:
:
وإن أصابك حُــــــــــزن تــفــاءل
بأن من جعل للحزن سـبـبـاً جعل للفرح أسباباً
فإن مع العسر يسرا
رسالة لكل مهموم ومغموم ومحزون
لا تحزن وهي خطاب لكل مصاب ومبتلى
وكُل من سحقته المشقة والعناء تقول له: لا تحزن
وهي نداء لكل من أحدقت به المصائب
وأحاطت به النكبات وخنقته الأزمات تقول له: لا تحزن
:
إن مع العسر يسراً فكِّر واشكُر
ما مضى فات يومك
بـعـد الــجـــوع شــــبــع
وبـعــد الــــظـــمــأ رِي
وبـعــد الـــــســهــر نـــــــوم
وبـعـد الـمـرض عـافـيـة
وبـعــد الـفـقــر غـــــنـــــى
وبـعـد السجن حرية
سوف يصل الغائب
ويـهـتـدي الـضـــــال
ويُـفــك الــعـــانـــــــــي
ويـنـقـشــع الـظـلام
:
فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ [المائدة:52]
بشر الليل بصبح صادق يطارده على رءوس الجبال ومسارب الأودية
بشر المهموم بفرج مفاجئ يصل في سرعة الضوء ولمح البصر
بشر المنكوب بلطف خفي وكف حانية وادعة
إذا رأيت الصحراء تمتد وتمتد فاعلم أن وراءها رياض خضراء وارفة الظلال
لا تحزن لأنك بحزنك تريد إيقاف الزمن
وحبس الشمس وإعادة عقارب الساعة
والمشي إلى الخلف ورد النهر من مصبه
لا تحزن لأن الحزن كـــــ الريح الهوجاء تفسد الهواء
وتبعثر الماء وتغير السماء وتهلك الحديقة الغَنَّاء
لا تحزن لأن المحزون كـــ نهرٍ أحمق ينحدر من البـحر
ويصب في البـحر
وكَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً [النحل:92]
وكـــــ النافخ في قربة مثقوبة
وكـــ الكاتب بأُصبُعه على الماء
لا تحزن فإن عمرك الحقيقي سعادتك وراحة بالك
فلا تنفق أيامك في الحزن ولا تبذر لياليك في الهم
ولا توزع ساعاتك على الغم
ولا تسرف في إضاعة حياتك فإن الله لا يحب المسرفين
لا تحزن فإن مع الحزن والأسى واليأس زيادة في أسفك وهمك وغمك
لا تحزن وأنت تملك الدعاء
وتجيد الانطراح على عتبات الربوبية
وتحسن المسكنة على أبواب ملك الملوك
ومعك الثلث الأخير من الليل
ولديك ساعة تمريغ الجبين في السجود
:
مع التحية والتقدير ..
:
: