:
:
:
عظّم الله تعالى حقَّ الوالدين
حين عطفه على حقِّه سبحانه فقال جلَّ وعلا:
﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ
أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴾
:
:
ما أروعَ الحياةَ في رحاب الإسلام
حيث الطريق الصحيح الذي يُنير للمسلم دُنياه
ويَحفظه مِن عذاب النار في أُخراه
هذا الطريق يَسلكه مَن عَمَّر الإيمانُ قلبَه
فإن الإيمان هو جوهرُ الدِّين
والعقيدةُ الصحيحة هي قاعدتُه السليمة التي يَنهض عليها
وهي الدافع القوي إلى العمل الصالح
والانحرافُ عن العقيدة الصحيحة مَهْلكة وضَياع
والفردُ بلا عقيدة ربَّانيَّة يكُون فريسةً للأوهام والشكوك
التي ربَّما تتراكم فتحجُب عنه الرؤية الصحيحة لدُروب الحياة ورسالتِه فيها
والمجتمعُ الذي لا تَسُوده عقيدةٌ ربَّانيَّة ..
هو مجتمع بهيميٌّ وَحْشيٌّ هَمِجيٌّ
يَفقد كلَّ مقوِّمات السعادة والطمأنينة
وإنْ كان يملكُ كلَّ مقومات الحياة المادِّيَّة
والتي كثيرًا ما تقودُه إلى الدَّمار والانحلال الاجتماعي والأخلاقي
كما هو مُشاهَد في بعض المجتمعات الغربيَّة
التي تملك قوة مادِّيَّة ولا تملك عقيدة إيمانيَّة صحيحة
:
:
بر الوالدين من أفضل أنواع الطاعات التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى
لأن الوالدين هما سبب وجود الأبناء في الحياة
وهما سبب سعادتهم
فقد سهرت الأم في تربية أبنائها ورعايتهم
وكم قضت ليالي طويلة تقوم على رعاية طفلها الصغير
الذي لا يملك من أمره شيئاً
وقد شقي الأب في الحياة لكسب الرزق وجمع المال
من أجل إطعام الأبناء وكسوتهم وتعليمهم
ومساعدتهم على تحقيق أحلامهم
:
:
إن البارّ بوالديه لا يطيق أن يتأذى أحدٌ منهما
فإن حزنا أفرحهما وإن غضبا رَضَّاهما وإن بكيا أضحكهما
:
:
إن من تمام الوفاء وكرم الأخلاق التي جاء بها الإسلام
أن يحسن الإنسان إلى من أحسن إليه
وفي هذا يقول الحق جل وعلا :
هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ
:
. .
:
اخواني وأخواتي الكرام في / حــروف الــعــشــــق
77
7
آباؤكم هم الدار التي تجمع شملكم
وتحميكم من بأس عدوكم وتدفع عنكم آفات الأيام
فإذا هدمت تفرق جمعكم واستضعفكم الناس
وأصبحتم شتاتاً متفرقين
قل أن يجتمع شملكم كما لو كان آباؤكم يعيشون بينكم
يحترمكم الناس ويعزونكم إكراماً لآبائكم
فإذا فقد أحدكم أباه شعر بالذل ووصف بعبارة الأسى
" مــســـكـــيــــن يــتـــيـــم "
فاتقوا الله في آبائكم وأدوا إليهم حقوقهم
وأجهدوا أنفسكم في كسب رضاهم
فهم الذين بذلوا أموالهم وسعادتهم من أجلكم
وهم الذين أعطوكم من غير منٍّ ولا أذى
راجين حياتكم وتعطونهم أنتم مع المن والأذى مرتقبين مماتهم
أطيعوهم والتزموا الأدب معهم ماداموا عندكم
ولا ترفعوا أصواتكم فوق أصواتهم
ولا تنظروا إليهم بعين الغضب
بروهم ولاطفوهم وأحسنوا إليهم
ولا تحرموا أنفسكم الجنة بعقوقهما والتقصير في حقهما
:
مع التحية والتقدير ..