عندما تتزوجي، لا تتزوجي لمصلحتك، لأن يكون حليلك بحوزتك ،تأمرينه بإشارتك..
إذا أردتي الزواج من أجل أن يكون لك شخصا ملكك، و تنسي او تتناسي أن لزوجك أهل، أم وأب،أخوة وأخوات ،فاعلمي أنكِ ظلمتي الزوج، وظلمتي أهله الذين كرّموكِ وفرحوا عندما وطأت قدميكِ منزلهم..
اعلمي،
أنك ظلمتي عائلة بأكملها، وبعثرتي شملها، وقطعتي رحمها ،ومنعتي ابنها من بر والديه وجعلته لهم من العاصين..
أرجوكِ،
لا تتزوجي كي تنزعي ورقة من شجرة، ولا لأن تسكني غرفة من بيت..
بل تزوجي لكي تزيني الورقة التي اختارها الله لك، بل ولأن تزرعي نفسك في غصن تلك الشجرة ،لأن تكوني منها وفيها حتى وان كنتِ من أقصى الجنوب او من اقصى الشرق..
صديقتي:
كم من عائلة تشتت، كم من أم بكت، كم من ابن أهمل أحلام أبيه وراح يخوض في سعادة زوجته..
إن المأساة التي نراها اليوم، تجعل الأخت تخشى انتقاء الزوجة لأخيها، تجعل الأم تبدو كالعاملة لزوجة ابنها ،تجعل الأب ينظر لأبناءه وكأنهم غرباء، فأبناءه ما عادوا إليه أبدا ،وأحلامه وطموحاته فيهم باتت في سبات عميق، وبل وطارت وكأنها لم تنبني من سنين..
لا تقولي إن أهل زوجي مُتعبين، لا تقولي إن عاداتهم مختلفة عن بيتي الذي ترعرعت فيه، لا تركني بغرفتك طوال اليوم وتتناسي أن هناك أم بمثابة أمك متعبة، مرهقة، بل وتزيديها بإزعاج أطفالك..
والله بات الحال مرهق، كم من عائلة كانت في سلام إلى أن جاءت إليها زوجة الإبن التي فرح الكل بها لتقلب البيت رأسا على عقب..!
اقرأي كلامي ولا تقولي أن من يكتب لا يعيش الحياة التي أعيشها، أنتِ التي نطقتِ بالموافقة على الذي تقدم لخطبتك، فاسعي أرجوك لأن تكوني محل تلك الموافقة، فالموافقة ليست غرفة تسكنينها و ليست تصريح تتسلطي به على زوجك، فالموافقة ليست عقد على أن تمشي أم زوجك تحت أمرك..
سيدتي،
إن لم تكوني قادرة على اعتبار أم زوجك كأمك، وأبيه كأبيك، واخواته كأخواتك، ابقي في بيت أهلك وقولي لست قادرة على الزواج..
لا تجعلي الكل يبكي، لأنه كان سببا في اختيارك..!
فالزوج قد يكون مطيعا لأمه وأبيه بسببك، وقد يكون عاص بسببك أيضا، فاصلحي قدر المستطاع ولا تدمري شيئا أرجوكِ..!
فلا نريد ان يزداد الحال سوء، بل كل ما نبتغي هو الإصلاح..