:
:
:
:
يقول علماء النفس
إن كثيراً من الهموم والضغوط النفسية سببه عدم الرضا
فقد لا نحصل على ما نريد
وحتى لو حصلنا على ما نريد فقد لا يعطينا ذلك الرضا التام الذي كنا نأمله
فــ الصورة التي كنا نتخيلها قبل الإنجاز كانت أبهى من الواقع
وحتى بعد حصولنا على ما نريد فإننا نظل نعاني من ..
قلق وشدة خوفاً من زوال النعم
/:
:
الراحة هي المُبـتـغــى الذي لا يبلغ في الدنيا
والسعادة هي الغاية المأمولة من الحياة بأسرها
والرضا هو السبيل إليهما معاً
/:
:
كثير من الناس غير راضين على أحوالهم ولا عن أنفسهم .!
ولا عن شيء قد حققوه في حياتهم
فهم متأسفون على ما مضى إذ لم يجمعوا مالاً ولم يصيبوا جاها
ولو جمعوا مالاً أو اصابوا جاها فهم ساخطون على أفعالهم فيهما
وكثير من الناس غير راضين عن شئونهم ولا أرزاقهم
وربما نما السخط على أنفسهم
فهم يتقلبون ليلاً ونهارا بين مشاعر سخط وأفكار أسف
لا يعرفون للرضا طعما ولا يتذوقون له لذة .!
/:
:
الرضا بالحال يجلب لصاحبه طمأنينة النفس وهدوء البال
ويشيع البهجة في حياته فرحاً بكل قليل
:
أما السخط فما يزيد الانسان إلا اضطرابا دائما
وتمردا وحقداً وحسداً وكآبة مهما تعددت عنده الخيرات
فهو دائماً يريد المزيد بل ويشعر داخل نفسه أنه لا يملك إلا القليل .!
والشعور بالرضا على الحال مقدور ممكن
/:
:
من سعى نحو الرضا مخلصاً ملأ الله قلبه بالرضا مهما زخرفت الدنيا أمامه
فلا يتأثر بما يجد عند غيره
فالصادق غني و الكاذب في ضيق دائما
و التقي غني والفاسق في وحشة مستمرة
وفاعل الخير غني وفاعل الشر متحسر من سوء عمله
و العالم غني بعلمه و الجاهل فقير لضيق وعيه
و الصابر غني مستبشر بجزاء صبره والقانط حزين
و الواصل لرحمه غني والقاطع لرحمه فقير مهما كان عنده من المال
والبار لوالديه غنى ببركة بره و المسيء لهما فقير محروم من نعمة البر
و المتصدق الكريم غني لأن الله تعالي يخلفه جزاء عطائه بل ويضاعفه له
و البخيل مهما كثر ماله فقير لأنه يشعر بأنه يريد المزيد
والذاكر لله تعالى غني واللاهي عن ذكره فقير
والمطيع لله تعالي سعيد غني والبعيد العاصي فقير شقي
77
7
فمن يفتقد هذه الصفات الحسنه لا يعرف للسعادة طريقاً
مهما تناثرت عليه الثروات والنعم
لم يشعر بقيمتها بل يعيش دائماً مضطرب الاحوال ضيق الصدر
/:
:
فـــ لو رضينا بما عندنا سعدنا ولو سخطنا شقينا
ولو رضينا بالقليل من الطعام شبعنا ولو رفضنا وتبطرنا شعرنا بالفقر
ولو رضينا بما عندنا من ملبس ومسكن هدأ بالنا
ولو نظرنا لما هو أعلي منا تعبنا
فــــ لماذا لا نرضي وقد يأتي يوم تفحص فيه الأعمال
ويكثر فيه الزلزال وتشيب فيه الأطفال .؟
لماذا لا نرضي ونحن نعلم أن أيامنا القادمة هي بقية أعمارنا
فإذا كنا نحلم بالغنى فإن خير الغنى غنى النفس
وخير الزاد التقوى وخير ما ألقي في القلب اليقين
فـــــ ارض بما قسم الله تعالى لك تكن أغني الناس
:
مع التحية والتقدير ..
: