خلق الله تعالى البشر ضمن قدرات خاصة تختلف من شخص إلى آخر، وجعلهم على قدر من التمايز لاختبار أفعالهم الناتجة عن وجود هذه القدرات، وهذا ينعكس على إنجازات الإنسان في حياته من خلال استغلال ذلك بالشكل المطلوب، وقد تكون هذه القدرات بدنية، أو عقلية، ويؤدي وجود قصور في قدرات الإنسان إلى التأثير على ما يستطيع الإنسان إنجازه من مهمات، وعلى ممارسة نشاطات الحياة اليومية بشكل طبيعي، ويجب تقديم الرعاية والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة، وأن تُرَاعى إعاقاتهم مهما كان نوعها، فهم قادرون على العطاء والإنجاز ضمن ما منحه الله لهم من قدرات وإن كانت محدودة، فما هي الإعاقة العقلية.
الإعاقة العقلية
فيما يلي بعض المعلومات عن الإعاقة العقلية:
هناك العديد من التعريفات للإعاقة العقلية والتي تختلف بسبب وجود أكثر من منظور لها، ومن الناحية الطبية فتعرف الإعاقة العقلية على أنها نوع خاص من الإعاقات التي تصيب الإنسان بسبب وجود مشكلة في اكتمال عمر دماغ الإنسان، أو لوجود إصابة في المراكز العصبية للإنسان قبل الولادة أو بعدها.
هناك ما يعرف بالتعريف السيكومتري للإعاقة العقلية والتي ينظر إليها من خلال مقياس ذكاء الإنسان، وارتباط ذلك بمحدودة القدرة العقلية، وعدم إمكانية إنجاز نشاطات ذهنية محددة تبعًا لانخفاض نسبة الذكاء لذوي الإعاقة، وحسب هذا المنظور فإن الأشخاص الذين تقل نسبة الذكاء لديهم عن 75 يُعدُّون من المصابين بهذا النوع من الإعاقات.
عادة ما يتم مقارنة المعاق عقليًا بأقرانه من نفس الفئة العمرية، ويبدو التباين واضحًا من خلال ما يستطيع أقرانه إنجازه ذهنيًا، في حين أنه يعجز عن إنجاز نفس العملية الذهنية على بساطتها.
ينعكس القصور الذهني للشخص المعاق علقيًا على اكتساب اللغة، والمهارات الأكاديمية، كما يؤثر على قدرته على تذكر الأشخاص والأحداث، ويؤثر في السلوكيات، والانفعالات مع المواقف والأحداث اليومية، والأداء الاجتماعي في التواصل مع مختلف شرائح المجتمع.
أنواع الإعاقات العقلية
تختلف درجة الإعاقة العقلية بحسب درجة الإعاقة والتأثير على قدرة المعاق عقليًا، وتقسم الإعاقة العقلية بحسب شدتها إلى ما يلي:
الإعاقة البسيطة: يكون لدى الأشخاص المصابين بهذا النوع من الإعاقة قدرة محدودة على التعلم، ولهم قدرات لا بأس بها يستعطون من خلالها العمل، وممارسة بعض النشاطات بشكل طبيعي، لكنهم يبقون في حاجة إلى المتابعة والرعاية.
الإعاقة المتوسطة: يكون لدى هؤلاء قدرات معرفية وعقلية محدودة، لكنها تقل عن قدرة المصابين بالإعاقة البسيطة، وبالرغم من ذلك فهم يمتلكون القدرة على ممارسة بعض النشاطات في الحياة، لكنهم يحتاجون إلى إشراف ومتابعة دائمة على كافة الأعمال.
الإعاقة الشديدة: في هذه الحالة يكون لدى المصابين قدرات محدودة جدًا، حيث يستطيعون فهم المعلومات الأساسية فقط، كما يتزامن ذلك مع وجود حالة من العجز البدني، بالإضافة إلى صعوبة شديدة في التواصل مع الآخرين تتمثل في ثقل الكلام، ويحتاج هؤلاء إلى رعاية نوعيّة يتم من خلالها الإشراف على مختلف أعمالهم، ونشاطاتهم الخاصة.