:
:
:
:
الأخوة والأخوات الكرام في / حــروف الـعــشــق
:
إن العبادة العظيمة العبادة الشريفة العبادة التي يحبها الله
العبادة التي لو تُـركت يغضب الله
العبادة التي هي عند الله بمكان
العبادة التي هي من أصل التوحيد والدالة على التوحيد-: الــدُعــاء دعاء الله تعالى
هذا الــدُعــاء شأنه عظيم يقرب من المولى
ويبرهن على التوحيد وفيه صدق المناجاة تفرج به الكُربات
وتحقق به الحاجات وتدفع به السيئات وتستجلب به البركات
وتفتح به الجنات وينجي من النار والعذاب الأليم
:
:
الأخـــــــوة الــــكِـــــرام ..
لو سألنا ما هي صفات الــدُعــاء المستجاب ..؟
سيقول كثيرون -:
رفع اليدين والتوجه إلى القبلة
وأكل الحلال والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم
وهذا كله عظيم ومهم
ولكن هُناك في الــدُعــاء أسرار وخفايا ربما تغيب عن كثير من المسلمين ومن ذلك -:
الافتقار .. والاضطرار .. والإسرار
ومن ذلك -:
أن تدعُو ربك شاكياً إليه مظهرا حاجتك
الله يستجيبُ الذي يدعوه مفتقراً إليه
:
تأملوا في دُعاء موسى عليه السلام ماذا فيه .؟
( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ ) سورة القصص24
:
ويعقوب عليه السلام يقول:
( إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ ) سورة يوسف:86
إِنَّمَا أَشكُو لاحظوا اخواني الكرام في / حروف العشق
إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ .. الكربات كثيرة نوائب الدنيا متعددة
ضغوط الحياة شديدة وفي النهاية الإنسان لا بدّ أن يشكو
لا بدّ أن يخرج ما في نفسه وإلا ينفجر
وإذا كان إخراج الحاجة للمخلوق فيه نوع ذل والشكاية للمخاليق ليست حميدة
فــــ إلى من تكون الشكاية إذًا .؟
ومن الذي يستفرغ عنده الشدة والكربة ويشكى إليه الحال .؟
إنـــــهُ الله عــــز وجــــــل
وتكون الشكاية في هذه الحالة سؤال ودعاء بحد ذاته
ولذلك لما نقول - :
أنت القوي ونحن الضعفاء .. أنت الغني ونحن الفقراء
أنت الحي الذي لا يموت ونحن نفنى ونموت
هذه من أسرار الدعاء العظيمة عندما يُخاطب الله بقوته وضعفنا وعزه وذلنا
:
وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي
:
:
عجبا هو يستجيب للدعاء لكن قال:
فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي .. لي في آية الدعاء ما معنى ذلك .؟
معنى ذلك: أننا لا بد أن نستجيب لهُ حتى يستجيب لنا
فكيف نستجيب له .؟
( إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ) سورة الأنبياء:90
بدون دعوة من أحد بدون إلحاح وإنما تلقائياً وفورياً
واستجابة ذاتية إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ
وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا خوفاً وطمعا على خوف وعلى رجاء
وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ منقادين ذليلين عابدين لنا
:
:
الله يُحبُ الإلحاح في الدعاء وأن نُكثر من الطلب
وتواصل بلا ملل ولا كلل ولا يئس
:
:
أن الله كريم فلا بدّ أن يعطي، وبما أنه وعد بالاستجابة
ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
فلا بدّ أن يـســتــجـــيــب
:
:
اللهم آتنا سؤلنا وقنا شر أنفسنا وأقبل بنا عليك
واجعل قلوبنا معلقة بِك وارزقنا الجنة وأعذنا من النار
:
مع التحية والتقدير ..
: