«سوق القرنقعوه».. أجواء تراثية تستقطب الأطفال والعائلات
دشنتها وزارة الثقافة في مقر درب الساعي بمنطقة أم صلال
«سوق القرنقعوه».. أجواء تراثية تستقطب الأطفال والعائلات
الدوحة – الراية:
انطلقت أمس فعاليات «سوق القرنقعوه» التي تنظمها وزارة الثقافة في مقر درب الساعي بمنطقة أم صلال، حتى 24 مارس الجاري، من الساعة 7:30 مساءً حتى الساعة 12 بعد منتصف الليل. وذلك بهدف المحافظة على الموروث والعادات والتقاليد القطرية الأصيلة، فضلًا عن تعزيز الهوية الوطنية، ومواكبة أجواء الشهر الفضيل حيث يحاكي سوق القرنقعوه أجواء «الفريج» وهو الحي القطري القديم بتصاميمه المميزة التي تتماشى مع هذه المناسبة التراثية المميزة. وقد شهدت فعاليات أمس إقبالًا جماهيريًا كبيرًا، حيث توافدت الأسر القطرية والمقيمة للاستمتاع بالأجواء التراثية بالمقر الدائم بمنطقة أم صلال، حيث سلطت الفعاليات الضوء على حقبة من الزمن عاشها الآباء والأجداد، واستمتع الأبناء بالحزاوي والفعاليات الشعبية والتراثية في المسحر والمطوع، وسط أجواء مفعمة بالمرح. وضمن فعالية «المطوع» صدح الفنان محمد حسن المحمدي الشهير ب «المطوع» بأعذب الكلمات، وهو يستحضر التراث الأصيل في أوساط الأطفال، لينهلَ من معينه، ليُعيدهم معه إلى إرث وتاريخ الآباء والأجداد. حيث أكد في تصريحات ل الراية حرصه على المُشاركة في درب الساعي، تأكيدًا للهُوية الوطنية، وتأصيلًا للانتماء. مشيرًا إلى أن المطوع من المفردات التراثية القديمة، حيث يجسد صورة من حياة الفرجان القطرية القديمة، موضحًا أن المطوع كان يتمتع بمكانة خاصة بين الأهالي، وكان محبوبًا ومهابًا، كما أنه كان مسؤولًا عن تعليم الصغار أركانَ الإسلام، وتحفيظ القرآن، والأحاديث النبوية، إضافة إلى التدريب على مهارات الكتابة، والحساب، والخط. مضيفًا: عندما يختم الأطفال القرآن الكريم، يقوم المطوع بتنفيذ التحميدة، وتعني الاحتفاء بهؤلاء الأطفال الذين ختموا القرآن الكريم، وبعدها يقوم الأطفال الذين أتموا حفظ القرآن الكريم بارتداء البشت والغترة والعقال، وإعطائهم سيفًا صغيرًا، دليلًا على الرجولة، ثم يصطحبهم المطوع وهم في المُقدمة، وخلفهم بقية أطفال القرية. وأشاد بدور وزارة الثقافة في حمل راية الحفاظ على التراث القطري الأصيل، وإحيائه لدى الجيل الحالي، وربطه بتراثه، ومن ثم غرس العادات والتقاليد الجميلة والشعبية في نفوسهم، خاصة أن هذه الشخصية ما زالت محفورةً في الذاكرة.
وفي ركن الحزاوي تسرد الفنانة القطرية هدية سعيد، قصص الأطفال من التراث القطري، بأسلوب مسرحي مشوّق، تهدف إلى تعليم النشء مبادئ الصدق والأمانة وعمل الخير ومساعدة الآخرين، من خلال القيم الأصيلة النابعة من التراث القطري. و عبرت الفنانة القطرية القديرة هدية سعيد، عن سعادتها، بتفاعل الأطفال، موضحة أن الحزاوي لها أثر كبير في نفوس الأطفال، فهي تشعر الطفل بالدفء والألفة، ويمكن من خلالها غرس القيم الأخلاقية في نفوس الأبناء، بالإضافة إلى إكساب الأطفال لا سيما من الجاليات العربية بعض المفردات التراثية من الماضي.