.. لسعة نحل ..
لمن وصلت لحيته نصف صدره ..
بحثا عن رضا ربه ,,, لكنه
يُغضب امه ويُبكيها ولا يصل رحمه !!
:
:
المتأمل في أحوال كثير من المسلمين اليوم
يجد تناقضا ظاهرا بين ما أوصاهم به ربهم
من رعاية حقوقه وحقوق والديه والعباد
وبين ما هم عليه من تفريط في جنب الله
وعدم رعاية لحقوق والديه وعباد الله
بل كثير من الناس يظنون أن التقوى هي القيام
بحقوق الله تعالى دون حقوق والديه وعباده
وأن الدين قاصر على معاملة الخالق دون المخلوق
فيهملون حقوق والديهم والعباد بالكلية
أو يقصرون فيها ويستهينون بظلم الناس وبخسهم أشياءهم
:
وإنك لتعجب من أناس يحرصون على أداء الشعائر التعبدية
ويلتزمون بالمظاهر الشرعية ويجتهدون في نوافل العبادات
من صلاة وصيام وتلاوة وذكر وغيرها
ولكنهم لا يولون جانب المعاملة للخلق اهتماما يذكر
ولا يرون لحسن الخلق مكانة تعتبر
فـــ تــجــد عند بعضهم مع الأسف من ..
الحقد والحسد والعجب والكبر والظلم
والبخس والبغضاء والشحناء والتهاجر
والتدابر والكذب والتدليس والغش والمخادعة
وإخلاف الوعود ونقض العهود والقطيعة والعقوق
ومطل الحقوق وأكل أموال الناس بالباطل
وخيانة الأمانة والولوغ في أعراض الناس
والسعي بالنميمة والإفساد وتتبع العورات
والتدخل فيما لا يــعـــنـــي
ما يتنافى وكمال الإيمان ويتناقض مع ما هم عليه
من مظاهر الصلاح والديانة .!
وكأن معاملة الخلق ليست من الدين
أو أن صاحب الخلق الحسن ليس بمأجور ولا مشكور
وصاحب الخلق السيئ ليس بمذموم ولا مأزور
أو كأن ظلم الناس لا حرج فيه ولا بأس
مع أن ظلمهم أشد من ظلم العبد لنفسه
إذ حقوق العباد مبنية على المشاحة والمقاصة
وحقوق الله تعالى مبنية على المسامحة
:
ومن فرط في جنب الله كان بإمكانه أن يستعتب ربه متى شاء
:
لكنه إذا ظلم الناس لم يضمن
أن يحلوه ويسامحوه في ظلمه لهم وتعديه على حقوقهم
:
بل إن حقوق العباد يجتمع فيها حق الخالق وحق المخلوق فالله تعالى لا يرضى لعباده الظلم
وأحب الناس إليه أنفعهم لعباده
وأرعاهم لحقوقهم، وأقومهم بمصالحهم
:
والحقيقة أن هؤلاء يهدمون ولا يبنون
ويفسدون ما يعملون
ويُحبطون حسناتهم من حيث لا يشعرون
فهم يجتهدون في أداء الفرائض والنوافل نهارهم وليلهم
وقد يصبح الواحد منهم ولا حسنة له
ويجمعون حسنات كـــــ أمثال الجبال
من صلاة وصيام وصدقة وذكر وغيرها
ثم يذهبونها بأنواع من الكبائر المتعلقة بظلم الخلق
وسوء معاملتهم
وربما عند المعادلة لا تقوم أجور صلواتهم وطاعاتهم
بإثم ظلمهم للعباد ومطلهم حقوقهم
وهذه وربي هي النكسة المردية والخسارة الفادحة
والغبن الفاحش والإفلاس الذي ليس بعده إفلاس !
:
مع التحية والتقدير ..