افتح يا سمسم أبوابك نحن الأطفال
افتح واستقبل أصحابك نحن الأصحاب
افتح فرجينا حيينا
دنيانا جمال
"
تعيدنا هذه الكلمات المصحوبة بالموسيقى الحماسية
إلى مرحلة الطفولة لاسيما بين أجيال الثمانينات
وبداية التسعينات، حيث تعلن أغنية شارة البداية عن
بدء عرض حلقات برنامج
[ افتح يا سمسم أبوابك ]
المعني بتقديم محتوى ثقافي تعليمي للطفل العربي
على شاشات التلفزة، والذي انتج بواسطة مؤسسة
الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي عام 1979.
*حلمنا بجادة عشرين وخبرنا صياغة حروف اللغة العربية
ومواقعها في الكلمة* وعبر
[ افتح يا سمسم أبوابك ]
تجولنا أنحاء العالم وتعرفنا على مختلف العلوم بطابع
ترفيهي لايزال عالقًا في وجداننا، من خلال أداء شخصياته
مثل: نعمان وهشام وغيرهم .. وبصوت لينا الأنصاري وخليل زينل.
فما الذي تغير ؟
"
على الضفة الأخرى،
تفتقر اليوم دول مجلس التعاون
الخليجي الأعمال التلفزيونية ذات المسار الثقافي
المشترك والموجه بالذات للطفل، لاسيما في ظل انحسار
دور الأسرة وذوبانها في متغيرات الحياة العصرية.
في المقابل، يتلقى الطفل معايير ومقاييس أخلاقية
وتربوية جديدة ينتجها الإعلام المعولم بأذرعه
المختلفة. ولا عجب أن تتنازع وسائل الإعلام الحديثة
مع القيم المجتمعية السائدة وتعيد تشكيل الهوية
الحضارية للمجتمع بما يتناسب مع القيم الجديدة
"العالمية".
لذا أرى ضرورة
"مأسسة" قطاع التعليم والإعلام من خلال
تطوير الإنتاج المعرفي وإعادة توظيف المواد المرئية التربوية
للطفل بما يسهم في رفع المستوى الفكري والسلوكي
وتوجيه النظام الاجتماعي نحو أنواع المعارف الثقافية،
التي من شأنها أن تحفظ خصوصية المجتمع من كل
دخيل مشوه .
"
فما أحوجنا اليوم إلى
[ افتح يا سمسم ] جديد يطرق أبواب منازلنا
ويعيد تشكيل الهوية ويرسم السلوكيات الأخلاقية للأسرة العربية
والخليجية.
ختامًا الخليج العربي
ليس واحة نفطية فقط كما يصوره البعض
في الأعمال التلفزيونية أو بواسطة الإعلام المرئي/ الحديث،
ورفاهية الاقتصاد التي نعيش في رحابها اليوم لابد أن تكون
الموّجه لأجيال قادمة تفتخر بموروثاتها الثقافية وبلغة الضاد،
بالمشاركة مع وسائل الإعلام الحديثة، بعيدًا عن الرطنة الأجنبية
وهشاشة الفصيح على ألسنة أبناء العرب
فالإعلام حجر أساس لبناء الإنسان والاستثمار في عقله ومخيلته