مولد ونسب عثمان بن عفان
ولد سيدنا عثمان بن عفان “رضي الله عنه” بعد مرور ست سنوات من عام الفيل في مدينة الطائف في مكة المكرمة، سنة (47 ق.ه – 576 م).ينسب سيدنا عثمان بن عفان “رضي الله عنه” إلى “بني أمية بن عبد شمس بن عبد مناف”، وهم من أكبر سادات قريش في الجاهلية.أم سيدنا عثمان بن عفان “رضي الله عنه” هي “أروى بنت كريز”، وأبوه هو “عفان بن عم أبي سفيان بن حرب”، وأخته “آمنة بنت عثمان”.وبعد وفاة والد عثمان بن عفان تزوجت والدته من “عقبة بن أبي معيط الأموي القرشي”، ثم أنجبت منه 3 أولاد وبنت وهم عمارة بن عقبة، وخالد بن عقبة، والوليد بن عقبة، وأم كلثوم بن عقبة
الصفات البدنية لسيدنا عثمان بن عفان
كان سيدنا عثمان بن عفان “رضي الله عنه” متوسط الطويل، وكان أسمر اللون، ورقيق البشرة، وحسن الوجه، وعظيم اللحية، وكثير شعر الرأس، وعظيم المنكبين، وطويل الذراعين.
كنية سيدنا عثمان بن عفان
يلقب سيدنا عثمان بن عفان “رضي الله عنه” بأبي ليلي وأبي عبد الله، كما لقب أيضاً بذي النورين، وذلك لأنه قد تزوج اثنان من بنات الرسول “صلى الله عليه وسلم”.حيث أنه قد تزوج السيدة رقية بنت رسول الله، وبعد وفاتها قام بالزواج من أم كلثوم بنت رسول الله “صلى الله عليه وسلم”.
إسلام سيدنا عثمان بن عفان
بعد أن أسلم سيدنا أبو بكر الصديق “رضي الله عنه”، بدأ القيام بالدعوة إلى الإسلام لكل من كان يجلس معه في مجالسه ومن يثق به من الرجال، وكان سيدنا عثمان بن عفان في الرابعة والثلاثين من عمره حين دعاه سيدنا أبو بكر الصديق “رضي الله عنه” إلى الإسلام.وقد استجاب لدعوة سيدنا أبو بكر الصديق إلى الإسلام كلاً من سيدنا عثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام “رضي الله عنهم”.وقد ذهبوا إلى رسول الله “صلى الله عليه وسلم”، وتلي عليهم القرآن الكريم، وعرض الإسلام عليهم فآمنوا به، وقد كان سيدنا عثمان بن عفان “رضي الله عنه” رابع الرجال الذين آمنوا بالإسلام.
زواج سيدنا عثمان بن عفان من رقية
كان رسول الله “صلى الله عليه وسلم” قد زوج ابنته رقيه من “عتبة بن أبي لهب”، كما زوج ابنته الأخرى أم كلثوم من “عتيبة بن أبي لهب”، وبعد نزول سورة المسد، أمرهما والدهما “أبو لهب”، ووالدتهما “أم جميل بنت حرب بن أمية” بمفارقة ابنتي رسول الله “صلى الله عليه وسلم”، فقاما بالفعل بطلاقهما من قبل أن يدخلا بهما.وبعد أن سمع سيدنا عثمان بن عفان “رضي الله عنه” بخبر طلاق رقية، سارع إلى طلب خطبتها من الرسول “صلى الله عليه وسلم”، فوافق الرسول وزوجها منه، وزفتها السيدة خديجة بنت خويلد “أم المؤمنين”.
عثمان بن عفان وغزوة بدر
عند عزم المسلمون على الخروج إلى غزوة بدر، كانت السيدة رقية زوجة سيدنا عثمان بن عفان “رضي الله عنه” مصابة بمرض الحصبة، ولا تستطيع التحرك من الفراش.وعندما دعا رسول الله “صلى الله عليه وسلم” المسلمون للخروج من أجل ملاقاة القافلة بادر سيدنا عثمان بن عفان للخروج مع الرسول، إلا أنه قد تلقى أمراً بالبقاء بجانب زوجته لتمريضها.امتثل سيدنا عثمان بن عفان للأمر وظل بجوار زوجته ليمرضها، إلى أن وافتها المنية، فتم تجهيزها وحمل جثمانها وتم دفنها في البقيع، وأثناء عودتهم أقبل زيد بن حارثة على ناقة رسول الله “صلى الله عليه وسلم” يبشر بسلامة رسول الله، وقتلهم للمشركين، وأسرهم لمن بقي منهم.وبعد أن عاد رسول الله “صلى الله عليه وسلم”، وعلم بوفاة ابنته رقية، ذهب إلى البقيع ووقف على قبر ابنته ودعا لها بالمغفرة والرحمة، وضرب الرسول “صلى الله عليه وسلم” لعثمان بسهمه، فبذلك اعتبره مشاركاً لهم في الفضل والأجر والغنيمة.
خلافة سيدنا عثمان بن عفان
سيدنا عثمان بن عفان “رضي الله عنه” هو ثالث الخلفاء الرشدين، فبعد وفاة سيدنا عمر بن الخطاب “رضي الله عنه” وهو ثاني الخلفاء الراشدين، تولى سيدنا عثمان بن عفان الخلافة من بعده، وقد سار على نهج وسنة الخلفاء السابقين، وإن اختلف عنهم في بعض الأمور مثل سياسته في تعيين الولاة.من أبرز الإنجازات التي قام بها سيدنا عثمان بن عفان في فترة خلافته أنه قام باستكمال الفتوحات الإسلامية، وتم إنشاء أول أسطول إسلامي بحري في عهده لحماية الشواطئ الإسلامية من خطر هجوم البيزنطيين.كما قام سيدنا عثمان بن عفان “رضي الله عنه” بتوحيد لهجة القرآن الكريم على لهجة قريش، كما قام أيضاً بتوسيع المسجد النبوي، والمسجد الحرام.
فضائل عثمان بن عفان في الإسلام
من فضائل سيدنا عثمان بن عفان “رضي الله عنه” في الإسلام أنه قام بشراء بئر رومة الذي كان ملكاً لرجل يهودي بالمدينة المنورة، وقد كان لا يشرب أحداً من هذا البئر إلا بعد أن يدفع الثمن، وقد جعل سيدنا عثمان هذا البئر في خدمة المسلمين بعد شرائه لحاجاتهم إليه.كما قام سيدنا عثمان بن عفان “رضي الله عنه” بتجهيز جيش العسرة بنحو تسعمائة وأربعين بعيراً وضم إليه ستين فرساً مما زاد من قوة الجيش، كما قام أيضاً بدفع عشرة آلاف ديناراً وجعلها بين يدي رسول الله “صلى الله عليه وسلم”.
استشهاد سيدنا عثمان بن عفان
قتل سيدنا عثمان بن عفان “رضي الله عنه” ظلماً على يد جماعة مرتدة اختلفت في أهوائهم وأغراضهم، ولكنها اتفقت على عزل وقتل الخليفة، وكان ذلك في الثامن عشر من شهر ذي الحجة عام 35 ه الموافق 656 م، عن عمر يناهز 82 عاماً.