصها من جسدها ..وهو ليس بقاتل
رجل كان يريد بأفعاله ان يسترد كرامته التي هدرت..
لكن الحذر الذي يصيبه فما هو إلا حذر انسان ..
احتدت نظراته ..على نقطه سوداء وسط جداره السرابي ..
واطال التفكير ..
غير مبالي بتلك العينيان المتربصه تستبيح النظر بنكران الهويه .


*******************

لو قالوا أنها أبرع ممن احترفن التمثيل ..و مارسن فنون الادعااءت والزيف .
وانها تستحق جائزه على وقفتها تلك ...لكانت صدقت حقا ؟!!
و طالبت هي بها ؟
تبتسم بسعاده و بشاشه وجه و اعتلاء فرحه لا تماثلها فرحه
والجميع يسرون إلى انفسهم ..مااسعدها ؟ و ما سرها ؟ ويا ليتني مثلها ؟
جلست جنب جدتها وفرحتها كبيره :كيفك ياجدتي ؟ تاخذين دواك ؟البنات يقومون بدري ؟
ام مطلق :حيلك بابنتي ..خذي نفسك جدتك عندك ؟
الجده بذاك الحب الذي لا يموت :ويه يايمه ..البيت من وراك ظلمه ..لكن مير هذا نصيبك
لا تخافين علي ..انا بخير ..فاطمه ما تقصر و سلوى ..لكن الملسونه هند تطلع روحي .
ماتسوي الشغله الا اعيدها اكثر من مره .
ليلى بنظره عتاب لهند التي لم تبالي بذاك الحديث .
ليلى : فديتك يا امي ..اذا بغيتي اي شيء دقي علي ..انا اجهزه وارسله لك ..
ضحكت الجده وقالت :الله يسعدك يايمه ..شوفي زوجك الحين ..ولاتسألي فينا ..
سلوى بعتب لما لاحظت تغير ملامح ليلى : جدتي يا سلام ..من كل يوم يصحى معك و يفطر ويسولف
ماخليتي ولا سالفه زمان ما ذكرتيها لي .
الجده :لا تصدقيها ..تتوسد المخده وتنام وانا طول الوقت احكي لحالي ..
ضحكوا الجميع بينما اكتفت هي بالابتسامه ..
دخلت في تلك الجمل التي تتطاير من الجميع ..وحتى المشاعر
وحتى من تلك ..التي جاءت على حين غرة ..فاتن تصرح بنظرات حاقده
وتخفي في القلب حقدا عظيما تأكله نارها الموقده..
تشاغلت ليلى .مع اختيها بالتحديد ..وسمر .وتلك المتربصه تقترب من بعيد
سلوى :بعد يومين راجعين الديره .
ليلى بحزن :بشتاق لكم جميع .
سلوى بفرح :ما نحن بمطولين ..سعود يفكر ينقل الرياض ..علشان هند والجامعه
هند :ايه صح ..امي شارت على جدي ..وهو وافق
ليلى :ياليت جدي يوافق و تنقلون كلكم ..لكن كويس علشان هند ..الله يوفقك ياهنوده
سمر :يا كرهي لسيره الجامعه ..غيروا السالفه
ليلى :ليش ..؟عكس انا افكر اني اكمل دارستي ..ويش رايك ياسلوى بما انك تكونين قريبه ؟نكمل سوى ؟
سلوى :انتي صادقه ؟ لواموت مااكملها ..انا بالكاد طلعت من الثانويه تبين تورطيني بالجامعه ...لكن تعالي
تتكلمين جد
ليلى بجديه :ايه والله ..بشوف كيف الوضع ؟ و ادخل مع سمر
سمر :تحمست صراحه ..انا وياك والله حلوه الفكره
تدخلت فاتن وهي تجلس بينهم ..سمعت سالفه جامعه شو عندكم ؟
هند :ليلى تقول بتكمل دراستها ؟
ضحكت فاتن بإستغراب ..:صدق ياليلى
ليلى :ايه اكيد ..ليش السالفه تضحك ؟
فاتن :لا ابدا ..مو قصدي ..
لكن عاده البنات ما يتزوجون الا هم خالصين من الدراسه وانتي الحين مسؤليه بيت وزوج وكمان
ممكن اولاد .
ردت سمر بحده : صدق انك متخلفه ..
في كثير من البنات اعرفهم كملوا و درسوا ومعهم دسته عيال و ما منعهم ..لا وعكس كانوا متميزين دائما .
ابتسمت ليلى وقالت بهدوء :العلم ماله عمر او حاله استثنائيه ..انا رغبتي اني اكمل وماعندي مانع .
تدخلت ام فاتن بأسلوبها المدعي :كلامك عين العقل ..تفكير سليم ..
التشجيع للعلم مهما كان عمر الانسان و قدرته على العطاء مافي شيء يمنع ..
امتعظت فاتن من تدخل امها وقالت بسخريه :حتى مطلق ما عنده مانع ؟
ارتبكت ليلى وقالت :اكيد ..ما بيرفض ...وغابت في ضبابيه جمعتها به .
و كثر النقاش ..وعيون فاتن تراقب ..وانسلت بهدوء دون علم احد .

الوقت الجميل ينسل بسرعه ..وقضاء الوقت مع من تحبينهم يمضي مهرولا .
جلست بتعب و ابتسمت لما احتضنت اخوها ..ممكن اكثر واحد كانت محتاجه لحظنه
رغم احساسه بأنه فيها شيء ...لكن انكرت و بإجتهاد مبالغ فيه .
جلست جنبها سمر ..وقالت :مرتاحه علشان شفتي اهلك ؟
ليلى :اكيد ..احس اني باأبكي ..لمااشتاق لهم ..واني مااقدر اشوفهم كل وقت .
سمر بحزن :ياقلبي عليك ..
وقفت ليلى و تنهدت بتعب ..قالت :يالله سموره تعبانه واصله حدي .
سمر :بدري ..
قرصتها ليلى :بدري من عمرك ..احسبي حسابك يا حلوه بكره بصحيك بدري .
سمر :لا الله يخليك ..
ما اعطتها ليلى اجابه ..تركتها و طلعت بتعب
قبل تفتح باب جناحها ..انفتح من الداخل .
رفعت حواجبها واستغربت ..سألت بعصبيه :انتي ايش تسوين عندك ؟
فاتن بإرتباك :كنت اشوف الجناح ..البنات مدحوه لي قلت اشوف ذوق مطلق..
ليلى : و ماتعلمت انه من الذوق والادب ..لازم تستئذني من اصحاب البيت ؟
ضحكت فاتن وقالت :استئذان ..شكلك نسيت حالك ..هذا بيت خالتي يعني ادخل واخرج على كيفي .
ومشت من جنبها ووقفت وقالت بصوت مستفز :اساساً هالمكان المفروض يكون لي ..

طالعتها ليلى ..تكون مكاني ياليتها كانت وريحتني من همي الكبير
دخلت جناحها وصفقت الباب بقوه..طالعت حولها
مقهور من تصرفاتها ..اصلا هي طول الوقت نظراتها ما كانت طبيعيه لها ..
ليش كل هذا ؟ يا ليتها اخذته وفكتني منه ..
كنتي ريحتيني من ثوب الحزن والكذب اللي انا لابسته ..
يعني من وين ألقاها ؟منك ولا من مطلق ولا مني انا ..؟
التفتت حولها ..خايفه من عمايل ما تدري عنها اساسا
خافت تكون شافت غرفه مطلق وقتها تعرف انهم ينامون منفصلين .
بسرعه راحت تشوف ..لكن الحمدلله لقتها مقفله..
تنفست براحه ..لكن انتبهت للغرفه الثانيه انها مفتوحه
لاول مره تدخلها...دخلت لخطوه واحده و حست انها في عالم ثاني غير عالمها الخارجي
جدران بصفوف عاليه مليئه بالكتب ..
مرت بأصبعها على الكتب و ما قدرت تحصي عددها ..
ابتسمت ..و كأنها لقيت لها حل ..للهروب من سيطره مطلق.
لفت حول المكتب الكبير ..والكرسي الاسود ..تلمسته وجلست
غمضت عيونها ..و هي تدور فيه ..
وبعدها توقفت للحظه ..و كأنه تذكرت شيء مهم ..
صحيح تذكرت انها تبكي ..تبكي
نسيت ..ابتسمت لانها نسيت لكن الافضل..
خرجت بعدما قفلت المكتب ..
اخذت لها دوش و لبست بيجاما زهريه ..
اخذت جوالها ..شافت رسالتين ..واحده من الرقم الغريب والثانيه من نجمه.
وثلاث مكالمات كلها منها ..
طنشتها ودقت بلهفه لنجمه ..
ردت نجمه :ياهلاو الله بالعروسه
ليلى :هلا فيك ..كيف حالك ؟
نجمه بهمس :انا طيبه انتي اللي كيفك ؟ وكيف مطلق معك ؟
ليلى :تمام ..غمضت عيونها بقوه وكملت : لا ابدا مو تمام ..
وبكت بصوت خافت .
نجمه بخوف :ليلى ..لاتخوفيني عليك ...لا يكون اذاك او ضربك مره ثانيه .
ليلى هزت راسها بنفي وردت عليها :لا .لكن قاعد يخنقني ..فيه قسوه كل العالم
ما عمري شفت رجال مثله ..
نجمه :ياقلبي عليك ..انا داريه انك ما تتحملين ..وانك حساسه زياده عن اللزوم ..
لكن لا تحطين في بالك ..اياني واياك تضعفين ولا تكتمين في قلبك ..
ليلى :نجمه انا مو داخله حرب.
نجمه :إلا حرب ..اعنبوا ترى زوجك ثور ما ينعطى وجه..
ضحكت ليلى وهي تتخيله ثور ...يا حبي لك والله ..شخص يمد بالطاقه خفيه
يحاكي احزانك وينسج منها أملاً ..
يصنع منك انسانا اخر في لحظه واحده .
صوته يسكن الروح..تعرف انك تعود إليه اذا ضاقت عليك دنياك .
ليلى و هي تمسح دموعها : الله يسعدك يانجمه ..إلا ماقلتي لي اخبار اهلك ؟

نجمه :والله الحمد لله كلهم طيبين ..عبدالله قبلوه في العسكريه ..والله اني بشتاق للقرد من الحين ..
و صالح على حطت ايدك ..في هالوظيفه الحكوميه ..ما نشوفه إلا خميس وجمعه .
ابتسمت ليلى وقالت :يا حبي له صالح ..ياليتني اخذته
ضحكت نجمه وقالت :اقول لا يسمعك الغوريلا اللي عندك ..و تراه غرقان لشوشته يحب الاخ ..
ليلى :لا هو مو موجود ..و من هي اللي يحبها صويلح ؟
نجمه :ماادري من هي ماقال ..إلا تعالي اما امحق عريس ..زوجك ذا المفروض ياخذ المركز الاول في ثقاله الدم
إلا ليلى ..ابغى اقولك شيء ..و خفضت صوتها ..
ليلى :ليش خفضتي صوتك؟
نجمه :ماابغى احد يسمعني..امي نايمه جنبي ..وخايفه تجيني ضربه مباغته لما تسمع كلامي .
ليلى :مادام هذا اولك معروف تاليك ..يالله تصبحين على خير
نجمه :يابنت خلينا نستفيد ..حرام عليك
ليلى :انتي ما تتغيرين ..هاللقافه في دمك ..بكره بتتزوجين وتعرفين كل شيء ..
ضحكت نجمه وقالت :افااا ..ماعليه صرتي نذله ..على صويحبتك .
دخل مطلق الغرفه بدون مقدمات ..و خافت من دخوله المفاجيء ..
دخل الحمام بسرعه ..
قاطعت كلام نجمه :نجمه ..مطلق جاء..اكلمك بعدين
ضحكت نجمه : بالله..اجل تصبحين على سعاده يا عمري
ليلى :يسعدك ربي ..تصبحين على خير .
وقفلت منها ..و شدت اللحاف عليها ..و اعطته ظهرها .
مرت عشر دقايق قبل يخرج ..ظل فتره ساكت
وقال بأمر :ليلى ..جهزي اغراضك .
جلست ليلى بسرعه ..و ناظرته بإستفهام مريب ..
معقوله اللي تفكر فيه ..
رجفت بخوف ..
ماقدرت تاخذ شيء مفيد منه ..الجمود يكتسحه
وعيونه جزء من الظلمه تغطيها ..
اعطاها الامر بحده ...و خرج تعصف بها الافكار
واشتد بها اليأس ..حتى استعصى عليها النوم في عز النعاس .
تغمض عيونها غصب و تدعي اللامبالاه ..
ما خلت شيء ما عدته ..
لكن ارق بسبب فظيع ..
ما قدرت تصبر قامت ..
ولحقته لكن ما كان موجود في غرفته ..
دقت الباب وفتحت ..كان جالس على المكتب ..
رفع راسه لها بفضول..وهي مانعت نفسها ان تطالع الكتب ..
ركزت معه وهي تسأله :ليش اجهز اغراضي يا مطلق ؟
ابتسم وهو يقلب صفحات الكتاب دون هدى ..وقال ببرود :ليش انا قلت جهزي اغراضك ؟
تنهدت بملل و شابكت يديها وهي تقول :ايه قلت لي اجهز اغراضي .
دار على مكتبه و جلس على كرسيه وقال :انتي دائما تقولين خليني اروح ..طابت لك العيشه معي واظنها رغبه مشتركه ؟
ليلى و تنفسها بدا يعلو و هي تسمعه بكل برود ..
كمل و هو يرتخي في جلسته :بعطيك حريتك يابنت الناس ..ولا تلوميني بعدها ؟
ورمى الكتاب وكأنه يعلن النهايه بدماء بارده تجري في عروقه و قد استحال جليداً: ليلى..انتي طالق
و انتهى من ذاك المتربص به ..
و العقد الذي قيده ..ولم يطقه ابدا ..
كانت تضحك بداخلها ..ولاتعلم لماذا بالتحديد؟
اتضحك على حالها الذي لم يتبدل
هو نفسه لكن تغير الجلاد
تغير من يذيقها المراره بألوان العذاب ..
هوت نفسها للقاع كم فعل جسدها على ارضه ..
و حينها ا دركت انها تريد دائما ان تكون فاقده للوعي دون احساس.


 توقيع : همس الحرف

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أراك, الدمع, الصبر.....كبرياء, سيلتك, فـٌي
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +4. الساعة الآن 12:54 AM.



Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas