أنواع ما في اللغة العربية
اللغة العربية
تعدُّ اللغة العربية أكثر اللغات السامية تحدثًا وواحدة من أكثر لغات العالم انتشارًا، يتركَّز معظم متحدّثي اللغة العربية الذين يبلغ عددهم 467 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي تعرف بالوطن العربي، بالإضافة إلى عدد من المناطق المجاورة، وبذلك فهي رابع أكثر اللغات انتشارًا ومن حيث المستخدمين على شبكة الإنترنت أيضًا، تأخذ اللغة العربية أهميتها كونها لغة مقدّسة عند المسلمين فهي لغة القرآن الكريم، وكان لانتشار الإسلام أثرًا كبيرًا في انتشارها وعلوّ شأنها، إذ كانت لقرون طويلة لغة العلم والفنون والأدب والحضارة في العصور التي ازدهرت فيها الدولة الإسلامية، وقد أثّرت بكثير من اللغات بشكل مباشر أو غير مباشر، وهذا المقال سيتحدث عن أنواع ما في اللغة العربية.
أنواع ما في اللغة العربية
تتميّز اللغة العربية عن غيرها من اللغات بعلم النحو الذي يقوم بالبحث في القواعد الإعرابية وتركيب الجمل، والهدف منه أن يحدد الأساليب الصحيحة لتكوين الجمل ولتحديد مواضع الكلمات ووظيفة كل منها، وفيما يأتي سيتمُّ إدراج أنواع ما في اللغة العربية والتي تعدُّ من أهم القواعد في النحو:
ما الاستفهامية:
تستخدم ما الاستفهامية للسؤال عن غير العاقل والاستفهام عنه، سواء من النباتات أو الحيوانات أو الأشياء مثل: ما ذلك الكتاب؟، كما تستخدم للسؤال عن حقيقة شيء أو صفته سواءً كان عاقلًا أو غير عاقلٍ مثل: ما الإنسان؟، ما الفرزدق بين الشعراء؟، ويحذف ألفها إذا سبقت بحرف جر وتصبح: علامَ، إلامَ، ممَّ، وتأتي ذا بعدها ويكون لها عدة حالات هي:اسم إشارة مثل: ما هذا الشيء؟، اسم موصول مثل: ما الذي دهاك؟، مركبة مع ما وعندها تعرب كلمة واحدة حسب موقعها مثل: ماذا رأيتَ؟.
ما النافية: وتكون ما النافية عاملةً أو غير عاملة، فتكون مهملة وغير عاملة عندما تدخل على الفعل الماضي مثل: ما أكل أحمد، أو على المبتدأ والخبر مثل: ما خالدٌ مقيمٌ، أما ما العاملة هي التي تدخل على الجملة وتعمل عمل ليس فترفع المبتدأ وتنصب الخبر مثل: ما هذا رجلًا، وذلك بعدة شروط هي: لا يتقدم الخبر على الاسم، لا تتبعها إن، لا يوجد إلا في الجملة.
ما الشرطية: تدخل ما الشرطية على الجملة وتجزم الفعلين المضارعين مثل: ما تفعلْ من خيرٍ يحمدْه الناس.
ما الموصولية: وتستخدم لكلّ ما لا يعقل بمعنى اسم الموصول الذي مثل: هذا ما لدي من وقتٍ اليومَ.
ما التعجبية: وتستخدم في التعجب على صيغة واحدة لا تتغير وهي ما أفعله مثل: ما أجمل اللغة العربية.
ما المصدرية: وهي التي تدمَج مع الذي بعدها بمصدر مؤول، وقد تكون مصدرية زمانية إذا دلَّ ما بعدها على الزمان مثل: أبي يقرؤكَ السلام ما دمت حيًّا، وقد تكون مصدرية فقط مثل: سأخبرك بما نسيتَ أمس.
ما الكافة: وهي التي تمنع العامل من القيام بعمله، كاتصالها بإنَّ وأخواتها وعندها يصبح ما بعدها مبتدأ وخبرًا مثل: إنما الرجلٌ كريمٌ، وعند اتصالها بربَّ مثل: ربَّ أحمد ذاهبٌ، وعندها تستطيع ربَّ أن تدخل على الفعل مثل: ربما ذهبت العاصفة.
ما الواقعة: وهي التي تأتي بعد بئس ونعم، مثل: نعم ما قام به الرجل، بئس ما جئت به.
ما الإبهامية: وهي التي تأتي صفةً بعد أحد الأسماء فتكون تحقيرًا أو تعظيمًا مثل: أعطه شيئًا ما، لسبب ما تطلع الشمس من الشرق.
ما الزائدة: هي التي تقع بين متلازمين لصيقين أو بعد إذا مثل: فبما قوةٍ منكم يبنى الوطن، إذا زرتنا أكرمناك.
ما الحجازية وما التميمية
كما هو معروف فإنَّ ما النافية تعمل عمل ليس في دخولها على الجملة الاسمية، لكنَّها أخذت عند العرب حكمان مختلفان في عملها، فانقسمت إلى ما الحجازية وما التميمية، وذلك حسب طبيعة عملها في الجملة وفيما يأتي
الفرق بين ما الحجازية وما التميمية:
ما التميمية:
لقد أهمل التميميّون عمل ما النافية بشكل كامل، وهي عندهم لا تعمل عمل ليس وتبقى الجملة على حالها مثل: ما زيدٌ جالسٌ، وقد احتجوا بالقاعدة القائلة: حقُّ المختصّ أن يعمل وحقُّ الحرف غير المختص ألا يعمل، ويعدون ما حرفًا غير مختصٍ عند دخوله على الاسم والفعل لذلك فهو عندهم لا يعمل.
ما الحجازية:
أعمل الحجازيّون ما بعمل ليس فهي عندهم ترفع الاسم وتنصب الخبر مثل: ما زيد جالسًا، وهي التي نزلَ بها القرآن الكريم، ولكنَّها عندهم لا تعمل إلا وفق عدَّة شروط هي: لا يأتي بعدها إن، لا ينقض نفيها بإلا، لا يتقدم اسمَها خبرُها، لا يتقدم معمول الخبر على الاسم غير الجار والمجرور والظرف، لا تتكرر، لا يُبدل خبرها موجبٌ مثل: ما زيدٌ شيء إلا شيءٌ لا يؤخذ به، لأن شيء الثانية بدل ولذلك لم تعمل ما.
أمثلة على أنواع ما في القرآن
بعد المرور على أنواع ما بالتفصيل والحديث عن ما الحجازية وما التميمية سيُشار إلى بعض الأمثلة حول أنواع ما التي وردت في القرآن الكريم، لأنَّ القرآن الكريم يعدُّ المرجع الرئيس في اللغة العربية وضوابطها وقواعدها، وفيما يأتي أمثلة على أنواع ما في القرآن الكريم:
ما الاستفهامية:
قال تعالى: {عمَّ يتساءلون}، حيثُ وردت هنا موصولةً مع حرف الجر فحذفت منها الألف.
ما النافية: قال تعالى: {مَا هَظ°ذَا بَشَرًا}.
ما الشرطية: قال تعالى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ}.
ما الموصولية: قال تعالى: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ غ– وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ}.
ما التعجبية: قال تعالى: {فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ}.
ما المصدرية: قال تعالى: {لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}،
وقال تعالى: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}.
ما الكافة: قال تعالى: {وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّما عَلَيْكَ الْبَلاغُ}.
ما الواقعة: قال تعالى: {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُم}.
ما الإبهامية: قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً}.
ما الزائدة: قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ}.