|
ركن حروف العشق اليومية ) ~ |
![]() |
|
حروف القصص والحكايات لمحبين القصص والروايات |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||
|
||||||||||
![]() ![]() في ذاك الجزء الآخر من المدينة حيث لا يقيم أحد ، و حيث بقايا منازل قديمة و أثرية و شوارع طويلة ممتدة متقاطعة بلا شئٍ تفضي إليه أو يفضي إليها .. بحثَ عنها! كان يجلس في الصالة يستمع لألبومه المفضَّل – طقسه المتكرِّر كلَّ سبت بإعادة الإستماع إليه و استعادة تلك الأيَّام حين سمعه لأول مرَّة و تاريخ ذاك الماضي بأشخاصه و روائحه وجوِّه الصيفيّ الحارّ فكأنَّه يتنفَّس تلك المشاعر و يمسك بتلك الَّلحظات – قاطعه صوت مكنسة في الفناء الخلفيّ و سميرة تمرِّرها على الأرضيَّة ، صوت احتكاكها بالأرض والتراب وتارةً على الحائط تزيل أيَّ آثار غبار وحشرات باقية ، حدَّةً صوتها و هي تدندن بحريَّة و ثقة مغنِّي أوبرالي بلغةٍ لا يفهمها هو ! فهو عدا كلماتٍ أو بالأحرى ايماءات معيَّنة لم يستطع التواصل معها بلغتها الغريبة عليه و لا هي معه. استغرق فترة و هو مستلقٍ على الأريكة ينظرُ للسقف، في سماع سمفونية ألبومه و أصوات أخرى دخيلة عليه حتَّى اعتاد ذلك ، وواصل يطقطق في جهاز اللابتوب و يدوِّن على ورقة خطرفةٍ ما حتَّى مضت نصف ساعة تقريبا حين لا حظ أنَّ صوت المكنسة و صخب الفناء الخلفيّ قد تلاشى و عاد صوْت موسيقاه و لا يعكِّر صفوه أيّ ضوضاءٍ كانت ! فابتسم و نادى على العاملة يريد إرسالها لبضعةِ أغراضٍ من البقالةٍ و انتظر …. نادى ثانيةً بصوتٍ أعلى و لكن لا شئ سوى هدوء وموسيقى تتردَّد بلا متسمعٍ الآن ! مشى ناحيةَ المطبخ و الفناء الخلفي و مدخل المنزل و لم يجدها ، وحاول العودة بأفكاره و ذاكرته للوراء .. هل أرسلها مُسبقاً ؟ هل كان صوْت غنائها محضْ خيال ؟ هل يفزع و يهاتف شخص ما ؟ ربَّما محمد حسن الذي دلَّه عليها ! و ندِم على أنَّه لم يعطها هاتفا ، وفكَّر ” لكن و ما نفعُه و نحن بالكاد نتفاهم ” ! خرَجَ إلى الشَّارع الأمامي لمنزله ليجد رصيفاً خاليا في عطلة السَّبت ، إلاَّ من سيَاراتٍ بعيدة و أصوات مُبهمة هنا و هناك و أخذ ينظرُ يمينه و يساره ، نوافذ مفتوحة و أخرى لا يرى من خلالها سوى سوادٍ معتم ، أصوات أطفال و ضحكات ، محلاَّت مفتوحة على مشراعيها و لا أثرَ لسميرة فيها ، سماء زرقاء محايدة لا توحي بأيِّ شئ ، مساحات واسعة و أراضي قفْر خالية ، كلّ شئ كان رتيباً مرتَّباً كعادته ” و لكن أين هي ؟؟! ” تساءل في نفسه و قد بدء خوفٌ ينال منه ! توقَّف بعدها و تساءل ، هل يتقدَّم و يواصل البحث وهل من فائدة ؟ هل سيجدها ؟ أم أنَّه أضاعها للأبد و لن تجد هي في مدينته هذه من يتحدَّث لسانها ! حينها و إن حدث لها مكروه لن يسامح نفسه في لا مبالاته بأدنى حقٍّ من حقوق الإنسان في تواصلٍ و تفاهم ، حرمها و حرم نفسه منه ! وأخيراً و على مضض في ذاك الجزء الآخر من المدينة حيث لا يقيم أحد ،و حيث بقايا منازل قديمة و أثرية ، و شوارع طويلة ممتدة متقاطعة بلا شئٍ تفضي إليه أو يفضي لها ، بحثَ عنها ! كان هذا الجزء من مدينته كسابقه بارد لا حياة فيه و استغرب هو لهذا ، أيعقل أنَّ حياتهم أضحت مثلها مثل مدينة خالية قلْباً و قالباً ؟!! و انشغل بالتساؤل عن ما أتي لأجله لوهلةٍ قصيرة حتَّى استعادت ذاكرته ترتيبها و أولويتها فعاوده حظَّه العاثر و فشلْت محاولة بحثه فعاود منزله . ألقى بظهره على الكرسيّ الهزَّاز ونظر نحو السَّقف مجدَّداً ! نظرَ إليه مليَّاً حدّ التعب و انتابه احساس بأنَّ جسمه و عيناه في حاجة ماسَّه للنوم و لكنَّ شيئاً ما داخله لا يستجيب و كأنَّ منبِّهاً قد سرى داخله ليبقيه مستيقظاُ حدّ التعب ، لا سبيل لنومٍ و أحلامٍ ! أغمض عينيه ووضع كفَّيه على وجهه يدعو و يتنهَّد و ينظر من خلال ظلام عينيه لما ترسمه مخيَّلته من صورٍ و أضواء عشوائية لا تنتهي ، تتولَّد من لا شئ إلى لا شئ ، فتح عينيه ليجدها واقفة أمامه تنظر بابتسامة ، تقدَّم نحوها في فزع كمن رأى شبحاُ يتوقَّع أن يلمسه فتخترق يده الناحيةَ الأخرى ، سألها بانزعاج و دهشة : ” أين كنتِ ؟ لقد بحثتٌ عنكِ ! ماذا حدث ؟” و لم يبدو عليها أيَّ أثر لفهمٍ و اضح وواعٍ لما قال ، لكنَّها ناولته كيساً لخضروات و آخر لأغراضٍ أخرى ، فخمَّن أن لا بُدًّ أنَّها بادرت و ذهبت لركنٍ ما خفيّ في السوق دون أن تكلِّفه مشقَّة أن يكتب لها قائمة و ساعة أوربَّما أكثر من الشَّرح ! لم يكن هناك من إجابة أو ردّ يُقال فذهبت هي و شقَّت طريقها نحو المطبخ و ظلَّ هو مذهولاً بما حدث أو تخيَّل حدوثه و ما كان من ردّ فعلٍ له ، هل تمادى حين بحث عنها ؟ أكانت وحدته ووحدة مدينته السَّبب في سذاجته ؟ و في قلقه الزائد عن الحدّ ؟ أتجعلُ الوحدة و السكون و الأيَّام المتشابهات منَّا سُذَّج أو مغالين اتجاه أمور عابرة و روتينية ؟ ابتسم و بصوتٍ مسموع قال : ” على كلّ حال فأوَّل خطوة لحلٍّ ما ، أن يتعلَّم أحدنا لغة الآخر!” |
![]() |
#4 |
![]() ![]() |
![]() كـــ العادة إبـداع رائـع وطرح يـسـتـحـق المتـابـعـة بـــــ انتظار الجديد القادم . . مع التحية والتقدير ..
|
![]() ![]() : ![]() : شكراً لكِ اختي الغالية / القمراء : ![]() : :
![]() |
![]() |
#8 |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#9 |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
#10 |
![]() ![]() |
![]() جميلتي eyes beirut مشكوره على القصه الأكثر من رائعه ربي يعطيك الف الف عاااااااااااااااااافيه الله لا يحرمني منك ولا من جهودك انتظر قادمك الاجمل بكل ود وشوق لروحك فراشه ملونه ترافق دربك
![]() |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
عامِلة, قصيرة, قصَّة |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الرحلة قصيرة جداً | مسگ | حروف ❖النافذه الحره ❖ | 11 | 20-Jul-2017 12:57 PM |
الرحلة قصيرة جدا | همس الاحساس | حروف ❖النافذه الحره ❖ | 6 | 19-Dec-2016 07:04 PM |
موديلات فساتين نوم قصيرة | عابر المحيطات | حروف انوثة طاغيه | 10 | 14-Aug-2016 01:26 PM |
رسائل قصيرة من القلب | الغـامضه | حروف ❖النافذه الحره ❖ | 8 | 22-Oct-2009 02:09 AM |
قصة قصيرة و ممتعة | سحر العيووون | حروف القصص والحكايات | 5 | 13-Jun-2008 08:03 PM |