لا تسيء الظن

📖 لا تسيء الظن :

ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﻫﺔ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺣﻴﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﺳﻴﺪﻱ ﻷﻧﻲ ﺃﻋﻤﻞ ﻧﺎﻃﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﻓﻴﻠﺘﻪ ، ﻭﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻻ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ.

ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺭﺁﻧﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻟﺘﻘﻂ ﻛﻴﺴﺎ ﻓﻴﻪ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻃﻌﺎﻡ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮ ﺷﻴﺌﺎ ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﺟﺪﺕ ﻛﻴﺴﺎ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﺗﺒﺎ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺍﺷﺘﺮﻱ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ ، ﻟﻢ ﺃﻫﺘﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﻭﻓﺮﺣﺖ ﺑﻪ.

وكان ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺃﺟﺪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻭﻫﻮ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺨﻀﺎﺭ ﻭﺣﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻜﻨﺖ ﺁﺧﺬﻩ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺭﻭﺗﻴﻨﻴﺎ ﻭﻛﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻧﺎ ﻭﺯﻭﺟﺘﻲ ﻭﺃﻭﻻﺩﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻐﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺴﻰ ﻛﻴﺴﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ؟

ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺠﻠﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻗﺪ ﺗﻮﻓﻲ ﻭ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ، ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﺗﻌﺲ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻐﻔﻞ ﻟﻢ ﻳﻨﺲ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ﻗﺪ ﺳﺒﻘﻨﻲ ﺇﻟﻴﻪ!

ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺍﻟﻜﻴﺲ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻩ ﻣﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺳﻮﺀﺍ ، ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺃﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﺃﻭ ﺍﻥ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﺁﺧﺮ ، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻠﻤﺘﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ : ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺗﺐ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻟﻚ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﺗﺸﺘﻚ! ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﺍﻵﻥ؟

ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺃﺑﺮﺭ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺳﺒﺒﺎ ﻣﻘﻨﻌﺎ .. ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻜﻴﺲ ، ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﻭ ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻜﻴﺲ؟ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺳﻴﺪﻱ.

ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻧﺘﺒﻬﺖ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ؟ ﻓﻬﻞ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﻴﺲ؟ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺃﺭ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﺳﻴﺌﺎ ﺳﻮﻯ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ.

ﻓﺎﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺳﻴﺪﺗﻲ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭﻝ ﻋﻦ ﻃﻠﺒﻲ ، ﻭﻋﺎﺩ ﻛﻴﺲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﺳﺘﻠﻤﻪ ﺑﻴﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﺪﻱ.

ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺷﻜﺮﻩ ﻓﻼ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻲ! ﻓﺸﻜﺮﺗﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ : ﻻ ﺗﺆﺍﺧﺬﻧﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻛﻮﺍﻟﺪﻱ.

⁉️ﻛﻢ ﻧﺴﻲﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺸﻌﺮ.

مشراق ,ابراهيم ,عاشق الليل ,قلب العنا ,fateenah و 1 آخرون معجبون بهذا

سلطان الزين

قصّة فيها دروس كثيرة ومعبّرة ونحتاجها في حياتنا اليوم...

حقيقه وقفت امامها كثيرا ويعجز اللسان عن التبيان...
اشكرك ومن قلبي

همس الاحساس معجب بهذا

عوافي ع المرور الطيب
لا خلا ولا عدم

الله يعطيك العافية ...
تحياتي

همس الاحساس معجب بهذا

حسن الظن مطلب ومقدم بالمواقف
لكن أيضًا التعامل الحسن مطلوب
الإنسان يفرح بلغة جسد فيها ود
أو كلمة طيبة أو اِبتسامة خفيفة حتى بدون كلام ..

شكرًا لكِ على القصة

تحيااتي

همس الاحساس ,fateenah معجبون بهذا

عوافي ع المرور الطيب
لا خلا ولا عدم

عاشت الايادي على الانتقاء الجميل
ولاحرمنا جديدك القادم
ودي

تسلم الأيادي
ننتظر المزيد

نحن في زمن إساءة الظن !!
وقد نشاهد هذا الأمر كل يوم ، وربما نشارك من يسيئون الظن ونشجعهم بتعليقاتنا عندما يذكرون لنا مواقف حدثت لهم ،
احدهم طلب شيئا من عامل او موظف او صديق فلم يلبي طلبه فظن انه تعمد اهمال طلبه ،
واحدهم سلم على صديقه فلم يرد فغضب عليه وقال عنه انه متكبر ،
وآخر اتصل بصديقه فلم يرد فقال انه تعمد عدم الرد ،
والآخر ارسل عبر الواتس فلم أرد عليه فقال لي انك تعمدت ألا ترد وقد كنت متواجدا في حالة الواتس ،
حتى عندما نشاهد مقطعا لتصرفات احدهم نحاول ان نبحث عن الخطأ ، وهذا ايضا لأننا نسيء الظن ،
بل سوء الظن هدم بيوتا وانهى علاقات ،
وربما وصل لأسوء من ذلك ،

قصة جميلة وفيها دروس وعبر من له قلب فسوف يتعلم منها الكثير ،
وقد نهى الله سبحانه عن الظن ،
قال تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) سورة الحجرات آية ظ،ظ¢
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تنافسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانًا كما أمركم، المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى ههنا، التقوى ههنا )


همس الاحساس

شكرا لك على الانتقاء والطرح المميز والمفيد والله يسعدك

fateenah معجب بهذا

..



قصة اكثر من رائعة
شكرا على روعة الطرح وحسن الاختيار
وتميزك دوماً في طرح كل ماهوراقي ومميز
فلك مني شكري وعظيم امتناني
دمت بكل خير