:
من راح من كيفه كيفه يوديه .. خلة على كيفه وكيفه يجيبه
:
الزعل يبعث الشقاء والألم بالنفس لذلك يجب محاولة تجنبه
ثـمـة ســــؤال مـهم .. هــو:
لماذا نتغافل ونتعامى عن آليات أكثر تحضراً
ونتجاوز سلوكيات أعظم رقيّاً
ونذهل عن تفاعل أجمل مآلاً وأقل جهدًا من الزعل .؟
وما هي الأسباب التي غرست ملكة الزعل في نفس الزعول؟
:
أقول: إن البعض يولع بطبع الزعل ويأنس به من بيئته
فـــــ كأنما تربى على أن الزعل هو الطريقة الصحيحة
لعلاج المواقف ..!
:
وهناك من ضعفت حجته وهزل منطقه
فيمارس الزعلكحيلة نفسية
لتغطية سوأته الفكرية والنفسية بالزعل
ويا ليته ستر نفسه بما يُستر .!
:
وهناك من يزعل لأمر قد توهمه رجمًا بالغيب
وتسليطًا للظن لا أكثر!
:
وآخر يمارس الزعل كــ مخرج من خطأ هو ارتكبه
فيخطئ ويزعل ( حشف وسوء كيل ) !
فهو كمن هبط من الحصن للسجن .!
:
وهناك من نضبت مشاعره وجفت ثقته بنفسه
إذ يتسول المشاعر عن طريق الزعل
وذلك بالعمل على استجلاب الاعتذار منه وإرضائه
من قِبل مَن حوله ..!
:
وهناك من يجعل من الزعل متنفساً له
من ضغوطات الحياة، أو من علة جسدية
وهذا سلوك جائر فيه ظلم شديد لأبرياء تمارَس
عليهم إزاحة نفسية كريهة ..!
:
وثمة قاسم مشترك لمن ينتسب لنادي الزعل
هو أنهم لا يعبّرون عن سبب الزعلولا يفصحون
عن الخطأ الذي دعاهم للهجر والقطيعة .!
:
ومن سلوكيات الزعول الصمت الجاف
والجملة الوحيدة التي تنطق بها شفاههم:
ما فيني شيء .! فلا يذيع ما في صدره ولا يصرح بما في نفسه .!
:
وهذا الزعول لو اختلى بالآخرين لانطلق في سرد
بكائياته وآلامه ومواجعه ناظماً معلقات
الرثاء للنفس وملاحم لتأبينها .!
ولا يلبث الموقف الذي أزعجه إلا وقد انتشر
انتشار الصبح وتداولته خاصة الناس وعامتهم
فــــ الكل يعرف إلا من المزعول منه .!
هـــاتكاً للسر فارياً للعرض .!
:
ما أجمل العبارة التي كُتبت في لوحة
عُلقت في واجهة استقبال أحد الفنادق التي تقول:
إن أرضيناك فتحدث عنا, وإن لم نرضك فتحدث إلينا .
لماذا لا تكون هذه العبارة قاعدة لنا جميعًا؛ حتى ينحسر منسوب الزعل
وتتقلص مساحات الغيبة والافتراء؟!
:
عندما يبدر من أحدهم تصرف ما فالتمس العذر
ونقب عن المبررات أو فــــ لـتـتـغـافـل وتـتـسامح
خاصة إذا كان ذا رصيد عال من العطاءات معك
وإن لم تقدر على هذا فاستوضح واستجلِ وعبِّر
عما ضايقك بأدب ..!
:
تذكروا أن الشخصية القوية الإيجابية الفعّالة
هي من تبادر لتبديد الغيم وحل الإشكاليات وتهدئة النفوس
ولستُ - والله - أرى شخصية بضعف الزعول
لأنه باختصار ألغى كل وسيلة تواصل وتفاهم
وجنح لتلك الوسيلة السلبية التي تزيد الأمور تفاقماً
والأرواح وحشةً والقلوب بُعداً .!
:
ومضة قلم
أصعب شيء يمكن تعلُّمه في الحياة هو أي الجسور
يجب أن تعبرها .. وأيها يجب أن تهدمها